والله أعلم | فضيلة الدكتورعلي جمعة يتحدث عن كيف تم حفظ السنة وهل يعد منكر السنة مرتد |الحلقة الكاملة

أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وها هو اللقاء يتجدد مع صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، وهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنواصل معه هذا الحديث. ما أجمل الحديث عن الحديث، وما أعجب الكلام عن سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن..." تضلُّوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي أو كتاب الله وعترتي أو كما قال صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. مولانا الإمام، أهلاً بفضيلتكم، مرحباً بكم مولانا. أوضحت لنا بالأمس أن من مقتضيات حفظ الكتاب
حفظ السنة، فيأتي السؤال الذي يرد على كل الشبهات: كيف حُفظت سنة سيدنا؟ صلى الله عليه وسلم، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. بُعث النبي صلى الله عليه وسلم في جاهلية جهلاء، فأخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى العلم. وكان من مقررات الجهالة التي كان يعيشها الناس قبل عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا لا يكتبون ولا يقرؤون، وكان الكاتب والقارئ فيهم قليلاً على عدد أصابع اليد، وإذا كان هناك شخص يقرأ أو يكتب فيكون واحداً في القبيلة أو واحداً في المدينة أو القرية بأكملها،
حينما بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق في وسط هؤلاء الناس. جعل أميته وهي من جنس ما عليه الناس معجزة له، فكانت نقصاً في حق غيره معجزة في حق نفسه صلى الله عليه وسلم. أرسله لهم فإذا به عالماً بكل شيء مؤيداً من ربه صلى الله عليه وسلم، فاهماً لحقائق الأكوان إلى يوم الدين وليس في عصره فقط، فكان صلى. الله عليه وسلم معجزة مؤيداً من ربه. الأصل في العرب أنهم لا يقرؤون ولا يكتبون، فماذا كانوا يفعلون؟ كان العرب يحفظون، وكانت لهم أسواق، وكان
لهم سمر واجتماعات مثل المؤتمرات التي نقيمها اليوم. يجلسون فيسمع بعضهم من بعض. فُتِنوا بالخطابة، وفُتِنوا بالشعر، وفُتِنوا بالأدب، حتى بلغ لسانهم مبلغاً راقياً وسط. السنة الأمم فكانت اللغة العربية أعجوبة من الأعاجيب، هذه اللغة جعلت فيهم بالرغم من جاهليتهم، من وأدهم للبنات، من إهانتهم للمرأة، من عبادتهم للأوثان، من التظالم والربا الذي كان فيهم، من شربهم للدم والنجاسات، من تسلط القوي على الضعيف، من قضية الرق وما حدث فيه إلى آخر هذه المساوئ
من الأخلاق إلا أن هذه اللغة هدتهم إلى أخلاق قويمة جداً، منها الشهامة، منها المروءة، منها التواضع، منها الحب، منها الشاعرية، منها العاطفية، منها الولاء، منها الانتماء. ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبه أنه جاء من أجل مكارم الأخلاق، وكان ينبه إلى أنه جاء ليهدم مساوئ الأخلاق، وأنه يقول: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا". الله! خياركم في الجاهلية لماذا؟ لأن العرب كانت تتعالى وتفتخر، يعني ليس تعالي تكبّر، بل تعالي افتخار واعتزاز باعتدادها بشهامتها ونجدتها
وحبها وعاطفتها ورقتها وشعريتها وغير ذلك إلى آخره، على فارس وعلى الروم. كان فارس والروم يقولون لهم: "أنتم أمة لا تعرفون القراءة". والكتابة، أنتم أمةٌ متخلفةٌ أصلاً! فيقولون: لا، نحن أمةٌ عندنا أخلاق. جاء النبي صلى الله عليه وسلم ليتمم مكارم هذه الأخلاق، وقال: "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". لا بد من معرفة هذه الخاصية في العرب الأوائل، وهذه الخاصية التي لم تستعن بالكتابة والتوثيق عن طريق الكتابة، استعانت بالحافظة، وكانت حافظتهم... قد تمرّنت وتدربت، وهذا مشاهَدٌ حتى في أطفالنا وصبياننا وأبنائنا ممن يحفظون القرآن. تجد أن الثلث الأول في حفظ القرآن
يكون صعباً على الولد، والثلث الثاني يصير سهلاً، أما الثلث الثالث فيصير سريعاً أيضاً، وينتهون منه بسرعة، لأن عقله قد تدرّب على الحفظ والاسترجاع، وتدرّب على هذه الملكة التي قد تخبو. في وسط الآلة الحاسبة أو الكمبيوتر أو غير ذلك، تدرب عقله على الحفظ لكل مادة. وكلما تصورنا قوة الذاكرة التي كانوا يتمتعون بها، علمنا أنهم كانوا حُفّاظاً، ومن أجل ذلك حفظوا ونقلوا لنا بروايات متعددة أشعار الشعراء. لقد حفظوا لنا المعلقات السبعة التي أصبحت فيما بعد المعلقات العشرة لأنهم كانوا يعلقونها. من جمالها وفهمها وما إلى ذلك حتى الكعبة المشرفة، وحفظوا لنا النبي الذبياني،
