والله أعلم| الدكتور علي جمعة يرد على قانون مساواة المرأة بالرجل وحكم الشرع| الحلقة الكاملة

والله أعلم| الدكتور علي جمعة يرد على قانون مساواة المرأة بالرجل وحكم الشرع| الحلقة الكاملة - فتاوي, والله أعلم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في برنامج "والله أعلم" لنسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنجيب على كل ما لدينا من تساؤلات ترد إلينا عبر الاتصالات الهاتفية أو الرسائل القصيرة أو الفيسبوك. مولانا الإمام كل عام وأنتم بخير. بخير أهلاً وسهلاً بكم وكل عام وأنتم جميعاً بخير. أي أن بعض التساؤلات ترد إلينا، أو يقول البعض: لقد احتفينا واحتفلنا بصورة ربما لم تكن مسبوقة بسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم هذا العام، فلماذا كان
هذا الفرح بهذا الشكل وبهذه التجليات يا مولانا؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد... الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. بدأ الناس يعلمون معنى الفرح ويعودون مرة ثانية إلى الهوية المصرية. ودائماً كنا نقول إن الهوية المصرية مكونة من أمرين: من حضارة الإسلام ومن اللغة العربية. بدأ الناس مرة ثانية يعودون إلى هذه الهوية المصرية وفي داخل هذه الهوية. يكمن حب النبي صلى الله عليه وسلم وحب أهل بيته على مر عصور المصريين، وهم يحتفون بأهل البيت الكرام. يقول الإمام الشعراني عبد الوهاب المتوفى سنة تسعمائة وخمسة وسبعين هجرية أنه زار أربعين من أهل البيت في مصر. أربعين، يعني نحن
نعرف السيدة زينب والسيدة نفيسة وسيدنا الحسين. هؤلاء ثلاثة أو أربعة زيارات خفيفة لمقام فاطمة النبوية، في اثنتين أو ثلاث [زيارات] لفاطمة النبوية، ولكن هذا زار أربعين [مرة]. كان في القرن العاشر أهل مصر يحبون أهل البيت إلى أن جاء عباس الديب شاعر، وكانوا يسمونه مادح النبي. غلب عليه حب النبي فنطق بشعر الله. فكان عباس، رحمه الله تعالى، هو أبو الأستاذ فريد. الديب ووحيد الديب وسعيد وكذا الأسرة الطيبة، الأسرة نعم أولاد عباس الديب. فعباس الديب رحمه الله تعالى وله ديوان بعضه مطبوع وبعضه غير مطبوع، كان يسكن في السيدة فكان ينظر إلى المسجد هكذا ويقول: "أصل النبي يحبنا، أجملني بنته عندنا". فالروح هذه كانت
موجودة. عباس مات في الثمانينات يعني من... ثلاثين سنة مثلاً أو نحو ذلك أو منذ ربع قرن، لكن الشعب المصري كان هكذا. انظر إلى الحب الموجود في رواية مثل نجيب محفوظ وهو يعبّر في "بين القصرين" عندما ذهب كمال الصغير ليطلب من سيدنا الحسين الدعاء لأن السيدة كانت تزورك. ما هذا يا رب! فهذه الحالة التي هي... أنتَ ترى هذه السنة أنها حالة رفع الغشاوة من الله، فقد كانت هناك غشاوة علينا من النابتة ومن كثرة كلام الإرهابيين والنابتة والدواعش والمُفسدين، وقد ارتفعت، فالحمد لله رب العالمين. أصل النبي حنون وسهل هكذا ولَيِّن، وليس كعباس الدبة الذي يقول الكلام الذي يغنيه المغنون وينشده المنشد والفاصل، ونعود
