#والله_أعلم | الحلقة الكاملة | 1 - يونيو - 2014 | قيمة العمل والإنتاج وأحكامهما

#والله_أعلم | الحلقة الكاملة | 1 - يونيو - 2014 | قيمة العمل والإنتاج وأحكامهما - فتاوي, والله أعلم
أهلاً بحضراتكم، لا شك أن الوطن في هذه الفترة يحتاج إلى العمل، والعمل في حد ذاته وفي أكثر من موضع في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المشرفة، الدين الإسلامي حثنا في هذين الموضوعين على ضرورة العمل وعلى خدمة الأوطان من خلال العمل وإتقان العمل وليس... العمل فقط ولكن في هذه الفترة أو في فترات قليلة ماضية
كنا نرى عدداً من أصحاب الأعمال ربما أو العمال يوقفون أعمالهم نتيجة لبعض المطالب وربما أدى هذا إلى كثير من الضرر وكثير من الركود الآن. وفي حلقة هذا اليوم من برنامج "والله أعلم" نطرح على حضراتكم هذا السؤال ما ما رأيك في مَن يقصرون في العمل وفي الإنتاج بسبب المطالب الشخصية أو المطالب الفئوية؟ سننتظر إجاباتكم على صفحتنا على الفيسبوك وعلى تويتر وعلى الرسائل النصية. أمامكم الأرقام وكذلك الاتصالات الهاتفية سواء في هذا الموضوع أو في غيره، وفضيلة الإمام سيرد عليكم، لكن بادئ ذي بدء لا. لا بد أن أرحب بفضيلة الإمام العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. السلام عليكم مولانا. وعليكم السلام. أهلاً وسهلاً. أهلاً وسهلاً مولانا. كيف نظر الإسلام إلى العمل وكيف حثنا على ضرورة أن نعمل وأن نتفانى في عملنا؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه. ومن
والاه، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون. ابن جني يقول في الخصائص أنه كلما قلت القيود كثر الموجود. كيف؟ قالوا: ماذا أقول وماذا أفعل؟ صحيح، ماذا نفعل؟ قال: يكون كل عمل، يكون العمل شيئاً إيجابياً. أنا أعمل، أزرع، أُحصّن. اعمل، تعلم، صلِّ، صُمْ، جاهد في سبيل الله، اسعَ في الأرض، وفِّق بين
اثنين، أزِل الخصام بين قوم، اهتم بشؤون الناس، انفع خلق الله. مطلق العمل هكذا يعني أي شيء، يعني يعمل أي شيء، نعم ما دامت تحت عبادة الله. "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" ما دامت في السعي. إلى عمارة هذا الكون وهذه الأرض هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها. ما دامت فيها تزكية للنفس يبقى العمل الصالح. هذا العمل الصالح الذي تحدثنا عنه كله، ماذا نفعل به؟ وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، أيضاً أطلقها وقل اعملوا. ماذا نعمل إذاً؟ هل نصلي أم نذكر أم نفلح الأرض؟ أي. شيء سيدخلك الجنة. القرآن
نندهش به كل يوم لأجل هذه الأمور والحكايات، وهي أنه كلما قلت الخيوط كثُر الموجود. لم يقل افعلوا كذا، ولم يقل اعبدوا فقط، بل قال: اذكر، صلِّ، صُم، اقرأ القرآن، حُجّ، اذهب واعتمر، تعال واعمل دائماً. إنه يقول وقولوا اعملوه، أي يدخل فيه. هذا ويدخل فيه كل عمارة الدنيا من أولها إلى آخرها، كل الحركات والسكنات ستدخل في هذا. هذا هو القرآن، هذا هو القرآن الذي يرشد البشرية إلى شيء معين، الذي يبني نفسية الإنسان. يقول هكذا، يقول: "وقل اعملوا". تيقَّنْ أن الإمام الشافعي كان حافظًا للقرآن جيدًا جدًا، فكان يقرأ هذا القرآن هو. أي أحياناً كل ثلاثة أيام مرة، فكان يقرأ أكثر، والنبي عليه الصلاة والسلام
قال لنا ماذا؟ لا تزيدوا عن ثلاثة. فيقوم بقراءة حصته في الصباح ويقرؤها ثانية بالليل حتى لا تتجاوز الثلاثة أيام، فيقرأ القرآن في ثلاثة أيام لكن مرتين مرتين. ما هذا؟ انظر كيف يحفظ ويتقن. كيف وهكذا إلى آخره، كان يقول لو أنزل الله سبحانه وتعالى سورة "والعصر، إن الإنسان لفي خسر" لكانت كافية. إذا كان لي مفاتيح، فهذه المفاتيح من الذي أشار إليها ومن الذي علّمها له؟ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقول إن آية الكرسي هي سنام القرآن، نعم هذا صحيح. يدلنا على مفتاح كل قرآن عندما يضع الفاتحة ويجعلها هي الركن في الصلاة ويجعلها هي أول مقدمة، أي مقدمة الكتاب، فهي الفاتحة. إذ تشتمل الفاتحة على
