#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 3 نوفمبر 2014 | حقيقة يوم الحساب.. حكم المؤمنين العاصين

أهلاً بحضراتكم وأتمنى أن تكونوا مستعدين لكي نستكمل هذا اللقاء مع فضيلة الإمام ونتحدث عن أهوال يوم القيامة. عرفنا من فضيلته بالأمس أن يوم القيامة هذا اليوم بألف سنة من السنين التي نعيش فيها، وأن هناك فترات وفترات ومراحل في هذه الفترة، فترة للتعارف ثم الناس تستكشف. هذا العالم الذي هم أصبحوا فيه ثم يأتي يوم الحساب أو
يأتي الحساب. نبدأ مع فضيلة الإمام من هذه الجزئية بعد التحية وأرحب به فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. السلام عليكم فضيلة الإمام. وعليكم السلام ورحمة الله. أهلاً وسهلاً بكم فضيلة الإمام. بالأمس بعد الحلقة التي تحدثت فيها عن ما سيشهدون أو سنشهد من أهوال في يوم القيامة قبل الحساب هناك. يعني من قال لي بهذا الشكل: أنا ذنبي ماذا؟ ربنا خلقني لماذا؟ هل أُميت ابني أو أُميت ابنتي التي لم تزل مولوداً أو مولودة حتى لا ترى هذه الأهوال ولا يكون لها ذنب فيما حدث والله خلقنا لكي يعذبنا، قيل لي هذا الكلام. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الله سبحانه وتعالى عندما خلق الخلق لم يتركهم عبثاً، لم يتركهم هكذا كل واحد وعقله ومخه، بل
إنه أمرهم ونهاهم وأرسل إليهم الرسل وأنزل إليهم الكتب وكلفهم. والسؤال لهذا الظريف الذي كلمك أمس، قل له: أنت مؤمن بالله؟ فسيقول لك: نعم طبعًا. قل له: هل امتثلت أمره فصليت وزكيت وكففت أذاك عن الناس وعمرت الدنيا وقلت الصدق، أم أنك كنت من الكاذبين المفسدين الطغاة البغاة ممن يريقون الدماء ويؤذون الناس؟ إن كان من الصنف الأول الذي يطيع الله أخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه قال أحدهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: "تعرج الملائكة والروح
إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة". الرجل حمل يوم القيامة على خمسين ألف سنة وليس على ألف سنة. نعم. ما أطول هذا اليوم! نعم، يعني سنجلس خمسين ألف سنة. أليست ألف سنة؟ القرآن يقول: "إن يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدون"، فنحن حملناها على ألف سنة. حسناً، فضيلتك، بعد الفاصل سنعرف ثانيةً هل ستكون ألف سنة أم خمسين ألف؟ نحن ألف سنة وشعرنا بالدوار بالأمس فما بالنا لو كانت خمسين ألف سنة، فلنقم إذاً للصلاة حتى يكرمنا الله، اللهم آمين. ونستمر
أذان المغرب. بحضراتكم مرة أخرى، ونعود إلى الحديث مع فضيلة الإمام ونتعرف من فضيلته هل يوم القيامة ويوم الحساب هو بخمسين ألف أم بألف سنة مما نعد؟ دعه بألف سنة. كفاية يا مولانا، كفاية، ألف سنة، لأنه هو القرآن لما قال إن يوماً عند ربك (كألف سنة مما تعدون). لكن الآية تقول "تعرج الملائكة والروح إليه"، يعني في مسافة، لكن هنا ليس هناك مسافة. إنه يوم عند ربك بألف سنة، فسنواصل على ألف سنة، لكن ألف سنة كثيرة، وسنرى ماذا سيحدث. عندما سأل الرجل سيدنا عن خمسين ألف سنة، قال له: "ما أطول هذا اليوم". سيدنا لم يقل له أن هذا ليس يوم القيامة أو غيره، وذلك بسبب قضية النسبية. وبسبب النسبية سيكون هناك يوم بخمسين ألف
وهو نفس اليوم بألف إلى آخره لكن هناك قال إنه تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، لم يقل مما تعدون، لكن عندما جاء وذكر الألف قال مما تعدون. نعم، يعني عند ربك كألف سنة مما تعدون، وعند - يعني - في أمر الله سبحانه وتعالى قياساً، فلنبق في موضوع الألف. لأنه قد يكون في يوم آخر هو نفس ذات اليوم، نعم، هنا بالعد هذا يبلغ ألفاً، وبعد ذلك يبلغ خمسين ألفاً، نعم. فالرجل قال له: ما أطول هذا اليوم! فقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أحمد عن أبي سعيد الخدري: "والذي نفسي بيده" - يقسم بالله - أنه أقصر على المؤمن من صلاة
مكتوبة. الله، يعني حوالي ثلاث دقائق أو أربع دقائق، عشرة بالكثير، سيجلس يشاهد هكذا المؤمن على منابر من نور وفي ظل الرحمن، تمر عليه الحكاية هذه كلها كأنه يشاهد مشاهد بقدر صلاة المغرب، ثم ينتهي الأمر ونمضي. إذاً، إذا كان أخونا الذي يسأل مفزوعاً ومتعباً ويتساءل: "لماذا يفعل بي هكذا؟"، ماذا سيفعل بك؟ سيفعل بك كل خير إن شاء الله. ولكن قدِّم السبت تجد الأحد أمامك. الدنيا مزرعة الآخرة. الاعتقاد في اليوم الآخر يتدخل في سلوك الإنسان. أنا عندما أذهب وأريد أن أرتكب معصية، أتذكر يوم القيامة وأنه هكذا سيغضب ربنا وفي يوم القيامة ستُحاسب، هذا يساعدني أن ألجم نفسي ولا أقع
في المعصية. فالإيمان باليوم الآخر ليس مجرد تصديق ولا مجرد فكرة ولا مجرد إيمان بالقضية، لا، هذا له أثر مباشر في السلوك، هذا سيمنعني وسيدفعني، سيمنعني من الشر وسيدفعني إلى الخير. عندما أشعر بالبخل وأتردد في التصدق، قائلاً لنفسي: "لا، قد أحتاج هذا المال"، أتذكر أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وأنها ستنفعني يوم القيامة بالتأكيد. ثم أفكر في فضل العطاء ونفع الناس، وأن من يفرج عن مؤمن كربة من كربات الدنيا، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة. إذن القضية هنا أن الإيمان باليوم الآخر ليس محض تصديق وإيمان واستقرار ومعرفة، ونعم نحن نعلم أنه يوجد يوم قيامة فقط، وأنا
أسير في الاتجاه المعاكس، لا إنه عبارة عن مؤثر في المنع من الشر والدفع إلى الخير، نعم صحيح، هل أنت منتبه؟ وكذلك لديك حديث آخر في ابن حبان، صحيح ابن حبان عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: "يُوضَع للمؤمنين كراسي من نور وتظلل عليهم الغمام، تظل تظلهم الغمام. يأتي غمام هكذا يخلقها ربنا. نقول ما هو الظل؟ ظل العرش، ظل الغمام. وطبعاً الغمام ستكون موجودة وستصنع ظلاً، ستعمل كتكييف الهواء. هل أنت منتبه كيف سيكون؟" ذلك اليوم يكون
ذلك اليوم أقصر على المؤمن من ساعة من نهار. نحن هناك قلنا من صلاة مكتوبة والمكتوبة قلنا عشر دقائق. نعم، لا، دعها ساعة. من نهار. فسيكون هناك أناس ستمر عليهم هذه المشاهد في ساعة، وهناك أناس ربما ساعتين، وهناك أناس ستمر عليهم قليلاً هكذا، فهو عندما يقول لك مرة مكتوبة ومرة ساعة، يريد أن يقول لك أنها بالنسبية، أي ستختلف من شخص إلى آخر على قدر أعماله في الدنيا، هكذا الأمر. وكذلك هناك، كما قلنا بالأمس، العرق، نعم صحيح، قلنا إن هناك أناساً يغرقون حتى أرجلهم، وهناك حتى مستوى لترين، وقلنا حتى الركبة، وقلنا إن هناك من يختنق وينزل ويطلع برأسه، إذا هذه المشاهد كلها ليست لكي نُرعَب، هذه المشاهد كلها لكي نعمل
بشكل صحيح. هل يمكننا الآن أن نعمل ونترك الفلسفة الكاذبة والاستظراف؟ نحن الآن سيكرمنا الله ويقول لنا. إذن الرجاء في وجه الله كبير. دعاؤنا هو: "اللهم أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب ولا عتاب ليس عقاباً فحسب، بل حتى أيضاً لا تضيّق علينا كثيراً في أي شيء، أنت رحيم ونحن في حاجة إلى رحمتك ولست في حاجة إلى مؤاخذتنا. هب مسيئاً لمحسننا، وأيضاً هناك أناس سيشفعون لأناس، يعني يفعل هكذا. نعم، إذا كانت قضيتي هي تحويل العقيدة إلى تأثير في السلوك اليومي لكي نفعل الخير ونمتنع عن الشر. فضيلة الإمام. بعد أن انتهينا من هذه المرحلة الأولى في يوم القيامة، ثم متى سنبدأ
الحساب؟ كيف سيبدأ الحساب؟ كيف سيأتي الله والملائكة؟ كيف سيكون؟ كيف سينصب الميزان؟ في كل هذه الأمور؟ السيدة عائشة تسأل سيدنا عليه الصلاة والسلام: أيذهل الحبيب عن من أحب يا رسول الله يوم القيامة؟ قال: "أما في ثلاث فنعم"، يعني في ثلاث مواقف، هي هذه المواقف التي - رقم واحد - لكي نختصر لأن الحديث طويل، رقم واحد: عند الميزان، نعم، كل شيء حتى يثقل أو يخف إلى أن تظهر النتيجة الخاصة بالحسابات التي ستحصل أمام الميزان الذي ولا يظلم ربك أحدا. فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره. هذا
الميزان سنراه الآن. في تلك اللحظة لن أعرفك ولن تعرفني. كنتُ حبيبك في الدنيا، لا بأس، ليس الآن. بعد ذلك سيحدث أن الكتب في سجلات كهذه في الميزان ستطير في الهواء، وبينما هي تطير في الهواء ستتجمع صورة كتاب، أي بدلاً من أن تكون ورقاً، نعم، ستُجمع وتصبح في كتاب واحد. والكتاب أصبح، أي مثل ماذا؟ هناك كتاب عن الجنة وكتاب آخر عن النار. "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا"، ها، والآخر في المقابل "وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ" فيكون إذن في التطاير. هذا هو الموقف الثاني الذي الأحباب سينسون بعضهم فيه
إلى أن ينزل الكتاب في يدي اليمين أو في يدي الشمال فيكون في الميزان في التطاير، وبعد هذا التطاير يكون هناك مناقشة للحساب. النقطة الثالثة هي مناقشة، للحساب، نعم التي هي عقاب وعتاب: "أنت لماذا فعلت هكذا؟ أليس كان الأولى أن تفعل ذلك، أنت أخذت حق فلان، والآن كيف سترده له، حتى لو كان من أهل الجنة، لأن الإجابة ستكون في الحساب. فلنتبع الخطوات الثلاث لنفهم بعمق ما الذي سيحدث، لكي يؤثر ذلك في سلوكياتنا، ليس فقط لنؤمن به، ولا لنرتعب لكي نحسب حسابه. لكي نحسب حسابه، نُجهِّز أنفسنا لأن ربنا كريم، وأكرمنا كرماً نعم كرم المحب
لحبيبه فهو يحبنا، نعم، وصنعته نعم، فهو أراد لنا هذا الخير. فالمهم هل أكمل؟ تفضل يا سيدي، يعني إذا في أول شيء الميزان، هل يوجد شيء قبل الميزان؟ يعني قبل الميزان، قبل الميزان التعارف. هل سنرى العرش؟ وقدوم العرش؟ كل هذا سيأتي بعد الميزان، بعد هذه الخطوات الثلاث، لأنه بعد هذه الخطوات توجد مرحلة إلى أن ندخل الجنة، يحدث فيها أننا سنذهب إلى الأنبياء لنتوسل إليهم أن يخففوا عنا قليلاً، فالنبي عليه الصلاة والسلام سيؤدي هذه المهمة، فيكون رحمةً للعالمين وفي... بعدها أننا سنسير على الصراط، والصراط هذا جسر منصوب على جهنم. نعم، الذي يعبره انتهي الأمر وعبر إلى باحة أو ساحة الجنة، نعم.
الذي لا يعبر، والعياذ بالله، سيسقط. والنار هذه عبارة عن سبع دركات، سبع مستويات، وشخص يسقط فيذهب إلى المستوى الأول أو الثاني أو الدرك الأسفل من النار الذين هم المنافقون هؤلاء الذين في أسفل النار، الضحضاحة هي تلك النار التي في الأعلى تفنى فيخرج منها الناس إلى العرصات ويدخلون الجنة بعد ذلك. فهذا المشهد بصورة عامة، بدأنا بالحشر بالنشور، وهم من الأجداث ينسلون، ثم بعد ذلك بدأنا نتعارف، وبعد ذلك بدأنا نذهب إلى الميزان. نعم، عندما ذهبنا إلى الميزان، هذا له كفتان مثل الميزان القباني، كالميزان الذي نستخدمه للفواكه، صحيح؟ ذلك
الذي كان يُحمل والذي هو رمز القضاء. رمز القضاء تمامًا، الذي هو علامة القضاء حتى الآن، تجده هكذا ويُحمل وما إلى ذلك. وله كفتان، واحدة توضع فيها الحسنات وأخرى توضع فيها السيئات، بالإجمال. الحسنات كتبت. عندي ملك على اليمين يسجل الحسنات، وملك على الشمال يسجل السيئات، وذلك حسب ما أفعل. وهم يقومون بالترجمة فقط، أي أنهم لا يتدخلون ولا يدفعونني للخير، ولا يدفعني ذلك إلى الشر - حاشاهم. هم يسجلون الخير والشر بأدوات تسجيل مختلفة، لكن على كل حال، فإن كل حسنة يكتبُها لي ويعطيني وزناً لها، قد تكون عشرة، وقد تكون
مائة، وقد تكون سبعمائة، وقد تصل إلى أضعاف كثيرة حسب إخلاصي ونيتي ومدى نفعي للناس. مثلاً أعطيت شخصاً عشرة آلاف جنيه مساعدةً، وأنا رجلٌ ميسور ولم تؤثر في ولم أشعر حتى بأنني نفعت الناس أو أي شيء آخر. مليونير كبير جداً، فقاموا بوضع عشرة آلاف في عشرة، ولا يظلم ربك، فيصبح مائة ألف. إذن لي عندهم مائة ألف. لكن لو أن العشرة آلاف جنيه كانت كل ثروتي، دفعتها له. ومع ذلك أنا دفعت عشرة آلاف، فإذا به بدلاً من أن يضرب في عشرة، يضرب في مليون في الثقل الخاص بها، عشرة في عشرة آلاف في كذا، وبعد ذلك ثقلها مليون هل انتبهت؟ أتعلم؟ أنت تعلم أن القطن
والحديد، هذا كيلو وهذا كيلو، لكن هذا هش وهذا مُركَّز وهكذا. فهناك أمور ستحدث، على سبيل المثال الملك الذي يكتب لي على اليمين، هو سيُحضِر سجلاته، والملك الذي على الشمال سيُحضِر أقول مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. يعني سنرى الأعمال أمامنا. هذه لفتة للعين هكذا يعدها. النبي عليه الصلاة والسلام، نهانا أن ننظر في كتاب أخينا من غير إذن، فذهبت فقط أنظر هكذا، أريد أن أرى من أين جاء له هذا الكتاب، فرميت بصري هكذا. على التوقيع تحت مثلاً، يعني ممنوع. أنت ارتكبت سيئة، ستجدها موجودة في سيئة. أنت فعلت هذا لماذا؟ هكذا طبعاً أصبحت الذنوب والأشياء. سأجدها كلها، سأجدها هكذا، سأجدها، وهكذا سأجدها. فيأتي صاحب
السيئات، يحسب لي السيئة سيئة واحدة عندما أفعلها، لكنه يفعل حركة لمصلحتنا بأمر الله. هذا ورد في الحديث الصحيح. أنه يتأخر ست ساعات من ساعاتنا هذه، بمعنى أنه لا يكتبها عليّ لمدة ست ساعات، ويراني هل سأتوب أم لا. من الممكن أن يقوم شخص بالمعصية ثم يقول: "أستغفر الله العظيم"، فلا تُكتب عليه المعصية. انظر إلى الكرم، انظر إلى الحلاوة، انظر إلى الرعب لدى من كان يسألك بالأمس. بالأمس لا، أنت افهم واعرف عن ربك واعرف أنك تتعامل مع رب كريم. أي شخص سيتوب إلى الله من ذنبه قبل ست ساعات، فإن الملك لن يكتبها، وهذا وارد في الحديث الصحيح ومسجل بست
ساعات أنه: "إذا عمل أحدكم سيئة انتظر ملك السيئات ست ساعات ثم يسجل عليه إذا لم يتب"، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يرشدنا دائماً في التعامل مع الذنوب أن نسارع بالخيرات، نسارع بالحسنة لتمحو السيئة، نعم وفسر المحو هكذا: أن أذهب فأتوضأ، أتصدق بشيء، أصلي ركعتين بنية التوبة، أنفع شخصاً بشيء، أساعد شخصاً، وهكذا. والنبي قد وسّع كثيراً في هذه الأمور لدرجة أنك إذا وجدت شخصاً. كبير في السن ويريد أن تحمل له القفة على رأسه، فتعاونه بحركة بسيطة مثل هذه، قال: إن هذه تكفر الذنوب. نعم، سبحان الله! الصيام يكفر الذنوب، والذكر يكفر الذنوب، والقرآن يكفر الذنوب، والدعاء
يكفر الذنوب. الذكر شيء جميل جداً، رائع. فسآتي أمام هذا الميزان، وسيضع في هذه الكفة الحسنات المكتوبة، وسيضعها بثقل وكفاية. الذي موجود وهذا في السيئات هكذا. طيب عندما حدث هكذا، واحدة من الكفتين طاشت، يعني واحدة ثقلت. واحدة ارتفعت وواحدة عالية كانت ثقيلة، تمام. نعم، والثانية كانت خفيفة. فهذه الخفيفة يعني ليس لها وزن مثل الثقيلة. ستتحول إلى كتاب، ستتطاير الأوراق. نعم، فهذه الخفيفة هي على فكرة، الأمر ليس بالحجم، سيأتي أحدهم من ضمن المشاهد التي رواها لنا نبينا عليه الصلاة والسلام، أحد السجلات الخاصة به من الذنوب
تصل إلى عنان السماء، طويلة هكذا بطول مائتي متر، وبعد ذلك قالوا له: أأنت مطلع على كل هذا؟ قال لهم: نعم. قالوا له: أليس لديك حسنة نسيتها أو شيء ؟ قال أي حسنة؟ بكم ستضربونها يعني؟ لو ضربتها في مائة مليون فلن تنفع. أى حسنة إذن؟ قالوا له: لا، أنت لك عندنا شيء. ما هو؟ فأخرجوا بطاقة صغيرة هكذا، بطاقة، وقال لهم: أنتم تسخرون مني! هل هذه البطاقة ستساوي كل هذه الجبال؟ قالوا: والله لا يظلم ربك أحداً، أنت لك. لدينا هذه البطاقة، فعندما وضعوها في الميزان طارت الأوراق. قالوا: ما هذه البطاقة؟ ماذا فيها؟ هذه شيء مهم جداً. قالوا: لأنك في مرة من المرات أو طوال حياتك كنت تقول لا إله إلا
الله من قلبك، لا إله إلا الله، فكل السيئات التي فعلتها كنت تفعلها وأنت خائف لا وأنت فاجر وغافل، لا وأنت متضايق، عارف أن هناك ربنا وعارف أن هناك آخرة وكذا، عارف أن هناك رب، لكنك تخطيء. نعم، فهذا يسمونه حديث البطاقة. ليس هناك إلا بطاقة واحدة، لكن عندما كانت بصدق وإخلاص وشيء من القلب والقلوب الضارعة إلى الله سبحانه وتعالى هذا أخرجه الترمذي هذا مشهد عن من الميزان عندما تتطاير هذه الأوراق، ستتكون ويجمعونها على الفور بسرعة في صورة كتاب إما للجنة وإما للنار، كتاب إما بيمينك وإما بشمالك. ونعوذ بالله بعيداً عنا بشمال ذلك الذي سيأخذ.
نحن سنأخذ باليمين إن شاء الله، اللهم آمين. إذن الحكاية هكذا: ثم عبرنا بوابة الميزان، ثم انتقلنا إلى بوابة ثانية وهي مناقشة الحساب. وهنا نأتي وندعو ونقول: يا رب استرها معنا يا رب، لأن كل واحد له - ولله المثل الأعلى - ولكن لكي نقرب الكلام: اسطوانة مسجل عليها صوت وصورة، ما في الداخل وما في الخارج، حتى الذي قلته في عقلي والغيبة والنميمة التي قلتها والاحتقارات التي احتقرتها لعباد الله ستخرج. حسناً عفواً فضيلة الإمام، يعني فضيلة الإمام أعلم في حديثنا، ولكن لا أعلم نص الحديث أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال بأن أمتي لا يؤاخذوا بما يفكروا فيه أو كما. قال
يعني هل سنؤاخذ بما نفكر فيه؟ هل سنجده في هذا الكتاب أو في هذه الذاكرة أو في هذه المفكرة التي سنجدها في الآخرة كي نحاسب عليها؟ مستويات التفكير التي في داخلنا خمسة، أربعة منها لن يحاسبنا الله عليها، وهي: الهاجس، والخاطر، وحديث النفس، والهمّ. ويحاسبنا بالقصد المؤكد وهو النية يصبح خمسة، أربعة منها لن يحاسبنا عليها، حسناً ما هي الأربعة التي لن يحاسبنا عليها؟ الهاجس، ما هو الهاجس؟ أنا جالس هكذا ومرت أمامي زجاجة خمر ثم ابتعدت. ما معنى هذا؟ هاجس. هل تنتبه؟ إذا ثبتت تصبح خاطراً، أي أنني فكرت فيها، فكرت في أن
أشربها، يعني لأجل أن أشرب خمراً - والعياذ بالله - وهي نجسة بالضبط، تحدث أشياء غريبة. ما هذا القرف؟. ثم حديث نفس. حسناً، ما رأيك أن تجربها؟ هذا حديث نفس. أنا أريد أن أجربها. هَمَّ بها. نعم، فتكون درجة الهَمّ وصلت إلى هنا. الهَمّ هنا بمعنى الميل، ليس الشروع. الميل قبل الشروع. نفسه حدثته أن جرب خذ لك رشفة مثلاً. فلأجرب هذا، هم، كل هذا لن يُحسَب ولن تراه، بل هو مرفوع عن أمتنا، لكن ليس مرفوعاً عن الأمم السابقة، سيُحاسَب عليه، يُقال له: أنت تعلم لماذا حدث لك هذا الأمر؟ لأنك جلست تنظر إلى الخمر والنظر للخمر حرام، وأشياء من هذا القبيل يتدخلون في حكايات طويلة، لكننا من الرحمة أن هؤلاء الأربعة غير موجودين. أما النية، فقد نويت أن أشربها، نعم، أصبحت متأكداً وسأذهب
لأشتريها وأشربها، فهنا ستظهر المشكلة. نعم، هنا سيُحاسب الإنسان على النية التي كان يفكر فيها. الذي هو القصد العازم المؤكد لكن الثلاثة أو الأربعة التي قبل ذلك لا، لن تظهر. فسيظهر كل ذلك صوتًا وصورة، فسيأتي ليقول لي: أنت فعلت كذا، الذنب الفلاني. فيأتي ليقول له: لا لم أفعل. هناك أناس سيعترفون، وآخرون اعترفوا بذنوبهم، يعني أنا فعلت، سامحنا إذًا. وهناك أناس من الوقاحة ستقول له: "لا، لم نفعل أي شيء. هل سيعاندون ربنا؟ ليست مسألة ربنا، بل إنه هو الذي يحقق معه الملائكة. نعم، لأن الملائكة هم الذين يحققون. هو يريد أي منفذ، لأن وجهه ذهب في ستين في
سبعين. فيقول له: أنت فعلت كذا، فيرد: لا، لم أفعل. هنا تنطق يده، فتقول له: لا، أنا سرقت. ماذا سرقت؟ أنا سرقت. جلده ينطق، رجله تنطق بالمعاصي التي كان يرتكبها. فينظر إليهم هكذا ويقول لهم: حسناً، كنت أدافع عنكم، ألا تعلمون أننا سنذهب في داهية جميعاً. في هذا المشهد يقولون له: حسناً، ولله الحجة البالغة. فيأتي مشغل. الفيديو أيام كان يسرق، أيام كان يرتشي، أيام كان يكذب، كل هذا مسجل، كله مسجل. ولذلك اللجان الإلكترونية التابعة للإخوان المسلمين الذين يشتمون ليلاً ونهاراً، هؤلاء غافلون، هؤلاء لا يعرفون ماذا يفعلون بأنفسهم، أو ماذا تفعل بهم قياداتهم. شتيمة طوال الوقت. هل أنت منتبه؟
في الحقيقة أن الحالة التي نحن فيها هذه هي غفلة عما سيحدث. كل هذا مسجل وكله سيظهر، وستظهر لك أعمالك. فهنا تأتي فترة المناقشة والحساب. وهناك أناس يقولون: "ادخل أنت من غير حساب، سبعون ألفاً يدخلون الجنة من غير حساب". هذا قليل جداً يا مولانا، قليل. ولكن مليارات، ولكن ما... انتبه جيداً، عندما نحسبها أن مع كل واحد من السبعين هؤلاء أيضاً سبعون ألفاً يدخلون معه، كل واحد من السبعين ألفاً معه سبعون ألفاً، سبعون ألفاً، فيكون سبعون ألفاً في سبعين ألفاً، بكم يكون؟ بأربعة مليارات وتسعة من عشرة، على شيء كثير... هكذا ضبطت. يتوكلون ولا يسترقون وعلى
ربهم الذين لا يكتوون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون هم المتوكلون، هؤلاء يُدخلهم ويُدخل أيضاً معهم طوائف كثيرة. هناك أناس سيقفون، وما من أحد وقف للحساب إلا كان الحساب نفسه شيئاً مؤلماً لأن فيه مناقشة، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: "من نوقش الحساب عُذب" ليس عذب بالنار، لا الحساب في نفس الموقف في نفسه. يعني تخيل شخصاً يحقق معي طوال عمري ويقول لي: أنت أخطأت هنا، وفعلت هنا، ولماذا فعلت، ومن أين أحضرت هذا الشيء، وإلى أين أخذت هذا. لماذا عندما طلب منك فلان المساعدة لم تساعده؟ فالمسألة إذا فهمناها هكذا سيتحول يوم القيامة. إلى
مؤثر إيجابي في سلوكياتنا، كل شيء نقوم به في حياتنا ونفكر فيه بنية سيئة أو نفعله ونحن غافلون ونقول: "ليس مهماً، لا أحد ينتبه لهذا، إنه شيء بسيط وتافه، والله يغفر"، كل هذا سيُسجَّل وسنُسأل عنه، والأمر يعتمد على التوبة، والله قد فتح لنا باب التوبة. قلنا إنه إلى أن تخرج الشمس من مغربها - في الحلقات الخاصة بعلامات الساعة - فتوبوا إلى الله بسرعة تُب قبل الموت والفوت، تُب إلى الله، والتوبة سهلة: "يا رب اغفر لي"، فقط، يعني شيء غريب، لكن من قلبك فقط، وأنت خائف من ربنا وتحب ربنا، نعم. فبعد المشهد والحساب وهكذا إلى آخره اذهب إذاً واجلسوا إذاً انتظروا النتيجة فيكون
قد حصل ميزان وحصل التطاير وحصل استلام الكتب اليمين والشمال ثم حصلت المناقشة والنتيجة إذاً من هنا ننتظر قليلاً لماذا إذاً؟ أنا أب مات لي ابن وعملي ليس تماماً والنتيجة كانت ليست في صالحي ثم فجأة بعد ذلك وأنا طبعاً مرعوب، هذا هكذا سأدخل النار أم ماذا؟ أنا ظهرت نتيجتي راسباً، فأجد الولد يخطو ناحيتي ويأتي ويأخذني من يدي إلى الجنة. سبحان الله! نعم، ما قلناه بأن الأولاد المسلمين كذا وكذا عندما توفي محمد بن علاء مبارك، خرجنا وقلنا
هاتين الكلمتين في التلفزيون، فواحد من إخواننا الذي لا أدري كيف يعيش في نفسه قال لي: كيف تعزي علاء ابن مبارك؟ هذا لا ينتبه إلى شيء على الإطلاق. قلت له: أنا أعزي كل المسلمين بمن فيهم علاء مبارك عندما يفقد ابنه الذي يحبه وما إلى ذلك. هذا الولد يعني... أنت تقول... إن علاء في الجنة، لست أنا، نعم لست أنا ولا أنت، نعم، سبحان الله. الذي مات له طفل أو الذي مات له ابن فصبر وهكذا إلى آخره، سيأخذه بيده إلى الجنة. نعم، فهذه إذن استثناءات. هؤلاء الناس، يعني الذين توفي أولادهم، سيأخذهم أولادهم بأيديهم إن شاء الله إلى الجنة. هكذا هو فأصبح الشهداء في رفح، النساء اللواتي يبكين على هؤلاء الشهداء وما إلى آخره. نعم، هؤلاء الأطفال سيأخذون، وأنا أسليهم وأزورهم وما شابه