إليهم. ابقوا معنا، أهلاً بحضراتكم، ونرحب ترحيباً حاراً بصاحب الفضيلة مولانا الإمام الدكتور علي جمعة، وأحد كبار العلماء بالأزهر الشريف. مولانا الإمام، اسمح لي، معي اتصال هاتفي من الفنان الكبير الأستاذ محمد التاجي. أستاذ محمد، أهلاً بك. أهلاً بك يا أستاذ حكيم سيد نور. نعم يا سيدي، أهلاً بك وتحياتي لمولانا. أهلاً يا سيد محمد، أهلاً. أهلاً وسهلاً بك يا سيدي. سؤالي يتعلق بالأحداث التي وقعت بالأمس في تونس بخصوص تأييد قانون المواريث، حيث تجاوزوا النص القرآني وأقروا قانوناً يساوي بين الرجل والمرأة. وبعد ذلك ما حدث أيضاً هنا في مصر أن بعض الإعلاميين العلمانيين ظهروا يؤيدون هذا الموضوع لدرجة أن
هناك... قال أحدهم: "نحن لن نزيل الآيات من القرآن، دعوها كما هي وصلّوا بها صلاة المغرب، لكن هذا القانون لا بد أن يُنفَّذ". وبالأمس تحديداً، ظهر أحد علماء الأزهر وأيد هذا القانون، وهو دكتور في الفقه المقارن. نريد أن نعرف رأي حضرتك في هذا الموضوع بشكل عام، وأشكرك أستاذ. سيوضح لنا الأمر مولانا الإمام وصحابي فضيلة محمد. هو في الحقيقة يا أستاذ محمد أن المسألة تحتاج إلى كلام مفصل وليس مجمل في هذا المجال، وهذا على ثلاثة مستويات. المستوى الأول هو أن تونس بلد لا ينص في دستورها أنها دولة إسلامية أصلاً، وذلك منذ أيام الحبيب بورقيبة
ومجلة الأحوال الشخصية. التي أنشأوها عام ألف وتسعمائة وستة وخمسين، والتي حرّموا فيها تعدد الزوجات، ولكنهم أباحوا فيها الزنا والمخادنة وما حرّمه الله سبحانه وتعالى، لأنه عندما يزني الإنسان لا يُعدّ ذلك جريمة، بينما عندما يتزوج امرأة أخرى تصبح جريمة. هذا الفكر الذي هو موجود في أماكن كثيرة في العالم هو فكر لا علاقة... له بالإسلام، فكون أن الإنسان يتصرف خارج إطار الإسلام فهذا شأنه. هذا الكلام الذي أقرّه القائد السبسي في الرئاسة أو في اللجنة التي تقدم، لكن لم يُعرض بعد على البرلمان حتى الآن، ومن المنتظر أن يُرفض في البرلمان
بخصوص الميراث يا مولانا، بخصوص مساواة الرجل بالمرأة والخروج عن حد المساواة إلى... حَدُّ التساوي يعني أن تأخذ المرأة مثل الرجل والرجل يأخذ مثل المرأة. طبعًا الأخبار مُعَمَّاة في الجانب التونسي، لكن ما وصلنا أولًا لم يكن على هذه الصفة، بل كان على أساس أن الرجل إذا سكت وذهب الولد وأخته إلى القاضي فيعطي لكل منهما مساواة مخالفة لنص ذلك. القرآن إلا إذا رفض المورث هذه المساواة أي يكتب ورقة بأنه رافض لهذه المساواة، هذا التساوي بينهم. هذا التساوي فإذا لم يكتب المورث هذه الورقة، يبقى إذاً يتم التساوي.
وإذا كتب هذه الورقة ورفضها، يرجع الأمر مرة ثانية إلى الشريعة. معنى هذا الكلام ماذا؟ يقول له: فمن شاء فليؤمن. ومن شاء فليكفر لماذا؟ لأن النظام أصلاً ليس مسلماً، النظام أصلاً لا يعترف بأن الدين الرسمي هو الإسلام، ولذلك هو يريد أن يعيش خارج نطاق الإسلام، شأنه شأن أي دولة في العالم تعيش بلا دين، مثل تركيا المنصوص على أنها ليست دولة إسلامية بل هي دولة علمانية، وكذا إلى آخره مثل اليابان. مثل الصين وفرنسا في بداية القرن العشرين، ألف وتسعمائة وخمسة، دستور فرنسا الذي هو لائكي. فإذا هؤلاء الناس لا يريدون الدين، لماذا عندما جئنا في الدستور ثلاثة وعشرين أخذنا الأطر الأولى لبلجيكا لأنها
تُقر الدين؟ هل أنت منتبه؟ لكن هنا كاثوليك، وهنا الإسلام وحضارة الإسلام التي أظلت جميع الناس إذًا. فهذا المحور الأول وهو أن القانون لم يُقر بعد وأنه سيُرفض أو لعله يُرفض أو يُجاب في البرلمان، وأنه لا يدعو إلى التساوي المطلق على سبيل الوجوب بل على سبيل التخيير، وأن هذا ليس شأناً لنا نحن هنا في مصر، لا يصح أن نقيس عليه لأننا دولة إسلامية، لأننا نلتزم بالحقوق. والواجبات معاً وليس التحليق في الفضائل. القضية المحورية الثانية هي الاجتهاد الفقهي المقارن الذي يشير إليه الأستاذ محمد تاجي، والذي أتى بعد هذا التواصل
الاجتماعي الشديد، وهو الدكتور سعد الهلالي. وهناك مشكلة منهجية في طريقة الدكتور سعد الهلالي في عرضه للآراء، هذه المشكلة المنهجية أنه يتكلم بشيء يناقض. أوله أوله آخره وآخره، أ، أوله، كيف يا مولانا؟ علمياً، يعني من الناحية العلمية كلام مركب لا يؤدي إلا أننا نريد أن نصل إلى شيء كائناً ما كان. هو يقول أمس مع المذيع الذي استضافه: "مصر لن تفعل هكذا إلا بعد ثلاثين سنة"، وأنا أقول له كلمة واحدة فقط. بعد الشر أن تفعل مصر هكذا بعد ثلاثين سنة، هذه
الادعاءات بأن ننقل تجربة تونس هي ادعاءات تكررت كثيراً، وكنت أنا دائماً أقول لهم: إن مصر قائدة العالم الإسلامي، ليست مثل تونس. فمصر هي المركز والمكان والمكانة، والشعب الذي أصبح مائة مليون، وهذا الثقل لا يوجد له قياس، فلدينا دراسات وهيئات تدرس. جيداً من غير توجه وتحيز لمذهب معين أو لآراء معينة خارج نطاق الحضارة الإسلامية والنصوص الإسلامية. الأستاذ يقول إن أصل هذا حق، ومن كونه حقاً يجوز التنازل عنه. بالشكل هذا هو نقض تونس، الدعوة التي موجودة الآن والتي تريد أن تستمر
والتي حتى لم يستجب إليها السبسي الغريف في ذلك. أنه لم يستجب إليها السبسي، حيث إنه يجب ترك حقه. في بداية الكلام كان يتحدث على أنه يجوز ترك حقه، وفي نهاية الكلام أصبح يتحدث عن أنه يجب ترك حقه، وهذا وهناك فرق بين "يجوز" و"يجب" طبعاً. أنت الآن تقول ماذا؟ يجوز ترك حق؟ حسناً، هذا ما يحدث في كثير من الأحيان. من العائلات الآن والذي يحدث منذ ألف وأربعمائة سنة أن الأخ يقول: أنا لي اثنان مليون من التركة وأنت لكِ مليون، لكنني أراكِ محتاجة، فخذي مليوناً، المهم أنا سآخذ المليون وأنتِ خذي اثنين مليون. هذا هو التراحم الذي يتحدث عنه الدكتور سعد، "ولا تنسوا الفضل بينكم"، ليس... فضله هذا تراحم وعائلة وما
