وقال الإمام | أ.د علي جمعة | الحلقة 25 | الفلسفة اللغوية

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. من مبادئنا الاهتمام باللغة العربية باعتبارها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم وهي اللغة التي كتب بها الحديث الشريف وهي اللغة التي تعد الوجه الآخر للفكر، وكلما استقامت اللغة استقام الفكر وليس هناك لا استقامة للفكر بدون لغة، ولذلك فإن اهتمامنا باللغة العربية له أثره في استقامة الفكر والتفكير المستقيم، وله أثره في فهم كتاب الله سبحانه وتعالى، وله أثره في التأثر بإعجاز القرآن الكريم والخشوع
والخضوع والسجود لله سبحانه وتعالى عند قراءة هذا الكتاب العظيم، وله أثره أيضا في الحياة، فإن الفكر إنما هو فكر منفتح مبدع لا نهاية لإبداعه وكلما رأينا واستقمنا في هذا الفكر كلما زاد الإبداع لا الابتداع وكلما شوش علينا الفكر كلما وصلنا إلى الابتداع لا الإبداع هناك فلسفة للغة خاصة اللغة العربية اللغة العربية فيها عجائب وغرائب نريد أن نتأملها في نقاط
هي أمثلة لما وراءها وليست فيها إحاطة بالفلسفة اللغوية فإن اللغة لا يحيط بها إلا نبي كما كان الإمام الشافعي يقول لا يحيط باللغة إلا نبي، إنما نحن نتحدث عن نقاط تدل على ما وراءها، تدل كيف أن هذه اللغة تؤدي إلى التفكير المستقيم، تؤدي إلى تعظيم إعجاز القرآن، تؤدي إلى الفهم الصحيح، تؤدي إلى الإبداع يؤدي إلى خير الحياة الدنيا في عبادة الله وعمارة الأرض وتزكية النفس، كيف هذا؟ ولذلك يجب علينا أن نهتم باللغة وبالدراسات اللغوية من كل جانب، ونضرب لذلك أمثلة متتالية
وإن لم تكن على سبيل الحصر ولا الشمول وإن لم تكن محيطة بالمسألة ولا يمكن أن نفعل ذلك لاتساع الأمر. والله أعلم بما هنالك من هذه النقاط التي نريد أن نتحدث معا حولها عن الفلسفة اللغوية أو فلسفة اللغة العربية، نعلم أن هناك فرقا بين اللغة المقدسة وبين قدسية اللغة. المقدسة هي اللغة التي كتبت بها نصوص مقدسة وهذه اللغات محدودة، فقد كتبت التوراة
في أصلها بالعبرية وكتبت الأناجيل في أصلها بالسريانية وهي لهجة من اللهجات الآرامية أو الآرامية لهجة منها وكتبت الفيدا عند الهنود وهو كتاب مقدس عندهم بالسنسكريتية أما القرآن فهو بالعربية هذه الكتب المقدسة عند البشر وعند الناس أو بعض الناس يقدسونها يجعل اللغة هي لغة مقدسة ولذلك لا بد أن نطلع على خصائص هذه اللغة وعلى قوانين هذه اللغة وعلى مفردات هذه اللغة من أجل أن نستعمل ذلك في فهم النص المقدس الذي كتب بهذه اللغة، لكن اللغة
كما يقول علماؤها كائن حي يتطور. يتحدث الجاحظ عن أن لكل عصر طريقته في الكلام وأسلوبه، ولذلك فإن من عاش في الجاهلية ليس كمن عاش في الإسلام ليس كمن عاش بعد ذلك بخمسمائة عام، كل جيل من هذه الأجيال وكل قوم من هؤلاء الأقوام يتكلمون بطريقة مختلفة حتى لو اتحدت اللغة، فاللغة ليست لها قدسية في ذاتها، فهناك فرق بين اللغة المقدسة بمعنى أن نصا مقدسا كتب بها ومن أجل ذلك لا بد أن نعرف خصائصها ونعرف قواعدها ونعرف قوانينها من
أجل التوصل إلى الفهم الصحيح، وبين قدسية اللغة فإن اللغة ليس لها قدسية بمعنى أنها تتغير وتتطور بتطور الأقوام وبتطور الأشياء وهكذا، وهذا الفرق ما بين اللغة المقدسة وقدسية اللغة يشير إليه المفكرون والعلماء عبر التاريخ. الجاحظ يتحدث أنه إذا أقمت في قوم فلا بد أن تتكلم بلسانهم وعلى طريقتهم، هناك فارق بين لغة امرئ القيس وهو في الجاهلية حيث يقول: قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها لما
طال عليها من قدم الأيام وتعاقب الأمطار والرياح كلام قد لا يفهمه كثير من الناس وقوفا بها صحبي على مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجملي إلى آخر ما هنالك من هذه المعلقة التي كانت رائعة والتي يتندر بها كثير من الناس الآن لأنهم لا يفهمون شيئا منها في مفرداتها وفي تراكيبها وفي أخيلتها وليل كموج البحر أرخى سدوله علي بأنواع الهموم ليبتلي فقلت له لما تمطى بصلبه وارتضف إعجازا وناء بكلكله ألا أيها الليل الطويل ألا انجل بصبح وما الإصباح منك بأمثل مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل وفي رواية من علو
يعني لا يفهم أحد من الناس من ذلك شيئا إلا أنه يتكلم باللغة العربية وقد يشعر بإيقاعات معينة شعر أحد المستشرقين عندما ذكر لنا هذا الدكتور مهدي علام أن أحدهم أتاه في يوم وقال له اذكر لي بيتا من العربية قال فلم أجد في ذهني إلا مكر مفر مقبل مدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من عل فقال هل هذا حصان يجري لأنه شعر بإيقاع وقع الحصان على الأرض من طريقة نطق الدكتور مهدي علام رحمه الله لهذا البيت، فإذا اللغة العربية تتطور ولكن في تطورها
هذا لا تمس اللغة المقدسة التي كتبت بها النصوص المقدسة. من هذه الحقيقة نقطة أخرى حول هذا الكلام، نعلم أن الكتاب الكريم وفيه ستة وستون ألف كلمة تقريبا، هذه الكلمات مردها إلى ما لا يزيد عن ألف وثمانمائة وعشرة جذور، أي أن الضرب يصبح جذرا، ولكن منها نشتق فيصبح ضارب وضراب ومضرب وهكذا إلى آخره، فلو أننا جئنا بجذور القرآن الكريم أو الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم لوجدناها ألف وثمانمائة وعشرة بما في ذلك الأعلام
أي أن إبراهيم وإسماعيل وإدريس أيضا تدخل معنا في هذا لأن بعض الناس لا يعدون الأعلام باعتبار أنها وفي أغلبها أعلام أعجمية ولذلك تمنع من الصرف علم أعجمي فيمنع من الصرف ولكن لو عددنا أيضا هذا وجعلنا له جذورا فإنه لا يزيد عن هذا العدد المذكور هذا هو القدر المقدس اللغة لو ذهبنا إلى السنة وفعلنا فيها هذا وأوجدنا جذور السنة النبوية فوجدناها ثلاثة آلاف وستمائة تقريبا يعني كأنها ضعف ما في القرآن والعجيب أن الألف والثمانمائة الموجودة فيه أيضا الثلاثة آلاف والستمائة يعني نستطيع أن نقول
ثلاثة آلاف وستمائة جذر تكفي للقرآن والسنة حيث إن ما ورد في القرآن هو مضمن أيضا في السنة النبوية الشريفة، إذن فالسؤال الثاني هو كم عدد جذور اللغة العربية؟ كتاب ضخم كبير جامع مثل القاموس المحيط نجد فيه نحو أربعين ألف جذر للغة العربية، أربعون ألف جذر يعني معناه أن القرآن والسنة لم يتجاوزا عشرة في المائة. عشرة في المائة من الأربعين ألفا أربعة آلاف، نحن لم نصل إلى أربعة آلاف، فإذا هناك تسعون في المائة من اللغة يطرأ عليها الإهمال، يطرأ عليها
التغيير، يطرأ عليها أن تكون في المرتبة الثانية والتأخر، لكن الذي به قوام التفكير هو ثلاثة آلاف وستمائة جذر، لو أننا رأينا الدراسات الحديثة اللغوية التي تبين كيف نتعلم مثلا لغة مثل الإنجليزية أو هكذا يقولون الإنسان يستطيع أن يتعلم أي لغة إذا أدرك ثلاثة آلاف كلمة فيها وتسعمائة جملة مفيدة فإنك تستطيع بهذا القدر أن تتكلم الإنجليزية أو الفرنسية أو الصينية أو العربية هذا القدر يكفي لتعلم اللغة وإتقانها إذن فلقد فسر لنا عن طريق الدراسات اللغوية العامة كيف
انتشر الإسلام وكيف انتشرت اللغة العربية إنها عن طريق القرآن، هذا القرآن الذي حفظ وتلي وفسر ودخل في التركية والأردية والملايوية وهكذا إلى آخره، فأصبحت اللغة العربية من خلال هذا القدر من الجذور لغة مقبولة، فلما أن أرادوا أن يتعلموها لم يجدوا هناك عائق كبير فيها، لكن من غير تعلم القرآن ومن غير شيوع السنة سيكون هناك عائق كبير جدا في تعلم اللغة العربية. إذن الاهتمام بالقرآن يفيد اللغة واللغة تفيد الاهتمام بالقرآن، فهما يمثلان دائرة واحدة لا تنفصل. اللغة المقدسة وقدسية اللغة
هي نقطة من نقاط الفلسفة اللغوية. هلم بنا نرى. خصائص هذه اللغة خصائص هذه اللغة يؤلف فيها ابن جني ويؤلف فيها الخليل بن أحمد خصائص هذه اللغة ابن جني والخليل بن أحمد يدلاننا على أمور ولذلك ابن جني لما ألف كتابه الممتع الخصائص سماه الخصائص لأنه يبحث في خصائص اللغة العربية يقولون بالتتبع أن أي لفظ في اللغة العربية، وهذا لا يوجد في غيرها على وجه
الأرض. البشر يتكلمون بأكثر من خمسة آلاف لغة، هذه اللغات كما رصدت اليونسكو تموت لدرجة أنهم رصدوا أن كل خمسة وعشرين يوما تموت لغة بموت آخر من يتكلم بها، ولكن اللغة العربية ليست محسوبة في هذا بل هي محسوبة من اللغات العالمية. المتمكنة ولذلك أقرت في الأمم المتحدة أقرت في مكتبة الكونغرس الأمريكي لأنها لغة لها حضارتها ولها ثقافتها، لغات الهنود الحمر وكثير من اللغات في الهند تضمحل وتنتهي لدرجة أنه يموت كل خمسة وعشرين يوما لغة من هذه اللغات الخمسة آلاف، ليس هناك
لغة مثل اللغة العربية في ماذا قالوا؟ في الاعتماد على الرابطة الموجودة في حروفها فمثلا م ل ك هذه ثلاثة حروف الميم واللام والكاف كل كلمة تتكون من هذه الحروف بغض النظر عن ترتيبها لا بد أنها تشترك مع الكلمات الأخرى في معنى جامع يجمع كل هذه التقلبات وبنظرية التباديل والتوافيق نعلم أن هناك عندما يكون هناك ثلاثة حروف فيبقى هناك ست كلمات الميم واللام والكاف ملكة كلمة هذه ملك منها
الملك ومنها الملاك والملك والملاك والمالك فيها قوة بدرجات مختلفة يعني الملك من الملك والمالك من الملك في قوة وفي سلطان لأنه الملك الذي بيده الأمر والنهي وقيادة المجتمع وتنظيمه وقيادة الجيوش والدفاع عن الناس والمالك له قوة أخرى من طرف آخر، فإن الملك يملك لكنه ليس بمالك، لا يملك بيتي ولا يملك رقاب الناس، أما المالك فهو يملك البيت ويكون خاصا به، ولذلك فمن هذه الناحية
هو أقوى من الملك، والملك من ناحية العلو والرتبة هو أقوى من المالك، وهنا يأتي كلمة الملاك فكلمة ملاك عندما تأتي من الميم واللام والكاف لا بد أن يكون فيها نوع من القوة، لكن خصائص العربية تقول غير الحروف فتأتي لك ست كلمات: ملك، كلم، لمك، معنى مكلا. لو بحثنا عن مكلا نجد أنه لا معنى له فيسمونها المهمل، والمهمل في اللغة العربية أكثر من المستخدم لأن المستخدم تحدثنا عن أربعين ألف جذر قد يصل الأمر إلى ثمانين ألف جذر لكن في النهاية في أكثر من خمسمائة مليون كلمة مهملة
لأن كلما أحضرنا الستة نرى أن واحدة أو اثنتين أو ثلاثة مستخدمة وأن الباقي مهمل فالأغلب هو المهمل يعني لا يوجد شيء اسمه مكلا فهي مهملة لا كما هذا التصريف الثالث الترتيب الثالث لكما واحد لكم بيده من أمامه لكما كذلك لا ما هذا الرابع كلام يعني منها الكلام قوة والسكوت مقابل القوة هذه كلمة يعني جرح ووقف أيضا في عدوان مثلا أو في فعل ففيه قوة إذا
ملك فيها قوة ولكم فيها قوة لأنه ما من شيء اسمه لأنه مهمل مثل ما لا يوجد شيء اسمه مثل فهو مهمل إذن فعندنا ثلاثة مهملة وعندنا ثلاثة مستعملة الثلاثة المستعملة يجمعها شيء واحد وهو القوة عندما نقرأ القرآن ونجد أنه يتحدث عن الملائكة فإننا بذلك نتصورهم أقوياء ولذلك فهم يؤيدون المؤمنين في ويثبتون الأقدام وينزلون مسومين ومردفين وأقوياء
يعين المؤمنين في حربهم، ولذلك عندما يسمع العربي الجاهلي عليها تسعة عشر فإنه مباشرة يقول ألف منا لواحد، ما الذي يجعله يتصور هذا التصور أن ألف رجل سيذهبون للإمساك بالملاك؟ إنه بمجرد ما سمع هذه الحروف الميم واللام والكاف حدث في قلبه أن هذا يتحدث عن شيء قوي ولذلك يحتاج الملك إلى ألف شخص منا وأنه ماذا يعني أننا في يوم القيامة سنذهب لنقيد ونأسر هؤلاء التسعة عشر ونغلبهم إن شاء الله وسنفعل كذا وكذا من هذه البطولة الفارغة
للجاهلين لكن ما الذي دفعه إلى أن يتصور هذا إنه مردود الكلمة مردود الحروف لأنه بطبيعته العربية يستعمل هذه الحروف في شيء قوي فهذه خصيصة من خصائص العربية جعلت الخليل بن أحمد يؤلف كتابه العين على هذا الوجه، جعلت ابن فارس يؤلف كتابه مقاييس اللغة بهذه الطريقة، جعلت ابن دريد يؤلف الجمهرة بهذه الطريقة، جمع الكلمات معا ثم البحث عن الرابط الذي يربطها وتفنن ابن فارس في ذلك في مقاييس اللغة وأبدع فيه وفي بعض الأحيان لم يجد رابطا ولكن أحيانا قليلة
جدا تكاد تعد على أصابع اليد أو اليدين في كل خضم اللغة العربية فمثلا وهم يتحدثون عن كلمة الهرج ما معناه الهرج معناه الاضطراب والقتل والفتن ضد الاستقرار ضد الهدوء حسنا وكلمة رهج يرهج هذه لا نعرف ما هي، النار ذات رهج، النار ذات رهج يعني ما معنى رهج إذن، وهجر هجر يعني سافر يعني ابتعد، يبقى إذن الهجرة فيها انتقال وفيها حركة
وفيها أيضا الهجرة فيها ألم فيها اضطراب لأنني أترك الوطن وأذهب إلى السفر الذي هو قطعة من العذاب وأذهب إلى الغربة التي قيل فيها من مات غريبا فقد مات شهيدا يعني في شيء من الألم ولذلك كان التغريب نوعا من أنواع العقوبة أن نغرب العاصي وأن نعزله وأن ننفيه نفيا فالهجرة هكذا طيب والجهر أيضا نفس الحروف الجهر فيه تحريك للصوت وفيه علو ورجل جهوري يعني جهوري الصوت يعني عالي الصوت وهذا العلو قد يكون فيه ضجيج، قد يكون علو
الصوت نوعا من أنواع الإنذار أو نوعا من أنواع التوبيخ أو نوعا من أنواع الغضب. إذن هناك شيء جامع بين هذا يشمل الحركة ويشمل الانتقال ويشمل الاضطراب، يمكن أن تكون هذه المعاني هي المعاني الجامعة لهذه الحروف. فعندما يأتي ويقول نار ذات رهج تعني ذات اضطراب، النار تذهب وتجيء هكذا فعلا، النار خاصة عندما يكون في الهواء قوي نراها أنها تذهب وتأتي بهذا الشكل فيسميها الرهج، وهو من داخله يسميها رهج مرتبطة في ذهنه في تكوين شبكة عقله بالهرج وبالجهر وبالهجرة وهكذا، مرتبطة بنفس
الحروف في معاني كلمات أخرى لكنها من مجموعتها وتمثل هذه المجموعة إذ عندما كان العربي يسمع أنني مهاجر إلى ربي سيهديني يشعر بأن إبراهيم وهو يقول هذا كان متألما وكان مفارقا للآلام وكان بينه وبين قومه نزاع كان يفهم على هذا المستوى إذن فمعرفة خصائص اللغة تساعدنا في الفهم وفي الوقوف على المعاني التي قد لا تكون ظاهرة وقد تمر علينا مرور الكرام إبراهيم كان أمة وإبراهيم كان حنيفا وإبراهيم
هو أبو الأنبياء كل هذا لأنه تألم ولأنه صبر ولأنه فعل ولأنه فعل أين صبر هذا وأين فعل وهكذا القصة من غير عمق دلالات الألفاظ فيها تأخذ وضعا آخر غير الذي تأخذه مع مراعاة هذا العمق إذا رأينا هذا العمق شعرنا أكثر بالقرآن وشعرنا أكثر بقصصه وأحكامه وما فيه والكلام يطول جدا في هذا المعنى أيضا من خصائص اللغة التي نهتم بها يقول ابن جني انظر إلى قوله تعالى قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون لما قلت القيود كثر الموجود قل هل يستوي
الذين يعلمون ماذا يعلمون الشريعة أم يعلمون الحق أم يعلمون في الكون أم يعلمون أي علم هو سكت لم يقل أي علم هو إذن فهو مطلق كل العلوم تدخل في ذلك كذلك هناك خاصية أخرى في لغة العرب أن كل ما بدايته نون وفاء معناه الخروج نفر نفع نفس نفق فلما كان يسمى واحد منافقا معناه أنه خارج عن الجماعة فكان يستشعر بالطرد، يستشعر بالوحدة، يستشعر بشيء رهيب. مثلا يقولون إن كل كلمة في لغة
العرب لا تجتمع فيها الجيم والصاد: جص وصولجان وكذا إلى آخره ليست من لغة العرب، وهكذا خصائص كثيرة ينبغي علينا أن نلتفت إليها من أجل فهم الكتاب والسنة ومن أجل أن نعيش في إعجازهما وفي أحكامهما ومن أجل المعرفة الدقيقة لتطبيقها في حياتنا الدنيا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته