والله أعلم | فضيلة د.على جمعة يتحدث عن حقيقة العداء للإسلام في الغرب | الحلقة الكاملة

أهلاً لنسعد بصحبة صاحب الفضيلة مولانا الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، لنقف معه حول حقيقة ظاهرة العداء من الغرب للإسلام، وهل يتجلى ذلك في موقف الغرب أو بعض الناس هناك في الغرب من القضية الفلسطينية، من الانتهاكات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وأين موقف القانون. الدولي وما مصادر القانون الدولي، هناك أسرار تكمن ربما خلف
صناعة القانون الدولي من الأساس. اسمحوا لي أن أطرح كل هذه التساؤلات على مولانا الإمام. أهلاً بفضيلتكم، أهلاً وسهلاً بكم. مرحباً مولانا. في عام ألفين واثنين تحديداً كتبت مقالاً بعنوان "قراءات في تاريخ النظام العالمي" وقلت في بداياته: لا بد من قراءة الماضي لوضع منهجية للتعامل مع الحاضر، وطرحت الكثير من التساؤلات على نحو: كيف تَكَوَّن النظام العالمي الجديد؟ على أي أساس حقيقة صناعة القانون الدولي؟ ما حقيقة هذا الموقف من الغرب؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ذكرتني بشيء فات. عليه سنون كثيرة، يعني أنت تتكلم الآن عن ما هو فوق خمسة عشر سنة ماضية. كتبنا والناس لا تقرأ، ويتعجبون أن
يكون هذا موجوداً في أيدينا وفي الصحافة السيارة وفي كل وسائل الاتصال الحقيقية. ولكن هذا أيضاً دعوة مرة أخرى للناس إلى المعرفة، يجب علينا أن نعرف لأنه بالمعرفة. المعرفة قوة، المعرفة سلطة، ولذلك إذا عرفنا فإننا سوف نتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، وسوف نوفر على أنفسنا كثيراً من الجهد، كثيراً من النفقة والمال الذي يُهدر في غير مكانه، كثيراً من الإخفاقات والفرص الضائعة التي يتمتع بها العرب والمسلمون. وهكذا في الحقيقة أن سؤالك متعدد الجوانب وجعلنا نجيب.
على جزء جزء، صورة الإسلام في الغرب لها تاريخ طويل، والتاريخ الطويل كان هو الصدام الذي حدث بيننا وبين الغرب في الأندلس بين المسيحية والإسلام. المسيحية كانت لها منهج حينئذ والإسلام كان له منهج آخر، وكان هناك صراع، وظل المسلمون في الأندلس، ولكن قبل ذلك وقبل دخول المسلمين كانت الأندلس. تحت سلطان الكنيسة الكاثوليكية وما إلى ذلك. الكنيسة الكاثوليكية حينئذ كانت لديها فلسفة نشأت في القرن الثالث عشر الميلادي على يد توماس
أكويناس. وتوماس أكويناس هو من أكبر المفكرين، توفي سنة ألف ومائتين وخمسين ميلادية. يعني عندما نخصم منها ستمائة وعشرين سنة فسيكون ست... مائة سنة ستمائة وبضع سنوات هجرية، يعني في الوقت الذي كان يهجم علينا فيه الصليبيون، وفي الوقت الذي كان يهجم علينا فيه التتار. هل تتذكر أنت التتار؟ جاؤوا إلينا سنة ستمائة وستة وخمسين هجرية، يعني أيضاً ألف ومائتين وبضع سنوات. يعني في ذلك الوقت، في ذلك الوقت، برَّر توماس أكويناس للكنيسة الكاثوليكية إنشاء. محاكم التفتيش التي كانت تقوم بتعذيب البشر حتى يذهبوا
إلى الله سبحانه وتعالى يوم القيامة وليس عليهم ذنب، فكان من الضروري أن نعذبهم ونضربهم ونكويهم بالنار وننزع أظافرهم بالتعذيب إلى آخره، وأصبح هذا جزءًا من الفكر الأوروبي. ولذلك أتذكر أن أحد المسؤولين عندما سُئل عن التعذيب الذي تم في السجون على عهد جمال عبد الناصر فقال: "هذا من ميراث الإنجليز، الإنجليز هم الذين تركوا لنا مسألة التعذيب هذه. الإنجليز عذَّبوا أهل دنشواي عام ألف وتسعمائة وستة. إذاً نحن الفكر يبرره دينياً توماس الأكويني، وهذا توماس الأكويني لكي أُعرِّفك، كانت الكنيسة تحتفي به إلى أي مدى، فقد
جمعوا كل..." ما كُتب وكل هذا وحللوه وأصدروا له كتاباً. كتبوا كل ما كتب في مائة وأربعة وسبعين مجلداً، كل ما كتب، لكي تعرف قيمة هذا الإنسان عند هؤلاء الناس. وكان بعض الناس عندما يطلعون عليه يقولون: "الله، هذا غزالي مسيحي". الإمام الغزالي عندنا عندما ألف كل هذه المؤلفات وصل... كل هذا التأصيل لأهل السنة كان كذلك، فإن توماس أكويناس هو مُقدّس عند الكنيسة الغربية بهذا الشكل. ظلت محاكم التفتيش تزاول إجرامها الإنساني حتى عام ألف وثمانمائة وثلاثين. آخر محكمة تفتيش أُغلقت كانت في عام ألف وثمانمائة وثلاثين. علماء الحضارة يُحدِّدون التاريخ
