والله أعلم| فضيلة الدكتور علي جمعة يرد على فتاوى المتطرفين حول الوجود الإسلامي بالغرب| الحلقة كاملة

بسم الله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: "ولا تحقِرَنَّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" أو كما قال. صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسيدنا دائماً يريد منا أن نكون باسمين في وجوه الناس لنكون عناوين أجمل لإسلامنا. الجميل والرائع الذي جاء ليهدي به هذه البشرية، أهلاً بكم في "والله أعلم". نسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر
الشريف. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتك. أهلاً وسهلاً بكم. مولانا، نود أن نناقش مع فضيلتكم في هذه الحلقة فتاوى المتطرفين والتي جعلت هناك... صدام مستمر في أوروبا واستهداف المسلمين، إلى أي مدى كانت هذه الفتاوى تثير هذا الغضب وتُحدث هذا الصدام هناك؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. خطاب هؤلاء ينقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول أتى من كراهيتهم للحياة واختلال الأبجدية التي يمكن أن يفهموا بها النص سواء كان هذا النص المحترم المقدس من الكتاب والسنة أو سواء كان أيضاً نصاً من نصوص الفقهاء، دائماً يميلون فيه
إلى العنف وإلى اليأس، ودائماً يتميزون مع سوء فهم النصوص بعدم إدراك المآلات وبعدم إدراك الواقع المعيش وبعدم إدراك مقاصد الشريعة في هذا الأمر الذي يعالجونه وبعدم إدراك المصلحة للمسلمين وبعدم إدراك وبعدم إدراك وبعدم إدراك، أي أن عدم الإدراك عندهم شديد. هذا هو القسم الأول المكوِّن لعقلية هؤلاء، وهذا يمكن أن نلخصه بالجهالة، لأنه جهل بإدراك الواقع، وجهل بمعنى الزمان ومعنى المكان، وجهل بالمآلات وما يؤول إليه هذا الفعل الخبيث الذي يفعله
إلى آخره، وهذا. الحقيقة أنه كان لهم سلف طالح ومفسد من الخوارج الأوائل الذين رأوا سيدنا علي وقالوا له: "أذنبت، حكمت الرجال". وكان واحد هناك منهم اسمه حرقوص، وحرقوص هذا ظل يقول لعلي: "أذنبت، أذنبت، وسأقاتلك، أذنبت"، ولم يهتدِ. سيدنا الإمام علي، الذي هو باب مدينة العلم، الذي هو اللهم وَلِّ. من والاه وعادى من عاداه، الذي هو علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. سيدنا علي مع علو قدره في علمه حتى قال عمر: "قضية ولا أبا حسن لها، لولا علي لهلكنا". وهكذا
هذا سيدنا علي الفارس المغوار الذي قاتل مع رسول الله المشركين والذي بنى. على كتفيه الإسلام، والذي والذي والذي يكفره حرقوس هذا، ويسمي الاختيارات الفقهية أنها ذنب، وإن مثل هؤلاء تماماً كالخوارج المتأخرين، هم منهم هؤلاء الخوارج. فهذا هو القسم الأول من المكون العقلي، أنهم في جهالة. الجزء الثاني من عقلهم في تشويش لأنهم أرادوا مع هذه الجهالة الأولى أن... يسحبون أحكام الماضي على الحاضر، يقول الإمام القرافي: "يأتي بعضهم فينظر في الكتب ويوقع ما قرأه
على واقعة السؤال دون أن يدري ما الواقع، فهو ضال مضل". الذي يفعل هكذا، وهو ما نسميه في أدبيات عصرنا الحاضر "سحب الماضي على الحاضر"، يتكلم وكأنه في القرن الثالث الهجري. يتكلم كأننا نواجه عدواً ممسكاً بسيفٍ ويركب فرساً وأنه سوف يخطط لهذا المعنى، ولكن يا أخي، المعاهدات اختلفت، المواثيق اختلفت، الأدوات اختلفت، الزمان والمكان والبرنامج اليومي للإنسان اختلف. لا علاقة له بكل هذا. هو الذي في ذهنه أن
