#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 11- مايو-2014 | ماحكم الشك في ثوابت الدين ؟

#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 11- مايو-2014 | ماحكم الشك في ثوابت الدين ؟ - فتاوي, والله أعلم
بسم الله الرحمن الرحيم. وحضرتك اليوم لدينا بعض الأسئلة وأريد
أن أذكر مشاهدينا بالسؤال الذي طرحناه على حضراتكم اليوم والذي سيكون عنوان الحلقة. وهذا السؤال هو عن موضوع الشك، والشك الذي يأتي للإنسان في بعض الأحيان، ليس الشك البسيط الذي يأتي: هل صليت أم لم أصل؟ هل... أنا قمت بهذا الفرض أم لا؟ هل أنا بذلك أسير على الطريق الصحيح أم أسير على الطريق الخاطئ؟ ولكن الشك الذي نتحدث عنه هو الشك الذي يأتي للإنسان في بعض الأحيان في ثوابت الدين. هل ترون أن الشك الذي يأتي للمرء أحياناً ووساوس الشيطان التي يوسوسها له... في ثوابت الدين، هل من المفترض أن يناقشها أم لا يناقشها؟ هل من المفترض أن يتكلم عنها أم يسكت عنها؟ نحن اليوم طرحنا هذا السؤال على حضراتكم على موقع الفيسبوك، ونقول: هل انتابتك أي نوع من أنواع الحيرة والتساؤل في أي من ثوابت الدين أم لا؟ دعونا نطرح هذا السؤال على فضيلة... فضيلة الإمام، هل توجد أسئلة أو أي نوع من أنواع
الشكوك يُحرم أن يناقشها المرء بصوت عالٍ ويتحدث فيها إذا وردت في ذهنه أو عقله؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أتذكر أن أحد المسلمين... الأمريكيون عندما دخلوا الإسلام، دخلوه لأنهم وجدوا الإجابة على هذا السؤال الذي تسأله حضرتك. دخلوا الإسلام لأنهم وجدوا الإجابة على هذا السؤال تحديداً. الإنسان تنتابه أسئلة وحيرة، وفي بعض الأحيان تتساوى الحجتان فيكون الشك، والإنسان لا يفضل ولا يستطيع أن يستمر في حالة الشك، ولذلك. دائماً يسعى من أجل ترجيح
أحد الطرفين والخروج من هذا الشك، فهو وجد أن الإسلام يقول له: ابحث وأقم البرهان وتبنَّ ما تستطيع أن تتبناه وأزل حالة الشك والحيرة وكن في قلب مطمئن بعد السؤال. فألَّف هذا المسلم الأمريكي كتاباً، وقد تُرجم الكتاب إلى اللغة العربية، واسم الكتاب لطيف. ماذا يقول حتى الملائكة يسألون؟ فهذه العبارة تلخص الإجابة على السؤال. حتى الملائكة يسألون، حتى الملائكة يتساءلون، يتساءلون. فإذا أنا عندما يكون لدي نقص في المعلومات، عندما يكون لدي حيرة، عندما يكون لدي شك - وسنرى أسباب الشك -
أو عندما يكون لدي رغبة في الاطمئنان، يجب علي، يجب علي. أن أسأل وأبحث، "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". وفعلاً نجد أن الملائكة سألت عندما وقفت في موقف محير، وهو أن الله يريد أن يجعل خليفته في الأرض إنساناً مكلفاً بين الأوامر والزواجر، أي بين المعصية والطاعة، أي بين تحمل الأمانة وخيانة الأمانة. تساءلوا: "أتجعل فيها من يفسد فيها". ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك، قال إني أعلم ما لا تعلمون. وعلّم آدم الأسماء كلها، وبدأت القصة في الإجابة العملية بنموذج ومثال يُحتذى في هذا المجال. فضيلة الإمام، سنكمل هذا الحديث ولكن
اسمح لنا أن نخرج إلى فاصل قصير لرفع الأذان. مشاهدينا، عندما خُلقنا أُعطينا منطقة. هناك حدود معينة لعقلنا لا يمكن تجاوزها. من الممكن أن يتحدث شخص أمامي في موضوع كهذا. عندما أفكر فيه، أنظر أمامي إلى السماء والأرض والإنسان والحيوان والنبات، فأعرف أن وجود ربنا حقيقة. قد يكون هناك شك في بعض العبادات، ما سبب نزولها، وما الأسباب التي أدت إليها. عقيدتنا الإسلامية تجعلنا لا... لا نشكك ولا نلحظها، شيء واحد فقط في ثوابت الدين التي هي الصيام والصلاة
والحج والتي نعرفها جميعاً. لا يوجد شيء اسمه شك في وجود ربنا، لا يوجد شك، بالعكس، ربنا قريب من الإنسان جداً، يعني الإنسان يكون في أشد لحظات الضيق ويقول يا رب، فيجد فعلاً أن مشكلته قد حُلت. تلقاء نفسه إذا شككت في أي ثابت من هذه الثوابت أصل واحد، بالتالي تشك في دين الإسلام. إنه يشك في الله. نحن طوال حياتنا نتربى على أن هذه الأمور لا يوجد فيها أدنى شك إطلاقاً، فهي من أساسيات الدين. ربنا سبحانه وتعالى قال: "عبدي بالغيب ترى نوري" فلا بد. الإنسان ربنا سبحانه وتعالى خالقه على الفطرة، مولود على الفطرة، يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله. هذا يقول
كيف أشك؟ الشك في الثوابت شيء لا يعقل. ولكن ما رأي فضيلة الإمام؟ فضيلة الإمام، يعني هل تعتقد أن هذا هو الإجماع وأن النفس البشرية بالفعل بذاتها عند المؤمنين لا يأتيها أي شك؟ في الثوابت حتى في أوقات الضعف، ولكن لأننا ما سمعته الآن في التقرير ينفي الحيرة وليس ينفي الشك المنهجي الذي ربما تتحدث عنه الحلقة، ولا الشك الناتج من الوسواس. ولذلك هناك ألفاظ لا بد علينا قليلاً أن نعرف معناها ونضبطها. هل يمكن لحضرتك أن تضبط لنا وتحرر لنا؟ هذه الألفاظ الثلاثة عندنا: الوسواس، وعندنا قضية الحيرة، وعندنا قضية الشك. فعندما عرّفوا الشك، عرّفوه بأنه تساوي الطرفين، أي خمسون في المائة وخمسون في
المائة. هذا سيؤدي إلى أنك ستتجه يميناً أم شمالاً، واحتمال كبير جداً أن يكون اليمين صحيحاً أو أن يكون الشمال صحيحاً. هذا يصبح مقامرة لو... إنك مشيت لأن في خمسين في المائة سيكون خطأً حتى ولو كان في خمسين في المائة صحيحاً، فالشك هذا الذي هو استواء الطرفين يولد الحيرة في أي اتجاه أمشي، ويولد شيئاً آخر مع الحيرة، إذا مشيت أكون في حالة مقامرة، أنا هكذا أقامر، ولكن إذا تأكدت بنسبة سبعين في المائة أنه هو. هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب عليّ السير فيه. أتعرف لماذا؟ لأنني إذا سلكت الطريق الأيسر، فسأواجه خطراً كبيراً عليّ بنسبة ثلاثين في المائة فقط. فكيف أترك الراجح وأسير في المرجوح؟
إذا استوى الشك بين الطرفين، ستتولد منه الحيرة، وإذا تجاوزت الحيرة ستؤدي إلى المقامرة، والمقامرة. ربنا حرَّمها على فكرة، فيكون إذا أمرني ربنا بشيء، فعليَّ أن أسمعك لكي أتعلم أأتجه يميناً أم شمالاً. حسناً، هل آخذ هذا الطريق أم ذاك الطريق؟ وهذا في إجابته على السؤال. لكن عندما يقول لك: "لا"، فثوابت الدين هذه عملية واضحة جداً بالنسبة لنا، نعم، لأن أباه رباه وأمه ربته. وأجابوا له على كل الأسئلة. على فكرة، الأسئلة المحيرة التي كانت لديه قد أجابوه عليها. فيقول: من الذي خلقنا وأوجدنا هنا؟ أبوه وأمه لم يقولا له أن الإسلام يقول إن الأب والأم هم الذين أوجدونا، لا، الأب والأم كانوا أسباباً في الوجود، لكن