بعلامات فارقة، فقد علموا أن بداية القرن التاسع عشر الحقيقية. كانت سنة ألف وثمانمائة وثلاثين بعد آخر محكمة للتفتيش. لماذا يا جماعة؟ الجماعة العلمية المهتمون بالحضارة يقولون لك: إنه في هذه السنة أُغلقت آخر محكمة للتفتيش. الإسلام لم يعرف محاكم التفتيش، كان هناك نزاع شديد بين هذا الفكر وذاك الفكر. هذا النزاع هو السبب الذي حرك أوروبا فيما أسموه. ظلماً وعدواناً بالحروب الصليبية والصليب منهم بريء. فالمسيحية التي دعا إليها سيدنا المسيح، والتي ننكر صلبه فيها بنص القرآن أصلاً، تدعو إلى التسامح وأنه إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له الأيسر، أي شيء
في قمة الإنسانية وقمة التسامح والحلاوة واللطف الذي لم نره من قبل هذا. الديانة التي جاء بها هذا الذي سماه ربنا كلمة الله سيدنا عيسى، بعض الفلاسفة يقولون إنه مثل القرآن، فالقرآن كلمة الله وسيدنا عيسى كلمة الله - هل تفهم؟ - وروح منه، أي أنه سبحانه وتعالى نفخ في هذه السيدة الشريفة العفيفة الصديقة، وأمه صديقة، كانا يأكلان الطعام، فسيدنا عيسى... هذه مسألة مهمة جداً لدينا بهذا الشكل، لكن الذي انحرف بعد ذلك؛ فعندما تقرأ رواية اسمها "الإخوة كارامازوف" يذكر فيها
أن المسيح نزل فقبض عليه البابا، البابا قبض على المسيح ووضعه في أحد أبراج الكنيسة، فقال له المسيح: "أوَ أنت لست مؤمناً بي؟" فقال له: "بلى، أنا مؤمن". بكَ فقط أنتَ آتٍ لتُربِكَ لنا الدنيا، أنت بالتسامح والتواضع والحلاوة التي لديك هذه، وتركت الدنيا وراءك. أنت هكذا تُربك لنا الدنيا، فأنت اجلس هنا وكُل واشرب وكل شيء، ونحن خادمون لك ومؤمنون بك وكل شيء، لكن لا تُظهر للناس هذا المشهد. من الرجل العبقري هذا الذي كتبه يبين لك الفرق بين. الجوهر الرباني وبين الحقيقة الأرضية الدنيوية، المهم الذي حدث أن هناك تاريخاً طويلاً، أحد البابوات
حرّف القرآن، أوربان الثاني. هذا البابا أوربان الثاني هو الذي أمر بتحريف القرآن لأنه وجد أن الجيوش الصليبية وهي عائدة كثيرٌ منهم أسلموا، فقال لهم: "يا إلهي، هكذا انعكست الحكاية". حسناً، حرفوا القرآن فترجموه أولاً. ترجمة لاتينية محرفة، وعليه حُرِّفت بعد ذلك الترجمات التي بُنيت عليها. أنا مرة قابلت واحداً فرنسياً اسمه شوراكي، وهذا الشوراكي قال ماذا يا أخي؟ إنه يترجم القرآن إلى الفرنسية. حسناً، ظننت أنه يعرف العربية، فوجدت أنه غير ملم بجميع النواحي، وأيضاً هو لا يعرف العربية، إنما حصل عليها من ترجمة لاتينية. تخيل إذن كيف سيكون
شكل ما سينقل من ترجمة لاتينية محرفة، سيكون شكله مضحكاً للغاية. كان مترجم "رسول الله وخاتم النبيين" يترجم "خاتم النبيين" بأنه الولد الأخير في الفصل، أي الذي يخرج أخيراً من الفصل. هل تتصور هذا الفهم عن هذا المعنى؟ إما أنه فهمه خطأً أو تعمد ذلك. غير قاصد، المهم أن هؤلاء لا يعرفون الحق بهذا الشكل. أجل، أنا الآن مظلوم، ولذلك هناك كثير من الناس عندما يكتشفون هذا الظلم - وكثير جداً من الناس لا يكتشفونه - لكن هناك كثير جداً ممن يكتشفون هذا الظلم يُسلمون. يقول: "الله! هل ضحكتم علينا؟"، ويعز عليه نفسه أن هو... خُدَع هذه الخدعة، فيصبح إذاً أول مكوّن للصورة عندنا في الغرب هو
التحريف والتخريف الذي تعرضنا له. ثانياً: الصدام الذي كان بيننا وبينهم، تولَّد منه شيءٌ يُسمى الكراهية الجماعية. والكراهية الجماعية تعني أننا أصبحنا نكره هؤلاء الأشرار، وكانوا يسمونهم "مُحمَد" أو "مُحمَد" يعني مثل... محمد يعني لكن محرَّفة. حسناً، استمر الحال هكذا. ظهر رجل إيطالي له كتاب باللغة الإيطالية لم يُترجم إلى الإنجليزية للأسف أو للحزن. لا تعرف ماذا تقول بعد ذلك. اسمه أنزلوتي.