وحفظوا لنا زهير بن أبي سلمى، وحفظوا لنا عنترة بن شداد العبسي، وهكذا حفظوا لنا هذا. وكان هذا في أسواق مثل سوق عكاظ والمجاز وأسواق يجتمعون فيها من أجل الحفظ ومن أجل الرواية في هذا. الحفظ كان رأى النبي يوماً رجلاً يلتف حوله الناس فقال: ما هذا؟ يعني أنتم ملتفون حول هذا الرجل. لم يقل عن ماهية الموضوع. قالوا: هذا رجل عالِم. قال: وما علمه؟ يعني أيام العرب. ما هي أيام العرب يا مولانا؟ أيام العرب هي أيام مثل يوم... هذه قار، نعم مثل يوم بعاث، بعاث، بعاث مثل يوم
كذا، يعني أيام حدثت بين العرب وبين الروم، بين العرب وبين فارس، بين العرب وبين العرب وهكذا. أيام بمعنى تاريخ، بمعنى أحداث، بمعنى معارك وانتصارات، سواء كانت انتصارات إقليمية أو كانت انتصارات على مستوى العرب جمعاء، يحفظون أيام. العرب وتواريخهم وأنسابهم من هو ابن من وابن من وابن من إلى آخره، حافظ الشجرات كلها، فقال: هذا علم لا ينفع والجهل به لا يضر، إنما العلم في ثلاث: في آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة. الفريضة التي هي المواريث تعدل فيها وتوزع طبقاً لشرع الله يعني. يريد أن يقول إن العلم الذي لا يتبعه عمل، والعلم الذي يكون
محض معلومات من غير نسق العلم ونظامه كما نقول بلغتنا المعاصرة، لا فائدة فيهما. ما الفائدة من علم لا يتلوه عمل؟ ما الفائدة من علم من غير تطبيق هذا العلم؟ ولذلك في أواخر ما نحن فيه من في... القرن الحادي والعشرون الميلادي يقول لك: انتهى أمر كلمة "البحث العلمي" وعفا عليها الزمان. والله، ماذا سيقول إذن؟ يقول: التكنولوجيا والتطبيق والبحث العلمي. أتدرك أن التكنولوجيا هي تطبيق هذا البحث؟ لكن افترض أنني بحثت ووضعت البحث في الأدراج، أليس لا بد أن يكون له فائدة أخرى؟ والجهل لا ينفع، والجهل لا يضر. وجهل به لا يضر هذه العلوم من علوم التواريخ والأنساب، وكذلك إذا اتبعها نوع من
أنواع الضبط والربط والنقل الصحيح، يكون لها فائدة. ولكن احذر أن تجعل علومك هكذا بلا فائدة. كان العرب - كما نريد أن نقول - يحفظون حفظاً شديداً، وكانوا يحفظون ما يُحبونه عندما وجدوا امرأة القس. وهو يقول: "قفا نبكِ من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ بسقط اللوى بين الدخول فحوملِ فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها". إلى آخر ما قال. لماذا يحفظها الناس؟ لماذا يحفظونها؟ انبهروا بها. شيء غريب جداً كيف قال: وقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر الحبيب والدار في نصف بيت. أهذا كلام؟ هذا التمكّن الذي
وقف واستوقف وبكى واستبكى، طلب البكاء من الآخرين، وذكر وذكر الحبيب والدار في شطر بيت، فكانوا منبهرين جداً به. "قفا نبكِ"، هل انتبهت؟ "قفا نبكِ"، "قفا" يعني وقف بنفسه وأوقفك، "نبكِ" أي أبكي وتبكي أنت، فيكون قد بكى واستبكى من ذكرى حبيب أو ذكرى الحبيب ومنزلي أو ذكرى المنزل، فكانوا يعني... خلوها معلقة، أتنتبه كيف؟ وكذلك الباقي. الحكمة التي فيها عندما يأتي ليصف الخيل، وهذا الخيل يعني يقول له: مكرٌ مفرٌ مقبلٌ مدبرٌ معاً، كجلمود صخر حطّه السيل من عالٍ. تصنع لهم طرباً كلمة "معاً" هذه، تصنع لهم سلطنة. نعم، أتنتبه كيف؟ من عالٍ أو من علوّ.
نعم، انتبه لأن كلمة "علو" هنا محذوفة منها الواو، لذلك تُنطق هكذا. بالرغم من أنها من "إلا أنَّ"، فهذه حركة إشارة وليست حركة إعراب من "علو". هل انتبهت؟ حسناً، ماذا يفعلون في هذه المسألة؟ يعني مرة حكى لنا - رحمه الله - مهدي علام، وكان إماماً كبيراً في اللغة. الإنجليزية ورئيساً لقسم اللغة الإنجليزية وعضو مجمع البحوث إلى آخره، قال مرة: زارني مستشرق وقال لي: يعني قل لي من هذا الشعر الجاهلي، قل لي منه بيتاً. قال: فما تذكرت، يعني الذي خطر في بالي، قلت له: "مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ". هو لا يعرف. قال باللغة العربية: "هل هذا
يصف حصاناً يجري؟" قال له: "نعم، أنت ما الذي أعلمك؟" قال له: "إيقاع الكلمات المكررة: فارين، مقبلين، مدبرين معاً. إيقاع الكلمات المتتابعة الذي نسميه نحن في علم الاتصال الجماهيري مردود الكلمة. هذا إعلامي، هذا إعلامي مردود الاتصال. هل انتبهت إلى ما هو مردود الكلمة والتشديد الخاص بك أو..." النبر أو الضغط الخاص بك يعطي أي يعطي يعني شيئاً كذلك، الناس انبهرت بليلٍ كموج البحر، أرخى سدوله عليّ بأنواع الهموم فلتنجلِ، فقلت له لما تمطى بصلبه وأردف وناء بكلكله، أيها الليل الطويل ألا انجلِ بصبحٍ، وما الإصباح منك بأمثل.
