ورث مالا مصدره من حرام فهل يجوز تملكه؟ | أ.د علي جمعة

ترك أبٌ لأبنائه تركة كبيرة، ثم علم الأبناء أن مال الأب كان من حرام من تجارة أو نحوها، فهل هذا المال يحل للورثة؟ من مطهرات المال الموت, فعندما يموت إنسان ويأتي الميراث، فأهل الميراث حلال و حرام مباح لهم هذا المال حصلوا عليه من غش في الميزان، وحصلوا عليه من تجارة مخدرات جلبت من بلاء
وسائل ليس لنا تدخل. الموت من المطهرات إلا أن يكون من معين, لما مات ترك حقيبة هذه الحقيبة رشوة من فلان الفلانى يجب أن تُرَد إليه. هذه الحقيبة هي خاصة بفلان الفلان معين معروف أذهب لأردها إليه. سرقها. هذه الحقيبة مسروقة ومعروف من أين سُرقت. يجب. أردها إليه، لكن الحرام المطلق هذا أناس فعلوا حراماً وجاءت أموال والأموال تداخلت إلى آخره، حياة بأكملها. فالموت مطهر، هذا هو الحلال والحرام واضح، إذ أن الميراث
ليس فيه شيء اسمه ,لما آلت اليك المسألة بالميراث فهو حلال، لكن أتقياءنا وأولياءنا عبر التاريخ كانوا يتورعون عن مثل هذا. فالحارث المحاسبي رفض أن يأخذ مال أبيه لشبهة فيها وقال: "دعوني، خذوا أنتم كما تشاؤون". فعدّوا ذلك من علامات ولايته أنه تنازل عن الدنيا خوفاً من أن يستعمل هذا المال. أتفهم؟ إذاً لدينا أمران: حلال وحرام، ولدينا ورع. الحلال والحرام واضحان، أما الورع فدعه.
أما أخي فقد أخذه ليأخذه، ثم إنهم قسموها على أنفسهم من غير ى أنا , يا رب أحسن أن تكون أنت قد تورعت، فإذا ثلاثة تورعوا وثلاثة لم يتورعوا، فيكون ملك الذين لم يتورعوا. وهكذا الذي يحدث، ماذا يحدث في الحياة الدنيا فيما شاهدناه؟ إن الله يكرم ويوسع من عنده، فعندما تحدث أشياء مثل هذه، يزداد. الإيمان. طيب، ما أكرمش رب لك الحمد. أنا أبتغي وجه الله وأنا أعملها لأنني أختبر ربنا. يا رب أنا تارك هذه، سأرى ماذا ستفعل بى؟ لا، إياك أن تفعل هكذا، إياك
أن تختبر ربنا، سيتعبك. لا، لا تقل هكذا. هذه لِمَ؟ أنا تركتها لوجه الله، بعد ذلك الذين بعدك هم الذين سيقولون انظر إلى هذا الشخص عندما تركها لوجه الله، فتح الله عليه وأصبحت قطعة أرضه على الطريق وتحولت من الزراعي إلى متخللات لهذا المكان في المدينة وأصبحت بملايين. سبحان الله الرزاق. غيرك الذي يقول وغيرك هو الذي يحكي، لست أنت الذي تنتظر. احذر أن تفسد علاقتك بالورع مع الله، احذر بالورع تفسد علاقتك مع الله بالنظر إليه هكذا بنصف عين، أي كأننا نقول: "ما فعلناه لم يحدث شيئًا". اجعل أعمالك خالصة لوجه الله دائمًا، واحذر أن
تسيء بورعك علاقتك مع الله. اجعلها هكذا من أجل الله واجعلها لله، هل تنتبه؟ فستجدها طيبة، فمشايخنا كلهم علمونا هكذا، يقولون: "يا جماعة اتركوها". على الله الرجل يربط من لسانه. كان قديماً كان الرجل الذي يبيع القطن ويأتيه شخص ويأخذ الشيء بسبعة جنيهات، فيأتي له شخص آخر ويقول له: "لا، هذه بأربعة عشر". فيقول له: "خلاص، أعطيت كلمة، أعطيت كلمة، خلاص". يقول له: "نعم، لكنك لم تأخذ نقوداً". يجيبه: "نعم، ولكن لساني الذي نطق هذا، ماذا أفعل به؟ قلت له: خلاص، واذهب وأحضر النقود وتعال. لقد اتفقنا، انتهى الأمر. وحدثت من هذا
أشياء عجيبة جداً. الرجل يأتي ليأخذ فإذ به يهبط القطن من أربعة عشر إلى ستة، وليس إلى سبعة. والرجل الثاني يأتي ويقول له: نحن التزمنا بسبعة، خذ السبعة ها هي، ويأخذ القطن, الآن الرجل الذي كان يريدني أخون هذا، أو ليس خيانة الذي يريدني، لا ألتزم بكلمتي. كان سيُخرَّب بيته، وأنا عندما تمسكت بالقيم منعته من خراب البيت. انظر، انظر كيف الجمال فالرجل عندما أخذ والتزم بسبعة، فهذا رجل صاحب قيمة، وهذا رجل صاحب قيمة، وذهب بالبضاعة فارتفع إلى ثمانية، فكسب وكل شيء
وهكذا، فدعها على الله وتأمل، تأمل حياتك، لكن احذر أن تفسد علاقتك مع الله بشيء من الورع.