إلى آخره. حسناً، وهذا ما هو؟ أواجب أم جائز؟ هذا يجوز. طيب، هذا غير مطبق أم مطبق؟ هل القانون المصري يأتي ويمنع هذا الهراء؟ لا يمنعه، لكن القضية ليست كذلك. إذاً ما هي؟ هذا واجب، هذا غصباً عنه سيؤخذ منه. يجب أن نعطي هذا مليوناً. ونصف، وهذا مليون ونصف، لا يصلح. فإذًا نحن نتجاوز النصف بشيء من صياغات ملتوية، والله سبحانه وتعالى وجّه أهل الكتاب في هذا الشأن، ويجب علينا - ونحن أيضًا أهل كتاب لأننا أهل القرآن - "يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون"، لماذا هكذا؟ لماذا وأنت تصوغ تجعل أصل... هناك فرق بين معنى الكلام وبين
مردود الكلام. أنت تخرج لتتحدث عن تونس وتخرج لأن الذي يسألك يسأل عن التساوي المطلق بين الرجل والمرأة، فتأتي قائلاً هذا الكلام الذي فيه تراحم حتى لا يستطيع أحد أن يصطادك ويمسك عليك شيئاً، وفي النهاية يصل بك الكلام إلى أنه يجب... حسناً أنت... بدأتُ ربما أصبحت أجب كيف والتفريق بين الحق وبين الواجب هذا اسمه تشقيق الكلام. تشقيق الكلام هذا يُخفي في النهاية ماذا؟ إننا كما يقول الأستاذ محمد التاجي إننا نترك. اقرأوها يا إخواني في صورة في صلاة المغرب في صلاة المغرب أو صلاة العشاء كما يقول أحدهم. كما يقول أحدهم اقرؤوها في صلاة المغرب أو في صلاة العشاء وليس لكم شأن بنا، حسناً، الشعب ضد هذا،
الشعب جعل المادة الثانية في الدستور أن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، وليس مصدراً رئيسياً كما كانت في سنة سبعين، لا، المصدر الرئيسي معرفة بـ"أل" التعريف، إنها وظيفة إلى أن تُعرَّف بـ"أل" التعريف. ويقولون إن الرئيس فلان غيّرها بقلب في صفقة سياسية، يعني هذه ثقيلة جداً، يعني تساوي... يعني الألف واللام هنا لها ثمن عند الدعاة هؤلاء، وأنا لست معهم، ولكن معناه أن لها ثمناً. ما هو ثمنها؟ أن الشعب يريد ذلك، الشعب الذي استفتى على الدستور بهذه النسبة الهائلة التي ظهرت يقول... أن أنا مبادئ الشريعة الإسلامية، فلماذا دائمًا سعد يقول ماذا؟ يقول نحكم الشعب، مرة يقول بالاختيار الفقهي، ثم مرة يقول بالاجتهاد المطلق،
ثم مرة يقول لك بالأخذ من القرآن فقط، وبعد ذلك اليوم يقول أنه حكم الشعب. حسنًا، نحن حكمنا الشعب والشعب اختارنا، مبادئ الشريعة الإسلامية وأنشأ محكمة اسمها... المحكمة الدستورية العليا لكي ترى القوانين المخالفة والموافقة. المحور الثالث هو النظام المتكامل. أرى أن الميراث هو نظام متكامل. يقول لي: هناك مقاصد موجودة، نعم هناك مقاصد موجودة، وكم عملنا حلقات هنا لنقول للناس: احذروا أن تظلموا أخواتكم البنات، احذروا أن تحرموهن من الميراث، احذروا أن تنتقصوا كذا، وأن من اغتصب شبراً من الأرض إلى آخره، يعني هذه المآسي متعلقة بتصرفاتنا نحن بأنفسنا أهي. وهل هذه المآسي ستنتهي عندما نساوي بين الرجل والمرأة؟ أبداً أبداً، لن
تنتهي ولا شيء، بل بالعكس ستتفاقم. ستصبح حجة للمغتصب أن يقول لها: أنتِ لكِ مليون وأنا لي اثنان، لكن القانون... يعطيك واحد ونصف، وهذا النصف مظلومية، ولذلك أنا لن أعطيك شيئاً. وهكذا، نعم، هذا يشبه الطلاق الشفوي بالضبط. كل يوم في الصباح، عموم الناس الذين ابتلينا بالفتوى معهم، سيقول لها: "صباح الخير، اصنعي لي شاياً". عندما صنعته، "حسناً، أنت خارج، أنت طلقتني؟" "لا، لم أطلقك". "ولكن الدكتور سعد يقول..." لا يقع، إذًا سنكون في فوضى لأننا سنترك نطاقنا الذي هو دائرة الإسلام. يقول هذا فقه وليس شريعة. يا أخي، أنا لا أعرف ماهية هذه الشريعة إذا كان هذا نص الكتاب ونص السنة وعمل الأمة وإجماع المجتهدين إلى يوم الناس هذا، فيقول:
