والله أعلم| الدكتور علي جمعة يوضح حكم إنكار الصفات الإلهية.. وحكم التأويل فيها| الحلقة الكاملة

والله أعلم| الدكتور علي جمعة يوضح حكم إنكار الصفات الإلهية.. وحكم التأويل فيها| الحلقة الكاملة - فتاوي, والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله بدء كل خير ورأس كل أمر ذي بال. ما أجمل أن نستفتح كل حياتنا ببسم الله الرحمن الرحيم. اللهم ارزقنا أسرارها وبركاتها يا رب العالمين. ونسعد دائماً بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. نواصل معه. هذه القراءة المتأنية جداً لنفهم ما نريد منه دائماً. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتك، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. ونكمل الحديث والحوار عن الصفات الإلهية، ولكن قبل أن أدخل في الأسئلة التي تدور حول
الصفات الإلهية، اسمح لي أن أقدم لفضيلتكم ولمصر والعالم العربي أجمل التهاني بمناسبة السادس من أكتوبر. هذه اللحظات الفارقة في تاريخ مصر وفي تاريخ حياتنا وفي تاريخ الأمة العربية، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. كل عام والأمة المصرية والعربية والإسلامية، بل وأهل الحق في العالم جميعاً ومحبي السلام ومحبي الحق وهم بخير، لأن الحقيقة العاشر... من رمضان والسادس من أكتوبر في سنة ألف وثلاث مائة وثلاث وتسعين من الهجرة النبوية الموافق ألف وتسع مائة ثلاثة وسبعين كان يوماً فارقاً لإحقاق الحق، كان يوماً فارقاً لإعادة الثقة والكرامة لدى الجندي المصري الذي
دائماً ما كان رافعاً للرأس ورافعاً لراية الحق عبر القرون حتى قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصفه وفي مدحه وفي اتخاذ جنداً كثيفاً من أهل مصر لأنهم في رباط إلى يوم القيامة هم وأهلهم، يعني حتى أيضاً من تتزوج شخصاً في العسكرية وقد تعاني شيئاً في الحروب أو في التدريبات أو في غيرها من الأمور على احتمال البعد على احتمال. البُعد والغياب، وكذلك فهي أيضاً مأجورة هي وأولادها، فهم وأهلهم، يعني العسكريون وأهل العسكريين، كذلك الأُسَر، الأب والأم. الأم التي تتحمل شهادة ابنها، فتتسلى بما
أعدَّه الله سبحانه وتعالى له من الخير ومن الجنان. الأمة المصرية ثابتة ومثال لوجودها مثيل في العالم، والجيش المصري، والحمد لله رب العالمين. دخلَ في حروبٍ كلها منذ أن هزم الصليبيين ومنذ أن هزم التتار ومنذ أن صدّ عدوان الرومان ومنذ أن صدّ حتى الهكسوس عند دخولهم بعد استقرارهم واحتلالهم، صدّ الإنجليز وأرجع الحملة الفرنسية خائبةً على وجهها، غيّر خريطة العالم بالفعل ودافع عن الحق. الجيش المصري في أيام محمد علي ذهب. إلى المكسيك للدفاع
عن كثير من هناك، جاء إبراهيم باشا وضرب استنبول وحاصرها، وسيطر على حوض البحر الأبيض المتوسط حتى دعاه أبوه للرجوع. صحيح أن الجيش المصري كان ولا يزال وسيظل -إن شاء الله- درعاً، وكما كان يقول الشهيد أنور السادات: "الآن أصبح لكم درع وسيف". فهنيئاً لأبطال القوات. المسلحة ونلتمس الدعاء من أم الشهيد، ونلتمس الدعاء من أولئك الذين كانوا من المحاربين القدماء، نلتمس منهم الدعاء لأنهم مهيئون لدخول الجنة، من فقد رجله