الذي خلقنا هو الله. فقال لهم: حسناً. وربنا هذا أين؟ أنا أريد أن أراه وأُقبِّله أمامي. جميل جداً هكذا. فقالوا له: الأمر أن ربنا لا يُرى، "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار". فقال لهم: حسناً، من الذي خلق ربنا؟ قالوا له: لا، إن ربنا عظيم، إنه ربنا أبو الجميع، إنه ربنا الخالق، إن ربنا لم يخلقه أحد. هو موجود هكذا على الدوام. هذه الإجابات ترسخت عنده في المفهوم أن الأمر واضح لا توجد فيه مشكلة تماماً، ولم يخطر على باله مشكلة. وبعد ذلك جاء يدعو بكل همة ودعا: "يا رب أنقذني من هذه القضية" فأنقذه، "يا رب وفقني في هذا الأمر" فوفقه، "يا رب اهدني" فهداه، "يا رب ساعدني" فساعده. فابتدأت تتشكل علاقة بينه وبين الله سبحانه وتعالى، وبدأ يتساءل: "الله، حسناً،
ولماذا نتوضأ قبل الصلاة؟" فقالوا له: "لكي تذهب إلى ربك وأنت طاهر، وأنت في حالة نقية وجميلة". قال: "حسناً، كلام معقول، سأقبله". فليس لديه إشكالات، وليس لديه حيرة، لكن فضيلة الإمام ليس... كل الناس هكذا، إذا كانت الناس التي سمعناها في التقرير تنفي الشك، فذلك لأنها في الحقيقة ليس لديها حيرة. نعم، ولكن هذا لا يعني أنه لا وجود للشك في العالم. الشك موجود، لكنه غير موجود عند هؤلاء، غير موجود عند الذين سألناهم. لأن المسألة في منتهى البساطة أنني عبد وأن هناك رباً وأنه سبحانه وتعالى كلمنا عن طريق الوحي والأنبياء والكتب وقال لنا افعلوا هكذا ولا تفعلوا هكذا، والتي هي الوصايا العشر الخاصة بسيدنا موسى والتي تكررت في
المسيحية وتكررت في الإسلام، بأنك لا تسرق، وأنك لا تزني، وأنك لا لا تكذب أنك نعم فعلنا وابتعدنا، فعلنا وابتعدنا، وأصبح عندما تقول لشخص إنه يكذب كأنك تشتمه فيقول لك: لا، أنا لست كذاباً، حتى لو كان كذاباً، حتى لو كان يكذب. وأصبح هناك نظام أخلاقي يقول ماذا؟ النظام الأخلاقي أن هذا صحيح وأن هذا خطأ. من أين يأتي؟ من الوحي، هذا ما أردنا. أو لم نُرِد بعضنا، آمن بعضنا ولم يؤمن البعض الآخر، لكن الكل متفق على ما يُسمى بالأخلاق النشطة، الأخلاق التي فيها السلب والإيجاب، أن هذا إيجابي وهذا سلبي. وبالرغم من ذلك، فإن العقل الإنساني يحتاج إلى الإجابة على أسئلة، ولذلك تحدث الحيرة، ويحدث الشك، ويحدث في بعض الأحيان وسواس، وهي الكلمة الأخيرة الآن. الذي نحاول
أن نوضحه: بعض المسلمين فضيلة الإمام يأتيهم الشك والحيرة في كل شيء. هل من حقهم أن يشكوا ويتكلموا في كل شيء، ومنها الثوابت، ومن هذه الثوابت أعظم هذه الثوابت وهو التوحيد ووجود الله سبحانه وتعالى؟ أنا أرى أنه يجب أن نفرق بين ملفين أو دائرتين كبيرتين في بعض الأحيان. الأسئلة تأتي حول القضايا، وحول القضايا والله موجود، هو واحد، هل هو داخل الكون أم خارجه؟ أنا أريد... حسناً، أنا لا أستطيع تصوره لأنني لم أره. قضايا مثل: هل هذا النبي حقيقي؟ هل هذا القرآن صحيح؟ وهكذا قضايا. وفي الملف
الثاني يوجد الأفعال، وأنا صليت أربعة أم ثلاثة؟ وأنا توضأت أم لم أتوضأ؟ طيب أنا الآن توضأت، هل نقض وضوئي أم لم ينقض وضوئي؟ فهذا نسميه الأفعال. إذن أنا عندي القضايا وعندي الأفعال، تقسيم واضح جداً جداً. ففي القضايا أنا سأعمل معه وأنا مستعد أن أجيب له على كل شيء، وحضرته هيا بنا فليفكر كما يشاء، لا توجد حدود ومن... لا توجد حدود، وليس هناك سؤال خارج عن النص أو عن المنهج، ولا يصح أن تقول هذا الكلام. وفي صحيح البخاري، نبينا عليه الصلاة والسلام يقول: "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، وهو المذكور في سورة البقرة في القصة التي تروي أنه أراد
أن يرى كيف يحيي الله الموتى. قال أولم تؤمن؟ قال بلى، ولكن ليطمئن قلبي. هنا سنفرق بين أمرين آخرين، انظر كيف. فقال فيما أخرجه البخاري: "أنا أحق بالشك من إبراهيم". إذا كان هذا شكاً فنحن أيضاً نشك، لا مانع. إذا كان هذا منهجاً نتوصل به في النهاية إلى الحق وإلى الاطمئنان. القلب يكون هذا مطلوباً منا أيضاً، أخرجه البخاري عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بالشك من إبراهيم". إذاً أنا لدي قضايا ولدي أفعال، آتي في الأفعال وأقول له: هذا نوع من أنواع المرض، نعم، وهو أن تجلس تتوسوس هكذا، تتوسوس
في الوضوء وتتوسوس في الصلاة. وتتوسوس في المعاملات المالية وتوسوس في الطهارة وتوسوس ضد زوجتك وزوجتك توسوست ضدك، هذه أفعال وليست قضايا. والوسواس في الأفعال غالباً ما يأتي من الشيطان، من إلقاء الشيطان للإنسان. والوسواس في الأفعال يجب أن نتعالج منه، ويجب أن نتعالج، وقد يصل الأمر بنا في تركنا لأنفسنا من هذا المرض إلى احتياج المعونة. الطبية حيث قصدك هي أمر طبي، اذهب إلى الطبيب، اذهب. وأنا أحتار مع الموسوسين، نعم، عندما يأتي أحدهم ويقول لي: "والله أنا سأوسوس اليوم في الصلاة"، فأقول له: "لا، اطرح الشك، تأكد، تجاهل، لا تلتفت، تجاهل يعني تجاوز". ولكن يأتي ويقول لي: "أنا هكذا منذ عشرين سنة"، فأقول
له: "لا". هذا مرض، هذا أصبح خللاً في كيمياء المخ، فهذا مرض، وهو أحد أنواع الأمراض. أما الشك الذي هنا والذي يتعلق بالقضايا، فلا، هذا طلب علم، إنه يريد أن يتعلم، يريد أن يطمئن قلبه، يريد أن يرى، يريد البرهان الذي أمرنا الله به: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"، فربنا... أُمرنا بالبرهان، ففي ملف القضايا مفتوحة إلى أبد الآبدين، لكن في الأفعال سأعالج نفسي أو أضبطها أو أدربها على أن أتجاوز هذه الحالة. فضيلة الإمام، إذا كان في الأفعال هناك شك سلبي كما قلتَ لنا، وقد يصل الأمر لدرجة أننا يجب أن نطلب المعونة. الطبية إذا كان الموضوع يستمر ويتكرر هكذا، هل في ملف القضايا هناك شك سلبي؟ نعم، بالطبع. كل شيء أنا لا أصل إليه كحل سيكون
له أثر سلبي، بل سيترتب عليه أثر سلبي، ولذلك لا أريد أن أترك شيئاً حتى لا يترتب عليه الأثر السلبي. الخريطة التي... نحن نريد أن نرسمها في هذا الموضوع وهي مهمة. أنا فرّقت بين القضايا والأفعال، وأريد أن أفرق أيضاً بين الاستحضار وبين الحيرة. ماذا يعني الاستحضار؟ يعني أنني رجل مدرس أو داعية أو عالم أو مفكر أو مثقف، وبعد ذلك أستحضر في ذهني: ماذا لو افترضت أنهم قالوا لي كذا؟ أقول لهم ماذا؟ أرد عليهم ماذا؟ ما معنى هذه العبارة "ماذا يترتب"؟ "ما يترتب" تعني ما ينتج عن هذا الفعل أو هذا الحكم أو هذا