كل معاني القرآن. وعندما يقول "قل هو الله أحد"، وهي سورة الإخلاص، أنها تعادل ثلث القرآن، فماذا يعني ذلك؟ إنه يشير لي. أن القرآن هذا ثلاثة أمور: عبادة الله، وعمارة الأرض، وتزكية النفس. فيكون عنوان عبادة الله هو "قل هو الله أحد"، فتكون هذه ثلث القرآن. نعم نعم، وهو يقول إننا إذا قرأناها ثلاث مرات، فسيكون كأنني قرأت القرآن من فضل الله، لأن ليس كل الناس. حفظه، وليس كل الناس متعلمة، وليس كل الناس كذا، وهذا دين للبشرية كلها، وقول "اعملوا" كان يكفينا على مذهب الإمام الشافعي عندما يقول: "والعصر". لو أُنزِل "والعصر" هذا، لو اكتفى ببقية الكرسي فقط، لكانت حُلّت لنا كل المشكلات. هذا كان وكان وكان، يعني سبحان الله، في شيء واحد فقط هي. عنوان الدين الذي هو ماذا؟ وقُل اعمل وقُل اعمل، هل انتبهت حضرتك؟ هذه مكانة
العمل في كتاب الله، مكانة العمل عند سيدنا رسول الله. البخاري يقول لك ماذا عن سيدنا صلى الله عليه وسلم، وانظر إلى الكلام: "ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن..." نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده، وما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده. ماذا تعني هذه العبارة؟ إنها تشمل الحقيقة والمجاز. الحقيقة هي أن أعمل وأجلب القمح وأحصده وأحضره وأطحنه وأصنعه دقيقاً وأخبزه بنفسي. نعم، وأنا أيضاً بنفسي. هذا هو المعنى. المعنى الحرفي هذا صحيح، حسناً،
نحن نساء المسلمين عبر الأربعة عشر قرناً إلا الخمسين سنة الأخيرة هذه، كُنَّ هُنَّ اللواتي يُطعِمن الناس، وهُنَّ اللواتي يزرعن، وهُنَّ اللواتي يقلعن من أجل الزراعة، فقد كانت هذه من، يعني من، من الأمور التي يشترك فيها الرجال والنساء في الغالب طبعاً، طبعاً بينما يذهب الرجل للصيد. أصبح لكي يتمكن من الإمساك بالغزال أو الحيوان المفترس أو غير المفترس ويصطاد هناك مع الأشياء القوية التي تحتاج إلى قوة، تلك التي كانت تُطعم البشرية، أمي (ماما). ولذلك يقول لك: "مام مام"، وماذا يعني ذلك؟ يعني أنها هي التي تطعمنا، والله سبحانه
وتعالى يجعل اللبن في صدرها لكي ترضع الطفلة من أجل. توكَّلوا أمامَ هذا. ها هي أمي هي والأُمُّ، وهذه الكلمة عندما تجدها في الإنجليزية أو في الفرنسية وهكذا، ستجدها كلها واحدة، قريبة من بعضها هكذا. المهم أنه يأكل من عمل يده، هذه حقيقة ومجاز. لو جئنا في الحقيقة سنجد أن النساء هن اللواتي يُطعِمْنَها، والمرأة مهتمة بحكاية يا أخي سبحان. الله، هذا الطهي وأنها تأكل الطعام وتتلذذ به بالرغم من أنها مسألة مملة، أنه كل يوم سنأكل وكل يوم سنفكر في شيء نصنعه، وكل يوم نفس الطريقة أمام النار وأمام الموقد وما إلى ذلك. هذه الإعدادات رغم أن كثيراً جداً من النساء يغضبن لو دخلت المطبخ كثيراً.
في العالم كله ليس له علاقة بالمسلمين وغير المسلمين وما شابه ذلك، في العالم كله إذا كنت آكل من عمل يدي فهذه هي الحقيقة، لكن المعنى المجازي أنني أعمل وأسعى للرزق وما إلى ذلك. النبي عليه الصلاة والسلام عظّم جداً، عظّم جداً العمل وأنه لا بد أن تأكل من عمل يدي، فجاء واحد يسأله قائلاً: "يا رسول الله، هل كان هناك مشكلة أو شيء ما في هذا الأمر؟" فقال له: "أما تملك شيئاً في بيتك؟" فقال: "حِلْس". والحِلْس هذا ما هو إلا قطعة قماش يضعونها ويضعون الثياب فوقها، مثل المفرش هكذا، مثل مفرش يضعونه ويصلون عليه، وبعد ذلك... عندما يكون الجو بارداً قليلاً، يضعونها على أكتافهم
هكذا مثل الوشاح، هل فهمت ما معنى متعددة الأغراض؟ إنها متعددة الأغراض حقاً. لماذا سموها حلساً؟ لأنها كانت تقوم في بيوت الأغنياء مقام الدولاب أو مكان الدولاب، فلا يوجد دولاب، بل حلس هكذا وعليه الملابس، فيصبح ثابتاً. كن حلساً من أحلاس بيتك. أي يجب عليك أن تكون في بيتك ولا تصنع ضوضاء، كن جالساً. جلس، فقال له: "اجلس اجلس"، وهذا يُتبع له الكلام ولا يُحضر له شيئاً لأنها قطعة قماش. وكوب، أي صُبَّها كي أشرب فيها. قال: "أحضرها لي". حسناً، وبعد ذلك أصبح الرجل هكذا على البلاط. وللعلم لا يوجد بلاط، لقد أصبح. على الأرض التي ليست مبلَّطة، وهذا المعنى مرتبط بالحالة الاقتصادية والنفسية، أنه علّمهم