يعني ماذا؟ عائشون هكذا في جو عجيب الشكل، ما هذا الذي... شارِحٌ رقيق، هذا شارِحٌ رقيق يا مولانا. أما هو فقد كان حبيباً. هل امرؤ القيس معدود من المحبوبين؟ نعم، معدود من المحبوبين لأن امرأ القيس كان يحب ابنة عمه. فهذه القضية جعلت العرب تحفظ وتفرح بما حفظت، ولكنهم كانوا يحفظون الشيء الذي فيه انجذاب، ينجذبون إليه. فلما جاء القرآن حفظوه ولكن... وجدوا القرآن أعمق من سطحية الناس، كيف ذلك؟ نحن هنا قلنا: "كيف نبكي من ذكرى حبيب ومنزل"، بكى ووقف واستوقف وبكى واستبكى وذكر حبيبة، والدرر في أي
شيء؟ في شطر بعيد. حسناً، ماذا قال في الشطر الثاني: "بسقط اللوى بين الدخول فحومل"، لم يقل شيئاً على الإطلاق، وصفتُ مكاناً. أتنتبه؟ العجوزة. من العجوزة إلى الدقي قال: "لا أشعر بالمكان". ماذا يعني أنني أسقط الشعور بالمكان؟ مكان مثل العجوزة هكذا، بين المدخل الذي هو الدقي، وحولي الذي هو المهندسين. وسط مكانين، في الوسط هكذا. حسناً، ماذا قال؟ لم يقل شيئاً، حسناً. لكن عندما جاءت "إنا أعطيناك الكوثر، فصل لربك وانحر، إن شانئك هو الأبتر"، وجدوا الآيات الثلاث. نسير والثلاثة لها معنى والثلاثة فيها تصريح وتلميح وظاهر وباطن. كيف أن هذا الجد هو أبلغ البلغاء الذين لدينا، الذي بالكاد أتى بنصف شيء، نصف شطر بيت، ولكنك أتيت يا محمد
بشيء غريب جداً. هل أنت شاعر متمكن أم ماذا؟ ولذلك عندما جاؤوا ليجادلوه قالوا له: أقول لك ماذا... تعال لتأخذ الملكة علينا لكن دعك من موضوع الأوسان ودعك من موضوع "اتركها اليوم"، اتركها اليوم فلو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أضع هذا الأمر لا حتى أهلك دونه أو يحكم الله بيني وبينهم. المهم الحاصل يا أخي أن العرب لديهم حفيظة، عندهم حفظ لازم. يفهم الناس هكذا أن لديهم حفظاً لما بعد ذلك، تكلم النبي بالقرآن، النبي صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن، ولما توفي كان هناك حوالي سبعين شخصاً حافظين للقرآن كله من أوله إلى آخره. وبعد ذلك هم حفظوا أيضاً ما سمعوه بآذانهم
وهم الحفظة من رسول الله، حفظوه حفظوه جميعاً. وبعد ذلك تعالَ الآن سأقول لك بالتفصيل كيف أن الذين حفظوه هذا، ما عدده وما شكله وكيف حفظوه ولماذا ومتى... بعد الفاصل، بعد الفاصل. ما أراك الآن في الملكة، الآن يكون هناك فاصل. لا بد أن نفهم هذا المدخل للنص الذي يوضح كيف حفظ العرب مشط هذه الملكة. حتى أصبح الشعر ديوان العرب... فاصل ونعود إليكم، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم، وأذكركم بسؤالنا على صفحة الفيسبوك: برأيك هل تم حفظ السنة النبوية؟ مولانا الإمام، يعني فضيلتكم وضحتم لنا كيف بدأت العقلية البشرية أو تنشيط هذه الملكات لتستقبل
القرآن ومن ثم تستقبل حديث سيدنا صلى الله عليه وسلم، فما هي؟ الآليات ما هي؟ الطرق ما هي؟ الأدوات كيف تم حفظ سنة سيدنا صلى الله عليه وسلم؟ نأتي من عندنا بعد ذلك. نعم، ما الذي حدث؟ الذي حدث أنني أملك مائتين وخمسين كتاباً، مائتين وخمسين كتاباً، وخمسين كتاباً. هذا ما هو موجود تحت أيدينا في المطبوعات والمخطوطات والأشياء الأخرى. أنا رجل كعالم مكتبتي فيها مائتان وخمسون كتاباً، هذه المائتان والخمسون كتاباً أحتاج أن أطّلع عليها لأجيب على سؤال بسيط يقول لي: ماذا قال النبي؟ مائتان وخمسون كتاباً موضوعة بجانب بعضها هكذا، منها كتاب اسمه صحيح البخاري، ومنها كتاب اسمه صحيح مسلم، ومنها كتاب اسمه سنن أبي داود. أبو داود، سنن الترمذي، النسائي، ابن ماجة،
موطأ مالك، مسند الإمام أحمد، مسند الدارمي، مسند الدارقطني، سنن الدارقطني، مسند كذا، مصنف عبد الرزاق، مصنف ابن أبي شيبة. قلت: حسناً، مائتان وخمسون عنواناً يا مولانا، مائتان وخمسون عنواناً. نعم، المستدرك أربع مجلدات، صحيح البخاري تسع مجلدات، تسعة، هذا العنوان الواحد ممكن. تكون مجلدات مجلدات، صحيح صحيح، نعم. كل عنوان من هؤلاء، أنا عندي مائتان وخمسون عنواناً. المائتان والخمسون عنواناً هؤلاء هم الذين نعرف أنهم مذكور فيهم كلام سيدنا النبي بالسند المتصل. من الممكن أن يؤلف شخص عنواناً ويزيل الأسانيد، يأخذ البخاري ويزيل الأسانيد، فيصبح اسمه مختصر الزبيدي.