المعتقد. فهذا استحضار وليس فيه شيء، ولا حتى يُقال عنه شك. إنه عبارة عن طريقة منهجية لتوضيح الأمور. وتوضيح الأمور هذه هي سر العلم. سرُّ العلم كيف؟ السؤال الداخلي أو الحوار الداخلي الذي يحدث لدى الشخص، ذلك هو سر العلم. يقول الإمام الغزالي حجة الإسلام في كتاب له لم يُطبع بعد اسمه "حقيقة القولين" أن كلما كان الإنسان لديه تصور مبدع لتوليد هذه الأسئلة، وهو ما يُسمى الاستحضار، كلما كان أعلى مرتبة في الاجتهاد. لماذا الشافعي أعلى مني؟ ماذا يملك الشافعي من عقل وطريقة تجعله ذلك الإمام المجتهد
العظيم الذي أبهر العالم وأبهر الدنيا؟ ما الفرق بينه وبيني أنا؟ الفرق بينه وبيني أن لديه قوة تخيل في توليد المسائل والأسئلة تفوقني بمئات الأضعاف، ولذلك عندما قرأت له انبهرت وأقول: ماذا؟ أنا علي جمعة. الشافعي، أعني أنني أحب هذا الرجل لطريقة تفكيره وطريقة طرحه للأسئلة. فهو أبهر العالم بماذا؟ بقوة التصور تماماً. إن قوة التصور هذه التي هي الاستحضار، والتي هي الأسئلة، هي حقيقة العلم وأصل العلم. ماذا حدث بعد ذلك؟ مرة كان هناك أمريكي يحضر للدكتوراه في الرياضيات العليا، فقلت له:
"يعني العلم لن ينتهي". يعني العلم معلومات نعرفها وانتهى الأمر؟ قال لي: نحن في الجامعة يجتمع أهل القسم والعلماء وما شابه ذلك لكي يولدوا مجموعة من الأسئلة. فهناك أسئلة عندما نريد الإجابة على هذا السؤال، نجد أنفسنا مطالبين بالإجابة على أربعين سؤالاً، وكل سؤال عليه أربعون سؤال. فندخل في السؤال الأول، ومن ترقيمهم من واحد إلى أربعين، نقول هذه. يأخذها فلان في الدكتوراه ويعطي فلان علان في الدكتوراه وهكذا نوزع الأربعين سؤالاً على أربعين طالباً للإجابة. السؤال الأول لكي أجيب عليه يجب أن أجيب على أربعين سؤالاً آخر من المستوى الثاني. السؤال الأول من الأربعين الثانية التي أصبحت عندنا أربعين في أربعين بألف وستمائة سؤال. الآن نحن محتارون. أريد أربعين سؤالاً وهكذا دواليك لا تنتهي، هل
تنتبه؟ كيف يكون علم الإنسان هذا ضعيفاً جداً بالطبع. وإذا كان كل هذا أسئلة تحتاج إجابة، فالبحث هذا ليس شكاً، إنه استحضار، هذا نوع من أنواع الاستحضار. إذا كنا نميز ما بين الاستحضار والحيرة، والحيرة نعم، ونحن سنجيب على الاثنين ما دام... في ملف الموضوع وليس في ملف الأفعال، الأفعال، الأفعال سنقدمه للدكتور مباشرة، مباشرة. حسناً، سنكمل هذا الحوار ولكن اسمح لنا فضيلة الإمام أن نخرج إلى فاصل قصير. أذكر حضراتكم بالسؤال الموجود على موقع الفيسبوك على الصفحة الخاصة ببرنامج "والله أعلم". نسأل حضراتكم اليوم إذا... كانت إرادتكم أي نوع من أنواع الحيرة أو الشك في أي أصل من أصول الدين، ادخلوا على الصفحة وأجيبوا على السؤال، وسنقرأ هذه الإجابات في نهاية الحلقة. نخرج إلى فاصل ثم نعود لمواصلة
هذه الحلقة، ابقوا معنا. أهلاً بحضراتكم مرة ثانية، قبل الفاصل علّمنا فضيلة الإمام أننا أحق بالشك. من الأنبياء لكي نصل إلى الحقيقة. طيب، ماذا عن الإنسان الذي أصابه بالفعل الشك في عدد من ثوابت الدين؟ هل يتحدث ويفصح بهذا الشك لمن حوله أم يصمت ويكتفي بسؤال نفسه ويتوجه لعلماء الدين وحدهم بهذا الشك؟ كيف يتعامل الإنسان مع الشك إذا كان هذا الشك في مواضيع وفي قضايا هامة. هل أنا أتوجه بأسئلتنا إلى فضيلة الإمام العلامة
الأستاذ الدكتور علي جمعة؟ فضيلة الإمام، كيف يتصرف الإنسان إذا أصابه الشك؟ "إنما المؤمنون إخوة" يعني أننا لا نريد أن نتعامل كأننا جزر منفصلة، والمؤمنون إخوة. ولذلك يجب علينا جميعاً كمجموعة من المؤمنين أن نتدارس العلم، وأن نسأل، والسؤال هو مفتاح. العلم، ولذلك فمن أصابه شيء من مجموعة من الأسئلة فعليه أن يتقدم بها للعلماء حتى يساعدونه في الإجابة عليها. والعلماء تخصصات كثيرة مثل الطب، وذلك لكي نقرب الأمر إلى الناس. فمنهم من هو مختص بمثل هذه الأسئلة التي ترد كثيراً على أذهان الناس من
أوضاع العالم ومن تطورات العصر ومن مشكلات. معقدة أو أفكار عظمى تحكم العالم، ومنهم من يهتم بالأحكام، ومنهم من يهتم بالمصادر كالقرآن أو السنة أو هما معاً إلى آخره، ومنهم من يهتم باللغة العربية. والشبهات كثيرة قد أحتاج فيها إلى التخصص، سواء كانت هذه الشبهة فكرية أو متعلقة بالكتاب أو بالسنة أو بالتشريع أو... بالعقيدة أو بالحياة أو بأي جانب من الجوانب لم يذهب لأحد، يعني فضيلة الإمام لم يذهب إلى أي شخص، ولذلك سيزداد حيرة. فالقضية هي: هل يكتم؟ لا، لا يكتم. هل يسأل؟ نعم، يسأل. يسأل من؟ يسأل
المهتم والمختص بهذا الجانب. وعندما يذهب ليسأل غير المختص، فإنه يصده قائلاً: "لا تفكر". في ذلك أن الأمر في حقيقته أنه هو نفسه لا يعرف المسؤول، وأصلاً لا يعرف الإجابة على هذا السؤال، فبدلاً من أن يقول له أعترف بأنني ليس لدي الإجابة أو تذهب إلى فلان فلديه الإجابة على هذا السؤال، يُحرجه من نفسه، ثم إنه يدخل في إطار آخر يعطي ترسيخاً عند النفس أنه محظوظ علينا أن... نسأل ومحظوظ الذي هي الأشياء الشائعة التي نحن نقاومها، ليس هناك شيء ممنوع عليك أن تسأل عنه. "نحن أحق بالشك من إبراهيم"، حتى الملائكة يتساءلون. تفضل اسأل، واسأل عما بين السماء والأرض. صحيح أنه لا أحد منا أحاط علماً بما بين السماء والأرض، ولكن القضية تتمثل في
أمرين: إما التخصص وإما... الفتح ربنا يفتح عليه بإخلاص نيته، فتجد الإجابة حاضرة، وفي كل هذا يجب أن يكتنف السؤال والإجابة آداب قد تكون فُقدت في عصرنا، آداب من سعة الصدر، آداب من معرفة هذه الخريطة، أن هناك فرقاً ما بين الوسواس الذي في الأفعال وما بين السؤال المنهجي الذي في القضايا أن. هناك فرقاً ما بين الاستحضار وما بين الحيرة. وهكذا، هذا الكلام كله لا بد أن يكون جزءاً من أدب السؤال والإجابة. حسناً، أين يسأل فضيلة الإمام؟ إذا كان لا يذهب ليسأل أي شخص، والحمد لله الخير متوفر في أمة محمد إلى يوم القيامة، فلا يسأل أي شخص، ولكن يسأل. المتخصص فيه هذا حتى يسأل
هذا. في شيء في الطب اسمه "طبيب الأسرة". طبيب الأسرة هذا ليس متخصصاً في شيء بعينه، وإنما متخصص في أن يوجهك إلى من تذهب إليه؛ حيث يقول لك: أنت هكذا تحتاج إلى طبيب باطنة، أنت هكذا تحتاج إلى طبيب عيون، أنت على فكرة تحتاج إلى طبيب نفسي، أنت تحتاج إلى كذا، إلى آخره. إنما هو سبحانه وتعالى يعرف كل هذه التوجهات لكنه لا يستطيع معالجتها. فطبيب الأسرة هذا الذي يتعامل دائماً، وهو خريج الطب، مهم للغاية ولا تقل أهميته عن هؤلاء المتخصصين لأنه متخصص في التوجيه، فلا بد أن نتخذ هذه الإجراءات. نذهب إلى علماء الأزهر الشريف ونسألهم، وعلماء الأزهر يجب عليهم أن يوسعوا صدرهم خاصة في أيامنا هذه، وبعدما عشنا في الجوار، عشنا في الجوار يعني