ومن فقد يده وكذا إلى آخره، صدقته إلى الجنة. فلا يفرق الله بينهما يوم القيامة. الحمد لله أن أبقى مصر تحافظ على المنطقة وتحافظ. على كل هذا البلاء الشرس الذي تعرضت له من أوباش الأرض ومن أسافل الناس الذين باعوا دينهم للكافرين المفسدين، باعوا دينهم من أجل أوهام قدّسوها واتبعوها، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. مولانا الإمام، إذا كان هذا هو العبور الأول الحقيقي، فنحن في عبور حقيقي ثانٍ إلى المستقبل إن شاء الله. الميمون، اسمح لي أن أعود إلى الصفات الإلهية، وسنتحدث عن من
ينكر بعض الصفات الإلهية أو معظم الصفات الإلهية أو من ينكر الصفات الإلهية بالكلية. دعني مولانا أسأل: لماذا كان هناك خلاف حول الصفات الإلهية؟ الذي بيننا وبين الملاحدة هو قصة الصفات، يعني لم نلتقِ بفلاسفة أو... مفكرون ينكرون وجود الله، لكنهم ينكرون الصفات، لكن لم نرَ إلى الآن - نعم، قد ينكر الوجود بعض الشباب الذين يعانون من أمراض نفسية، فيظهر في التلفاز ويقول: "أنا من الأناركية أو من الملحدين، وأنا شجاع، أنا لست أعرف ماذا، أنا حداثي، أنا حداثي"، فهذا مضحك لأنه لم يقرأ هنا وهناك، مما يعني أنه ليس لديه فكر
أصلاً، ولكن الفلاسفة هم السبب. لم ينكر أحد السبب، لأنه عندما نأتي ونقول لهم: "هل يوجد إله؟"، يقول: "لا، لا يوجد إله". فكلمة "لا يوجد إله" هذه توهمك بأنه ينكر وجود الإله، فتقول: "حسناً، ما هو سبب هذا الكون؟"، فيقول: "انفجار، انفجرت فيه". نقطة فسار اسمها الانفجار الكبير وتولَّد من هذا الانفجار دوران، وتولَّد من هذا الانفجار مادة، والمادة تطورت. فبنظرية الانفجار وبنظرية التطور نفسر وجود الخلق. نقول: طيب، أنت توصلت بعكازك
- لأنه هكذا ضرير، أي ليس لديه بصيرة يرى بها ربنا - فقلنا له: حسناً، توصلت بعكازك إلى أن هناك نقطة انفجرت، نعم. مَن الذي فجَّرها؟ قال: امشِ معك، نحن نمشي معك، هكذا كما تريد. حتى أنها كانت مُلْتَئِمة ثم انفجرت. مَن إذاً الذي فجَّرها؟ نعم، يقول: هذا سبب غير رياضي وغير فيزيائي. قلنا له: حسناً، اتفقنا. السبب غير الرياضي وغير الفيزيائي هذا هو ربنا، الله قال للشيء "كن فيكون"، فأخرجه. من العدم الذي يسميه نقطة إلى الوجود، فحضرتك الآن مشيت معنا حتى اعترفت أن هناك سبباً ما فجر النقطة التي تدعيها فصار الكون. حسناً يا صديقي، ولكن هذا
الذي سار يا صديقي، من الذي فجرها؟ فيقول لك: سبب غير رياضي وغير فيزيائي. أي أنه لا يستطيع أن يدركه بالحس، قلنا له: نعم، "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار"، صحيح يا أخي، "وليس كمثله شيء"، صحيح يا أخي. وفعلاً هذه حقيقة: الرب رب والعبد عبد، وهناك فارق بين المخلوق والخالق. قال: ما هذا الأمر سهل. نعم يا سيدي، هناك سبب لكن هذا... سألته عن معنى "سبب محض"، فقال لي: "سبب محض يعني أننا ننسب إليه صفات". قلت له: "نعم، إذاً الخلاف الذي بيني وبينك ليس في وجود الله، فالله موجود، وأنت معترف بوجوده رغماً عنك، وهو السبب. أنت مختلف في صفاته، كونه حياً، كونه عليماً".