هذا شيء مختصر ابن. ابن أبي جمرة هذا شيء آخر، وهكذا صفوة البخاري، نعم، إلى آخره، لكن الكتب الأصلية هذه مئتان وخمسون عنواناً. حسناً، المئتان والخمسون عنواناً هذه من أين أتت؟ من أين أتت؟ أتت من ثلاثة آلاف عنوان أيضاً. هي أتت إذن، مصدرها ثلاثة آلاف عنوان. ثلاثة آلاف عنوان هؤلاء الناس المئتان والخمسون عالماً الكبار. هؤلاء الذين منهم البيهقي ومنهم أحمد ومنهم ومنهم أخذوا علمهم هذا من ثلاثة آلاف عنوان، هذه الثلاثة آلاف عنوان هي عبارة عن أجزاء حديثية. ما معنى جزء حديثي؟ يعني أنا عالم من أواخر
القرن الأول الهجري أو من أوائل القرن الثاني الهجري ففكرت وقلت: يا رب هل يجوز في الشريعة أنني عندما أجد أبي أو شيخي أو شخصاً كبيراً كهذا، هل يجوز لي أن أقبل يده أم لا يجوز؟ أتفهم؟ هل يجوز أم لا يجوز؟ ماذا نفعل؟ نذهب مباشرة متأملين فيما حفظناه من القرآن أولاً، أو الخطوة الأولى قراءة القرآن كله. من الأول إلى الآخر، وبعد ذلك لم يجبني عن هذا السؤال، فماذا سأفعل؟ سأقوم بتحليل السنة. لقد
جمعت السنة الماضية كل الأحاديث التي ورد فيها التقبيل: أن النبي عليه الصلاة والسلام قبَّل جعفراً، وأن وفد عبد قيس قبَّلوا يد النبي ورجله صلى الله عليه وسلم، وأن النبي قد قبَّل فاطمة. في ذهنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قبّل جعفر ابن عمه، هل تفهم؟ وأن النبي صلى الله عليه وسلم قبّل الحسين، وأن النبي قبّل أمامه بنت زينب الكبرى، وأنها جمعت كل ما ورد في آية تقبيل، نعم، ووضعتهم معاً هكذا. ففي حديث يقول: "يا رسول الله، هل إذا لقينا الرجل..." أنركع له؟ قال: لا. قال: إذاً نُقبّله؟ قال: لا. إذاً أطعناه؟
قال: لا. قُل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أليست هذه هي التحية؟ هكذا هي. إذاً إذا كان هناك فرق بين جواز الفعل وهكذا، فقال: لا، هذه جائزة. جائز تقبيل يد العالم، يد الأب، يد الكبير، يد... وهكذا قالوا. حسنًا، فمن الممكن أن يقبل شخص فقير يد شخص غني لأنه يريد منه رشوة، أو من الممكن أن يقبل شخص محكوم يد حاكم لأنه - كما يقال - ربما ينقذه، أو يمكن القول: حسنًا، فلنعتبر أن هذه المسألة القلبية خاطئة، إذًا فإننا نقبل بناءً على الاحترام وليس... بناءً على الغنى والسلطة والجاه وما إلى ذلك، فمن أين يأتي هذا الاحترام؟ يأتي
من أمر يتعلق بالآخرة، مثل ماذا؟ مثل أبي أمي، شيخي، مثل العالم، نقبّل يد العالم لأجل كذا وما إلى ذلك. حسناً، هذه قد عرفناها، لكن يوجد فيها جزء لابن الأعرابي، والقُبَل جزء كامل، جزء جامع. هذه الأمور ومرة أخرى الصلاة، هل أرفع يديّ في الصلاة أم لا أرفع يديّ في الصلاة؟ فقام شخص وألّف جزءاً عن رفع اليدين في الصلاة، ما الحكمة منها؟ ماذا فعل النبي؟ فقالوا إن النبي كان يفعل ذلك لأنه يرفع يديه عند تكبيرة الإحرام، وكان النبي يرفع يديه عند كذا، النبي... كان يرفع يديه وهو راكع النبي بعد ذلك وهو في الركعة عند القيام من التحيات الوسطى، كان يرفع يديه. ورفع اليدين في الصلاة ويذكر كل
الروايات التي رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم، كثير هذا الكلام. ثلاثة آلاف جزء، ثلاثة آلاف جزء أصبحت، وهذه الأجزاء فيها ماذا؟ فيها كل شيء. فيها كيف تأكل وكيف تشرب وكيف تحارب وكيف تُسلِّم وما هي حقوق جارك. واحد يؤلف كتاباً في الصمت وفوائد الصمت، وآخر يؤلف كتاباً في العزلة، جزءاً في العزلة وفوائد العزلة، وآخر في المخالطة وفوائد المخالطة. فأصبح لدينا كثير من هذا، ثلاثة آلاف، ثلاثة آلاف للجيل الذي يليه. جاء ورأى الثلاثة آلاف أمامه هكذا، وضعهم أمامه وقال لي: أنا أريد أن أدخل مدخلاً آخر، ما هو الصحيح القوي من هذه الأشياء
وما الذي ليس صحيحاً؟ هذا السؤال جاء تالياً: ما الصحيح وما هو الضعيف؟ صحيح، ضعيف، نعم. فجاء الإمام البخاري في القرن الثالث الذي هو... وتناول هذه الأجزاء كلها، وكل جزء من هذه الأجزاء يجب أن نقرأه على شيخ بالسند المتصل. حسناً، لنفترض أنه لا يوجد سند متصل، فلا فائدة منه إذن. يجب أن تُقرأ هذه الأجزاء الثلاثة بالسند المتصل. حسناً، فجاء البخاري ووجد الثلاثة آلاف حديث أمامه، فألّف الصحيح وأخرج من هذه الثلاثة آلاف ما يراه صحيحاً. أنه في غاية الصحة، نعم، مسلم جاء بشروط ثانية غير شروط البخاري، ورأى الثلاثة
آلاف تلك، وأخذ منها المائتين وخمسين كتاباً التي توجد من ثلاثة آلاف جزء صغير، ثلاثة آلاف موضوع، فيهم كم حديث؟ فيهم حوالي خمسين ألف حديث، لكن الحديث كم سطراً؟ الحديث يتراوح من سطر واحد إلى... عشرة أسطر، حسناً، لا يوجد أحاديث طويلة صفحتين أو ثلاثة، كم عددهم من الخمسين ألفاً؟ عددهم ثلاثمائة حديث من الخمسين ألفاً، بعد ذلك قام شخص بجمعهم وقال: الأحاديث
الطوال، كتاب اسمه هكذا في أربعة مجلدات، الأحاديث الطوال التي تبلغ صفحتين أو ثلاثة بدقة، وتكون عبارة عن قصة يرويها. يروي فيها رواية ويكون يحكي فيها حكاية وهكذا. حسناً، فأغلب الأحاديث خمسون ألف حديث كلها مروية بالسند، وهذه الخمسون ألف حديث على درجات: إما أن تكون من الدرجة الأولى أي صحيح، وإما أن تكون من الدرجة الثانية أي حسن، وإما أن تكون من الدرجة الثالثة أي ضعيف، لكن كلها لها أسانيد. قال: طيب. ما موقفنا منها؟ قال: هذه قضية أخرى. نحن هنا في مجال التوثيق فقط. هذا ما زال في مجال الفهم، ثم في مجال الحجية بعد ذلك.
لكننا هنا نوثق فقط، نحن هنا للتوثيق فقط. يعني التوثيق والفهم والحجية، والتوثيق والفهم والحجية، والتوثيق والفهم. سنخرج في فاصل ونعود مرة أخرى لكي نعرف كل... مرحلة بتفاصيلها بالشرح الوافي الذي يرد من خلال هذا الرد الجميل والأجمل والأحلى على كل الشبهات التي تثار حول السنة. ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. نحن الآن في مرحلة التوثيق، ما هي الآليات؟ ما هي الأدوات؟ كيف تم التوثيق بهذه الكيفية التي ضمنت أن تأتي مراحل الحجية أو مراحل ما؟ بعد ذلك مائتان وخمسون عالماً، نعم، هؤلاء يمتدون من نهاية القرن
الأول إلى منتصف القرن الخامس. المائتان والخمسون الذين نتحدث عنهم، بدايتهم الزهري والإمام مالك ومن على شاكلتهم، ونهايتهم البيهقي الذي توفي سنة أربعمائة وخمسين، أي من سنة تسعين إلى سنة أربعمائة وخمسين، في هذه الفترة الزمنية كلها. خدمتُ السُّنةَ خدمةً دقيقةً جداً واعتمدتُ على الرواية والسند والتدقيق والمقارنة. المائتان وخمسون لهم أمامهم السابقون عنهم، عاملين ثلاثة آلاف جزء. هذه
الثلاثة آلاف جزء بينهم وبين النبي كم؟ نعم، أقله جيلان. مالك يروي عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاً ويروي. عن مالك عبد الله بن يوسف مثلاً، فمالك الشيخُ الذي يعلمه هو نافع، الذي رأى ابن عمر الصحابي مباشرةً. من هنا إلى هنا هكذا، هؤلاء الناس كانوا علماء وكانوا حريصين جداً على رواية السنة المشرفة بدقة. كيف رُسمت عندنا الخريطة الآن؟ إن هناك مائتين وخمسين عالماً أخذوا مصادرهم. من ثلاثة آلاف عن طريق العلماء عن طريق السند، لابد أن يجلس على شيخ ويقرأ ويقدم
ويؤخر ويقول ويصنع وهكذا إلى آخره ويفهم. هذا أتى من أين؟ نتج من هذه المسألة ستمائة ألف حديث، ستون ألف حديث، خمسون ألف. نحن قلنا اللهم خمسون أم ستون أم ستمائة؟ لماذا ارتكبت هذا الخطأ؟ لأن الحديث أحياناً يكون ستمائة، ستمائة ألف، يعني نفس الأرقام التي تفضلت بها الآن. نعم، يمكن أن يقول شخص هكذا ويمكن أن يقول شخص هكذا، وهذا صحيح وهذا صحيح وهذا صحيح. نعم. لماذا إذاً يا مولانا؟ "إنما الأعمال بالنيات وإنما" لكل امرئ ما نوى مرويٌ بسندٍ واحدٍ. نعم، هذا السند وصل إلى سعيد المقبري وأصبح في سبعمائة راوٍ. فهذا السند بسبعمائة سند لو تم تبسيطه.
فحديث "إنما الأعمال بالنيات" يُعتبر حديثاً واحداً، ولكن إذا بُسط وهو مرويٌ بسبعمائة سند، فسيصبح سبعمائة حديث. ونحن عندما نَعُدُّ، سنعد متن الحديث وسيظهر. أول عن آخر لن يزيد عن خمسين ألفاً، ولا نعد الأسانيد التي هي روايات، نعم هذه الروايات وصلت إلى نحو المليون، ألف ألف، فتكون الخمسون ألف جملة، الألفين، الخمسون ألف حديث مروية بمليون سند، فقمنا بتفريغ المليون سند هؤلاء، الرجال الذين فيهم والنساء الذين فيهم، اسمهم. ما هي القصة الخاصة بهم؟ وأين طبقاتهم؟ فمن الممكن لو وضعنا هؤلاء
المليون سنة بعضهم فوق بعض هكذا، ورأينا من الذي شاهد النبي، وصنعنا خطاً هكذا، فهؤلاء هم الذين رأوا النبي، فيكونون هم الصحابة. السؤال: كم كان عدد الصحابة؟ وكم عددهم؟ كان الصحابة مائة وأربعة عشر ألف صحابي رأوه بأعينهم، وحجوا معه حجة. الوداع منهم من عشرين إلى ثلاثين ألف شخص كان حاضراً في جنازة النبي وصلى عليه صلى الله عليه وسلم عشرون ألف صحابي كانوا في المدينة وصلوا عليه وجعلوا باباً هكذا وباباً هكذا، يدخل المرء فيصلي عليه ثم يخرج من الباب الثاني، يدخلون للصلاة في صفوف، ولم يصلوا عليه جماعة كما نصلي نحن. هكذا أي أن أمشي العشرين ألف مرة دفعة واحدة على طول هكذا
لمدة ثلاثة أيام وهم جالسون ليل نهار يدخلون ويصلون ثم ينصرفون، يدخلون يصلون وينصرفون لأن صلاتهم من أجلهم، رحمهم الله، وليست من أجل النبي ليعلو قدره، فهو عالي القدر صلى الله عليه وسلم، ولكنها من أجلهم هم ومن أجل أنفسهم. بالك هكذا الحق وهذه البركة، فكثير هكذا عشرون ألف شخص كانوا في المدينة، وقيل ثلاثون، لا بأس، دعنا في العشرين. يكون قد حج معه مائة وأربعة عشر، فهؤلاء هم المسلمون. إذن كم بقي من العشرين الذين صلوا على سيدنا صلى الله عليه وسلم؟ هؤلاء العشرون، أين نحن من أسمائهم؟ لا نعرفهم، الذين... نعرف تسعة آلاف وخمسمائة منهم، أي نعرف أسماءهم، أما الباقي فلا نعرفهم. إذاً هناك صحابة عددهم مائة وأربعة عشر ألفاً، نعرف منهم تسعة آلاف ونصف فقط بالأسماء، أسماء
رجال ونساء: تسعة آلاف رجل وخمسمائة امرأة. أما بقية المائة والأربعة عشر ألفاً فلا نعرفهم، نعرف أنهم كانوا موجودين لكن لا نعرف أسماءهم. ما هذه التسعة آلاف وخمسمائة؟ هذا ديننا، وهذا يمثل تسعة في المائة. كم شخصاً روى الأحاديث الخمسين ألف قطعة هذه؟ كم شخصاً؟ ألف وسبعمائة وستون شخصاً. لكي نحفظ نقول ألف وثمانمائة فقط، لكنهم ليسوا ألف وثمانمائة، بل ألف وسبعمائة وستون شخصاً روى عن. سيدنا صلى الله عليه وسلم من أربعة عشر ألفًا، من أربعة من مائة وأربعة عشر ألفًا، مائة وأربعة عشر ألفًا، ألف وسبعمائة فقط، يعني واحد وربع في المائة، يعني كل واحد من كل مائة، يعني كان
في مائة صحابة هكذا واحد منهم فقط الذي روى، طيب كم واحد؟ روى جملة واحدة للنبي فقط، أي أنه لم يسمع إلا هي، ولم يرو إلا هي، ولم ينقل إلا هي، وهذه مسؤوليته الوحيدة. أي أنه عاش حياته كلها لأجل هذه الجملة: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان". هذه هي التي عاش معها صاحبنا هذا. كم واحد لم يرو إلا... هذه ولم يرووا شيئاً آخر. ألف شخص من ألف وسبعمائة، هذا راقد هكذا أصبح سبعمائة وستين. لدينا متبقٍ سبعمائة وستون. تخيل أن شخصاً لا يروي إلا جملة واحدة فقط في حياته، يكون متأكداً منها، هذا سيدنا. وبعد ذلك، ما هي كلها؟
أمر الله، والله لا يؤمن مَن... بات شبعان وجاره جوعان. من حُسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه. قِرى الضيف يعني أنك تكرمه، وكذلك أشياء سيئة. يعني هذه كلها "إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق". السبعمائة المتبقية هذه روى كم حديثاً؟ اثنين، ثلاثة، أربعة، إلى عشرة، سبعمائة وستين فقط، فقط، إذاً من أكثر؟ الرواية خمسة عشر، خمسة عشر، واحد. من