بالإنترنت وبالقنوات الفضائية وبالاتصالات والمواصلات وبتعلُّم الأولاد لغات أجنبية خاصة الإنجليزية، أصبح العالم مفتوحاً على بعضه، وأصبحنا نحن في جوار أمريكا واليابان كأننا مع بعض. سوى سوى فالأسئلة ازدادت طبعاً. الأسئلة ازدادت لأن كل عقلية لها أسئلتها وكل ثقافة لها مشكلتها وكل أحوال وأوضاع لها مشكلتها. ولذلك هذه الأسئلة التي ازدادت سيُوجد من يجيب عنها، فيذهب إلى علماء الأزهر ويقول لهم: "أنا أريد حلاً للمشكلة التي تحيرني قليلاً، أريد أن أسأل فيها ونسأل ونفتح حواراً" وفي... في بعض الأحيان، تكون بعض هذه الأسئلة شاغلة مجموعة كبيرة من البشر فنجري حواراً مجتمعياً فيها، وفي بعضها الآخر لا تكون شاغلة إلا إنساناً واحداً فقط،
وهكذا. سواء كان الأمر يخص شخصاً واحداً فلن نهمله، أو إذا كان الأمر شائعاً فأيضاً لن نهمله. حسناً يا فضيلة الإمام، لأنني متأكد أيضاً أنه خاصة... في الجيل الصغير، أي أنني كشخص أرى على مواقع التواصل الاجتماعي من أصدقائي، أنا شخصياً في مرحلة عمرية سابقة معينة، وبالتأكيد في مرحلة عمرية لاحقة. يأتي للمرء دائماً أسئلة، لكن لديه نوع من أنواع التردد في طرحها. دعنا نعود معك إلى التراث الإسلامي، هل هناك من يعرف بأن... كان من الشكاكين في التراث الإسلامي وكان من صحابة الرسول أو كان من الشخصيات، ولم يكن يُنتقد على شكه في المجتمع الإسلامي. المسألة طبعاً أستطيع القول أن الذي اتخذ الشك منهجاً حتى يصل به إلى اليقين هو الإمام
الغزالي طبعاً، والإمام الغزالي أثّر في مجموعة من المفكرين في... العالِمُ الإمامُ الغزالي كان سابقاً على ديكارت، وديكارت جاءتْ له ومضةٌ كما يصفونه وهو في أحد الأكواخ. هذه الومضة بيَّنتْ له كيف يتحول الشك إلى منهجٍ لليقين، فكتب مقالاً في المنهج. وهذا المقال في المنهج أسَّس عليه أموراً كثيرة. روجر بيكون - روجر بيكون، روجرز بيكون - كان هو أبو المنهج العلمي. وكان منطلقه أيضاً جاء من التقسيم الذي قسمه واستفاد كثيراً من أصول الفقه لمدرسة الإمام الرازي. طبعاً
الغزالي أثّر كثيراً حتى في توماس أكوينوس (توما الأكويني) الذي في الخلاصة اللاهوتية سار على خطى الغزالي في إحياء علوم الدين وفي كتبه، مما يدل على أن الرجل يعرف العربية قطعاً لأن هناك. عبارات منقولة من الإمام الغزالي، فإذا كان عندنا علامة من العلامات نستطيع أن نقول إن الغزالي هو مدرسته لأن الغزالي ليس شخصاً واحداً فقط، بل إن الغزالي له أستاذه الجويني وله تلامذته الكثيرون الذين أسسوا للفكر السني في هذه القضية. لدينا شخص آخر وهو مولا صادرة، والمولا صادرة إنتاجه بلغ... الآن عندما طبعوه في أربعين مجلداً والمؤلفات الصادرة
منه في الأصفار الأربعة مثلاً أو غيرها إلى آخره، فإن قضاياه على شكل منهجي، فمن الممكن أن نجعل المصدر أيضاً علامة من العلامات، وإن كان له مذهب شيعي، إلا أن مذهبه الشيعي ليس مؤثراً كثيراً في قضية منهجية استعمال الشكل للوصول. إلى اليقين الذي درس للملأ صدره كان يجيب على كل أسئلة حيرة العصر الحاضر من مولى صدره، فالترتيبات الخاصة به وفهمه للقضايا وفهمه للكون والإنسان والحياة وما قبل ذلك وما بعد ذلك تؤهله للإجابة على ذلك، لكنك جئت بكلمة هكذا وهو في الوسط تقول من لدن الصحابة هو في. من
الصحابة كما مثلاً ما أخرجه ابن حبان وأخرجه بطريق آخر الإمام أحمد بن حنبل في المسند أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إن أحدنا لا يجد في نفسه ما لو تكلم به لأحب أن يخر من السماء. هل انتبهت؟ أي لا يتفوه به، فقال... النبي صلى الله عليه وسلم، الله أكبر، الحمد لله أن جعله على حد الوسواس، يعني ربنا سبحانه وتعالى جعل هذا النوع من أنواع الاستحضار الذي هو تحضير الأسئلة - هذه الأسئلة أين إجابتها؟ كيف تُجاب هذه الأسئلة؟ - جعلك تشعر أنك مستاء
منها، أو أصبح هذا الانزعاج... أعطاها مشروعية لأنك لست معطياً قراراً، أنت لا تقول أنا ضد الله وضد الدين وضد كذا إلى آخره. أنت ما زلت في مرحلة الشك وتستعظم حتى أيضاً ورود هذه الأسئلة. تقول لماذا تأتيني هذه الأسئلة؟ لا، هات هذه الأسئلة ونحن نجيبك عليها. والرسول حينها قال: الله أكبر الحمد. لله الله أكبر والحمد لله، هذا أخرجه ابن حبير، لم ينهره ولم يعني ما له شيء، لا اتركها، فرح به، نعم فرح به، فرح به. فلو قرأنا الكلام هذا على هذا المستوى من الوعي، لأننا أحياناً نقرأ سيدنا لكن لا يكون هناك وعي كافٍ، لا، نحن نريد أن نقرأ سيدنا بوعي. ونرى فلسفته والحكمة العليا الخاصة
بـ "الحمد لله" هذه. قال: "الله أكبر والحمد لله". هل تلاحظ كيف أن الذي رد كيده إلى الوسوسة، رد كيد الشيطان؟ يعني لم يجعله يرتبك أو يتشوش، بل جاء واشتكى: "يا رسول الله، ما هذه الأفكار التي تأتينا؟ هل أذهب وأقتل نفسي أم أنا...؟" هكذا كفرت في أجدد إسلامي؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف أتقيها؟ قالوا: لا، هذا جميل جداً. وفي رواية أحمد: "أوجدت ذلك في نفسك"، يعني كأنه فرح أنك وجدت ذلك. هذا محض الإيمان أنك جاءتك هذه الفكرة، فاستعظمت أنها جاءتك. أتعرف لماذا هذا محض الإيمان؟ لماذا؟ لأنك تستحضر حتى تصل إلى اليقين، نعم إنك أنت تفكر في الموضوع وليس آخذه بشكل
أعمى، نعم لست آخذه بشكل أعمى ولست متناولاً له بمجرد القراءة. أنت تستحضر حتى تصل إلى اليقين، والوصول إلى اليقين هو المطلوب. إذن، هذا الشك المنهجي الذي حدث لي - أو دعنا نقول - وقعت فيه أو حدث لي. إنما هو أمر يستلزم بعده اليقين وقد كان فعلاً لأن ديكارت إلهي، على فكرة ديكارت ليس ملحداً بل هو إلهي، وقبله الغزالي إلهي، يعني آمن بالله، وبعده توماس أكويناس إلهي، وهكذا كل من فكر وتدبر وأجاب فإنه على حد الإيمان وليس على حد الانحراف، بل هو على الجادة مضبوط ونحن... أحق بالشك من إبراهيم فضيلة الإمام، يعني أنا سأسأل سؤالاً قد يتعارض مع هذه الوصية،
ولكن البعض ربما يقول أو يسمع هذا الكلام ويقول: "لا لا لا، أنا لا أريد أن تأتي لي هذه الأفكار في دماغي، أنا لا أريد، حسناً، أنا أريد، أنا أريد يعني أن أبتعد عن هذه الأفكار أعمل..." ماذا أدعو أو ماذا أفعل كي لا تأتيني كل هذه الأفكار في هذه القضايا المهمة؟ هناك شيء، إذا كانت الأفكار لم تأتك فالحمد لله. أنا الذي أريد أن تصل إلى الطمأنينة، فإذا وصلت إلى الطمأنينة بدون شك وبدون ورود لهذه الأفكار فلا بأس. الأسئلة كانت تتضمن أننا لن نقوم بتمثيلية، ولن نقول أنه يجب علينا أن نفعل كذا لكي نصل إلى كذا، بل إنه حادث لشخص كان يسير في الطريق وصدمته سيارة. ماذا يفعل؟ سنقول له فوراً أن ينتقل إلى المستشفى حالاً لنرى ما الذي كُسِر فيه وما الذي لم يُكسر، وما الذي تشوه.
والذي لا تراه يحتاج لنقل دم أم لا وهكذا. ماذا يفعل الذي جاءه منهج الشك؟ أيغضب ويستاء؟ لا، لا يغضب ولا يستاء. الذي جاءه منهج الشك يستعمله للوصول به إلى اليقين. ولكن عندما هذا الرجل الذي تسبب في الحادث، أنا لم أقل له أن يفتعل حادثاً كي تذهب إلى المستشفى، ثم خرج من المستشفى. أفضل من السابق ووجدوا عنده سكراً وضبطوه له وهكذا، وهذا شيء جيد. حسناً، وهل كل شخص يفعل ذلك نقول له اذهب لنصنع حادثة؟ لا، فالشك حدث وهذه حادثة، فكيف أتعامل معه؟ أجعله منهجاً للوصول به إلى اليقين عن طريق ماذا؟ إن السؤال هو مفتاح العلم. طيب، فضيلة الإمام، اسمح لنا سنخرج. إلى فاصل أخير وبعد هذا الفاصل
مشاهدينا سنستقبل مكالماتكم الهاتفية وسنقرأ أيضاً الرسائل القصيرة التي سترسلونها وكذلك سنقرأ كل المشاركات التي كتبتموها على صفحتنا. في الساعة الماضية تحدثنا عن موضوع مهم وحيوي وهو موضوع بعض الشك وبعض القلق وبعض الوساوس التي تصيبنا جميعاً في بعض من... ثوابت الدين، وطبعاً فضيلة الإمام الأستاذ الدكتور علي جمعة أجاب عن كثير من التساؤلات التي تدور في أذهاننا. وصلتنا تساؤلات على صفحة البرنامج الخاصة على موقع الفيسبوك.
اسمحوا لي أن أقرأ عدداً من هذه التساؤلات. اسمح لي فضيلة الإمام أن تتفضل بالإجابة لنا عن بعض من هذه التساؤلات. الأسئلة مشاهدينا، نحن اليوم طرحنا على حضراتكم السؤال وهو: هل انتابتك نوع من الحيرة والسؤال في أي من ثوابت الدين؟ والإجابات التي وصلتنا أو المشاركات التي وصلتنا على صفحة الفيسبوك كانت كالآتي: أول مشاركة باسم إيمي آرت قالت: بصراحة نعم، وخاصة في موضوع الحجاب. مشاركة ثانية تحت اسم وردت مسألة ليست من ثوابت الدين، ولكن في بناء الكعبة المشرفة: لماذا بيت الله مصنوع من حجر وليس من الجواهر الثمينة؟ هذا خاطر راودني أثناء رؤيتي للكعبة. الأستاذ مجدي الشربتلي يقول في موضوع التسيير والتخيير بكل جوانبه. الأستاذة رشا العشري تقول: "الحقيقة يا مولانا"
والحديث لحضرتك بعد ما عرفنا أحاديث. كثيرة كانت منتشرة ومشهورة وعرفنا أنها غير صحيحة، لم نعد متأكدين من الصواب والخطأ، والقرآن الكريم لم يذكر كل شيء وتكمله السنة، فمن أين لنا أن نتأكد؟ الأستاذ محمد عبد العليم يقول: قد تكون قضية مختلفة، ولكن في الطفولة عندما كانت تُعرض صور الجهاد في الإسلام في المناهج كانت... مختصرة لدرجة التشويه من ناحية الهجوم المسلح والجزية حتى شرحها لنا الشيخ الشعراوي ثم شرحها فضيلة الدكتور علي جمعة لهذا الجيل. نتمنى أن تُعاد الصياغة في كتب الدين. الأستاذ أحمد رجب يقول: لا أنكر ورود بعض من تلك الأسئلة على عقلي لكنها كغيرها من الأسئلة أعتبرها دليلاً على استمرار نشاطي. العقلي وبالتالي دليل على وجودي في الكون وتواجدي بين البشر. مشاركة تحت عنوان "لودي دودي"
تقول: "كثيرة هي هذه الأسئلة عندما كان المرء صغيراً، ولم نكن نجد رداً لأسئلتنا. فهذه بعض من الأسئلة التي وردت على موقع الفيسبوك. هناك أيضاً سؤال له علاقة بالحلقة وصلنا عنه يقول: هل السؤال عن الموت..." حرام إذا لم يكن سبب الموت موجوداً، وقد علمنا يا سيدتي أننا نأخذ بالأسباب. هذا عدد من المشاركات فضيلة الإمام التي لها علاقة بالحلقة، وكنت أتمنى من حضرتك التعليق عليها. إذا كنا نحتاج إلى سبع حلقات، سبع حلقات سنقدمها إن شاء الله. فهنا تسأل عن قضية الحجاب. الحجاب مبني على
وجهة نظر موجودة في الإسلام وهي أن المرأة معصومة وأنها جوهرة من الجواهر أمرها ربها وليس نحن. فحينما تعتقد أننا نحن الذين أمرناها ستختار في الأمور. نحن لم نأمر أحداً ولسنا نريد أصلاً أن نأمر أحداً، لأن الآمر والحاكم هو الله سبحانه. وتعالى الذي قال {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}، فالله سبحانه وتعالى هو الذي فرض على الرجل أن يستر ما بين سرته وركبته، وعلى المرأة أن تستر بدنها إلا الوجه والكفين. هذه النقطة الأولى. النقطة الثانية، فنسأل: لماذا
فعل هذا؟ فعل هذا لأن المرأة بإرادتها الحرة هي التي تختار. زوجها فيما ينظر إليه فتكشف عن شعرها وتريه جمالها وما إلى ذلك، لكن بإذنها هي. هذه هي فلسفة المسلمين. يأتي شخص آخر يقول لي: "حسناً، أنا أريد أن أكشف كل جسمي لجميع الناس". حسناً، هذا شأنك، لكن هناك أمر إلهي لا تطبقه، أي أنني ليس لي سلطان عليك هي. القضية كلها أن الله سبحانه وتعالى أرشدك إلى الأفضل، وتقولين لي: هل أنا عندما أكشف رأسي وأكشف كذا إلى آخره كفرت؟ لا، لم تكفري، لكن هذا حكم من أحكام الدين وهذه معصية أنك
تفعلي هكذا، والذي يرتكب معصية لا يكفر، لكن الذي يرتكب معصية يرتكب ما يؤدي إلى العقاب في يوم القيامة. إلى الآثام وربنا جالس يشرح لنا أن هناك يوماً آخر وأن هناك حساباً وأن هناك ثواباً وأن هناك عفواً ورحمة وأن هناك عقاباً وأن هناك عقاباً مؤقتاً وأن هناك عقاباً دائماً وأن هناك ثواباً دائماً وهكذا. فربنا سبحانه وتعالى يفصِّل لنا هذه الكيفية وكيف تكون هذه المسألة كلها مع بعضها. سنسأل عن الحجاب بل يجب أن نعرف أنه حكم من الأحكام أولاً ابتداءً وأننا لم نفرض على الناس شيئاً لأن الحق إن الحكم إلا لله. فبناء الكعبة لمكانٍ لم يكن من لآلئ ومرجان وما إلى آخره. الكعبة قداستها ليست في قيمة الأحجار ولا
قيمة اللآلئ والمرجان والذهب والفضة، الكعبة قداستها... روحية أنها محل نظر الله، ومحل نظر الله ليس بالضرورة أن يكون اللؤلؤ والمرجان والماس وما إلى آخره. وهناك حكمة أخرى غريبة بعض الشيء وهي عدم كسر خاطر الفقراء، وربنا قال: "أنا عند المنكسرة قلوبهم". فيا إخواننا، عندما نبني الكعبة هذه، على فكرة، يمكننا أن نبنيها، فنحن لدينا أموال لبنائها. باللقلق والمرجان والطوب وذهب وفضة ولقلق ومرجان وماس ولازورد وكل شيء، لكن بعد أن نبني هذه البناية، لماذا نكسر الخاطر؟ ثم إن قداستها ليست آتية من ثمنها، بل قداستها روحية
آتية من أنها محل نظر الله إليها تماماً، ولذلك عندما جاء إبراهيم وبنى الكعبة خاصته. بناها هكذا، بناها من ياقوت ومرجان وما إلى ذلك، لم تبقَ وذهبت ونُهبت وسُلبت وما إلى آخره. لماذا؟ لأنها ليست محل نظر الله سبحانه وتعالى. قضية المسار المخيَّر سنخصص لها حلقة لأن الله سبحانه وتعالى في الحقيقة تركنا مخيرين فيما نحن مخيرون فيه، مثلنا مثل النملة. عندما نضعها على الكرة ونقول لها سيري كيفما شئتِ، فإنها ستسير كيفما شاءت، يميناً، شمالاً، فوقاً، تحتاً، لكنها على الكرة. إن كنا نحن على الكرة، فالله سبحانه وتعالى لا يحاسبنا عليها، فلن يقول لي: أنت لماذا وُلدت في هذه السنة؟ أنت
عشت كم من الوقت؟ ولماذا أنت؟ لماذا كان أبوك؟ والدتك هم هؤلاء. أنت لماذا رُزقت؟ في الوقت الذي لن يسألني فيه أحد عن ذلك، وإنما سيسألني: هل صليت أم لا؟ هل فعلت الخير أم لا؟ هل آذيت الناس أم لا؟ سيسألني عن تلك الأمور الاختيارية. أنا هكذا أرى، بدون أي فلسفة، أنه لا أحد يرغمني على الصلاة أو يرغمني على عدم الصلاة، لا أحد. يجبرني على هذا أو ذاك، فأكون مخيراً. كون أن الله خالق، حسناً، هو الخالق. على فكرة، حقيقةً، ما التعارض في ذلك؟ أنه خلقني وتركني مع اختياري، لكنه هو الخالق. هو خالق الدنيا، وهو خالق الكرة، وهو خالق النملة، وهو خالق الأوامر وكل شيء، ولكنه تركني. باختياري إما أن أعصيه وإما
أن أتبعه. التأكد من السنة، لو عَرَف المجهود الذي بُذِل في السنة ما كان سيتشوش عليه بالكلام الفارغ الذي يطلقه. أنا أشاهد برنامجاً في إحدى القنوات الفضائية يهاجم السنة، كل كلامه خاطئ. أحدهم أخ مهندس ويهاجم السنة، لكنه يظن نفسه على صواب لأنه ليس أتعلم أنه يتحدث بلغة لا يفهم تفسيرها، ويبدأ في جمع معلومات من هنا وهناك ليقول إن البخاري مخطئ ومسلم مخطئ وهذا مخطئ وذاك مخطئ؟ لا، لا يوجد حديث في هذه الكتب الصحيحة ولا يوجد حديث بصحة معينة، بل إننا نأخذ أيضاً بالحديث الضعيف في موضعه المناسب بطريقة علمية.
