الإمام ابن دقيق العيد | ح #34 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة

الإمام ابن دقيق العيد | ح #34 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة - شخصيات إسلامية, مصر أرض الصالحين
قال ابن ظهيرة المخزومي عن أهل مصر: حلاوة لسانهم، وكثرة مودتهم للناس، ومحبتهم للغرباء، ولين كلامهم، وحسن فهمهم للشريعة، مع حسن أصواتهم، وطيب نغماتهم وشجاها، وطول أنفاسهم وأعلاها. فمؤذنوهم إليهم الغاية في الطيب، ووعاظهم إليهم المنتهى في الإجادة والتطريب. فاللهم يا ربنا اجعلنا
كما عرف ابن ظهيرة، وأعلِ شأننا في العالمين اللهم آمين. شكراً نلتقي اليوم مع عالم وإمام مصري أصيل من صعيد مصر وبالتحديد من محافظة قنا. كان يُطلق عليه قاضي اليتامى لأنه أول من أدخل فكرة المجلس الحسبي أو ديوان الحسبة في التاريخ الإسلامي. أيضاً كان هو المجدد الأساسي في عصره أو مجدد إيمان الأمة وإسلام الأمة في القرن السابع الهجري نتوقف اليوم
مع الإمام ابن دقيق العيد ابن صعيد مصر في مصر أرض الصالحين. ابن دقيق العيد صاحب المذهبين، كان ابن دقيق العيد من علماء القرن السابع الهجري، جدد للأمة أمر دينها بعلمه الغزير واجتهاده الواسع، وكان قد درس المذهب المالكي والمذهب الشافعي، وهو صاحب المقولة الشهيرة "ما قلدنا الشافعي ولكن وافق اجتهادنا اجتهاده" رضي الله تعالى عنه وأرضاه. نرحب بحضراتكم
في هذه الوقفة والحلقة الجديدة مع شخصية جديدة وعالم جليل آخر. سنناقش اليوم سيرته مع فضيلة الدكتور، وهو ابن دقيق العيد أو قاضي اليتامى ومجدد عصره ومجدد القرن الذي كان يعيش فيه، وهو القرن السابع، يعني لن أستطيع أن أطيل أكثر من ذلك في المقدمة أو أعطِ معلومات أكثر في حضرة فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بحضرتك، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بفضيلتك، أهلاً بكم. أولاً من هو ابن دقيق العيد، وحتى الاسم يعني دقيق، ابن دقيق العيد، أكيد ينطوي على قصة. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله. والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ابن دقيق العيد هذا يعني فاكهة مصر، ابن دقيق العيد صعيدي من قوص وكان اسمه محمد، ودقيق العيد هذا جده كان يرتدي ما
نسميه الغترة البيضاء فكانت ناصعة البياض، فقال الناس وهو يمشي وكان على رأسه دقيق العيد. لأن الناس كانت معتادة على أن تحضر دقيق العيد لصنع الكحك بشكل صحيح، فدقيق العيد يذكرهم بذلك البياض الناصع، وهذا البياض يتحقق مع الدقيق المنخول، أي أن الدقيق يكون فيه نخالة، ولكن عندما ينخلونه يصبح أكثر بياضاً، أي من النوع الممتاز، أكثر بياضاً بالضبط. فابن دقيق العيد كانوا يحضرون الدقيق المنخول. ذلك لكي يصنعوا منه الكعك والأشياء التي يستقبلون بها العيد، فلما رأوا الرجل يرتدي شيئاً أبيض جداً وزاهياً ومشرقاً، قالوا عنه دقيق العيد. فابن دقيق العيد وُلِد