فأنزلوتي هذا ألَّف كتاباً في منتصف القرن التاسع عشر وبدأ من أفكار هوبز ولوك وجان جاك روسو وفولتير وبولدير. هذا بولدير يسمونه... الشعر الرجيم وفولتير وكذا إلى آخره وسيكيو في روح القوانين بدأت تتكون أفكار. هذه الأفكار كانت مبنية على ما يسمى بالمسألة الشرقية. المسألة الشرقية هي ماذا؟ الرجل المريض من هو؟ الرجل المريض هو تركيا. المسلمون يعني دول متمكنة ولها قوة، ويريدون أن ينهوا هذه المسألة لكي ينعموا. فان زولوتي ألف كتابًا.
في الإيطالية كُتِبَ أن زولوتي كتب أن مصادر القانون الدولي الذي نريد أن ننشئه حتى يحكم العالم ثلاثة أمور. إذاً، من هنا بدأ الكلام والحديث عن القانون الدولي في منتصف القرن التاسع عشر. اسمح لنا فضيلتك أن نخرج إلى فاصل ثم نعود لنعرف كيف تم التأسيس والمصادر التي وُضِعَ من خلالها القانون. الدولي فاصل ونعود إليكم ابقوا معنا أهلاً بكم أعزائي المشاهدين مولانا الإمام دائماً نقول أين القانون الدولي من القضايا العربية من القضية الفلسطينية يعني يريد حضرتك أن تضع يدك على أو تضع عيوننا على أساسيات وضع القانون الدولي في فترة
عميقة قليلاً لأننا نتحدث في أواسط القرن التاسع عشر أو ما قبل عام ألف وثمانمائة وأربعين إلى آخره، دعني أطلعك على هذا الكتاب الذي يعرفه المتخصصون الكبار في القانون الدولي لأنه لم يُترجم إلى الإنجليزية. ولكن عندما ترجع إلى المراجع الإنجليزية المتاحة ستجد أنهم يتحدثون عن أن القانون الدولي قد نشأ نشأة دينية. كيف ذلك؟ هل أنت منتبه؟ سأشرح لك الآن. نعم، ولكن هذه النشأة الدينية قد نُسيت. هم يكتبون هكذا في الكتب وإن كان قد نشأ نشأة دينية إلا أنها قد نُسيت. أنا يا سيدي معك حاضر، أنا متفق معك أننا نسيناها. فلماذا لا ننساها معاً؟
أم أنها لا تُنسى؟ نعم عليّ أنا أو معي أنا أو بك. أنت أو هكذا وهو ذلك الكلام الذي يشعر به العرب والمسلمون دون أن يعرفوا مبرراً لهم ما الذي يحدث، ما الذي يحدث هذا صحيح. قال ماذا؟ قال إننا نريد يا إخواننا أن نبني شيئاً اسمه القانون الدولي، وطبعاً فكرة القانون الدولي موجودة منذ زمن مع أبي الحسن الشيباني محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة ألَّف كتاب السير الكبير والسير الصغير وألَّف كتاب كذا وكذا وعدَّه كثير من الباحثين أنه أول من كانت عنده فكرة القانون الدولي، لكننا نتحدث عن تراكم التاريخ حتى جاء أنزل لتي وقال ماذا إذاً؟ قال: نريد أن نصنع قانوناً، حسناً، ما مصادره؟ قال: مصادره
الحضارة. الإغريقية كلمة الحضارة الإغريقية دائماً لدينا عقلية وثنية تؤمن بالآلهة وتعطي هذه الآلهة شيئاً يشبه ما لدينا من الملائكة، يعني هناك إله للشمس وإله للقمر وإله للرياح وإله لا أعرف لماذا، أشياء مثل ذلك. ويولد من هذا الإغريقي أرسطو الذي كتب الأرغانون العظيم، وفي الأرغانون العظيم حاول أن يرد على السفسطائيون الذين كانوا لا يريدون للأشياء حقيقةً، لكن حقائق الأشياء ثابتة والإيمان بها متعين. ولذلك هذه نقطة أولى: الآية المصدر الإغريقي -يعني الوثني- بين قوسين، هذا من وجهة نظري أنا. الوثني نقطة ثانية: تلك القيم
الموجودة في المسيحية ليس لدي مانع منها، جميلٌ التسامح والتعاون، هذا مشترك كبير جداً ندعو إليه. دائماً في التعايش وندعو إليه، دائماً في التعاون وندعو إليه، دائماً في الحوار في العالم ونحن موافقون عليه ومعروف عنا أننا موافقون عليه قلباً وقلماً. النقطة الثالثة، هذا هو المهم، ذلك الشعور الذي يجمعنا جميعاً ضد ما يسمى بالإسلام والمسلمين. أحد مصادر القانون الدولي، الدولي هذا عند من أُنزل؟ الذي تم نسيانه بعد ذلك، أولئك الذين هم إخواننا الذين يدرسون القانون الدولي، يقولون عندما تقرأ عن صلاح الدين والعشارات وما إلى ذلك، تجد العبارة في ربع سطر هكذا تشير إلى
