#والله_أعلم | الحلقة الكاملة 7 سبتمبر 2014 | واجبات الوقت .. وحكم اهداره

#والله_أعلم |  الحلقة الكاملة 7 سبتمبر 2014 | واجبات الوقت .. وحكم اهداره - فتاوي, والله أعلم
أهلا بحضراتكم في حلقة هذا المساء من برنامج "والله أعلم". سنتحدث عن نعمة، بالتأكيد هي نعمة هامة في حياتنا، إن استثمرناها أحسن استثمار سيأتي علينا بكل النفع والخير، وإن أهدرنا هذه النعمة فبالتأكيد هناك مضار كثيرة نتيجة إهمال هذه النعمة، ولعل هذا الأمر هو أول ما سنُسأل. عليه يوم القيامة، ومن بين الأمور التي سنُسأل عنها في الحساب إلا وهي الوقت والعمر
فيما أفنيناه. سنتحدث اليوم عن الوقت، كيف ينظر الإسلام ويُثمّن الوقت، وكذلك عقوبة - أو لا أقول عقوبة ولكن - كيف سيندم من يضيع الوقت بشخصه وعلى المجتمع. نتحدث في هذه المسألة الهامة مع فضيلة الإمام العالم. الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، السلام عليكم. مولانا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بفضيلتكم. أهلاً وسهلاً مولانا. أولاً، ما هي منزلة الوقت في الإسلام؟ وكيف ثمّن الإسلام سواء في القرآن أو في السنة النبوية المشرفة، كيف ثمّن مسألة الوقت؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على... سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، لو نظرنا نظرة متأنية في القرآن الكريم لوجدنا عجباً، حيث إن الله سبحانه وتعالى يُثمِّن الوقت بأن يُقسم به، والمقسوم به عظيم. نُقسم بالله، تالله، والله، تعظيماً
لشأن الله سبحانه وتعالى، حتى أن بعض المسلمين يحلفون بالنبي، مثل مذهب الإمام أحمد في أحد. قل له عندما يقول الشخص "والنبي" تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم، فالمقسوم به يكون معظماً باتفاق، فنجد ربنا سبحانه وتعالى في القرآن يقول "والضحى" يقسم بالوقت، نعم يقول "والعصر" يقسم بالوقت، يقول "والفجر وليالٍ عشر" يقسم بالوقت وبالزمن، إذاً هو يعظم هذا الوقت، ويعظمه لمن؟ هل هو يعظمه لنفسه؟ سبحانه لا إنه يعظّمه لنا، يعني نحن الذين يجب علينا أن نخشى ونعظِّم الوقت. تعظيم الوقت والاهتمام به
أيضاً وارد في السنة المشرفة قولاً وعملاً، ثم وارد أيضاً في تاريخ المسلمين في تطبيقات الصحابة الكرام، وهم قد تشربوا من سيدنا صلى الله عليه وسلم الجدية. أول عنصر من عناصر الجدية الحفاظ. على حين كان هناك عالِم مختص في التنمية والنمو وما إلى ذلك، يشرح الفرق بين التنمية والنمو. يقول إن التنمية تكون وفق خطة، فنحن نريد تنمية البلد بخطة محددة، أما النمو فيحدث تلقائياً. هذا العالِم كان يُدعى كانون، وكان أمريكياً، وقد تحدث عن الفرق بين الدول المتقدمة والدول غير المتقدمة. رأى أن هناك دولاً كثيرة غير متقدمة وفي نفس الوقت تمتلك أموالاً
كثيرة، وتعتبر من أغنى دول العالم لأنها تمتلك موارد طبيعية، لذلك تساءل لماذا؟ وظل يبحث حتى توصل إلى أن السبب هو نمط الحياة. فسألناه: "ما المقصود بنمط الحياة هذا؟" فأجاب: "أي الجدية، فالجدية هي المقياس بين..." التقدم والتخلف: قلنا له حسناً، لا بأس بهذه الجدية. ما معنى الحفاظ على الوقت كقانون الذي يقول قم؟ عندما نرجع إلى سيدنا صلى الله عليه وسلم، نجد شيئاً عجيباً في الحديث القدسي. يقول الله - النبي يقول هكذا - يقول الله، يعني حديث قدسي: "الناس تسب الدهر وأنا الدهر"، يعني يعظم الوقت. لماذا تسبُّ الوقتَ؟ نعيبُ زماننا والعيبُ فينا وما لزماننا عيبٌ سوانا. ما هو هذا الزمن؟ إنه الزمن الذي
هو عرضٌ غير قار، أي السواني. دقات قلب المرء قائلةٌ له إن الحياة دقائقٌ وثوانٍ. يعني هذا الحق لربنا، فأنا الذي أُديرُ تقلُّبَ الليل والنهار، أنا الذي أُقلِّبُ الليل والنهار. فلا تسبوا الظهر ولا تسبوا الزمان ولا تعيبوا الزمان، عيبوا أنفسكم، انظروا إلى ما تفعلون وغيروه، نحن الذين نصنع ما في الزمان طبعاً، لأن الأفعال هي الواقعة في هذا العرض غير القار، ولكن طبيعة العرض غير القار أنه يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد، واعلم أنني لو لقد تركتك ولن أعود إليك حتى يوم القيامة. اليوم يخاطب ابن آدم ويقول له: انتبه، أنا أتسرب من يديك ولن تستطيع إرجاعي مرة أخرى. هذا هو العمر، عمر ابن الشميل الذي هو الزمن،
الذي هو هذا العرض غير القار. وماذا يعني غير القار؟ يعني أنه يجري، فالدنيا تجري، يقول لك. الله، ما هكذا! الوقت يجري بنا، وإذا عظَّم الله في كتابه الزمن، عظَّم الله في أحاديثه الزمن. عظَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه فقال: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة". الرواية الثانية: "لا تزول قدم عبد يوم القيامة". ما الفرق بينهما؟ هذه لغة يسمونها عندنا في الصناعة. مسألة النحو "أكلوني البراغيث" حسناً يا أخي، يقول: "لا تزولُ قدمي" كلغة، لكنها هكذا "أكلوني البراغيث" يعني أن الضمير ذُكر والفاعل ذُكر مرة أخرى مرتين. "لا تزول" حسناً يكفي هكذا، لكنه قال "قدم الله"، أين الفاعل؟ الألف؟ أم أن "قدم" ليس عليها؟