أنه مريد، أنه قادر، أنه سميع، أنه بصير، أنه متكلم، أنه يرسل الرسل، أنه ينزل الكتب، أنه هو المحيي، أنه هو المميت، أنه هو الرزاق، أنه هو قال لي: "نعم". ما شأنه بنا؟ حسنًا، سأقول لك شيئًا. قلت له: ماذا؟ قال لي: ليس لدي مانع أيضًا أن أؤمن بكل. هذه الأشياء قلت له: "جميل، إنها خطوة جيدة". هذا حوار مع ملحد يا مولانا. فضيلتك تفترض أن هناك حوارًا مع ملحد. لا، لا يوجد افتراض، فمولانا فعل هذا. هذا حدث هكذا، حدث هكذا. تعالوا يا جماعة، ما هي قضيته؟ الوجود. إن ربنا سبحانه وتعالى له ثلاثة... عشر صفات لدينا في كتبنا، فأنا الآن وصلت معه إلى أنه موجود، التي نسميها
الصفة النفسية. توجد خمس سوالب وسبعة بعد ذلك، خمسة وسبعة وواحد يصبحون ثلاثة عشر الذين ذكرناهم: قدرة، إرادة، سمع، بصر، علم، حياة، كلام. استمر لكي نحفظه، فقلنا لهم: حسناً، إذا كان موجوداً فيكون... انتهينا من ملف واحد من الثلاثة عشر ملفاً. أنكر أنه قال لي هكذا، وقال: "ما رأيك أنه لا يوجد أي أشكال عندي من أنني لم أنكر ولا واحدة منها". قلت له: "حسناً، إذاً سنصل هكذا إلى شيء جميل جداً". فقال: "لكن لا شأن له بنا". قلت له. نعم نعم نعم نعم نعم نعم. إذن أنت لا تنكر الله الآن؟ قال لي: إذن ما أنا؟ قلت له: إنك غاضب منه،
وهذه منطقة يمكننا أن نتحدث فيها بهدوء قليلاً. نعم، يعني هذا، يعني هذا اقتربنا. نعم، إذن أنت مؤمن الآن؟ نعم، أنت مؤمن بالإله الواحد الحي الذي... لا يموت الذي لا بداية له ولا نهاية له، السميع البصير القدير العليم الحق الله. هذا أنت مؤمن به الآن، ولكنك تقول فقط أنه ليس له علاقة بنا. ليس له علاقة بنا! هذه تسمى شريعة، هذا شيء آخر. هو أرسل الرسل وأنزل الكتب وجاء بالوحي لكي يكلفنا بأن نفعل أو لا نفعل. قال. هذا الذي يجنني، هذا الذي يجنني أنا. لا أريد أحداً أن يقول لي صلِّ، ولا أريد أحداً أن يقول لي صُم، ولا أريد أحداً أن يقول لي لا تشرب سيجارة، ولا تمشِ مع هذه، ولا لا تمشِ مع تلك، ولا أعرف عندما تقول لي زوجتك نفسي يكون حلالاً أو أنه... حرامٌ أنْ أتزوج أمي وعمتي، ودعني، أنا لا أريد هكذا، أنا أريد أن أمشي.
"سبهللة"، قلتُ له: أتعرف ما معنى "سبهللة" هذه؟ قال لي: لا، "سبهللة" تعني هكذا، أي كلام. قلتُ له: لا، تعني "دعها على الله"، "سبهللة" تعني دعها، دعها على الله. انظر كيف يجلس ينظر، قال. لي ثقافة، وما هي ثقافة، يعني هو ليس عقيدة. أي أنه سمع هذه العبارة من أبيه أو من أمه أو من غيرهما، ومعناها أنه "دعها على الله" يعني لا تبحث فيها. فانظر، يصبح الذي ينكر الوجود هو ذلك الفتى الساذج ذو الثلاثة عشر أو الأربعة عشر سنة. هذا ينكر الوجود، وهذا ليس منه وليس موجوداً في الفلاسفة الذين ينكرون الذين يقاربون الوجود وينكرون الصفات. هذا موجود ولكن لغرض آخر غير المناقشة الفلسفية، لأن صفات الله سبحانه وتعالى هذه ظهرت في
الكون. ظهر في الكون أن الذي وراءه حكيم، وأن الذي وراءه قدير، وأن الذي وراءه مريد. وأنَّ الذي وراءه قوي وأنَّ الذي وراءه هكذا ظهر في الكون ولذلك إنكارها صعب قليلاً، أما المستوى الذي بعد ذلك، فهناك شخص ينكر الوجود وهذا قلنا إنه غير موجود بين الفلاسفة لكنه موجود لدى الأطفال، وهناك شخص آخر ينكر الصفات، ينكر الوجود وينكر الصفات، وهناك شخص ثالث ينكر. الصفات لكنه ينكر التكليف وينكر الوحي بالإجمال، وهي أنواع ودرجات متعددة. فالدرجة الأولى إنكار الوجود، والدرجة الثانية إنكار الصفات، والدرجة الثالثة الإقرار بالصفات ولكن إنكار الوحي. كل هؤلاء ملاحدة
لأنهم لا يريدون الله سبحانه وتعالى أن يرسم لنا الطريق إليه، فإذاً ليس هناك عبادة وليس هناك تكليف وليس... هناك في الالتزام وليس هناك في برنامج ولا رضا لله ولا أي شيء وينبني عليه إنكار الوحي وينبني عليه أيضًا إنكار يوم القيامة، فإذا متنا سنصبح كالعدم. كيف هذا يا سيدي؟ قال لي هكذا: لا وجود لنا، أرحام تدفع وقبور تبلع، الأمر انتهى. هذه فضيلتنا مع الملاحدة في إنكار الصفات. اسمح لي مولانا
نذهب إلى فاصل قصير ثم نعود إليكم. ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام، هل تم حصر هذه الصفات وبالتالي لم يعد الاجتهاد مفتوحاً فيها، أم أن الاجتهاد مفتوح في صفات الله الواردة في القرآن أكثر من مائة وخمسين صفة لله؟ تعالى والذي ورد في السنة مائة وستون فوق المائة والستين، وعندما جمعنا ما في القرآن وما في السنة وحذفنا المكرر، ظهر مائتان وعشرون. فالمائتان والعشرون محصورون من ضمنهم الروايات المختلفة لحديث أبي هريرة الذي أخرجه الترمذي في "إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة". في ثلاث روايات تختلف بعضها عن بعض، وأيضاً عندما تجمعها تظهر الأرقام التي ذكرتها، وهي المئتان والعشرون
صفة. وقد تحدث عنها العلماء وعاشوا معها، فوجدوا أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول صفات الجمال، والقسم الثاني صفات الجلال، والقسم الثالث صفات الكمال. وقالوا إن حقنا مع صفات الجلال التعلق. وحق مع صفات الكمال التصديق، فإذا تخلق وتعلق وصدق بالله كلهم، يعني حاولوا أن - من أجل أن يحفظها الأولاد - يقفوا عندها هكذا ويُوزنوها، فصفات وجمال وجلال وكمال، هكذا أيضاً آخرها لهم، هكذا تُوزن. كان كل هذا من أجل أن يستحضرها الأولاد، فتكون واضحة أمامهم مثل خريطة
في الصفات الإلهية. المائتين والعشرين الواردة في الكتاب والسنة وكما قلنا قبل ذلك أنها بعض الصفات التي أذن الله لنا فيها هي أوسع الصفات وردت في الكتب المقدسة لأن الكتب المقدسة ليس فيها هذا الحجم ولا العدد ولا هذه الصفات الواضحة. هناك ثلاثة وعشرون صفة وردت بالاشتقاق يعني أصلها موجود "أن تنصروا الله". ينصركم فقط، فيكون يُؤخذ منها الناصر. قل إن كنتم تحبون الله، فيكون هو المحبوب، لأن "تحبون" وردت وهي متعلقة ومتسلطة على لفظ الجلالة "تحبون الله"، فاتبعوني يحببكم الله، فيكون
هو الحبيب. الله أصبح طرفين: محبوب وحبيب، أهي موجودة في الأسماء؟ لا، ليست موجودة من هذا الجنس. يقول الإمام الغزالي وهؤلاء... يجوز اشتقاق الاسم بشرطين ثلاثة، ما هي الشروط الثلاثة يا سيدنا الإمام؟ قال: رقم واحد أن ترد المادة، أي تكون المادة من جهة الفعل الذي جاء، هل انتبهت؟ رقم اثنين: قال لا توهم عند إطلاقها نقصاً، يعني لا يصح أن نأخذ من قوله تعالى "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين" أن ربهم مكر، حاشاه. أو ماكر حاشاه لأن هذه الأمور لا تأتي إلا مع بعضها هكذا مثل "وجزاء سيئة سيئة مثلها"، فالعقاب ليس سيئًا بل هو رادع وقصاص، وقال تعالى: "ولكم في القصاص حياة يا أولي
الألباب". والعقاب مانع للجريمة ومعمر للأرض ومانع من الشر ودافع إلى الخير، ويؤدي إلى تهدئة بال الناس، ولذلك لا يصح. إننا نقول يخادعون الله وهو خادعهم، فيصح أن تستقل هكذا، وهذا هو الشرط الثاني: ألا توهم نقصاً عند إطلاقها. إطلاقها يعني أن نُخرجها من آيتها. والشرط الثالث هو ألا نعتقد أنها من الأسماء بل هي من الصفات. هذه هي الشروط الثلاثة التي وضعها الإمام الغزالي لكي نشتق من المادة الواردة يا مولانا. الإمام في انتشاره تلبطوا إلا نعتقد من الأسماء، حسناً، وربما بعض المشاهدين لم يتابعونا منذ الحلقة السابقة. حضرتك تقول "الصفات" ونجدها أسماء من أسماء الله الحسنى، فهل ما تعنيه من الصفات هي أسماء الله الحسنى؟ كل ما ورد في القرآن والسنة إنما هو صفات لأن الاسم يعني الأكبر.