"الأصل بعض..." مشايخ تونس في الحلقة التي بالأمس، هؤلاء بعض مشايخ تونس أجازوا هذا، لا يا أخي، لا يوجد أحد من مشايخ تونس أجاز هذا، وحتى المفتي أصدر بيانًا ضد هذا الكلام، والأمور مضطربة هناك، ولو أجاز بعض الشيوخ، أنت تقول: لا، نحن لن نأخذ من العلماء لأن هؤلاء العلماء كهنة. وإن نرجع للشعب، حسناً، نحن رجعنا للشعب وتركناهم يختارون. يقولون: دع الناس تختار، سنختار. ها هو الشعب يقول: مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، ولذلك لن يصلح هكذا. ها هو البرلمان أمامك، البرلمان لن يفعل ذلك، فاتركوا هذه الطريقة التي فيها بعض الحق وبعض الباطل وبعض عدم.
التفرقة بين المعنى وبين مردود الكلام وما إلى ذلك، وأنا لا أشبه سعد الهلالي بالخوارج، لا أشبهه حتى لا يأخذ الأمر هكذا ويذهب إلى المحكمة قائلاً إن الشيخ شتمني. أنا لم أشتم أحداً ولن أشتم أحداً ولا أكفر أحداً، وإنما هذا مثال لكي نفهم أن الخوارج جاؤوا وقالوا. لا إله إلا الله تعني لا حاكم إلا الله، فسيدنا علي قال لهم: صحيح، ولكن هذه كلمة حق أُريدَ بها باطل. التراحم واجب والأسرة وكذا، ليست صحيحة. التراحم واجب نعم، ولكن ما علاقة هذا الأمر بالتراحم؟ أنت تأتي في سياق سيُفهم منه [كذا]. خاطئ كما فهمتُ منك قبل ذلك أن الخمر حُلّت وبدأ الشباب يشربون الخمر لأنهم فهموا من الدكتور سعد الهلالي أن الخمر حلال. عندما
تراجع كلامه تجد أنه ليس كذلك، وإنما ساقه في سياق جعل مردود الكلمة عند السامع خاطئاً. قال إن "لا إله إلا الله" تكفي للدخول في الإسلام فقط هو. لم يقل، ولكن الدنيا هاجت وقتها كيف أنك تترك محمد رسول الله. قال: لم أقل هكذا، لم يحدث هكذا. حسناً، وبعد ذلك نحن هكذا سنسبب فتنة لدى الناس، سنقول كلام حق نريد به باطلاً. ولذلك هذا الكلام لا يجوز أن يتم في تلك السياقات لأن هناك فارقاً كبيراً بين مردود الكلمة. على السامع وبين معنى الكلمة في حد ذاتها بالتحليل اللغوي الأصولي المنطقي المعتبر. ونرجو من الدكتور سعد الدين هلالي أنه "ليس
هكذا يا سعد تورد الإبل". هو سعد هنا الذي هو صاحب المثال، لكنها جاءت مع سعد. "ليس هكذا يا سعد تورد الإبل"، الإبل هكذا ستشرق منك، والقضية ليست... قضية شخصية كما يتوهمها بعضهم، القضية قضية أمة وقضية مصادر وقضية دين سنُسأل عنه يوم القيامة. يعني هناك فارق كبير بين بعض المشاكل التي تصدر عن التصرفات السلوكية اليومية لنا وبين المآسي والأزمات التي سوف تصدر أو تنتج عن مثل هذا الكلام في مثل هذه المواقف. والأمور يا مولانا بدون شك نحن هكذا لا نحل شيئاً. نعم، يعني عندما يأتي ويقول لك مثلاً إن أطفال الشوارع سببهم تعدد الزوجات. لا يا أخي، أطفال الشوارع ليس سببهم تعدد الزوجات. تحريم الزواج، سببهم قلة الموارد، سببهم أن الذي يذهب للزواج لا يملك نفقة، سببهم كثرة...