الثاني لم يجعلها هكذا "لا تزول قدم عبد قدم". لا يُترك العبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع، وفي رواية أخرى حتى يُسأل عن خمس. نعم، هذه رواية وتلك رواية، لا يحدث شيء. نعم، عن عمره فيما أفناه، نعم، أول شيء هو العمر. صحيح، العمر الذي فيما أفناه هو في الحقيقة الشيء الأول الذي سيُسأل عنه، أول شيء. سيُسأل عنه الإنسان عن عمره فيما أفناه. إننا أمام الزمن، أمام الزمن الذي يتسرب من الإنسان دون أن يدري الإنسان. ولعل في هذا الأمر فضيلة الإمام، ربما يكون شيئًا مهمًا. الكل يضيع الوقت وكأن الوقت ليس له قيمة في حياتنا، وتمر الأيام وتمر السنوات ويقول... هذا قدر الله، ماذا كان بيدي أن أفعل في هذه السنوات؟ الله سبحانه وتعالى قدر لي هذا ومر
العمر هكذا. ما هو قال له عن شبابه فيما قبلاه، نعم نعم وعن شبابه فيما قبلاه. نعم، شبابك وأين قضيته يا أستاذ؟ ولماذا لم تفعل كذا؟ ولماذا لم تفعل كذا؟ إذن... إننا أمام بلوى كبيرة وهي أن الإنسان مسؤول عن عمله والإنسان مسؤول عن زمنه صحيح، فالزمن مسؤول عنه وهو أحد أنواع الجدية. ما هي الجدية إذاً؟ قال لك: الحفاظ على الزمن، على الوقت، والعمل في روح الفريق، والإتقان في العمل. أحب الأعمال إلى الله أتقنها، يعني أن الله يحب. مِنْ أَحَدِكُمْ إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ، وَالدَّيْمُومَةُ أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ. وَهَكَذَا يَبْقَى إِذاً فِي عَنَاصِرِ الْجِدِّيَةِ مِنْ ضِمْنِهَا الْعَمَلُ فِي رُوحِ الْفَرِيقِ. لَيِّنٌ وَفِي أَيْدِي إِخْوَانٍ وَجَدْنَاهَا كُلَّهَا الْجِدِّيَةَ الَّتِي فِي كَانُونَ الْخَامِسِ وَالسَّادِسِ،
وَجَدْنَاهُمْ كُلَّهُمْ فِي أَوَامِرِ سَيِّدِنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. الْحِفَاظُ عَلَى الوقت يتطلب الحفاظ على الجماعة والعمل الجماعي، والحفاظ على الاستمرارية، والحفاظ على الإتقان والجدية في العمل. حسناً، أيضاً في هذه الجزئية بعض الناس ربما يقولون حينما يخططون لأمر من الأمور - سواء خطط قريبة أو خطط بعيدة - أن هذا الأمر، وإذا استخدمت مصطلحاً عامياً قليلاً، يتعارض عندما يقول أحدهم: "أنا إن شاء الله". سأخبره أن أفعل كذا أو الذي بعده وأضع خطة مستقبلية، فيقول له: ستقاطع. هو في النهاية يود أن يخطط وأن يُحسن استغلال الوقت والزمن. هل عندما يقاطع باللغة العامية هذا صحيح؟ لا، هو قد خلط ما بين التواكل والتوكل. جاء رجل وقال له: يا رسول الله أنا معي إبل. خارجاً هكذا، أأربطها وأتوكل على الله أم أطلقها وأتوكل
على الله؟ بمعنى آخذ بالأسباب أم لا؟ قال له: اربطها وتوكل، اربطها وتوكل على الله. هذا توكل وذاك توكل. ولذلك عندما جاء سيدنا عمر ليدخل الشام، قالوا له إن "عمواس" مليئة بالطاعون، وإذا دخلت سيحدث عدوى، وصحابة رسول الله نحتاجهم. فقال: "حسناً، هيا نفكر". فأبو عبيدة الجراح قال له: "أتفرون من قضاء الله؟". قال: "أغيرك يا أبا عبيدة؟" يعني لو كان شخص غيرك الذي قالها، نفر من قضاء الله إلى قضاء الله. إنما الرسول عليه السلام عندما خرج في غزوة أحد جمع بين درعين وهو المعصوم الذي لن يصيبه أحد، وهو يعلم هذا والله. يعصمك من الناس لماذا؟ قال: إن الله يرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصاً وتعود
أو تروح بطاناً. نعم، فالعصفورة تذهب وتأتي، ولم تمكث في عشها وتقول لنفسها: "ليرزقنا ربنا، فأنا ضعيفة ولست قادرة على الطيران"، بالرغم من أنها تخرج وهي لا تعرف إلى أين تذهب، وهي ليست ذاهبة إلى عمل. مثل هؤلاء الناس الذين هم على باب الله هكذا، كمن يخرج بمجهوده الشخصي ويجلس ينتظر أي رزق يأتي ويقول له تعال اعمل. لذلك يجب علينا الأخذ بالأسباب، فترك الأسباب جهل وليس من سنن الأنبياء، فلا بد أن نأخذ بالأسباب، ومن الأسباب وضع الخطط، فقد كان النبي. صلى الله عليه وآله وسلم كان يأخذ مؤونة عام لأهله من الحبوب، هكذا يحضر طعام سنة للبيت، يخزنه لسنة كاملة. صحيح أنه
كان جواداً وكالريح المرسلة، فكان أي شخص يأتي يعطيه من هذا المخزون حتى ينفد بعد أسبوعين أو ثلاثة، ولكنه كان يأخذ بالأسباب ويخطط للمستقبل، يأخذ بالأسباب ويعمل. الخطة ولم يخرج في غزو ولا سرية ولا حرب ولا سفر ولا حضر ولا أي شيء إلا بخطة. نعم، نعم فضيلة الإمام. أيضاً نلاحظ في كتاب الله عز وجل هناك مسميات كثيرة للوقت منها الدهر، ومنها الحين، ومنها الأمد، ومنها مسميات أخرى كثيرة. لماذا تنوعت مسميات الوقت في القرآن أسماءً؟ الوقت في القرآن تنوعت كما قلت. تقول حضرتك هكذا: كانت العرب لديها شيء يجب على الناس معرفته وهو أنها كانت إذا أحبت شيئاً أو خافته أكثرت من أسمائه، ولذلك تجد الخمر لها