الله هذا الذي ليس له حل، الله هذا الاسم. فلما صار الرحمن اسماً لأن الرحمة القائمة به تعالى قد بلغت الغاية والمنتهى بحيث أنه لو أُطلقت كلمة الرحمن انصرف إلى الله، فصار اسماً لأن حقيقة الاسم أنه علم على الذات ينصرف الذهن إليه عند الإطلاق. لو واحد قال لي أنت... قابلت حسن الشاذلي اليوم. تماماً ينصرف الذهن إليك لماذا؟ لأن هذا اسمك. هل تنتبه؟ حسناً، كلمة "حسن" مشتقة من "الحسن". هل تنتبه؟ إذاً، ما هي الصفة التي جاءت فيها هكذا؟ قال: لو كانت كلمة "حسن" مشتقة من "الحسن"، يجوز دخول الألف واللام عليها، فنقول:
"الحسن"، "الحسين". لماذا؟ قال: للمح الصفة. فيها، نعم، يعني هي اسم صحيح، وكان قديماً عندما أحد مشايخنا -رحمه الله وأحسن إليه وبارك فيه وألحقنا به على الإسلام- يقول: "الذي مع علي، علي"، هل تفهم؟ عندما كان في الحقيقة يقولها لي هكذا تطييباً للخاطر، تطييباً للخاطر، لكل من يدخل يقول لي: "الذي مع علي، علي" الأولى. اسم والثانية صفة، انظر كيف الفرق بين الاسم وماهيته. أهل الله لا ينطقون أي كلمة وحسب يا مولانا. كان أصل هذه العبارة "ليس لها إلا علي"، نعم، أي أنها أُطلقت على سيدنا علي بن أبي طالب، هل انتبهت؟ لكنه كان يستعملها على سبيل تطييب الخاطر الذي... تلميحه هكذا، يعني التي
مع "علي" الأولى هي اسم، الأولى "علي" هذه التي هي الشخص المعروف، اسمه هكذا. لكن الثانية صفة "علي" بمعنى مرتفع الشأن عظيم الحال. فيكون هناك فرق بين الاسم والصفة. ولكن الاسم الحقيقي الذي هو أمكن في الاسمية هو الله، لا نعلم له سميًا وأحد. بالك ليس هناك شيء لم يتسمَّ به بشر حتى ولو على سبيل المعارضة، لا يوجد، لا يوجد. يعني مثلاً لا يوجد شخص مجنون يسمي ابنه - وهو ملحد أو كافر أو ما شابه - "هذا ابني اسمه الله". لا يوجد. ما هذا؟ فهل يوجد الله إذن؟ لأنه من الذي منع المجانين أن هم... يفعلوا هكذا، هو خالق الأكوان هو الذي منعهم، فشيء من هذا القبيل أنه لا
يصح. ليسوا عارفين أن الله هو الاسم والباقي أسماء أُطلقت بالصفات، كلها صفات، نعم. فانصرفت إليه لتمام معناها فيه سبحانه وتعالى، الرحمة والرأفة والعفو والغفران وهكذا، فأصبحت معناها أسماء الله الحسنى من هذا الجانب، لكن... حقيقتها أنها صفات، يعني "قوي" هذه صفة، "مؤمن" هذه صفة، "مهيمن" هذه صفة، "وهاب" هذه صفة، كل هذه صفات: "ملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور"، كلها صفات، لكنها سُميت بأسماء الله الحسنى لكمال معناها فيه سبحانه وتعالى. أما لفظ الجلالة فهو من العجائب الغرائب التي لا مثيل لها في سائر اللغات لأنك لو كتبته وهو
مكون من أربعة حروف: ألف ولام ولام وهاء، يدل بكله عليه. كان مشايخنا يقولون لنا هكذا: أزل الألف تنطقه "لله"، أزل اللام الأولى يصبح "له"، أزل اللام الثانية يصبح "هو". وإذا أزلت اللام وأبقيت الألف واللام الأولى... نحن الآن أزلنا... الألف وأزلنا اللام وأزلنا اللام الثانية، فأصبحت "هو" ثلاثة أحرف. حسناً، دع الألف واللام وأزل اللام، فتصبح "إلا". قال تعالى: "لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة". قال أبو بكر: "الإل الله". الله. هل انتبهت؟ "الإل" هو الله. هذا ما يُروى عن سيدنا مولانا. يراقبون في مؤمن الله أبداً، الله أبداً، ولا العهد،
