والله أعلم | فضيلة الدكتور علي جمعة يجيب على أسئلة المشاهدين | الحلقة الكاملة

أسعد الله مساءكم بكل خير، أرحب بحضراتكم في حلقة جديدة من "والله أعلم". يسعدنا أن نتلقى أسئلة حضراتكم في أي الموضوعات تريدون أن تسألوا فيها فضيلة الدكتور. طبعاً حضراتكم تعرفون أرقام الهواتف، والاسم، وأيضاً على صفحة "والله أعلم" على الفيسبوك. أرحب بحضراتكم، أرحب بمولانا العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي. جمعة: أهلاً بفضيلتك مولانا، أهلاً وسهلاً بحضرتك. نبدأ ببعض من أسئلتكم. على الاسم الذي رقمه ينتهي بصفرين يقول: اختلست مبلغاً من المال العام وأريد التوبة، فما
الطريق الشرعي؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ما دام المال العام يبقى... لا بد أن يرد إلى المال العام وهو يريد التوبة، فلا بد أن يرد هذا المبلغ. وهنا سيكون أمام طريقين: إما أن يكون المبلغ متوفراً معه بأن ادخره أو أوجده أو ما شابه ذلك، يعني هو معه الآن، وإما ألا يكون المبلغ معه. فإذا كان المبلغ ليس معه، فعليه أن لأجل أنَّ هذا دَيْنٌ عليه قبلَ الأمة كلها، فيجب عليه أن يجتهد للحصول على هذا المال من طريقه الحلال، ثم بعد ذلك يسدد حتى يتوب الله عليه في هذا الزمان. القضية الثانية أنه اختلسه من
مكان معين، فإن استطاع أن يرده إلى ذلك المكان بأي وسيلة كانت، فليردّه إلى... هذا المكان كثير من الناس يشكو ويقول أنني لا أستطيع أن أرده لأنهم أصلاً لا يقبلونه مني. يعني عندما يكون شخص ما... لقد تغير الرؤساء وتغيرت اللوائح وتغيرت الدنيا ولم يعد بإمكاني أن أرد. والآن حتى لو ذهبت وقلت لهم: "على فكرة لديكم مبلغ عندي"، تقول المصلحة: "ماذا لدينا عندك؟" سيُدرج تحت أي بند؟ نعم، ماذا تريد؟ ففي هذه الحالة أقترح كأسلوب للرد الذي هو واجب عليه وأنه لا بد أن يرده أن يتقدم به إلى صندوق تحيا مصر لأن صندوق تحيا مصر من المال العام ومراقب مراقبة المال العام أي أنه تحت رقابة
الجهاز المركزي للمحاسبات. وتحت رقابة الرقابة الإدارية وتحت رقابة الرقابة المالية وتحت رقابة أجهزة الدولة، والمختلس من مثل هذه الصناديق هو مختلس من المال العام. إذاً، فإن تكييف أموال هذا الذي يذهب إلى مصلحة البلاد والعباد إنما هو مال عام، ولذلك فأنا أقترح هذا الاقتراح من عندي هكذا باعتبار أن هذا اجتهاد أننا نريد أن نعيد هذا المال إلى المال العام مرة أخرى. حسناً، المال العام موجود له صندوق اسمه "تحيا مصر" الآن، وله شروط ولوائح وضوابط وكل شيء يجعل هذا المال لا يُصرف إلا للنفع العام، كما كان هذا الاختلاس من المال العام، صحيح، بارك الله فيكم. طيب، رقم آخر تقول: يا مولانا، أنا أم لعدد من الأولاد، وأثناء قيامي بأعمال المنزل
أقوم أيضاً بالتسبيح والاستغفار والدعاء، وسمعت أن هذا غير نافع لأنني أسبح بدون تركيز. يقول الإمام النووي في كتابه الأذكار أن الذكر على ثلاثة أنحاء، منها ذكر اللسان المجرد الذي هو كما تفعلين، أن تجلسي تسبحين وتستغفرين وأنت وتعمل فهذا لا بأس به، وفي الحديث "وأحب الأعمال إلى الله سبحة الحديث"، قالوا: وما سبحة الحديث يا رسول الله؟ قال: "القوم يتكلمون والرجل يسبح". فيبقى الناس يتحدثون ويمزحون ويذهبون ويأتون وهكذا، وهو جالس يعمل، ولكن لسانه لا يزال رطبا بذكر الله. فالشخص الذي قال لها هذا لا يصح. هو لا يفهم شيئاً ولا يعرف العلم الخاص بالإمام النووي هذا. نعم بارك الله فيكم مولانا، ننتقل إلى اتصالات حضراتكم. أستاذة سلمى، تفضلي يا سيدتي.
مرحباً، نعم، هل يمكنني أن أسأل الدكتور حول شيء ما؟ تفضلي بطرح سؤالك. لو سمحت يا دكتور، والدي متزوج من ابن عمي وقد أنجب من خمسة وجده خائف، بصراحة سيكتب البيت الذي لنا لأبي لأنه لو كتبوه سيبيعونه، فقال سأكتب البيت للأولاد الذين تزوجهم من الأولى وهم الثلاثة. فهو خائف من الله، يعني هل يكتب البيت للأولاد كلهم أم يكتبه للأولاد من الزوجة الأولى فقط؟ يعني هل يكتب البيت للعدد من الأولاد فقط ويستثني أحداً يعني ينتظر أن يكتب العدد وينتظر امرأة، لماذا يفعل ذلك؟ لماذا الآن لديه أولاد من امرأتين، من زوجتين، فأنتِ تريدينه أن يعطي أولاد الأولى ويحرم الثانية؟ لا، هو يريد أن يكتب الكل،
لكنه خائف ومضطرب، قال له إذا كتبت باسم كذا سأفعل كذا. ولن أفعل كذا، فهو يعني قال: أنا سأكتب، خلاص سأكتب البنت لولدك الأول. قال له: لو كتبت، اكتب لكله. هو يعني يريد أن يرى ماذا سأفعل، هو يريد أن يرى ماذا سيفعل. فقال: أنا سأتصل وأسأل ورشحه. قال له: لا، أنت تكتب البنت لكله. فهو رجع الزوجة الثانية، وزوجته الثالثة حسنًا، سأكتب كل الأمر يعني لكن سأكتب لبعض وأترك بعضًا، هذا فيه شيء من الظلم، وقال إنني لا أشهد على ظلم. نعم، طيب أستاذ عمر تفضل. السلام عليكم. وعليكم السلام. عليكم السلام. ألف أهل وسهلًا بفضيلة الشيخ. أهلًا وسهلًا بك. كان هناك سؤال لفضيلة الشيخ بخصوص قضية نفع الناس، وكان أيضاً الحديث الذي يقول: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"، وأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل "لا" لأحد.
فكان سؤالك هذا: "اعمل الخير وارمه في البحر"، يعني اعمل الخير مع من يستحق ومن لا يستحق، أي لا تتردد إطلاقاً ولا تصنف الناس: هذا يستحق وهذا لا يستحق. هذا يستغلني وهذا كذا، أنت تفعل الخير لأنك تريد وجه الله، ليس لأنك تريد أن هذا يستغلك أو لا يستغلك. هذا الإنسان إذا كان فيه شيء من الدناءة
ويستغلك، فهذا شأنه بينه وبين ربه. لكن أنت فعلت الخير وسيصلك ثوابه، سواء فعلته مع من يستحق هذا الخير أو مع من يستحق وَدائماً نُعَوِّد أنفسنا على فعل الخير مع الجميع، سيدنا محمد. تفضلي. فَبِنا، السلام عليكم. وعليكم السلام. لو سمحت عباس، أول سؤال بالنسبة لِمَنْ هم الوهابيون، هل هم أتباع التكفيريين أم لا؟ هل هم أناس مسلمون عاديون؟ السؤال الثاني: أنا أصلاً لبنانية، فنحن في لبنان نتبع المذهب الحنفي. أنا معتادة. نحن متغيرون نصلي السنة أربع ركعات متواصلة فيها تشهد في الركعة الثانية. هنا أشعر أنه خطأ. تصلون ركعتين وركعتين. فأيهما صحيح؟ وبالنسبة للوتر أيضاً، أصلي ثلاث ركعات موصولة مع تشهد في الركعة
الثانية، وفي آخر ركعة القنوت يكون قبل الركوع أم بعده؟ حاضر، شكراً جزيلاً أشكرك يا سيدي. شكراً جزيلاً أستاذ عمرو، نعم أهلاً عمرو، أهلاً عمرو، صادقنا عمرو، كيف حالك؟ نعم، جيد الحمد لله، الحمد لله. أين كنت منذ زمن؟ جيد، نعم. كنت أريد أن أسأل: الشخص عندما يموت شهيداً، هل يمكنه أن يُدخل واحداً وسبعين شخصاً معه إلى الجنة؟ حسناً، لنفترض أنه يريد أن يُدخل أناساً مثلاً افترض لو أنه يحب أناساً أكثر من واحد وسبعين، فهل يمكن أن يدخلوا معه الجنة؟ هل هذا جائز؟ أم عليه أن يدعو الله مباشرة، والله إن شاء الله سيكرمه. حسناً، هذه مسألة يتفاهم فيها مع الله يوم القيامة. يمكنه أن يقول: "يا رب، لي سبعون شخصاً، فهل تجعلهم
واحداً الثاني تعالى، هل سألها بذلك فقط؟ أعني، كنت خارج البلاد منذ بضعة أشهر، وتجد دائماً أثناء وقت العمل كأنك تمشي في الصحراء هكذا، لكن هنا وقت العمل أو في غير وقت العمل توجد زحمة، يعني ما سبب ذلك؟ أعني ما السبب في أننا... تسعون مليون والمساحة التي نعيش عليها مساحة ضيقة، وعندما تذهب إلى بلاد تجدها بسبعين مليوناً مثل بريطانيا أو أقل من السبعين مليوناً وعلى مساحة كبيرة، ليست شريطاً صغيراً لا يزيد عن أربعة في المئة من مساحة القطر المصري التي هي مليون كيلومتر، لكن لو ذهبت إلى الهند ستجد نفس... هذا الازدحام. نعم،