ذلك. أقول لهم ماذا؟ أقول لهم: أنتم ضمنتم الجنة هكذا، أنتم ضمنتم الجنة لأن الطفل الذي مات هذا هو، أو الشاب الذي مات، سيأخذ بيديك أنت وأبوه. الأم تكون مقهورة جداً، نعم، صحيح. سيأخذ بيديك أنت ووالده إلى الجنة. نعم، كذلك الأم بعدما تكون حاملاً خلال فترة الحمل، وبعدما تُنفخ الروح في الجنين، وبعد ذلك يُتوفى سواء قبل الولادة مباشرة أو أثناء الولادة أو بعدها مباشرة، هل سينطبق عليها نفس هذه البشارة؟ ربنا كريم. نعم، اللهم آمين. لماذا؟ ما معنى أن الله كريم؟ الله واسع الرحمة، نحن نتعامل مع رب كريم، ولذلك كل هذه الأمور تجعلني أتسلى. انظر كيف أن الإيمان باليوم الآخر يتحكم في سلوكي بشكل صحيح، فقد جعلني عندما أفقد الولد أصبر. نعم، بل نقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولا نقول ما يغضب الرب. لماذا؟ لأننا نملك إيماناً صادقاً في هذا الكلام. هذا
الكلام ليس مجرد صورة ولا مشهد، بل له أثر في سلوكي بالفعل وعدم الفعل. بارك الله فيكم فضيلة الإمام. نستأذن حضراتكم للخروج إلى فاصل قصير، وبعد الفاصل نلتقي مرة أخرى مع فضيلة الإمام وأسئلة حضراتكم على الرسائل النصية القصيرة، على الهاتف وعلى صفحتنا على الفيسبوك ابقوا معنا، أهلاً بحضراتكم مرة أخرى. فضيلة الإمام، كنا نعلم أن هناك حديثاً عن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعرض للصحابة حينما كانوا يسخرون من أحد الصحابة بسبب شكل ساقه، والنبي عليه الصلاة والسلام قال بأن ساقه في الميزان أثقل من جبل.
هل بالتالي نفهم من هذا الحديث على ما أتذكره بهذا الشكل أن الإنسان سيوزن بجسده أو أن جزءاً من جسده سيكون في الميزان؟ ولماذا هذا التشبيه بالذات بأن هذه الساق ستزن في الميزان أو يكون لها وزن في الميزان؟ لا، هو الذي سيوزن عمل تلك الساق، نعم عمل. تلك الساق - نعم بأنها جاهدت وأنها سعت في سبيل الله. أتعرف من هو صاحب هذه الساق؟ إنه عبد الله بن مسعود، سيدنا عبد الله بن مسعود. نعم، عبد الله بن مسعود هذا كان يقوم في الصلاة فيقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أراد منكم أن يسمع القرآن كما أُنزل فليسمعه بقراءة ابن أم عبد الذي هو سيدنا عبد الله بن مسعود. أتعرف من هو عبد الله بن مسعود هذا؟ إنه الذي قتل أبا جهل في بدر. إذاً هذه الساق قد قامت بأعمال من قيام الصلاة، من الجهاد في سبيل الله،
من السعي في الخير، سيدنا عبد الله بن مسعود كان يعمل كثيراً طلباً للرزق، ولكن الأرزاق كانت قليلة لديه بعض الشيء لأنه كان متفرغاً نوعاً ما للعلم والحفظ والتدريس وما إلى ذلك، لكن الأسواق كانت تأخذ منه أيضاً مجهوداً. فمرة زوجته، وكانت زوجته ميسورة الحال قليلاً، أخرجت الزكاة فأعطتها له ليوزعها على الفقراء مع أن احتياجات البيت كانت موجودة فأخذها منها وصرفها في البيت فالسيدة خافت أن تكون الزكاة بهذه الطريقة حراماً أو غير صحيحة، فذهبت وقالت للنبي عليه الصلاة والسلام: "الحق، عبد الله بن مسعود أخذ مني الزكاة وصرفها علينا وعلى البيت وعلى نفسه". فقال: "هذا أولى". دعي
عبد الله. عبد الله فقيه من الفقهاء العبادلة الأربعة الكبار، فانظر كم هو تعبان أتلاحظ ذلك، وهو فقيه وهو مجاهد وهو قارئ وهو مَن هو؟ سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه، وكان من الثمانية الأوائل الذين أسلموا في مكة، وله هجرة وغيرها إلى آخره، فهذه الساق قد قامت بأعمال ما أنتم لا تعرفون ماذا تفعل في الميزان القيامة نعم ها ليست مضروبة في عشرة، بل مضروبة في ملايين. هذا سيدنا عبد الله بن مسعود نعم. بالتالي يكون المقصود هو عمل هذه الساق، أجل عمل هذه الساق. فهذا هكذا، بعد أن ننتهي من الميزان وبعدها سندخل في الكتب، وبعدها سندخل في مناقشة الحسابات وما إلى ذلك، سندخل في الشفاعة. عفواً يا مولانا، ولكن قبل الحديث عن
الشفاعة، نحن نعلم أن الحيوانات والدواب ستقتص من بعضها البعض، فهذه ستنطح تلك كما نطحتها في الدنيا. أما نحن كبشر، فكيف سنقتص من بعضنا؟ هناك أساليب كثيرة، فعندما يناقش الحساب، يأتي النبي عليه الصلاة والسلام ويقول: "أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس هو الذي ليس معه درهم ولا دينار. قال لهم: لا، إن المفلس هو الذي سيأتي يوم القيامة وكان مليارديراً أو ما شابه، لا مانع من ذلك، لكنه سيأتي يوم القيامة وقد سب هذا ولعن هذا وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته، نعم. فإذا لم تكن له حسنات، أخذ من سيئاتهم فوضعها عليه. فهذا أثناء المناقشة الخاصة بالحساب لكي نصل إلى النتيجة النهائية بشكل صحيح، أي شخص ظلم آخر بشكل
محدد، فسنأتي بالمظلوم، وسيقول له: خذ من حسناته، وإذا انتهت حسناته، يأخذ من سيئات المظلوم ويضعها على الظالم، يضعها بهذا الشكل فقط. هذه واحدة، والثانية أنهم يتسامحون مع بعضهم في مقابل، يعني شخص قتل شخصاً آخر. فأصبحتُ أنا الذي قُتِل مظلوماً، فيأتون يوم القيامة ويقول أنا مظلوم. الظالم، هاتوا من حسناته وضعوا على سيئاته. الظالم تاب وأصبح من الناس الطيبين، تماماً. بعد القتل تاب وأناب وهكذا إلى آخره. يقوم فيقول له: "ما رأيك أن تعفو عنه ولك هذه القطعة في الجنة" ويُريها له فيقول: هذه لأعفو عن هذا. عفوت، نعم. إذن المقتول، المظلوم، يعفو عن الظالم في مقابل أن الله سيفعل له، لأن الظالم تاب،
لأن الظالم تاب. فالأمور واسعة. ربنا يلطف بنا يا رب. بارك الله فيكم فضيلة الإمام. غداً بإذن الله سنكمل، أو السبت، إن شاء الله مع حلقة السبت سنكمل باقي هذه المشاهد حتى الجنة والنار، جنة بإذن الله. ننتقل إلى اتصالات حضراتكم الهاتفية. أستاذة راجية، تفضلي يا سيدتي. السلام عليكم. وعليكم السلام. من فضلك أريد أن أستفتي فضيلة الشيخ بالنسبة لمن يكون عليه نذر وأنا ليس لدي إمكانية أن أوفي به في هل يجوز لنا أن ندفع النقود لبنك الطعام هذا؟ سؤال آخر، لا بأس. ما هو السؤال؟ هل يمكن تحويل النذر الذي لا يستطيع الوفاء به لبنك الطعام؟ أليس كذلك المقصود يا راجية؟ نعم، حسناً، هذا حول الأسلوب. حسناً، ماشي. السؤال الثاني: كنت في الحج، ثم رميت الجمرات بعد الساعة الثانية عشر ليلاً. فهل يكون علي دم؟ رمي الجمرات بعد الثانية عشرة بعد منتصف الليل. حاضر يا أستاذة منى، تفضلي سيدتي. السلام عليكم. وعليكم السلام. من فضلك، أنا كنت أسأل عن
صلاة سجود السهو، أريد أن أعرف شروطها وأحكامها. سجدة السهو. حاضر، سجود السهو، أنا أسأل عن شروطها وأحكامها. حاضر، أنا طوال عمري أخرج زكاة مال اثنين ونصف في المائة من كل شيء آخذه، فوجئت أن فضيلة الشيخ يقول عشرة في المائة على الأرباح واثنين ونصف في المائة على الأموال المستثمرة. أنا لا أعرف ماذا أفعل في ما مضى كله، وبعد ذلك، بعد إذنك الآن، هل تجوز الصلاة بالحذاء أم لا؟ يعني بالرغم... حاضر. يا مولانا هل يمكن أن نعيد حلقات علامات الساعة؟ أنا لم أشاهد أي حلقة بالأمس ولا اليوم. الحلقات موجودة، بارك الله فيك، وهي على الصفحة. يمكنك أن تجدها على صفحة البرنامج على اليوتيوب أو على الفيسبوك. يمكنك مشاهدتها براحتك وإعادتها عدة مرات، فهي سهلة جداً يا أستاذة منى. شكراً جزيلاً لك يا أستاذة منى. أستاذة أمل تفضلي يا فندم. السلام عليكم. وعليكم السلام. عليكم السلام. أنا أولا أحب أن أقول بأن الإمام علي جمعة معنا. [كلمات
غير واضحة] ونعمة كبيرة شكراً لله عليها وشكراً لكم عليه. الله يكرمك. أنا الآن أسأل عن علامات الساعة، عن التفسير الرمزي لعلامات الساعة، بعض الناس تقول عن المسيح الدجال أن هرم الماسونية فيه عين واحدة. فمن الممكن أن تكون هذه العين هي المشيرة للمسيح الدجال. ومن ناحية أخرى نقول إن الصحابي تميم الداري رأى المسيح الدجال كشخص. السؤال الثاني: بالنسبة للوضوء، هل يجوز لي الكلام أثناء الوضوء. وأخيراً بالنسبة لصلاة القيام بالليل، هل يجب أن أكون نائمة ثم أقوم حتى يكون هذا قيام ليل؟ أو هل يمكن في الفترة التي هي بعد الساعة الثانية عشر؟ وجزاكم اللهم كل خير، شكراً، أشكرك يا سيدي، شكراً جزيلاً. والأستاذة سامية، تفضل يا سيدي، مساء الخير، مساء الخير يا سيدي. أحبك في الله يا فضيلة الشيخ، ونستمتع بحوارك معنا لأقصى درجة. الله يكرمك يا سيدة سامية. كنت أريد أن أسأل شيئاً، أنا فعلت فعلة ولا أعرف ماذا سيفعل الله بي. كانت لدي خادمة تأتي للعمل عندي، وقد أحضرت طفلاً عمره سبعة
أيام، وقالت إن أمه ولدته ثم تخلت عنه وتركته. وبالطبع هذا الطفل غير شرعي، فأحضرت الطفل وقالت: "سآخذه وأربيه"، فساعدناها في ذلك وهي عندها في بيتها تُرَبِّي وتُكَبِّر الولد، والآن أصبح في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي، وطبعاً نحن نتكفل بها مادياً ونتفقدها وهكذا. ثم دخلتُ أنا في الموضوع، فهي تريد أن تعمل له شهادة ميلاد، فأحضرتُ حارساً بواباً وقلت له: هل تأخذ مبلغ مالي وتكتب هذا الولد باسمك لكي نعمل له شهادة ميلاد، فهو وافق وأخذ المال وفعل وبعدئذ ذهبت مني، حسناً، أستاذة سامية، أنا آسف جداً، ممكن فقط السؤال لأن وقت البرامج أساساً أصبح، هل ما هو ذنبي أنا؟ هل في ذنب، أي أنا فعلت هكذا خطأً، أن أنا نسبت لشخص آخر، حاضر، بغرض طبعاً آخر تماماً، صحيح، حضرتك أردت أن تنقذي. مستقبل الولد. أشكر حضرتك شكراً جزيلاً. بالنسبة للأستاذة راجية، يمكنها
أن تضع النذر في بنك الطعام أو تحوله إلى شكل التبرع في بنك الطعام بالطبع. لكن عندما تفعل ذلك تكون قد أخرجت النذر، يعني عندما تذهب إلى بنك الطعام وتقول لهم خذوا واذبحوا عني كذا، حينئذ تكون قد وفت بالنذر كنت أظن أنها لا تملك مالاً، لكن لا، بل اتضح أنها تملك مالاً، لكنها غير قادرة على الذبح في بيتها. حسناً، يمكن أن يذبح لها بنك الطعام أو أي شيء آخر. رمت بعد منتصف الليل، السيدة أم سلمة رمت بعد منتصف الليل، فليس هناك أي بأس ولا أي شيء. السيدة منى تقول أن أعرف عن سجدة السهو. سجدة السهو عند الشافعية سهلة جداً. إذا تركت ركناً، مثلاً أن صلاتي أربع ركعات وصليت ثلاثاً وجلست هكذا للتشهد، ثم تذكرت فقمت وأديت الركعة الرابعة (يجب عليك أن تأتي بالركعة)، فبعد أداء الركعة الرابعة والتشهد الأخير، أسجد سجدتين للسهو: أسجد وأرفع، ثم أسجد وأرفع، في ختام الصلاة
تُضاف سجدتان قبل التسليم سواء كانت الصلاة فيها زيادة أو فيها نقص، فيكون ذلك سهلاً جداً أو واضحاً. لكن الخطأ في القراءة لا يستوجب - مثلاً - الخطأ في القراءة لا يستوجب السجود للسهو. الخطأ في القراءة، ترك السورة، نعم، ترك "الله أكبر"، ترك "سمع الله لمن حمده لا يستوجب ولا يلزم منه شيء، ولو سلمت ولم أكن قد سجدت سجدتي السهو، أسجد مباشرة قبل أن أقوم، أسجد مباشرة. حسنًا، فأول ما سلمت أنا نسيت السجدتين، فأسلم عن يميني وعن شمالي، تذكرت، أسجد سجدتين، الله أكبر وأسجد وأقوم، الله أكبر وأسجد وأقوم، السلام عليكم، السلام عليكم، السلام حسناً، لنفترض أنني نسيت ثم قمت ومضيت، فلا أعود إليها مرة أخرى، تماماً لأن المصغر لا يُصغَّر، فسجود السهو لا يحتاج إلى سجود سهو على سجود السهو. حسناً، لنفترض أنني - والله المعين
- سجدت سجدة واحدة بدلاً من سجدتين، نسيت وسجدت سجدة واحدة ثم سلّمت، فلا شيء عليك وهكذا. يعني المصغر لا يُصغّر، أي أن سجود السهو إذا نسيناه لا يحدث شيء. أنت تسأل عن أنها كانت تُخرج اثنين ونصف وبعد ذلك كذا إلى آخره. لكن على فكرة، كانت تُخرج بطريقة غريبة، حيث أن أي شيء يأتيها تُخرج منه اثنين ونصف. هذا كثير جداً، فأنت تقول ماذا ستفعل في أي شيء؟ لا شيء، لا تفعل شيئاً إطلاقاً لأنك كنت تعملين أكثر مما هو مطلوب منك. الصلاة بالحذاء لكن يُشترط أن تكون لينة بحيث تكون الأصابع في اتجاه القبلة. السيدة أمل تقول: التفسير الرمزي التفسير الرمزي لعلامات الساعة مرفوض، لا يفعله أهل السنة. الكلام أثناء الوضوء لا يضرُّ شيء أن نتكلم أثناء الوضوء، وإن كان من المستحسن ألا نتكلم. فقط على سبيل
النافلة: قيام الليل، هل هو بعد النوم؟ لا. أعطي مثالاً: أفرض أنني في وردية ليلية، فجئت بعد الساعة الثانية عشرة بقليل، وأردت أن أصلي بعد الساعة الواحدة أو بعد ساعة كذا، فيكون ذلك قيام ليل لا مانع. السيدة سامية تتحدث عن نسبة الولد لرجل وهو التبني حرام، لكن هناك حيلة لحل المشكلة التي صنعتها، وهي أن هذا الرجل لا علاقة له بالولد إطلاقاً، ولا يسأل عنه، وليس أباه، ولا يرث منه، ويكون اسماً عادياً. افترض أن شخصاً اسمه علي حسين، هو هل لا يوجد إلا علي حسين الذي هو هذا؟ أي شخص في الدنيا اسمه علي حسين، وسأسمي هذا الولد أحمد علي حسين وانتهى الأمر. لكن لا علاقة له بهذه الطريقة. هذا الرجل لا يدعي الأبوة ولا يدعي أي شيء، وليس ضرورياً أن يكون هذا الولد ابن حرام، فمن الممكن أن يكون مجهول النسب،
هناك ناس كثيرة تخلت عن أولادها لأنهم لا يستطيعون الإنفاق عليهم، ومجهول النسب له أب وأم وشرعيين وكل شيء. سامية تفترض أنه ابن غير شرعي لأنه غالباً في الأفلام يُصوَّر هكذا، لكن من الممكن جداً أن يكون ابناً شرعياً، ولذلك سنتعامل مع الولد ككفالة، وما فعلناه سنلغيه بإبعاد هذا الرجل. ليس له علاقة بنا ولا بالولد ولا بشيء ما، وتمضي الأمور بارك الله فيكم فضيلة الإمام جزاكم الله خيراً. شكراً، جزيلاً لحضرتك. غداً بإذن الله ستكون حلقة جديدة، حلقة الثلاثاء لأسئلة حضراتكم. كل الأسئلة التي لم نستطع التعامل معها سنعرضها على الفيسبوك أو حتى اتصالات حضراتكم إن شاء الله وعلى الرسائل النصية القصيرة أيضاً ستكون حاضرة غداً إن شاء الله وكل أسئلتكم
سيرد عليها فضيلة الإمام غداً بإذن الله. إلى اللقاء،