وقال الإمام | أ.د علي جمعة | الحلقة 27 | مبادى القران

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. من مبادئنا التي نبني عليها مسيرتنا أننا نتعامل مع القرآن الكريم باعتباره كتابا معجزا لا تنتهي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه باق كمعجزة لرسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين وأنه محفوظ بحفظ الله سبحانه وتعالى له وأنه في إعجازه وعدم انتهاء عجائبه يظهر في كل عصر لأتباع هذا العصر ولأهل هذا العصر ما تقوم
به الحجة كتاب الله نرى مع كل سقف معرفي أنه معجز فعندما كان البدوي في الصحراء يرى تشرق من المشرق وتتحرك في حركة ظاهرية في السماء ثم تغرب بعد ذلك في جهة المغرب كان يفهم قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم بأن الشمس تتحرك إنه ليس من أصحاب الرياضيات وليس من أصحاب علوم الفلك وإنما هو يتحدث بالظاهر أمامه والقرآن
لا يخرجه من ثقافته هذه وهو يقول والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ويحملها البدوي على ظاهر الحركة الشمسية ثم تتقدم العلوم ويثبت علماء الفلك وعلماء الرياضيات حجم الشمس الكبير الذي لا يمكن أن تكون الأرض هي التي تحركها بل على العكس فإن الشمس هي التي تحرك الأرض ويكتشفون شيئا بعد أولا من الناحية الرياضية، ثم بعد ذلك من الناحية الحسية، عندما انفصلوا عن الأرض ورأوها بأعينهم أن الأرض هي
التي تدور وأنها تدور دورات مختلفة، مرة حول نفسها فتسبب الليل والنهار، ومرة حول الشمس، إلا أن القمر مثلا هو الذي يدور في فلكها فهو الذي يتحرك حركة حقيقية متوافقة ما نراه بأعيننا وإن كانت الشمس والقمر يتحركان نفس الحركة أمام الراصد من على الأرض، ولكن حركة القمر حقيقية فهو يتحرك فعلا والشمس حركتها حركة ظاهرية، إلا أن العلماء عندما يكتشفون هذا يكتشفون أيضا حركات للشمس نفسها، فالشمس تجري حول نفسها وتدور والشمس أيضا تجري في الفضاء في المجرة. نحو نجم يسمى بنجم فيجا، ونجم
فيجا هذا الذي تتوجه إليه الشمس تسرع في اتجاهه بمقدار حددوه اثني عشر كيلومترا في الثانية الواحدة، أي أن هذه سرعة هائلة تجر وراءها المجموعة الشمسية كلها من كواكب منها الأرض وهي تسبح في الفضاء العظيم، ويصبح جريان الشمس له معنى آخر بسقف معرفي. آخر مختلف عن ذلك السقف الذي كان عند الأوائل، ويبقى النص القرآني صادقا لا يختلف عن أي حقيقة كانت. إذا فالقرآن معجز في صياغته من
ضمن هذه الأشياء في مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية، في مجال الفكر هي قضية المبادئ القرآنية. القرآن يتكلم بكلام وجمل مفيدة، هذه الجمل المفيدة قد تكون متعلقة بالعقيدة وكان الله غفورا رحيما، هذه الجملة المفيدة تصف الرب سبحانه وتعالى بأنه غفور يكرر ويبالغ في الغفران ويسامح وبأنه رحيم يكرر ويبالغ في الرحمة، فالمغفرة والرحمة من صفات الله سبحانه وتعالى فهذه حقيقة ولكن مردها إلى صفات الله إلى العقيدة وعندما يقول والشمس
تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم، هذه حقيقة أيضا. إذن فالذي نبحث عنه ليس هو الحقائق العقائدية ولا الحقائق الفقهية التي تبين الأحكام "أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا" هذا الكلام الذي نأخذ منه أحكام مواقيت الصلاة ونأخذ منه وجوب الصلاة على المؤمن ونأخذ منه فضل قراءة القرآن بالليل ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا كل هذه حقائق وأحكام ولكن هناك أيضا أشياء في القرآن الكريم تعد ملخصا
للفكر البشري تعد أجزاء من النموذج المعرفي الذي هو في حقيقته الرؤية الكلية للإنسان والكون والحياة وما قبل ذلك وما بعده ذلك موقف الإنسان من العالم، وهذه هي التي نطلق عليها المبادئ القرآنية. وكلمة مبادئ هي جمع لكلمة مبدأ، ومبدأ مصدر ميمي يعني مصدر يبدأ بحرف الميم. والمصدر الميمي يصلح للدلالة على الزمان والمكان والحدث. إذا فهذا المصدر مبدأ يصلح للدلالة على نفس البدء على الحدث، ويصلح للدلالة على زمان البدء. ويصلح للدلالة على مكان البدء، بل ويصلح للدلالة عليها
جميعا، فكلمة مبدأ تعني بداية الأمر سواء في ذاته أو في مكانه أو في زمانه، هذا معنى المبدأ، ولذلك نحن نطلق المبدأ على هذه الجملة المفيدة التي تعد ليست حقيقة ولا تشرح حقيقة سواء عقائدية أو كونية، وليست حكما ولا تشرح حكما ولا تأمر به سواء كان شرعيا أو غير ذلك، ولكنها تعطي لنا مبدأ نسير عليه، تعطي لنا طرف الخيط من أوله. فإذا سرنا في ذلك الطريق مع هذا المبدأ فإننا نكون قد وصلنا
إلى التفكير المستقيم. عندما تأملنا آيات القرآن وحاولنا أن نستخرج منها هذا المفهوم وجدنا أن الله سبحانه وتعالى يقول لا تزر وازرة وزر أخرى، هذا هو المبدأ أنه يتحدث عن شيء ينبغي علينا أن نؤمن به أولا، ثانيا أن نطبقه ثالثا في جميع المجالات، سواء في مجال قانون العقوبات أو في مجال تربية الطفل أو في مجال أسس الاجتماع البشري في الجماعة البشرية أو في مجال العقيدة
أو في أي مجال كان نجد المبدأ ليس خاصا بمجال دون مجال ولكن المبدأ هو بداية الخيط الذي يمكن أن نسير معه في كل المجالات فهو مكون من مكونات العقل المسلم لا تزر وازرة وزر أخرى فإذا أتت لنا أفكار تتحدث عن خطيئة آدم وأن هذه الخطيئة موروثة وأنها لا تزول عن الإنسان إلا بطرق معينة، فإن هذا الفكر الذي يجيز وراثة الخطيئة هو ضد ذلك المبدأ، وهذا المبدأ هو ضد ذلك الفكر، ولذلك ترى المسلم لا يستطيع
من البداية ولا يستطيع بصورة أصلية واضحة أن يقبل فكرة وراثة الخطيئة، فالمبدأ أنه لا تزر وازرة وزر أخرى عندما يسمع المسلم في بعض الثقافات ومنها الثقافة العربية الجاهلية قبل الإسلام أنه خذ ثأرك من جارك، أخذ الثأر من الجار، فإنه يرفض هذا المبدأ، يرفض هذا المنهج، يرفض هذا التصرف لأن مبدأه الذي كون عقله هو أنه لا تزر وازرة وزر أخرى. خذ ثأرك من جارك مثل عامي، لكن المسلم يأباه. ويشعر أن فيه ظلما وأنه
لا يمكن أن نأخذ ثأرنا إلا ممن ظلمنا إذا لم نسلك سبيل الصبر والاحتساب، ولكن إذا سلكنا سبيل الصبر والاحتساب فإننا نصبر على هذا البلاء ونوسع صدورنا ونرجو ثواب ربنا ونتجاوز عن هذا البلاء وفي ذلك الخير الكثير كما وصف الله سبحانه وتعالى وكما أمرنا رسوله صلى الله عليه وسلم في كلام طويل في الصبر على البلاء وعلى الأذى من الناس، إنما المبدأ هو أنه لا تزر وازرة وزر أخرى. هل هذا يمثل حقيقة كونية؟ لا، هو يمثل مبدأ يشتمل على أوامر.