النشأة الدينية للقانون الدولي التي نُسيت فيما بعد. هل انتبهت حضرتك كيف أن هذا الربع سطر لا يعطيك العمق لكي تجلس وتبحث؟ عن أنشيلوتي وإحضار وثيقته ومعرفة ما يقوله الكتاب بالضبط وتأثير هذه القضية. لا، ليس لدينا مثل هذا. هذا ما أنبه إليه كثيراً جداً. الآن بعض الشباب يقولون لي: أنشيلوتي، وهذه أول مرة أسمع عنه، وقد يكون اسمه [كذا]، ويقول لي كلاماً. لا يا بني، هو... انزل إلى ذلك الإيطالي الذي لم تسمع عنه، هو الذي نقصده، لكن اذهب وابحث واستخرج لنا أين يوجد هذا الكتاب، ومتى وأين وردت هذه الكلمة منه، هل هي في المقدمة إلى آخره. فالناس تريد أن ترى هذه
الأشياء، لكن المتخصصين العظام يشيرون إليها لأن هذا علم فلا بد. يقول لكن يشير إليها بالطريقة السريعة هذه التي يقول فيها أنها والله كان أصله أن يطلع كذا، طيب عندما جئنا بعد ذلك سنة ألف وثمانمائة وأربعة وستين، ذهبوا مجتمعين في جنيفا وعقدوا اتفاقاً دولياً، نعم بدأت الاتفاقات الدولية تظهر ها هي، تتعلق بالحرب وتتعلق بكيفية، يعني اتفاقات بين الدول. بعد ذلك في فرنسا شيء اسمه ميثاق فرنسا أيضاً كان يتعلق بالحرب سنة ألف وثمانمائة وثمانية وستين، يعني بعد أربع سنوات وبعد عشرين سنة من انزلوتي. آه، ها
نحن نتقدم إذاً. يقول بريان كولدج، هذا البريان كولدج في فرنسا عُقدت فيه الاتفاقية، وهكذا استمررنا بهذا الشكل إلى أن قامت. الحرب العالمية الأولى وجدوا أنفسهم يصطدمون ببعضهم، وبعد ذلك في سنة ثمانية عشر انتهت. بدأت في أربعة عشر وانتهت في ثمانية عشر، فذهب رئيس أمريكا وأنشأ شيئاً اسمه المبادئ الأربعة عشر لويلسون. المبادئ الأربعة عشر، والله إنها مبادئ جيدة، وقد وقع عليها الستة الذين سموهم الستة الكبار، وبعد ذلك وقع عليها تقريباً. كل الدول لأنها مبادئ جميلة تدعو إلى السلام العالمي، تدعو إلى حُسن الجوار، تدعو إلى عدم التدخل في شؤون الآخرين، تدعو إلى أشياء جميلة. المبادئ الأربعة عشر جيدة، أتفهم ذلك.
والله لا يأتونني بخطة رشيدة إلا وافقتهم عليها، صلى الله عليه وسلم. قولوا كلاماً معقولاً ونحن معكم، فلما بدأت المبادئ الأربعة عشر بدأت. وجيد، في أمانة الله. في أي سنة؟ ألف وتسعمائة وثمانية عشر، ثمانية وعشرين، بدأوا يشكلون عصبة فيما بينهم هكذا اسمها عصبة الأمم، نعم. وبعد ذلك، بعد الحرب، قامت الحرب العالمية، عندما ظهرت الدول الفاشية. هذه الدول الفاشية تثير العصبية النازية، الفاشية الخاصة بإيطاليا، وتحشد الرأي العام، وتحشد الرأي. العام فالشعوب هي التي حاربت هذه المرة في الحرب العالمية الثانية لكي ننتهي وننطلق لننظر إلى حياتنا، نريد أن نرى مصالحنا يا سيدي، فذهبوا مقاومين بالحرب وانتهت الحرب وبعد ذلك قاموا بإنشاء الأمم
المتحدة. سنة خمس وأربعين، في عام خمسة وأربعين أصدرت الأمم المتحدة شيئاً يسمى الإعلان، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، حسناً. هل أنا لست إنساناً يا أبناء الذين ليس لها رأس وقدمان؟ أنا الآن هذا الإنسان، هل نسيتموني أم ما قصتكم؟ وكان أستاذنا ماهر يقول في الجامعة: "انقشوها على الحجر"، فأنت عندما تذهب إلى الأمم المتحدة تجد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منقوشاً على لوحة حجرية كبيرة بطول المبنى. لكن سنة ثمانية وأربعين يا مولانا، ثمانية وأربعين وتاريخ مهم. ثمانية وأربعين، ما هو أنت سترى ما الذي سيحدث. لنربط الآن، نعم لنربط الآن. من هنا سنأتي بعلي إسماعيل، نعم انظر ماذا يقول: "نقشوها على الحجر وحرّموها على
البشر". ويضع يده هكذا على روحه: "أنا الإنسان العربي المسلم الله". حسناً. لماذا هو هذا معناها هكذا معناها هكذا نعم، ولذلك الانتداب البريطاني في فلسطين أخذ متاعه ورحل في الخامس عشر من مارس، وهم يستغيثون من إصابات الهاجاناه ومن الإبادة التي ارتكبوها. كانت هناك قرية اسمها عسعس وقرية اسمها دير ياسين، وقرية قتلوا في عسعس لماذا؟ ستين شخصاً بدم بارد هكذا، فاستغاثوا. بالإنجليزية يا جماعة، أنتم الآن لستم في ظل الانتداب، والانتداب يحمي المنطقة. قالوا لهم: حسنًا، السلام عليكم. وأخذوا عضوهم ورحلوا. بن جوريون هذا المجرم، الصهيوني المجرم الذي كانت يده ملوثة بدماء العرب والفلسطينيين سواء من المسلمين أو المسيحيين،
