والله أعلم | فضيلة الدكتورعلي جمعة يجيب على أسئلة المشاهدين | الحلقة الكاملة

أسعد الله أوقاتكم بكل خير وأهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من برنامج "والله أعلم" لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنصحح هذه الدنيا بهذا الدين. مولانا الإمام صاحب الفضيلة، أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم، مرحباً. اسمح لنا دائماً. وفي حلقتنا اليوم نجيب على كل أسئلة السادة المتصلين والمشاهدين والرسائل النصية والفيسبوك. اسمح لي، معي نوش السيد على الهاتف. نوش السيد، أهلاً بك، أهلاً بك يا فضيلة الشيخ. السلام عليكم، تحياتي فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نريد بالاستوديو والكاميرا خلف الكاميرا، أهلاً. ينام خلف القمر، أهلاً بك والله. عندي سؤال أريد توجيهه إلى فضيلة الشيخ الدكتور علي جمعة، مولانا وطبيب. والله يا مولانا، هناك رجل توفاه الله وعنده ستة أولاد ذكور وبنتان، فكتب البيت لأربعة منهم وليس للاثنين الآخرين لأنهم لم يكونوا يزورونه ولا يتواصلون معه - رحمه الله - والبنتان كتب هذا السؤال الأول، فما حكم الدين في ذلك؟ أما السؤال الثاني فأنا عم الولد، والولد هذا يعطيني بعد وفاة أبيه وجده. يعني لأجل المرأة ووكالتها. نعم يا أستاذ السيد، لكن عن القسمة أو ما حدث في السؤال الأول، الميراث قلت لي كيف يُقسم، هو تقسيم، هو الرجل كتب فيه. وعنده ستة كتب، ماذا؟ هي سيرة وفراشة، كتب الأربعة واثنان لا، وعقوق الولد لك، وعقوق الولد الذي
هو ابن الأخت والخال أيضاً، أي من أجل أيضاً ميراث الدين الظاهر، يعني يَظهر الكثير، أي نرى في المجتمع كثيراً ما فقه الدين في ذلك. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. معلوم أن الله سبحانه وتعالى أمر بالبر وحدده حتى وقال: "ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر..." إلى آخر ما هنالك. نشكرك أستاذ، عفواً ولكنه يرتكب معصية لأنه أمرنا بأن نتحاب. وقال: "أَفَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ". وقال: "أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَقُومُوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ". يَعْنِي أَمَرَنَا
الشَّرْعُ فِي غَيْرِ مَا نَصٍّ وَفِي غَيْرِ مَا تَوْجِيهٍ نَبَوِيٍّ شَرِيفٍ وَفِي الْقُرْآنِ وَفِي السُّنَّةِ وَفِي عَمَلِ الْأُمَّةِ مِنَ الْأَتْقِيَاءِ وَأَهْلِ اللهِ عَلَى أَنْ... البِرُّ مفتاحُ كُلِّ خيرٍ وأنَّ العُقوقَ مفتاحُ كُلِّ شَرٍّ، فهذا يعني أنَّ الأستاذَ السيِّدَ يُريدُ أنْ يُوجِّهَ نصيحةً لهؤلاءِ العاصينَ، وليسَ أنَّهُ يسألُ عن أمرٍ معلومٍ منَ الدِّينِ بالضَّرورةِ، وهو أنَّ العُقوقَ هو... إنَّهُ يُريدُ أنْ يُسمِعَ الولدَ: "يا أخانا، لا تَفعَلْ هكذا"، خاصَّةً وأنَّ الأمرَ أمرُ دُنيا. ونزاعٌ على أمورٍ دنيويةٍ كلها، وليس كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغضب، وقال: "لا تغضب ولك الجنة"، وقال: "ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد من ملك نفسه عند الغضب" أو "حين الغضب"، وكان لا يغضب
إلا إذا انتُهِكت حدود الله، وهنا هذه دنيا ونزاعٌ في الدنيا وخصام. في دنيا لا يجدي أن تعق عمك وتعق خالك وتعق غيرهم إلى آخره، وتسري بينك وبينهم النزاعات على أوهام كلها فانية وليست باقية. أما القضية الأولى، فما دام الأب قد تنازل بكتابة موثقة معلومة لأحد من الناس سواء أولاده أو غير أولاده، ولكنه لم يعط هذا ولا ذاك، فهو لم... يترك تركة، أي البيت الذي كتبه في حياته لأبنائه، هؤلاء البنات شقة، وهذا لا أعرف ماذا، نصف الدار، وهذا كل شيء، انتهى، لم يعد هناك تركة. والنبي صلى الله عليه وسلم عندما أتاه شخص ليشهده على ذلك أنه خصّ ولداً دون ولد، قال: "أعطيت سائر ولدك
مثل هذا؟" قال... لا، قال: اذهب فاشهد عليه غيري، إني لا أشهد على ظلم. ولذلك قال العلماء إن هذا التصرف الذي يقع فيه الأب هو صحيح، وإذا كانت نيته غير صحيحة فيكون قد ارتكب الحرام، ولا يؤثر هذا الحرام على أصل العقد بالبطلان أو الإيقاف أو غير ذلك إلى آخره. ولذلك الأولاد الذين لهم البيت، هذا البيت أصبح ملكهم ولا معقب عليه لأنه تم بصورة صحيحة. انظر، حتى لو كانت حراماً، لا يحكم ذلك ببطلان العقد أبداً. نية أبيهم هذه سيُحاسب عليها لوحده، وحتى لو غيّروه سيُحاسب أيضاً. يعني افترض أنهم جاؤوا وقالوا: "لا، نحن لا نريد أن يُحاسب أبونا" وذهبوا مغيرين. هنا سيُحسب أيضاً لأنه قد مات فانقطع
عمله، وإذا مات ابن آدم انقطع عمله. نعم مولانا، اسمح لنا، سآخذ معي أم خالد والأستاذ حسين. أم خالد، أهلاً بكِ. أهلاً بحضرتك، شكراً جزيلاً تفضلتِ. وعليكم السلام. لو سمحت يا شيخ، أنا زوجي توفي وترك لنا بيتاً من أربعة أدوار، طيب وهو متزوج بزوجة أخرى أيضاً وكان عندها بيت أيضاً من أربعة أدوار على شقتين. لمن يعود هذا البيت؟ إنه للزوجة. ليس عندي. الزوجة الأولى بيتها ملكها. أنا الزوجة الأولى. أما الزوجة الثانية، فالبيت الذي نعيش فيه هو ملكه. أربعة أدوار وشقة واحدة. لقد تزوجها وهي تملك بيتاً من أربعة أدوار يحتوي قال لنا إن هذا البيت هو بيتك أنت وأولادك، وأن الزوجة الثانية ليس لها حق فيه لأنها تزوجت