ولا الله، ولا الرحم، كما يقول: "وناشدتك بالله والرحم"، لا هذا ولا ذاك. لا يراقبون في مؤمن إلا الذي هو الله. حسناً، ما بعدها أنك تحذف اللام الثانية لتصبح "إله". إله الله هذه صحيحة أيضاً. حسناً، احذف. الألف احذف اللام واللام يتبقى هكذا ستة، ها هي احذف اللام واللام يبقى آه، إن إبراهيم لأواه من كثرة قوله آه آه آه، لأنه عندما يسرع الإنسان في ذكر اسمه تعالى الله، فإن السامع يسمعها آه، يسمعها الله الله الله الله من سرعة من سرعة من سرعة يسمعها الألف والهاء. فقال تعالى في شأن إبراهيم
أن إبراهيم لأوّاه. وألّف في هذا المعنى الشيخ ظافر محمد ظافر المدني وأقره علماء الأزهر، منهم الشيخ عليش، بالرغم من أن الشيخ عليش أنكرها وهو صغير أثناء تأليفه للفتاوى المالكية "فتح الإله المالك". فلما كَبُر وفَهِم وتبحّر في اللغة، لأنه عندما ألف "فتح الإله الملك" كان... عنده واحد وعشرون سنة، فلما كَبُر قرأ كلام الشيخ محمد ظافر المدني في الأنوار الساطعة، فإذا اللفظة نفسها ألف لا ملا مهاء، هذه لفظة كاملة. هل يوجد شيء في اللغة الفارسية أو الهندية أو الأردية أو السنسكريتية أو الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية يعني مثلاً إلى، يعني بجد نزيل؟ الدالّ فيبقى معناها إليه أبداً، لا يوجد
التبديل، لا يوجد التوافق مطلقاً، لا يوجد إطلاقاً نهائياً البتة. ديوب الفرنسي لا يصلح، لا يوجد فيها، لا يوجد شيء. حتى "لا إله إلا مولانا، لا إله إلا مولانا" كلها من لفظ الجلالة، فيها عجائب "لا إله إلا الله" أيضاً. هذه ثانية عجائب لغوية، يعني الله متنبه كيف أنها كلها غير منقوطة "لا إله إلا الله" ما فيها ولا حرف من الحروف المنقوطة، واللام والألف، وانظر "لا" و"إلا" هي أيضاً لام ألف، و"الله" أيضاً لام ألف، وكلها من الحروف التي بدأت بها السور، متنبه كيف يعني هي وتظهر. هكذا الأمر سهل، لا إله إلا الله، لا
إله إلا الله. فالقضية أن الصفات الإلهية غير منكورة. حسناً، مولانا الإمام، سمعنا شخصاً يُسمى رحيم لكن ليس لدينا أحد يُسمى رحمن. هنا تكمن كيفية اختيار الأسماء. بعض الناس يسمون أولادهم أو يتسمون بأسماء معينة. كيف أضع الخط الفاصل ما بين الأسماء والصفات؟ التي تكونوا لله سبحانه وتعالى ولا تكونوا للبشر، ما حكم من تختلط عليه هذه الأمور فيختار أسماء من هذه لتلك؟ نصَّ العلماء عليه أن هناك أسماء تختص بالله ولا يجوز أن تُطلق على غيره، منها: الله، ومنها الرحمن، لكن رحيم لا، ومنها المتكبر، ومنها الجبار، ومنها العظيم، ومنها وهكذا، فهنا... الخالق والرزاق