سنة ستمائة وخمسة وعشرين، يعني عندما توفي سيدي أبو الحسن الشاذلي سنة ستمائة وستة وخمسين كان هو عنده واحد وثلاثين سنة تُضاف إلى الخمسة والعشرين ستة مائة وستة وخمسين، يعني عندما توفي أبو الحسن كان عمره واحد وثلاثين سنة، ولذلك التقى به وأخذ عنه وانبهر به، انبهر بسيدي أبي الحسن الشاذلي الإمام كان في قوص، وقوص هذه كانت مدينة حاضرة كبيرة جداً وتخرَّج منها علماء كثيرون وكان آخرهم القوصي صحيح، نعم. كلمة القوصي تعني من قوص، وهي من أعمال قنا، نعم، صحيح. فيكون القوصي، أما ابن دقيق العيد
فقد درس المذهب المالكي، لكن شيخنا مصري مائة في المائة. كنا نتحدث عنه، إنه مصري مائة في المائة، مصري مائة في المائة. أقول لك إنه فاكهة مصر لأنه ابن دقيق العيد عندما توفي عام سبعمائة واثنين [للهجرة]، أي أن ابن تيمية رآه، وكذلك ابن عطاء الله السكندري رآه، لأن ابن عطاء توفي عام سبعمائة وتسعة. هل تلاحظ كيف أن ابن دقيق العيد جاء في فترة هؤلاء الناس؟ كلهم أئمة، ولكن كان واضحاً أنه كان يحتل مكانة خاصة ومتفردة ما بين هؤلاء الأعلام الذين ذكرتهم، وبالتأكيد هناك غيرهم كثير في تلك الفترة، هذا الرجل لديه أمور غريبة جداً من الناحية العلمية. أول شيء أنه جمع بين دراسة المذهب المالكي والشافعي، والجامعون
بين المذهبين قليلون جداً. إن تتبحر في المذهب المالكي إلى أن تنتهي منه ثم تتبحر في المذهب الشافعي حتى تنهيه، هذا أمر غير متاح. أفراد في التاريخ وصلوا إلى الجمع بين المذهبين، كان من ضمن هؤلاء الأفراد هو ابن دقيق العيد. ابن دقيق العيد استشعر في نفسه الاجتهاد، أنه فهم كل شيء وفهم كيف تُستنبط الأحكام، واطمأن إلى هذا الفهم، ولذلك قال مقولته الشهيرة التي مازلنا نرددها إلى يومنا هذا: "ما قلدنا الشافعي ولكن وافق اجتهادنا اجتهادهم". هو الذي قال ذلك؟ هو الذي قال ذلك. ابن دقيق العيد تولى القضاء،
وتولى القضاء في الغالب في مكانين، إما أن يكون في القاهرة واما في قوص، فكان دائماً هو في هذه المنطقة. حسناً، هناك حادثة غريبة لأننا قلناها قبل ذلك، تحدثنا عن شخص اسمه المجد القشيري. صحيح، أبو المجد القشيري هذا او المجد القشيري والذي كان في مكة، نعم الذي كان في مكة وذهب إلى عبد الرحيم القنائي وقال له: "أنت لست هنا، تعال معي هناك الى مصر". هذا هو أبوه، أبو ابن دقيق العيد؟، نعم أبو ابن دقيق العيد - انتبه - لذلك كان قد أخذ سيدي عبد الرحيم القناوي وذهب به الى قنا من الواضح أنه هو من قوص فلذلك أحضرهم هل انتبهت كيف؟ فالمجد القشيري هو أبو
ابن دقيق. عذراً يا مولانا. هناك سؤال وأرجو الا أخرج عن القصة، هل الرسائل القشيرية هذه من مؤلفاته؟ لا، معذرة، لأن الاسم يمكن أن يُسبب خلطًا. أبو القاسم عبد الكريم القشيري هو صاحب الرسالة القشيرية، صحيح، لكن هذا هو المجد القشيري الذي من الجنوب هناك. انتبه، فالاثنان مختلفان، لأن كلمة قشير هذه هي المدينة المنسوب إليها القشيري كما ينسب إلى مصر المصري، فنستطيع أن نقول عمر خليل المصري وعلي جمعة المصري. وكان ابن دقيق العيد قد حبب إليه العلم كثيراً، وكان يمشي ومعه الهاون الذي كانوا يدقون به قديماً، وذلك قبل ظهور الخلاط وهذه الأداة المعدنية أو الخشبية، أو كانت خشبية.