الأطفال هذا سببهم، سببهم عدم الضبط الأخلاقي، سببهم عدم الضبط الاجتماعي. ولذلك عندما دخلنا في مشكلة أطفال الشوارع، استدعاني الحزب الوطني القديم هذا لكي نفعل شيئاً حول منع تعدد الزوجات، فرفضتُ ورفض ثلاثة أرباع مَن كان جالساً في الحزب من أساتذة الحقوق ومن ومن ومن، وأنا مفتي. لماذا؟ لماذا؟ لأن الأسباب التي وضعوها هي علاجاً لمشكلات يمكن أن تُعالج بطرق ونحن داخل الإسلام ونحن داخل الشريعة ونحن داخل حتى الفقه الإسلامي ونحن داخل الاجتهاد المطلوب، ولذلك أنا أُحيل الأستاذ محمد التاجي لسؤاله هذا لأنه في الحقيقة هذه الفتن ناشئة عن عدم المواءمة بين المعنى
وما بينه مردود. الكلمة عند الناس أمانة عندنا، يجب علينا أن نحافظ عليهم يا دكتور سعد أكثر من هذا. اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه. سهام، أهلاً بك، أهلاً وسهلاً. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي يا سيدتي. يا مولانا الإمام، نستمد من حضرتك الطمأنينة. قضية الموت، قضية الموت والعقل. يبقى الموت نعم يبقى العقل قاصراً جداً عن فهم أي شيء رغم ما نقرأه
في القرآن وما ورد في السنة، لكن تناقض المشاعر والنقاء وخاصة بعد وفاة أقرب الناس التي هي الأم، ما زلنا ننظر إلى هذه المساحة الضيقة المغلقة السوداء، والعقل يزدحم بالأسئلة ولا نجد إجاباتها، فأفض علينا من كلماتك. السيد الشاندر أيضاً مولانا، شكراً. المتتبع للكتاب والسنة وكلام السلف الصالح، بل وكلام أهل الأديان السابقة من أهل الأنبياء والوحي الذي أفاض الله علينا به، يتبين أن الإنسان مكون من الجسد هذا الذي حكى الله قصة بدء الخلق على يديه مع آدم، الجسد الذي تدخل فيه الروح، فهذه الروح هي... كائن
لطيف يدخل في هذا الجسد الكثيف ويدخل في الشهر الرابع من الحالة الجنينية ثم يظل فيها إلى الوفاة. هذه الروح تدخل فيها نفس، إذاً فهناك إطار في الخارج كإناء أو ككوب موضوع فيه إناء من الداخل وهو الروح، وداخل الروح موضوعة النفس. النفس هي التي تكون ناطقة ومفكرة. التي ستُحاسَب هي التي هداها الله سبحانه وتعالى النجدين "وهديناه النجدين". هذه النفس هي التي لها درجات عند الله، فمنها نفس أمارة بالسوء، ومنها نفس لوامة، ومنها نفس ملهمة "فألهمها فجورها وتقواها"، ومنها نفس راضية مرضية
مطمئنة، ثم النفس الكاملة. درجات في العلاقة بيني وبين الله سبحانه وتعالى يترقى فيها الإنسان. عن طريق العقل وعن طريق القلب وعن طريق السلوك والجوارح بطاعة الله سبحانه وتعالى ووضوح الأفكار إلى هذه المراتب السبعة، ولذلك قالوا إن النفس لها مراتب ثلاثة إجمالاً وسبعة تفصيلاً. "هو الذي يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها"، فالنفس تخرج من الجسد ويكون لها ثمة علاقة بينها. وبين الجسد فتحدث هذه الحالة التي نعرفها جميعًا والتي تُسمى بالنوم. وهذه النفس لها علاقة قريبة مرتبطة بيننا وبين أجسادنا. عندما تدخل النفس مرة أخرى إلى
