يقول الوهابية كيف تنسبون الكلام النفسي لله ولا تنسبون الحروف الحادثة لله عز وجل؟| أ.د. علي جمعة

يقول الوهابية كيف تنسبون الكلام النفسي لله ولا تنسبون الحروف الحادثة لله عز وجل؟| أ.د. علي جمعة - فتاوي
يقول في كلام طويل منسوب إلى من يسمون أنفسهم بالسلفي المحدثين - والعياذ بالله تعالى - نابتة، ويقول إنهم مخالفون للإمام الأشعري إلى آخره. يقول إنهم يعترضون فيقول: كيف تنسبون الكلام النفسي لله ولا تنسبون الحروف الحادثة؟ هذا أضل من البقرة! يريد أن يتكلم عن حوادث قائمة بذاته العلية. أهذا هو الحمار. موه كف خلاص سقط الكلام معه. اعلموا أن الرب رب وأن العبد عبد وأن هناك فارقًا بين المخلوق والخالق.
فالله سبحانه وتعالى ليس محلًا للحوادث باتفاق العقلاء من أهل الديانة ومن غيرهم. والذي يقول هذا يقول بالجمع بين المتناقضين، وهو من أسس أقسام حكم العقل أنه يستحيل الجمع بين. النقيضان أقسام حكم العقل لا محالة هي الوجوب ثم الاستحالة ثم الجواز ثالث الأقسام فافهم بني لذة الأفهام، وهذا لأنه لم يعرف هذا عندما ظهر هؤلاء السلفيون المحدثون سألنا مشايخنا ما هذا الذي يحدث وكيف
يتكلمون بهذه الجرأة وبهذه كما يقول المصريون الغتاتة والغلاسة والجهالة، ماذا نسميها؟ قالوا لأنهم لم يتعلموا. على العلماء قلنا لو يتعلمون ماذا قالوا يتعلمون قول الشيخ الدردير في الخريدة: أقسام حكم العقل لا محالة هي الوجوب ثم الاستحالة ثم الجواز ثالث الأقسام، فافهم من احتلت ذات الأفهام. يعني لو عرفوا هذه ما كانوا ليقولوا هذا الكلام، والله ما يقولونه، وكانوا استحيوا من أنفسهم. الله قديم والحروف تقول. حادثة فكيف يكون قادماً قديماً حادثاً إلا
في عقلك وعقل الذين أنجبوك؟ كيف هذا؟ يعني كيف يجتمع أن يكون شيء هو عالم ولا عالم، حادث ولا حادث، موجود ولا موجود؟ لا يتصوره عقل. حاول هكذا أن تجمع بين النقيضين من جهة واحدة. قم بتشغيل عقلك، إنه لا يستطيع أن يستوعب هذه المسألة. حسناً إذا... كان عقلك لا يستطيع أن يفهمها، فكيف ستؤمن بها؟ إنها بقعة سوداء.