هو يقول ماذا؟ أردت أن أطمئن إلى خروج الإنجليز. من الذي معه سلاح؟ سلاح، وكذلك ألفان وخمسمائة شخص انضموا إليهم، أناس من سوريا وأناس من مصر، فأصبحوا خمسة آلاف. وبعد ذلك، وفي سنة ثمانية وأربعين، أعلن بن غوريون الحرب وأعلن قيام دولة إسرائيل. فإذا بعد نصف ساعة الأمم المتحدة تعترف بها، وأمريكا تعترف بها، وبريطانيا تعترف بها. يا الله، أين الحقوق إذن؟ إن ما تتناقشونه على الصخرة أين هو؟ أريد أن أفهم، أنتم تقولون لا يوجد استعمار، وتقولون لا يوجد إخراج أحد من دياره، وتقولون إننا لن نقتل أحداً، وتتحدثون عن حقوق الإنسان
وتقرير المصير، وتقولون ما هذا؟ نحن يُسرق منا، فقالوا لا بأس، اسرقوا واسكتوا، فلماذا نحن بالتحديد؟ لماذا نحن تحديداً وذهبوا معطين سبعة وخمسين في المائة من الأرض لخمسة في المائة من السكان، وثلاثة وأربعين في المائة من الأرض لخمسة وتسعين في المائة من السكان الذين هم العرب والفلسطينيون؟ بن جوريون المجرم هذا أخرج من فلسطين في يوم واحد خمسين ألف. ستقول يا مولانا: ألله! هل هذه المعلومات أنت... من أين تأتي بها؟ سأفاجئك، كل هذه المعلومات درسناها في المدرسة. كل هذه المعلومات درسناها في المدرسة. أين المدارس يا إخواننا؟ نرجوكم أن تُعلّموا الأولاد. هل المهم قراءة التاريخ بهذا الشكل؟ يعني هل تُعتبر
قراءة التاريخ بهذا الشكل حائط صد وإيجاد حالة من الوعي والانتماء، وقلبك يصبح يدلك على مقدساتك؟ وتعرف الحاصل من الواصل، الله، كل هذا قد درسناه في المدرسة، يعني لا أحد يقول لي من أين أتيت بهذه المعلومات. هذه المعلومات موجودة ومقررة وموثقة بالورقة وبغيرها إلى آخره. حضرتك صدر قرار اسمه سبعة وتسعون، وصدر - كما تعلم - بشأن القدس التي صدر لها خمسة آلاف قرار من الأمم المتحدة، الخمسة آلاف قرار. لمصلحتنا جميعًا، وذهبت إسرائيل المجرمة لتعلن أن القدس الشرقية عاصمة لها. أما الخمسة آلاف قرار التي صدرت
من الأمم المتحدة، من الجمعية العامة ومن مجلس الأمن، فهذه الخمسة آلاف قرار جمعوها وطبعوها. أصل لغات الأمم المتحدة هي الفرنسية والإنجليزية التي لا بد منها، وهناك لغات معتمدة ثماني لغات من بينها اللغة العربية. فعندما تصدر وثيقة من الأمم المتحدة تصدر باللغات الثمانية، فنحن ذهبنا ممسكين بالقرارات التي هكذا في مؤسسة البيت مقاب الأردنية وطبعناها، فخرجت في مجلدين، مجلدين للخمسة آلاف قرار، الخمسة آلاف قرار بالعربي فقط، طبعاً هناك نسخة إنجليزية ونسخة فرنسية وسبع اللغات الأخرى، بالعربي فقط، هذه تسمى ماذا؟ النسخة المعتمدة التي تصدر من. لديهم هذان
المجلدان ولا قرار عملي، وهنا نسأل يا جماعة: ألم تخبرونا أن قرارات القانون الدولي للجميع؟ قالوا: نعم، فماذا إذن؟ للجميع بالطبع. حسناً، ألستم تطبقونها علينا؟ على فكرة، ألم تخبرونا أن أصل قيام القانون الدولي يستند إلى توجه ديني مقيت متعصب؟ ألم تخبرونا أنه قد... تناسي قالوا طبعاً، تناسي. منذ زمن بعيد أيوجد من يقول هكذا؟ حسناً، ما رأيكم أنكم مشغولون بالنزول، أنتم ما زلتم مشغولين بالنزول؟ كيف نفسر ذلك؟ نموذج التفسير لا يتوافق مع بعضه. أنتم الآن
تقولون إننا لا شأن لنا بالمدينة، ثم إنكم أنتم لكم شأن بالمدينة. كيف نفسرها يا سيد الأمم المتحدة؟ كيف نفسرها يا ضمير العالم؟ كيف نفسر هذا الكلام؟ وكل هذا له علاقة بالإرهاب لأن الإرهابيين يعرفون شيئًا من هذا فحصل لهم يأس فاتخذوا غير منهج النبي من القتال والإفساد والتفجير والتدمير، وهذا ليس منهج النبي. لقد قال لنا النبي شيئًا آخر، فما رأيكم أنكم سبب في... هؤلاء الأطفال المساكين الذين نلعنهم ونقول إنهم كلاب أهل النار، أنتم سبب ضلالهم. لماذا؟ لأنكم تزنون بميزانين وتفرقون بيننا
باسم الدين الذي تنفونه والذي تدّعونه. إذن، أسمع كلامك فأصدقك، وأرى أفعالك فأستغرب. هذه هي الازدواجية التي نشتكي منها، والتي يرجعها صاحب الفضيلة مولانا الإمام إلى أنها أحد أسباب الموجات الإرهابية. التي موجودة على مستوى العالم. فاصل ونعود إليكم مرة أخرى. خذوكم معنا. أهلاً بحضراتكم مولانا الإمام. إذاً هذه الازدواجية التي نراها في كثير من القرارات الغربية والمتمثلة في المؤسسة الدولية أصبح لها أكثر من اتجاه سلبي على المجتمع العربي، منها تمادي إسرائيل في تصرفاتها، ومنها وجود هذه الموجات الإرهابية بدون شك. وهذا هو ما نقوله في المحافل الدولية، ولكن عدم القراءة أصاب الجميع. يعني الكلمتان
اللتان ذكرتهما الآن يستغربهما الأمريكي ويستغربهما البريطاني الذين هم الدارسون، لكن ليسوا أصحاب القرار. أصحاب القرار كأنهم يفهمون كل هذا. كيف يفهمونه؟ لا أعرف، يعني هل هناك وسيلة لتعليمهم هذا الكلام المسلم. خلاص ليس له حقوق مسلم، يعني ليس له حقوق عربي، يعني ليس له حقوق حتى العربي المسيحي ليس له حقوق. ولذلك بعض الناس عندما تهاجر إلى هذه الأماكن وكأنها يوتوبيا الفرار، المدينة الفاضلة، المدينة الفاضلة التي يهربون إليها، يحاول أن يخرج من عروبته قبل أن يذهب إلى المجتمع الغربي. مسلم أو مسيحي حقاً يحاول أن يخرج من عروبته، يحاول ألا يتكلم العربية، ويحاول أن يسمي
أبناءه بأسماء ليست إسلامية ولا مسيحية ولا عربية، بل أسماء أمريكية أو إنجليزية أو أسترالية، وذلك ليقول لهم إنني أصبحت منتمياً هنا، وفي النهاية لا يسعد ولا يشعر بالسعادة لأنه يظل. مواطن من الدرجة الثانية يقولون عنه سكندري. "سكندري" ما معناها؟ أي من المرتبة الثانية، أي من الفئة الثانية. هل تعلمون أيها السادة؟ أنتم تقولون المساواة والإخاء والحرية، يعني أليس لديكم ذلك منذ بداية الثورة الفرنسية؟ كنت في أمريكا مرة ووجدت رجلاً يدير مطبعة، ثم قال لي... قلت له: "يعني أنت مزية؟" أمريكا الحرية! قلت له هكذا، فقال لي: "أيُّ حريةٍ؟
نحن نُداهَم كل يوم في هذه المطبعة". قلت له: "لماذا يداهمونك؟" قال: "أطبع كل شيء إلا ما يخاطب الشباب، إلا الشباب، إلا الشباب. اتركوا ذلك لأننا نريد هؤلاء الشباب شيئاً آخر. اطبع كل شيء، اطبع كتباً في الطبخ، كتباً في..." التاريخ كُتب في الجغرافيا، كُتب في السياسة، كُتب في الفضائح الجنسية، كُتب في أي شيء، كُتب حتى في الدين، لكن احذر أن تخاطب بها الشباب، ويتأكدون من هذا. أنا لم أكن مصدقة هذا الكلام. هذا الكلام يُقال في بلد تدّعي الحرية بهذا القدر وما إلى آخره، ولكن جهاز الأمن يا أبي مخاطبة الشباب. إلا الشباب، هي الديمقراطية المزعومة
خاصتهم هي هذه، إنها مزعومة، توجد فجوة كبيرة بين المبادئ والمصالح، توجد فجوة كبيرة بين الخطة المستقبلية وبين الواقع المعيش، هذه هي الحكاية. فأنا أريد أن أقول لسيادتك أنه لا نستغرب حتى إذا كانوا يفعلون هكذا مع أنفسهم، رجل أمريكي وليس مسلماً ويُفعل به هكذا وهو أمريكي أمريكي يعني أمريكي أصيل يعني منذ مائتي سنة وهو أمريكي خالص خالص ويُفعل به هكذا، فنحن ماذا سيُفعل بنا؟ إذا كانت قضية المدينة الفاضلة المتوهمة هذه غير متحققة، فأنا الآن لدي قرارات دولية، هذه القرارات الدولية أغرقتنا ولا يقوم أحد بها، أما التنفيذ الفوري بقوة... تم إعداد السلاح في
أفغانستان، وتم في العراق، وتم في سوريا. الله الله الله الله الله. هل إسرائيل بعيدة عن هذه القضية أم ماذا؟ لا، إسرائيل منتظرون نزول المسيح الموعود. عندما كتب أحد الأشخاص، واسمه الراشد، أنه حضر صغيراً مع أمه عند النكبة سنة ثمانية وأربعين. وجاءتها صديقة لها يهودية عجوز وهي تبكي وتقول لها: "الآن بداية الذبح"، فقالت لها: "بداية ذبح ماذا؟"، قالت لها: "ذبح اليهود، لأنه مكتوب عندنا في الكتب المقدسة".
هي في الذي تقصده التلمود، مكتوب عندنا في الكتب المقدسة أنه لو رجعنا إلى فلسطين بالهيئة التي هم عليها بدولة وما إلى ذلك، وهذه الدولة... كلمةٌ استعملها بن جوريون قبل قيام الدولة، قال: "لا بد من إخراجهم من الدولة"، وهي لم تكن موجودة بعد، ولم يكن هناك دولة ولا شيء. لو أنهم رجعوا إلى هذا، فسيُذبحون. قالت لي: "لماذا يُذبحون؟" أو "من الذي سيذبحهم؟" قالوا: "يُذبحون حتى ينزل المسيح". هذا الفكر هو الذي رأيته في أمريكا أنهم... ونحن نقول إن هؤلاء الأصوليين الفاندومنتاليين هناك، نقول اليمين المتطرف، لماذا أنتم واقفون مع إسرائيل هكذا؟ قالوا: تسريعاً لنزول المسيح وهكذا. إذاً
نحن نتعامل مع نوع من أنواع السياسة التي تستعمل كل دقيقة وكبيرة للمصالح، ولا علاقة لها بعقيدة ولا علاقة لها بحق ومبادئ ولا علاقة لها. بشيء وهذا يفسر لنا ما الذي يحدث، أي يأتي السؤال الملح: كيف نواجه ما يحدث في القدس اليوم نحن العرب المسلمين والمسيحيين؟ هناك المسجد الأقصى وهناك كنيسة القيامة، وهل أصبحت زيارة المسجد الأقصى والقدس أكثر وجوباً الآن؟ زرت القدس بآية ربانية عن طريق الأردن والحمد لله رب العالمين، هذا من... فضل الله عليها وصليت في المسجد الأقصى، وهو كما ورد عندنا في كتبنا،
وكما يقول ابن تيمية وغيره، ليس هناك موضع في الساحة إلا سجد فيها نبي؛ لأنه يُقال إن كل هذه الساحة، هذه الساحة مساحتها مائة وأربعة وأربعون ألف متر مربع، ساحة الأقصى التي فيها قبة الصخرة وفيها المتحف. وفيها المكان الذي كان يقرأ فيه سيدنا الشيخ الغزالي وكتب فيه الإحياء إلى آخره، فالمسجد الأقصى له الساحة التي نراها حيث الناس تذهب وتأتي فيها. هذه الساحة عندما صلى النبي بهم في يوم الإسراء، صلى بمائة وأربعة وعشرين ألف نبي. المساحة مائة وأربعة وأربعين ألف متر، أتعلم مائة وأربعة وأربعين. ألف متر هذه ما معناها؟ ميدان التحرير بالضبط هو مائة وأربعة وأربعون ألف متر. ميدان التحرير هذا هو بحجم
ساحة الأقصى، يعني بقدر ساحة الأقصى في المسجد الأقصى المبارك. الحل الخاص به أن نذهب إليه، وهذا الكلام قلته منذ زمن. ذهبت في سنة اثنتي عشرة فالمذيع المسكين في التلفزيون المصري مسكين. يقرأ نشرة الأخبار، حسناً، موافق. فأحضرني حينها لكي يسألني بعد الزيارة. كانت الزيارة يوم الأربعاء تقريباً، وذلك كان في يوم الخميس. يوم الخميس الساعة التاسعة. انظر مَن الذي كان يتحدث، أنا لا أحفظ اسمه ولا شكله، فقال لي ماذا؟ من السذاجة البسيطة لكي تعرف يعني. سذاجة هؤلاء الناس، يقول لي: "ولكن نحن لم يتسلط الإخوان بعد". نحن نتكلم بهذا الكلام وأنا حتى كنت أرتدي ملابس شتوية، يعني كنا في شهر
مارس أو فبراير أو شيء كهذا، يناير. فقال لي: "ولكن جماعة الإخوان المسلمين ترفض هذه الزيارة". فأجبته وقلت له: "حسناً، ولكن من أجل..." ذلك أنني ذهبت لأن جماعة الإخوان المسلمين هؤلاء تعرفون ماذا يقولون وتخالفونهم لأنهم أضلوا الخلق، هم جماعة إرهابية أضلت الخلق. فقلت له: نعم، ولذلك ذهبت لأن هذه الجماعة هي جماعة تشبه جمعية خيرية أو شيئاً مماثلاً، ماذا تظن؟ فتوجه إلى الجهاز وأكمل نشرة الأخبار. ففي السذاجة المطلقة التي كان الناس يعيشون فيها بهذا الأسلوب وبهذه الكيفية، يجب أن تنتهي. ماذا نريد أن نفعل للقدس؟ خذ نفسك واذهب. عندما ذهبت هناك
وجدت حائط البراق الشريف، وفوقه معلقة الحلقة التي أُمسك بها البراق، وقد أمسكتها وصُوّرت معها تحت، لأن هناك شيء ما، ونصعد بسلم من جهة. باب المغاربة في الحائط هذا، نحن نسميه حائط البراق، وهم يسمونه المبكى، حائط المدينة. تنازعنا عليه عندما وجدنا اليهود جالسين، وقد أحضروا مقاعد ويريدون أن يبنوا مبانٍ، وكل واحد يريد أن يجعله خلوة. في سنة ألف وتسعمائة وتسعة وعشرين تنازعنا عليه معهم، ورفعنا الأمر إلى القضاء، وكان القضاء مكوناً من لجنة. عالمية منها الإنجليزي ومنها كذا بحثوا الوثائق فوجدوا أنه هذا من حق المسلمين فأعطوه لنا وسيطرنا عليه إلى غاية سبعة وستين عندما
دخلوا لأن الإخوان المسلمين أفهمونا أننا لا نسافر، فأصبح اليهود يسافرون واستمروا شيئًا فشيئًا إلى أن استولوا على حائط البراق ومنعوا الغير من دخوله وسموه حائط المبكى. هو مسمم عندهم منذ زمن ما، وابتدؤوا يبكون عليه، وإن شاء الله يبكون على أنفسهم. أما حائط البراق الشريف، فقلت له: أريد أن أنزل. قالوا لي: كيف تنزل؟ هذا ممنوع. قلت له: لماذا ممنوع؟ هذا ملك للمسلمين بحكم القضاء وبالمستندات وبكل شيء. أنا أريد أن أدخل. فأهل القدس قالوا لي: والله لم تخطر. في تفكيرنا لماذا قالوا لي عن عدم وجود المسلمين؟ إذ إن
المسلمين لو تقدموا ودخلوا لن يمنعهم أحد، لكنهم يريدون مجموعة لكي تدخل لتدعو عند حائط البراق الذي استحوذ عليه اليهود وهم يجلسون يدعون حسب ديانتهم، وحينها سنقسم الحائط وسنفعل شيئاً، لكن المهم أن نزاحمهم في هذه الحالة، فدعوت الناس. إلى أن يذهبوا إلى القدس! لماذا الناس متعبة؟ تعب أهل القدس والله. رأيت أهل القدس الشريف رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. ماذا قالوا لك يا مولانا؟ يا مولانا كانوا يهتفون في الشوارع. يا مولانا، القدس كانت... أنا رأيت بعيني نساء القدس رضي الله تعالى عنهن جالسات يمسحن البلاط بثيابهن لكي...
لا تترك القدس ولا تترك الأقصى. الأقصى نظيف جداً، من الذي ينظفه؟ ملابس المصلين. المصلون يعبدون الله بأنهم ينظفون بلاط الأقصى وبلاط الساحة وبلاط الأماكن الأخرى، مقيمين ليل نهار. هذه المرأة قد زوّجت ابنتها وفعلت ما لا أعرفه، فبماذا تعبد ربها؟ بأنها تنظف القدس وتنظف الأقصى الذي يمنعونه الآن. الدخول إليه إلا عبر بوابات لكي يفعلوا فيه ويفعلوا فيه، وبالأمس فتاة إسرائيلية خلعت ملابسها وظلت تتجول استهانة بالمكان وهي حرية إذاً وهكذا. لو كان الأمر متعلقاً بجولدا مائير، فعندما احترق المسجد الأقصى سنة سبعة وستين قالت: "أنا لم أنم
ليلتي لأنني قلت خلاص المسلمون سيهجمون علينا ويكونون في الأقصى مرة أخرى". يوم يوضحون لنا كل شيء، وبعد ذلك وجدت أن لا أحد أتى. انظر، انظر ماذا تفعل بنا خيانة الإخوان المسلمين، فوجدت أن لا أحد أتى. من الذي كان يدعو الناس إلى الذهاب بالملايين؟ حسن التهامي رحمه الله، وكان عضواً في لجنة القدس مع ملك المغرب رحمه الله سيدنا الحسن ابن ابن ابن. محمد الخامس ليس أبا محمد السادس. نعم، محمد السادس هو ابن الحسن. الحسن الثاني كان حسن التهامي، والحسن الثاني هؤلاء هم في لجنة القدس، وكان رئيسها سيدنا الحسن الثاني. ذلك
لأنه من آل البيت، فهو سيدنا منها، أي أن هؤلاء من آل البيت، هؤلاء من الأدارسة منذ الحريق الذي حدث في... تسعة وستين يا مولانا، في سبب في تسعة وستين، في أول ما جاء في تسعة وستين وحدث الحريق، جولدا مائير لم تنم وخافت أن المسلمين يأتوا. طيب لماذا لا تذهبون الآن بالملايين؟ لو أن المسلمين هناك سيبيعون ويشترون، سيأكلون يا عين. التجار هناك لا يعرفون كيف يبيعون السلع الخاصة باليهود لأنه ليس يريدون أن يبيعوا طائفة اليهود، حسناً يريدون أن يبيعوا المصحف، لكن لا يوجد أحد يرغب في شراء المصحف، من أين سيأكل؟ فليبيعوا الأرض إذاً، فنكون نحن الذين نضيع القدس، يعني رحلات إنسانية لزيارة القدس طبعاً والمسجد الأقصى طبعاً، وعلى فكرة
كل ذلك منا نحن، نحن داخلون من الأردن ولم يقل لنا أحد شيئاً. إلى أين أنتم ذاهبون؟ فهل هناك قوات؟ فقلت للسائق، قلت له: هل هذا دائماً هكذا؟ قال لي: نعم بالطبع، أنا كل أربعاء وخميس وجمعة أكون في القدس. فقلت له: حسناً يا بني، كيف يعني؟ ليس هناك شيء. قال له: لديهم بشر ليقطع كل هذه المسافات. وعلى كل حال، لقد خُدعنا. بالإخوان مولانا الإمام ابنة الدكتور علي جمعة وأعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، نشكر الله لكم على أنكم تفتحون لنا آفاقاً من المعرفة، ويقول دائماً من يعرف يملكها. أشكركم شكراً جزيلاً، شكراً مشاهدينا، دمتم
في رعاية الله، وإلى اللقاء.