عندهم تسعون اسماً. كانوا يحبونها كثيراً ويعززونها. تسعون اسماً لماذا؟ لأنهم يحبونها. البحر أو الأسد سبعمائة اسم للأسد. لماذا؟ إنه مفترس جبار البحر. ثلاثون اسماً كانوا يخافون البحر. طبعاً أنت تدرك، فاليم والبحر والكفور والمظلم، ماذا هذا؟ ما الأمر؟ إنه هذا البحر بالذات، يعني مثل ماذا؟ يخافون منه: الصحراء، الفيافي، البيداء، الصحراء التي - سبحان الله. المعلومة الثانية التي في أذهاننا: سيدنا الشيخ المرتضى الزبيدي له كتاب. اسمه المألوف فيما له اسمان في لغة العرب إلى ألوف
ومن ضمنها الزمن، فالزمن كانت العرب تخاف تقلب الأيام، سيذهب شبابي وستأتي شيخوختي، فخائفون يا عين خائفون من الزمن، فأكثروا من أسمائهم، يكسرون من أسمائه بهذا الشكل خوفاً من هذا. يقول السهيلي في الروض الأنف: والعرب إذا أحبت شيئاً أو خافته أكثرت من أسمائه ومن هنا سيأتي لك موضع في الذكر وفي هذه الأمور، وهي أيضاً لطيفة أنهم قد أكثروا من أسماء الله حباً في الله، فأكثروا من أسماء الله، نعم، هل تنتبه؟ وأكثروا من أسماء سيدنا صلى الله عليه وسلم وصفاته، فهو الحاشر وهو العاقب وهو أحمد. هو محمد وهو طه
وهو يس وهو محمود وهو حمد وهو حامد. ابن دحية جمع له مائتي اسم لسيدنا الرسول. فهذه قاعدة في العربية أو خصيصة أو ميزة تميزت بها لغة العرب تحفظها أن العرب كانت إذا أحبت شيئاً أو خافت منه أكثرت من أسمائه، وبالتالي تجاوب الإسلام مع هذا. المنطق العربي الأصيل وعدد أسماء الزمن، أريد أن أقول الآن إن هذا الكلام الذي ننقله من الكتب مثل كتب السهيلي وغيرها وما إلى ذلك، أريد أن أقول الآن شيئاً من عندنا. تفضل يا مولانا، ما الذي يجمع بين الخوف والحب؟ الاحترام، هل تنتبه؟ يعني هناك شيء يجمع بينهما، فمن الممكن جداً أننا... بدلاً من أن نقول أكثرت من أسماء إذا خافت شيئاً أو أحبت أو أحبت شيئاً وخافت، نقول ماذا إذا احترمت شيئاً؟ إذا احترمت شيئاً نعم، يكون بهذا الشكل. العرب تحترم
الوقت، نعم، نعم. هل انتبهت؟ على عكس ما نحن فيه من بلوى التفريط في الوقت، نعم. سنتحدث إن شاء الله عن... بلوى التفريط في الوقت كما ذكرت مولانا في هذه الأيام التي نعيش فيها ما أحوجنا إلى الوقت! نتحدث حول هذا الأمر نظراً إلى حال مجتمعاتنا وكذلك عقوبة من يستهين ويهدر الوقت. نحن لدينا وقت غير منظم، أنا لدي وقت غير منظم، وأنا أعرف متى أصحو ومتى أقرأ ما
يتلوها. ساعدني بتحديد إذا كنت أمارس رياضة لها وقت محدد. الوقت في القاهرة تحديداً ومحافظة القاهرة صعب بسبب المواصلات. بصراحة، الوقت يضيع والشيء الذي يضيع الوقت أكثر هو المسلسلات التي يجلس المرء لمشاهدتها والأفلام. لو كان هناك مثلاً شيء مثل أستطيع تخصيص وقت له مثل مسلسل أو مباراة كرة، أعطوها فقط. بفضل الله في المسجد، أكثر شيء أقضيه في العادة هو في مشاهدة المسلسلات والأفلام والتلفزيون عموماً. الوقت الذي أكون فيه فارغاً أصبح أقرأ القرآن أو أستريح في أي شيء يهمني. أقوم بالأعمال، وأول شيء هو أن أقضي مصالح الناس، فأنا أعمل مثلاً في المحطات الفلانية، وفي المطعم، وفي الشرطة مثلاً. في شارع كانوا
يتحدثون في مسألة تقسيم الوقت وأن هناك أشياء تُضيع الوقت كالمواصلات والمسلسلات وما إلى آخر هذا الأمر. هل يوجد أي موضع من مواضع السنة أو القرآن أو الشريعة بصفة عامة تعامل مع مسألة تقسيم الوقت؟ كيف نقسم الأوقات التي نعيشها؟ في حديث حنظلة أنه كان قد... التقى بأبي بكر فقال له: "نافق حنظلة". فقال: "وما ذاك؟ نافق حنظلة! هذه كلمة كبيرة، منافقين؟ نعم". فقال: "أكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتراني حتى أنظر إلى العرش، يعني من جمال الروحانية، ثم أخرج فتشغلني أسواقي
وأهلي وعملي". وقال: "والله وأنا كذلك". اللهُ! هذا هو النفاق. إذا كان نفاقاً، فأنا كذلك أشكو نفس الشكوى. فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحكى له حنظلة هذه الشكوى، فقال: "يا حنظلة، ساعة وساعة". أي التقسيم الذي حصل: ساعة وساعة. والله لو دمتم على ما نحن فيه الآن لصافحتكم الملائكة في الطرقات، يعني لا يمكن. نتعبد ونجلس طوال الوقت منذ أن نستيقظ، لا ننام حتى تتعب الدنيا. لا بد من أشياء أخرى بجانب العبادة، لا بد أن يكون هناك عمارة. نعم، من خلال التوحيد لله نعمر الأرض ونغير في سلوكيات النفس والقلب. فثلاثة: عبادة الله، وعمارة الأرض، وتزكية
