يتعمد بعض الناس أن يقولوا غير الحق مدعين أنه كذب أبيض فما حكم هذا الكذب ؟

يتعمد بعض الناس أن يقولوا غير الحق مدّعين أنه كذب أبيض. ليس في الشريعة كذب أبيض ولا أحمر ولا بنفسجي ولا موز، لا يوجد، فالكذب كذب. وفيما أخرجه الإمام مالك في الموطأ: "أيكذب المؤمن؟" قال: "لا". قال له: "أيسرق المؤمن؟" قال: "نعم، إذا احتاج إلى القليل أو شيء ما فسرق، ربنا يسترها". أيأذني المؤمن؟ قال: نعم. أيكذب المؤمن؟ قال: لا. ما ضرورة الكذب يعني؟ الكذب هذا ممنوع تماماً لأن هذه الشريعة بُنيت على التوثيق. فلو أننا أبحنا الكذب وأصبح منه أبيض وأخضر وأحمر وما إلى آخره، لذهب التوثيق.
من الذي سيقول لنا حينئذ أن هذا هو القرآن الذي نزل على محمد؟ التوثيق، حسناً، أليس من الممكن أن يكون شخص ما قد كذب؟ من الذي أخبرنا أن البخاري صحيح، وأن مسلم صحيح، وما إلى ذلك؟ إنه التوثيق. كل علومنا بُنيت على التوثيق. فعندما تكذب أيها الشيعي مثل الكذابين الذين ينكرون البخاري، لماذا ينكرونه؟ يقولون إذا كنا نحن نكذب. نعم، أنت أيها الكذاب، ولكن ليس... هذه الأمة نزهت نفسها عن الكذب، ولذلك كان التوثيق أساسًا من أسس نقل الديانة إلى من بعدنا.