طيب، شكراً يا عمرو. الأستاذ يسري، أهلاً وسهلاً. وعليكم السلام يا سيدي. كيف حالك يا مولانا؟ أهلاً وسهلاً. ربنا يحفظك لنا جميعاً يا رب. نريد أن نبقيك لنا ونستفيد من علمك الغزير. نحن نريد متميزين، نحن نعيش في عصر علي جمعة. أنا أقول هكذا دائماً، يعني يتكلم هذا يا أستاذ عمرو أو لا تعرفه؟ أعرف يا أمري، حضرتك تقول. نعم، هذا أنا عرفته من صوته، إنه الأستاذ يسري جرابة، الأستاذ يسري جرابة المسلم الكبير. جزاك الله خيراً يا سيدنا. وكان يخرج الروائع، يعني طبعاً مثل "حصاد الإيمان" هكذا. نعم طبعاً، فهذا الأستاذ يسري جرابة. الشسائز هو سيقول أستاذ أنت سيدنا ومعلمنا كلنا، كان من الذي يعمل مع جلال علام؟ نعم بالطبع، توجد مواقف طريفة ونوادر. ها أنت مستذكر، بالطبع أستاذ يسري. قبل يا أستاذ يسري أهلاً وسهلاً، أهلاً وسهلاً،
والله يتولانا. أنا كنت، وأنا الآن في محاسبة حياك. ومشيت أسأل سؤالاً: "أستاذ يسري، أستاذ يسري، يا أستاذ يسري!" "نعم". "لا عليك، حظك على صوتك، الصوت فجأة ذهب". في أسرة تتبنى الطفلة منذ خمسة وعشرين سنة، أسرة تتبنى الطفلة منذ خمسة وعشرين سنة، خمسة وعشرين سنة، حسناً. وبعد ذلك مع مرور الوقت ماذا؟ الطفلة عرفت، يعني كبرت وعرفت، وكل يعرفون الوقت، وهي متبنّاة، ماذا يعني؟ الأسرة تسأل ماذا نفعل معها الآن؟ وكيف نكفّر إذا كنا فعلنا شيئاً خطأً؟ كيف نصلحه؟ هم سجّلوها باسمهم، سجّلوها باسمهم، انتهى الأمر، ليس لها حل يا أستاذ ثري، وهذه الطفلة ستظل هكذا وانتهى الأمر، لقد عرفت أنها ليست ابنتهم، وإذا أرادوا أن يكتبوا لها. شيءٌ من الملكية أو من الأملاك لا مانع فيه، لكن انتهى
الأمر، فقد عرفتْ الحقيقة وسيصبح تسجيلها هذا غير مقبول. لا يمكنني أن أذهب وأقول له: هذه ليست ابنتي بعد كل هذا، لأن إنكار النسب له وقت محدد، وبعد هذا الوقت المحدد لا يجوز إنكار النسب. حسناً، لقد أخطأتُ وكنت إلا الله، كيف تفعل هذه الخطيئة وبالتوبة يقول تبنا إلى الله؟ يقول هكذا فقط: تبنا إلى الله، نعم تبنا إلى الله. هناك سؤال لك حيث أستوضح فيه ثانية أكثر، وهو ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع، هل هذا الكلام صحيح؟ ليس دائماً أن ما يحتاجه البيت. يحرم على المسجد ولا الذي حول المسجد، يحرم على البيت. نحن الآن لو أنني مثلاً أعطي للمسجد مبلغاً شهرياً معيناً، وبعد ذلك ضاقت بي السبل أو كثرت عليّ الأعباء، فلا يجب
أبداً. ابدأ بنفسك ثم بمن تعول، لكن بعد ذلك إذا جاءني فائض من المال أعطي للمسجد، فأنا ما... لا أستمر في شيء يغرقني، ولا أيضاً أنه عندما يكون لدي فائض أبخل أبداً. إذا كان هناك فائض أعطي للمسجد، وإن لم يكن هناك فائض فأبدأ بنفسك ثم بمن تعول. ربنا يكلمك. آخر شيء يا سيدي: الأمانة هي أن أختٌ أعطت أخاها أمانة ليحفظها لها عنده، وقالت له عندما أحتاجها هذا الكلام منذ أيام الخامس والعشرين من يناير وهو كل فترة يذكرها، يقول لي انتبه، خذ حاجتك، خذ حاجتك مني، لا تنسَ أنك أخذت حاجتك من عندي. وبعد ذلك أصبح ثقيل الحركة، فبدأ يعطي الناس الذين يخدمونه مفتاح خزانته هكذا، فاختفت