هؤلاء؟ أبو هريرة، أبو سعيد الخدري، السيدة عائشة، العبادلة الأربعة: عبد الله بن مسعود، عبد الله بن عمر، عبد الله بن عمرو، عبد الله بن... وهكذا إلى آخره. طيب، مروياتهم هذه كلها، الذي روى خمسة آلاف، والذي روى سبعة آلاف، والذي روى ستة. آلاف والذين رَووا كذا إلى آخره، هؤلاء الخمسة عشر نحن نريد أن نهتم بهم لئلا يكونوا هم سبب المسألة. فلنذهب ونهتم بهم لنرى ما هي روايتهم، فنجدهم يكادون لا ينفردون بحديث. ماذا يعني ذلك يا مولانا؟ يعني أن هذا الحديث أخرجه أبو هريرة، رواه أبو هريرة، وتجد سيدنا علي رواه. نعم، ومن ناحية أخرى تجد السيدة
عائشة روتها مؤكدة، وتجد عبد الله بن عمرو يرويها، وعبد الله بن عمر يرويها، وتجد أبا سعيد الخدري يرويها، وتجد مسكيننا أبا هريرة الذي هو أكثر واحد، وتتبعت رواياته واحدة تلو الأخرى لأنه لم ينفرد بشيء، يعني ألغِ أبا هريرة، نعم السنة. مثلما هي، صحيح أن الناس غير قادرة على فهم المجهود الذي بُذل من أجل هذا الأمر. هؤلاء أناس ضحّوا بحياتهم من أجل هذه المسألة. فهؤلاء الخمسة عشر شخصاً قد فتشنا عليهم تفتيشاً وتتبعنا رواياتهم تتبعاً، فوجدنا أننا لو حذفناهم لا تتضرر السنة بشيء، وهم الخمسة
عشر الذين رووا كثيراً جداً. نعم، العباد له. سيدنا أبو هريرة، افترض أننا حذفناهم بروايتهم، هل وجدناهم موجودين فقط في الألف وسبعمائة الآخرين؟ ألف وسبعمائة وخمسة وأربعين، وخمسة وعشرين صحيحًا. الألف وسبعمائة وخمسة وأربعين مؤيدين. أنت لا تقل لي إذن، دعك من خمسة عشر ودعك من ألف وسبعمائة هؤلاء لأنه كل... واحد روى حديثاً واحداً. لا، لا تقل لي هكذا. نعم، هذا كل واحد مؤيد بالآخر. حسناً، وذهبنا نصنع نفس القصة هذه في التابعين الذين بعدهم. من هم هؤلاء التابعون؟ وقسمناهم: كبار التابعين الذين رأوا العشرة المبشرين بالجنة، وأواسط التابعين الذين رأوا بعضهم، وصغار التابعين الذين لم يروا أحداً منهم.
وجلسنا نعمل. طبقات هكذا طبقات في إثر طبقات، ونبحث كل طبقة، ونرى من أعطى ماذا ومتى وكيف ولماذا. بهذا البحث الدقيق يا مولانا، بهذا البحث الدقيق، واحد وعشرون علماً عملوا على هذه العملية ضبطاً وتوثيقاً. جاء واحد مسكين، والله مسكين، قال لي: "لكن هذا لا توجد نسخة للبخاري بخط يده"، ظنني كنت. هناك شخص يعمل في جمع القمامة الخاصة بالسفارة الأمريكية، فمرة أتى إليّ وأخبرني أن لديه التوراة بخط سيدنا موسى. هل تدرك ماذا يعني هذا؟
يا إلهي، هذا عامل النظافة عقليته مثل عقلية أخينا المتصدر في الإعلام والجالس يهذي. أتمنى أن يخرج هذا الهراء يا رب، هكذا هو، هذا الشاب مثل ذاك. حسناً، أليس القرآن... موجود بخط سيدنا محمد، حسناً، القرآن ليس موجوداً، أي ليس البخاري فقط. هذا البخاري رواه خمسة، الذين رووه هم محمد بن شاكر والفربري والمحاملي والمستاملي. وعندما تعرف أن مدرسة الفربري هذا كم عدد خريجيها؟ سبعون ألف خريج قرأوا البخاري. هذا البخاري أصبح بعد ذلك اسمه كتاب أمة، لماذا؟ لأنه لم يعد. لماذا ينصبّ الاهتمام على البخاري، هذا الإنسان الذي قاموا بالاعتماد عليه وجمع الأحاديث التي فيه، ونظروا إليها
مُسندة بالأسانيد؟ هل توجد أسانيد أخرى تؤيد نفس هذه الأحاديث؟ وقد وجدوا أن ما في البخاري من أوله إلى آخره يبلغ ألفين وستمائة وبضعة أحاديث، وبالمكرر سبعة آلاف وخمسمائة حديث، وقد تتبعوا كل حديث. من ألفين وستمائة ووجدوا أن لا البخاري ولا شيخه، نحن نريد الذي فوق شيخه، وذهبوا وصنعوا شيئاً اسمه المستخرجات لكي يؤكدوا برواية علمية صحيحة هذه الروايات. حسناً، البخاري جمع هذه الأسانيد ولم يجمع أسانيد أخرى، فذهبوا وصنعوا شيئاً اسمه المستدركات يستدركون بها على البخاري ما لم يروِه. ماذا يعني هذا؟ يستدرك أي يجمع الأحاديث التي لم يذكرها البخاري في الألفين وستمائة حديث وهي من شرط البخاري، كل الصفات متوفرة في الشرط في هذا السند،