- أخذت علماً سيادتك - لكن من الصفات التي تُطلق على البشر أيضاً "المؤمن" مثلاً، ومن الصفات التي تُطلق على البشر "الصانع"، صحيح. ومن الصفات التي تُطلق على البشر "الوهاب" أو "الرحيم"، كل هذه الأمور لأنه يوجد شخص يهب أو شخص يرحم أو "مُعطٍ" يُعطي وهكذا، فهذه الألفاظ الإلهية أو... الأسماء الإلهية التي اختص بها الله سبحانه وتعالى ولا يجوز التسمية بها للبشر
منصوص عليها. أي كيف يمكننا التعبد أو ما حكم التعبد بهذه الأسماء الإلهية؟ صفات غير متناهية، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذه المقولة: "إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحداً، من أحصاها دخل الجنة". الجنة وكان يقول أيضاً: "اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو علّمته أحداً من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وجلاء همنا وحزننا ونور أبصارنا وصدورنا" إلى آخره، فورد في هذا الحديث "أو استأثرت به في علم الغيب". عندك فدل
هذا على أن أسماء الله كثيرة، وكان أبو بكر ابن العربي المعافري يقول إن لله ألف اسم يعني بتتبع ما أطلقه عليه وسماه به عباده المؤمنون الأنبياء الموحى إليهم، كأنه حصل على ألف اسم لله تعالى. لدينا مائتان وعشرون، فإذن هذا يعني أن عندنا الخُمس من ذلك. من هذا العدد الذي يشير إليه أبو بكر بن العربي، كيف نتعبد بهذه الأسماء؟ ذكرنا هذه القاعدة اللطيفة أننا نتخلق ونتعلق ونصدق، وبذلك يتم التحقق، ويتم - حتى عند بعض العلماء في بعض التفسير
- الإحصاء. يعني ماذا "من أحصاها"؟ يعني من تخلق بجمالها، وتعلق بجلالها، وصدق بكمالها، يدخل الجنة. فعندما إنسان... المؤمن تكون من صفاته الرحمة، ويكون من صفاته العفو، ويكون من صفاته السماحة، وتكون من صفاته الرأفة، ويكون من صفاته الرفق، ويكون من صفاته كل هذا. وهذا كله عبارة عن تخلق بأخلاق الله تعالى على حد قول الصالحين: "تخلقوا بأخلاق الله". كذلك عندما يكون هناك غيظ أو يكون هناك صدام، فبدلاً من... أن أنتقم وأن أتكبر وأن كذا، لا، ألتجئ إلى الله سبحانه وتعالى المنتقم
الجبار المتكبر، هو الذي يأخذ حقي وهو كذا، هذا معنى قوله، قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، حسبنا الله نعم الوكيل، يعني رميت مشكلتي وحملي وطلبي إلى الله سبحانه وتعالى، وهو الذي بحكمته وعلمه أيضاً، لأنه من الممكن أن أكون فاهم بشكل خاطئ. هذا الذي أوقعني في الخطأ. من الممكن أن يكون لا يعني شيئًا ولا يقصد ذلك، وما إلى آخره. ومن هنا تتحقق العدالة، فأنا لا أنتقم من شخص ثم يتبين أنه بريء، وبذلك يتم الإنصاف. والإنصاف يرفع عند الإنسان الاختلاف مع الله. فالحاصل إذن أن هذا التعبد يتم بالتخلق بالجمال. يتم أيضاً بالتعلق بالجلال يتم أيضاً عبادة أن
نصدق وأن نقرّ في أنفسنا بأنه هو الأول والآخر والظاهر والباطن وأنه بكل شيء عليم وبكل شيء محيط. مولانا الإمام، لماذا كان ابن تيمية منفرداً بمخالفة العلماء في الصفات الإلهية؟ ابن تيمية عنده مشكلة حقيقية ولكن هو أغلب ما قاله منسوب إلى... أفراد آخرين يعني كان هناك شخص في الحنابلة كان اسمه ابن حامد وهناك شخص آخر كان اسمه زاغوني وهناك شخص آخر اسمه ابن بطة العكبري وهؤلاء سابقون ما هي الهند دولة يا مولانا هو انتقاه من انتقاء من بين جمهور