الجسد فإنه يستيقظ وتبدأ حواسه بالعمل، ويتفاعل مع ما يظهر له من الكون الذي حوله. إذًا، النفس يمكن أن تخرج وحدها ثم تعود. مرة ثانية، لكن إذا خرجت الروح لابد أن تخرج معها النفس، فالروح مع النفس تخرج وتذهب إلى ربها لأنها تغادر هذا الكون الأرضي، تغادر هذا العالم، ولكن لها إدراك. إذاً الروح بها الحياة ولكن النفس بها الإدراك، وتظل هذه الروح مع هذه النفس ما شاء الله أن يكون وراء البرزخ. البرزخ يعني مكاناً دخلناه لا نستطيع الرجوع منه مرة أخرى، "ومن ورائهم برزخ إلى يوم
يبعثون". وكل هذا موجود في القرآن الكريم. في يوم القيامة ستأتي ساعة وتهدم الكون كله ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، يبقى كالثابت، ثم بعد ذلك تأتي ساعة أخرى وهي ساعة الحشر والنشور، يخلق الله الدنيا مرة أخرى ولكن... يوم تُبدَّل الأرض غير الأرض والسماوات ويحضر كل الناس ويحاسبهم في هذا اليوم، فتعود النفس التي هي داخل الروح لكل جسد من الأجساد. وكل جسد له عجب الذنب، عجب الذنب في آخر السلسلة الفقرية، وهو يعمل مثل الرمز الخاص به الذي بموجبه ستعود الروح التي بداخلها النفس إليه، فهذا تصور. مبدئياً ألَّف فيه العلماء، ألَّف فيه ابن القيم كتاب
"الروح"، وألّف فيه الشيخ مخلوف الكبير "الروح وآثارها الكونية"، وأتوا بالأدلة من الكتاب والسنة وكلام أهل الأديان السابقة أو كلام العلماء من الصحابة والتابعين وغير ذلك. فالقضية هنا لو أننا معنا التصور هذا: الجسد الذي بداخله روح، والذي بداخله نفس. تُحَل كثير جداً من الإشكاليات وتُفَك كثير جداً من إشكالات قراءتنا للقرآن. اسمح لي مولانا، معي الأستاذة مونة. الأستاذة مونة، أهلاً بكِ. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. هل يمكنني أن أسأل فضيلة الإمام الدكتور علي جمعة؟ طبعاً مع حضراتكم. أنا فقط كنت أريد أن أسأل حضرتك بالنسبة أيضاً لنفس... هذا السؤال يكمل الموضوع السابق: المرء في الأحلام يرى أناساً كثيرين وأشخاصاً عديدين، في بعض الأحيان يرى أموالاً، وقد تحذره من أشياء معينة: افعل كذا أو لا تفعل كذا. ما تفسيرها لدى حضرتك؟ أو
عندما لا يستطيع المرء الوصول إلى تفسيرها. يعني المنام على أحد ثلاثة أشياء: إما حديث نفس... العقل الباطن، كما يقولون، مخزون بمعلومات وصور، والإنسان مهموم، يخاف من شيء، يرغب في شيء، فتظهر هذه الأمور إلى العقل الظاهر أثناء النوم الذي ما زالت فيه الروح موجودة، والنفس موجود، والدورة الدموية وكل شيء موجود، حتى نمو الإنسان من الأنسجة ومن الشعر يستمر أثناء النوم، ولكن في النهاية هذا حديث نفس من النوع الثاني. الثاني وهو إلقاء الشيطان. الشيطان يريد أن يخيفك أو يريد أن يشوش عليك أو يريد أن يجعلك هائماً وقلبك مقبوضاً، فيأتي ليلقي أو
يرسل رسائل سلبية، فترى هذه الرسائل السلبية عن طريق إرسال الشيطان لها، وهذا يسمونه الحلم. رقم ثلاثة أن يحدث للروح وللنفس إدراك شفاف ترى فيه عوالم أخرى، وهذا يسمونه الرؤية وعادةً. الإنسان يستيقظ منها وهو منشرح وفي بشرى إلى آخره. أكثر من تسعين في المائة من المنامات أو أكثر ننساها. يعني نحن نحلم تقريبًا كل يوم ولكن لا نتذكر. قد تقول لي إنني عمري ما حلمت مثلًا، لكن لا، نحن نحلم كل يوم تقريبًا وعندما نستيقظ ننسى لأن... كنا نتحدث أنّ ما كان حديث نفس أو كان إلقاءً أو نحو ذلك، عندما تقومين وأنت منشرحة فهذه بشرى وتكون الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو
تُرى له. وعندما تجدين نفسك متضايقة، ابصقي على يسارك ثلاث مرات هكذا، من غير ريق ولا شيء، يعني هو مجرد نفخ، وحينئذٍ هذا البصق... أعوذ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم في كل مرة. استعذ منها وانسَها، ستجد أنك نسيتها. لا تحكها لأحد يا مولانا، ولا تحكها لأحد، ولا تركز عليها، لأنه إذا ركزنا فإن الشيطان يضحك لأنه استطاع أن يشغلني مدة عن أعمالي وعن عمارة الدنيا وعن عبادة الله، وجعل حالي متكدراً. هذا هو عمله، ولذلك لا لا نبدل هذه الفرصة ولا ننساها، ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فنجدها فعلاً أنها نُسيت وذهبت في حال سبيلها. هؤلاء هم الثلاثة: إما حديث نفس، وإما حلم من الشيطان، وإما رؤيا من الرحمن. وفي كل مرة المنام
لا يُعَوَّل عليه، إنما هو ما بين البشرى وما بين الاستعاذة ممن ألقى، ولا نلتفت. إليه اسمح لي مولانا أن آخذ الاتصال الأخير في هذه الحلقة للأستاذة كوثر. الأستاذة كوثر، أهلاً بكِ. عفواً أستاذة كوثر. ألو، تفضلي يا أستاذة كوثر. ألو، ألو، ألو. هل تسمعينني يا أستاذة كوثر؟ هل أنتِ سامعة أم لا؟ كما تفضلت يا أستاذ حسن. أهلاً أستاذة كوثر، تفضلي يا سيدتي. أكلم الدكتور. من فضلك مولانا، مع حضرتك. تفضلي يا سيدتي، أهلاً يا دكتور. علي مثل حضرتك، الحمد لله. تفضل يا دكتور، أنا كنت أصلي قيام الليل بعد الساعة الواحدة أو الثانية، حسناً. فأنا الآن متعبة وأتناول أدوية، يعني لدي بعض الأمراض وأشياء، فأنام مبكراً، فأصلي العشاء وأصلي قيام الليل والشفع والوتر، فأخبرتني ابنة قريبتي. قالت لي إنه ينفع، ينفع
ونصف، ينفع. قال: هل يجوز يا دكتور أم لا يجوز؟ يجوز، يجوز يا دكتور. بعد العشاء؟ نعم، بعد العشاء مباشرة. يجوز، حفظك الله يا دكتور، شكراً، شكراً يا دكتور على تأخيرك، شكراً لك. وفي ثوانٍ معدودة يا مولانا، لمن؟ نعم، بعضنا هكذا، هكذا نحن، يتبرع. هكذا ويقول آراء هكذا لأي شخص ويضيق عليهم أي شخص ربما لا يكون حتى عارفاً بالموضوع من أصله يا مولانا "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً". لا نتحدث بما لا نعرف. مولانا الإمام نصر الدكتور علي جمعة من هيئة كبار العلماء. بالأصل شريف رضي الله عنكم دائماً يا مولانا، شكراً، دمتم في رعاية
الله وأمنه، إلى اللقاء. شكراً للمشاهدة.