قبلي، وأنا لي الربع في أموالها التي في البنك وبيتها، فتنازلت عنه من أجل أولادها، فتركت هذا وذاك. هل هذا يجوز؟ يا بنتي، أنا لا أفهم منك شيئاً. أقول لحضرتك أنا الزوجة ترك لي بيتاً مكوناً من أربعة طوابق على شقة واحدة، ترك لك بيتاً، فهل الأربعة طوابق التي على شقة واحدة هذه هي في ملك زوجك؟ نعم، هذا ملك زوجي. عندما مات وترك أولاداً. انتظري أنتِ يا أم خالد، يا أم خالد، انتظري يا أم خالد، أنتِ الآن... ستظلين تدور وتبحثين هكذا، ألن أفهم منك. انتظري يا أم خالد، اسمعي الأسئلة، وعندما أسألك أجيبي. انظري، البيت الذي تركه للأربعة، وهو يبحث عن شقة واحدة، هذا عندما مات تركك أنتِ وأولادك وأولاد الجديدة. نعم، لا، أولاد الجديدة ليسوا معنا. ماذا يعني أن أولاد
الجديدة ليسوا معنا؟ لكن في تركيا ليسوا معنا، كانوا قد تزوجوا جميعهم، لنفترض أنهم تزوجوا يا أم خالد، ليس لنا شأن بهذا الكلام. هو عندما توفي ترك أولادك وأولادها، نعم إن شاء الله. عندما جاء إلى البيت، هذا البيت كتبوه في حياته، في عين حياته كتبوا لكم وكتبوا لي أنا باسمي، كتبوا لي. كنت الأولاد الآخرين الذين تركتهم الزوجة الثانية لسيدي في بيت أمهم لأنها توفيت قبله، فهو الذي رباهم في بيت أمهم، فتركوا الأولاد الآخرين. آه، أصدقت ذلك؟ أصدقت ذلك؟ ماذا فعلت بعد أن انتقل الرجل إلى رحمة الله؟ لا شيء، بقينا أنا وأولادي. في البيت كل واحد أشفق عليه. ما هو سؤالك؟ سؤالي: هل هذا يجوز؟ الأولاد لا يقبلوننا ولا يأتون ولا يكلموننا، كلهم لا نصلي معهم ولا
يردون علينا. لماذا؟ ماذا يريدون؟ ماذا يريدون منكم؟ هل هناك طلب معين؟ حسناً، ما هو السؤال؟ السؤال: هل يجوز أننا لا نرد عليهم بشيء وندعهم؟ هناك ما دام كتبوا باسمك، ما هو خلاص كتبوا باسمك، فهو لا توجد تركات له، والربع الذي يخصه أنتم تركتموه. نعم، كما قال لنا: اتركه لهم نصيبهم، أنت تنازلت وتركته فعلاً. أقول لحضرتك لم نتقابل معهم إطلاقاً، لكنك تركته فعلاً، لكنك تركته حتى. إذا لم تقبلوهم، أنت تركتموه ولم تذهبوا، رفعتم قضايا ولم تذهبوا للتشاجر معهم، ولا هم حتى رفعوا قضايا ولا اتصلوا، ولا هم خلاص، موقفها سليم يا مولانا. أبسط الأمر الذي أثار الغضب أن يا أم خالد موقفك سليم. حسناً، هل هناك أسئلة أخرى يا أم خالد؟ نعم، حسناً، والدي ترك أبحث عن شقتين وأنا أب لولدين وسبع بنات،
ولدي إخوة اثنان وسبع أخوات. الصبيان أخذ كل واحد منهما شقة وشاركونا في الإيجار، ويقولون لنا هذه الشقق والآن نشارككم في الإيجار. هل يثبت البقية الآن لنا أنتم سبع بنات وولدان؟ وولدان؟ أي أن أحد عشر سهماً لأحد عشر شخصاً، نعم، الأحد عشر سهماً تُرك لهم ثمان شقق فقط، نعم. فكل ولد من الولدين أخذ شقة والست شقق يؤجرونها، نعم، الستة تُؤجر. حسناً، عندما يؤجرون الست شقق، تدر دخلاً وإيراداً، فهم يقولون نحن نريد أن ندخل في... حسناً، يدفعون إيجاراً، حسناً، يكونون نعم، يدفعون إيجاراً ويدخلون
في الميراث بأربعة أسهم من أحد عشر. شكراً يا مخالف، أشكرك شكراً جزيلاً. معي السيد حسين، يا أستاذ حسين أهلاً بك. السلام، من فضلك اترك رقم هاتفك في غرفة التحكم وسيتم الاتصال بك لاحقاً إن شاء الله. أشكرك شكراً جزيلاً. معي اتصال هاتفي آخر. ألو
يا أستاذة أسماء. تفضلي يا أستاذة أسماء. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضل يا سيدي. هل يمكنني التحدث مع الشيخ؟ بكل سرور، تفضل. شكراً جزيلاً يا سيدنا الشيخ. أنا أريد أن أطلب من حضرتك طلباً. أنا امرأة مطلقة منذ حوالي أكثر من عشرين سنة وكان لدي... طفلين وربيتهما وجعلتهما في مراكز مرموقة، وأنا لا أعمل وأعيش على أساس أنهم مثلاً ينجحون أمامي، كنت أفرح بهم وبكل شيء، لكنهم نسوني، يعني. أنا لا أصدق أنني كبرت وعشت وكنت أُعلّم لمدة ثلاثين سنة، وكان من الممكن أن أتزوج ويكون لي زوج. نعم، أريد كلمة، وفي الدنيا، وأؤجل طوال الوقت، أي أنني زوجتهم وجعلتهم في بيوتهم ووضعته
في مراكز جيدة وكل شيء، لكنهم نسوني. وأنا وحيدة، أي أن الأمر صعب علي. يعني عندما أذهب ويأتي أحدهم إلي، لا ينبغي أن يكون الأمر هكذا. حاضر يا أستاذة، يا سماء، حاضر. يسمعون وينمون بشباب كلها. أي أنني أحتاج أن يصبحوا لي قليل ليس هكذا يعني أنا لم أفعل كل هذا لكي يتركوني. أتمنى أن يسمعوا كلام صاحب الفضيلة في الإجابة على تساؤلك يا حاجة أسماء. ومعنا الأستاذة نور، يا أستاذة نور أهلاً بكِ. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي يا سيدتي، أنا وُلدت متوفية منذ أن كان عمري عشر سنوات عند الثانية والثلاثين سنة، وكان عندها مرض السرطان. وجدتي وجدي كانوا يعيشون، ولم يكونوا يسألون عنها إطلاقاً ولا يهتمون بها إطلاقاً. وهم ورثة، يعني جدتي وجدي ورثوا منها، نعم ورثوا منها،
أي أنهم ورثوا منها. وكانت هناك أرض من المفترض أننا أيضاً سنرث فيها كذلك. ووصلوا هم قالوا إنهم سيتناولون ثم رجعوا في كلامهم وحصلت مشاكل. أقسم أنهم في ذلك الوقت لا يسألون عني مطلقاً. حتى أحاول أن أجدد بعض الكلمات وأحاول أن أتواصل معهم لكن لا يوجد تواصل مطلقاً. يعني هم غير مهتمين كأنني أنا الذي مُتّ، لكن لو أن الجدة ماتت فأنا أيضاً بواسطة الأرض هذه، أنا أريد بقاءها وأنا، يعني، لا أريد بها شيئاً في حال سرقة. أنا لا أبقي فيها شيئاً من المشكلة في هذه الأرض. حاضر، إنها يعني ليس هناك أي صلة ترحم بيني وبينها إطلاقاً. وأنا حاولت ستين مرة، حتى في زفافي حاولت أن أدعوها وأكلمها وأقول لها. أنا سأتزوج وتعيش، قالت لي: "لا أنا لست متفرغة". حاضر يا أستاذة. فهل هي من حقها أن ترث، أعني مثل خيبر؟ البنت التي كانت معنا كل هذه السنين. حاضر يا أستاذة، أشكرك. معي يا أستاذة عزة، يا أستاذة عزة، أهلاً بكِ،
أهلاً بحضرتك. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. يا سيدي، وكذلك يا شيخ علي، ربنا يكرمك يا رب دائماً هكذا إن شاء الله بإذن الله يا رب. أهلاً وسهلاً، تفضلي. أنا فقط كنت أريد أن أسأل حضرتك عن شيء، وهو قراءة سورة يس. هناك ثلاثة أسئلة من نفس السياق: قراءة سورة يس، والآيات الست المنجيات، وسورة الفتح ثمانية الخبز والأشياء هذه، صحح حضرتك، طيب، حاضر، جميل، حاضر، أشكرك، شكراً جزيلاً. السيدة العزيزة، مولانا الأستاذة أسماء تشعر بالصدمة في أولادها الاثنين الذين ربتهم وكرست حياتها كلها لأجلهم، ولم تتزوج مرة أخرى، وفي النهاية ترى عقوقاً منهم ولا يسألون عنها، وتقول إن الحياة والوحدة صعبة جداً وتريد... هل يسأل عني أحد؟ ماذا أفعل؟ وليتهم يستمعون لكلام فضيلتك. أما من الناحية الشرعية، فبر الوالدين من أسباب دخول
الجنة، والجنة تحت أقدام الأمهات كما يقولون، والنبي صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل وقال: "يا رسول الله، أريد أن أخرج معك في الجهاد"، قال له: "أَلَكَ أم؟" قال: "نعم". فجاهد يعني فضّل البقاء مع الأمة على الجهاد في سبيل الله وهو ذروة سنام الأمر، والجهاد هذا فيه أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل الله سبحانه وتعالى، فما بالك إذًا بالبقاء مع الأمة وخدمة الأمة والصبر عليها وعلى ما قد يكون هناك من اختلاف بين الأجيال أو الثقافات. أو التعليم أو ما شابه ذلك هو من موجبات الجنة. ماذا نقول لقلب قاسٍ أو لمن رأى نفسه ونسي آخرته ونسي ربه حتى
إنه يغضب والدته عليه أو يوقعها في هذا الحرج. وورد أن أحد الصحابة كان يحمل أمه في الحج ويطوف بها فقال للنبي صلى الله عليه وسلم. أرأيتني قد وفيت حقها؟ إنني أخدمها وأحملها وأُمَكِّنها من الوضوء، أي أصبَحَتْ كالطفل الصغير، فكما نُعَمِّرُ الإنسان نُنكِسُهُ في الخَلْق، وصار عليَّ رعايتها هذه الرعاية. قال: لا، لقد خدمتك وأنت ترجو حياتها، أما الآن فأنت تخدمها وتأمل وفاتها لكي تتخلص من هذا العبء، ولكن هذا شأن البشر، ولذلك يقول علماؤنا اكتفى بطبعه على الشرع،
ولم يوصِ الأم بأولادها. لماذا؟ لأن الأم متعلقة بأولادها وهي حزينة مسكينة عندما لا ترى فيهم البر المناسب ولا حتى أقل من المناسب. طبيعتها هكذا، لن تستطيع أن تفعل إلا هكذا. أما هو فقد أمره الشرع، فقال: "يا رسول الله، من أحق بحسن صحابتي؟" قال... أمك، ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. فكرر الأم ثلاثًا تنبيهًا على فضلها وعلو أمرها في هذا الشأن. فماذا نقول وأي موعظة تصل إلى القلوب إذا كان الأمر من أوضح الواضحات وجلي البينات؟ فبمن نخاطب هؤلاء الناس وأمثالهم كثير ونقول لهم لا. أتشترون في
الآخرة الدنيا؟ تشترون الدنيا وتتركون الآخرة، لأن الدنيا هذه عند الله ثلاث دقات. تعرج الملائكة وتصعد إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، أي أن الساعة بألفي سنة. أي أن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام في هذه الألف وأربعمائة سنة لم يكمل ساعة منذ أن قال بُعثت. والساعة كهاتين يعني لم تكمل ساعة، فالدقيقة بثلاثة وثلاثين سنة، فأنت ستعيش مائة سنة يا أخانا، ستعيش مائة سنة يعني ثلاث دقائق. "إنهم يرونه بعيداً ونراه قريباً". ستعيش مائة سنة، ستأتي "كم لبثتم؟ قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم". أي كان جزءاً من اليوم، نحن لم نلبث شيئاً، إنما... الآخرة هي الحيوان، هي الحياة الحقيقية، فحضرتك ستبيع
الآخرة وتتركها وستتمسك بدنيا فانية لا تساوي ثلاثة صاغ عند الله، وهي الثلاث دقائق الخاصة بها بمائة سنة. أنا أريد أن أُفكِّر العقلاء والذين يريدون المصالح لأنفسهم، والله لهم، والله، من أجل أن يتمسكوا بحياة طيبة وبسعادة الدارين. لا بد من بر الوالدين، فإذا رحمت فأنت أم أو أب، هذان في الدنيا هم الرحماء.
فاصل ونعود. وقالوا سنتنازل عن نصيبنا فيها، ثم رجعوا في كلامهم. الآن هي تريد بيع الأرض وجدتها التي على قيد الحياة، وحتى لا تستطيع التواصل معها إطلاقاً. حسناً، أنا أريد بيع الأرض، فماذا أفعل؟ نعم بالطبع، هي لها النصيب الأكبر، يعني الجد والجدة هؤلاء مثل الأب والأم لهم السدس أو شيء كهذا، ولكن وبعد ذلك هي ذكرت كلمة في الوسط هكذا، هي يجب أن تذهب إلى دار الإفتاء لكي ترى ما لها وما عليها، لأنها تقول حتى كان هناك أب، أي أب هذا، وأي أنا سأتنازل ولم يتنازل. هل هو الأب الذي يعيش الآن أم ماذا؟ ما القصة؟ أهو الجد من
الدرجة الأولى أم من الدرجة الثانية؟ يعني جد الجد أو أبو الجد؟ يعني هناك كلام أريد أن أستوضحه منها. هكذا الأمر، لكن على كل حال، الحقوق لا علاقة لها بالعلاقات سواء كانت سيئة مؤمنة أو عاصية، كلها في أنها لا، ما دامت هي على هذا الحد أنها وارثة، فيبقى لها حق، ويبقى ليس لها علاقة بهذه المسائل. قضية وهذه قضية ثانية، ولذلك لا يجوز لها أنه بالرغم من كل ما فعلته الجدة وفعله الجد، لا يجوز لها أن تأكل حقها لأن هذه حقوق أوفوا الحقوق للناس، فالحقوق ليس لها علاقة بالمشاعر والعواطف والعلاقات. نعم، علاقتي سيئة مع هذا الرجل، لكن هذا لا يعني أن آكل دينه، ولا يعني أن أغشه في
الميزان، ولا يعني أن أحرمه من الميراث، ولا يعني أن أغتابه أو أنم عليه أو أؤذيه. قضية ثانية تماماً، ولذلك الحقوق لا علاقة لها بالعلاقة. الأستاذة تسأل عن المجرّبات يا مولانا مثل عديّة ياسين والآيات المنجيات والفاتحة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فليفعل". وعندما يأتي إليَّ ويقول لي: "اقرأ الفاتحة ثمانية وعشرين مرة"، أقوم بتجربة ذلك وأقرؤها عندما نجحت مرة، يبدو أنني توافقت مع هذه الفائدة. إذا لم تنجح، فلا يقولها مرة أخرى، وهكذا. فالأمور المجربة مردها إلى الكون والتجريب والنتائج. وما دام لم يأتِ بعد، فقد قال لي أشياء غريبة مثل: "هوشك بوشك، شخشمان بخشمان، مائتين".
حسناً، ما معنى "هوشك"؟ وما معنى "بوشك"؟ وماذا يعني؟ ما هو شخشمان وما معنى بخشمان؟ قال: لا، هذه أسماء سريانية وأنت فقط لا تعرف. فأجبت: لا، لن أقول لماذا هذا. إنه جاء يقول لي الفاتحة وسورة يس وآية الكرسي. نعم، هذه مجربات جيدة حسنة لأنها من كتاب الله، وفضل كتاب الله على سائر الكلام كفضل ذات الله سبحانه وتعالى. جلّ جلال الله على مخلوقاته وعلى كائناته. فيكون إذا المجربات نأخذ بها، والمجربات ثبت في السنة الأخذ بها. ولو لم تدرك أنها رقية، فمن الذي علمك هذه؟ أتنتبه؟ فإذاً يعني هذا لا بأس به، والعدد وارد، والقرآن لا تنتهي عجائبه. فتجد من يقول لك اقرأ الآية الفلانية، وستجد. الصداع ذهب، أقرأها فوجد أن الصداع ذهب. حسناً، ماذا أفعل؟
ماذا أقول يعني؟ إنه دعاء، أي هو نوع من أنواع الذكر والدعاء، ولا بأس فيه بالتجريب على مدى قرون عديدة، وهذا كأنه اتفاق الأمة حتى ابن القيم وغيره، إلى آخره، كلهم يقولون هذا الكلام إلا النابتة الذين عندنا الذين ظهروا في عصرنا هذا، هم الذين حوَّلوا الدين إلى ما يشبه العلمانية، أي أنهم حرموا أنفسهم ويريدون أن يحرموا الناس من الحلاوة، من حلاوة القرب. كان شيخنا سيدنا صالح الجعفري يقول هكذا: "أغلقوا على أنفسهم الباب"، أي أن هناك باباً كان مفتوحاً، فأغلقوه على أنفسهم، ويريدون أن يغلقوه على الناس، ويريدون... ينقضّون على الناس الذين هم المصريون بعباراتهم اللطيفة الخفيفة، فيقول لك: "لا يريد أن يرحم، ولا ينزل رحمة ربك، ولا خذ لي رحمة ربك تنزل". فهذا ما معناه؟ إنه مناع للخير، معتدٍ أثيم.
الإسلام لم يكن هكذا، وطوال تاريخه لم يكن هكذا، منذ أيام النبي وحتى الآن، هذا الدين ما هو كان يعتقد أن الدين وما تراه يجعلك نبياً أم ماذا؟ إن الدين اجتهاد، وإذا أخطأت فلي أجر، وإذا أصبت فلي أجران. المهم الإخلاص، وبالإخلاص والصواب كما يقول الفضيل بن عياض يقبل الله العمل. فالدين واضح في الحقيقة، وهؤلاء النابتة قد أضروا ولم ينفعوا، وتمادوا حتى ظن كل... واحد منهم أنه على هدى وليس كذلك وأصبحت تعاني منهم من مشاكل ومن اضطرابات نفسية يا مولانا. ما هي التربية هنا نتج عنها الكبر، يعني هو أفضل من الناس وتربى على ذلك. نحن الذي تربينا عليه: اجعل نفسك تحت قدميك، اهضم حقك، واغضب عن حقك. الذي تربينا عليه كلام. قال سيدنا
الرسول صلى الله عليه وسلم: "أعطِهم حقوقهم ولا تسألهم حقاً، واسأل الله سلاماً". انظر إلى أي درجة من التواضع، أي أعطِهم كل حقوقهم، وأيضاً حقي أنا لن أطلبه، وبعد ذلك أقول: "يا رب سلِّم سلِّم". من أين يأتي السلام إذاً؟ فأنت أعطيتهم كل شيء، وهم لا تطلب منهم لله رفع التواضع. لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كِبر. تنبيهات نبهنا إليها سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم، فيجب على المؤمن والمسلم أن يتواضع لله حتى يرفعه في الدنيا والآخرة. والتواضع هو طلب السجود لله، وقال أهل الله: فإذا سجد القلب... فإنه لا يقوم سجود القلب
ولا يستقيم، أي أنه يبقى في حالة من التواضع مع الله لا يستطيع الخروج منها. يعني أنه وصل إلى غاية نسعى إليها جميعاً، وهي سجود القلب كما يسمونها. القلب خاضع وخاشع ومتصل ومتذكر ربنا، ولذلك لا يتكبر رغم أنه يعيش وسط الناس. يا مولانا، نعم يعيش هذا الجسد وسط الناس، ولكن ما يحدث الآن في تربية النشء وتربية الإرهابيين وتربية الخوارج هو أنه يُعلِّم الولد أن يذهب إلى المسجد ويتكبر على خلق الله، فيقول: "أنا أذهب إلى المسجد وأنت لا تذهب". لا، ليس هكذا، بل يجب أن يلتمس الأعذار للناس. أو يخرج الناس من ذهنه، ليس له شأن بالناس. وقد علّمنا مشايخنا هكذا. نأتي مثلاً ننتقد شخصاً أو امرأة ناسياً
نفسه بما يفعل، فيقول لك: "لا، اعترض على الفعل". فنقول له: "لماذا؟ فهذا عاصٍ". فيقول لي: "لا لا اعترض على المعصية، قُل هذه المعصية" أو... هذا الفعل معصية وليس مكروهاً، فلا تكره العاصي. وما يدريك أن هذه المرأة التي تصفها بأنها سيئة أو منحرفة أو نحو ذلك، وهي تتصدق لله. كان لدينا هنا بعض الفنانات وما شابه ذلك في العشرينيات، وكانت تتصدق بأربعين ألف جنيه. جنيه. أربعون ألف جنيه، هذا يعني أين ذهبت الألف جنيه؟ من أين تأتي بها إذاً؟ وأنت تعرف من أين تأتي بها، أم أنك تتخيل أنها جميعها ليس لها أملاك ولا أراضٍ ولا أشياء ولا غير ذلك
إلى آخره. ثم إن هذه النفسية التي ليست هي كلام البخاري، دخلت امرأة بغي، نعم ها هو العاصي، وها هي الجنة، في كلب وجدته عطشان فسقيته، فأدخل الله بهذا العمل صاحبه الجنة. ما هو الدين؟ هو هذا الدين كله، رحمة وحلاوة وجمال. وأنا لا أعرف قساوة القلب هذه من أين أتت، والفهم الخاطئ أيضاً. لماذا يأتي الشيخ ويدعو إلى المعصية؟ ماذا يريد؟ أيريد أن يتكبر من فعل المعصية ويجلس يذمّ في المعصية حتى يذمّ العاصي، أو عندما نفصل بين العاصي والمعصية وبين الفاعل والفعل، يقول لك: "آه، تعال الآن، هل أنت تقبل؟" لا، أنا لا أقبل الفعل. المعصية معصية، والخير خير. وعندنا في النص أن الحسنات يذهبن السيئات، وليس عندنا النص
بالعكس. إن الحسنات يذهبن السيئات، نعم، لقد أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أناسٌ يشكون المعصية، فيقول له: "اذهب فتوضأ، اذهب فتوضأ"، ويقول ربنا: "وقدموا بين نجواكم صدقات"، قدِّم صدقة، ويقول: "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار". هذا ما علّمه لنا سيدنا، أن الحسنات هي التي... تُوزَع بالسيئات، إنه من ذا الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟ محمد الهادي الذي عليه جبريل هبط. لكن كلنا نقع في المعصية، كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. مولانا المعنى يقول لك: لا تعينوا الشيطان على أخيكم. الله من ستر مؤمناً ولو بهبة ثوبه. تَتَكَلَّمُ بهذه الطريقة؟ سترك الله يوم القيامة.
ما هذا الكلام؟ المقرر عندنا وعند مشايخنا أن الستر أولى. الله! ما هذه؟ ما هذه الفضيحة التي لا داعي لها؟ هذا الكلام لا يجلب ثمنه، والذي يدل في النهاية على العنف وعلى قسوة القلب وعلى سوء النية وعلى ظلام النفس وضياع العقل. لا، ديننا واضح وجلي وجميل، وهو الذي هدانا الله إليه، ونحن نحمد الله أنه هدانا إليه. اللهم لولاك ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا، فأنزل سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا. آمين يا رب مولانا. ربما من أحد تساؤلات السادة المتصلين عبر الرسائل النصية، يقولون إن بجوارنا داراً. مناسبات ويُشغِّلون القرآن والأصوات بصوتٍ عالٍ جداً وسماعات كبيرة. الآن نريد كلمة للذي
يُشغِّل القرآن بحيث نتأذى من الأصوات العالية. هو سبب - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا جماعة، أتريدون أن يُكذِّب الله ورسوله؟" أي أنكم تفعلون شيئاً يجعل الناس يكذبون الله ورسوله. يجب علينا ألا نفعل ما يفتن الناس، وأينما تحدثنا مع الناس بما لا تستوعبه عقولهم، فإنه يكون فتنة عليهم، فتصبح أنت سبب فتنة الناس في النهاية. والنبي عليه الصلاة والسلام نهانا عن هذا وقال: "نحن معاشر الأنبياء أُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم". فعندما يأتي ويفسر لي القرآن وبعد الأمر بالتواشيح ويفتن الناس يكون الاسم عليه مولانا. سنخرج
إلى فاصل قصير. الإمام الحبيب معنا اتصال هاتفي من الأستاذة عبير والأستاذة ألفت. يا أستاذة عبير أهلاً بكِ، أهلاً بكِ يا سيد حسن. ألا إن برنامج الغد هو برنامج اصرف. أهلاً بكِ، أهلاً بكِ، تفضلي يا سيدتي. بارك الله فيكم، أهلاً الذي يطلب عن تحضيرك شخصياً، أنا أريد أن تعمل لنا حلقات مع مولانا عن الكرمي. حضرتك تقول الحريق الخاص بهم، ومولانا يرد عليها: "حاضر"، ويقول لنا كذا. الذي يخبرهم أن الدين ليس عجزاً، نحن افترضنا أن حضرتك تأخذ دور الذي يقول هكذا، ويقول لنا كل الأشياء منهم، ومولانا يصلي بهمة. عندما نراهم بعد ذلك في التلفزيون لسنا قادرين على الرد عليهم حتى ونحن
في بيوتنا، "حاضر حاضر يا سيدي"، هذا طلب، ولكن ما هي الأسئلة؟ السؤال الذي يضيعنا، بربنا بارك الله في قوم المولى الذي فيه، عندما يقولون من الأزهر، من الأزهريين، يعني هو عالم أزهري يقول إن الأزهريين يريدون. يجعلون أنفسهم متواضعين مع الناس، لا يوجد إلا واحد من الأزهريين يفضل الأكثرية (العوام)، لا يوجد يا بنتي إلا واحد، لا يوجد إلا واحد فقط، نعم بالضبط، يعني النبي عليه الصلاة والسلام قال: "إذا رأيتم اختلافاً فعليكم بالسواد الأعظم، ومن شذ في النار"، يعني عندما يظهر أحدهم الأزهر في... سبعة آلاف وخمسمائة أستاذ، لا أحد يقول هذا الكلام إلا شخص واحد فقط، فإذا كان هذا دليلًا لحرية الرأي ودليلًا للسماح بكذا إلى آخره. أما وصف علماء الأزهر وعلماء الأمة أيضًا بأنهم كهان وبأنهم أوصياء، وأنه أبدًا، لماذا إذًا نحن ليس عندنا أسرار حتى يكون هناك كهانة، نحن...
ليس لدينا أسرار لكي يكون هناك تشريع، نحن لدينا علم ولدينا مصادر للعلم، مصادر الكتاب والسنة، والعلوم المساعدة لدينا أكثر من خمسين علماً، منها اثنان وعشرون علماً للتوثيق، ومنها علوم للفهم، ومنها علوم للاستنباط، ومنها علوم لنتائج هذا الاستنباط، ورصد للأفكار البشرية في فهم النص بالعلم، ولذلك. هذا أيضاً هو الجواب، ولكن أوصياء وصلنا على مَن؟ نحن لم نشترط في العالِم أن يكون أبيض أو أسود، نحن لم نشترط في العالِم إلا أدوات: أن يكون عارفاً بالقرآن والسنة، قادراً على فهمهما، وقادراً على
الاستنباط منهما إلى آخره. أدوات مثل الطب، اذهب وتعلم الطب لتُسمى طبيباً. ثم إن الطبيب نفسه في تخصصات طبيب العيون هو درس نفس ما درسه طبيب القلب المفتوح، لكن هذا تخصص وذاك تخصص. وطبيب العيون الذي يحترم نفسه لا يرضى أن يعمل [في القلب] لأنه لا يعرف ترتيب عمليات القلب المفتوح، ولا الثاني يمد يديه في العينين بالرغم من أنه جراح شهير حياة الناس وهكذا، أي قصة أوضح والله من الواضحات، فعندما نأتي ونتهم علماء الأمة سلفاً وخلفاً، حاضراً وماضياً، أنهم سبب البلاء وما إلى ذلك، هذه من طرق الفِرق التي دائماً تضرب في واحد من أربعة أشياء: إما المصادر، وإما اللغة، وإما العلماء، وإما أن تشكك في الواقع، هذه هي الأشياء أربعة
أشياء كل الفرق المنسوبة للإسلام ومن أهل القبلة يشككون في واحدة منها، إما أن نشكك في المصادر ونقول دعونا نعتمد على القرآن فقط، أو دعونا نعتمد على السنة فقط، أو دعونا نعتمد على هذا، فالقرآن والسنة ليسا ثابتين، والسنة ليست ثابتة، وإما أن نشكك في العلماء ونقول إن العلماء يشكك في اللغة قائلاً إن هذه اللغة ليست التي سنفسر بها القرآن، ويُدخلني في قصص أخرى، أو يشكك في الواقع قائلاً إن هذا الواقع لا يصلح لهذا الدين. هذه هي القصة كلها، والحمد لله أنها محصورة، وليست منتشرة، فهذه الدعوة لم تلقَ قبولاً إلا عند... من أراد أن يعيش حياته بطريقة متفلتة، وهناك فرق بين التفلت وبين الحرية، نحن ضد التفلت لأنه لا يؤدي إلا إلى الفوضى،
ولكننا مع الحرية التي تؤدي إلى الإبداع، نعم التي تؤدي إلى العطاء والعمارة، التي تؤدي إلى الاستنباط، إلى تقوى الله سبحانه وتعالى، وإلى التعلق بجنابه الشريف. أستاذة ألفت! يا أستاذة ألفت! أهلاً بكِ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي يا أستاذ حسن. يا أهلاً وسهلاً، تفضلي يا فضيلة الشيخ. أهلاً وسهلاً، أهلاً بحضرتك. أنا عندي سؤال، لكن والله أريدك أن تطيل بالك معي قليلاً وأريدك أن تساعدني بالضبط. احضري، تفضلي، لكن أستاذة ألفت توصل التلفزيون وتسمعينا من الهاتف لكي يشاهدوا تواضعك بالنسبة لكِ. تفضلي. حاضر، أنا زوجي لدينا شقة نسكن فيها ملكنا ولدينا محل، هذا كل ما نملكه. زوجي لديه شقة ومحل، ولدي ثلاث بنات. بنت تزوجت ولم يحدث نصيب وانفصلت عن
زوجها، ولدي بنت ثانية في الجامعة، ولدي بنت في عموماً، فهو يقول إنه يعتبر محرّماً أن يكتب هذه الشقة لأولاده بشكل قاطع بعد موته أو يهبها لهم. يقول لي: "أنتم تريدون أن تُدخلوني النار". فهذه الشقة بالنسبة له هي ميراث يصل إليه، وهي ملكه هو. وهو على المعاش، يأخذ ألف جنيه، فهو... هذا راتب المعاش جيد، والمحل بالكاد يكفينا للمعيشة، ولا يستطيع تحمل أي طمع للبنتين الصغيرتين أو أي شيء آخر. وهذا ما أحكم وضعنا تماماً. ويقول لي هذه الشقة وهذا المحل إرث، ما شاء الله، أكبر، بسم الله ما شاء الله، لديه ثلاثة صبيان وأربع بنات، وكل... منهم ما شاء الله الذي عنده بيت والذي عنده فيلا والذي عنده عمارة والذي عنده شقة في حي الشباب والتي عندها محل وشقة، كلهم ما شاء الله عليهم.
السؤال، حسناً، السؤال هنا ماذا أصبح؟ هل هذا حرام؟ هذا يقول لي إذا كتبهم وصية من بعد الأولاد، هل في ذلك ويقول لي إن هذه دولة جيدة، وهذه الشقة والمحل سيكون واسعاً وجيداً. حاضر يا سيدي، أشكرك يا أستاذة ألفت. معي الأستاذة إلهام. أهلاً بكِ أستاذة إلهام. والسلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضل فضيلة الدكتور لو تكرمت. تفضل يا سيدي. أنا فقط أريد أن أسأل أن زوجي كان قد شقة لكن كان قد اشتراها بالتقسيط وقال لي أن هذه الشقة سأبيعها وتصبح أموالها لتزويج البنات بها. لدي خمس بنات، ثلاث منهن متزوجات واثنتان غير متزوجتين. وبعد ذلك هو لم يكن موافقاً على أن يكتبها إلا بعد أن ينتهي من أقساطها ويأخذ المخالصة ليكتبها باسمهن. ثم جاء هو وعاش زمناً قال لي بع الشقة، فقلت له: "كيف أبيع الشقة؟ يعني الشقة باسمك". في
الحقيقة، أنا تصرفت تصرفاً لا أعرف إن كان صحيحاً أم خاطئاً. كان معي فتاة من الفتيات قد أعطاها توكيلاً لتقبض له المعاش وتصرف له بعض الأمور، فقلت: "الشقة باسمها" حتى أحافظ على الشقة، هذا أولاً. النقطة الثانية هي أن وظيفته كانت تتطلب غيابه عن البيت لمدة شهر أو شهرين، ويعود لمدة شهر أو ثلاثة. فكان يترك لي حرية التصرف في كل شيء ولا يسألني كيف تصرفت. فتصرفت من منطلق أنني أعيش معه طوال العمر على هذا النحو، فقمت بتسجيل الشقة باسم البنت على أساس أنني عليها فهو جاء بعدها بعده شهور، المرض اشتد عليه وتوفي إلى رحمة الله. اليوم، إذا بعت الشقة فهل أكون خارج الموضوع؟ لا أريد من الشقة شيئاً. نتيجة وصيته هي أن هذه الشقة للبنات، فهل إخوة البنتين الموجودين لهم حق فيها؟ حاضر، أشكرك شكراً جزيلاً. معي الأستاذة زينب يا. أستاذة زينب، أهلاً بكِ. نعم،
أهلاً وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضلي يا سيدتي، هل يمكنني أن أسأل فضيلة الشيخ؟ تفضلي. أنا زوجي توفي منذ ثلاثين يوماً، وكان قبل وفاته مريضاً لفترة طويلة، وكان يذهب إلى المستشفى بانتظام، وكان له ابن أخ يصطحبه ذهاباً وإياباً، أي بقي معه. بعض الوقت في المستشفى فقال لي زوجي: "ما رأيك، نحن لدينا سيارتان، ما رأيك أن نعطيه - لا قدر الله - يعني إذا مت أنا أو ما شابه، نكافئ الولد مثلاً ونجلب له سيارة من الاثنتين تساعده في عمله أو نحو ذلك". فجاءه هذا الكلام قبل... أن يتواصل مثلاً بسنة، لأنه كان يظن أن دينا متعبة وما شابه، أي جاء بعد أن جاء، وبعد أن لم يخبرني لماذا. هذا الكلام كان بيني وبينه. يعني جاء قبل أن يتواصل مباشرة، فقال لي مثلاً: افعلي كذا وكذا، أعطي لهذا كذا، أعطي لهذا كذا، أي هذه هي سيرته. هذا
كلامٌ يعني عدة حالات نفسية لعدة أمور، وأنا والحمد لله بمجرد أن وصل فعلت كل ما عليّ ونسيت تماماً، لأنه وصل بعدها بفترة، ونسيت تماماً الكلام الذي كان عن موضوع السيارة التي هي لابن أخي، نسيت تماماً، فجأةً أنا أرسلت السيارة، أرسلت سيارة يعني من الاثنتين وقلت نحن. نسير بمفردنا والسيارة الثانية، قلت ماذا يعني، تساعدنا قليلاً وهكذا. فأنا الآن جاءني الولد بعد وفاته بفترة، يعني منذ وقت قريب، يقول لي هذا عمي قال لي أنك ستأخذ سيارة أو شيئاً ما، ستأخذ السيارة وهكذا يعني تساعدك وهكذا. فقلت له حسناً أنا... طبعاً أنا مُوضوعة في مواقف سيئة جداً. أنا بنفسي قلت له أننا فعلاً تحدثنا أنا وهو قبل أن يصل بكثير، لكنني نسيت وأرسلت السيارة. فما الحل الآن؟ وأنا عندي كرسي، فأنا المخطئ، لكنني خائفة أن آخذ مثلاً المبلغ الذي دفعته في السيارة. مِن أموالِ الأولادِ ثانيةً
أم ماذا أفعل؟ لا، أجمل، شكراً. نبدأ بالمشاهدة. زينب في الموضوع الأخير الذي هو المنزل. حسناً، بعدما باعت السيارة وأصبح قصراً الآن، ماذا تفعل بأولادها؟ هي تعتبر هذه وصية، نعم، لكن في الحقيقة هناك شيء وهو أن الوصايا تتغير. يعني هو عندما جاء وقال لها وزِّعي. وزِّع الكذاب الذي هو الأخير هذا كأنه نسخ الأول، كأنه نسخ الأول، لكن إذا كانت هي تريد أن تبرئ ذمتها فلا بأس من إنفاذ هذه الوصية باعتبار أنه لم ينسخ صراحةً. هل تفهم؟ حتى لو أنه من الممكن أن تكون منسوخة ضمناً، ولكن بالرغم من نسخها ضمناً إلا أنه أن تنفذها، حسناً، ماذا ستفعل؟ تعطيه المال من مال القصر، فالقصر قد أكلوه، وهم قد أخذوها، فتصبح القضية أنه لا يوجد أي حرج في أن تعطيه هذا المال الذي باعت
به السيارة. حسناً، لننتقل إلى الأستاذة ألفت. الجزء الآن يقول: أنتم تريدون أن نرتكب حراماً، يعني الشقة والمحل والبنات الثلاث. وهو لديه أختان، أي بنتان، لأنهم يخلطون المفاهيم. هم يُدخلون مسألة أن الكتابة ستحرم البنتين، يعني هي تريد أن تحرم البنتين، تريد أن تحرم الأخوين والبنتين الذين هم إخوته هؤلاء، لأن الأمر لا يكون كذلك، وهذه البنت تصبح حراماً، لأنه كأننا نقول له هذا ملكك، والملك تتصرف فيه. كيف شئت، فإذا تصرفت في هذا الملك من غير نية لإضرار أحد، ولا إخوتي هؤلاء موجودون في المكان، إنما أنا أولادي ضعفاء، أولادي ليسوا من مثيري المشاكل، أولادي يريدون شيئاً يساعدهم على التربية وما إلى ذلك، وأنا رجل كبير ومحدود الدخل، فسأكتب لهم الشقة والمحل، لا مانع، الشقة
والمحل ليسا سيُسمى ميراثاً عندما يموت وهم في ملكه، لكن في وقتنا الحالي هم يُسمونه ملكاً وليس تركة. التركة تعني ما تركه المتوفى. فإذا كتبها بأسماء بناته فلا توجد حرمة ولا أي شيء. هو يفهم خطأً. ما سبب هذا الخطأ؟ أنهم يخلطون مسألتين مع بعضهما. وما هي؟ إنها الرغبة الدفينة للحرمان. الأختين وهذا خطأ، والرغبة الظاهرة لستر البنات وهذا صحيح، فإذا ألغينا الأولى التي هي الدفينة هذه ديان حرمان ولا تأتي ونستعيذ بالله منها، نعم، ونعمل الثانية التي هي الصحيحة لا يحدث شيء، نعم. السؤال الخاص بالسيد زقال هام شبيه، ولكنها تقول تصرفتُ بموجب توكيل كان عند إحدى البنات. لديها
خمس بنات، ثلاثة متزوجات واثنتان لم تتزوجا بعد. بما أن التوكيل صالح لأنه يخول لها البيع والشراء وما إلى ذلك، فقد استعملوه. استخدام التوكيل صحيح. حسناً، هل أخواتها أو أخوات البنات أيضاً يرثن فيما باعوه؟ هي باعت الشقة أيضاً بعد ذلك، بعد وفاته أو شيء من هذا القبيل. هل أيّ واحدة منهنّ في هذا التاريخ، القضاء يحكم بأنهن لا يرثن لأنه قضاءٌ. نعم، القضاء يحكم بأنهن لا يرثن لأنها استعملت التوكيل فيما هو موضوعه. هكذا لا يرثن، لكنها الآن تريد أن تورّثهن. هذه قضية أخرى متعلقة بالورع وليست متعلقة بالقضاء. فهي ذهبت ونقلت الملكية، فلماذا هو تركها لها؟ التوكيل لِمَ؟ لأنك تفعل هذا الفعل، وعندما ذهبت ونقلت الملكية، أصبحت ملكاً للبنت. فذهبت وباعتها ووزعتها
على هذا الأساس. حسناً، لا يحدث شيء، هذا قضاء. حسناً، القضاء الإسلامي سيحكم بهذا. أما هي فتريد أن تُدخل البنتين أو تعطيهما مما حضر القسمة، فليقتسموا على سبيل ولا تنسوا الفضل بينكم. لا مانع مولانا، كلمة الفضل لكي أختم بها الحلقة في دقيقة ونصف، لأن السؤال ربما يرتبط بالسؤال الأول الذي وصلنا في الحلقة والكلمة الأخيرة الجميلة التي تتفضل بها فضيلتكم. يعني تقول: الفضل عندما يعرف الفضل ذو الفضل... فضيلة الفضل، كيف نحافظ على هذا الفضل وهذا المعروف بيننا وألا نتعلق بالدنيا. كثيراً ونعلم أن هناك شيئاً وراء هذا المنظور اسمه البركة، نعم، وأن الله سبحانه وتعالى يبارك في طعام الاثنين حتى يكفي الثلاثة، ويبارك في طعام الخمسة حتى يكفي السبعة. فهناك بركة غير الكمية، غير مقدار ما
سآخذ وكم أخذت وماذا فعلت. هذه البركة تأتي في... صورة أن يقين الله سبحانه وتعالى بالأمراض، البركة هذه تأتي في صورة توفيق مستمر وتيسير. التوفيق والتيسير، هذه البركة تتأتى في أن البنت يرزقها الله بولد صالح يرعاها ويحافظ عليها ويبني معها أسرة. هذه البركة، هذه البركة شيء عظيم جداً والناس ولذلك يضيعون على أنفسهم خيراً كثيراً جداً. لكن لو أننا دخلنا من جانب البركة، فإن هذه البركة مهمة والكم ليس بهذه الأهمية، وعلينا أن نرجع إلى مراعاة الفضل بيننا، مولانا الإمام الحبيب الأستاذ الدكتور علي جمعة وكبار العلماء بهذا الأزهر الشريف، نفع الله
بكم وشكر الله لكم، شكراً لكم إنما يُعرف. الفضل ذو الفضل منكم، هكذا علمنا إسلامنا الجميل ونبينا الكريم. إلى اللقاء،