#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 12 أغسطس 2014 | حرية الإرادة والاختيار

#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 12 أغسطس 2014 | حرية الإرادة والاختيار - فتاوي, والله أعلم
منذ ازمنة بعيدة والإنسان دائما ما يفكر هل هو مخير فيما يقوم به او فيما يفعله او في مآله ام هو مسير بموجب القدر وعليه ان يفعل او يختار أو يسلك هذا الطريق بعد التحية، هذا دائماً هو السؤال الذي يرد في أذهان الكثيرين منذ عقود طويلة. في حلقة اليوم من برنامج "والله أعلم" نبحث في هذه القضية: حرية الإرادة وحرية
الاختيار. نتحدث في هذه الأمور مع فضيلة الإمام العالم. الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، السلام عليكم. مولانا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً فضيلة الإمام. دائماً هذا هو السؤال الذي يتساءله الكثيرون منذ الفلاسفة القدامى أو القدماء: هل نحن مخيرون أم مسيرون؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الحقيقة أجيب على هذا السؤال بالتفصيل، إلا أنني قد حُمِّلتُ من قِبَل كثير من المشاهدين الذين اتصلوا بي من أجل الحملة التي يشنها الخوارج ونابتة العصر على العبد الفقير إلى الله سبحانه وتعالى، الغني به، وأنه اندرج في
حرب هؤلاء الخوارج والنابتة بعض الصحفيين بالتسرع أو كذا، لكن حشر نفسه في الكتابة عن هذا الموضوع، والموضوع يتمثل في درس ألقيته قديماً منذ أكثر من عشر سنوات، بل قبل ذلك بكثير، قبل الإفتاء في مسجد السلطان حسن لأُعلِّم الناس أمر دينهم وأعلمهم الفقه. ماذا أريد أن أعلم الناس، وكيف يشوه الخوارج كل جميل في الدين، وهذا أمر سيرتبط ارتباطاً وثيقاً بقضية الإرادة. وقضية الإدارة لأن تزييف الإدارة وتزييف الإرادة هو الذي سبب لنا كل المصائب السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عشناها في السنين الماضية. الخوارج نلقي
إليهم تعليمًا، نعلمهم ونقول لهم: أنا علي جمعة لن أمل في تعليم الناس دين الله سبحانه وتعالى الصحيح كما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم. يحاولون بشتمهم وقلة أدبهم المعتادة في التاريخ حتى سماهم رسول الله كلاب النار، كلاب النار يحاولون أن يشوهوا كل جميل. ماذا نريد أن نقول للناس؟ نريد أن نقول للناس في هذا الدرس وهو شائع على اليوتيوب وليس فيه أي خطأ وليس فيه أي تجاوز: إياكم أيها المسلمون أن تشكوا في نساؤكم المسلم القوي المسلم الصحيح المسلم الذي يحب الله ورسوله يعرف أن نساء المسلمين في الدرجة العليا وأنهن
بعيدات عن كل ريب وشك، هذا أمر سنكرره. هم يريدون أن يشكوا في نسائهم، حسبنا الله ونعم الوكيل. نساء المسلمين طاهرات عفيفات لا تشك فيهن يا أخي، فإذا كان أحدهم مريضاً. وأغلب الخوارج مرضى، حتى أن سيدنا ابن عباس لما ذهب ليهديهم كانوا ستة آلاف، فرجع منهم ألفان وبقي أربعة آلاف على العناد وعلى تشويه الإسلام وعلى الكذب. فنقول لهم: نساء المسلمين عفيفات طاهرات، والمسلم لا يشك في زوجته، فإذا كان أحدهم مريضاً بداء الشك والريب فنقول
له: تجاوز عن هذا، فظن الخوارج. أو أرادوا أن يوهموا الناس أن علي جمعة يدعو إلى عدم العفاف أو إلى الدياثة والعياذ بالله تعالى. خسئت أيها الخارجي وخسئ من شاكّ، وسنظل ندعو المسلمين كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضعوا النساء في المكانة العليا كما هن وكما يستحققن هذا الوضع. ونقول لنساء المسلمين إياكم والخوارج، فالخوارج يريدون اتهامكم ويريدون احتقاركم، وهذا الذي تفعله داعش من الختان الإجباري للطفولة بلاء في الأرض لم يره المسلمون عبر التاريخ ولا من التتار. إذاً فنحن الآن يبدو أننا في حرب، وحرب شديدة، ولن ننسحب، "سيهزم الجمع
ويولون الدبر"، رسول الله أمرنا إذا... كنا في غياب ثم جئنا لنخبر أهلنا أننا سنذهب إلى المسجد أولاً، فيقول أحد الخوارج: "افترض أنه كان معها عشيقها". إنه يظن سوءاً في زوجته. هذا مرض، فقد أحضروا شخصاً مرة ورسموا له مثلثاً، وهذا معروف في علم النفس. قالوا له: "ماذا ترى في المثلث الذي أمامك؟" فقال لهم: "جنس". فعملوا له... قال لهم معلم الرياضيات: "يا أبناء، ما هو جنس؟" فرسموا له مربعاً، فقال: "جنس! ما هو واضح أمامكم"، فقالوا له: "هل كل شيء في عقلك جنس؟" قال: "وماذا أفعل إذا كنتم تفسرون كل شيء على أنه جنس؟ هذا مرض
وتخلف". ولذلك نحن نحذر هؤلاء الخوارج، ونراهن على السيدات، سيدات المسلمين العفيفات الطاهرات. إياكم ومنهج الخوارج، فالخوارج يحتقرون النساء. قوم يقول لك يعني اتصل بها لأجل أمر بسيط سيمضي. يا أخي سبحان الله، رسول الله أكرمنا بالعفاف والجمال، وأنت لماذا تريد أن تشوهها؟ فهو يقول في الحديث "حتى تمتشط الشعثاء وتستحد المغيبة"، يعني تتجهز. اذهب، يعني أنت عندما تتصل بها بالهاتف ليس من الضروري أن تحضر فجأة. عليها هكذا مرة واحدة، حسبنا الله ونعم الوكيل. سنظل ندعو المسلمين بدعوة رسول الله، فلما عصى أحدهم ودخل على امرأته أيام الرسول وجد
عندها رجلاً، يعني العقوبة قاسية. وأنبه وأعيد وأزيد بأن المقصود من هذا هو عدم الشك ووضع المسلمات في المكانة اللائقة بهن، وهن جديرات بهذه المكانة. وأقول للخوارج... خسئتم وخاب مسعاكم، أما بعض الصحفيين فأنا أذكرهم بقول: لأن كل واحد سقط يقول لا تخرج لترد، أرد على ماذا؟ هل يوجد شيء نرد عليه؟ أذكرهم بقول الإمام الشافعي فيما أورده صاحب كتاب "عمدة القاري في شرح صحيح البخاري" الإمام العيني: "لو كل كلب عوى ألقمته حجراً، لأصبح الصخر مثقالاً". بدينار كان يكون مثقال الصخر بالدينار
نفسه، هذا يكون تحاول هكذا ذهب أم ماذا؟ دع القافلة تسير ودع الكلاب تعوي، فقد سماهم رسول الله كلاب النار، وطوال عمرهم هكذا كاذبون من أول الخطابية حتى الآن. يقول الإمام الشافعي: أروي عن كل أهل بدعة إلا الخطابية فإنهم يستحلون الكذب منهم. الخطابية مولانا طائفة من الخوارج كانت ترى الكذب ديناً مثل الخوارج المعاصرين في هذه الأيام الذين أصبحت جيوشهم الإلكترونية تُبرر الكذب لأجل الهدف، أي أن الهدف لا يُبرر الوسيلة عندما يكذب الإنسان. وقالوا: "كذبنا لرسول الله ولم نكذب على رسول الله"، أي كذبنا لمصلحة رسول الله وليس كذباً عليه. لا أريد أن أقبل هذا الأمر، ولا أقبل تبرير الكذب، فالكذب حرام وسيظل حراماً، وهذه هي المشكلة. أنهم منذ وقت إنشائهم للتنظيمات الخاصة وهم يكذبون لكي يستروا أنفسهم ويعملوا بحجة أن هناك حرباً. أي حرب
هذه؟ أنتم تحاربون مَن؟ أنتم تحاربون أنفسكم وتحاربون المسلمين. هذه هي القضية الأساسية وهي الكذب والاختلاق الذي ما هو إلا كذب لا أساس له. ويأتي إليك قائلاً: انظر، انظر، انظر، كأنه عندما يقول. انظر مثل جوبلز مساعد هتلر يقول لك اكذب اكذب اكذب حتى تصدق نفسك وليس أن يصدقك الناس فقط، ولذلك نقول لهم لن نترككم وسنظل نلاحقكم حتى نطهر سفاسفكم من عقول الناس، ونحن نعلم أن معكم بعض الأموال ستنفقونها ثم ستكون عليكم حسرة، وهذه الأموال القليلة سترتد عليكم بالوبال. وهذه الأموال لن تهدم مصر ولن تهدم الأزهر ولن تهدم علماء الدين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. لو أن كل كلب نبح لأجل أن يكتبوه، ربما
يتعلمون. لو ألقمت الكلب حجراً لأصبح الصخر مثقالاً بدينار. نعود مرة أخرى للإرادة، فالقضية فلسفية ومحيرة للإنسان منذ زمن بعيد. وسأقول لك السبب. عندما أتأمل ولا بد أن تأخذ... خُذ بالك معي جيداً على المستوى البشري، هل تشعر أن هناك أحداً يُرغمك على الصلاة أو على عدم الصلاة؟ هل هناك أحدٌ أمامك هكذا يهددك بسيفٍ أو ببندقية؟ أبداً. هل هناك شيءٌ في الجسم يدعوك أو يمنعك؟ الحقيقة على المستوى البشري أننا في حالة اختيار، والدليل على هذا... الحس والواقع وما نعيشه، نحفظ الآن هذه النقطة: أن الإنسان في حالة اختيار ويستطيع أن يفعل أو لا يفعل، يقدر أن يصلي أو لا يصلي،
يمتنع عن شرب الخمر أو يشرب، يمتنع عن المعاصي أو يرتكب المعاصي، يفعل الطاعات أو يترك الطاعات، وهكذا. فمن ناحية الإنسان، القضية محسومة: هو الإنسان مخيّر. ليس مسيَّراً ولا مخيراً، حسناً، مسيَّر في أيِّ شيء؟ في أمور لا يُسأل عنها. أن يولد ذكراً وليس أنثى، أن تولد أنثى وليس ذكراً، أن يولد في مصر، أن يولد لأبوين في غاية الغنى، أن يولد لأبوين في غاية الفقر. لن يُسأل عن ذلك يوم القيامة، لن يقال له: لماذا كنت أبيض أو أسود أو... ذكرٌ أو أنثى أو مصري أو أمريكي لا يقول له: حسناً مولانا في هذه الجزئية. إذاً، طيباً فضلاً، الإنسان مختار فيما كُلِّف به وعليه السؤال. نعم، هذا كلام واضح ليس فيه أي شيء. لا زلنا سنرى في جانب الله ثم نرى الثالثة في جانب العلاقة بين الرب والعبد.
الخالق والمخلوق بين القديم والحادث، لدينا ثلاثة ملفات. لقد تحدثت عن الملف الأول: البشر قطعاً مختارون فيما هم مكلفون به. حسناً، ستنقلني إلى المجلد الثاني. أنا أخشى بسؤالي، نعم أنا أخشى بسؤالي القادم هذا، يعني فكرة أن من يولد لأبوين في ملة ما أو على ديانة ما... يعني هذا ولدٌ وُجِدَ في أسرة مسلمة، ووجد نفسه في أسرة مسيحية، في أسرة يهودية، بوذية. من قال إن هذا ذنبه أصلاً؟ هو الشخص الذي وُلِدَ على أي ديانة، أو حتى على عدم الديانة - ظهر أبوه وأمه ملحدين - لا ذنب له. ومن قال لا؟ لكن ربنا، هذا ربنا يقول... يومَ يَغفِرُ المَرءُ مِن أخيهِ وأُمِّهِ وأبيهِ وصاحِبَتِهِ وبَنيهِ، لِكُلِّ امرِئٍ مِنهُم يَومَئِذٍ شَأنٌ يُغنيهِ. لا توجدُ إطلاقاً مُحاسَبَةٌ على ما كان عليه الآباء.