هذه الأمانة التي كانت معه. اختفت تماماً ولا نعرف، وتفرقت دماؤها بين القبائل كما يقولون. تلك التي كان مائة شخص ومائة يد تعمل في البيت، ولا نعرف مع من ولأي سبب. يطالبوننا بأننا يجب أن نردها، وليس لدينا قدرة على فعل شيء. يد المودة هذه على الأمانة، يد أمانة ويد أمانة لا ضمان فيها. نعم، فأنت مثلاً كانت عندك هذه الوديعة ووضعتها في الخزانة وأغلقت عليها، ولكنها سُرقت، فلا شيء عليك. نعم، لا شيء عليك، لا يلزمك ضمانها لأنها هي التي وضعتها بإرادتها وهي التي أودعتها، فيد المؤتمن يد أمانة، ويد الأمانة لا تضمن إذا ضاعت. أتممنا ذلك، وسنؤكد عليه. إذا
دبَّر الله فهذه قضية أخرى، وهذه تُعتبر فضلاً منه. لكن أنت لست الشخص الذي كانت عنده هذه الأمانة، ولست مكلفاً شرعاً أن تردها لأنه لم يكن هناك تقصير ولا تعدٍ. حفظك الله لنا وجعلك منارة للنور والعلم والهداية لمصر كلها، وشخصياً يا مولانا. أنا أحضر في الله، شكراً يا أستاذ يوسف، شكراً يا أستاذ يوسف. مع السلامة، شكراً مع السلامة. طيباً، نخرج لفاصل بعد إذن حضراتكم وإذن مولانا، وبعد الفاصل
نعود ثانيةً لأسئلة حضراتكم. في الحقيقة، عندي شخص يستحلفني والله أكثر من مرة، يقول رقم آخره مائة وتسعون، يقول: "أستحلفك بالله يا عمرو، دع مولانا يعرفنا بعلاته الشيخ صالح الجعفري. هذا أكثر من رسالة من نفس المشاهد في الحقيقة. فحاضر سيدنا، الشيخ صالح الجعفري كان شيخنا. وكان الشيخ صالح الجعفري عندما جئنا إلى مصر - أنا ولدت في بني سويف وجئت إلى مصر وأنا في الخامسة عشرة من عمري وداخل في السادسة نذهب إلى مسجد الأزهر فكنا نرى شخصاً كأنه من القرن الرابع الهجري، يشبه الإمام الغزالي أو الجويني أو الباقلاني أو مثلاً الإمام ابن فورك، شيئاً مثل ذلك
في هيئته، وفي النور المنبعث من وجهه، وفي ملابسه، وفي طريقة إلقائه، وفي طريقة جلسته، وفي طريقة التفاف الناس حوله. حوّلها إلى آخره، من يا أبنائي هذا الذي يتصرف كأنه مندوب من القرن الرابع الهجري، ثلاثمائة وزيادة، يعني قبل القرن الخامس الهجري. القرن الخامس الهجري عاش فيه الغزالي والجويني، والقرن الرابع الهجري عاش فيه الباقلاني وابن فورك وغيرهم إلى آخره، يعني أمثال هؤلاء يفكرون بعلماء الحجاز وبغداد والشام ومصر. في هذه الفترة مَن هذا؟ فقالوا لنا: هذا سيدنا الشيخ صالح الجعفري. الحقيقة أن الشيخ صالح كان مربيًا وكان على الطريقة
الإدريسية، وكانت ميزته أنه عالم أزهري من الطراز الأول، وكان يجلس لدرس الجمعة، وهذه الدروس سُجلت، ثم بعد ذلك بعدما انتقل إلى الرفيق الأعلى رضي الله تعالى عنه. ورضي الله عنه، أولاده المرضيون والتلاميذ أخذوا هذه الدروس هذه الجمعة وفرّغوها. الشيخ صالح كان شاعراً أيضاً، وعندما كان شاعراً - أي أنه - جمعوا له ديواناً كبيراً. الشيخ صالح كان متصدراً للناس فكان يُفتي الناس، فجمعوا فتاواه وطُبعت طبعة جديدة أخيرة محققة.
سيدنا الشيخ صالح وكل ذلك يعني يتمنّى أنه كان طالبَ علمٍ، فكان يحدث له حالٌ فيمسك عشرين كتاباً ويصعد إلى تلّة. كانت كل هذه المنطقة صحراء، وكانت مقابر. يعني مستشفى الحسيني كانت مقابر من هنا إلى حيث يوجد صلاح سالم، إذ لم يكن صلاح سالم موجوداً، كان كل هذا مقابر. عندما تسير في صلاح سالم تجد هذه حتى الطريق السريع، لكن قبل ذلك كان كل هذا أيضاً مقابر في شارع المنصورية. هذه المنطقة كلها كانت مقابر واسمها مقابر المجاورين. وكانت هذه التلة، هذه التلة عليها ماذا الآن؟ دار القُفَّة والمشيخة، وعليها المشيخة، وعليها نقابة الأشراف، وعليها دار القُفَّة، ومن خلفها يوجد مسجد
سيدي الشيخ صالح ومدفنه. هنا وهذه كانوا يسمونها حديقة الخالدين. لماذا سموها الخالدين؟ لأنها كلها في الأرضية من تحت مدافن ومقابر علماء الأزهر الشريف عبر التاريخ. هذه كان اسمها مقابر المجاورين، فكان يحدث مثل ما حدث مع سيدنا الشيخ صالح الجعفري، ويصعد في هذه التلة التي دُفِن فيها. أوصى قائلاً: هذه لها ذكريات عندي. كثيرة أحوال مع الله واستجابة الدعاء، وكنت أذاكر عشرين كتاباً، فليس من المعقول أن يذاكر المرء عشرين كتاباً في ساعتين أو ثلاث، لكن الله كان ييسر له سرعة الفهم وسرعة الاستيعاب في هذا المكان الذي دُفن فيه الآن، والذي يُسمى مسجد سيدي الشيخ صالح الجعفري، قبل الموقف الدراسي. الذين توفوا فقط أثناء الدراسة وأمام أشياء تابعة للداخلية والشرطة ونحو ذلك،
أو هذا سيدي صالح الجعفري في باطن دار الإفتاء. طبعاً فكرنا أن ندخل ونذهب دائماً يوم الجمعة لكي ندرك درس سيدنا الشيخ صالح الجعفري. فكان وهو يقول أولاً: "يحدثنا علماء الأزهر الشريف بالسند المتصل إلى منتهاه في اللغة والأصول والفقه وغيرها من علوم الشرع الرفيع هكذا، ويبدأ الدرس بعد السند المتصل هكذا، هو يبدأ الدرس ويبدأ الدرس ونسجل وراءك هكذا، هو نجده قال ثلاثين حديثاً يا أخي كما هو في الكتاب بالضبط، يعني حافظ، نجده قال ثلاثين أو أربعين آية لا يخطئ فيها، هنا نجده قال فائدتين أو أربعة
في الصرف وفي النحو وفي كذا إلى آخره نجده قال شعراً موزوناً تماماً ليس فيه خلل، إنه شاعر حقاً. نجد والله أن هذا هو العلم الذي عندما افتقدناه وتصدر المشهد كله ضعاف الأرض، وصلنا إلى النابتة ووصلنا إلى الإرهاب ووصلنا إلى كذا إلى آخره. أنت عندما كنت تسمع سيدنا يمنحك الشيخ صالح ثقة، ويمنحك أيضاً الإحساس بأن هذا القلب حديث عهد بربه، وأن هذا الكلام يخرج من قلب له علاقة بالله. كان الشيخ صالح من قبيلة الجعافرة، وأصله من السودان، فكان أسمر البشرة، لكن وجهه كان يشع نوراً، يشع نوراً، وتنجذب إليه عندما تنظر إليه كأن هناك جاذبية أو...
انجذاب أو ما شابه ذلك إلى آخره، الشيخ صالح الجعفري كان صاحب دعاءٍ مستجاب، وكان رضي الله تعالى عنه صاحب علمٍ، وكان رضي الله تعالى عنه شاعراً، وكان أديباً، وكان صاحب طريقة يدل بحاله وقوله على الله سبحانه وتعالى. مرةً كان يصلي بنا الظهر، ولما صلى بنا الظهر هكذا، التفت يا مولانا، قال له: ما هي؟ قال له: هي الصلاة ذات الجناحين، ماذا تعني؟ ما هي صلاة ذات الجناحين هذه؟ فنظر هكذا إلى السقف وقال: سبحان الله، الحمد لله الذي حفظ علينا العلم، هذه الكلمة لم أسمعها منذ
أربعين سنة، من أربعين سنة، من أربعين سنة ما سمعت سؤالاً ولا رنَّت في ذهنه عبارة "الصلاة ذات الجناحين". ما معنى الصلاة ذات الجناحين؟ أخونا عندما رآها في كتاب أو نحو ذلك، قال: "والله لأسأل سيدنا الشيخ صالح". وهو قادم، هو لا يختبرونه ولا شيء، ولا يُعجزونه، هو يسأل. وانظر كيف عندما تكون نية الطالب سليمة، يوفق الله الأستاذ في الإجابة، فيقول نظر صالح إلى السقف وقال: "لم أسمع هذه الكلمة منذ أربعين سنة، وسمعتها من سيدي الشيخ فلان من علماء الأزهر القدماء. الصلاة ذات الجناحين هي أنك تدخل في الركعة الثانية، تدخل خلف الإمام في الجماعة في الركعة الثانية فتقرأ".
فتقرأ". الفاتحة ومعها سورة، وبعد ذلك تقضي مع الإمام، تصلي مع الإمام الثالثة والرابعة صحيح، اللتان هما بالنسبة لك ثانية وثالثة، وبعد ذلك الرابعة تقرأها بفاتحة وسورة، فيكون لها جناحان إذاً، فتكون الأولى فاتحة وسورة، والثانية فاتحة وسورة، فالحمد لله الذي حفظ عليها العلم. هكذا كان سيدنا الشيخ صالح، وهذا يطول شأنه لأنه يعني كان وحيداً في دهره وزمانه رضي الله تعالى عنه وأرضاه اللهم آمين. أستأذن
حضراتكم لنخرج إلى فاصل. بعد الفاصل سنستمر معكم، مشاهدينا الكرام. معنا اتصال من الأستاذة فتحية، وسنعود لنجيب على عدد من أسئلة المشاهدين. في الحقيقة، أعتذر جداً لهم عن الفاصل السابق الذي أستاذة فتحية، سؤال لحضرتك أتفضَّل بالإجابة عليه، السلام عليكم ورحمة الله. لو سمحتِ، أنا كنت أدَّخر مالاً وعملت به وديعة. وفي كل فترة آخذ الوديعة بنفسي، أي أغيرها. وكلما قللت منها، أي آخذ بعض المال وأعمل وديعة جديدة. المشكلة أنني كنت أظن أنه يجب عليَّ الانتظار سنة كاملة، لكنني لم انتهت الأموال كلها ولم أدفع الفائدة. لا أعرف ماذا تسمى، أي أضاف فائدة ولم أدفعها. لست أدري ماذا تفعل بها. وبعد ذلك الآن أنشأت وديعة جديدة بسبعين ألف، هذه جديدة تماماً، لا أعرف كم فائدتها. وكذلك الوديعة التي كنت قد
أنشأتها سابقاً، أي لا أعرف القديم منها. لقد اعتدت عليه في أشياء أعرف فائدتها وفي أشياء لا أعرف فائدتها. حاضر يا سيدي، تحت أمرك. هل هناك شيء آخر؟ لا، ولكنني أريد أن أعرف فقط ماذا أدفع والتفعيل. حسناً، ابقي معنا. تفضل يا مولانا. بالنسبة للسيدة فتحية السبعينية، الوديعة التي تضعها الآن، عندما تمر عليها سنة ستعطيها في المائة اثني عشر في المائة كأنما تكون الإجراءات فنستخرج عشرة في المائة من العائد، يعني لو أن السبعين أتت لها بسبعة مثلاً، تقوم باستخراج عشرة في المائة من السبعة آلاف أي سبعمائة جنيه، فيكون ذلك بالنسبة للوديعة التي وضعتها الآن. عندها أشكال في الودائع. السابقة كان لديها ودائع ثم صرفتها، وعندما صرفتها كسرت السنة، فهل كسرت كل السنوات أم
لا؟ لنفترض أنها كسرت كل السنوات، فلا زكاة عليها، فقد كسرت السنوات. ولنفترض أنها لم تكسر السنوات، فيجب عليها أن تخرج عشرة في المائة من الأرباح التي تراكمت لديها والتي مر عليها الحول. السنة فربما لا تعرف كيف تحسبها أو أنك مضطرب ولا تستطيع حسابها، يوجد قسم في دار الإفتاء المصرية لحساب الزكاة، فتذهب إليه وتخبرهم بجميع الأرقام، أي أن الوديعة هذه بسبعين ألف، وهي قالت: حسناً، والوديعة الثانية كانت بكم؟ كانت بكذا. يجلس معها الشيخ ويحسب لها ويعطيها، نعم، وهي عادة بارك فيكم طيب السيد توم ومحمد، كانت هناك والدة محمد تسأل عن الوهابية. هي مذهب ظهر على يد محمد بن عبد الوهاب. توفي محمد بن
عبد الوهاب سنة ألف ومائتين وخمسة هجرية، وقيل ألف ومائتين وستة هجرية. أي قبل دخول الفرنسيين إلى مصر بثماني سنوات. الفرنسيون عندما دخلوا مصر دخلوها عام ألف ومئتين وثلاثة عشر، إذاً إذا كانت الوهابية قد نشأت في عصر القرن ألف وسبعمئة وبضع سنوات، والذي توفي فيه الرجل قبل ثماني سنوات، أي عام ألف وسبعمئة وتسعين، توفي محمد بن عبد الوهاب، ومحمد نفسه له كتب وله تفسير وله غير ذلك، مرة لمحمد بن عبد الوهاب سمّوه ذكرى محمد بن عبد وطبعوا فيه كل منتجاته.
كانت المنتجات أخف من التي جاءت بعد ذلك، يعني هي أجيال فجاءت أجيال بعدها كفّرت وصنعوا شيئاً اسمه الدولة الثانية، وفي هذه الدولة الثانية يعني تكفير إلى حد تكفير المسلمين، ولذلك نحن هنا يحدث التباس للناس. تغضب وتقول أن الوهابية أناس طيبون ولماذا تحاربونهم؟ وهكذا. نحن لا نحارب فقط الوهابية ولا نحارب غيرهم. نحن نحارب الفكر المتطرف الذي يكفر المسلمين، نعم الذي يسميه كثير من الناس وهابية. على فكرة، ليس بالضرورة أن يكون متعلقاً بابن عبد الوهاب الذي يرتبط بذلك التاريخ. لكن وبعد ذلك عندما نرى داعش أصبحت تأخذ من الدرر السنية خمسين أو ستين ورقة التي يكفرون فيها المسلمين، فنحن ضد التكفير، ليس لنا تدخل بالوهابية
ولا بغير الوهابية. نحن لنا تدخل بتكفير المسلمين، ونحن ننهى عن تكفير المسلمين. وكما تقول: "كنت في لبنان فأصلي أربعة سرد أربعة وأربعة ما". لا مانع حقاً، وأنتم هنا اثنان واثنان، هذا صحيح وذاك صحيح. وماذا عن القنوت ثلاث مرات متتالية؟ لا مانع. اثنتان ثم يسلم وواحدة، لا مانع. كل هذا ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. بارك الله فيكم مولانا، أهلاً وسهلاً. شكراً لحضرتك، والشكر موصول لحضراتكم. نراكم إن شاء الله. يوم السبت في كل وقت إلى اللقاء