هل هو أمر مثل أقم الصلاة لدلوك الشمس؟ أبدا، إنه يتكلم كما لو كان الأمر يتعلق بخبر أنه لا تزر وازرة وزر أخرى، لم يقل لنا أي أنتم مكلفون بألا تزر وازرة وزر أخرى، بل جعلها قاعدة عامة، جعلها مبدأ في جميع المجالات، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى وهو يصف نفسه لنا في يوم القيامة وصف بأنه لا يضيع أجر من أحسن عملا ووصف نفسه فقال وما ربك بظلام للعبيد، ووصف نفسه فقال إنه من يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره،
وحاسب المسألة بالذرة من أنه هو العدل سبحانه وتعالى وبأنه لا يظلم ولا يظلم عنده أحد، وأن الله سبحانه وتعالى حرم الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرما كل هذا يتسق مع ذلك المبدأ الذي يقول لا تزر وازرة وزر أخرى، هذا المبدأ كما في سورة النجم إنما هو في صحف إبراهيم وموسى والكتب السابقة، لا بأس إذا فهو مبدأ أيضا لا يختص به القرآن إنما هو الذي ينبه عليه القرآن، ومخالفة ذلك المبدأ كما نرى سوف تدخل في نطاق واسع من المخالفة حتى في العقائد، فإن أديانا بحالها لا يستطيع
المسلم أن يصدق جزئياتها وما فيها مما وضعه الكهنة لهذه الأديان، وذلك بسبب هذه الكلمة البسيطة القصيرة الجملة المفيدة، ولكن في الوقت نفسه تعد مبدأ عاما من المبادئ مثل القرآنية "القصاص حياة" ولكم في القصاص حياة. يا أولي الألباب، إذا سمع المسلم هذا المبدأ "وفي القصاص حياة"، فإنه يأنف من قول الجاهلية "القتل أنفى للقتل"، فإن القصاص ليس قتلا إلا في الصورة، بل
إنه مقابلة عدوان ثابت عن طريق القضاء، ولذلك فهذه الصفات وهي أنه عدوان وأنه ثابت وأنه عن طريق القضاء لا تكون إلا في المجرم وليس على سبيل الثأر الذي ابتدعه الناس في صعيد مصر مثلا من أنه إذا قتل من عائلتهم واحد فإنهم يقتلون الكبير في العائلة المقابلة، لا تزر وازرة وزر أخرى، هذا الكبير ما ذنبه أن يؤخذ بجريرة القاتل؟ القاتل قد يكون فردا من أفراد الناس وليس كبيرا ولا عظيما ولا مؤلم أن يموت وهو في بعض الأحيان مستعد أن يضحي بنفسه من أجل العائلة، ولكن الظالمين تمادوا
مع هؤلاء فقتلوا الكبير عندما أخذ منهم أحد أو قتل منهم أحد بالقصاص. بخلاف ذلك أتذكر حتى نتعمق في هذا المبدأ أن أحدهم قد اعترض على قوله تعالى "ولكم في القصاص حياة" وقال كلمات أربعة فأين هذا الإيجاز والإعجاز الذي تتحدثون عنه في القرآن إنه من الأولى أن نقول القتل مقابل القتل ورد على هذا مصطفى صادق الرافعي رحمه الله تعالى
كما هو منشور في مجموعة مقالاته التي سميت بوحي القلم وفي هذه المقالات يرد فيها على ذلك المدعي الذي يدعي بأن هناك ما هو أبلغ من القرآن؟ القتل أنف للقتل وأنه أولى من قول الله تعالى "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" بل وأوجز، فالقتل أنف للقتل كلمات ثلاث وهذه كلمات أربعة "ولكم في القصاص حياة". يرد مصطفى صادق الرافعي ويرد غيره على هذا فيقولون إن هذه الكلمة إذا ما أردنا نقارنها فعلينا أن
نقارنها بما يقابلها لا بما يزيد عنها في المعنى من القرآن الكريم والذي يقابلها من القرآن الكريم القصاص حياة هذه واحدة ثانيا التكرار في هذه العبارة القتل ينفي القتل كرر القتل مرتين والقتل الثاني والقتل الأول لم نعرف كنههما أما كلمة القصاص فإن القتل الأول يكون ظلما والقتل الثاني يكون عقوبة وهناك فرق بين الظلم وبين العقوبة، ثالثا القتل أنفى للقتل في مقابل القصاص حياة. إذا عددتها
أنها كلمات ثلاث القتل أنفى للقتل باعتبار اتصال اللام الأخيرة بالقتل فإننا نكون أمام كلمتين إزاء ثلاث، ولكن الحقيقة أن القتل أنفى للقتل أربع كلمات وليست ثلاثا لأن القتل واحدة. أنفي ثانية لماذا وهي حرف جر وهي من الكلمات رابعة القتل خامسة القتل أنفة للقتل كلام خاطئ في المعنى وهذا هو الوجه الرابع أو الخامس في الرد على ذلك أما القصاص فإنه فعلا يوقف ثوران الفتن التي يحاول فيها المظلوم أن يأخذ بثأره من الظالم القصاص يكون أمام القضاء
يكون بعد الإثبات يكون بعد إعطاء الإنسان حقوقه في نفي التهمة عن نفسه يكون ذلك بالبينات وبالأيمان وبالأدلة وبالقرائن ويعرى ذلك مما هو ثابت في المرافعات أمام القاضي الذي يثبت أو لا يثبت الجريمة التي تستحق القصاص، القتل ليس إنفاذا للقتل بل القتل يثير القتل، يثير القتل أكثر، القصاص هو شريعة من عند الله ولذلك ففيها العفو في مقابل الدية وفيها العفو مجانا فكم من قتيل يتمنى أهله أن يموت وكم من قاتل يكون قد قتل بدافع الدفاع عن
النفس أو عن العرض أو عن المال وقد يكون المقتول في بعض الأحيان هو الظالم والقاتل هو المظلوم ولذلك فإن العفو مجانا أو العفو عن طريق دفع الدية أو عدم العفو بالمرة والقصاص، كل ذلك مركب في هذا الكلام. القتل أنفى للقتل كلمات فيها عوار من ناحية النطق، ليس في التكرار فقط بل في استعمال القاف وهي من حروف الجهر من غير أن نستعمل معها شيئا يخففها، بل إننا كررناها أيضا القصاص فإننا وجدنا في المقابل لها حياة، وكلمة
حياة مكونة من الحاء والحاء مهموسة وهي أيضا مرققة والياء كذلك والألف لينة والهاء تخرج من الفم بهذه الطريقة التي تخفف وقع كلمة القصاص التي فيها غلظة وقوة وشدة وحزم فتخففها كلمة حياة ويأخذ الرجل في بيان هذا المبدأ القرآني القصاص حياة والذي ورد هنا بكسر القصاص من أجل الإعراب ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب، هذا المبدأ القرآني يضاف إلى المبدأ الأول وهناك أكثر
من ثلاثين مبدأ في القرآن منها وجزاء سيئة مثلها وهذا مبدأ قرآني، كلمة مثلها تعبر عن المساواة وفي بعض الأحيان تتعذر المساواة في العقوبة ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى يرشدنا حينئذ إلى العفو ما دمنا إذا أردنا أن نأخذ حقنا فلا نستطيع أن نأخذه بمثل ما قد أوذينا به فعلينا إذن أن نعفو، وهذا المعنى تراه في بعض التفاسير كتفسير القرطبي عند قوله تعالى والجروح قصاص فالجرح
عندما يحدث الجرح هو مصدر والجرح هو اسم المصدر الناتج عنه لأن العلاقة بين المصدر واسم المصدر أن اسم المصدر هو أثر المصدر ولذلك العطاء هو المصدر والعطية التي أعطيت في هذا العطاء هي اسم المصدر والجرح هو المصدر والجرحة هي أثر هذه العملية وهي الجرح والجروح قصاص وهذه قد تسمى القصاص نفسه لأن الجرح له طول وعرض وعمق فهل يمكن أن نضربه نضرب الضارب نضرب المعتدي بحيث إننا نحدث فيه ذات الجرح يمكن ذلك نظريا فهل
يمكن عمليا إنه أمر في غاية الصعوبة لدرجة أن وكان ربنا سبحانه وتعالى أراد منا العفو ما دام الحكم أن الجروح قصاص والواقع إننا لا نستطيع المماثلة إذن فالنهاية تؤدي إلى إيقاف هذا الانتقام والتحول إلى الصبر والتحول إلى العفو والتحول إلى قبول حتى الديات، وهكذا يأمرنا من طرف خفي بالعفو بعد أن يهدئ بالنا وأن الجروح فيها القصاص ولكن افعلها بالمماثلة. لا أستطيع يا ربي أن أفعلها بالمماثلة، إذا فعليك بالعفو. المبادئ
القرآنية في الحقيقة هي من مبادئنا. لأنها تحول القرآن إلى كتاب هداية، لأنها تكشف عن أحد مكونات العقل المسلم، لأنها جزء من النموذج المعرفي، لأنها تجعل القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه كما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يبلى من كثرة الترديد، هو هداية للعالمين وليس للمسلمين فقط إلى يوم الدين، ولكن لمن أراد منه الهداية ولمن دخله لا يريد أن يتلاعب معه وإنما يعظم شأنه فإن شأن القرآن الكريم ونسبته إلى الكلام كنسبة ذات الله إلى خلقه لأنه صفة من صفاته سبحانه وتعالى. المبادئ القرآنية من أهم الأشياء
التي نبهنا إليها وكتبنا فيها وأرشدنا تلامذتنا لأخذ الرسائل العلمية فيها وقد تم كل ذلك والحمد لله ويبقى أن تتحول إلى منهج في الفهم وإلى منهج يدرس لطلاب العلم حتى نعلم الناس كيف يتعاملون مع القرآن الكريم إلى لقاء آخر أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته