وقال الإمام | أ.د علي جمعة | الحلقة 15 | التصوف في الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. من مبادئنا التي نسير عليها أننا نؤمن بدين الإسلام كله وأننا لا نفرق بين رسل الله سبحانه وتعالى وأننا لا نؤمن ببعض الكتاب ونكفر ببعض والعياذ بالله تعالى. هذا مبدأ معتمد على الكتاب والسنة. أفي الكتاب تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون وفي السنة لا
يضرب أحدكم القرآن بعضه ببعض ولذلك فإننا نؤمن بالكتاب والسنة بكل الكتاب وبكل السنة نؤمن بالمناهج التي أرادها الله لنا ونؤمن بمراد الله من خلقه، إذا أردنا أن نوصل شيئا ذهبنا إلى الكتاب وإلى السنة المشرفة ولا نفصل بينهما، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: رب رجل متكئ على أريكته يأتيه الحديث عني فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، ما وجدنا فيه من حلال أحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه إلا أنني أوتيت القرآن ومثله معه، وفي رواية أخرى ومثليه
معه. ورأينا الله سبحانه وتعالى في كتابه قد أمرنا بطاعة نبيه وأن نتبعه وأننا نأخذ ما أتانا به. قال وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا. قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله. ولذلك فإننا لما رأينا أن الإمام مسلم قد صدر في صدر صحيحه بعد مقدمته حديث جبريل الذي يرويه عمر بن الخطاب عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي يقول فيه عمر رضي الله تعالى عنه بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ
طلع علينا رجل شديد البياض الثياب شديد سواد الشعر لا يعرفه أحد منا وليس عليه أثر السفر فهذه الصفات جعلته مستغربا من هذا فجاء حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوضع ركبتيه عند ركبتيه ويديه على فخذيه أي أنه جلس جلسة المتأدب أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه كانت جلسة التلميذ أمام المعلم وجلس يسأله عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان وعن الساعة وعن القدر ويجيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم في نهاية الحديث قال أتدرون من هذا؟ هذا جبريل أتاكم يعلمكم
أمر دينكم فهذا هو ملخص دين الإسلام أن هناك عبادة ظاهرة تتأكد بالأركان الخمسة قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنها: بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا. ولما سأله جبريل عن الإسلام قال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا قال وما الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره قال وما الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن
تراه فإنه يراك إذا فهناك طائفة من أمة النبي صلى الله عليه وسلم قامت لحفظ الإسلام في أحكامه في تشريعه في فقهه في جهته الظاهرية التي تضبط حياة الإنسان الفرد وحياة المجتمع وحياة الجماعة التي تضبط حركة الاجتماع البشري التي تضبط كل الجوانب الاقتصادية والسياسية التي تحدد العلاقات بين الناس وهذه مؤداها توضع في هذه الخمسة في الشهادتين وفي الصلاة والزكاة والصيام والحج بعض هذه العبادات قاصرة على الإنسان تنفعه في نفسه في علاقته بينه وبين ربه
وبعضها تفعل ذلك أيضا ولكنها تتعدى في خيرها إلى الآخرين وبعضها تجمع بين ذلك وزيادة على كل حال فإن هذه الأركان الخمسة هي هوية الإسلام وهي الواجبات التي لا يجوز لمسلم قادر واع بالغ عاقل أن يتركها وقام علماء يدافعون عن العقيدة الإسلامية ويبينون للعالمين كيفية الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، الإيمان بالتكليف والوحي بالملائكة وبالأنبياء والرسل، يبينون كل ذلك ويجيبون عما خطر في بال البشر من مشكلات، من معضلات، من أسئلة درسوها واستوعبوها، ردوا
على كل قوم بلغته وبأسلوبه. الحاصل أن هناك طائفة قامت تدافع عن التوحيد وقامت تبين علم الكلام الذي سمي علم الكلام والتوحيد وسمي بأصول الدين وهكذا هذا العلم الجليل الذي يحفظ درجة الإيمان لكن هذا الإيمان في مجرد تصديقه وصلته بالإسلام كأفعال للجوارح لا يكفي إلا بالجزء الثالث من حديث جبريل ولذلك لا بد لنا أن نؤمن بهذا أيضا وهو الجانب الأخلاقي جانب القيم وما إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ويقول ربه في شأنه وإنك لعلى خلق عظيم وهذا المقام قام