الزهد، علّمهم أن تكون الدنيا في أيديهم لا في قلوبهم، لأجل مسألة المطالب الفقهية وغير الفقهية. وما الذي أعطتني مصر؟ يعني هو علّمهم أنني ماذا أعطيت، وليس لمصر، بل هذا لله بقدر مصر، وأنا أنظر إليه. هكذا يا رب، قم وارزقني واسترها معي وامنحني الصحة. فأحضر هذه الأشياء وعرضها في المزاد: من يشتري هكذا؟ هذا أصبح همًا، لو كانت الدراهم، أحضرها لننفقها. آه، هذا خراب بيت أصبح همًا. أهؤلاء الذين عندك؟ لا، ليس هذا ما كان المراد النبوي إطلاقًا، أي أبدًا. ذهب واشترى له حبلًا وقدومًا. قطعة فأس هكذا وقال له اذهب إلى الغابة واحتطب، فذهب واحتطب وباع هذا الأمر بأربعة دراهم، وفي اليوم التالي أربعة
أخرى، وأصبح معه كما كان الشيوعيون يقولون إنه امتلك أداة من أدوات الإنتاج. صحيح، أي أصبح غنياً. فالشيوعيون عندما عرّفوا أدوات الإنتاج، قالوا إن من يملك أدوات إنتاج يصبح برجوازياً. ولذلك قالوا عن الحلاق إنه برجوازي لأنه يمتلك مقصاً وموساً وما إلى ذلك، يأكل من عمل يده. فالمهم أن العمل في الإسلام ركن من أركان الحياة، ولا تصح الحياة إلا بكتاب وسنة وعمل. ولكن مع هذا العمل، فإنه يعمل من أجل معنى كبير، معنى نفع الناس، معنى أن الله سبحانه وتعالى كتب. علينا هذا فلا بد أن نمتثل، انظر إلى هذا الأمر. ربنا قدّر أن أكون رجلاً فأكون سعيداً بأنني رجل، وقدّر أن يكون هذا
المخلوق امرأة فتكون سعيدة بأنها امرأة. قُدِّر علينا العمل فلا بد أن نعمل ونكون سعداء بأننا نعمل، وسيأتينا العقاب إذا لم نعمل، فهكذا هي القضية. هنا سنجد أن أمامنا خيارات لا نهاية لها في العمل. لا أحد يقول لي أنني لا أجد عملاً. على فكرة، إلى أن تجد يا أخي عملاً، انزل واشترِ بعض الأشياء وبِع بعض الأشياء. خذ واسأل بشكل صحيح، وعندما يأتيك ما في ذهنك من أنك مدير كبير في شركة ما... لا أعلم. ماذا يا ليت الله يوفقك. حقاً أنا كنت أجلس مع سيدنا حسن عباس زكريا، أقول سيدنا لأنه رجل يصلي الفجر ويذكر الأذكار وما إلى ذلك. وكان من تلاميذ الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله. وجدت
عباس زكي يفعل شيئاً غريباً جداً ونحن في بنك نصر، ينظر في... الميزانية هكذا، وبعد ذلك يأتي برقم، ثم يقول نعم هذه الميزانية جيدة أو هناك مشكلة هنا. كيف يمكن لرقم واحد أن يكون كذلك؟ ماذا يفعل؟ وأي رقم أحضر؟ فسألته: كيف وصلت إلى هذه الدرجة من المهارة التي تجعلك تنظر هكذا وتعرف أن هناك خطأً وتميز الصواب من الخطأ سواء من الأعلى أو من الأسفل؟ ويقوم البنك كله كما قال لي لأنني عملت في بورصة العلم للبلاد. من البداية لم أستكبر، بل تعلمت من البداية، فأصبحت وزيراً للمالية في مصر والاقتصاد المصري، وأعدت
لمصر مجدها رغم كل الأزمات، وأصبحت علامة مضيئة في تاريخ مصر بالعمل وبالصبر على العمل. بهذا أستأذن فضيلتك لنخرج إلى فاصل، وبعد الفاصل هناك... المزيد حول هل هناك رأي في الإضرابات العمالية التي قد يكون بعضها بسبب وبعضها بغير سبب جوهري في الحقيقة، وقد لا يبرر الضرر الذي قد ينجم عنها. نتحدث عن هذا مع فضيلة
الإمام. ولكن العمل ليس عيباً، العيب أن يكون جيبك فارغاً وليس هناك وظيفة حالياً بصراحة الذي... يقول: "أنا منتظر وظيفة"، وهذا يعني أنه ليس لدي اهتمام باللفظ، إنه يتغابى. لا يوجد "العمل عبادة"، يعني نعم العبادة شيء والعمل شيء آخر. العمل عبادة طبعاً، لكن أين العمل مع مؤهل عالٍ، وفي النهاية معذرةً، كم سيأخذ في المحل؟ الأجر الخاص بي لا يكفيني، فأعز ما سأصنع أنا عندما أقف عاملاً اليوم في... أناس آخرون يتضررون، يعني أنا لدي مصلحة أريد تحقيقها، فبالتالي هذه الدرجة تؤثر علي. الإنسان عندما يعمل، يستثمر وقته في شيء مفيد، وإنما يتعب في كل شيء، لكن في نهاية الشهر عندما يأتي ويُدفع له، يشعر أنه تعب طوال الشهر وأنه كافح ليحصل على راتبه الذي
منحه الله إياه. ليحضر رباطاً أو شيئاً، فهو يعني أنه عمل عمل، أليس كذلك يا مولانا؟ لا، ربما تقصد أن التعب تعب، وقد ورد في ابن عساكر عن سيدنا أنه قال: من بات متعباً من عمل يديه، أي أنها تقول إنه متعب، فقد عبرت عن ذلك بهذه اللفظة، ومعناها أنه... تَعِبَ ودهرُه انقطع في الحصول على القرش، فالقرش يكون عزيزاً عليه قليلاً، ولذلك هناك فرق بين الحريص والبخيل. الحريص يضع القرش في مكانه ويقول لك: "هذا أنت ستحصل عليه بكم؟ أنت لا تعرف ماذا"، فإنها ستظنه بخيلاً. لا، هو مستعد أن يدفع، هو ليس بخيلاً، ولكنه يريد أن يطمئن أن الذي... تبالغ فيه كثيراً، فهذا ذاهب في مكانه، ولذلك تجد يعني
بالطبع خيطاً دقيقاً بين الحريص والبخيل، كما أن هناك خيطاً دقيقاً أيضاً بين الكريم والمسرف. نعم، نعم، الإسراف نهانا الله عنه وأمرنا بعدم الإسراف في الأكل والشرب، والإسراف في كل مناحي الحياة التي سمعناها الآن. طبعاً هناك توجهات مختلفة. أقول للشباب الذين يقولون: "أنا معي مؤهل عالٍ" - ليس هناك عالٍ ومنخفض في كل الدنيا. حتى الذين في جامعة هارفارد، وهي من أعلى جامعات الدنيا، ليست فقط من أعلاها في الدراسة أو السمعة وما إلى ذلك، بل هي من أعلاها من حيث المرتبات عندما تتخرج منها. نعم، أنت معك شهادة من هارفارد. أضعك دائماً في الفئة الأولى. أوباما من هارفارد، فورًا من الجامعات التي يسمونها الفئة ذات المرتبة العالية
جداً. فهو يعمل في هارفارد ويدرس للدكتوراه ويعمل في المطعم يغسل الصحون. إذا لم نصل إلى هذه الدرجة التي كانت عليها الصحابة الكرام، فلا فائدة ترجى. لماذا إذن؟ واطئ؟ ما الذي لديك؟ ستكون يعني أفضل من خريج هارفارد الذي لكي يسدد ما عليه من خمسة عشر إلى عشرين ألف دولار في السنة يذهب ليغسل الهواء، ويعمل في محطة وقود، وكما تقول ابنتنا يتعب كثيراً، يتعب كثيراً لكي في النهاية - وبالمناسبة - هو واثق من نفسه أنه الأستاذ الدكتور بالضبط، هو. يُحضر هذا المبلغ ويقدمه عن طيب خاطر وهكذا، وعندما يأخذ قرضاً يرده له لأنه لا يريد أن يكون لأحد عليه فضل. يكفي أنك ساعدتني بمنحة أو يكفي
أنك ساعدتني بقرض حسن أستطيع أن أعمل به، ولذلك يعمل في تنظيف السيارات، نجده في المرآب ونجده في أماكن متعددة. في الصباح هو في هارفارد ويواعد زملاءه قائلاً: سأنهي العمل في الساعة كذا، تعالوا نذهب إلى المكان الفلاني. يعني ليس مستحيياً. هذه قيم العمل هي قيم إسلامية مائة في المائة، وكان المسلمون عبر التاريخ يتمسكون بها. نحن الآن وبينما نتحدث، سأقول له: الصحابة قالت، وسأقول له: هذا يجب أن يكون هكذا، فينظر إليّ. مِن فوق إلى تحت أقول له هذا في أمريكا، فيقول أنا أريد أن أعمل مثل أمريكا. هذا من الانبهار الثقافي يا جماعة. لم تُبنَ حضارة ولم تُبنَ قوة في بلد إلا عند تقديس العمل، فلا بد علينا من تقديس العمل. طيب أيضاً يا مولانا، هناك
متحدث كريم في التقرير يقول أجر... لا يكفيني، فيلزمني أن أعتصر، وهذا يقودنا في الحقيقة إلى مسألة الأجور والعلاقة بين صاحب العمل والعامل أو الأجير، حيث إذا شعر العامل بأنه لا يأخذ القدر الكافي، أو أن صاحب العمل يؤخر عليه الأجر، أو أن أجره ليس عادلاً، فكيف نظم الإسلام هذه العلاقات في عقد يسمى عقد الإيجار وعناصره؟ الإنتاج أربعة: الأرض ورأس المال والعمل والتنظيم والإدارة. الأرض، عندما أُبرم عقداً بيني وبينك لاستغلالها، أعطيك إيجاراً. إذا أعطيتك عملاً، فذلك أجر، سآخذ منك أجراً. إذا أعطيتك مالاً لتشغيله، فسآخذ منك ربحاً لهذا المال. وإذا كانت هناك إدارة، فسآخذ مقابل تنظيمي وإدارتي
ومهارتي التي أملكها. أعطيتك كيف أن ننظم العمل، فحضرتك تسأل عن عنصر واحد من عناصر الإنتاج وهو العمل. إذن هذا عقد، والعقد اتفاق إرادتين. أذهب إليه وأقول له: أريد أن أعمل عندك، كم ستعطيني؟ فيعرض ما في إمكانياته ويقول لي: سأعطيك ألفاً، وأنا أحتاج في بيتي ألفاً وخمسمائة. مائة. إنه ليس مكلفاً أن يعطيني ألفاً وخمسمائة، وأنا وافقت. إذن يجب أن ألتزم بالعمل، ويجب أن ألتزم بعقدي. هذه الألف التي ستعطيها لي، ستعطيها لي في كم ساعة؟ قال لي: في ثمانية. قلت له: لا، أنا يمكنني أن أعطيك سنة. ما رأيك؟ ويسمونها في الإنجليزية "بارت تايم" و"الفول". الوقت الكامل صحيح، أخذتُ ألف جنيه مقابل الست
ساعات. لماذا فعلت ذلك؟ لأن هناك ما يُسمى باقتصاد الظل، واقتصاد الظل هو أن أذهب إلى شخص آخر وأعمل وردية ثانية بألف جنيه أيضاً، لكن أأتي بعدما اتفقت معه وأخذت ألف جنيه مقابل الست ساعات التي اتفقنا عليهم، فبدأ يقول له: "لا، هذه الألف أريدها أن تصبح ألفين لأنني معتصر". حسناً، لماذا لم تسأل عن الزيادات يا مولانا؟ وكل هذه الأمور - المكافآت والحوافز - للأسف أو البدلات، فعمال المصانع يقومون بإضرابات بسببها. هذه الأشياء ربما يكون منصوصاً عليها في العقد، ولكن عند التنفيذ قد تقول الإدارة: "المصنع..." تَخسر المصنع ولا يحقق أرباحاً، وبالتالي العمال يتضررون من هذا الأمر. هنا هذه قضية أخرى غير قضية الخروج عن العقد. الخروج عن العقد هذا محرم لأنه "أوفوا بالعقود"، يجب علينا أن نفي