سيدنا عُمَرُ بنُ الخَطّابِ رَكنُ الإسلامِ، كان أبوهُ كافراً ومُشرِكاً، وكان أخوهُ مُشرِكاً. كان لديهِ مَرَّةً قِطعَةُ حَريرٍ فَلَبِسَها، فقالَ لهُ النَّبيُّ: ليس هكذا، من الخطأ أن تَلبَسَ حَريراً. قال له: "يا رسول الله، أليس أنت الذي أعطيتها لي؟" قال له: "أعطيتها لك لكي لا تلبسها". فأهداها لأخٍ له مشرك. نعم، أخوه مشرك. إنه "لا تزر وازرة وزر أخرى، وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه، ونخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً، اقرأ كتابك". ليس الكتاب الذي بجانبك. كفى. بنفسك اليوم عليك حسيبًا، إذا كان الإنسان مكلفًا في نفسه فلا علاقة لا بأبيه ولا بأمه. فأنا وُلدت من أي مكان وُلدت، ولكنني لست محاسبًا على هذا، لكن حين يبلغ المرء يصبح إما مسلمًا أو يهوديًا أو مسيحيًا أو لا دينيًا بعقله. بعقله يكون قد كُلف بالبحث والتدبر.
والاختيار وهكذا وبعد ذلك أصبح هنا هو أعطاني الاختيار قال لي ﴿فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر﴾ وقال ﴿لست عليهم بمسيطر﴾ وقال ﴿وما أرسلناك عليهم حفيظا﴾ وقال ﴿ما على الرسول إلا البلاغ﴾ وقال ﴿إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء﴾ وقال ﴿لكم دينكم ولي دين﴾ وقال ﴿وجادلهم بالتي﴾ هي أفضل وسنجلس إذاً، كل النصوص تقول هكذا، تقول لي إنني مختار، وواقعي أنني مختار. المشكلة ليست في هذا الملف، المشكلة في ملف: هل الله خالق متفرد؟ أم هو خالق حتى العمل الذي أقوم به؟ أنا الآن قمت وصليت هذه الصلاة، أليس الله هو الذي خلقها أم أنا؟ التي عملتها، هل هناك خلق لأفعال العباد أم أن
العباد يخلقون ويوجدون أفعال أنفسهم؟ صحيح، فنحن نقول: لا، إن الله هو الخالق المطلق. قال: طيب، هذا يسبب مشكلة أن ربنا كتب لنا خط السير ونحن مجرد سائرين عليه. هذا بدأ يظهر متى؟ عندما أحضرنا ملف الألوهية. ونقول أي شيء؟ نقول إن الإله خلق أفعال العباد أم لم يخلق أفعال العباد؟ فالله سبحانه وتعالى: {خلقكم وما تعملون}. فهو الخالق، طبعاً كان الحديث عن الأصنام وكل شيء، لكن الله خلقنا وخلق أفعالنا وخلق أشياءنا وخلق كل شيء. حسناً، عندما يكون الله سبحانه وتعالى قد خلق هكذا، ماذا ستفعلين إذاً؟ هنا ستبدأ المشكلة في الظهور. في الملف الإلهي الملف البشري هي واضحة لأننا نعيش ولسنا منتبهين إلا أننا مُخيَّرون: افعل، حاضر. لا تفعل، حاضر. وانتهينا. عندما ندخل في الصفات الإلهية يصبح عندي
ملفان: هل الله خالق أم لا؟ قلت لك نعم، الله خالق كل شيء وقادر على كل شيء وسبحانه وتعالى مطلق. وسبحانه وتعالى متصف بالصفات العُلى، ما رأيك حتى الآن؟ لا توجد مشكلة أيضًا في كونك تغمض عينيك هكذا وتعتقد أنك تعبد إلهًا كامل الأوصاف، لا يحدث له شيء، قدير على كل شيء، لا يحدث له شيء. إذًا متى يحدث؟ عندما تجمع الملفين معًا: إذا كان الله خالق كل شيء وأنا مختار الاختيار. هذا من صناعته أم ليس من صناعته؟ سندخل فيه تماماً أوضاعاً ثانية. نعم، أنت هكذا تتحدث عن الفرق بين الحديث والقديم، الخالق والمخلوق، الله والعبد.
أنت تتحدث عن العلاقة بينهما. حسناً، لكي نعرف أي علاقة مكونة ما بين طرف أول وطرف ثانٍ والنسبة بينهما، ماذا يجب أن نفعل؟ يجب أن ندرك حقيقة وماهية كل طرف من الأطراف الثلاثة. نحن نعرف أن البشر مكونون من جسم ودم وعقل، ونعرف أنفسنا هكذا. لكننا لم نر ربنا ولا نستطيع أن نطلع عليه، حتى عندما قال له "أرني أنظر إليك"، قال "انظر إلى الجبل"، فلما تجلى ربنا سبحانه وتعالى للجبل جعله. دقة وتمحيص دقيق، ما استطعت أن أراه
بوضوح. ليس بمقدورنا أن نحكم هكذا. إذا كانت لديّ معادلة تتكون من بشر وإله، والإله أنا لست مطلعاً عليه، ولذلك لا يمكنني أن أجيب على السؤال، لأن المشكلة المكونة من ثلاثة أجزاء: البشر والإله والعلاقة بينهما، ليست واضحة لي كإنسان. الحكمة تقول: إنني يجب أن أهتم. بما أنا فيه قائم الذي هو الإنسانية التي أنا فيها مُختار، وعليه فلو خالفت سيجازيني، ولو أطعت سيتركني ويعطيني. وأكتفي بهذا لأن أي شيء خارج عن هذا وأنا لم أدرك ذات الله، يكون كلاماً بغير علم، وربنا قال: "ولا تقفُ ما ليس لك به علم إن السمع..." والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً. إذا أنا
لست عاجزاً لأن فكري غير قادر على الإتيان بها، لا، إنني عاجز لأنه ليس لدي معلومات الطرف الثاني حتى أعلم حقيقة العلاقة. ولذلك كان سيدي عبد القادر الجيلاني يقول: "القدر سر من أسرار الألوهية سينكشف يوم القيامة"، لكن هذا القدر الذي هو سرٌّ وسر لأنه من أسرار الألوهية لا ينكشف في عصرنا الحاضر لعدم إحاطتنا بربنا سبحانه وتعالى. الإسلام جاء وأعطاني في القرآن وحده مائة واثنتين وخمسين صفة لله حتى نعبد الله على علم، ومع كل هذا لا أعرف ذاته كيف هي، لكنني أعرف آثاره وأؤمن به وبوحدانيته وقوته وإرادته. وبتكليفه