النفس. فعندما قال (جهين): ساعة وساعة، يعني ساعة. نجعلها للعبادة المَحْضة للذكر والقرآن والدعاء والصيام والحج إلى آخره، وساعة أخرى هي لعمارة الأرض لله وفيها ثواب أيضاً لهذا. طيب، بعض الناس تستخدم هذا الحديث الشريف وتغير في سياقه وتقول: "يا سيدي، ساعة لقلبك وساعة لربك، ساعة لربك بعبادة ربنا، وساعة لقلبك أعمل فيها أي شيء على ما..." زال أي كيف يكون هذا الأمر؟ هل يستقيم؟ النبي عليه الصلاة والسلام نبهنا لهذه الفكرة وقال: "لكل شيء شِرة ولكل شِرة فترة". يعني كما أن المياه تغلي ثم تخف قليلاً، فالمنحنى
دائماً يصعد هكذا لكنه ينزل ثم يصعد مرة أخرى، لكنه ينزل. فمن كانت شِرته لله وفترته لله فهو على خير. فإذا لم يكن هناك مانع، أجعل ساعة لدنياي وساعة لآخرتي، ولكن هذا لله وهذا لله، لا يكون ما في الدنيا فيه انحراف، فيه انحراف. فأنا مع الله، أجدني في معية الله سبحانه وتعالى وفي جمال منّته، وأنا في الدنيا أيضاً أتعامل مع الدنيا، أي أتفاعل مع الدنيا من خلال... الله أيضاً من نفس المنظور، من نفس المنظور، يصبح إذا نعم يوجد فوق ويوجد تحت، يوجد شدّة ويوجد فترة، لكن الشدة والفترة كلها تكون تحت سقف الله. نعم، فهذا هو الإرشاد النبوي، الإرشاد النبوي الذي قد نغفل عنه، لكن عندما فَذَكِّرْ فَإِنَّ
الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ. في هذا الإطار مولانا، ما معنى... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ". وأنا صحيح أستطيع أن أصلي ركعتين أو أربعاً أو ستاً من غير أي إجهاد، وعندما تذهب الصحة أقول: "يا ليت الذي كان ما كان"، فأنا وأنا معي الصحة لم أصلِّ، وها أنا الآن أريد أن أصلي. ليس هناك صحة، ليس هناك صحة. هل انتبهت؟ يصر الفتى على طول السلامة والبقاء، أي أن الإنسان الفتى هكذا يغتر بطول السلامة والبقاء في هذه الحياة الدنيا. فكيف ترى طول السلامة يفعل؟ عندما تقول: أنا إن شاء الله غداً سأفعل، وبعده سأفعل. ما الذي يحدث؟ يرد الفتى. يرد الفتى
بعد اعتدال وصحة بعد ما كان في اعتدال وفي صحة ينوء إذا رام القيام ويحمله عندما أحاول القيام لا أستطيع، وعندما أريد أن أقول لهم: حسناً احملوني. أتدرك أن سيدنا الشيخ أحمد حمادة كان عمره فوق التسعين، حوالي ثمانية وتسعين أو نحو ذلك، فكان يصلي الفريضة وهو واقف لكن... هو يقول لك: ارفعوني واحملوني. ويحملونه. وهذا ما رأيته بعيني. فنحمله ليصلي الفرض، وبعد أن ينتهي من الصلاة لا يستطيع النهوض. سبحان الله! إنها كرامة من عند الله. فأثناء الفرض تكون لديه طاقة، ثم تنفد البطارية بعد ذلك. فيقول: ارفعوني كي يضعوه على الكنبة أو على الكرسي أو نحو ذلك. يعني إذا كنا لا بد أن... نستغل الصحة ولابد
أن نستغل الوقت قبل ضياع الصحة وقبل ضياع الوقت، قبل فوات الصحة وقبل فوات الوقت، فهذا معنى الحديث أيضًا، مع عقوبة من يضيع الوقت عامدًا متعمدًا وهو يعلم أن هناك عبادة لا يؤديها، وأن هناك عملًا - والعمل عبادة - ولا يؤديه، وهناك أشياء تنفعه وتنفع مجتمعه، وعلى العكس يضيعها. ويُهدر الوقت سيُضيع الدنيا والدين، سيُضيع الدنيا والدين، نعم. والذي حصل مع المسلمين كان غير هذا. انظر إلى سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يريد أن يصوم كل الأيام حتى لا يضيع وقتًا، فقال له: "لا، صُم ثلاثة أيام في الشهر"، ثم "صُم كذا" إلى أن وصل إلى... قال له: "حسناً، صُم يوماً وأفطر يوماً". في جدالٍ هكذا مع النبي، قال له: "يا رسول الله، أستطيع أكثر". قال له: "لا، توقف عند هذا، لعل الله أن يمد في عمرك فلا تستطيع. ولا
تكن مثل عبد فلان، كان يقوم الليل ثم تركه". فظل عبد الله بن عمرو بن العاص يصوم. يصوم يوماً ويفطر يوماً إلى أن كَبِرَ وتَعِبَ وقال: "ليتني سمعتُ نصيحة رسول الله". حسناً، هذه نافلة، لماذا لا تتركها؟ لم يستطع نفسياً، لم يستطع التوقف، واستمر على هذه الحال. وكان في اليوم شديد الحرارة يصوم. إذاً هذه العبادات وهذا الكلام الذي نقوله عن الحفاظ على الوقت ينشئ عند الإنسان ملكة، كما يقول. لك إنك دقيق يا جماعة، لنضبط الساعة عليك. لكن ذلك السهل الذي يسير، فهو بدون أدوات. دعنا نأتي الآن إلى أبي الوفاء بن عقيل. أبو الوفاء بن عقيل هذا يجب أن نذكره ونحن نتحدث عن الوقت. أبو الوفاء بن عقيل ألّف كتاباً ممتعاً في ثمانمائة مجلد. أتعلم ثمان... مائة مجلد ماذا تعني؟ تعني أنها لو طُبعت بالطباعة التي نستخدمها اليوم،
لَمَلأَت هذا الاستوديو كله الذي حولنا، الذي تراه كله هذا، إنها مكتبة. هذا واحد فقط، أكبر كتاب في التاريخ "الفنون" لابن عقيل أبي الوفاء بن عقيل. كيف ألّفه إذن؟ كيف كان يحافظ على الوقت؟ كيف كان أبو الوفاء يحافظ على الوقت؟ لاحظوا على أبي الوفاء بن عقيل أنه لا يأكل الخبز وإنما يلتهم الأرز، يقوم بتحضير كمية قليلة من الأرز ثم يتناولها. فسألوه: "هل في الخبز شيء مكروه أو حرام أو خطأ؟" فأجاب: "لا، ولكن وجبة الأرز تستغرق مني ثلاث دقائق بينما وجبة الخبز تستغرق مني خمس دقائق، وأنا لست متفرغاً". نعم، بالطبع هذا مجرد مثال. عالٍ، ولكن أيضاً لا يوجد أحد قد ألف ثمانمائة مجلد. وكان يكتب، فإذا تعب يستريح ويفكر. وكان إذا دخل دورة المياه لقضاء حاجاته، أحضر اثنين من تلاميذه من العبيد
الذين لديه، يعملون كخدم وفي الوقت نفسه علماء، ليمسكوا الكتاب ويقرؤوه له بصوت عالٍ حتى لا... لم يُضِع وقتَ أبو الوفا بن عقيل. ألّف ثمانمائة مجلد وضرب الرقم القياسي في التأليف. لا يوجد كتاب اسمه ثمانمائة مجلد. كانت ملفات الأمم المتحدة للاتفاقيات العالمية ألفي ملف، لكنها مجرد ملفات تحتوي على مستندات ونحو ذلك. أما ثمانمائة مجلد فلم يحدث، طُبِعَ منه جزءان في بيروت. في سنة أربع وستين وليس موجوداً بقيته لأنه مَن الذي سيكتب ثمانمائة مجلد. ننتقل إلى أبي الفرج بن الجوزي المتوفى سنة خمسمائة وخمسة وتسعين هجرية، كان له كتاب صغير هكذا اسمه "لفتة الكبد في نصيحة الولد"، ينصح فيه ابنه ويقول له: "يا بُنَيَّ إن أكثر الناس لا يعلمون". حقيقة الدنيا وأنها إلى
زوال، حقيقة الدنيا إلى زوال، وأن القبر كل يوم يقترب منك. فترى أحدهم يأتيني فيتكلم في الأسواق وفي الحكام، تماماً مثل اليوم، مثل ما نفعله اليوم. ما رأيك في الغلاء؟ ما رأيك في انقطاع الكهرباء؟ ما رأيك في الحاكم هذا أو ذاك؟ فاشتغل بتقطيع الأوراق. وبتحضير المصادر والمراجع وبري الأقلام، فقد كان يكتب بالقلم البسيط القديم، وهو كذلك إلى أن يُزيل عني هذا الثقل (الغم). هذا الحاجز هو الذي يعوقني. انظر إلى أبي الفرج بن الجوزي، كم ألّف؟ خمسمائة كتاب، خمسمائة عنوان. السيوطي كان أيضاً بهذه الطريقة، وصل إلى سن الأربعين وألّف كتاباً اسمه... التنفيس في الاعتذار عن التدريس لأنه كان يحافظ
على وقته جداً وكان قد ألَّف حتى ذلك الوقت أربع مئة كتاب. وعندما توفي وعمره بضع وستين سنة، وجدوا له سبع مئة كتاب. يا الله! بعد أن اعتذر، نعم، عن التدريس، ألَّف أيضاً ثلاث مئة كتاب أخرى. هؤلاء هم الناس الذين عمَّروا الدنيا، هؤلاء هم الناس الذين... بنت الحضارة نعم، فإذا الحفاظ على الوقت هو أساس كل خير، أساس كل رزق حلال، أساس كل بناء ومشاركة، أساس كل بناء للحضارة، أساس لتطبيق الدين والدنيا. نعم، بالتأكيد يا مولانا. طيب، هل هناك علاقة ما بين العبادات والأعمال الصالحة والوقت؟ بمعنى هل هناك أوقات محببة إلى المولى عز وجل؟ تُضاعَف فيها حسنات الأعمال الصالحة الأربعة التي نحفظها: الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، كلهم فيهم تفاضل. فقد فضَّل الله بعض المكان على بعض، فأنت لا تُقارن المسجد بالأسواق التي
يُرمى فيها، أو المذابح التي تُذبح فيها الأضحية، ولا شيء مثل ذلك، ففي مكان، وهذه الأماكن هي المساجد الثلاثة: الكعبة والمسجد. النبي والأقصى أعلى بكثير من غيرهما، ففي أماكن مختلفة في أزمان مختلفة للقتل قدر مثل ألف شخص، العشرة الأوائل من ذي الحجة، وهكذا. إذاً إذا كنا نعم في زمان يتفاضل، كذلك تعالى في يوم الجمعة في ساعة لا يوافقها عبد يصلي إلا استجيب له، نعم فكان عمر بن الخطاب. يقول يا أخي هذه سهلة جداً، اجلس أمام صاحب الحاجة، عندك حاجة مطلوبة من الفجر حتى المغرب، اجلس وادعُ نعم، فستحصل عليها ستحصل عليها. والناس كانت تفعل هكذا، تجلس من فجر يوم الجمعة،
فتُقضى الحاجة على الفور، دعوة مستجابة. ثلث الليل الأخير ينزل ربنا إلى ثلث الليل الأخير فيقول: هل من سائلٍ فأعطيه أو فأعطيه (روايتان: واحدة بالضم وواحدة بالفتح)، هل من مستغفرٍ فأغفر له، فأغفر له (الاثنتان). هل من الله؟ يبقى إذا أمامنا الصلاة الوسطى، وأمامنا ليلة القدر، وأمامنا ساعة الإجابة، وأمامنا ثلث الليل الأخير. إذاً كل هذه أوقات - أوقات، انتبه - يُستجاب فيها، وفي حالات يُستجاب فيها مثل النزول. المطر مثل زحف الجيش في الجهاد في سبيل الله، مثل ذلك في أمور مثل هذه. نعم، بارك الله فيكم مولانا. أستأذن حضراتكم، سنخرج إلى فاصل أخير في حلقتنا، ومن بعد هذا الفاصل سنطلق إن شاء الله أسئلة حضراتكم ومشاركاتكم على
الاسم، وهي كثيرة، وكذلك على [؟]، وبركاته. أولًا تحياتي وتقديري. توقيري لإمامنا الشيخ علي جمعة ولحضرتك شكراً. أنا فقط أريد أن أسأل حضرته بصفته كان وزير أوقاف فاضل وكان مفتي الديار. نحن في حلوان هنا عندنا شيء اسمه مؤسسة يكن باشا. هذا المكان كبير
جداً جداً ومنذ الأربعينيات، أي أنه كان مُعداً للأيتام وكان ملجأً للأيتام، وبعد ذلك جاء أناس. ألغوا الملجأ وألغوا الأشياء التي فيه وأنشأوا للمعاقين ما هو في الحقيقة مجرد ستار، لكنه يتبع الأوقاف. فأنا لدي ابنة معاقة والكثير من الأطفال مثلها. هؤلاء الأطفال يتطلبون مني مصاريف كبيرة، ولكي أرسلها إلى مدرسة خاصة لا يقل المبلغ عن ألفي جنيه كل شهر، بالإضافة إلى احتياجاتها الأخرى. بالطبع عندما علمت بهذا المكان ذهبت لأقدم. وجدتُ المكانَ كبيراً جداً متهالكاً من الأربعينيات، مبانٍ قديمة. كل الذي استفاد منه بعض الأولاد الكبار مع بعض البنات الصغيرات. طبعاً هناك خطورة، وليس فيه أيُّ إمكانيات، ليس فيه أي شيء غير قليل من الرمل على قطتين في المقدمة. فحضرتك يعني تلفت انتباه الأوقاف، نعم أنا فقط... أتمنى على مولانا الشيخ
أن يساعدنا في جعل الأوقاف تنتبه وتأخذ هذا المكان لتحوله إلى مركز كبير جداً. أولاً، أنا والأمهات اللواتي مثلي سنجد مكاناً. حاضر يا سيدي، وسيتم عمل أشياء كثيرة جداً في هذه المساحة الواسعة جداً، والتي تقع أمام محكمة حلوان وأمام الحديقة اليابانية، أي في أفضل مكان. أشكر حضرتك، حاضر يا سيدي، أشكر حضرتك. وإن شاء الله تكون طلباً عاجلاً وصل بإذن الله. أستاذ حسن، تفضل يا سيدي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وعليكم السلام، دكتور حسن، أهلاً وسهلاً والله يا أخي. تحياتي إلى إمام الأئمة وبادرة فتنة، دكتور نصف سنة، علي جمعة. أهلاً وسهلاً بالدكتور، أهلاً وسهلاً بالأستاذين علي، أهلاً وسهلاً بالأستاذ الكريم. الله يحفظك دكتور، ولأسرة البنان الجميع. والله إني أحبكم في الله، وإننا نحاربها بمفردكم إن حصل. وأود أن أتداخل معكم كل مرة، ولكن حيائي يمنعني. يا ابنا علي، يا سيدي، تشرفنا والله. كثيرٌ من المسلمين يتساءلون، تفضلي يا سيدتي، لديّ سؤال وهو: شكر النعمة، هل شكر
النعمة هو مبارز؟ من شخص يقول اللهم لك الحمد ولك الشكر ويَنوي فجأة شكراً، وهل هي تتغير بتغير النعمة، هذا الشكر هل يتغير بتغير النعمة؟ فجاء التكرار بالتوضيح. ولكم كل التحية، بارك الله فيكم دكتور حسن، أستاذ وليد، تفضل. أهلاً وسهلاً، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، بعد إذن حضرتك كنت أريد... أسأل مولانا عن رؤيتين رأيتهما متتابعتين في أسبوعين، رؤية رأيتها بنفسي ورؤية رآها لي صديق. وأحسب أن عند الله صديقاً. لو كان ممكناً في هذا الوقت أن أحكي سريعاً عن الرؤيتين، ولا أقول والله لو أعطيتني حضرتك معنى أو فحوى الرؤيتين سيكون أفضل. سريعاً يا سيدي، الرؤية الأولى رأيت فيها بنفسي أنني... كنت أجاهد في اليهود ونفَّست سخريتي، فكنت عند مفترق طرق، فرأيت امرأة دلَّتني
على طريق وقالت لي إن هذا الطريق هو أقصر طريق إلى بيتك. وعندما دخلت في هذا الطريق رأيت كلاباً صغيرة فلم آخذ منها، وبعد ذلك رأيت كلباً أتى ينبح عليَّ، فأنا أشير بإصبعي وأقول له: "الله أكبر". الله أكبر، فنظر إليّ الكلب وقال لي: صلِّ على الحبيب. وبعد فترة، رأى لي صديق أننا رأينا أنا وهو النبي صلى الله عليه وسلم يصلي، وعندما رأيته كبرت ثلاثًا. فأود أن أعرف ما هو المشترك في الرؤيتين وهو التكبير، وجزاك الله خيرًا. بارك الله فيك أستاذ وليد حضري بنت. أهلًا بحضرتك أستاذة. فاطمة، فضيلة الإمام تتحدث عن أحد الأوقاف الذي تغير معناه وتغيرت وظيفته ولا يستفيد منه الناس. هذا بالطبع
من الأوقاف الخيرية المقدسة ليكن باشا، ولدينا بالطبع "يكن"، وهذا اسم تركي، ويبدو أنه ربما يخص عدلي باشا يكن. وأماكن بالطبع أنشئت لوجه الله، وأقيم فيها - أنا سأتحدث مع معالي. وزير الأوقاف على هذه الحالة بالذات ونرى ما الذي يمكن أن نصنع، وهيئة الأوقاف ما شاء الله يعني هي هيئة انتظم حالها وأصبحت لها يد في خدمة المجتمع والتنمية، وهذا أحد الأنواع المهمة للتنمية أن نرعى المعاقين، هذه حاجة مهمة جداً وخاصة أن نجدد ونطور أصولنا، هذا من أصولنا
لدينا أصل هكذا في الأديان وهو شيء جميل جداً واسع ومنظم، ولكنه يحتاج بعد مرور أربعين أو سبعين أو ثمانين سنة إلى صيانة بالتأكيد، لأنك إذا انتظرت ثمانين سنة فسيصبح آيلاً للسقوط أو متهالكاً، فأنا أعد الأخت فاطمة بذلك. على قدر استطاعتي سأتحدث مع علي وزير الأوقاف في هذا الأمر، وسنعرض المسألة على رئيس هيئة الأوقاف وهو رجل جاد وصالح، وإن شاء الله سيكون لنا فيها خير، وسيكون لنا أيضًا أجر الدلالة إن شاء الله بإذن الله مولانا الدكتور حسن، فليس هناك ما يمنع ذلك في الشريعة. ليس لها لفظ إلا وله عمل، وأضرب لك مثالاً بالصلاة على سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام، هي لفظ "اللهم صل على سيدنا محمد صلى الله عليه
وسلم وعلى آله"، هذا لفظ باللسان. كل لفظ باللسان له حقيقة في العمل، ولذلك يقول: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين..." آمِنوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، خَتَمَهَا بِالتَّسْلِيمِ هَكَذَا: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، خَتَمَهَا مَرَّةً ثَانِيَةً بِالتَّسْلِيمِ. فَالْعُلَمَاءُ قَالُوا: الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ اللَّفْظِيَّةُ تَقْتَضِي التَّسْلِيمَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا أَجِدُ فِي نَفْسِي مُنَازَعَةً. عندما حكم الله به سلَّمت أمري لله، سلَّمت قيادي للنبي عليه الصلاة والسلام. هذه هي حقيقة الصلاة على النبي التي نقول فيها "صلى الله عليه وسلم". ما دمت تصلي على النبي، فكذلك شكر النعمة. شكر
النعمة هذا هو "اللهم لك الحمد" بلساني، أما بالعمل فلا بد أن أبذل علمي. يقولُ لكَ يا أخي أخرِجْ زكاةَ علمِكَ. زكاةُ علمِكَ تعني أنَّ علمَكَ لا تكتُمْهُ، لأنَّ كتمَ العلمِ حرامٌ. أداءُ العلمِ نوعٌ من أنواعِ شكرِ النعمةِ. من شكرِ النعمةِ أنَّ ربَّنا أعطاني قوةً، فأستعملُها في الحقِّ وأستعملُها في العمارةِ، وأستعملُها ليس في التعميرِ بل في التدميرِ. ربُّنا سبحانَهُ وتعالى أعطاني مالاً فلا... لا بد أن الشكر هنا يكون متوائماً مع هذه النعمة، وهكذا كل ما كان له لفظ في الشريعة فله عمل مواجه له يتسق معه، وتكون هذه هي شكر النعمة بالمال، شكر النعمة بالعلم، شكر النعمة بالصحة وبالجسد، شكر النعمة وهكذا. ولذلك هؤلاء المصريون يا أخي، أنا معجب بهم
كثيراً، المصريون. لماذا يقول لك زكاة عن عافيتك؟ انظر إلى هذا الكلام العام جداً، من أين أتوا به؟ من الدين بأنها زكاة عن عافيتك. هذا يعني أن زكاتك عن عافيتك أنك تبذل مجهوداً، فهذا المجهود زكاة. نعم، الزكاة صحيحة، فهي ليست فقط في المال. المال هذا ركن من أركان الدين وكل شيء، ولكن أين؟ المقابل العملي له، نعم، عافيتك عليها زكاة، علمك عليه زكاة، مالك عليه زكاة، صحتك عليها زكاة، سلطانك وجاهك له زكاة، وهكذا. فيجب علينا أن نفهم هذا المفهوم لأن الدكتور حسن، يعني أسئلته عميقة قليلاً، فلابد أن نخطط في... حسناً، الأخ وليد رأى رؤية، وله رؤية فيها النجاة كان.
يجاهد الجماعة الإسرائيليين أو الصهاينة وما إلى ذلك، وبعد ذلك في جهاده نفدت الذخيرة، حسناً، هكذا هي الحرب كر وفر وما إلى ذلك. فأرشد إلى طريق النجاة، وعندما وصل وجد كلاباً صغيرة لا يخاف منها، ولكن هناك كلب ينبح، فلما استألفه، ألفه الكلب، أي الخطر الذي كان يخاف منه. منه زال واستوقفه ويقصد نعم، وقال له: "ألا تصلي على النبي؟" (الكلب). فقال له: "صلِّ على النبي"، نعم، يعني يُطمئنه، أي ليس سأعتدي عليك، بل سأرشدك إلى الخير. ولو ظننت أنني مصدر خطر أو خوف أو رعب أو ما شابه، فأنا لست كذلك، بل أنت في... طريق السلام ذو معنى أنه وليد سيواجه بعض الصعوبات والمشقات التي تمثل الجهاد والجهد وما
إلى ذلك، وأن الله سبحانه وتعالى سيكرمه في نهاية الطريق. أما الصديق الذي يحسبه صديقاً، فقد جاء لتأكيد هذا الأمر، أي أن هذا الرجل صادق فيما يظهر لنا، ويعتقد وكل شيء. ورأى أنني مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبَّله وما إلى ذلك. الرؤيا أيضاً فيها بشارة وخير، معناها أن الفرج قريب. نعم، معنى الرؤيتين أن الفرج قريب أو قد حدث. نعم، أبشر يا أستاذ وليد. ننتقل إلى الأستاذة هويدا، تفضلي. فعلاً، لا، أنا آسفة، ليس لدي أنا. سأسأل سؤالاً بعيداً عن الحلقة اليوم. تحت أمرك يا سيدي طبعاً. السلام عليكم، يعني أنا أتذكر أنني أتحدث معكم. تحت أمرك، أنا الآن كنت يعني مسؤول الأمن وأنا صغير، وكان عندي بنت عمرها سنة، وأنا الذي ربيتها وكبّرتها، ويعني أنا الذي أنفقت عليها حتى كبرت وأنا... الآن من عملي
ومن مجهودي اشتريت شقة وأنا الذي اشتريتها بأموالي وسيارة، وهذه هي ابنتي الوحيدة وأنا يعني لا أتجاوزها وهي الوحيدة التي سترثني. يعني هي - أطال الله عمرك وبارك الله في حياتك - فأنا الآن قلقة لأن طبعاً هذه ابنتي، ولو دخل أحد معها كوريث، هل... من حقي أن أكتب لها الحياة بمفردها، أم ماذا أفعل لأنني أنقل إليه هذا الشأن. حاضر يا أفندم، حاضر تحت أمرك يا أفندم. الأستاذة ليلى تفضلي يا أفندم. السلام عليكم. وعليكم السلام. تحت أمرك أستاذة ليلى. الصوت صار منخفضاً قليلاً، تفضلي يا أفندم. طيب، فلندع الأستاذة. ليلى، فقدنا الاتصال سيدنا. الأستاذة هويدا وكثير من الناس في نفس الموضوع. نعم، يجوز لها ما دامت على قيد الحياة أن تتصرف في ملكها كيف شاءت، ومن ضمن ذلك
أن تكتب ما شاءت لابنتها. حتى النية، إن كانت النية التي تحجب أحد الورثة بعد الموت، لا توجد نية. نحن نصحح. النيات.. نحن نصحح النيات. شخص نيته سوداء ويريد أن يعمل عمل خير، فنقول له: "لا، توقف عن هذه النية السوداء واجعلها نية صالحة"، لأنك بالنية الصالحة ستنفذ ما تريده وفي نفس الوقت ستحصل على الثواب، وفي نفس الوقت سيرضى الله عنك. إذاً ما الذي يجعل الإنسان ينوي نيات معوجة وهي لا تنفعه إطلاقاً؟ أنها لا تحرم أحداً ولا أنها تنتقم من أحد ولا أنها تُخرج أحداً أبداً، هي تريد حماية ابنتها وهذا أمر مشروع مفطور عليه كل أم، فتريد أن تكتب هذا الشيء لابنتها حتى لا ينازعها أحد وحتى تعيش البنت. فلتكتب ما دامت حية، يا جماعة ملك الإنسان ليس تركة. متى يكون أملاكي هذا قلم ونظارة وما إلى ذلك تركة عندما أموت، لكن وأنا
على قيد الحياة فهذه الأشياء ملكي أنا أتصرف فيها كيف أشاء؟ إذن الحديث الذي يقول - الحديث الذي يقول - كان له معنى واضح جداً، وهو أن رجلاً متزوجاً من اثنتين، إحداهما أرادت أن تغيظ الثانية فقالت له: اكتب لابني الحديقة. واجعل الرسول يشهد حتى أُغيظ ضرتي، فالنبي عليه الصلاة والسلام لا تمر عليه هذه الأمور دون أن يدركها، فقال له: "يعني أنت عندما كتبت لابنك هذه الحديقة الجديدة، هل كتبتها لكل أولادك؟" قال له: "لا". فقال له: "إذاً، اطلب شهادة غيري، لا تستخدمني، لا تستخدمني أنا". أنت الآن امرأة تريد أن تُلحق الضرر بضرتها، فلا تستخدمني. أما أنا، فنعم، قال
الإمام الشافعي - وأنقل قوله - "اشهد عليه غيري فهو جائز، إنني لا أشهد على ظلم". هذا يعود إلى نية السيدة التي كانت تريد أن تصنع فتنة بينها وبين ضرتها وبين الأولاد. لكن لو أنه مثلاً قال له: نعم، أنا كتبت. لكل أولادي، وكان السؤال هكذا: "أنت كتبت هذا لكل أولادك؟" قال له: "نعم، أنا كتبت لكل أولادي". إذا كان الأمر كذلك فيكون صحيحاً تماماً، ولا توجد ظلمة ولا أي شيء آخر. لكن القضية ليست كذلك، فالقضية مبناها أن ما أملكه وأنا على قيد الحياة هو ملكي، وسأتصرف فيه كيفما أشاء، ولذلك هنا... السيدة هويدا تكتب ما تشاء، تكتب الشقة، تكتب الشقة والسيارة، تكتب ملابسها، هي حرة. نعم، لأن هذه ليست تركة. نعم، هذا ملكها. متى يكون تركة؟ عندما تموت. نعم، بارك الله فيكم. ننتقل إلى إجابات حضراتكم
على سؤال حلقة اليوم حول الوقت: هل تشعر بالندم عند ضياع الوقت وكيف يمكن؟ استغلال أوقات الفراغ: بعض من إجابات حضراتكم. سحر تقول: "نعم أندم وبشدة، واستغلال أوقات الفراغ يعتمد على السن وطبيعة الشخصية". وليد فوزي يقول: "من أراد الله به خيراً شغله بالعلم، فالعلم بحر لا يمكن أن نلم بأطرافه". هاجر طلعت تقول: "نعم، لأن المسلم لا ينبغي أن يملك". وقت فراغ، فمن المفترض أن يكون وقته كله مشغولاً بذكره والتسبيح، وهذا ما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم. بعض من أسئلة حضراتكم على الفيسبوك. رقم أخوة ربع مائة - عفواً على الاسم - اسم رقم أخوة ربع مائة يسأل فضيلة الإمام: هل دفع مبالغ مالية للحصول على بعض الوظائف؟ في الأزهر كتدريس حلال أم حرام؟ حرام، حرام. نعم، إقامة رقم آخره أربعة وعشرين. أرجو
الإفادة في إقامة بيت عزاء للميت أو مجلس عزاء للميت. نعم، إقامة بيت عزاء للميت، أي يعني إقامة بيت عزاء، يعني يبنونه في أي مكان في صور. لا، يعني هو يسأل عن ماذا؟ هو هذا السؤال. ولكن هذا ليس سؤالاً عن الحلال أو الحرام. الإفادة في إقامة العزاء للميت: هل يُقام له عزاء أم لا؟ ليست دار المناسبات، فنحن نبني دار المناسبات، وهذا هو قصده. نعم، فليُبنَ، وطوال حياتنا في الأرياف نكون في دوار العمدة، وهناك ما يُسمى بالمضيفة، حيث تتفق القرية كلها على مكان لكي... يقيمون فيه الأفراح ويقيمون فيه العزاء ويقيمون فيه اللقاءات ويستقبلون فيه الضيف الجديد القادم، إنه دار للمناسبات، أي ما نسميه دار مناسبة، وقديماً كانوا يطلقون عليها المضيفة. نعم، المضيفة. في سؤال آخر، رقم أربعة عشر: هل يجوز الدعاء على اليهود والنصارى؟ يعني لماذا ندعو عليهم هكذا؟ هل هذا مطلق هكذا؟ نجلس نتحدث عن خلق الله دون أن ندعي
عليهم. كان النبي عليه الصلاة والسلام دائماً عندما يأتون - ليس اليهود والنصارى هؤلاء فقط - فاليهود والنصارى هؤلاء أهل كتاب، أهل ديانة، يوحدون الله، وعندهم كتاب، وعندهم أمور أخرى إلى آخره. وحتى في كلامهم يقولون لك إله واحد، يعني يؤكدون الوحدانية، فليس هناك شيء اسمه كذا وكذا. حسناً، عندما جاء النبي عليه الصلاة والسلام، قالوا: "دوس دوس يا جماعة. أشركت! ادعُ على دوس يا رسول الله، فهم مشركون يعبدون الصنم". فقال: "اللهم اهدِ دوساً"، أي اهدني بهم إلى الهدى وليس إلى الهلاك والفناء. نعم، هذا ما يدعو لهم. كنا ونحن صغار، في نحو العشرين من أعمارنا، ندعو على الحكام: "اللهم اخرب بيته". اللهم [ارحم] مشايخنا. قالوا لنا: "حسناً، وأنتم تعلمون ماذا يفعل هؤلاء الحكام بنا، وما هي الورطة التي هم فيها، ولماذا؟ ألا تدعو له؟ ادعُ له بالهداية والسلام." فوجدنا أن هذا الكلام منطقي، نعم كلام متزن.
إنها حماسة الشباب، هيا ندعو له. نعم، أخي ادعُ له. فبدأنا ندعو، ولكننا كنا طائعين. كنا نطيع المشايخ فابتدأنا ندعو للحكام، فوجدنا الحكام - الله يكن في عونهم - وما شأني بذلك، وأنت كنت حاضراً معه في ظنك. ولذلك يجب علينا أن ندعو للناس وليس أن ندعو عليهم. نعم، بارك الله فيكم فضيلة الإمام، شكراً جزيلاً، جزاكم الله كل خير. ومشاهدينا، الشكر موصول لحضراتكم،
إلى اللقاء. في القناة