يسحب الماضي، وهذا الذي نسميه في أدبنا نحن أنه يريد أن... يعيش في زمن النبي ولا يريد أن يعيش وفق منهج النبي، هذا جزء ثانٍ وهو ما نسميه هنا بالتشويش. فيبقى أول شيء الجهالة، يجهل ويجهل ويجهل ويجهل، والشيء الثاني هو التشويش. أما الثالث، فماذا يكون يا مولانا؟ الثالث، انتبه، هذا التشويش يُخيّل على بعض العلماء وطلبة العلم لأنه ينقل لهم بعض النصوص. المجتزئة من غير إدراك للواقع فيلتبس عليهم الأمر، يقولون ما هو صحيح الكلام، ما هو الكلام هذا موجود فعلاً في كتبنا. التشويش هذا خطير غير الجهالة. الجهالة يكتشفها كل عالم، ولكن التشويش لا يكتشفه إلا الراسخون في
العلم. انظر إلى الفرق، الجهالة يكتشفها كل عالم، ولكن التشويش لا يكتشفه إلا الراسخون في العلم يقولون له: "لا، ليس صحيحاً. النووي قال هكذا ولكنه قال ذلك لشيء آخر أنت لا تنتبه إليه". نعم، هؤلاء هم الراسخون في العلم، لكن الذي يقرأ النووي يجد نفس النقل الذي هو نقل صحيح وكل شيء، إنما هذا نوع من التشويش والتغليط والتخليط، ويقول عنه... الإمام الكرافي فهو ضال مضلّ. القضية الثالثة وهي المكون الثالث من عقله: الشعور بالمظلومية، فهو يشعر أنه مظلوم. وهذا الشعور بالمظلومية يندرج تحت عناصر كثيرة جداً، من ضمنها أن بعض الناس فعلاً ظلموه. حادثة نيوزيلندا الأخيرة
هذه تبين أن هناك ناساً ضدنا وناساً تقبلنا، لكنه يرى فقط. هي محنة لكنها منحة، صحيح تحولت إلى منحة، تحولت إلى شعب بأكمله يحضر صلاة الجمعة مع المسلمين. وهذا من أين يأتي؟ من أن المسلمين لم يمسكوا مدفعاً ليذهبوا ويجروا وراء هؤلاء الإرهابيين ويقتلوهم، بل قالوا: نحن أناس نصلي وتدخل علينا في المسجد لتقتلنا وتصور. فذهب كل الناس ليقفوا معهم، وأصبحت رئيسة الوزراء معهم. معهم والشعب أصبح معهم والنساء اللواتي ليس لهن علاقة بالإسلام وما شابه ذهب ثلاثمائة وخمسون شخصاً. ماذا دخل في هذا؟ لديهم أربعة ملايين فقط، يعني كل نيوزيلندا أربعة ملايين، أي من الدول التي ترتيبها مائة وستة وعشرون في ترتيب عدد السكان.
لكن انظر كيف تحولت إلى منحة بالنسبة لنا وهكذا. بأخلاق الإسلام، بالمظلومية التي يشعر بها، فهو يشعر أنه مظلوم ولا يريد أن يرد الظلم بالظلم، ولا يريد أن يصبر. فإن من عناصر الشعور بالمظلومية عدم التخلق بأخلاق رسول الله، فهو لا يريد أن يعيش حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عاشها في مكة، لا يريد ذلك وهو يظن نفسه أنه... خلاصة القول إنه سيعيش حياة الرسول في آخر عمره ثم انتقل بعده إلى الرفيق الأعلى، وهذا خطأ لأن رسول الله ترك لنا النماذج الأربعة. أي عندما يكون مؤشر الإفتاء العالمي في دار الإفتاء المصرية يشير مؤخراً إلى أن أكثر من خمسة وسبعين في المائة من فتاوى هؤلاء المتشددين يثيرون
من خلالها صداماً هناك. فهل كل هذه الأسباب وكل هذه الأمور هي التي جعلت من هذه الفتاوى هذه النتائج؟ فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم، مولانا الإمام. فضيلتك تشرح هذه النماذج، نموذج مكة. هم دائماً يضعون أنفسهم، هؤلاء المتشددون، يضعون أنفسهم وهم في أوروبا أو في الغرب كأنهم في دار حرب. هل يعني لماذا يقفون عند هذا المفهوم عند هذا المصطلح عند هذا المعنى، ليس هناك في النصوص لا دار حرب ولا دار إسلام ولا دار بين بين ولا أي شيء، وعندما كان هناك قتال من الفرس ضد المسلمين وقتال
من الروم ضد المسلمين، اضطر المسلمون أن يقسموا هذا التقسيم وأن... يدافعوا عن أنفسهم وأن يعلنوا للعالم أنهم لن يسكتوا إذا ما ضُربوا وأنهم سيدافعون عن أنفسهم، وهو حق مشروع للبشرية جميعاً أن تدافع عن ذاتها. وإلى يومنا هذا، في اتفاقية جنيف الأولى والثانية، في آداب الحرب وقوانينها، يُتيحون للإنسان أن يدافع عن نفسه وأن يدافع ضد المحتل إلى آخره. إلى يومنا هذا لأن هذا الكلام فيه عدالة وفيه رفع للظلم وفيه بقاء للأمم وضده فيه هلاك وفيه إقرار للظلم ولا يرضى عليه أحد فهؤلاء الناس يشعرون أنهم في الزمن الماضي.
الزمن الماضي كان فيه دار حرب ودار حين كنا نسافر إلى فرنسا أو إلى إنجلترا أو إلى إسبانيا بعد. ما احتلها الإسبان وطُردوا منها وذُبحوا ووضعوهم في محاكم التفتيش وقتلوهم في الأندلس وما إلى ذلك. كنا إذا سافرنا حاملين مصحفاً يمكن أن نُقتل ويُؤخذ منا المصحف، فاضطر الفقيه هنا أن ينبّه أبناءه: "لا تذهبوا إلى فرنسا يا أبنائي حاملين مصحفاً". وقال أنه لا يجوز حمل المصحف إلى بلاد الكفار. هل تلاحظ كيف حدث ذلك ولماذا؟ لأنهم سيأخذونه مني وسيقطعونه وسيحرقونه وسيقهرونني عليه ثم يقتلونني أنا أيضاً، وهذا ما حدث بالفعل. فكان الفقيه هنا هكذا، وبعد ذلك، بعد عصر التنوير في
أوروبا وبعد صيغة العلمانية التي وجدوا أنها قادرة على الجمع بين المختلفين في نسق واحد وإخراج الدولة عن حد التحيز لطائفة ضد طائفة أخرى، نجحت هذه الفكرة. فكرة العلمانية أتاحت فيما أتاحت الأمر للمسلمين، فأصبح اليوم هناك عشرون مليون مسلم في أوروبا. وعندما كانت مصطلحات دار الحرب ودار الإسلام ليست من أصل الشريعة الإسلامية، جاز لنا أن نغيرها في كل عصر طبقاً للمقتضيات التي نعيشها. وقد سُئل ابن تيمية رحمه الله تعالى عن بلدة اسمها ماردين، ماردين. هذه الآن في تركيا تابعة للحدود السياسية التركية، وكانت من بلاد الشام هي وإسكندرونة
وغيرها، كانت كلها من بر الشام. فدخلها التتار في ماردين وأصبحت ماردين فيها كلها من المسلمين، ولكن يتسلط عليها التتار بما يسمى بالياسق، والياسق هذا يعني التراتيب، سياسة تراتيب ثلاثة، التراتيب الثلاثة التي هي. قوانين وضعوها من أجل الحكم بين الناس، ومنها أن من كذب قُتل، ومن سرق قُتل، ومن قتل قُتل، ومن لا يعرف ماذا يفعل قُتل. هكذا هو دائماً قتل، هكذا دائماً الذي يرتكب أي ذنب أو أي خطيئة أو أي غلطة يُقتل. دعونا ننتهي، الكل في كفة واحدة. في كفة واحدة! أليس هذا مخالفاً لشرع الله وللعدالة؟ فسُئل ابن تيمية: "يا ابن تيمية، هل هذه الديار ديار إسلام أم ديار كفر؟ دار حرب
أم دار إسلام؟" كان ابن تيمية واعياً ويعرف أن مصطلحي "دار حرب" و"دار إسلام" لم يردا هنا ولا هناك، فأجاب: "دار..." بين بين هل يوجد شيء في الشريعة يُسمى دار بين بين؟ هل يوجد شيء يُسمى دار بين بين؟ يعني لماذا قال ابن تيمية ذلك؟ قال ذلك لأن هذه مصطلحات درسها فوجد أن هذه البلد يتوفر فيها ما يقتضي أن نسميها في الماضي ديار إسلام، وفيها أيضاً ما يقتضي أن... نسميها في الحاضر ديار حرب، إذن ما اسمها إذاً؟ قال: ديار بين بين، يا سلام! ففهموا المراد، وذهب منشئ هذا المصطلح ولم يعترض عليه أحد. لم يخرج عالم ويقول له لا يوجد شيء اسمه "ديار بين بين" في الشريعة أبداً، لم يحدث ذلك. لقد وجدت قبولاً، وجدت قبولاً لأنها معقولة المعنى. لأنه من
مصطلحات أخينا الجاهل، نعم ذاك المشوش الذي يتظاهر بالمظلومية. هل تنتبه؟ إنه لا يفهم كل هذا الكلام، لماذا؟ لأنه يريد أن يُسقط الماضي على الحاضر، ولو فعل ذلك، لفسّر كلام ابن تيمية وفق هواه، أو رفض كلام ابن تيمية وفق هواه أيضاً. أي أن قبوله سيكون وفق الهوى، ورفضه سيكون وفق الهوى أيضاً. إنه جاهل. فادي، الحكاية أنها دار إسلام ودار كفر ودار حرب ودار لا أعرف ماذا، هذه هي المصطلحات التي نشأت من أجل ترجمة ما هو موجود في العلاقات الدولية حينئذ. حينئذ كان هناك ما يسمى بالرق، وكان الشرع يتطلع إلى العتق والحرية، يريد أن يكون كل
الناس أحرارًا، وكان الشرع يلتمس أي سبب لكي يفعل. تَضْييق موارد المنابع هذه؛ منابع الرِّق، وتَضْييق منابع الضَّرب والرِّق، ثم توسيع منابع التحرير. ولذلك جلس أبو حنيفة ليأتي بجارية تخدمه عشرين سنة، يبحث عن شروط القوم أبناء الذين يريدون إعادة الرق. أبو إسحاق الحيواني وأم إسحاق الحيوانية وما إلى ذلك من كلام الناس الجالسة تسأل، والسبايا يريد. يعود السبايا ويجلس كأنه في نعيم، ونُسيء للنخاسين والبيع، ونبيع ونشتري. يعني من هذا؟ ما الحكاية يا أبناء؟ الحكاية أن هناك جهالة، الحكاية أن هناك تشويشاً، الحكاية أن هناك شعوراً بالمظلومية، فيريد
أن يُحقق ذاته قليلاً أمام الناس. ولذلك ظهر علينا هذا البلاء كله ليكون هذا رد فعلي. هذا الكلام كله هو رد فعلي، تكويناته هكذا، وذهب ليحضر ما قاله فلان وما قاله علان، وقال إن الذي أمامه يُزهر ويقول: هل الإسلام يقول هكذا حقاً؟ لا، الذين يقولون هكذا هم أصحاب عصر كانت أوضاعه هكذا، ومعاهداته هكذا، والتركيبة الدولية هكذا، والعلاقات الدولية هكذا، ولذلك سيدنا علي قال... هذا العهد الذي عاهدناه، وقال ربنا: "وأوفوا بالعقود". قال له: "أنت أذنبت، إذاً لا فائدة، انتهى الأمر". يعني ما نسميه في العامية المصرية "قفل". هذا كان قفلاً مغلقاً نهائياً. المشكلة التي نحن فيها أننا نتعامل مع غافلين وجهلة ومشوشين وأشخاص
يشعرون بالمظلومية بغير وجه حق. عشرون مليون مسلم الآن موجودون. ما كان أي مسلم يستطيع أن يُظهر إسلامه، أما الآن فقد أصبح هناك مساجد، ونحن نرى ما في القلوب. حادثة نيوزيلندا هذه أظهرت قلب ذلك الشاب المجرم المرجف الكافر الذي ذهب ليقتل المسلمين وهم يصلون. حسناً، هذا هو شعوره تجاه المسلمين، إن هذا الشاب رئيس. الجامعة التي في أمريكا هذه التي الآن أيضاً في اليوتيوب وفي كل مكان أنه يقول لهم أنا هامر طلبت أن يكون معهم مسدسات لكي يقتلوا المسلمين. كل هذا الحقد الدفين، هل تنتبه؟ هم يستغلونه من جانب آخر وليس هو جانب "يا أخي أنت السبب في هذا لأنك قد شوشت". عليهم بشعورك بالمظلومية فأنت
السبب في الصد عن سبيل الله بغير علم، أنت الذي سببت هذا. نحن لسنا مع هذا الرئيس ولا مع هذا المجرم ولا كذا فيما يفعل، إننا نقول لهم أنتم مجرمون، ولكن ولكن ما سبب دفع هؤلاء الناس إلى هذا الحد من الحقد ومن الغل ومن... كذا إلى آخره إلى أن يصرح رئيس الجمعة بهذا السبب. حضرتك أيها الداعشي وأيها الإخواني وأيها الذي كذا وكذا. طبعاً هم درجات، فبعضهم يخفي هذا ويتلاعب بها، ولكنه وافق في نفسه وهكذا مثل الإخوان، وبعضهم يؤكد هذا ليلاً ونهاراً مثل النابتة، وبعضهم صريح مريح يدعو الناس الذي هو... مثل داعش والقاعدة وأخواتها، ولكن مجموع كل هذا اثنان في المائة فقط من الإرهاب في العالم.
هل تنتبه؟ يعني المسلمون واعون وليسوا هكذا، منهم كم واحد؟ منهم مائة ألف؟ اثنان في المائة، اثنان في المائة ليس من المسلمين، لا، إنه من الذين عليهم هناك اثنان في المائة ولا. من الذين عليهم هذا اثنان في المائة من حوادث الإرهاب، نعم يعني عندما نتناول حوادث الإرهاب نأخذ اثنين في المائة فقط، اثنان في المائة سببها المسلمون وثمانية وتسعون في المائة سببها أشياء أخرى كالعرقية والإيرلندية والجيش الأحمر والجيش الأخضر وأشياء مثل ذلك، ليس لنا علاقة بها ولكن اثنان في المائة. فقط هي التي تخص المسلمين ونحن نريد الاثنين في المائة مليار ونصف ضد هؤلاء الشرذمة الذين لا يساوون فاصل صفر صفر ستة في المائة ستة في العشر آلاف من المسلمين. هؤلاء هم داعش، هؤلاء هم الإرهاب، هؤلاء هم الذين نتحدث عنهم
الآن، الذين هم شاعرون بالجهالة وشاعرون بالتشويش وشاعرون. بالمظلومية وهذه هي مكونات عقلهم، هم هؤلاء ستة من العشرة آلاف وتسعين في المائة من فتاوى هؤلاء الذين يدّعون أنهم علماء الأمة، الذين يدّعون ويدّعون ويدّعون ويقولون قال الله وقال الرسول. هل كل ما ذكرته فضيلتكم من التشويش ومن المظلومية ومن الجهالة هي الأسباب التي دفعت أن تكون لهذه الفتاة؟ وهذه
النتائج لما ظهر الخوارج الأوائل وصلوا إلى ستة آلاف خارجي في رواية، فحصل قلق عند الإمام علي على هؤلاء الناس، فأرسل لهم حبر الأمة الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، سيدنا ابن عباس حبر الأمة، اسمه هكذا، صفته هكذا، حبر. الأمة فذهب إليهم وجلس معهم وأرشده علي رضي الله تعالى عنه وأرضاه بعدة نقاط حتى يبينها لهم. فلما وصلهم علي ناقشهم على الملأ بصورة واضحة وألزمهم الحجة حتى أسكتهم، وقال فيما قال: "وعليك بالحديث فإن القرآن حمّال أوجه"، يعني ستأتي
لتفسره بشيء فيتغير معناه في شيء آخر وهكذا الذي هو. يضرب ويجعل القرآن الخارجي يضرب بعضه بعضًا فتحتار، فكان يعتمد على الحديث في كلامه معه فأسكته. رجع معه ألفان من الستة آلاف، أي بنسبة ثلاثة وثلاثين في المائة، ولم يرجع أربعة آلاف مقاتل. لماذا؟ القضية ليست قضية علم ولا حجة ولا أي شيء. في أي شيء القضية قضية تقليد وهوى، أنا واثق في هذا القائد فقط، فالولاء له فقط وانتهى الأمر، يعني ما نسميه عصبية، عصبية الجاهلية. من الذي هو أعلم من ابن عباس؟ لا يوجد أحد أعلم من ابن عباس، حبر الأمة. شخص كان
اسمه نافع بن الأزرق، كان من أئمة الخوارج، ووجد ابن. على ابن عباس وهو يفسر عند البيت الحرام واقفاً وقاعداً وحوله حلقة للعلم، فقال نافع بن الأزرق: "من هذا الذي يتجرأ على كتاب الله؟ هذا من الخوارج الذين يقولون هكذا، هذا من الخوارج". قالوا له: "هذا عبد الله بن عباس". قال: "أراه صغير السن، هيا نذهب فنختبره". فذهب إليه نافع بن الأزرق واختبروه في ثمانين سؤالاً. سُميت بعد ذلك بورقة أو صحيفة نافع بن الأزرق وجلس يسأله عن مفردات في القرآن أو مفردات في اللغة فيجيبه بمعناها ويستشهد بشعر العرب ويقول إن الشعر ديوان العرب حتى أفحم نافعاً فانصرف، وهذا إمام وقائد الأزارقة بالرغم
مما عُرف عن عبد الله بن... كان عبّاسٌ أكثر علماً منه وأذهله بعلمه وأسكته في النهاية، إلا أنه لم يعدل عن هواه ولم يتخلَّ عن حب القيادة والزعامة والصدارة والدنيا، والحق واضحٌ أمامه، والحق جليٌّ أمامه، ولذلك استحقوا أن يكونوا كلاب أهل النار. بعض إخواننا يقول لي: "لا، ولكن هذا ليس جميعهم، فمنهم عبّاد وغير ذلك". لكن الله أضلهم وجعلهم يتبعون هؤلاء الأربعة آلاف الضالين. نعم، وماذا عن عبادتهم هذه كلها وطيبتهم هذه كلها؟ وعندما قدَّر الله عليهم أن يكونوا مع الخوارج كلاب أهل النار، عندما قدَّر عليهم ذلك فقد أضلهم الله سبحانه وتعالى. فيجب علينا أن نحارب الخوارج سواءً كانوا من
القواعد أو... كانوا من القيادات، انتبه جيداً، مثل هذا هو الذي نشر فكر الإخوان وما إلى ذلك، عن طيب نية يقول لك: "إنهم أناس طيبون"، لا، ليسوا أناساً طيبين، هؤلاء أناس عملاء. حسناً، هؤلاء قادتهم فقط. حسناً، وعندما تعلم أن قادتهم هكذا، لماذا تتبعهم؟ ولماذا تساندهم؟ ولماذا تسير خلفهم؟ لماذا تتعاطف معهم؟ لأن الله أضلك وأعمى بصيرتك. حتى لو كنتَ طيباً أو تظن ذلك، فإننا نحذر الجميع من هذا المعنى ونقول إنه لا مهادنة ولا مهاودة في هذا الأمر، بل يجب علينا أن نحذر منه عملاً بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام بواجب الوقت والقيام بما أُمِرنا به. رسول الله صلى الله عليه وسلم من النصيحة في الدين مولانا، اسمح
لي إذا قلت كيف نواجه هذه التراهات التي تنمي العداء في الغرب والتي تنال من الإسلام أكثر مما ناله على يد أعدائه. لا بد من نشر ما نقوم به في هذا البرنامج وهو على مدى... أربعون سنة مضت هي عمري العلمي، أنا أعمل في هذا المجال منذ أربعين سنة. قضية النماذج الأربعة، قضية تحليل الأربعين، أربعون صفة لهؤلاء النابتة. لدينا كتاب اسمه "البيان بما يشغل الأذهان"، سلسلة البيان، وهناك سلسلة البيان في كتاب البيان وفي كتاب سلسلة وفي سلسلة خمسة وعشرين كتاباً مختلفاً لعلماء. الأزهر كل هذه الأفكار التي نتحدث عنها: قضايا المبادئ القرآنية، موقفنا من النسخ، موقفنا
من أن نقرأ القرآن جملة واحدة، منظومة القيم أعني إلا أن قضية منظومة القيم المرتبطة بأسماء الله الحسنى، قضية الإسلام والإيمان والإحسان وعلامات الساعة، قضية المعاصرة والأصالة، قضية النموذج المعرفي، قضية المنهجية الإسلامية للتفكير أو لكذا. كل القصادة فقه يحب الحياة، فقه يحب الحياة، أتدرك كيف؟ فكل هذا يجب أن يُكرر وأن يُعاد وأن يصل إلى الأمة بأساليب مختلفة لأنه خلاصة ما هنالك من فكر أهل السنة والجماعة الذين مثلوا الصحابة الكرام وما كانوا عليه من خير وما كان عليه رسول الله صلى الله عليه. وآله وسلم من أمر بالمعروف ومن محجة بيضاء تركها لنا ناصعة بيضاء
إلى يوم القيامة. مولانا الإمام، فيما تبقى من دقائق، ربما ألحق فيها بالإجابة على هذا السؤال: لماذا يركزون على بعض الفتاوى كفتاوى الجهاد والفتاوى الخاصة أيضاً بأمور أخرى كثيرة؟ هل هناك خلل فيما نسميه وسمعت فضيلتك كثيراً؟ تتحدث عن هذه الأولويات، هناك خلل في الأولويات عندهم هي التي جعلتهم يصدرون هذه الفتاوى. تكلمنا على أنهم مفلسون، هذه الإجابة العامة، مفلسون مفلسون، ولكننا عندنا الجهالة والتشويش والمظلومية من عناصر الجهالة، أنه كما لا يدرك الواقع ولا يدرك النص ولا يدرك ولا يدرك ولا يدرك المقصد والمصالح فإنه... أيضاً لا يدرك ترتيب الأولويات بما يعني عنده ترتيب أولويات آخر، فيخاطب الناس بترتيب أولويات ذهني وليس شرعي. عنده
هو ترتيب أولويات في عقله، هكذا تماماً مثل الذي يأمر الناس أن تترك التدخين ولا يأمرهم بأن يقيموا الصلاة. هل أنت منتبه؟ هذا ليس عنده ترتيب أولويات، وهكذا يكون. هناك خلل لدينا عندما دعا الرسول الناس، دعاهم إلى التوحيد، إلى القضية الكبرى، دعاهم بعد الشهادتين إلى الصلاة، دعاهم إلى الصيام، دعاهم إلى الحج، دعاهم إلى الزكاة. لكن هؤلاء ليس لديهم ترتيب للأولويات، وهذا جزء من الجهالة التي يعيشون فيها. يعني هي مرتبة يا مولانا، هي مرتبة كما... رتَّبها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذُكِرَت لنا في ضوء الشمس في "ما بُنِيَ على خمس". أبو الهدى الصيادي له كتاب في مجلدين يشرح فيه هذا الحديث وأسماه "ضوء الشمس في ما بُنِيَ الإسلام
في شرح حديث بُنِيَ الإسلام على خمس" في مجلدين. مولانا، اسمح لنا أن نستعرض سؤالاً. الفيسبوك كيف نواجه فتنة المتطرفين التي تنمي العداء للمسلمين في الغرب. الأستاذ محمد أسامة يقول بالدعاء وأن نعامل أي شخص بمعاملة الدين الصحيحة. الأستاذ إبراهيم علي: فتنة المتطرفين يسبقها طعنهم في علماء الدين وتشويه صورتهم. الأستاذ عبد الحليب يقول: أولاً يجب أن نعرف من هم المتطرفون ويجب. أن تُدرس في الجامعات مادة مختصة بالأفكار المتطرفة ومؤسسيها على مر العصور والعصر الحديث، وحينما نعرفهم نحدد ما نحتاجه لكل اتجاه، فكيف لمن لا يريد السباحة أن يعتلي الأمواج؟ أستاذة، هل هذا يعني أن يكون الدين الحق هو المتصدر لهذه الفتاة والمصحح لها، وأن ينتشر الدين الحق في هذه؟ البلاد وهذا يحتاج جهداً كبيراً من علماء الأزهر،
الله المستعان. يعني نحن نحتاج إلى عمل ثمانية وأربعين ساعة في اليوم واليوم ليس فيه إلا أربعة وعشرون ساعة، فالله المستعان. مولانا الإمام أطال الله بقاءك كي تنبه الناس وترفع الالتباس، شكر الله لك دائماً يا مولانا. شكراً لكم، دمتم في رعاية الله. الله وأمنه إلى اللقاء