ووحيه وبطاعته وبدعائه ويستجيب لي لكن لا أعرف ذاته، فالبحث في ذات الله إشراك. نعم أستأذن فضيلتك، نستكمل هذا الحديث. الإنسان طبعاً مصير، طريقك أنت الذي تختاره، لكن في حياتك أنت مصير الإنسان. الإنسان مخير في بعض الأشياء ومسير في بعض الأشياء الأخرى. ربنا وضع العقل في الإنسان عليه أن يفكر ويختار
الطريق الذي ينجح من خلاله في الحياة. هناك أمور كثيرة تُفرض على الإنسان لا يستطيع التصرف فيها. يقول علماء المسلمين وفلاسفتهم بنظرية أسبقية العلم الإلهي. يمكن أن نوضح هذه الفكرة بأن الله، وفقاً لربوبيته وألوهيته، يعرف بشكل مسبق مَن خلق. وماذا سيفعل هذا المخلوق؟ العلم قضية ثانية غير الذي نحن فيه. ما الذي نحن فيه هو التعارض
ما بين اختيار الإنسان وخالقية الله. الله خالق نعم والإنسان حر، حر؟ كيف؟ هذا الذي نحن فيه. أما العلم فهذا ولله المثل الأعلى. الله ليس عنده زمن، ليس حوله زمن، لا يوجد زمن. محيط بالله، الله سبحانه وتعالى خارج الزمن، فهو يرى الدنيا هكذا كما نرى هذه الورقة. هذه بداية الخلق، قبلها كان الله ولم يكن شيء معه، وهذه نهاية الخلق. كل شيء هالك إلا وجهه، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام. كل شيء سيفنى، كل من عليها فانٍ، ويبقى وجه ربك ذو الجلال. والإكرام هذه الفترة ما بين الخلق إلى هنا إن شاء الله مليار سنة أو أي شيء
هي أمام الله سبحانه وتعالى لأنه خارج الزمان هكذا، فهو يرى من هنا ويرى هنا، ولذلك أنت هنا وأنت هناك، الله يراك ويرى أجدادك ويرى أحفادك، صحيح في وقت واحد، صحيح في في. لحظة واحدة ولذلك علمه لا يزيد ولا ينقص. علم الله سبحانه وتعالى غير نهائي، يعني هو عدده كم؟ لا نهاية له، لا نهاية له. هذا لا نهاية زائد واحد يساوي كم؟ لا نهاية. يعني لا يزيد، ليس أنه يعرف شيئاً لم يكن يعرفه بالأمس. صحيح، لأنه لا يوجد أمس عنده. لا يوجد غدٌ ولا يوجد اليوم، إنما أمسي هو لي ويومي هو لي. صحيح أنا الذي داخل الزمن، لكن الله خارج الزمان ومنزه عن الزمان والمكان، فلا مكان يحيط به ولا زمان يحويه. ولذلك فهو يرى الغيب، يراك وأنت
تمشي، فأنت تمشي ثم ذهبت ماشياً إلى اليسار، يراك وأنت. أسير شمالاً، ثم عدت يميناً ثانية. أراك وأنت راجع يميناً مرة أخرى، وأنت مثل المرآة، لكنه يراها قبل أن تُخلق. سيرك في هذا أنت، وأنت بإرادتك. أنت الذي بمزاجك وعقلك واختيارك، لم يُرغمك أحد على السير في المعصية أو السير في الطاعة. صحيح، الله سبحانه وتعالى يعلم. كل هذا إلى آخر لحظة في حياتك ويسجلها عليك، فأنت قبل أن تولد في سجل، لكن هذا سجل علم وليس سجل تحكم، سجل علم وليس سجل تحكم، بمعنى أن صفحة الإنسان وحياة الإنسان هي مستمرة من القديم ومن الماضي والحاضر أمام عين الله سبحانه وتعالى، أمام نظر الله وعلم الله. سبحانه وتعالى لأنه لا يوجد زمن حوله، هذا أدى
إلى أنه علّام الغيوب، وهذا أدى إلى أنه يعرف سيرتك كلها من أولها، منذ أن وُلدت حتى تموت. حسناً، أصبح شرّاً عليك، بارك الله فيك يا مولانا، فهي محفوظة عنده في الكتاب. هذا الكتاب لا يحكم عليك، إنه مجرد صورة فقط. لكن لا تحكم فيك أنت وأنت تحت ما هو علم الله، فهذا العلم لا يتخلف لأنه صادق، ولأنه ليس فيه زمن، فهو يعلم ماذا ستفعل، إنما لم يجبرك إجباراً على ما تفعل. حسناً، مولانا، أنت وأنت تسير كما أنت هكذا، هو يسير، أنت هنا وكل الحركات. الذي فعلته قد سُجِّل عليك قبل أن تولد تسجيلاً، لكنه تسجيل علمي. ذهبت الآن أمام المرآة وأنا ملتحٍ، فقالت لي
المرآة: "أنت ملتحٍ، لديك لحية". ها هي وقعت تصرح في لحيتي هكذا وقعت. ذهبت وحلقتها ثم جئت أمام المرآة، فتقول: "أنت بغير لحية". المرآة تترجم فقط، المرآة هي التي تعكس الحقيقة. لحيتك منها ظهرت فيها بمنظر وفي الثاني ظهرت فيها بمنظر فني راقٍ. الشخصية هي التي فعلت ذلك، فماذا فعلت المرآة؟ ترجمت وتحكي الواقع، لكنها علمت وعرفت، أي سجلت فقط. ألغيت واحدًا وجدت لي صورة هكذا وأنا ملتحٍ، وبعد أن حلقت لحيتي، وجدت لي صورة ثانية وأنا. ليس ملتحياً، حسناً، خلاص، هو التقط صورة، الكاميرا ليست لها علاقة، لا، لا إطلاقاً. الكتاب هكذا يُترجم. حسناً، وما سبب أن الكتاب عنده هذه القدرة؟ القلم. حسناً، وما الذي جعل القلم يعرف هذه الحكاية؟ هي التي
أطلعته على الغيب. وما الذي جعل ربنا قادراً على أن يطلع على الغيب؟ أنه خارج الزمان. صحيح ويرى الزمان كله، لا يغيب عنه شيء بالنسبة له، لا تعزب عنه مثقال ذرة في السماوات والأرض، من هنا إلى هناك، من أول ما صُنع هكذا وهو جميل. لا، طيب مولانا، أنا آسف، أنا هنا لأشرك حضرات المشاهدين فقط في أن الموضوع متفاعل معنا. بشكل كبير جدًا على الفيسبوك، مثلًا أستاذ علي يقول لحضرتك، طيب يقول لك: "يا مولانا لماذا؟" أو "ما ذنبي أنني وُلِدت مريضًا أو ملحدًا؟" وحضرتك تطلب مني بحكم البلوغ، عندما أبلغ وأصبح راشدًا، أن أبحث عن الحقيقة وعن الصواب، بينما غيري وُلِد غنيًا، وُلِد جميلًا، وعلى دين يرضى الله عنه، أنا... ما الذنب؟ من الذي قال لك إن لديك ذنباً أصلاً؟ من الذي قال لك أنك لديك ذنب في أنك وُلدت هكذا
أو وُلدت صحيحاً أو وُلدت ذكياً أو وُلدت غبياً؟ أنت ليس لديك ذنب، لن تُسأل عن ذلك أنك وُلدت هكذا، لن تُسأل. وبعد ذلك نأتي إلى حال البلوغ فأقول... كل إنسان يا جماعة يبحث فيقول له أنا ما ذنبي؟ هي أبحاث يعني عمل ثنائي. ليس لك ذنب. إنني أخشى أن أضيع يا مولانا. ومن الذي قال لك هذا؟ ربنا سبحانه وتعالى هو الهادي. أنت لا تنتبه إلى بقيتها. ليس لك ذنب لكن الذي في فمه بعلقة ذهب هذا. سيعطيه عشر ثياب، أما أنت أيها الباحث المهتدي فسيعطيك مليون. هذه فرصة لك على طبق من ذهب، أعطاها الله لك. تقوم أنت وتقول: لا، أنا لا
أريد، أنا أريد الكساء الجميل. حسناً، أنت محق، هذه عقليتك هكذا، عقليتك أنت التي اخترت هكذا. أنت تسألني أنا؟ أنا رجل إذاً. تسألني وتقول لي: أنا أنت رجل متخصص في تعليم الدين، وأسألك قائلاً: يا أخي، هذه فرصة كبيرة جداً لك، لا تضيعها، ابحث، وفي هذا البحث سيعينك الله لأنه "اهدنا الصراط المستقيم". وأول ما ستنتقل ستأخذ مليوناً، لكن صاحبنا الثاني الذي وُلد في الأتقياء الأنقياء سيأخذ عشرة فقط، ولذلك هو... عليه أن يخرج الدنيا من قلبه وأن يجعلها في يده وأن يفعل ويفعل ويفعل ويفعل لكي يحصل على المليون الخاصة بك، وأنت لست كذلك.
ما سبقكم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام وإنما بشيء استقر في قلبه، فإذا كنت ترفض المنحة وتحولها إلى منقصة بالرغم من أنها منه ونعمة، طيب أنا أنا أنا. أعتذر جداً ولكن الموضوع، كما تعلم فضيلتك يا مولانا، أن الأمور على الاسم والناس على الفيسبوك تنهال. يعني طيب مثلاً، الأستاذ حازم يقول لحضرتك "آه نعم"، يقول لك: "طيب، حضرتك قلت لي أن أصل إلى فترة الاختيار وأُشغِل عقلي، وأن الكسل ليس حلواً، وأن أجتهد. ولكن هذا العقل، ما هو؟ ومن الذي أعطاني إياه؟" هو ربنا وقد يكون الداني عمر. والله أنا تفكيري على قدر قدراتي العقلية على قدري، وهناك شخص آخر عقله متقد. فحتى فيما يتعلق بالدين والعقل والقدرات العقلية، في النهاية هو الله. يعني أنا لم أفعل شيئاً من نفسي، فماذا فعلت إذن؟ البحث. هذا، والاختيار هذا عملك، فأنت مختار بعقلك الضعيف
الذي تقول عنه إنه ضعيف. هذا قال عنه ربنا: "ذلك مبلغهم من العلم"، أي سيعطيه على قدر ما أعطاهم من عقل. سيعطيه وهو حاسب حسابه أن متقد الذهن هذا عندما يتأخر سيقل ثوابه، وهذا الضعيف عندما يتأخر سيزيد ثوابه ويعمل إذن. هذا حكيم لكنه لا يصل إلى الحقيقة يا مولانا، يعني بعض العلماء يكونون باختيارهم وخرجوا وفكروا ووصلوا إلى الحقيقة ثم تمسكوا بها. يمكن أن يخرج شخص ما ولا يعرف فيضل ولا يستطيع العودة ثانية. هذا رد عليه لأنه متقد الذهن، ليس هو إلا هذا، إنه متقد الذهن هو عندما يَهْتَدِي بِعَقْلِهِ المُتَّقِدِ هَذَا وَلِذَلِكَ لَنْ يَأْخُذَ الرَّجُلَ ذَا السُّقُوفِ السَّوْدَاءِ هَذَا المِسْكِينَ
الجَالِسَ عَلَى هَذَا الكُرْسِي. كَلَامُهُ كُلُّهُ إِلْحَادٌ، لَكِنْ عِنْدَمَا تَتَأَمَّلُهُ بِعُمْقٍ تَجِدُهُ لَيْسَ مُلْحِدًا، بَلْ تَجِدُهُ غَاضِبًا مِنَ اللهِ. هَلْ تَنْتَبِهُ؟ الرَّجُلُ لَدَيْهِ شَلَلُ الأَطْفَالِ، وَعَقْلُهُ يَزِنُ بَلَدًا. ولكنه غاضب من ربنا، هو لا ينكر وجود الله، بل يقول له: أنا غاضب، كيف تفعل بي هكذا؟ وما ذنبي أنا؟ وما ذنبي أنا؟ حسناً، هذا عقل متوقد وعقله يزن بلداً بأكمله ومع ذلك لم يهتدِ. إذاً القضية تتعلق بالهمة والإرادة والاختيار في البحث، وليست بانتقاد العقل. طيب، ماذا ستقول له حضرتك هنا؟ ما هو ما هو، طيب ما ليس بعقله، فيكون هناك سلطة عليا
عليه هي التي تهديه، لا، الله سبحانه وتعالى هو الهادي، "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"، وهذا لا يمنع الاختيار. أنا فتحت لك الملف الأول فوجدت أن هذا الرجل هو مختار، وفتحت لك الملف الثاني. وقلت لك انتبه، إن كيفية العلاقة بين هذا الإله وهذا الإنسان لا نعرفها. حسناً، ربنا هداه، لكن لماذا هداه؟ هذا سؤال لا يمكن الإجابة عنه. لا أعرف لماذا هداه. فهذا يصلي أكثر من ذاك، لكن ربنا هدى الذي لا يصلي والذي يصلي أقل، أي أكثر من الذي هدى الذي يصلي أكثر. لماذا قال بشيء وقر في قلبه، والذي لا نعرف ما هو هذا الشيء؟ فالله سبحانه وتعالى في النهاية إذا
فتحت ملف الألوهية ودخلت في كلمة الإله، ستجد أن صفاته أنه الخالق المطلق والهادي المطلق ويفعل ما يشاء. هل تنتبه كيف أنه "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون"؟ فله الجبروت واللاهوت والرحموت. يظهر في جناب الله سبحانه وتعالى، لكنني دائماً أقول لك: ارجع إلى ملف الإنسان حتى لا تضيع ملف الإنسان أنني مُختار. تفضل ابحث، قل يا رب. الفلاح يلقي البذر ثم يدعو قائلاً: "يا رب نمِّه". ربنا يهديك، أنت تريد أن تدرك العلاقة بين القديم والحادث، بين الخالق والمخلوق، لن تدركها بسبب... أنك ليس لديك معلومات كافية عن ذات الله، ولذلك لن تستطيع معرفة العلاقة. لست أدري إلى أين أذهب أو مع مَن أتعامل، ولن تعرف علاقة الإطلاق، هل تنتبه؟ إذًا،
ما هي الحكمة؟ "يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا". أن تهتم بما أقامك فيه يعتبره خضوعًا يا. مولانا، إنه خضوع وإنه استسلام، واجب علي أن أتحرر من كل القيود، هكذا يقول الملحدون: "تحرر واكسر كل هذه القيود لكي تستطيع أن تصل إلى السمو، أن تصل إلى أعلى الغايات، لأن الدين يُكبِّل الإنسان". لا خلاص ولا تسمعني وكسر كل القيود يا أخي وانظر، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. هذا ربك الذي يقول هكذا على فكرة، فهو حتى سيخرج من السماء أو من الأرض، سيخرج من كونه إنساناً، من كون عقله لا يستطيع استيعاب كل المعلومات، أو حواسه لا تدرك كل ما هنالك من حقيقة. إنه لن يخرج من هذه الأشياء، فهو محدود محدود، هذا جبروت. الله سبحانه وتعالى ليس محدوداً، بل لديك حرية الاختيار. يمكنك أن تخرج من الدين وتفعل ما تشاء وترتكب المعاصي وتفعل ما تريد ولا تعترف بالله، وسترى ما ستفعله في الآخرة. هل
ستنزل إلى الأرض ولن تحصل على شيء؟ لقد أعطاك ربك الاختيار، هو الذي منحك هذا الاختيار، وليس أنت من أعطيت نفسك إياه. ولكن هناك إله حكيم. شخص غير حكيم بعد أن خرج من كل هذه التجارب أصبح متبرماً دائماً ونكدياً دائماً. هذا الرجل طلق زوجته، فقالت له: "أنت متعب للغاية مثل ذلك الرجل صاحب الوجه المكفهر". بينما الشخص الحكيم يقول: "أريد أن أبحث عن السعادة، أين السعادة؟" والجواب أن السعادة هي في طاعتك لربك. فيأتي لله خاضعاً مستسلماً ساجداً شاكراً صابراً، فإذا به يعيش في جنة كان مفتقدها حتى قالوا إننا نقول لو أننا في
هذا العالم سرنا وراء هذا لاخترنا الواقع، سبحان الله. طيب، أستأذن فضيلتك لنخرج إلى فاصل قصير، أنا مضطر الآن أن أخرج إلى فاصل، ولكن بعد الفاصل هناك المزيد واستفسارات حضراتكم ويريد. إذا كان لحضراتكم جميعاً مساهمة أيضاً بالاتصالات الهاتفية في الموضوع، ولكن الله يهدي من يشاء. نعم، يعني هنا هكذا ربنا سبحانه وتعالى فعّال لما يريد يهدي. انظر
"فعّال لما يريد"، "لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون". هذا في ملف الألوهية، فأنت تسأل: طيب، إذا كان الله فعّال... عندما يريد، عندما اختار هذا الهداية وعندما اختار هذا الضلال، حسناً. قل لي، قلها، قل لي هكذا. ذات الله، شكلها الله سبحانه وتعالى، سبحانه وتعالى حكيم، يضع حيثما يترتب على هذا الوضع أعلى أعلى حكمة. أترى؟ قلب هذا فيه نتفة صغيرة هكذا من التقوى، من الرحمة، من الحب، من المعاني التي يحبها ربنا أن يهدي قوماً حتى لو كان هذا القوم متجبراً مثلاً، لكن من الممكن أن يكون فيه جزء بسيط، ضائع في مكان ما، فيخضع فوراً هكذا من الرحمة، فيهديه الله. وترى آخر متماسكاً هكذا، وهو مغمض
عينيه، وهو جبار من الداخل، ليس فيه أي جزء يمكن أن يُهدى منه، فيهديه الله. يظله ونحن لا نراه، ونحن لا نراه. نحن نرى هذا جالساً يلعب ويفعل وما إلى ذلك، والآخر نراه، وهذه هي مشكلة الخوارج. الخوارج يحكمون بالظاهر هذا ويريدون اتباعه ويريدون أن يبنوا الباطن عليه، ولذلك نقول لهم: لا، هذه مسألة الله، ليس لك شأن بالخلق، ولذلك نحن تعلمنا من مشايخنا أنك. عندما ترى المعصية فاكره المعصية ولا تكره العاصي، فمن الممكن أن يكون هذا العاصي جميلاً جداً من داخله. هذا ما يجعلنا نقول للناس: توبوا إلى الله، ارجعوا إليه ولا يهمكم عدد ما ارتكبتم من معاصٍ. يا ابن آدم، لو جئتني بقُراب الأرض ذنوباً ثم جئتني تائباً لغفرت لك، لأنني... ما لا يدخل من
الإنسان وقلبه، إذاً من الذي يدخل؟ الله، فهو صاحب الهداية، فيهدي هذا ويهدي هذا. أقول لك: هذا غاضب من ربنا، ماذا يعني ذلك؟ يعني أنه يقول: لا يا ربنا، أنت ظالم، أنت ظالم - حاشا لله سبحانه وتعالى - "ولا يظلم ربك أحدا". هذه النقطة هكذا، أنني مختلف مع... هذا الرجل لا يناقش في وجود الإله من عدمه، بل يناقش في الصفات، فأنا أصف ربي بالصفات العليا وأقول إنه حكيم وأن الله قد حرم على نفسه الظلم. انظر ماذا، انظر إلى الصفات التي عندنا: "يا عبادي لا تظالموا" يعني لا يظلم بعضكم بعضاً، "والظلم ظلمات يوم القيامة". فالسؤال هو من هذا الرجل. لماذا هدى الله هذا الرجل، ولماذا لم يهدِ المرأة؟ لأمر يتعلق بما في القلوب، وهو عليم بذات الصدور، يعلم السر وأخفى من السر. نعم، لدينا في القلب هنا خمس
درجات: القلب، والروح، والسر، والخفي، والأخفى. الله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى، يعني يعرف كل دقيقة من الداخل، هذا أنا. نفسي لست أعرف الخفي الذي لي، أي الخفي جداً، هذا الذي يسميه علماء النفس أحياناً العقل الباطن، ويسمونه شعور الأعماق، ويسمونه كذا إلى آخره. يعني هو يعتقد أن هناك شيئاً أنا لا أعرفه الله يعرفه ويعلمه، فإذا كان هذا هو شأن الألوهية، فهذا الرجل ينكر أن ربنا عادل، ينكر أن ربنا. لا يُظلَم عنده أحد ولا يَظلِم أبدًا، وإنه حكيم يُنكِر صفات. طيب يا مولانا، الذي وُلِدَ في الغابات الاستوائية هذا، وحتى إذا مات هكذا لا مؤاخذة عليه، حتى لم تصله الأديان، لا مؤاخذة عليه. إحسان وصلت إليه مشوشة، ماذا يفعل؟ لا مؤاخذة عليه، لا مؤاخذة عليه. نعم، الفترة في الجنة، نعم. لا عليك يا إحسان، طيب أستأذن
فضيلتك لننتقل إلى الاتصالات الهاتفية. الأستاذة إيمان، تفضلي. هل تسمعينني يا أستاذة إيمان؟ نعم، تفضلي، فهي تحت أمرك. السلام عليكم. وعليكم السلام، عليكم السلام. أريد أن أكلم حضرتك إذا سمحت. حضرتك على هذا البث. تفضلي. بعد إذنك، أريد أن أقول لحضرتك أنني رأيت رؤية تهم أمر المسلمين أو... في علامة كبرى من علامات الساعة منذ حوالي أربع سنوات وتكررت أيضاً معه هذه الرؤيا خلال هذه الأيام، ثم صلى صلاة استخارة وأنا أيضاً صليت صلاة استخارة، أي هل نبلغ هذه الرؤيا أو نقولها أم لا، وبعد ذلك رأيت حضرتك أننا كنا جالسين في المسجد الأقصى وأحكي لك الرؤيا. لكن اختصاراً للوقت ولأن وقت البرنامج محدود، أود رقم هاتفك لأشرح لك الرؤية. حسناً، خذي يا فتاة، ضعي رقمه في غرفة التحكم وإن شاء الله سنتواصل معك. حاضر. الأستاذة أسماء، تفضلي سيدتي. السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا سيدتي. بارك الله فيك يا بني بارك. الله فيك حضرته الشيخ فضيلة الدكتور علي جمعة. تفضلي يا بنتي، ربنا يُكثر من أمثالك. هي معي طريقة أتعلم من خلالها أشياءك. لدي سؤالان. نعم، ولكن معذرةً النور مقطوع، هل يمكنني أن أسمع الإجابة فقط؟ طيب، حاضر، تفضلي. أنا ذاهبة إلى الحج. نعم، في لابة وليس عليها. أنا آسف، أنا آسف، أستاذة أسماء. فقط تمالكي نفسك، لأننا غير قادرين على تفسير الكلام. بعد إذن حضرتك، أنا كان حزني لأنني لا أريد أن يغضب الله علي لأنني سيئة هكذا. قلبي ليس سيئاً، لكن هناك أشخاص
يقولون لي في حياتي أقوالاً كثيرة جداً. هم ليسوا افتراءات نهائية إلا كثيراً، ومنهم أنا قابعة. الجدار، لكن أشعر أنني غير قادر على التحدث معهم، لكنني أقول إن الله قد أفسد الأمور عندما يأتي ويجدهم. لكنني أريد أن يصفو قلبي، ولست قادراً على إراحة قلبي. حاضر، حاضر. السؤال الثاني الآن، أيضاً حتى نجيب على السؤالين وحضرتك معنا. ما هو السؤال الثاني؟ السؤال الثاني: أنا أودعت مبلغاً في البنك وأريد أن أسحب الفائدة. أُخرجه على المبلغ كله أم الفوائد فقط؟ حسناً، السؤال الثاني: هل سأخرج عشرة في المائة من الفوائد فقط؟ هل ليس معنا؟ نعم، سمعت جيداً. أما السؤال الأول، فلكي يصفو قلبك من الناس
الذين فعلوا بك أشياء سيئة، أكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وستجدين قلبك رائقاً لأن... الصلاة على النبي تُفرِّج الهموم. شكراً يا سيدة أسماء. الأستاذ علي، تفضل يا سيدي. الأستاذة أمل، أنا آسف، تفضلي يا سيدتي. أهلاً وسهلاً. وعليكم السلام. لو سمحتِ، أريد أن أسأل فضيلتك. هل لديكِ أسئلة؟ حسناً، تفضلي. وفيها عبارة عن إطار مكتوب عليه بالخط العريض "صلِّ على النبي". حسناً، هذا الحلم لا أعرف كيف أفسره. ولدي سؤال آخر: أنا أزور والدي في المقابر، ويقولون إن زيارة النساء للمقابر حرام. أنا أزور لأقرأ القرآن ونحو ذلك، لأنني أرتاح نفسياً. وعندما أرى شخصاً متوفياً في التلفزيون أو في أي شيء مرئي، أفكر في شيء آخر يا سيدي.
الحمد لله، أنا لست فاعلة أي شيء سيء، الحمد لله. حسناً، لدي سؤال آخر: ليس عندي، أريد رقم فضيلة الشيخ فقط لأن هناك موضوع لا يمكن أن أوصي به. حاضر يا سيدي، حاضر تحت أمر حضرتك مولانا. إذا كانت هناك أسئلة أخرى، أستاذ عادل. تفضل يا سيدي عادل يا... سيدي الأستاذ عادل، للمرة الثانية أعتذر لسيادتكم، سيدي أهلاً وسهلاً. أريد أن أسأل مولانا: زوجتي خضعت لعملية إجهاض في الشهر والعشرين يوماً أو العشرة أيام، وبدون أي سبب مرضي أو أي شيء. لقد أسقطنا الطفل، وأردت أن أعرف ما حكم ذلك في الإسلام، يعني ماذا أدفع أو ماذا أفعل لكي أ... أُكَفِّرُ عن هذا الذنب. حاضر يا سيدي، تحت أمر حضرتك. تفضل. طيب مولانا الأستاذ، هل توجد أسئلة أخرى؟ لا، انتهينا. الأستاذة إيمان، ما معنى إيمان؟ رأت رؤيا. نحن المسلمون نرى ذلك إن شاء الله، وهذه الرؤيا دائماً بشرى،
والنبي عليه الصلاة والسلام عندما شق على الصحابة أن النبوة قد ختمت، قال وتبقى. الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو تُرى له فلا تزيد في الرؤيا عن حد البشرى، إنها بشرى وتسلية لنا، وقد فُقِد - ليس فُقِد بمعنى انتهى - من الأرض فافتقدناه، يعني افتقدنا الوحي، يعني اشتقنا إلى الوحي، أين النبي المعلم؟ فالنبي عليه الصلاة والسلام يعني يقول إن ربنا من رحمته جعل الرؤية نوع من أنواع الإلهام والتوجيه، وهذه الأمور نقف عندها على حد البشرى كما بيّن رسول الله. ستة أسماء أجابتنا عليها الأخت أمل. ترى في السماء جوهرة مكتوب عليها "صلِّ على النبي". هذه أوضح من الواضحات، أن تصلي على النبي. الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي هداية ربي عند... فقد المربي كما يقول المتقي الهندي له
كتاب بهذا الاسم "هداية ربي عند فقد المربي". عندما نفتقد المربي المرشد الذي افتقدناه في هذا العصر كثيراً، ماذا يفعل المسلمون؟ يكثرون من الصلاة على النبي. وقال العلماء في الكتب أن يصلي المرء ألف مرة في اليوم على الأقل، يلهج لسانه بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. الله عليه وسلم وعلى أهل بيتي الكرام وأصحابه أجمعين، فيحصل انشراح في الصدر وهدوء وسعة في الأرزاق وطمأنينة في القلب، لأن الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام تجمع بين ذكر الله وبين تعظيم النبي وبين الاستجابة لأمر الله سبحانه وتعالى في شأنه: "صلوا عليه وسلموا تسليما"، تزور المقابر بهذه الصفة. الذي قالَتْهُ لا بأس، لن يحدث شيءٌ، ذِكْرُ الموت، أول ما يُذكر الموت تخاف، هذا جيد، هذه علامة خير أن يتذكر المرء "كفى بالموت واعظاً"،
فليس أن يذكر أمام الموت، ولا ماذا هنا يعني؟ نحن نرى الموت، لا، الموت هو الذي يُذكِّر الإنسان بأن هذه الحياة قصيرة وأنها تافهة. وأنها يعني لا تحتاج منا أن نتمسك بحيث أن نرتكب هذه الجرائم التي نراها من حب الدنيا. اجعل الدنيا في يدك ولا تجعلها في قلبك. بالنسبة للأستاذ عادل، لا يوجد شيء بهذا الشأن بهذه الكيفية، ولكن العدوان بهذه الطريقة. قوموا واستغفروا الله سبحانه وتعالى. طيب، أستأذن. فضيلتكم كانت تُحيلنا إلى تعليقات حضراتكم وإجاباتكم على سؤالنا على الفيسبوك. كان سؤالنا: ما حدود حرية الإنسان وإرادته من وجهة نظرك؟ أحمد طارق يقول: الحرية في اتخاذ القرار، وتكون هذه الحرية لا تضر أحداً من خلق الله. مروة مصطفى تقول: الحرية تعني المسؤولية،
أن تكون حراً ما لم تضر. محمد يوسف... فيقول: حرية الإنسان بما يتناسب مع المجتمع وآدابه والشرع وعقائده. هذه بعض من أسئلتكم على تعليقات حضراتكم على الفيسبوك. أما على الاسم الذي هو أحد المشاركين، مولانا يقول له: "حضرتك طيب، ماذا أفعل بعد كل ما ذكرتَه فضيلتك؟ ماذا أفعل الآن لكي يرضى عني ربنا وأدخل الجنة؟ أنا خلاص استسلمت". وعرفت ولكن ماذا أفعل لأدخل الجنة؟ وربنا يعني سلّم تركنا هكذا وقال لنا إن هناك خمسة أمور لابد أن نفعلها: الشهادة والصلاة وصيام رمضان والزكاة والحج، وقال لنا ربنا يقول: "واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون". فقط يؤدي الفرائض الخمسة هذه ويكثر من ذكر الله. نعم، هذا ما عليه أن يفعله، بارك الله. فيكم مولانا جزاكم الله خيراً، الشكر موصول
لحضراتكم مشاهدينا إلى اللقاء.