لماذا لم تأخذه؟ فأصبح لدينا مستخرجات ولدينا مستدركات، عملٌ متقن وواضح عندما أصبح العالِم يتوخى الدقة، أي أنه يوجد لدينا الآن متخصص في أحد العلوم. الحادي والعشرون: يوجد لدينا متخصص في علم الرجال، ومتخصص في الجرح والتعديل، ومتخصص في شرح الحديث، ومتخصص في تراجم رجال واختلاف الحديث وكل شيء. هذا الرجل يعرف كل شيء في كل شيء. العشرون ألف شخص الموجودون في المليون سند، هو يعرفهم جميعًا، ثم يأتي ليسمع الكلام. هذا لا يأتيه مغص، والله يأتيه مغص من الهراء الذي نحن جالسون نعمل به. هل نحن نتقدم أم نتأخر؟ نحن الآن نتحدث عن العلم وغير العلم وما إلى
آخره، ونريد أن نهدم من قام بواجبه في وقته في بناء العلم لأجل بعض الترهات، لأنه لا يعجبني هذا السند، لأنه ليس... يعجبني هذا المتن يا سيدي حفظك الله. ما لا يعجبك اسأل عنه ونحن نشرح لك معناه، لأن هناك فرقاً بين النص وتفسير النص وتطبيق النص. سيدنا الإمام، هل أدرك - واسمح لي كنت سأسأل هذا السؤال - هل أدرك من يُقدم على مثل هذه الخطوة غير المحسوبة تماماً ما هذا الواضح غير... محسوبة عنده أنه داخل على البخاري ولم يدرِ أن البخاري تحول إلى مدرسة في آخر الصالة الرياضية بالآلاف. ألم يدرك للحظة أن ثمة طريقاً لا بد أن يسلكه قبل أن يثير هذه التساؤلات أو أن يخرج بشكل حيرة؟ الذي يعمل بفتن حسب النيات التي لا يعلمها إلا الله، فإن... كانت نيتُه مخلصةً فهو عن جهلٍ سيرحل العلماءَ، وإن كانت نيتُه غيرَ مخلصةٍ فعن غرضٍ يعلمُه اللهُ سبحانَه وتعالى لماذا فعلَ هذا. لكنه ما بين مغرضٍ وغيرِ
مغرضٍ، ما زالَ حديثُنا موصولًا إن شاءَ اللهُ، ولكن اسمحْ لي فضيلةَ مولانا أن أقرأَ بعضَ ردودِ السادةِ المشاهدينَ على سؤالِنا. على صفحة الفيسبوك، برأيك هل تم حفظ السنة النبوية؟ الأستاذة العاقلة تقول: نعم حُفظت وبقيت ببقاء سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبنا وأفعالنا وحياتنا، فتطبيق سنته صلى الله عليه وسلم خير دليل. الأستاذة نجاة تقول: الحمد لله بقيت ما دام موجود مثلك يا شيخنا الفاضل. يذكرنا ويوضح لنا وينبهنا إذا أنستنا الدنيا. يا رب احفظ حب رسولنا في قلوبنا عليه أفضل الصلاة والسلام. الأستاذة نعمات بالتأكيد، ولكن ليس كل الناس حافظة للسنة النبوية، وإلا لكانت الدنيا بخير لو حافظ الجميع على السنة النبوية. والله يهديني ويهدي جميع أمة محمد إلى الصحيح والصواب. الأستاذة حالة تقول: نعم حفظت وسخر. أقام الله لها - الله تعالى - في كل زمان من يحفظها ويتبعها على كل
حال. هناك فرق في الحفظ ما بين التوثيق وما بين التطبيق. فأختنا التي قالت أنه ولكن الناس لا تحفظها، تعني أنها لا تحفظها وتراعيها في التطبيق، لكنها محفوظة في التوثيق وهي موجودة، وكل ما أُخذ على البخاري. من أحاديث مبني عليها أحوال وكل ما ورد في السنة فكما قال الإمام الشافعي فيما رواه عنه البيهقي فهم رسول الله لكتاب الله. كل ما ورد في السنة إنما هو فهم رسول الله، يعني الفهم المعصوم لكتاب الله، وحينئذ نعلم الخطة الجهنمية عند المغرضين أن من أنكر السنة فذلك تمهيد. لإنكار القرآن، نعم، إنه يعظم للناس: انظروا، انظروا، انظروا، الحقوا! هذه
السنة خطأ. وفجأة نجد الأمر في القرآن الكريم، فيصبح القرآن خطأً، وفجأة يصبح الإسلام خطأً. هذه هي خطة زويمر التي وضعها في الهداية. والسخافة أنها تتكرر سواء عرفوا الهداية أم لم يعرفوها، لأن هذه الهداية وصلت إلى أستراليا والنمسا كمراكز. سَمَتْ روحُها إلى الهداية وأحضرت الكتاب وجعلته خاصاً بزويمه، وجعلت كتاب زويمه أجزاءً كثيرة. كما جعلته مئات الأجزاء وأصبحت توزعه من بيروت على الناس. هل تعي كيف فعلت ذلك؟ وهناك أشخاص حصلوا على درجة الدكتوراة من الأزهر في الرد على هذا الهراء الذي بلغ مبلغاً من السخافة، لأنه كما نقول: المسألة عندنا علم في. المتأمل طوال الليل يصبح
متصلاً مع مولانا الإمام ومع منهجه حينما يقوم بواجبه بوقته الآن في هذا الشرح والفهم، نضع أقدامنا على الطريق الصحيح. مولانا الإمام شكر الله لكم دائماً، شكراً لكم، دمتم في رعايته وحفظه.
شكراً. سأعود هنا بعد ذلك فقط لتفريغ ما شاء الله.