السادة الصوفية عبر العصور بحماية وبيان هذا الطريق إلى الله كيف تعبد ربك كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك عندما سمى العلماء ما قاموا به في حماية مرتبة الإسلام بالفقه، وعندما سمى العلماء ما قاموا به من جهد في مجال بيان وحماية العقيدة الإسلامية بعلم العقيدة أو التوحيد أو أصول الدين أو علم الكلام، كانت هذه الأسماء أسماء لم ترد في السنة أو عند الصحابة الكرام مباشرة وإنما كانت أسماء مستحدثة، وكان الصحابة يجمعون بين كل غير أنه من غير عناء
كانوا من أهل اللغة يفهمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفوق كل ذلك فقد تربوا في مدرسة النبي المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يربي بالنظرة، ينظر إلى أحدهم فيربيه، والمتأمل في السيرة وفي الأحاديث النبوية من هو رسول الله صلى الله عليه وسلم في تربيته وفي أصحابه هذا الرجل الذي يأتيهم ويقول والله لقد دخلت على كسرى ودخلت على قيصر ولم أجد أشد من حب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد لم أجد أشد من حب هؤلاء
لمحمد كانوا يحبونه حبا عظيما كان يمد يده إلى لحية رسول الله وهو يتفاوض، جاءه بديل بن ورقاء وجاءه سهيل بن عمرو وكذلك، فسهيل فالمغيرة يضربه بمقبض السيف: "انزع يدك عن لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم". فلما رأى هذا، لما رأى هذا الإجلال، هذا التضامن، قال: "يا محمد، إن هؤلاء إذا أحسوا بوخز السلاح أسلموك". أي اهربوا من حولك فقال له أبو بكر كلاما قاسيا جدا فقال من هذا قال أنا أبو بكر أو
قال له النبي صلى الله عليه وسلم هذا أبو بكر بن أبي قحافة قال والله لولا يد لك علي في الجاهلية لأغلظت لك في القول وكانوا يحبون رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا يفهم تصرفاتهم في ظل هذا الحب فليحاكم الحب لأن بعض الناس لا يعني أنهم لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم وعاشوا في دنياهم وتوغلوا فيها حتى نشأت الحجب بينهم وبين حقيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقول البوصيري في البردة وكيف
يعلم في الدنيا حقيقته قوموا يا أمة تساءلوا عنه بالحلم فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حبيبا لهؤلاء الناس وهؤلاء الناس كانوا فقهاء كانوا علماء كانوا يدافعون عن العقيدة ويعلمونها حق التعليم وكانوا أيضا من أهل الإحسان ولذلك لم تظهر هذه كلمة التصوف كما لم تظهر كلمة الفقه ولا الأصول ولا كلمة العقيدة ولا أمثال هذه الكلمات كأسماء على هذه العلوم، فالتصوف هو العلم الذي يحمي مرتبة الإحسان. فعندما ننشئ علما يبين للناس كيف يعبدون الله سبحانه وتعالى كأنهم يرونه، وكيف
أنهم في حالة الانحطاط عن هذه الرتبة العالية فإن لم تكن تراه فهو يراك، كيف يراقبون الله سبحانه وتعالى وما معالم هذا الطريق إلى الله ويعتمدون في ذلك على الكتاب والسنة يقول سيد الطائفة الجنيد طريقنا هذا مقيد بالكتاب والسنة ولكن في العصر الحاضر خلط كثير من الناس بين التصرفات الصوفية وبين التصوف كما خلط كثير من الخلق بين الإسلام وبين أفعال المسلمين وأفعال المسلمين في أي مكان وفي أي زمان لم تكن أبدا حجة على الإسلام، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم يحذر الناس من فساد الزمان ومن البعد
عن السنة، وفي حديث حذيفة الذي أخرجه البخاري يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الشريعة هي الأساس وأننا سنرى فتنا وسنرى مخالفة. وسنرى اختلافا بين الناس، ويقول حذيفة وهو يسأل: أبعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن. أبعد هذا الخير من شر؟ قال: نعم. كيف؟ إنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف. يعني أن المسألة هي أن المسلمين ليسوا حجة على الإسلام. ولما أمر أمير الجيوش قال: فإن أنزلتهم فأنزلهم على لا، بل على شرط الله ورسوله
فلعلك تخطئ، شرط الله ورسوله فإذا عندما نتفاوض باجتهادنا ولكن ليس هذا هو كلام الله ورسوله وإنما هذا ما فهمناه من كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أجل ذلك فإن العلماء من أهل التصوف تقيدوا بالكتاب والسنة واجتهدوا كما اجتهد الفقهاء اجتهد أهل العقيدة والمتكلمون في هذا الفهم لكنه مقيد بالكتاب والسنة، نشأت ناشئة الآن تنكر التصوف لما رأته من بعض الخلل أو البدع ممن ينتسبون إلى التصوف، فمن العجب مثلا أن يتصور أحد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه
وجد أصناما حول الكعبة يهدم الكعبة، هذا مثال مخالف للمنهج النبوي، المنهج النبوي أنه أزال الأصنام وأبقى الكعبة. المنهج النبوي وهو منهج رباني أن الصفا والمروة من شعائر الله، فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما. إذا كانوا لديهم حرج أن يفعلوا الأفعال التي فعلها المشركون عندما قصدوا وحجوا إلى بيت الله وأرادوا الإلغاء. هذا لكن هذا من دين إبراهيم، هذا من الحنيفية، هذا بأمر الله سبحانه وتعالى، وهم قد خلطوا الوثنية بشريعة إبراهيم، فخلصها الله سبحانه وتعالى منها وجعل شريعة إبراهيم صافية نحج
بها إلى يومنا هذا من طواف وسعي ورمي ومبيت ووقوف إلى آخره، وخلص منها النواقص أو الزوائد التي أضافها الوثنيون المشركون لم يلغوا هذا الأمر ولأن هذا ليس من الإنصاف، ليس من العدل، رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الإنصاف والعدل، ولذلك ميز هذا من ذاك لما سأله بعض من معه فقال له اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط، قال أتسألوني كما سأل بنو إسرائيل موسى؟ اجعل لنا آلهة كما لهم آلهة، علمهم ووضح لهم، لم يكفرهم
ولم يلقهم في اليم وإنما وضح لهم هذا من ذاك وأن هذه ذات الأنواط ينبغي أن تنحى. عندما سمع امرأة رآها وهي تغني فقالت وأن لنا نبيا يعلم ما في غد، قال ويحك يا امرأة إن الله علام الغيوب. وكانت تغني بغناء باعث فقال: خوضي فيما كنت فيه تخوضين، اتركي حكاية أن النبي يعلم الغيب هذه بذاته وادخلي في التغني بالأيام التي كانت تعد أيام نصر حتى للأنصار قبل إسلامهم. منهج واضح أننا إذا اختلط الأمر فإننا لا نرمي الجميع بل علينا أن نخلص هذا من ذاك، نأمر بالمعروف. وننهى عن المنكر وننكر البدع والانحرافات،
ولكن التصوف بين أعدائه وأدعيائه تاه في عصرنا الحاضر، فهناك من يتمسك بمجموعة من البدع مدعيا أنها هي التصوف والتصوف بريء من ذلك. التصوف هو حفظ مرتبة الإحسان، التصوف مقيد بالكتاب والسنة، التصوف له علماؤه عبر العصور كتبوا فيه وعاشوا من أجله وأوضحوه بالألفاظ. المختلفة في عصور مختلفة تحدثوا عن الزهد وألف فيه أحمد بن حنبل وألف فيه غير واحد من الأئمة، تحدثوا عن الورع، تحدثوا عن التقوى، تحدثوا عن أعمال القلوب وكتب كل هؤلاء في هذا، ولكن ابتلينا
في عصرنا هذا بمن يريد أن يخالف المنهج النبوي في الحقيقة لكنه يتزيا في الظاهر بالزي النبوي تراه يطلق لحيته ويقصر ثوبه ويمسك بسواكه فوق أذنيه وكأنه من الجيل الأول ومن السلف الصالح، ثم تراه في بعض الأحيان عن جهل وفي بعض الأحيان عن غرور وكبر تراه أيضا يخرج على المنهج النبوي أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من كلام خير البرية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم تراقيه فإنا لله وإنا إليه راجعون، العلماء
الذين قاموا بحماية مرتبة الإحسان حتى تصل إلى درجة أن تعبد الله كأنك تراه، قيدوا هذا الطريق أولا بالذكر والفكر، فهو طريق مقيد بالذكر، والذكر أخذوه من القرآن الكريم، قال تعالى "فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون"، قال تعالى "والذاكرين الله كثيرا والذاكرات قال تعالى: "واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون"، وقال تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، فإن الذكر هو الطريقة والفكر والتدبر والتأمل في خلق
السماوات والأرض، في عالم النبات والحيوان، فيما ينفع الناس الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض: "ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار إذا هناك فكر سطحي ينظر بلا تأمل ويجمع المعلومات وهناك فكر عميق يدخل في حقائق الأشياء وهناك فكر مستنير وهو أن يربط هذا بالإيمان بالله فيقول سبحانك فكلمة سبحانك إنما هي تأتي في قمة التفكير ببديع صنع الله الدال عليه سبحانه وتعالى وهذا الأمر
هو حقيقة الإحسان فالذين لا يريدون أن يتفكروا والذين لا يريدون أن يتذكروا والله سبحانه وتعالى قد فتحها ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم التوسعة في الأذكار فلما رأينا الله سبحانه وتعالى أمرنا بالذكر وأمرنا بالتفكر أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قل سيروا في الأرض فانظروا اقرأ باسم ربك الذي خلق يعني يتأمل في الكون ثم يقول في القراءة الثانية اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم يعني الوحي فيتدبر في كتاب الله المنظور وهو الكون من حولنا ويتدبر في كتاب الله المسطور وهو القرآن والوحي والسنة الصحيحة ويتدبر أيضا في
حال نفسه كتاب الله المقدور وهو الإنسان فهناك كلام الرحمن الرحيم علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان وهناك الإنسان وهناك الأكوان هذه الثلاثية الكتب الثلاثة التي يجب أن نتأمل ونتدبر فيها وبذلك نكون من المفكرين في طريقنا إلى الله سبحانه وتعالى الذكر والفكر منهج النبي صلى الله عليه وسلم في الذكر الساعة فإذا جاء شخص يريد التقيد فهو أحد رجلين: أولا أنه أحب ما ورد في
السنة ووجد قلبه فيه وهذا لا بأس به فهذا عاشه النبي صلى الله عليه وسلم وكونه قد عاشه النبي صلى الله عليه وسلم أمر محمود حتى إن هذا الكلام الوارد في الأحاديث من دعاء ومن ذكر ومن في مواضع كثيرة فإنه يعيشه ويفهم معناه ويجد قلبه عنده وهو الأساس أن تجد قلبك أما الآخر فإنه يؤدي إثبات حالة يريد أن يقنع نفسه أو يقنع الناس أنه في حالة إثبات حالة وينكر على من خرج عن هذه الأذكار فيخالف بهذا الإنكار المنهج النبوي
المنهج النبوي كان على السعة تعال انظر إلى رجل يدخل فبعد الصلاة يقول من الذي قال ما قال عند الرفع من الركوع فيسكت الرجل ويظن أنه قد أتى بخطأ فيقول ماذا قال فإنه لم يقل إلا خيرا قال أنا يا رسول الله قلت ماذا قال ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا طاهرا مباركا فيه ملء والأرض وملء ما شئت من شيء إلى آخر الحديث قال رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يصعد بها إلى السماء قبل أن يقرها النبي صلى الله عليه وسلم فالنبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن نذكر الله وفي حديث جابر وعن أنس في
حديث جابر يقول وكانوا يلبون بما تسمعون الآن والنبي صلى الله عليه وسلم يلبي بتلبيته لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك، في حين أن أنسا يقول لبيك حقا لبيك، تعبدا ورقا، في حين عبد الله بن مسعود يقول لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشر ليس إليك. والرغباء إليك لبيك اللهم لبيك وتركه واحد يقول هذا أقره النبي صلى الله عليه وسلم وهذا لم يقره النبي، هذه كانت كثيرة ولكن عندما يخطئ يتدخل النبي ويصحح ويعلم، فرجل يقول إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك، قال له قف هذا خطأ إلا شريكا كيف يعني الله لا شريك له فاحذف هذه من ذكرك من
الدعاء فعلمنا ربنا سبحانه وتعالى عن طريق نبيه أن الأذكار واسعة وأن المفروض أن نجد قلبنا عندها ولذلك رأينا عبر القرون رأينا العلماء والصالحين وهم يذكرون الأذكار وليست واردة في السنة فيزيدون يقولون ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار فيقولون وأدخلنا الجنة مع الأبرار يا عفو يا غفار، دعاء وذكر بأسماء الله الحسنى جميل ولله الأسماء الحسنى فادعوها بها، فإذا كان هذا النمط وهذا المنهج هو أساس
طريق التصوف مقيد بالذكر والفكر، مقيد بالتخلي والتحلي من أجل التجلي، مقيد بقواعد منها أن الملتفت لا يصل وكل ذلك وارد بالتفصيل في الكتاب والسنة، ومن أراد أن يحمل الناس اضطرارا على مذهبه وأن ينكر على منهج الكتاب والسنة فهو مخطئ، وإلى لقاء آخر نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.