الأمة يعني الأمة لها جماهير لكنه تربى في حَرّان وحَرّان هذه الآن تابعة لتركيا، يعني هو عندما وُلِد، وُلِد في حَرّان. حَرّان هذه عند غازي عنتاب هكذا، وأنت نازل. هذه مقر ابن تيمية. حَرّان كانت يَشيع فيها ثقافة أخرى تميل إلى النصوصية، تميل إلى أنه يأخذ بظاهر النص. مشربه هكذا يعني تربيته هكذا، عقله تولّد بهذا، ابن تيمية. ذهب إلى الشام وذهب إلى مصر وتعلم وما إلى ذلك، ولكن لم يكن له شيخ يعرض عليه همه ومشاكله وما إلى ذلك كما يقول ابن
السبكي. وهنا الحقيقة يا مولانا أنه ليس له شيء، فابن تيمية ذهب وأخذ من كل بستان زهرة وكان ذكياً جداً لدرجة أن... أنا في بعض الكتب كتبت أنه كان متميزاً في الذكاء فلامني عليها بعضهم. قالوا نعم هو كان كذلك كان ذكياً. ليس هذا هو الإنصاف يا مولانا، في العديد من الأحيان طبعاً لا بد أن نقول إن ابن تيمية كان متميزاً في الذكاء، كان ذكياً جداً وفي نفس الوقت كان واسع الاطلاع جداً، إنما... كل هذا بدون الشيخ الذي مشكلته أنه لم يجد من يواجهه ويحل إشكالاته، لأنك عندما تقرأ اطلاعاً واسعاً وترى مئات المذاهب والأفكار وما إلى ذلك، يحدث لك شيء من الحيرة، نعم. فابن تيمية وقع في هذا،
وهذا ما يصفه به تقي الدين ابن السبكي المجتهد الشافعي الإمام. الأئمة يعني تقي الدين بن السبكي هذا كان فرداً من الأفراد، فلما وجد الرجل يخالف كثيراً ما عليه الجماهير والعلماء والأتقياء والأنقياء وإلى آخره، مرة شهد عليه ابن عطاء الله السكندري فحبس ابن عطاء الله السكندري. كان فقيهاً وكان عالماً وكان رجلاً متمكناً من أهل الله تعالى وله الحكم. العطائية عالمٌ بالشريعة والحقيقة يا مولانا بالطبع، فعندما خرج ابن تيمية رحمه الله تعالى من السجن التقى بالعطائي وقال له: "أنا أعرف أنك ما شهدت عليّ إلا من دينك، أي أنك لا تتهمني غيظاً مني أو
نوعاً من أنواع الحقد، بل أنت..." فعلتُ هكذا من دينك وأنا أعلم أنه دينك سليم، فكان ابن تيمية حائراً وكان يُحيّر مَن حوله. مرةً أقاموا له مناظرة، وهو يحكي هذا الكلام بنفسه، هو الذي يحكي. أقاموا له مناظرة فجاء الشيخ الأصبهاني، فلما جاء الشيخ الأصبهاني وسمع المناظرة وما إلى ذلك، فقال له: ما رأيك في الكلام؟ هذا ما يقوله، فقال: "ماذا أصنع في رجل كلما ضاقت عليه العبارة قال بالقول الثاني لأبي الحسن الأشعري؟" أبو الحسن الأشعري له مذهب وله في بعض المسائل قولان مثلاً، فيذهب ويختار هذا القول.
ابن تيمية هو الذي يختاره، وهو الذي يحكي عن نفسه أن الأصبهاني قال. عليه هكذا الله هذا أنت هكذا لا تكن عارياً يا ابن تيمية. طبعاً أتباعه سيذهبون ولن يأتوا، لكن ليس هو الذي يقول هذا الكلام. مولانا الإمام دمت لنا شيخاً معلماً ومربياً ومنقياً ومرقياً، أطال الله في عمرك وبارك الله فيكم دائماً يا مولانا. شكراً لكم، دمتم في رعاية الله وأمنه. اللقاء