يوجد الأن سيجارة إلكترونية ولا تضر الصحة كالسجائر فهل هى حرام ؟ | أ.د. علي جمعة

يوجد الآن سيجارة إلكترونية ولا تضر الصحة كالسجائر فهل هي حرام. السجائر الإلكترونية هذه كانت يعني بديل التبغ. نريد أن نصنع شيئاً نخترعه يحل محل ماذا؟ التبغ الذي فيه نيكوتين وفيه عناصر كثيرة. بدأ هذا التفكير في الستينيات يقولونه وينشرونه ويقولون يعني هناك شيء يا ترى نشم بخوراً أم نشم. أي شيء بديل كان العطارون قديماً عندنا يجعلون الواحد منهم يتوب من الحشيش والأفيون بالعنبر، يُحضِرون العنبر.
وعلى فكرة، ثبت بعد ذلك أن العنبر لا يفعل شيئاً على الإطلاق، لكنها عملية نفسية فقط. ويضع العنبر في القهوة أو في الشاي ويشرب، فيترك الحشيش. حسناً، الحمد لله، إنه حرام. ولا حلال لا حلال هكذا حلال أن نأخذ هذا الشيء لأنه نوع من أنواع العلاج النفسي. حسناً، فبدأ في الستينيات عندما بدأ الناس يميلون إلى أن هذا الدخان حرام، فأخذوا يبحثون عن شيء آخر، واستمروا في البحث حتى جاء شخص في الصين صنع الشيء المسؤول عنها والذي هو السيجارة. السجارة الإلكترونية أخف ضرراً ولكن لها أنواع متعددة،
فمن ضمن هذه الأنواع ما يحتوي على كحول الإيثيل كمذيب، فيكون حراماً. إذن أول شيء، نحن لا نمنع من يحاول الامتناع عن التدخين، وهذا ما نسميه في هذه الحالة - حتى لو كان لها ضرر - ارتكاب أخف الضررين، وهو واجب. فنحن نعرف ضرر التدخين، وصديقنا هذا سيدخل في رئتيه بعض الأدخنة، لكنها ليست دخان التبغ العادي، وذلك ليعوِّد جسمه على التخلص من النيكوتين. وهذه السجائر الإلكترونية بعضها يحتوي على نيكوتين بسيط، وبعضها خالٍ منه، وبعضها
يحتوي على كحول فيكون حراماً، وبعضها خالٍ من الكحول ويحتوي على ماء، وفي... أدوات مذيبات أخرى، يعني إذا أول شيء عندما نقول يجوز، نقول بشرط ألا تحتوي على الخمر والنيكوتين. هذه هي النقطة الأولى. النقطة الثانية: منظمة الصحة العالمية في سنة ألفين وسبعة أرسلت لنا وقالت لنا حينها أنه ليس هناك ما يثبت أن هذه السجائر الإلكترونية تمنع التدخين. هذا كلام دعائي صُنع مثل الإعلان. مثل العنبر الذي كانوا يتوبون منه من الأفيون قديماً، هل تفهم قصدي؟ فلا مانع
ما دامت حالة نفسية. والله جرّب إذا امتنعت عن التدخين فلك الحمد، وإن لم تمتنع عن التدخين فامتنع عن الأخرى، لن تختلف الأمور. فيكون إذن الفقه يدور على المصلحة والمنفعة وما لا يضر. جسمك على ما يبعدك بقدر الإمكان عن الخطأ. هذا هو مبنى الحلال والحرام. لابد وأن ننظر إلى واقع الشيء عندما نقول حلال وحرام. عندما يسألني أحدهم عن السجائر الإلكترونية، وأنا لم أسمع عنها من قبل ولا أعرف عنها شيئاً، فعليّ أن أنتظر حتى أعرف. يجب أن تدرك في فتواك الواقع وتنظر إليه. فلما وجدنا أن السيجارة الإلكترونية تحتوي على الكحول، وبعضها يحتوي على
النيكوتين وبعضها لا، وأنها ليست موثوقة مائة بالمائة، وأنها غير معتمدة حتى الآن من الجهات العالمية، وغير ذلك، فعلينا أن نكون مدركين للواقع حتى عندما نقول يجوز أو لا يجوز، نكون واعين أين نضع أقدامنا. فهذا درس لكيفية. الفتوى أنك لا تبادر بالحلال والحرام، الجائز والمكروه، قبل معرفتك بالواقع، بواقع الشيء المسؤول عنه.