نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

كتب عمر بن الخطاب إلى نيل مصر فقال: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجري فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك. اللهم نسألك كما سألك عمر أن تجري لنا وأن تصد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين، اللهم آمين. اشتركوا في القناة. هو العالم الزاهد والفقيه المحدث، أطلق عليه مريدو الصوفية بأنه القطب الرباني. جمعت أسرته ما بين الملك والتصوف لأنه ينحدر بالأساس من الدوحة العلاوية الهاشمية، وكان أجداده من سلاطين المغرب له. الكثير من الأعمال والكثير من المؤلفات منها ما أثار الجدل سواء في حياته أو بعد الممات. نتوقف اليوم مع الإمام عبد الوهاب الشعراني في مصر أرض الصالحين. عبد الوهاب الشعراني مؤرخ الأولياء، سخر جهده وعلمه لجمع وتوثيق سير أعلام الصوفية في كل العصور وفي ذكر أحوالهم وكراماتهم التي اختصهم الله. بها والمعاني التي كانوا يدعون إليها والأخلاق التي تخلقوا بها. كان كاتباً بارزاً في ميدان الفقه وأصوله وفي ميدان التاريخ. وكان التاريخ ذا عصبية في البلاد، وتوافد عليه طلبة العلم حتى أن زاويته كان يُسمع لها دويٌّ كدوي النحل ليلاً ونهاراً من كثرة تلاوتهم للقرآن. رضي الله تعالى عنه وأرضاه. بحضراتكم واليوم نتحدث عن العارف بالله سيدي الشعراني، وقطعاً له الكثير من المحبين خصوصاً في منطقة القاهرة ثم منطقة باب الشعرية على وجه الخصوص. فاسمحوا لي في البداية أن أرحب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بكم مولانا، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بحضرتك فضيلة الدكتور. نسب الإمام الشعراني هو مغربي، يُقال أن أصوله ملكية من أهل الحكم وفقاً للجدود وللأسرة. فأرجو من حضرتك أن تضعنا في كيفية النشأة والأسرة التي تربى فيها. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هم أناس قدم من أجدادهم إلى مصر واستقروا. وُلِدَ أبوه في سَاقِيَة أبي شَعْرَة، وسَاقِيَة أبي شَعْرَة هي من أعمال المنوفية. وكانت أمه من قرية من القليوبية، ولكن تزوجها أبو السيد عبد الوهاب وأنجبت عبد الوهاب، وعاش في قرية أبي شعرة. هذا الكلام يفيد أن الإمام أبا المواهب عبد الوهاب الشعراني وُلِدَ في ثمانمائة وسبعة وتسعين، يعني فاضل. ثلاثة قرون حتى تأتي تسعمائة وهو ما نسميه القرن التاسع، وبعدها دخلنا في التسعمائة فيصبح القرن العاشر. وكان عمره ثلاثة عشر عاماً بعدما حفظ القرآن في القرية، قرية أبي شعر. انتقل أبوه ومعه عبد الوهاب وأخوه إلى القاهرة. كان أبوه من أهل... العلم والوعي، حيث أتى عام أحد عشر، وعبد الوهاب كان عمره ثلاثة عشر عامًا. تسعمائة وأحد عشر هجري، تسعمائة وأحد عشر هجري، دخل العثمانيون مصر عام تسعمائة وخمسة وعشرين، أي أننا ما زلنا نحتاج أربعة عشر عامًا قبل أن يأتي سليم ويدخل مصر. إذًا نحن في عصر قنسوه الغوري الآن، ولذلك. حضر خمسة من سلاطين المماليك في تلك الفترة لأنه عاش إلى تسعمائة وثلاثة وسبعين، أي أنه توفي وعمره حوالي ستة وسبعين سنة تقريباً. عندما جاء والده، أخذوه في يوم المولد النبوي الشريف حيث كان الناس يحتفلون بهذا اليوم، وكانت لديهم عادة زيارة العلماء، فأخذوه إلى الإمام السيوطي، الإمام جلال الدين السيوطي. جلال الدين السيوطي يوم اثني عشر ربيع الأول سنة تسع مائة وإحدى عشر، انظر إلى قدر الله سبحانه وتعالى. فالسيوطي عندما رآه وجد فيه ملامح التقوى ورأى فيه ملامح الصفاء والوفاء، وأن روحه طيبة. الشيخ الشعراني كان صغيراً عمره ثلاثة عشر سنة، فقام بإلباسه خرقة الصوفية، وخرقة الصوفية هذه عباءة. يلبسها الشيخ للتلميذ لكي يقول له أنك أصبحت منا، دخلت المدرسة، دخلت تحت العباءة. هل تفهم؟ فيسمونها الخرقة، لكنها عبارة عن عباءة بالضبط. هل تفهم كيف هي عباءة؟ فالشيخ السيوطي قام وأحضر هذه العباءة، تجده أعطاه طبعاً عباءته أو ما شابه ذلك إلى آخره، وذهب وألبسها للطالب الصغير. الذي اسمه عبد الوهاب الشعراني الذي جاء يزوره هو وأبوه يوم المولد النبوي الشريف الثاني عشر من ربيع الأول، السيوطي يموت في التاسع عشر من جمادى الأول، يعني يكون إذاً ثماني سنين، نعم هي أول مرة وآخر مرة، يعني لم يلحق عبد الوهاب الشعراني أن يتعلم عند الإمام السيوطي، أخذ الخرقة، أخذ العباءة، ولكن ما... خذوا بالكم، نعم، لكن هذا يدلّكم على عظمة هؤلاء الناس وكيف أنهم كانت لديهم رؤية وشفافية وصفاء. بعد خمسة وستين يوماً من ذلك اللقاء، ذهب صاحبنا الشيخ شعران يبحث عن المدرسة التي سيلتحق بها ويقرأ فيها. كان الأزهر ممتلئاً بالناس، فكانوا يستعينون بالمساجد. ثانية أو مدارس يُطلِقون عليها الكاملية والقادرية وما إلى ذلك، يذهب إليها أيضًا علماء الأزهر للتدريس فيها، تمامًا مثل فكرة الكليات التي في الأقاليم. يقولون لك هذه طنطا وهذه مثل المنيا وهذه كذا، لكنهم أساتذة الأزهر هم الذين يُدرِّسون، فالمنهج أزهري وليس الجامع الأزهر، فهو أيضًا وجد مدرسة. من المدارس هذه وابتدأ يدرس فيها، وظل يدرس كثيراً. درس سبعة عشر سنة، فأصبح عمره ثلاثين سنة. وخلال السبع عشرة سنة هذه حفظ متن أبي شجاع، وحفظ كتاب ابن السبكي "جمع الجوامع" في أصول الفقه، وحفظ ألفية ابن مالك، وحفظ الآجرومية وصححها على أبيه. فأبوه من العلماء حَفِظوا كتباً كثيرة مثلما حَفِظوا القرآن، فقد حَفِظوا القرآن، ثم أمسكوا بهذه الكتب وحَفِظوها، وهذه كتب لدينا فيها عبارة في الأزهر تقول: "مَن حَفِظَ المتون حاز الفنون"، أي عندما تكون قدرتك على الاستحضار جيدة وتكون شواهدك جيدة، عندما تُحاصَر في أمرٍ ما أو سؤالٍ أو غير ذلك، تقوم. رجع للألفية أو حفظ الشاطبية في القراءات، فحفظ كماً هائلاً من العلم وحفظ كماً هائلاً من المتون، فأصبح كاتبنا - أنت تعرف عبد الله بن الشعريم - هذا عندما ترك لنا مكتبة فيها مائة كتاب من مؤلفاته، من مؤلفاته في الفقه أحياناً، وفي العقيدة أحياناً، وفي التصوف طبعاً يعني في... الفقه ألف في الفقه ألف في الفقه الميزان الكبرى مع إنما أنا الفقه أنا آسف جداً جداً ولكن كان يُقال وأتاني علماء الصوفية شبه يحرّمون أو يجرّمون القراءة في الفقه هو المفهوم الخاطئ ما هو الذي يقول هكذا لم يرَ ولم يتعلم فهو غبي يعني هذا نوع من أنواع الخيال سمع أتنتبه؟ أسمع أو أرى ولا أفهم، أرى وأظن أنهم يفعلون كذا، وهي في الحقيقة شيء آخر تماماً. يجب على المدرس [أن ينبه]: إياك أن تقرأ بمفردك أشياء. لا بد لأي شيء من مدرس؛ الطب يحتاج إلى مدرس، والهندسة تحتاج إلى مدرس، والجغرافيا تحتاج إلى مدرس، والشريعة تحتاج إلى مدرس. لا بد من أركان العلم: الطالب، والأستاذ، والكتاب، والمنهج، والجو العلمي. هؤلاء الخمسة نسميهم أركان العلم. أثناء ذلك تعرف برجل عظيم جداً في التقوى والشفافية، كان اسمه علي الخواص. سنبدأ الآن بالإجابة على السؤال. كان علي الخواص شخصية غريبة جداً، كان مهتماً بالعبادة والعمل، لكن الله أكرمه ونوّر بصيرته، فكان علي الخواص هو الذي ربى عبد الوهاب. الشعراني حتى ألَّف عبد الوهاب الشعراني عدة مؤلفات منها "درر الغواص في فتاوى علي الخواص"، وعلي الخواص موجود حتى الآن، القبر الخاص به. علي الخواص هذا مَن هو؟ لم يكن مهتماً بالكتب، وعندما يقول لك الرجل هذا أنه مهتم بالكتب، يقول لك: يا الله! هؤلاء الصوفية غير مهتمين بالكتب هكذا. لا، هو عدم اهتمامه بالكتب معناه أنه عنده همة للعمل وللتربية، وأن الكتب وحدها لا تكفي. هل كان أمي علي الخواص أم لم يكن أمياً؟ هو حافظ للقرآن وحافظ للقرآن بالقراءات، فهل يكون أمياً أم غير أمي؟ هل يقرأ ويكتب أم لا؟ نعم، يقرأ ويكتب. إذن فقد حفظوا القرآن، تماماً كما فعل الصحابة. كانت كذلك، أليس الصحابة كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة؟ أليس أطفال هذه الأيام مستخدمو الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لا يعرفون الكتابة هكذا، يكتب هذا الشيء، ولكن بالرغم من ذلك إلا أنه متعلم. فهناك فرق بين العلم، ولذلك هؤلاء الناس سبقوه، سبقوه حتى الذي يقرأ الآن على الهاتف المحمول. هو يعرف التربية الخاصة به، أنه أخرج الدنيا من قلبك، وأنه أخلص العبادة لله، وأنه احذر أن تتكبر، ويأخذك واحدة واحدة واحدة لكي تصل إلى العبد المخلص، مخلصين له الدين ولو كانوا يكفرون. كان في بيت القاضي خلف سيدنا الحسين هكذا في منطقة تسمى بيت القاضي وخان جعفر وما إلى ذلك، ولا أعرف. ماذا في بيت القاضي؟ لقد كانت هناك مشارب للكلاب أدركناها، ولكنها غير موجودة الآن. فكان على الخواص أن يمر على مشارب الكلاب هذه بعد العشاء لينظفها حتى يملأها بالماء النظيف لكي تشرب منها الكلاب التي ليس لها صاحب. هذا هو علي الخواص، الذي عمل بالخوص وكان يعمل في بيع الزيت في البداية، فعندما... كان يبيع الزيت ثم يأخذ الكوز هكذا ويملؤه زيتاً ويعطيه للذي يشتري تماماً، ويحضر قطعة قماش أو منديلاً - لست أعلم ما كان اسمها - ويمسح داخل الكوز الذي بداخله لكي يكون قد أعطاه حقه تماماً، فلا يبقى فيه قطرات متبقية تكون في قاع الإناء، هكذا. فذهبت جارية مرة وقالت له: الله. حسناً، والذي بين أصابعك الذي بين أظافرك، فقال الله: أي ورطة هذه؟ يعني أنا الآن أتلاعب وأفعل هذا الشيء هو لأجل أن أعطيك حقك المتبقي، فتقول لي أين الذي بين أصابعك؟ حسناً، والله لن أبيع الزيت مرة أخرى. شدّد على نفسه يعني، وذهب ليعمل بالحصير، فسُمي خوّاص، نعم يعني. هذا سبب تسميته بالخواص، نعم. إنما كان رجلاً منوراً وكان الله قد فتح عليه بأنه يخبرك بالأمر بشكل صحيح. يقول لك وبعد ذلك إن هؤلاء الناس قد قرؤوا على مشايخ كبار وصفوا الأحكام الشرعية، فهم متعلمون. طيب، أستأذن حضرتك بمناسبة هذا العلم لنرجع مرة أخرى بعد الفاصل إن شاء الله إلى مولانا عبد الله بن الشعراني. ونتحدث عن العلم وسنقف عند جزئية مهمة جداً تتعلق بالشهر الكريم. داخل ميدان باب الشعرية هنا تسكن روحه بمسجده العتيق، وبرغم صغر مساحته إلا أن مريديه بمختلف أعمارهم وأجناسهم لم يملّوا من زيارته أبداً. وبرغم وجود المسجد وسط حي شعبي إلا أنه بمجرد الدخول إلى عتباته تشعر بالطمأنينة وبالهدوء النفسي. فليس الإمام الشعراني فقط من يسكن في قلب معالي الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا مرة أخرى. أهلاً وسهلاً بكم. وقفنا قبل الفاصل عند مسألة تلقي العلم. يُقال مما يُقال عن العارف بالله سيدي الشعراني أنه اسمرَّ على شاطئ النيل، تلقى أو انفتح على قلبه جزء من العلم اللدني الذي هو من الله سبحانه وتعالى، فماذا إذا صدّقت هذه الرواية أيضاً، ولنرَ ما معنى العلم اللدني، وهل يمكن لعبدٍ عادي أن يتلقى هذا العلم اللدني مثل سيدنا الخضر. إنها مسألة شفافية وفتح من الله سبحانه وتعالى، أنك عندما تقرأ القرآن يأتيك معنى لم يخطر في بالك من قبل. هكذا وأنت قرأت الآية هذه مائة مرة، في هذا الوقت ينفتح لك معنى آخر لم يرد في ذهنك ولم يرد في قلبك من قبل، فهذا نسميه أن ربنا فتح عليك به. فهذه الحالة تحدث كثيراً ونحن نشتغل بالعلم مع ذكر الله. اذكر الله سبحانه وتعالى وأخلص النية، تجد نفسك تتذكر. العلم كخواطر، أي ليس خواطر توفيق. حضرتك أنا سأحكي لك حكايتين أو ثلاثًا لكي أوضح ما تتحدث عنه. مرة كنا نصلي خلف سيدنا الشيخ صالح الجعفاني، وبعد الصلاة سأله شخص: "ما هي الصلاة ذات جناحين يا مولانا؟" فأجاب: "الصلاة ذات الجناحين هي صلاة عند المالكية أن تدخل..." مع الإمام في الركعة الثانية فتقرأ الفاتحة وسورة، ثم تقوم معه في الركعة الثالثة فتقرأ الفاتحة فقط، وفي الرابعة تقرأ الفاتحة فقط. فلما تقوم، ولأن مالكاً يقول إن الركعة التي تؤديها هي الأولى (قضاءً للأولى التي فاتتك) فتقرأ الفاتحة ومعها سورة، فتصبح صلاتك فاتحة ومعها سورة. في البداية فاتحة ومعها سورة في النهاية، فهذه الصلاة ذات الجناحين. كأن السورة والسورة عملا جناحين مثل الطائر. حسناً، الرجل سأل والشيخ أجاب، وبعد ذلك نظر الشيخ وقال: "الحمد لله الذي حفظ علينا العلم، هذا السؤال لم أُسأله منذ أربعين سنة". فهو منذ أربعين سنة لم يُسأل، وعندما قال له الرجل... أتذكر أن هذا التذكر نسميه نحن أنه توفيق من الله. صحيح أنك عندما تترك شيئاً لمدة أربعين سنة لا يخطر في بالك ولا تقرأه ولا يسألك أحد فيه، فستنساه تماماً. ستقول: حسناً، سأنتظر حتى أبحث. لكن الذي يحدث أن الله يذكرك به، فهذا توفيق، هذا توفيق. أرجو أن يكون... هذا الكلام مفهوم لما يحدث من كلمة الفتاة. نعم، ربنا يوفق وربنا سبحانه وتعالى يؤيد الإنسان ويجعل هناك دعوة. أما هو نوع من أنواع ضرب الحواة، يعني لا، نحن لسنا حواة، إنما هناك توفيق رباني، وهو الذي حصل للإمام الشعراني من دعاء شيخه علي الخواص. الشيخ علي الخواص مات. في سنة تسع مائة تسعة وأربعين كان الشيخ الشوني قد أدخل مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الأزهر الشريف، وتوفي سنة تسع مائة أربعة وأربعين. وقد ظل علي الخواص خمس سنوات بعده ثم توفي في تسعة وأربعين. أما السيد الشعراني فقد توفي سنة تسع مائة ثلاثة وسبعين ودُفن بجوار الشوني لأن الشوني هذا كان مولعاً بالصلاة. على النبي صلى الله عليه وسلم، يعني الآن المسجد الذي فيه سيدنا الشعراني بباب الشعرية هو المدرسة القادرية التي دُفن فيها نور الدين علي الشوني والتي دُفن فيها أبو المواهب عبد الوهاب الشعراني. تحولت بعد ذلك، فبنوا قبة عليها وبنوا مسجداً، وكان مقابلها هكذا على طول. شمس الدين الرملي ركن الشافعية، طيب مولانا، يُقال إنَّ بعضاً من المعاصرين للإمام الشعراوي أدخلوا في فتاويه أو في آرائه ما ليس فيها، يعني فكرة يُقال عنه أو يُنقل عنه بأنه قال: يجب تقديم أو يجوز تقديم موعد الصلاة إذا كان العبد لديه ما يستعجل أو ما يضطر إلى ذلك. يعني مثلاً الشيخ الشعراوي ألف كتاباً، هو الشعراوي والشعراني نسبتان صحيحتان لأبي شعر، يعني تقول الشعراني أو تقول الشعراوي، ألف كتاباً أسماه اللواقح، وبعض الحاقدين عليه أضافوا له منزلتين وهو عايش فيها خرافات وفيها كفريات، واهتم جداً وجاءه مرض وظل مهتماً بهذا الاهتمام، وكتب وقال أنا يعني الذي حصل أن... هؤلاء الناس الحاقدون الحاسدون أضافوا إلى كتبي وحرّفوا فيها وأنا بريء مما أضافوه وحسبنا الله ونعم الوكيل. سيؤتينا الله من فضله ورسوله، ولذلك تنبّه العلماء لهذا الأمر لأنه هو الذي نبّه وهو الذي قال: "يا جماعة، كل هذا أيضاً عندما تأتي لتقارن المجزومتين المذكورتين في لواقح الأنوار هذه أو الطبقات أو..." أو تراجع مخطوطات معينة بعينها تجد أن الرجل بريء، كما أن هذا الكلام لا يوجد في مائة كتاب من كتبه، ولذلك هو كتاب واحد فقط الذي تلاعبوا فيه، وهذا الكلام الباطل الفاسد الذي نقر جميعاً برفضه لا يوجد في كتبه، ولكن يبقى هو أحد العارفين بالله، وهو من أصحاب الفكر ومن المتصوفين. يعني في هذه القضية الأشعري الشافعي الشاذلي نعم رضي الله عنه أشكر فضيلتك جزيل الشكر يا أهله وإلى مجتمعه وإلى وطنه فلها شأن عظيم قال تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب الأسرة فيقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله أي يده مع يد أهله في العمل، فالحمد لله رب العالمين.

النص بالعامية المصرية

كتب عمر بن الخطاب إلى نيل مصر فقال من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجري فلا حاجة لنا فيك وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك فاللهم نسألك كما سألك عمر أن تجريني لنا وأن تصد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين اللهم آمين اشتركوا في القناةهو العالم الزاهد والفقيه المحدث اطلق عليه مريدو الصوفية بأنه القطب الرباني جمعت أسرته ما بين الملك والتصوف لأنه ينحدر بالأساس من الدوحة العلاوية الهاشمية وكان أجداده من سلاطين المغرب له الكثير من الأعمال والكثير من المؤلفات منها ما أثار الجدل سواء في حياته أو بعد الممات نتوقف اليوم مع الإمام عبد الوهاب الشعراني في مصر أرض الصالحين عبد الوهاب الشعراني مؤرخ الأولياء سخر جهده وعلمه لجمع وتوثيق سير أعلام الصوفية في كل العصور وفي ذكر أحوالهم وكراماتهم التي اختصهم الله بها والمعاني التي كانوا يدعون إليها والأخلاق التي تخلقوا بها كان كاتبا بارزا في ميدان الفقه واصوله وفي ميدان التاريخ والتاريخ ذا عصيبه في البلاد وتوافد عليه طلبة العلم حتى أن زاويته كان يسمع لها دوي كدوي النحل ليلا ونهارا من كثرة تلاوتهم للقرآن رضي الله تعالى عنه وارضاه أهلا بحضراتكم واليوم نتحدث عن العارف بالله سيدي الشعراني وقطعا يعني له الكثير من المحبين خصوصا في منطقة القاهرة ثم منطقة باب الشعرية على وجه الخصوص فاسمحوا لي في البداية أن أنا ارحب بفضيلة العالم الجليل الاستاذ الدكتور علي جمعة أهلا بكم مولانا أهلا وسهلا بكم أهلا وسهلا بحضرتك فضيلة الدكتور نسب الإمام الشعراني هو مغربي يقال أن اصوله ملكية من أهل الحكم وفقا للجدود وللأسرة يعني فارجم حضرتك تضعنا في كيفية النشأة والأسرة التي تربى فيها بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه هم اناس جم من اجداده إلى مصر واستقروا وولد ابوه في سقية أبي شعرة وسقية أبي شعرة هي من أعمال المنوخية وكانت امه من قرية من القليوبية ولكن تزوجها ابو السيد عبد الوهاب وانجبت عبد الوهاب وعاش في قرية أبي شعر هذا الكلام ولد الامام أبي أبو المواهب عبد الوهاب الشعراني في ثمان مائة سبعة وتسعين يعني فاضل ثلاث سنين على ما تيجي تسع مائة اللي هو ده بنسميه القرن التاسع وبعدين داخلين بقى في التسع مائة يبقى قرن عشرة وهو عنده ثلاثة عشر سنة بعد ما حفظ القرآن في القرية قرية أبي شعر انتقل ابوه ومعه عبد الوهاب ومعه اخوه له إلى القاهرة ابوه كان من أهل العلم والوعي يبقى جم سنة احدي عشر وعبد الوهاب عنده ثلاثة عشر سنة تسع مائة واحدي عشر هجري تسع مائة واحدي عشر هجري العثمانية دخلوا مصر تسع مائة خمسة وعشرين يعني فاضلنا لسه أربعة عشر سنة عبال ما يجي سليم ويدخل مصر يبقى احنا في عصر دلوقتي قنسوه الغوري ولذلك هو حضر خمسة من سلاطين المماليك في الفترة لأنه هو عاش إلى تسع مائة ثلاثة وسبعين يبقى مات عنده حوالي ستة وسبعين سنة تقريبا ابوه لما جه خدوا في يوم المولد النبوي الشريف الناس بتحتفل بيوم المولد فكانوا عندهم عادة لزيارة العلماء فخذوا للامام السيوطي الامام جلال الدين السيوطي للامام جلال الدين السيوطي يوم اثني عشر ربيع الأول سنة تسع مائة واحدى عشر شوف قدر الله سبحانه وتعالى فالصيوطي لما شافه رأى فيه ملامح التقوى وراه فيه ملامح الصفاء والوفاء وال يعني روحه حلوة الشيخ الشعراني هو صغير عنده ثلاثة عشر سنة فقام ملبسه خرقة الصوفية وخرقة الصوفية دي عباية يلبسها الشيخ للتلميذ علشان يقول له أن أنت بقيت مننا دخلت المدرسة دخلت المدرسة دخلت تحت العباية واخد بالك فيسموها الخرقة لكن هي عبارة عن عباية بالضبط واخد بالك إزاي هي عباية فالشيخ السيوطي قم جاب العباية دي تلاقيه هاش طبعا عبيته ولا كذا إلى آخره وراح ملبسها للطالب الصغير اللي اسمه عبد الوهاب الشعراني اللي جاي يزوره هو وابوه يوم المولد النبوي الشريف اثني عشر ربيع الأول الصيوطي يموت تسعة عشر جماد الأول يعني يبقى إذا ثمان سنين اه هي أول مرة وآخر مرة يعني الحقش عبد الله بن الشعراني يتعلم بالامام الصيوطي خد الخرق خد العباية بس ما تخدوا باله اه بس ده يعني يدلك على عظم الناس دي وازاي أنهم كان عندهم رؤية وكان عندهم شفافية وكان عندهم صفاء بعد خمسة وستين يوم من اللقاء ده طبعا راح بقى صاحبنا الشيخ شعران يدور على المدرسة اللي هيلتحق بها ويقرا فيها الأزهر كان بيبقى مليان بالناس فيستعينوا بمساجد ثانية أو مدارس يطلقوا عليها الكاملية القادرية الكذا إلى آخره يروحوا أيضا علماء الأزهر يدرسوا فيها زي بالضبط فكرة الكليات اللي في الأقاليم يقول لك دي طنطا دي زي دي بتاع المينيا ده كذا لكن هم اساتذة الأزهر هم اللي بيدرسوا فالمنهج الازهري مش الجامع الأزهر فهو برضو لقى مدرسة من المدارس دي وابتدى يدرس فيها قعد يدرس كتير درس سبعة عشر سنة سبعة عشر سنة يبقى أصبح سنه ثلاثين في خلال السبعة عشر سنة دي حفظ متنه بوشجاعه وحفظ كتاب بن السبكي جمع الجوامع في اصول الفقه وحفظ الفية بن مالك وحفظ الاجروميه وصححها على ابوه يبقى ابوه من العلماء حفظ كتب ياما حفظ كده زي القرآن هو حفظ القرآن لكن راح ماسك الكتب دي وحفظها ودي كتب احنا عندنا عبارة في الأزهر تقول من حفظ المتون هذا الفنون يعني لما تظ قوم الاستحضار بتاعك يبقى جيد والشواهد بتاعتك تبقى جيدة لما تتزنق في حاجة سؤال ولا كذا قوم ترجع للالفية أو وحفظ الشطبية في القراءات فحفظ كم مهائل من العلم وحفظ كم مهائل من المتون فأصبح كاتبنا أنت عارف عبد الله بن الشعريم ده لما ساب لنا ساب لنا مكتبة فيها مائة كتاب من مؤلفاته من مؤلفاته في الفقه ساعات في العقيدة ساعات في التصوف طبعا يعني في الفقه ألف في الفقه ألف في الفقه الميزان الكبرى مع انما أنا الفقه أنا آسف جدا جدا ولكن كان يقال واتاني علماء الصوفية شبه بيحرموا أو بيجرموا القراءة في الفقه هو الفهوم الخطأ ما هو اللي بيقول كده ماشفش وما تعلمش فهو ببي يعني ده نوع من أنواع الخيال سمع واخد بالك سمع أو أرى وما فهمش أرى وافتكر أنه انهم بيعملوا كده وهي في الحقيقة حاجة ثانية خالص لازم المدرس اوعى تقرأ لوحدك حاجات لازم أي حاجة الطب عايز مدرس الهندسة عايز مدرس الجغرافيا عايزة مدرس الشريعة عايزة مدرس لازم من أركان العلم الطالب الاستاذ الكتاب المنهج الجو العلمي الخمسة دول بنسميهم أركان العلم اثناء هذا تعرف برجل عظيم جدا في التقوى وفي الشفافية كان اسمه علي الخواص هنبدا بقى ايه نجاوب على السؤال علي الخواص ده كان حاجة غريبة جدا كان مهتم بالعبادة وبالعمل لكن ربنا مكرمه ربنا منور بصيرته فكان علي الخواص هو الذي ربى عبد الوهاب الشعراني حتى ألف في عبد الوهاب الشعراني عدة مؤلفات منها درر الغواص في فتاوي علي الخواص وعلي الخواص موجود لغاية دلوقتي القبر بتاعه علي الخواص ده مين لم يكن مهتما بالكتب ولا لما الراجل دي يقول لك مهتما بالكتب يقول لك يا الله ده الصوفية ما بيش مهتمين بالكتب كده لا هو عدم اهتمامه بالكتب معناه أنه عنده همة للعمل وللتربية وأن الكتب وحدها لا تصل كان امي علي الخواص ولا ما كانش امي هو حافظ القرآن وحافظ القرآن بالقراءات يبقى امي ولا مش امي هو يقرأ ويكتب ولا اه يقرأ ويكتب ولا هو طب حافظوا القرآن طب ما الصحابة كانت كده طب ما الصحابة كانت ما يعرفش يقرا ويكتب طب ما العيال بتوع الأيام دول بتوع النت والسوشيال ميديا كده ما بيعرفوش يكتبوا كده يكتب البتاع ولكن بالرغم من كده إلا أنه متعلم ففي فرق بين العلم ولذلك الناس دي سبقه سبقه حتى اللي بيقرا دلوقتي علي الخواص ده هو عارف التربية بتاعته أنه طلع الدنيا من قلبك أنه اخلص العبادة لله أنه اوعى تتكبر وياخدك واحدة واحدة واحدة علشان تصل إلى العبد المخلص مخلصين له الدين ولو كانوا يتكافرون كان في في بيت القاضي ورا سيدنا الحسين كده في منطقة اسمها بيت القاضي وخان جعفر وبتاع ومش عارف ايه في بيت القاضي دي كان في مسائل كلاب احنا ادركناها دلوقتي مش موجودة فكان علي الخواص يفوت على مسائل كلاب دي بعد العشا ينظفها علشان يملاها مياه نظيفة عشان الكلاب اللي ما لهاش صاحب تشرب منها ادي علي الخواص علي الخواص اشتغل بالخوص وكان بيشتغل ببيع الزيت الأول فلما كان بيبيع الزيت قم ياخد الكوز كده ويملاه الزيت ويديه للي بيشتري تمام ويجيب اطمة ككك كرافس مش عارف ولا كان اسمها ايه ويمسح جوة الكوز اللي جوة الكوز علشان يبقى عطى له حقه تماما ما يبقاش فيه هبابك بقوا في الكوفستاء أهو كده فراحت جارية مرة قالت له الله طب واللي بين صوابعك اللي بين ضوافرك فقال الله ورطة ايه دي يعني أنا دلوقتي بتحنشص وبعمل البتاع ده هو علشان ادي لك بقيت حقك قوم أنت تقوليني فين اللي بين صوابعك طب والله ما أنا بقيع الزيت تاني اشدد على نفسه يعني وراح اشتغل بالحصير فسمي خواص أيوه يعني ده سبب تسميته بالخواص نعم إنما كان رجلا منورا وكان ربنا فاتح عليه بأنه بيقول لك الحاجة مظبوطه يقول لك وبعدين الناس دي قرأت على مشايخ كبار سموا الاحكام الشرعية فهم متعلمين طيب أستاذن حضرك بمناسبة ده العلم نرجع تاني بعد الفاصل إن شاء الله لمولانا عبد الله بن الشعراني ونتكلم على العلم وهنقف عند جزئية مهمة جدا تتعلقم الشهر الكريم داخل ميدان باب الشعرية هنا تسكن روحه بمسجده العتيق وبرغم صغر مساحته إلا أن مريديه بمختلف أعمارهم وأجناسهم لم يكلوا من زيارته أبدا وبرغم وجود المسجد وسط حي شعبي إلا أنه بمجرد الدخول على عتباته تشعر بالطمأنينة وبالهدوء النفسي فليس الإمام الشعراني فقط من يسكنالم الجليل الدكتور علي جمعة أهلا بكم مولانا مرة أخرى أهلا وسهلا بكم وقفنا قبل الفاصل عند مسألة تلقي العلم يقال مما يقال عن العارض بالله سيدي الشعراني أنه هو اسمر على شط النيل تلقى أو انفتح على قلبه جزء من العلم اللدني اللي هو من الله سبحانه وتعالى فماذا صدقيت هذه الرواية برضو ونشوف يعني ايه العلم اللدني وهل عبد عادي ممكن أن يتلقى هذا العلم اللدني زي سيدنا الخضر مثلا يعني لا هي هي مسألة شفافية وفتح من الله سبحانه وتعالى أنه أنت بتقرا القرآن يأتيك معنى معنى ما خطرش في بالك قبل كده وانت قريت القايا دي مائة مرة في الوقت ده بتتفتح ليك معنى آخر لم يرد في ذهنك ولم يرد في قلبك من قبل فده بنسميه أن ربنا فتح عليك بيه فالحالة دي بتحصل كثيرا ونحن نشتغل بالعلم مع ذكر الله اذكر الله سبحانه وتعالى وخلص النية قم تلاقيك بتفتكر العلم كخواطر يعني مش خواطر توفيق حضرتك أنا هحكي لك حكايتين ثلاثة علشان تبين اللي حضرتك بتقول عليه مرة كنا بنصلي ورا سيدنا الشيخ صالح الجعفاني وبعدين بعد الصلاة واحد سأله هي ايه الصلاة ذات جناحين يا مولانا فقال الصلاة ذات ذات الجناحين هي صلاة عند المالكية أن أن تدخل مع الإمام في الركعة الثانية فتقرا الفاتحة وسورة ثم تقوم معه في الركعة الثالثة فتقرا الفاتحة فقط وفي الرابعة تقرا الفاتحة فقط فلما تقوم ولأن مالك بيقول أن الركعة اللي أنت بتعملها دي هي الأولى القضاء للأولى اللي فاتحك فبتقرا الفاتحة ومعها سورة يبقى إذا صلاتك أصبحت فاتحة ومعها سورة في البداية فاتحة ومعها سورة في النهاية فهذه الصلاة ذات الجناحين كان الصورة والصورة عملوا جناحين زي الطائر خلاص الراجل سأل والشيخ جاول وبعدين الشيخ كده بص وقال الحمد لله الذي حفظ علينا العلم هذا السؤال لم اسأله منذ أربعين سنة فهو من أربعين سنة مالسيش ولما الراجل قال له افتكر الافتكار ده بنسميه احنا أنه ده توفيق من الله صحيح لما تسيب حاجة لمدة أربعين سنة ما تخطرش في بالك وما تقراهاش وماحدش يسألك فيها خلاص هتنساها هتقول طب استنى لما ابحث لكن اللي بيحصل أنه ربنا بيفكرها له يبقى ده توفيق يبقى ده توفيق يعني ارجو أن يكون هذا الكلام مفهما لما يحدث من كلمة الفتاة نعم ربنا بيوفق وربنا سبحانه وتعالى بيؤيد الإنسان وبيجعل هناك دعوة أما هو نوع من أنواع ضرب الحواه يعني لا احنا مش حواه إنما في توفيق رباني وهو ده اللي حصل للامام الشعراني من دعاء شيخه علي الخواص الشيخ علي الخواص مات سنة تسع مائة تسعة وأربعين كان الشيخ الشوني ادخل مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الأزهر الشريف ومات تسع مائة أربعة وأربعين علي الخواص قعد خمس سنين بعدي مات تسعة وأربعين سيد الشعراني مات تسع مائة ثلاثة وسبعين ودفن بجوار الشوني لأنه الشوني ده كان لاهجا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يعني دلوقتي المسجد اللي فيه سيدنا الشعراني بباب الشعرية في ده المدرسة القادرية اللي دفن فيها نور الدين علي الشوني واللي دفن فيها أبو المواهب عبد الوهاب الشعراني عزيز حولت بعد ذلك بنو قبه عليها وبنوا وبنوا مسجد وكان قصادها كده هو على طول شمس الدين الرملي ركن الشافعية طيب مولانا يقال أن بعض من المعاصرين للامام الشعراوي ادخلوا في فتاوي أو في اراء ما ليس فيها يعني فكرة يقال عنه أو ينقل عنه بأنه قال يجب تقديم أو يجوز تقديم موعد الصلاة إذا كان العبد لديه ما يستعجل أو ما يضطر إلى ذلك يعني مثلا الشيخ الشعراوي ألف كتاب هو الشعراوي والشعراني نسبتان صحيحتان لأبي شعر يعني تقول الشعراني أو تقول الشعراوي ألف كتابا اسماها اللواقح وبعض الحاقدين عليه اضف له منزلتين وهو عايش فيها خرافات وفيها كفريات واهتم جدا وجاله مرض وفضل مهتم بهذا الاهتمام وكتب وقال أنا يعني اللي حصل أن هؤلاء الناس الحقد الحاسدون اضافوا إلى كتبي وحرفوا فيها وانا بريء مما اضافوه وحسبنا الله نعم الوكيل سيؤتينا الله من فضله ورسوله ولذلك العلماء تنبهوا لهذا لأن هو اللي نبه وهو اللي قال يا جماعة كل هذا برضو لما تيجي تقارن المجزمتين المنزوئين في لواقح الأنوار دي أو الطبقات أو أو تراجع مخطوطات معينة بعينها تجد أن الرجل بريء كمان هذا الكلام لا يوجد في مائة كتاب من كتبه ولذلك هو كتاب واحد بس اللي لعبوا فيه وهذا الكلام الباطل الفاسد الذي نقره جميعا برفضه لا يوجد في كتبه ولكن يبقى هو أحد العارفين بالله هو أصحاب الفكر ومن المتصوفين يعني في هذه القضية الاشعري الشافعي الشاذلي نعم رضي الله عنه اشكر فضيلتك جزيل الشكر ياهله والي مجتمعه والي وطنه فلها شأن عظيم قال تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيبا وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب الأسرة فيقول خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهله وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله أي يده مع يد أهله في العمل فالحمد لله رب العالمين

ملخص المحاضرة

- عبد الوهاب الشعراني العالم الزاهد والفقيه المحدث الذي وُصف بالقطب الرباني، ينحدر من الدوحة العلاوية الهاشمية، وكان أجداده من سلاطين المغرب. - وُلد عام 897 هجرية في ساقية أبي شعرة بالمنوفية، وانتقل مع والده إلى القاهرة في عمر الثالثة عشرة بعد حفظه للقرآن. - حظي بلقاء الإمام السيوطي الذي ألبسه خرقة الصوفية قبل وفاته بخمسة وستين يوماً. - درس سبعة عشر عاماً وحفظ متون كثيرة في الفقه وأصوله واللغة العربية. - تأثر بشيخه علي الخواص الذي عُرف بالتقوى والشفافية، وألف الشعراني كتاباً عن فتاواه. - عاش خلال فترة حكم المماليك ثم العثمانيين، وترك مكتبة ضخمة من مؤلفاته بلغت نحو مائة كتاب. - دُفن في المدرسة القادرية بباب الشعرية التي تحولت إلى مسجد، وتوفي عام 973 هجرية عن عمر يناهز 76 عاماً.

الشيخ عبدالوهاب الشعراني | ح #30 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة

الشيخ عبدالوهاب الشعراني | ح #30 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة - شخصيات إسلامية, مصر أرض الصالحين
كتب عمر بن الخطاب إلى نيل مصر فقال: من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد، فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجري فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك. اللهم نسألك كما سألك عمر أن تجري لنا
وأن تصد عنا كيد الكائدين ومكر الماكرين، اللهم آمين. اشتركوا في القناة. هو العالم الزاهد والفقيه المحدث، أطلق عليه مريدو الصوفية بأنه القطب الرباني. جمعت أسرته ما بين الملك والتصوف لأنه ينحدر بالأساس من الدوحة العلاوية الهاشمية، وكان أجداده من سلاطين المغرب له. الكثير
من الأعمال والكثير من المؤلفات منها ما أثار الجدل سواء في حياته أو بعد الممات. نتوقف اليوم مع الإمام عبد الوهاب الشعراني في مصر أرض الصالحين. عبد الوهاب الشعراني مؤرخ الأولياء، سخر جهده وعلمه لجمع وتوثيق سير أعلام الصوفية في كل العصور وفي ذكر أحوالهم وكراماتهم التي اختصهم الله. بها والمعاني التي كانوا يدعون إليها والأخلاق التي تخلقوا بها. كان كاتباً بارزاً في ميدان الفقه وأصوله وفي ميدان التاريخ. وكان التاريخ ذا عصبية في البلاد،
وتوافد عليه طلبة العلم حتى أن زاويته كان يُسمع لها دويٌّ كدوي النحل ليلاً ونهاراً من كثرة تلاوتهم للقرآن. رضي الله تعالى عنه وأرضاه. بحضراتكم واليوم نتحدث عن العارف بالله سيدي الشعراني، وقطعاً له الكثير من المحبين خصوصاً في منطقة القاهرة ثم منطقة باب الشعرية على وجه الخصوص. فاسمحوا لي في البداية أن أرحب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً بكم مولانا، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً وسهلاً بحضرتك فضيلة الدكتور. نسب الإمام الشعراني هو مغربي، يُقال أن أصوله ملكية من أهل الحكم وفقاً للجدود وللأسرة. فأرجو من حضرتك أن تضعنا في كيفية النشأة والأسرة التي تربى فيها. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. هم أناس قدم من أجدادهم إلى مصر واستقروا. وُلِدَ أبوه في سَاقِيَة أبي شَعْرَة، وسَاقِيَة أبي شَعْرَة هي من أعمال المنوفية. وكانت أمه من قرية من القليوبية، ولكن تزوجها أبو السيد عبد الوهاب وأنجبت عبد الوهاب، وعاش في قرية أبي شعرة. هذا الكلام يفيد أن الإمام أبا المواهب عبد الوهاب الشعراني وُلِدَ في ثمانمائة وسبعة وتسعين، يعني فاضل. ثلاثة قرون حتى تأتي تسعمائة
وهو ما نسميه القرن التاسع، وبعدها دخلنا في التسعمائة فيصبح القرن العاشر. وكان عمره ثلاثة عشر عاماً بعدما حفظ القرآن في القرية، قرية أبي شعر. انتقل أبوه ومعه عبد الوهاب وأخوه إلى القاهرة. كان أبوه من أهل... العلم والوعي، حيث أتى عام أحد عشر، وعبد الوهاب كان عمره ثلاثة عشر عامًا. تسعمائة وأحد عشر هجري، تسعمائة وأحد عشر هجري، دخل العثمانيون مصر عام تسعمائة وخمسة وعشرين، أي أننا ما زلنا نحتاج أربعة عشر عامًا قبل أن يأتي سليم ويدخل مصر. إذًا نحن في عصر قنسوه الغوري الآن، ولذلك. حضر خمسة من سلاطين المماليك في
تلك الفترة لأنه عاش إلى تسعمائة وثلاثة وسبعين، أي أنه توفي وعمره حوالي ستة وسبعين سنة تقريباً. عندما جاء والده، أخذوه في يوم المولد النبوي الشريف حيث كان الناس يحتفلون بهذا اليوم، وكانت لديهم عادة زيارة العلماء، فأخذوه إلى الإمام السيوطي، الإمام جلال الدين السيوطي. جلال الدين السيوطي يوم اثني عشر ربيع الأول سنة تسع مائة وإحدى عشر، انظر إلى قدر الله سبحانه وتعالى. فالسيوطي عندما رآه وجد فيه ملامح التقوى ورأى فيه ملامح الصفاء والوفاء، وأن روحه طيبة. الشيخ الشعراني كان صغيراً عمره ثلاثة عشر سنة، فقام بإلباسه خرقة
الصوفية، وخرقة الصوفية هذه عباءة. يلبسها الشيخ للتلميذ لكي يقول له أنك أصبحت منا، دخلت المدرسة، دخلت تحت العباءة. هل تفهم؟ فيسمونها الخرقة، لكنها عبارة عن عباءة بالضبط. هل تفهم كيف هي عباءة؟ فالشيخ السيوطي قام وأحضر هذه العباءة، تجده أعطاه طبعاً عباءته أو ما شابه ذلك إلى آخره، وذهب وألبسها للطالب الصغير. الذي اسمه عبد الوهاب الشعراني الذي جاء يزوره هو وأبوه يوم المولد النبوي الشريف الثاني عشر من ربيع الأول، السيوطي يموت في التاسع عشر من جمادى الأول، يعني يكون إذاً ثماني سنين، نعم هي أول مرة وآخر مرة، يعني لم يلحق عبد الوهاب الشعراني أن يتعلم عند الإمام السيوطي، أخذ الخرقة، أخذ العباءة، ولكن ما... خذوا بالكم، نعم، لكن
هذا يدلّكم على عظمة هؤلاء الناس وكيف أنهم كانت لديهم رؤية وشفافية وصفاء. بعد خمسة وستين يوماً من ذلك اللقاء، ذهب صاحبنا الشيخ شعران يبحث عن المدرسة التي سيلتحق بها ويقرأ فيها. كان الأزهر ممتلئاً بالناس، فكانوا يستعينون بالمساجد. ثانية أو مدارس يُطلِقون عليها الكاملية والقادرية وما إلى ذلك، يذهب إليها أيضًا علماء الأزهر للتدريس فيها، تمامًا مثل فكرة الكليات التي في الأقاليم. يقولون لك هذه طنطا وهذه مثل المنيا وهذه كذا، لكنهم أساتذة الأزهر هم الذين يُدرِّسون، فالمنهج أزهري وليس الجامع الأزهر، فهو أيضًا وجد مدرسة.
من المدارس هذه وابتدأ يدرس فيها، وظل يدرس كثيراً. درس سبعة عشر سنة، فأصبح عمره ثلاثين سنة. وخلال السبع عشرة سنة هذه حفظ متن أبي شجاع، وحفظ كتاب ابن السبكي "جمع الجوامع" في أصول الفقه، وحفظ ألفية ابن مالك، وحفظ الآجرومية وصححها على أبيه. فأبوه من العلماء حَفِظوا كتباً كثيرة مثلما حَفِظوا القرآن، فقد حَفِظوا القرآن، ثم أمسكوا بهذه الكتب وحَفِظوها، وهذه كتب لدينا فيها عبارة في الأزهر تقول: "مَن حَفِظَ المتون حاز الفنون"، أي عندما تكون قدرتك على الاستحضار جيدة وتكون شواهدك جيدة، عندما تُحاصَر في أمرٍ ما أو سؤالٍ أو غير ذلك، تقوم. رجع للألفية أو حفظ الشاطبية في القراءات، فحفظ
كماً هائلاً من العلم وحفظ كماً هائلاً من المتون، فأصبح كاتبنا - أنت تعرف عبد الله بن الشعريم - هذا عندما ترك لنا مكتبة فيها مائة كتاب من مؤلفاته، من مؤلفاته في الفقه أحياناً، وفي العقيدة أحياناً، وفي التصوف طبعاً يعني في... الفقه ألف في الفقه ألف في الفقه الميزان الكبرى مع إنما أنا الفقه أنا آسف جداً جداً ولكن كان يُقال وأتاني علماء الصوفية شبه يحرّمون أو يجرّمون القراءة في الفقه هو المفهوم الخاطئ ما هو الذي يقول هكذا لم يرَ ولم يتعلم فهو غبي يعني هذا نوع من أنواع الخيال سمع أتنتبه؟ أسمع أو أرى ولا أفهم، أرى وأظن أنهم يفعلون كذا، وهي في الحقيقة شيء آخر تماماً. يجب على المدرس [أن ينبه]:
إياك أن تقرأ بمفردك أشياء. لا بد لأي شيء من مدرس؛ الطب يحتاج إلى مدرس، والهندسة تحتاج إلى مدرس، والجغرافيا تحتاج إلى مدرس، والشريعة تحتاج إلى مدرس. لا بد من أركان العلم: الطالب، والأستاذ، والكتاب، والمنهج، والجو العلمي. هؤلاء الخمسة نسميهم أركان العلم. أثناء ذلك تعرف برجل عظيم جداً في التقوى والشفافية، كان اسمه علي الخواص. سنبدأ الآن بالإجابة على السؤال. كان علي الخواص شخصية غريبة جداً، كان مهتماً بالعبادة والعمل، لكن الله أكرمه ونوّر بصيرته، فكان علي الخواص هو الذي ربى عبد الوهاب. الشعراني حتى ألَّف عبد الوهاب الشعراني عدة مؤلفات منها "درر
الغواص في فتاوى علي الخواص"، وعلي الخواص موجود حتى الآن، القبر الخاص به. علي الخواص هذا مَن هو؟ لم يكن مهتماً بالكتب، وعندما يقول لك الرجل هذا أنه مهتم بالكتب، يقول لك: يا الله! هؤلاء الصوفية غير مهتمين بالكتب هكذا. لا، هو عدم اهتمامه بالكتب معناه أنه عنده همة للعمل وللتربية، وأن الكتب وحدها لا تكفي. هل كان أمي علي الخواص أم لم يكن أمياً؟ هو حافظ للقرآن وحافظ للقرآن بالقراءات، فهل يكون أمياً أم غير أمي؟ هل يقرأ ويكتب أم لا؟ نعم، يقرأ ويكتب. إذن فقد حفظوا القرآن، تماماً كما فعل الصحابة. كانت كذلك، أليس الصحابة كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة؟ أليس أطفال هذه الأيام مستخدمو الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لا يعرفون الكتابة هكذا، يكتب هذا الشيء،
ولكن بالرغم من ذلك إلا أنه متعلم. فهناك فرق بين العلم، ولذلك هؤلاء الناس سبقوه، سبقوه حتى الذي يقرأ الآن على الهاتف المحمول. هو يعرف التربية الخاصة به، أنه أخرج الدنيا من قلبك، وأنه أخلص العبادة لله، وأنه احذر أن تتكبر، ويأخذك واحدة واحدة واحدة لكي تصل إلى العبد المخلص، مخلصين له الدين ولو كانوا يكفرون. كان في بيت القاضي خلف سيدنا الحسين هكذا في منطقة تسمى بيت القاضي وخان جعفر وما إلى ذلك، ولا أعرف. ماذا في بيت القاضي؟ لقد كانت هناك مشارب للكلاب أدركناها، ولكنها غير موجودة الآن. فكان على الخواص أن يمر على مشارب الكلاب هذه بعد العشاء لينظفها حتى يملأها بالماء النظيف لكي تشرب منها الكلاب التي ليس
لها صاحب. هذا هو علي الخواص، الذي عمل بالخوص وكان يعمل في بيع الزيت في البداية، فعندما... كان يبيع الزيت ثم يأخذ الكوز هكذا ويملؤه زيتاً ويعطيه للذي يشتري تماماً، ويحضر قطعة قماش أو منديلاً - لست أعلم ما كان اسمها - ويمسح داخل الكوز الذي بداخله لكي يكون قد أعطاه حقه تماماً، فلا يبقى فيه قطرات متبقية تكون في قاع الإناء، هكذا. فذهبت جارية مرة وقالت له: الله. حسناً، والذي بين أصابعك الذي بين أظافرك، فقال الله: أي ورطة هذه؟ يعني أنا الآن أتلاعب وأفعل هذا الشيء هو لأجل أن أعطيك حقك المتبقي، فتقول لي أين الذي بين أصابعك؟ حسناً، والله لن أبيع الزيت مرة أخرى. شدّد على نفسه يعني، وذهب ليعمل بالحصير،
فسُمي خوّاص، نعم يعني. هذا سبب تسميته بالخواص، نعم. إنما كان رجلاً منوراً وكان الله قد فتح عليه بأنه يخبرك بالأمر بشكل صحيح. يقول لك وبعد ذلك إن هؤلاء الناس قد قرؤوا على مشايخ كبار وصفوا الأحكام الشرعية، فهم متعلمون. طيب، أستأذن حضرتك بمناسبة هذا العلم لنرجع مرة أخرى بعد الفاصل إن شاء الله إلى مولانا عبد الله بن الشعراني. ونتحدث عن العلم وسنقف عند جزئية مهمة جداً تتعلق
بالشهر الكريم. داخل ميدان باب الشعرية هنا تسكن روحه بمسجده العتيق، وبرغم صغر مساحته إلا أن مريديه بمختلف أعمارهم وأجناسهم لم يملّوا من زيارته أبداً. وبرغم وجود المسجد وسط حي شعبي إلا أنه بمجرد الدخول إلى عتباته تشعر بالطمأنينة وبالهدوء النفسي. فليس الإمام الشعراني فقط من يسكن
في قلب معالي الدكتور علي جمعة. أهلاً بكم مولانا مرة أخرى. أهلاً وسهلاً بكم. وقفنا قبل الفاصل عند مسألة تلقي العلم. يُقال مما يُقال عن العارف بالله سيدي الشعراني أنه اسمرَّ على شاطئ النيل، تلقى أو انفتح على قلبه جزء من العلم اللدني الذي هو من الله سبحانه وتعالى، فماذا إذا صدّقت هذه الرواية أيضاً، ولنرَ ما معنى العلم اللدني، وهل يمكن لعبدٍ عادي أن يتلقى هذا العلم اللدني مثل سيدنا الخضر. إنها مسألة شفافية وفتح من الله سبحانه وتعالى، أنك عندما تقرأ القرآن يأتيك معنى لم يخطر في بالك من قبل. هكذا وأنت قرأت الآية هذه مائة مرة، في هذا الوقت
ينفتح لك معنى آخر لم يرد في ذهنك ولم يرد في قلبك من قبل، فهذا نسميه أن ربنا فتح عليك به. فهذه الحالة تحدث كثيراً ونحن نشتغل بالعلم مع ذكر الله. اذكر الله سبحانه وتعالى وأخلص النية، تجد نفسك تتذكر. العلم كخواطر، أي ليس خواطر توفيق. حضرتك أنا سأحكي لك حكايتين أو ثلاثًا لكي أوضح ما تتحدث عنه. مرة كنا نصلي خلف سيدنا الشيخ صالح الجعفاني، وبعد الصلاة سأله شخص: "ما هي الصلاة ذات جناحين يا مولانا؟" فأجاب: "الصلاة ذات الجناحين هي صلاة عند المالكية أن تدخل..." مع
الإمام في الركعة الثانية فتقرأ الفاتحة وسورة، ثم تقوم معه في الركعة الثالثة فتقرأ الفاتحة فقط، وفي الرابعة تقرأ الفاتحة فقط. فلما تقوم، ولأن مالكاً يقول إن الركعة التي تؤديها هي الأولى (قضاءً للأولى التي فاتتك) فتقرأ الفاتحة ومعها سورة، فتصبح صلاتك فاتحة ومعها سورة. في البداية فاتحة ومعها سورة في النهاية، فهذه الصلاة ذات الجناحين. كأن السورة والسورة عملا جناحين مثل الطائر. حسناً، الرجل سأل والشيخ أجاب، وبعد ذلك نظر الشيخ وقال: "الحمد لله الذي حفظ علينا العلم، هذا السؤال لم أُسأله منذ أربعين سنة". فهو
منذ أربعين سنة لم يُسأل، وعندما قال له الرجل... أتذكر أن هذا التذكر نسميه نحن أنه توفيق من الله. صحيح أنك عندما تترك شيئاً لمدة أربعين سنة لا يخطر في بالك ولا تقرأه ولا يسألك أحد فيه، فستنساه تماماً. ستقول: حسناً، سأنتظر حتى أبحث. لكن الذي يحدث أن الله يذكرك به، فهذا توفيق، هذا توفيق. أرجو أن يكون... هذا الكلام مفهوم لما يحدث من كلمة الفتاة. نعم، ربنا يوفق وربنا سبحانه وتعالى يؤيد الإنسان ويجعل هناك دعوة. أما هو نوع من أنواع ضرب الحواة، يعني لا، نحن لسنا حواة، إنما هناك توفيق رباني، وهو الذي حصل للإمام
الشعراني من دعاء شيخه علي الخواص. الشيخ علي الخواص مات. في سنة تسع مائة تسعة وأربعين كان الشيخ الشوني قد أدخل مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الأزهر الشريف، وتوفي سنة تسع مائة أربعة وأربعين. وقد ظل علي الخواص خمس سنوات بعده ثم توفي في تسعة وأربعين. أما السيد الشعراني فقد توفي سنة تسع مائة ثلاثة وسبعين ودُفن بجوار الشوني لأن الشوني هذا كان مولعاً بالصلاة. على النبي صلى الله عليه وسلم، يعني الآن المسجد الذي فيه سيدنا الشعراني بباب الشعرية هو المدرسة القادرية التي دُفن فيها نور الدين علي الشوني والتي دُفن فيها أبو المواهب عبد الوهاب الشعراني. تحولت بعد ذلك، فبنوا قبة عليها وبنوا مسجداً، وكان مقابلها هكذا على
طول. شمس الدين الرملي ركن الشافعية، طيب مولانا، يُقال إنَّ بعضاً من المعاصرين للإمام الشعراوي أدخلوا في فتاويه أو في آرائه ما ليس فيها، يعني فكرة يُقال عنه أو يُنقل عنه بأنه قال: يجب تقديم أو يجوز تقديم موعد الصلاة إذا كان العبد لديه ما يستعجل أو ما يضطر إلى ذلك. يعني مثلاً الشيخ الشعراوي ألف كتاباً، هو الشعراوي والشعراني نسبتان صحيحتان لأبي شعر، يعني تقول الشعراني أو تقول الشعراوي، ألف كتاباً أسماه اللواقح، وبعض الحاقدين عليه أضافوا له منزلتين وهو عايش فيها خرافات وفيها كفريات، واهتم جداً وجاءه مرض وظل مهتماً بهذا
الاهتمام، وكتب وقال أنا يعني الذي حصل أن... هؤلاء الناس الحاقدون الحاسدون أضافوا إلى كتبي وحرّفوا فيها وأنا بريء مما أضافوه وحسبنا الله ونعم الوكيل. سيؤتينا الله من فضله ورسوله، ولذلك تنبّه العلماء لهذا الأمر لأنه هو الذي نبّه وهو الذي قال: "يا جماعة، كل هذا أيضاً عندما تأتي لتقارن المجزومتين المذكورتين في لواقح الأنوار هذه أو الطبقات أو..." أو تراجع مخطوطات معينة بعينها تجد أن الرجل بريء، كما أن هذا الكلام لا يوجد في مائة كتاب من كتبه، ولذلك هو كتاب واحد فقط الذي تلاعبوا فيه، وهذا الكلام الباطل الفاسد الذي نقر جميعاً
برفضه لا يوجد في كتبه، ولكن يبقى هو أحد العارفين بالله، وهو من أصحاب الفكر ومن المتصوفين. يعني في هذه القضية الأشعري الشافعي الشاذلي نعم رضي الله عنه أشكر فضيلتك جزيل الشكر يا أهله وإلى مجتمعه وإلى وطنه فلها شأن عظيم قال تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به
والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يحب الأسرة فيقول: "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي" وكان صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله أي يده مع يد أهله في العمل، فالحمد لله رب العالمين.