يطحنوا بها الثوم وما شابه، فالهاون هذا معه باستمرار، فذات مرة استغربت زوجة ابيه أن الولد ابن إحدى عشرة أو اثنتي عشرة سنة، يحمل معه هذا الهاون وكانت خجولة من أن تقول له: "تعال يا بني، ما هذا الهاون الذي تحمله هكذا؟" فسألت والده قائلة: "ما الذي يمسكه محمد؟" ما هذا الهاون الذي يذهب ويأتي به ويحافظ عليه هكذا وتحمله؟ فأجابها: والله لا أعرف. تعال يا محمد، لماذا تمسك بهذا الهاون هكذا؟ قال له: لأصنع منه حبراً حتى انسخ الكتب بواسطته يصنع منه حبراً، نعم. أي كانوا يحضرون الحبر من أحجار، حجارة تُدق. يدقونها ويطحنوها ثم يذيبونها في الماء، وبعد ذلك يضعون فيها صمغًا
ليصنعوا بها توتياء وصمغًا وأشياء أخرى لا أعرفها، فيصبح هذا السائل صالحًا للكتابة على الورق ولا يُمحى. كان يصنع الحبر، كان يصنع الحبر، يا سلام! حسنًا، ما الذي يجعل طفلًا يتجه إلى صناعة الحبر إلا أنه يحتاج إلى هذا الحبر في شيء ما؟ في الكتابة سمعنا بعد ذلك يا مولانا من بين ما قرأناه أنه كان يستلف ويتداين في البلد لكي يشتري الكتب. نعم، وهذا كلام صحيح أن العلم الكتاب جزء لا يتجزأ منه، ركن من أركان العلم والشيخ، والكتاب وحده لا ينفع، هذا صحيح، وإلا فسيكون ذلك بمثابة: ان ما فهمته انا هو الحق وانتهى الموضوع. الشيخ يقول لي الشرح ويقيد المطلق ويطلق لي المقيد ويريني الشروط الخاصة بالمسألة
التي مكتوبة أمامي، فهذا ابن دقيق العيد المولود سنة ستمائة وخمسة وعشرين، والمتوفى - لنرى كم كان عمره - سنة سبعمائة واثنين، أي أن عمره كان سبعة وسبعين سنة، طبعاً ذكرنا أنه هذا بالقمري أو بالهجري يعني خمسة وسبعين سنة بالميلادي، عظيم عظيم. طيب أستأذن فضيلتك، لنرى الآن موقعه كقاضٍ وموقعه الذي جذب الناس إليه حتى الآن وجعله مجدد عصره، مجدد القرن السابع الذي كان يعيش فيه. لكن بعد الفاصل أرجو من سيادتك، فهذا شرط أيضاً بعد الفاصل أن شاء الله، شكراً جزيلاً لفضيلتكم. ونعود إليكم بعد فاصل قصير، فابقوا
معنا. عند دخولك لمعبد الكرنك بمدينة الأقصر، ألم تلاحظ وجود مقام كبير يقع داخل أسوار المعبد جهة اليمين؟ نعم، إنه ضريح الإمام ابن دقيق العيد الذي اختار أن تكون خلفيته كباش وأعمدة معبد الكرنك الشاهقة. هذا الضريح المبني بالطوب اللبن يوجد به واحد من علماء الإسلام قاطبة يأتي إليه الناس من شتى بقاع الأرض للتبرك به ودعاء الله سبحانه وتعالى من جواره. ابن دقيق العيد هو المحطة الأولى لرحلة مليئة
بالمتعة والروحانيات، فمنه تنطلق داخل أسوار الكرنك العالية وترى عدداً كبيراً من الآثار الفرعونية البديعة بالإضافة للبحيرة المقدسة وطريق. الكباش وتنتهي رحلتك هنا داخل السوق السياحي حيث تجد مجموعة من التماثيل والملابس الفرعونية لتوثق بها زيارتك لمدينة الأقصر. أهلاً بحضراتكم مرة أخرى ومازلنا مع فضيلة الدكتور نتحدث في سيرة العالم المصري الصعيدي ابن أنه الإمام ابن دقيق العيد. فضيلة الدكتور أرحب بحضرتك مرة أخرى، أهلاً وسهلاً. أهلاً وسهلاً بفضيلتك. ننتقل إلى فكرة أنه أيضاً قاضٍ، قاضي القضاة. وما هي أبرز المواقف التي تحكي عن ابن دقيق العيد التي وجدت
في ذلك الوقت في قضاء مصر؟ هناك مواقف كثيرة، ولكنني سأذكر بعض ما أخبرنا به شيوخنا، لأن فيه طرافة ويوضح كيف كان الجو العام في تلك الأيام قوص بلدة كبيرة فيها قاضٍ لكن ابن دقيق العيد كان قاضي القضاة، يعني هو رئيس القضاة كلهم، أي له الحق في أن يراقب ويمر على القضاة حتى يرى صحة أحكامهم ويراجعها. وكان يمثل ما نسميه الآن في وزارة العدل بالتفتيش القضائي، أي له أن يراقب سير العمل عند القضاة، فكان هناك رجل قاضي اسمه الشيخ أحمد القوصي،
والقوصي طبعاً نسبةً إلى قوص، حسناً، هذه بسيطة. بلدته هي قوص، واسمه أحمد، وهو المسؤول عن القضاء في قوس. فجاء ابن دقيق العيد ليراقب، وعندما حضر إلى مجلس القضاء لم يجد القاضي، بل وجد الرجل الذي يفتح المكان ويهتم به، والذي يُسمى الحاجب، وجد الحاجب. ولكنه لم يجد السيد أحمد القوصي فأخذ ورقة وكتب قراراً بإيقافه عن العمل وصرفه، أي أنه خلاص يذهب إلى بيته ما دام لا يؤدي عمله وما دام أنه لا يأتي إلى مكان عمله في المواعيد المحددة. الرجل أحمد عاد مرة أخرى ووجد نفسه قد طُرد من العمل.
فذهب وأخذ ورقة مثله، وكتب هذين البيتين - حاشاكم - "أن تقطعوا صلة الذي أو تصرفوا علم المعارف أحمدا هو مبتدأ علماء أهل زمانه، والله يأبى غير رفع المبتدأ". وترك هذين البيتين حتى عندما يأتي ابن دقيق العيد في اليوم التالي ويجدهما، يرق قلبه عليه ويعيده إلى عمله مرة أخرى كقاضي القضاة ويقول: "حاشاكم أن تقطعوا المرتب". الصلة، الصلة، هو يُعبر عن المرتب بالصلة. صلة الذي. طبعاً أنت تعرف أن كلمة "الذي" اسم موصول،
واسم الموصول هذا له صلة. تماماً، صحيح، فإذا به يأخذ هذه الكلمة من النحو لكي يرقق بها قلب ابن دقيق العيد - حاشاكم أن تخالفوا اللغة العربية وتجعلوا الذي ليس لها صلة، ليس لها صلة. صحيح، وماذا بعد ذلك؟ قطعت النور والمياه، هكذا أنت قطعت عنها النور والمياه. حاشاكم أن تقطعوا صلة الذي. بالطبع، أنت عندما تسمعها ستتذكر أن "الذي" و"التي" هما في اللغة إنما هو يقصد الذي هو أنا يعني هل فهمت أو تصرفه علم المعارف أحمدا، أحمد لا يُصرف، أحمد ممنوع من الصرف. حسناً، أنت هكذا صرفتني وأنا اسمي أحمد. حاشاكم أن تقطعوا صلة الذي أو تصرفوا عَلَم المعارف أحمدا، هو هنا يتكلم عن نفسه مبتدأ علماء أهل
زمانه. في الجملة نأتي بالمبتدأ ونأتي لها بخبر، فأنا المبتدأ والله يأبى إلا أن يكون هو المبتدأ. هذا مرفوع والله يأبى غير رفع المبتدأ، فلما قرأ ابن دقيق العيد البيتين قال: إنه رجل ظريف، ولعله يكون عنده عذر أو شيء ما، فأرجعه إلى القضاء. لابد بعد ذلك شرط التأدب، يا مولانا، مع هؤلاء الناس كان عالماً حقيقياً، أي أنه كان يمتلك أدب العلماء والوقار هكذا. حتى عندما كتب بيتين من أجل أن يعود إلى الذي عزله، كانا بيتين جميلين يحتويان على أدب ولغة وبلاغة وعمق نحوي. ولكن استعمال هذا العمق النحوي كان بتلك اللطافة والخفة وكيفية المخاطبة مع من هو أكبر مني، وهو ابن دقيق العيد. عندما مات ابن دقيق العيد سنة سبع
مائة واثنين، عدّه الناس أنه مجدد ذلك العصر لأمور: أولاً للجمع بين المذهبين، وثانياً لاهتمامه البليغ بقضية الحديث، لأنه له كتاب اسمه "الإلمام"، كتاب رائع الحديث، و"العمدة" كتاب رائع في الحديث، وهكذا. والأمر الثالث أنه كان قاضياً ومفتياً وعالماً وعابداً، لأنه من تلامذة أبي الحسن الشاذلي. فقوله: ما قلّدنا الشافعي ولكن وافق اجتهادنا اجتهاده هذا نوع من أنواع التجديد لأنه فيه نوع من أنواع الاختيار الفقهي الذي كان يعمله أستاذه العز بن عبد السلام. فإذن هذا الرجل ابن مجد القشيري، ابن في العلم للعز بن عبد السلام، ابن في التقوى لأبي الحسن الشاذلي، حقيق أن نفتخر به.
لكنه توفي ودُفن بجوار سيدي ابن عطاء الله السكندري، وقبره موجود ويزار إلى الآن. وابن دقيق العيد مع الكمال بن الهمام مع ابن سيد الناس مع ابن عطاء الله السكندري مع ابن أبي جمرة، شيء أشبه بروضة للعلماء في جوار مسجد سيدي ابن عطاء الله السكندري. حسناً، قبل أن أختم معكم، يجب أن أسألكم عن فكرة تسمية قاضي اليتامى تحديداً. لماذا قاضي اليتامى؟ عندما يترك الأب لابنه اليتيم ثروة، فلا بد من ضبطها وحساب الوصي عليها، فكان هو المختص بهذا الجانب، أن يضبط الثروة، وهي التي نسميها الآن المجلس الحسبي. نعم، المجلس الحسبي. صحيح، في هذا المجلس الحَسَبي هو بالضبط قاضي اليتيم. كان أول شخص ينشئ هذا الذي اشتهر
بذلك، والذي ركّز عليها هي أن تكون الأمور موجودة مسبقاً، وحينما كنا نتحدث عن ابن الفارض قلت لك أنه يقوم بفرائض النساء التي هي المهر. نعم، صحيح، هذه مهنة غير موجودة الآن. نعم، هذه حقيقة. التي هي تبين المهر المستحق وكانت إليها، لكنها موجودة في القانون الأمريكي أنه عندما يأتي الرجل ليطلقها، تقول له: "لا، أنا التي أضع الشروط" التي نحن نمشي وفقها، فأنا لي نصف ثروتك. إذن هذا هو الفارض الذي كان يفرض الفروض أن المهر المسمى بينكم كم هو مقداره؟ أنه وكم سيعطيك؟ وهل أنت كنت متعاونة معه أو لا؟ وكم مدة جلوسك معه؟ إلى آخره. أمور عفا عليها الزمان عندنا، ولكن التقطها الآخرون منا وعمّقوها وطوّروها، والآن عندما تأتي لتقول الكلام الذي أقوله هذا، ستجد الاعتراضات،
وأنت أصلاً التاريخ ها هو التاريخ يقول لك. مَن الذي قال لك أن الفارض كان يعمل هكذا؟ موجود لكنه غير راضٍ أن يتعمق في معناها، معنى ذلك أنه كان قائماً بفرائض النساء، ماذا يعني موجود هكذا؟ إنه غير راضٍ أن يفهم ما هي الفريضة التي ذكرها ربنا. هو غير راضٍ أن يفهم أننا كنا متطورين غاية التطور، غير راضٍ أن يفهم هذه النقطة انما يريد أن يفهم ما يفهمه هو، لا ما حدث فعلاً في الناس أحب أن أشكر فضيلتك شكراً جزيلاً على هذه السيرة الجميلة لابن دقيق العيد بالمعلومات التي عرفناها من حضرتك. شكراً جزيلاً فضيلة الدكتور، شكراً لك، شكراً لحضرتك، الشكر موصول لحضراتكم. إلى اللقاء.
من أعظم الأدعية أن تدعو أن يفتح الله عليك بالعلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم امتثالاً لقوله تعالى: "وقل رب زدني علماً"، يقول: "اللهم انفعني بما علمتني، وعلمني ما ينفعني، وزدني علماً. اللهم ذكرني ما نسيت، واحفظ عليّ ما علمت، وزدني علماً. اللهم إني أسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير العمل، وخير الثواب وخير الحياة وخير الممات، ثبتني وثقل موازيني وحقق إيماني وارفع درجاتي وتقبل صلاتي واغفر خطيئتي.
اللهم إني أسألك الدرجات العلى في الجنة.