معقدة قليلاً، فحضرته ذهب هادماً كل هذا وقال لك: خذ هذه الأعشاب وتوقف عن الأنسولين. بالضبط مثلما يحدث مع البخاري ومسلم، فمع كل حديث صحيح، كل حديث صحيح، كل حديث صحيح، وبعد ذلك ما الذي ينعونه على الأحاديث الصحيحة؟ أجلس أتفرج يا أستاذ، لا توجد ولا كلمة صحيحة، ولذلك أنا... أقولُ لو أنَّ اللهَ وفَّقهُ لكانَ علَّمهُ، لكنَّ هذا لا يوجدُ فيهِ توفيقٌ، ولذلكَ لا تتشكَّكْ في السؤالِ. نعم، طيبٌ، فضيلةَ الإمامِ، هل تسمحُ لنا أن نأخذَ بعضَ المداخلاتِ الهاتفيةِ؟ تفضَّلْ، دعنا نبدأْ بالأستاذِ حسن. تفضَّلْ يا أستاذُ حسن. أستاذُ حسنٌ معنا، تفضَّلْ. السلامُ عليكم. وعليكمُ السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. السلامُ عليكم. السلامُ. ورحمتكم، ولشيخنا الجليل الصالح التقي النقي الدكتور علي جمعة. حفظه الله، سمعت مقولة من فضيلة الدكتور علي جمعة
جميلة جداً وهو يقول: النبي يحبنا لأن ابنته عندنا. نحن الآن بفضل الله نحتفل إن شاء الله بمولد سيدتنا الكريمة السيدة زينب. نريد من فضيلتكم إلقاء الضوء على عبقرية سيدتنا السيدة زينب. ولو لا يختصر، ولكم كل التحية. شكراً أستاذ حسن معنا على الهاتف. أستاذ عمر، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضل يا أستاذ عمر. أولاً أنا أحب أن أقدم أو أرحب بفضيلة الشيخ الأستاذ علي جمعة. لدي فقط سؤالان أريد أن أسألهما. السؤال الأول أنا فقط هكذا. منذ فترة كذا اقتنيت كلباً بغرض الحراسة، فحينما اقتنيت هذا الكلب لغرض الحراسة، وعندما أهتم به وأعتني به اليوم، هل يُحاسَب عليّ ذلك أم لا يُحاسَب عليّ؟ مع العلم أن الكلب حيوان نجس. السؤال الثاني: ما
هو فضل صيام الأيام الثلاثة القادمة من شهر رجب؟ أشكرك يا أستاذ عمر. سنستقبل الأستاذ مبارك من الكويت، تفضل يا أستاذ مبارك. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل يا سيدي، أهلاً وسهلاً. حسناً، لا أرتبط بموضوع الحلقة بقدر ما أثني على فضيلة الشيخ علي جمعة. تفضل، تفضل. هل صوتي مسموع؟ نعم، نسمعك. تفضل يا سيدي، جزاك الله خيراً، صراحة في... الكويت خصوصاً عن مشايخنا الأفاضل، يعني أصابتنا الدهشة حين تعرض فضيلة الشيخ علي جمعة في إحدى الجامعات للعبارة الوفدية، وهذا مدعاة في حلقة نقاشية في أحد الدواوين، والدواوين هي مكان يجتمع فيه عامة الناس لطرح المواضيع الاجتماعية والدينية والسياسية إلى آخره في الكويت، تبنى
بعض المشايخ الأفاضل أمثال فضيلة. الشيخ علي جمعة: مشروع تأهيل المنحرفين فكرياً وخصوصاً من انجذبوا لجهاد الخطأ في الأوقات السابقة، فلم تقم حكومة الكويت بمعاقبتهم في السجن بقدر ما أدخلتهم في مراكز لتأهيلهم فكرياً، وهذا ما نأمل من فضيلة الشيخ تعميم هذه التجربة في مصر الشقيقة إن شاء الله، وجزاكم الله خيراً، شكراً. سيد مبارك معنا الأستاذة سلمى، السلام عليكم. وعليكم السلام، مرحباً بك، تفضلي. نعم سيدتي، كنت أريد أن أسأل الشيخ عن الأفكار التي قد تأتي للإنسان، وهي لا تتعلق بالشك واليقين. هذا الإنسان - والحمد لله - مؤمن، لكن (هذه الأفكار) تتعلق بمثلاً تشويه صورة الأشياء الجميلة أو الدين أو القرآن أو ما شابه، فهل... هل يُحاسب الإنسان على هذه الأفكار أم أنها وسوسة من الشيطان؟ حسناً، الأستاذة آية من
السعودية، تفضلي يا أستاذة آية. الأستاذة آية معنا. طيب، لنأخذ الأستاذ وائل، تفضل يا أستاذ وائل. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أنت تعلم، لديه ثلاثة أسئلة سريعة هكذا: هل يشعر الموتى أو... هل يسمعون بزوارهم من الأحياء أم لا؟ وما أفضل عمل في عصرنا الحالي؟ هل هو صدقة جارية للمتوفى؟ وهل ينفع أن نحدد يوماً في الأسبوع مثل يوم الجمعة لزيارة المتوفى أم أن هذا سيكون كثيراً؟ شكراً شكراً يا أستاذ وائل. طيب فضيلة الإمام أستأذنك نبدأ في الإجابة على الأسئلة. السيد حسن من حبه. في أهل البيت رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وعلى فكرة أهل البيت في القاهرة أو في مصر بلغوا
الأربعين، فمصر استقبلت أهل البيت الكرام وعلى رأسهم السيدة زينب الكريمة. وهذه المقولة للشاعر شاعر أهل البيت عباس الديب: "أصل النبي يحبنا لأن ابنته عندنا"، فهذا هو شعر عباس الديب رحمه الله. الله وكان محباً لأهل البيت وله ديوان كبير في هذا المعنى. السيدة زينب كانت من أهل البيت، فكانت أخت الحسن والحسين عليهم السلام، وكانت شجاعة. ولما حدثت مآسي كربلاء وقُتل الحسين وأبناؤه ظلماً، نجت منهم السيدة زينب ونجا منهم علي زين العابدين بن الحسين، وهو منه النسل الشريف إلى...
اليوم حملوا إلى يزيد، ويزيد عندما رأى رأس الحسين وقد أخذها ذو الجوشن لعنة الله عليه، فقال: "ما أمرتكم أن تفعلوا هذا". ولكن كانت السيدة ثابتة وقوية وهي بين يدي شخص جبار، وشخص حكم ثلاث سنوات: سنة منها ضرب الكعبة، وسنة منها استباح المدينة، وسنة منها قتل الحسين. هذه هي السنوات الثلاث التي حكم فيها يزيد بن معاوية حتى قالوا: "العن يزيد ولا تزيد"، أي توقف عند لعن يزيد ولا تلعن معاوية. فالسيدة زينب حلَّت بمصر ونوَّرت
مصر وأكرمت مصر بهذه الوفادة، ومصر دلَّت على مر التاريخ أنها محفوظة بأهل البيت وأنها ملجأ المظلومين والمقهورين في كل الدنيا وذلك لعزتها. وقوتها جعلها الله هكذا إلى يوم الدين. الأخ عمر يسأل عن أنه لديه كلب حراسة فهل يُحسن إليه؟ طبعاً يُحسن إليه، والكلب طاهر عند المالكية، ولكن يُحسن إليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "في كل ذات كبد رطبة صدقة"، وهم يقولون له: إن في الإحسان إلى البهائم ثواب وأجر. يا رسول الله، قال: "في كل ذات كبد رطبة أجر". لماذا الكبد الرطبة هكذا؟ هل هو الكلب، القطة، الدواب؟ وقال: "إذا قتلتم
فأحسنوا القتلة". لأن كل كبد مكرمة، نعم، كل هذا لنا ثواب فيه. أتدرك كيف؟ ومن ضمن ثواب الحبوب وغيرها أن تأكل منها الطيور وأن يأكل منها الحيوان. وكان سيدي علي الخواص قد بلغ درجة الولاية لأنه كان يهتم بكلاب الطرقات، ذلك الكلب الضال الذي ليس له مالك. فكان ينظف لهم مساقي الكلاب، وكان المسلمون من رحمتهم بالكلاب يصنعون مساقي. هذه المساقي كنا نراها عند منطقة تسمى بيت القاضي خلف سيدنا الحسين وخلف خان الخليلي. فبيت القاضي هذه كان فيها مثلاً... الكلمات التي شهدناها قبل إزالتها أو قبل ضياعها أو نحو ذلك. يبقى فضل صيام الأيام الثلاثة البيض، وهم سموها طبعاً الأيام الثلاثة البيض لأنها تبدأ من اليوم الثالث عشر وهو يوم
وتر، ثم الرابع عشر والخامس عشر. وذلك لأن الأمر يكون منيراً حيث يكون القمر في حالة التمام، فيُقال لك إنه مثل ليلة الرابع عشر، أي أنه كامل، وهكذا من اليوم الثالث عشر. والرابع عشر والخامس عشر سُميت بليالي البيض، وأن النبي عليه الصلاة والسلام جعل هناك فضلاً للصيام. حسناً، فضيلة الإمام لدينا مداخلة هاتفية أيضاً من الأستاذ محمد من الكويت. تفضل يا أستاذ محمد. السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. تفضل يا فنان. انقطع الاتصال معنا. أستاذ عبد الرحمن، تفضل. يا أستاذ عبد الرحمن، السلام عليكم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. أنا كنت أسأل فقط عن فضيلة الشيخ علي جمعة. أنا حضرتك تقريباً متوقف عن العمل منذ فترة. أنا مهندس كبير في السن، عمري اثنتان وسبعون سنة، وزوجتي تصرف عليّ الآن لأن أموالي نفدت تماماً وليس لدي سوى المعاش. الساعة
تأمين الاجتماع هي خمسمائة جنيه، نعم، زوجتي أُنفق عليها منذ شهر أغسطس الذي فات شهراً تماماً من السنة الماضية، فهل يُعتبر إنفاقي عليها في البيت ممكن أن يكون من أنواع زكاة مالها؟ هذا سؤال رقم واحد. حسناً يا سيدي، هناك سؤال ثانٍ يا أستاذ عبد الرحمن، نعم، كنت أحب أن أكلم فضيلة الشيخ. في موضوع شخصي ويمكنني أخذ رقمه أو أن يكلمني أحد من طرفه. طيب، أستأذن حضرتك. الزملاء في الكنترول يمكنهم أخذ رقم سيادتك ويستطيعون التواصل مع حضرتك بعد الحلقة. معنا الأستاذ إبراهيم على الهاتف. تفضل يا أستاذ إبراهيم. الأستاذ إبراهيم معنا، مرحباً. تفضل يا أستاذ إبراهيم، هل تسمعنا؟ السلام عليكم. وعليكم السلام والسلام على... الدكتور العظيم، أهلاً وسهلاً بكم وبأفضل من أفتى في
العصر الحديث. حفظك الله يا أستاذ إبراهيم، تفضل بسؤالك. وأنا زميل له في كلية التجارة. أهلاً وسهلاً بك يا أستاذ إبراهيم، أهلاً بك يا أستاذ إبراهيم، تفضل بسؤالك سيدي. نعم، سؤالك يا أستاذ إبراهيم. لقد مكثت في لندن أنا. أجلس في لندن وأنا أقوم بزيارة هنا. لدي مرض السكري منذ أربعين سنة، ويأتيني سلس البول، فلا أستطيع الوضوء لأنني قد أغيّر من خمس مرات إلى ثمان مرات. فماذا أفعل حتى أتوضأ وأصلي؟ تمام يا سيدي، وصل السؤال. بعد ذلك معنا الأستاذ هشام، تفضل يا أستاذ هشام. عليه السلام، السلام عليكم، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. والله أنا أشهد أن منكم ومن يمشي على
فضيلة الشيخ علي جمعة. أهلاً وسهلاً، وأنا عندي سؤال من قولك عن الزكاة. تفضل، أنا سمعت أحد الدكاترة الأفاضل من كلية الأزهر يقول أن زكاة المال يمكنك إخراجها حسب ما يطمئن قلبك. الزكاة إلا عن الريع الذي يخرج، مثلاً الذي كنت قد جعلته وديعة بنكية مثلاً، فهل تُخرج الزكاة فقط عن العائد الذي يأتيك من هذه الأموال، أم لا تُخرج الزكاة مطلقاً، أم تُخرج الزكاة عن كامل المبلغ بأكمله مهما كنت أودعته لأي سبب كان، يعني أنت وضعته. هذه الوديعة لسبب شراء بيت أو شراء سيارة أو شراء وإقامة مشروع أو أي شيء، فأردنا أن نعرف من فضيلة الدكتور علي جمعة ما هي الزكاة بالضبط، وكيف يكون الإنسان مطمئن القلب؟ هل هذا الأمر متعلق باطمئنان القلب فقط؟ يعني حسناً. الأستاذة منال معنا أيضاً. السلام عليكم. وعليكم السلام
ورحمة الله وبركاته. تفضلي يا... قالت لي الأستاذة منال: "سؤال الدكتور، ابني لديه مشكلة منذ صغره واستمرت معه عندما كبر". فأجبت: "تفضلي يا أستاذة منال، ما هي المشكلة يا سيدتي؟". قالت: "لقد تعرض لشيء ما عندما كان طفلاً وأنا لم أكن أعرف ذلك، وقد أثر عليه بشدة". أي أنه كان متباهيًا جدًا وهو يقرأ القرآن ويصلي وما إلى ذلك، وبعد ذلك بسهولة لماذا بدأ يقرأ البروشور؟ لأنه كان يحلم، كان يخبرني أنه أمضى أربع أو خمس سنوات في أمريكا ثم عاد إلى مصر وجاء ومعه تفسير للقرآن باللغة الإنجليزية، وكان يسير بشكل جيد لكنني لا أعرف ما المشكلة التي تحت كتبه. وتفل إلا عندما قدر هذه اثنتان علينا أين وبدأ أتتبع أفهم نفسي تماماً الخطيبين يعني بدأ يلتقي بها هكذا ولماذا
ربنا فعل فيها هكذا وأشياء مثل ذلك يعني بدأ يُقصِّر قليلاً بدأ يشعر أنه لا يصلي بدأ لكن حتى في رمضان بدأ يفكر قليلاً يدخل على النصوص ويقرأ أشياء خارجية تعني أن حضرتك ترى أن مشكلته القديمة أثرت عليه الآن وجعلته يبتعد عن العبادات التي كان مواظباً عليها وغيرها. بالضبط، هذا يصبح في كل شيء، يعني بدأت تشكل شيئاً. أشعر طبعاً أن حضرتك لا تحب أن تحكي أصل المشكلة القديمة، وطبعاً هذا راجع إليها. بالضبط هكذا ابني، كيف يعاملني وأنا. نفسي يشجعني يعني في ناحية مساعدتي. أنا ليس لدي طبعاً أن أنهي الدنيا كثيراً لدرجة أنك خاطبت وهكذا وطيب وهكذا وكل شيء، لكنني غير قادر طبعاً على الرد عليه. أنا أفهم حضرتك يا أستاذة منال، ويعني فضيلة الإمام يحاول الرد على حضرتك على قدر المعلومات المتاحة. أشكرك يا أستاذة منال، يعني هذا كان... آخر اتصال معنا ونحاول الرد على الأسئلة، سنعود مرة أخرى فضيلة الإمام إلى الأسئلة التي كنا أوقفناها. كان الأخ مبارك من
الكويت يقول أنه بدلاً من أن نمسك هؤلاء الشباب المساكين ونضعهم في السجن ونحكم عليهم بالأحكام ونكرر مرة ثانية مآسي ما حدث في المعتقلات والسجون ويشعرون بالمظلومية وهكذا إلى... آخره أن نصحح لهم الأفكار التي دعتهم إلى هذا الانبهار أو هذا الانهيار، سمِّه ما شئت. طبعاً هذا مأمول ونريده، ويمكن في التصريحات الآن أن هذا دور الأزهر، وأن الأزهر أيضاً يعمل عليه، ودار الإفتاء عملت مؤخراً تفاهماً أو بروتوكول تعاون مع وزارة الخارجية في هذا الشأن لرصد هذه. الأفكار المنحرفة وكيف انحرفت
وكيف نناقشهم ونؤهلهم ونعيد تأهيلهم للرجوع مرة ثانية إلى حظيرة الإسلام حظيرة الوطن حظيرة مصر بحيث أنهم يعملون لنفع الناس ولعمارة الدنيا وليس للفساد وللمفهوم الساذج هذا الذي هم سائرون فيه في الفساد في الأرض من حب بعض القيادات المنحرفة للسلطة الأستاذ وائل لا أنا أريد فقط أن أقول للأخ مبارك، طبعاً نحن نتمنى هذا، إلا أن مشكلتنا في مصر أننا تسعون مليوناً. الكويت مليون أو اثنان أو ثلاثة، حسناً. ولذلك الناس قليلة والتأهيل معتبر، يعني عندما أقوم بتأهيل خمسة
عشر أو عشرين أو مائة، أستطيع أن أفعل ذلك فعلاً، لكن عندما آتي هنا وأجدهم خمسة وأربعين ألفاً يحتاجون إلى تأهيل، فأين؟ المكان أين؟ المصاريف أين؟ النفقة الخاصة بهذا التصحيح؟ فالقضية تكمن في مشكلة ليست أننا لا نملك الرغبة، بل نحن لدينا الرغبة ولدينا الإرادة ولدينا العلم أيضاً، ولكن مشكلتنا هي كثرة الناس، وهذه هي التي سنحاول أن نفكر خارج الصندوق في كيفية حلها، لأن لها حلولاً إن شاء الله سنتوصل إليها. ثم نستفيد من خبرة الكويت ومن خبرة غيرها من كل مخلص. تحاول الشام الآن تقديم أشياء من هذا القبيل، والإمارات فيها أشياء من هذا القبيل أيضاً، ولكن الكويت لها ريادة نحييهم عليها ونستفيد منها ونتبادل هذه الخبرات. بالنسبة لسلمى، تسأل هل يحاسب الإنسان على الأفكار السيئة التي تأتيه هكذا. لا، لا يُحاسب
الإنسانُ، والنبيُّ عليه الصلاة والسلام قال: "وعفا الله عن أمتي فيما حدثت به أنفسهم"، فهذا من العفو الذي جاء به الإسلام. الأخ وائل يقول: هل الموتى يشعرون بالزيارة؟ في حديث لا. طبعاً حتى غير المسلمين، عندما حدث أن سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بئر كان اسمه... القليب هذا رموا فيه أو دفنوا فيه المشركين بعد معركة بدر فقال: "يا معشر المشركين، لقد وجدنا ما وعدنا الله حقاً، فهل وجدتم ما وعدكم الله حقاً؟" فقالوا: "يا رسول الله، أيسمعونك وقد رُموا (يعني ماتوا)؟" فقال: "إنهم لأسمع لي منكم"، يعني هم سامعون، فالروح في حالة البرزخ
تسمع. والابتراع يعني حالة البرزخ هذه بعد الموت، فالروح بعد أن تخرج من الجسد يكون لها اطلاع وتكون قد تحررت من زمنية الدنيا ومكانيتها وأحوالها ونكدها وضيقها ومحدوديتها، فتطلع على الحقائق. يقول: أفضل شيء في الصدقة الجارية - ونحن الآن لدينا مشكلة كبيرة في التعليم - ولذلك نقول دائماً وجهوا الصدقة الجارية إلى المباني التعليمية. نحن نريد مبلغًا ضخمًا جدًا للتعليم، خمسمائة مليار، منها سبعون مليارًا للمباني التعليمية. في زيارة المتوفى، وهو يعني أريد أن أصحح له الأخطاء، يقول "متوفي"، لا، هو "المتوفى" لأن "المتوفي" هو الله سبحانه وتعالى، هو الذي يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها، فهو "المتوفي".
دائمًا هذه غلطة. شائعة على ألسنتنا أن نقول "المتوفى"، فزيارة المتوفى كان الناس يزورونه ما بين عصر يوم الخميس إلى فجر يوم السبت. فلا مانع أن يذهب كل يوم جمعة لزيارة المتوفى، ولكن إذا كان عزيزاً عليه كأمه أو أبيه، فيحاول أن يخفف من ذلك حتى يبدأ في ممارسة الحياة مرة أخرى، لكن... الزيارة لا مانع منها، وإنما هذه نصيحة اجتماعية. الأخ عبد الرحمن إبراهيم من لندن يقول: أنا غير قادر على الوضوء. الذي لا يستطيع الوضوء بهذه الكيفية، ولديه مرض السكري مستمر وما إلى ذلك، ووصل إلى مراحل متأخرة في العلاج، فليتيمم. والتيمم بسيط جداً عند المالكي، يحضر حجراً صغيراً الذي نسميه زلطة. حصاة يعني لأن كلمة "زلطة" ليست
مستعملة كثيراً في غير مصر، ويضرب عليها على وجهه وعلى يديه ويصلي. الأمر سهل جداً وهذا يكفي، هذا يكفي فقط. وبعد ذلك السيد عبد الرحمن يقول أنه أخذ زكاة زوجته. نعم، في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه أخذ زكاة زوجته وأقر النبي ذلك. صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام، الأخت من المنيا تقول أن هناك مشكلة حدثت من قراءة الولد. أولاً حدثت له مشكلة، ثم هذه المشكلة... طيب ما معنى أنا كذا إلى آخره، وأنا أدلهم على قسم في دار الإفتاء مختص بحل هذه المشكلات، فأنا أقول لهم لكي يكون هناك وقت وفي... تفاهم وكذا إلى آخره أنها تتصل بدار الإفتاء في هذا القسم وتتواصل معهم ومن الممكن أن يجلسوا
مع الشخص ويخرجوه من الحالة التي هو فيها، وذلك كنوع من أنواع الإرشاد. وفي خصوصية، فضيلة الإمام في هذا القسم يتعامل مع الشخص الذي يذهب إليه بالخصوصية اللائقة، فهو مرشد مثل الطبيب تماماً ولكن... أي أنه طبيب، أي إرشاد بالكلام، وهذا يكون في مراحل مفيدًا جدًا بالطبع أنه يرشدوا ويقولوا ويعلموا ويناقشوا وما إلى ذلك. تكون في سرية وتكون في خصوصية ويكون فيها رحمة، وكل الأمور تسير على هذا الأساس. الأخ هشام يسأل عن زكاة المال المحبوس في صورة ودائع وشهادات وما إلى ذلك. آخر المحبس من المال قلنا مراراً وتكراراً وسنعيد أنه يشبه الأرض فيخرج عشرة
في المائة من العائد. إذا أراد أن يخرج العائد فإنه يخرج عشرة في المائة من العائد، بمعنى أنني إذا حبست مائة ألف جنيه تدر علي في السنة عشرة آلاف جنيه، سأخرج عشرة في المائة من العشرة آلاف جنيه. الذين هم ألف، إذا طلعت اثنين ونصف في المائة على الألف، فسأحصل على ألفين ونصف، فانظر كيف أن الفرق أصبح كبيراً. لذلك صار كثير من الناس يضعون مكافآت نهاية خدمتهم أو ما شابه ذلك، أو مدخرات العمر يضعونها في وديعة وتجلب لهم إيراداً. هذا الإيراد لا يكفي أصلاً، فنقول له: حقق عشرة في المائة عليه. ليس اثنين ونصف في المائة على الثمر، على اللبن، هذا على الناتج، على الفائدة الخاصة بك، والعائدة الخاصة بك، خرج عليها عشرة في المائة، وهذا يكفي فضيلة الإمام. بهذا نكون قد وصلنا إلى آخر إجابة لدينا، وأيضاً نكون قد وصلنا إلى نهاية الحلقة.
أشكر فضيلتكم على إجابتكم على كل هذه التساؤلات، وأشكر حضراتكم طبعاً على متابعتكم. أعتذر لكم اليوم لعدد من الذين أرسلوا لنا عدداً من الرسائل القصيرة، فنحن لم نستطع أخذها. نعدكم أننا في المرة القادمة سنجتهد أكثر لكي نجيب على عدد أكبر من الرسائل القصيرة. كنا نحن وحضراتكم اليوم في ضيافة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، ونترككم في أمان الله. الله وغداً حلقات جديدة من برنامج والله أعلم.