بالعقود. لكن ما تتحدث عنه هو المماطلة، ويسمونه في الفقه وفي الدين المطل، بمعنى المماكفة أنه يماطل. معي وهو غير راضٍ أن يعطيني حقي، حقي ثابت في العقد الذي نحن متفقون عليه. وهنا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مطل الغني ظلم يحل عقوبته وعرضه". إلى هذه الدرجة، إلى هذه الدرجة. فلأخينا صاحب المال إذا كان غنياً ويريد أن يأكل عرق العمال، نأتي ونقول له: لا. نحن نأمر العمال بأن يلتزموا بالعمل وما إلى ذلك، ولكننا نأمرك أنت أيضاً أن توفي بما تعهدت به أو بما هو في ذمتك. وإذا كنت غنياً تريد أن تستثمر المال وينمو ويُصاب بالسرطان في مقابل إفقار الآخرين، فنحن نقول
لك هنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. مَطلُ الغني هو المماطلة التي يقوم بها الغني، وهذا ظلمٌ تَحِلّ عقوبته وعِرضه. وعِرضه يعني أنه قد لا تُعتبر غيبةً ولا نميمةً عندما نذمه. إنها حالة فظيعة جداً. هذا أمرٌ قال فيه: "أَعطِ الأجير أجرته قبل أن يجفَّ عرقه"، أي قبل أن يجفَّ عرقه هكذا يجب أن يأخذ حقه، لا بد من ذلك. يأخذ حقه، والنبي عليه الصلاة والسلام ضرب لنا مثالاً في البخاري، أخرجه الإمام البخاري، حديث بديع اسمه حديث الصخرة. ما هو حديث الصخرة هذا؟ ثلاثة احتُبسوا في كهف ووقعت صخرة عليهم، فكل واحد توسل إلى الله سبحانه وتعالى بعمل صالح ادخره لله في وقت ضيق، فكان أحدهم يقول: يا رب. كان لدي أجير، وهذا الأجير له مبلغ
معين من المال، فذهب قبل أن يقبضه وغاب عني سنوات. فاشتريت بالمبلغ معزتين واستثمرتهما ورعيتهما حتى أصبحتا قطعاناً كبيرة. ثم جاءني وقال لي: "يا عبد الله، كان لي عندك ثلاثون جنيهاً". فقلت له: "نعم". قال... قال له: حسناً وأحضرهم لي. قال له: حسناً، لكنني استثمرتها لك، وكل الوادي الذي أمامك هذا من الغنم والإبل والبقر هو ملكك. قال: والله دعك من هذا، أنا لست بحاجة إلى سخرية أو استهزاء، أعطني الثلاثين جنيهاً ودعني أذهب. نعم، فظنوا أنه يتهرب. قال له: أقسم بالله العلي العظيم أن هذا حق. هذا، أنا فعلت وفعلت وفعلت وهذا هكذا. قال له: "حسناً، شاكرين". أخذهم وغادر يعني. قال له: "خذهم واذهب". فذهب وأخذ
كل هذه القطعان ومضى، حتى أنه لم يعطه أجر الإدارة ولا الاستثمار ولا أي شيء. قال: "يا رب إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فَفَرِّج عني". يا إخواننا انظروا هو... ذهب ولم يقم باعتصام، بل ذهب إلى الله تعالى يقول له: فرِّج عنا، لم يذهب إلى أناس مثله يدخلون دورات المياه والحمامات، بل ذهب إلى الله وقال له: فرِّج عنا، فانفتحت الصخرة. وهكذا، اسمه حديث الصخرة. فحديث الصخرة هذا أردنا أن نكتبه من أجل الإخوة المعتصمين والإخوة المعترضين والإخوة الثوريين والإخوة الثوريين المتطرفين والإخوة. الذي لا يعرف ماذا، أين أنت مع ربنا؟ لماذا أنت تعقّدها كثيراً هكذا حتى أغمضتمونا وأغمضت نفسك؟ دعك تكون مع الله
في شيء. يا إخواننا، هناك شيء اسمه الله يجب ألا ننساه، لأن الناس بدأت تنساه وتتكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله لم تعد موجودة. مولانا لا حول ولا... لا قوة إلا بالله. أشكر فضيلتك الحقيقة على الكلمات التي نحن جميعاً طبعاً نستفيد منها، وهذه الآراء والعبارات القيمة إن شاء الله تكون في مكانها وتصل لكل من يشاهدنا أو يسمعنا الآن. أستأذن فضيلتك لنخرج لفاصل أخير، وأذكر حضراتكم بالمشاركة والإجابة على سؤالنا على صفحتنا على الفيسبوك. سؤالنا... يقول: ما رأيك في من يقصرون في العمل وفي الإنتاج بسبب المطالب الفقهية؟ منتظرين إجاباتكم حضراتكم على الساعة العاشرة إن شاء الله بعد الفاصل على فيسبوك وتويتر وأيضاً أسئلتكم على الإس
إم إس، وللاتصالات الهاتفية ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم، كان سؤالنا لكم: ما رأيكم في من يوقف عجلة العمل والإنتاج ويقصر؟ في العمل على أساس المطالب الشخصية أو المطالب الفئوية نستعرض بعضًا من آراء حضراتكم، وفضيلة الإمام سيعقب عليها. إذا بدأنا بسهر الخليل تقول: "العمل عبادة والأمانة هي قانون الحياة في كل شيء، وفي النهاية يؤدي هذا إلى التأخر والخسارة وانهيار الاقتصاد". رشا محمود تقول: "من يتقِ الله في كل شيء..." سيخشى أن يدخل في مرتبة شبهة حرام، والإيمان أن رزقه لن يكون لأحد آخر، وأن فرج الله قريب. المهم البركة، والابتزاز هذا أسلوب رخيص للسعي من أجل الحق. نرمين شمس الدين تقول ليس من حق أحد أن يوقف عجلة الإنتاج ومصلحة
البلد، والناس يمكنهم المطالبة بحقهم لكن من غير... ما يعطلون الإنتاج. سألوه: "محمد حسني تقول والله إن هناك فئة تطالب بحقها ولم تفعل ما يستحق أن يُستجاب لطلبها. صحيح قد يكون معهم حق، لكن من أين تأتي لهم الدولة بزيادة مرتبات أو تعديل لأوضاعهم؟" محمد يوسف يقول: "العمل والإنتاج حق للمجتمع، ولابد من أجر يناسب متطلبات الحياة." ولكن عندما أعمل ولا أتلقى أجراً لمدة سنتين فهنا الساكت عن الحق شيطان. أتكلم أخيراً وليس آخراً. أحمد رجب أبو العزم يقول إن ما نمر به في مصر الآن يحتاج إلى العمل الدؤوب بالانقطاع وحتى لو لم يكن المقابل مجدياً، وإن كانت هناك مطالب في الأولوية يتم طرحها. ولكن لا يتم تعطيل العمل من أجلها أو حتى مجرد التقصير في إتقان العمل، هي آراء سديدة جداً. الآراء جيدة، لكن أخونا الذي يقول أنه لم يأخذ هذه الأجرة لمدة سنتين، نعم، هذه
هي المشكلة الآن. يعني هنا نحن كان كلامنا كله على الذي يطلب الزيادة من... غير زيادة الإنتاج الذي يطلب الزيادة وهو أصلاً لا يعمل إلا ثمانية وعشرين دقيقة، الذي يطلب الزيادة، لكن هذا يقول لي: "لا، أنا حالة خاصة، أنا أعمل وأعمل جيداً بما يرضي الله، والثماني ساعات، لكنني لا آخذ أجراً في النهاية لأننا متعثرون أو لأنه ليس لدينا شيء". أو كذا إلى آخره أو دخلنا في متلازمة تلسكوبية يعني مثل التشابك وما شابه عندما نفعلها فكلها تنقلب. هذه هي المشكلة الحقيقية التي تواجهنا والتي تحتاج إلى شيء من أولاً: الإدارة الحسنة، إدارة البلاد تحتاج إلى إدارة قوية وعلمية. ثانياً: العمل الدؤوب. ثالثاً: الصبر. رابعاً: التقشف
والزهد في الدنيا والناس. الأيام الأربعة هذه في الحقيقة، هم يدعون فجأة إلى الرفاهية. يجب علينا أن نشد الأحزمة جميعنا، أغنياء وفقراء، نرشِّد الاستهلاك ونجعل هذا الاستهلاك على قدرنا، لكي نحقق اكتفاءً ذاتياً. فيوم أن لا نستورد القمح ويكون طعامك من إنتاجك، سيكون رأيك من رأسك، ولن يستطيع أحد أن يضغط علينا. سيتعامل معنا إلا بالذي يحسن، ما دام طعامك ليس من جهدك، فإن عملك لن يكون من تفكيرك، وهذا ما حدث للأنظمة. النظام يريد أن يطعم الشعب، والشعب ضعيف الإنتاج. انظر إلى ما فعلته اليابان،
فاليابان عندما يريد أحد اليابانيين أن يضرب، يضع علامة سوداء هكذا، ويرتديها مثل ما كنا. نرتديها ونحن صغار في المرحلة الابتدائية لخدمة الإسعاف أو المطافئ أو شيء آخر لا أعرفه، كنا نرتديها شارة. ما هذه الشارة يا أخي؟ يقول: أصلي أنا غاضب. لماذا أنت غاضب؟ لقد كفل له الشرط ويحتاج إلى حل. نعم، لا يضرب عن العمل لكن الإدارة تتعامل بصعوبة يا مولانا، ولكن هنا في بعض ما... عليه بعض النظرات، ليس سؤاله في أحد أو الإدارة لم تسأل عن أحد، لكن انظر هو نفسه غير قادر على إدمان العمل، فلا يستطيع أن يضرب عن العمل. بالتأكيد نعم، أنت لماذا تضرب؟ قال: أضرب لأننا نعمل ثماني ساعات فقط وأنا كنت أريد ثماني ساعات ونصف، فالإدارة تقول لي لا. لا يمكن ذلك لأنك ستدوخ أو أنك لا تعرف كيف يمر الأمر بخير. قانون العمل لا يسمح بذلك، وقانون العمل لا يسمح، وهناك تأمينات وأمور أخرى. فأنا غاضب ولذلك أقول هذا، أنني غاضب. لا يضيع شيء. أنت يا أخي الذي
تذهب للاعتصام، أنت تعتصم وتعطل الأمور من أجل ماذا؟ ومن أين سنأتي لك بما تريد؟ أنت بالضرورة... تعمل وتقدم اعتراضاً هكذا وتقول أنا معترض، لكن هناك أناس يعترضون دون عمل. حسناً، أخيراً مولانا، قبل أن ندخل في الرسالة الهاتفية، هل صدرت فتوى من رئيس لجنة الفتوى بالأزهر تؤكد أن تعطيل الإنتاج هو قتل للناس جميعاً أيضاً على سبيل المجاز؟ يعني هذه التعبيرات فيها نوع من... أنواع المجاز: القتل بمعنى الإضرار. الإضرار قد يؤدي فعلاً، نعم طبعاً. حتى عندنا في الصعيد من لهجتنا أنني مثلاً عندما أريد أن أقول له "سأضربك"، أقول له "سأقتلك". "سأقتلك"، ماذا تعني "سأقتلك"؟ تعني أنني سأفعل بك هكذا على يدك. أهذا قتل؟ نعم، إنه مجاز، مجاز. يمكنك استعمال هذه الألفاظ مجازاً وليس حقيقةً بالضبط، فهي تحمل ضرراً للناس، أي فيها أضرار للناس. أعتذر للسادة المتصلين،
آسف جداً لحضراتكم. والأستاذة فوزية، تفضلي سيدتي، تفضلي. بعد إذنك، أنا الدكتور سامي، لا يُسمح لي أن أصوم رمضان، ثم أسأل كم يبلغ إفطار الصائم وأين أدفعه؟ حاضر، حاضرة، سيدي، أستاذة، مؤونة، تفضلي، سيدي، السلام عليكم، وعليكم السلام. نشكر البرنامج الذي أتاح لنا أن نتنسم نفحات رمضان ونحيي شيخنا الجليل. ولي سؤالان بعد إذنكم. تفضلي. السؤال الأول عكسي، ليس عن حق العامل قبل، بل عن حساب العمل. أنا أريد أن أعرف الوقت الذي يُهدر سواء في احتجاجية. أو في اعتصام عندما يتقاضى مرتبه في نهاية الشهر، هل هذا حلال أم حرام؟ السؤال الثاني: ما دام العمل عبادة، ألا ترى فضيلتك أن هذه مسؤولية على الطرفين، وأنه من الضروري على الحاكم أن يوفر للعاطل فرصة عمل،
ويجب على من يقوم بالعمل أن يؤديه على أكمل وجه؟ شكراً. شكراً جزيلاً لحضرتك يا سيدي، كل فضيلة نبيلة، تفضلي سيدي، السلام عليكم، عليكم السلام، عليكم السلام، أريد أن أكلم فضيلة الشيخ، مفهوم، تفضلي، ألو، أنا أسمعك يا أستاذ، تفضلي من فضلك، أنا أريد فقط أن أسأل عن شيء واحد بالنسبة للعمل والكلام الذي تقوله الآن عن العمل واعتبار الوقت، حسناً، أنا... أعمل في إحدى الوزارات في القطاع المالي، وكان يديره شخص ما، وكانوا يتصرفون بعزة ويختارون من يروق لهم، ويأخذون من الأموال المتوفرة ويجمعونها كما يشاؤون. ومع الرغبة الطيبة، لم يعيشوا ولم يسهروا في مكان واحد آخر، حيث تشكلت عندنا مجموعة من الشباب كلهم فينا. استثناء لا يعني الوقت بالنسبة لهم، لا يوجد يعني غير مقدرين لأي قيمة للوقت، على الرغم من أنهم يأخذون أموالاً
بدون وجه حق. الرغبة هذه لن تكون واحدة. حسناً أستاذة نبيلة، أنا آسف جداً، أنا آسف. أنا أعطي حضرتك أستاذة نبيلة، أرجوكِ لا عليكِ، أنا آسف على الوقت. ضيق جداً. السؤال، لكن أرجوك. السؤال، السؤال، نعم، السؤال يا سيدي. ما هو بالضبط؟ أنا أسأل فقط حضرتك لأن السؤال أيضاً: عندما تركت بلاغاً، هل عندما أشهد شهادة حق ولا أشهد زوراً، ولم أوقع على مذكرات معدة ضد سيدة فاضلة، ألم أفعل شيئاً سيئاً؟ تم فصلي من عملي. حسناً. يا أخي حاضر، اشترط أمرك يا حضرة الأستاذ، أمرت، تفضل يا أخي. السلام عليكم وعليكم السلام، عليكم السلام، أدامك الله عزيزاً بعلمك يا دكتور. تفضل يا أخي، لدي أربعة أسئلة فقط في مواضيع مختلفة، إن أمكن. تفضل تفضل. في حديث منسوب للرسول عليه
الصلاة والسلام في كتاب عن الرقية الشرعية للأئمة الكبار في الودية، لا مانع لدي. يا سيدي، الإمام أحمد يقول أن امرأة جاءت بابن لها قالت: "يا رسول الله، إن بابني هذا جنوناً وإنه يأخذه عند غدائنا وعشائنا فيفسد علينا"، قال: فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له، فتقيأ ساعة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود، فتقيأ. أريد أن أعرف هل الحديث صحيح. السؤال الثاني: أنا يأتيني وسواس نفسي بشكل فظيع، وأنا أعاني وأجاهد نفسي بهذا المرض وأصبر لكي لا أفشي فيه الذي أنا أفعله أو الأفكار المحددة التي يمكن أن أقولها لكي أقلل من وسواسي اللعين. السؤال: نحن أربع بنات وولد، وكل واحد من إخوتي له شقة منفصلة له في حياته الزوجية، وأنا... أعيش مع والدتي والعمل صعب فيها وهي تريد أن تعمل لجنة وتختار أقاربها لكي لا تحدث مشاكل مستقبلاً. هي تخاف علي إذا -
لا قدر الله - كان عمرها قبل عمري. تحدث مشاكل لدينا وهؤلاء إخوتها في هذا الموضوع. فأنا لست راغبة في ذلك لأنني أشعر أنني بهذا قد أكذب على الله ولو... فوضت أمري إلى الله وتوكلت عليه. فاحش فصل يحصل. آخر سؤال بعد إذن حضرتك: الحب إلا في علاقة شرعية تزوج، هل هو يكون محرماً قطعاً بالتأكيد ومعطى يعني لا جدال فيه ولا نقاش؟ ما هي أربعة أسباب؟ وأنا أستأذن، ما أطلت عليكم. لا يا سيدي، تحت أمرك، وضعي حرج يا أستاذ. تحت أمرك أستاذ محمد، تفضل أستاذ محمد. حسناً، الأستاذة فوزية، مسألة إفطار الصائم في الزمن الذي نحن فيه الآن تساوي له عشرة جنيهات. يعني هي ستفطر في رمضان ثلاثين يوماً مثلاً، فيكون عليها ثلاثمائة جنيه، والثلاثمائة جنيه تدفعهم إلى أي جهة، إما لفقير واحد وإما لأسرة.
وأما للمؤسسات والجمعيات التي تُخرج الكفارات للناس وهكذا تدفعهم لأي جهة، وكل ذلك جائز ويصل الحمد لله. بالنسبة للأخت منى تسأل عن مثل راتب المعتصم، أنت ذاهب للاعتصام وجالس تأخذ أموالاً كراتب، نعم هذا راتب في غير عمل، ولذلك فهو حرام وهو نوع من أنواع السحت الحرام. يعني أمور كثيرة منها الرشوة ومنها السرقة ومنها الاغتصاب ومنها غير ذلك، لكن منها أيضاً أنك تأخذ حقاً ليس من حقك وتقول: "حسناً، أين مسؤولية الدولة في التوفير؟" نحن بالطبع أصبحنا في عصر أشد تعقيداً من الماضي، وعندما أقول لشخص: "اذهب وأمسك بعض الأكواب مثل هذه أو
الهواتف المحمولة وانزل لبيعها". في العاصمة لكي تغير مصدر رزقك وما شابه، لم يعد هذا عملياً، حتى أنه لا يملك الكفاءة ولا يعرف شيئاً في هذا الأمر، وهو أمر مستغرب، وليس لديه لا التدريب ولا غيره. لماذا كل هذا؟ لأن هيكل الدولة الحديثة أصبح هكذا. الدولة تبدأ هذا بتنظيم التعليم، فلا بد أن ننظم التعليم حتى لا يأتيني آلاف مؤلفة. للجهاز الإداري، وأنا الجهاز الإداري الخاص بي يحتاج عشرة فقط، وبعد ذلك معي في الطوابير آلاف مؤلفة. يجب أن أنظم التعليم أولاً، وهذا ما فعلته كوريا، وهذا ما فعلته تشيلي، وهذا ما فعلته جنوب إفريقيا عندما أرادوا، وهذا ما فعلته إسبانيا عندما أرادوا أن يخرجوا من هذا الوضع. وأفضل مناهج للتعليم موجودة في لندن، أفضل. مناهج للتعليم على وجه الأرض، فسنغافورة لديها
أفضل المناهج، ونحن نريد أن نستفيد من الأمم. ونجيب على سؤال الأخت منا أنه نعم هناك مسؤولية، لكنها تبدأ بخطوة سابقة وهي التعليم. أما بالنسبة لدور الحاكم، فهو دور الحاكم في تهيئة المدخلات. فإذا كانت المدخلات صحيحة، سيخرج لنا الشخص الكفء، ولكن عندما آتي وأسأل الولد أنت... لا تعمل، ولا تعرف القيادة، ولا ستتعلم لغة، ولا ستتعلم الكمبيوتر، ولا ستعرف كيف تفعل شيئًا، حسنًا، وماذا بعد؟ وماذا بعد أيضًا؟ حتى أنه لا يعرف كتابة اسمه وهو يحمل نعم شهادة عليا! هذا الكلام غير معقول! الأخت الأستاذة نبيلة تقول إنه عدم تقدير الوقت وشهادة الحقيقة يبدو أنها اصطدمت اصطدام المثالية بالواقع المرير. هي مثالية تريد أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر واصطدمت بالواقع المرير الذي هو شيوع قبول الفساد.
فإذا كنت هكذا في العمل وأمامي كل هذا، فطبعاً سيتم إعداد مكائد لي وسيُقال أنني أنا الذي أحرقت المصنع الخاص بالخردل وأنا في أسيوط، وهكذا يعني أشياء من هذا القبيل. أقول للأخت نبيلة: فصبر جميل. والله المستعان، لكن تشهد شهادة الحق. لا، لا، لو استُشهدت تشهد طبعاً، لكن الأخت نبيلة يبدو أنها لم تشهد، بل اصطدمت، اصطدمت، اصطدمت، ثم شهدت. فلا بد أن يشهد المرء بالحق، وإذا أقامه الله في هذا المقام فليعلم أنه منصور، لكن الأمر يحتاج إلى كلام. أمامي ثلاثون ثانية بعد ما أمامنا. ثلاثون ثانية. الأخت أمل تسأل عن الرقية وتقول: هل الحديث صحيح أم لا؟ صحيح عندها شخص مصاب بالصرع. لا بد أن تذهبي إلى الطبيب، واتركي مسألة الأذكار. وبعد ذلك
هناك دعاء. نادت أمها تريد أن تكتب لها شيئاً. تكتب لها، لا مانع، لا يوجد اسم يا أمل، تمام. هل الحب خارج الزواج؟ هذا الحب بلاء. شخص يحب وهو خارج إطار الزواج، لكن لا بد أن يتحكم في هذا الحب فلا يدفعه إلى الحرام إطلاقاً. هذا بلاء من عند الله نزل عليه. الحب، حسناً، ماذا يفعل؟ ولذلك ورد في الحديث: "من عشق فعف فكتم فمات، مات شهيداً". إذن العشق موجود بالفعل، ولكن إياك أن ترتكب الحرام، إياك أن ترتكب الحرام. شكراً جزيلاً مولانا، بارك الله فيكم، شكراً لك. نلتقي إن شاء الله في حلقة جديدة غداً بإذن الله. أهلاً وسهلاً، شكراً جزيلاً لحضرتك ومشاهدينا. أنا أعتذر أولاً لحضراتكم الذين تواصلتم معنا على السبيس، أنا آسف جداً جداً. وقت الحلقة كما ترون، أعتذر لحضراتكم، لكن غداً إن شاء... ما كتبته اليوم سيُقال في حلقة الغد إن شاء الله. شكراً جزيلاً ونراكم غداً بإذن الله، إلى اللقاء.