الكمال بن الهمام | ح #37 | مصر أرض الصالحين | أ.د. علي جمعة

يا رب اجعل مصر وأهلها وجيشها وحماتها وشرطتها ونساءها وأطفالها في عين رعايتك. اللهم يا ربنا أدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم، كما أكرمتنا في الدنيا فأكرمنا في الآخرة، وكما وفقتنا في الدنيا فاسترنا في الآخرة، وكما هديتنا في الدنيا فاهدنا. إلى
كل خير واجمعنا على كل إخاء في القناة. نتوقف اليوم مع فيلسوف الفقه الحنفي، فصيح اللسان، قوي الحجة، الذي جمع ما بين العقل والنقل، وبرع وتميز في الكثير من العلوم. نتوقف اليوم مع الكمال بن الهمام في مصر أرض الصالحين. الكمال بن الهمام
ركن الحنفية، الكمال بن الهمام من الفقهية العظيمة والمهمة في فقه الفروع على مذهب السادة الحنفية، فقد ألف كتابه الماتع "فتح القدير" في الفقه الحنفي، وهو كتاب ضخم مليء بأدلة الأحناف من الأحاديث وتخريجها وبيان حالها مع ذكر الفروع بتفاصيلها. رضي الله تعالى عنه وأرضاه. أهلاً بحضراتكم، وما زلنا معكم نتتبع آثار العلماء والصالحين على أرض الحمد لله بعلمائها سواء أبناء هذه الأرض أو من اكتسبوا هذه البنوة بالقدوم إليها. اليوم نتوقف
في محطة جديدة مع عالم وفقيه جديد هو الكمال بن الهمام. بداية أرحب بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. السلام عليكم مولانا. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم، أهلاً وسهلاً يا مولانا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. الكمال بن الهمام هو إمام الحنفية الذي إليه المنتهى، أي أننا عندما نصل إلى غاية الحنفية نجد الكمال بن الهمام، فقد وصل إلى القمة في التصنيف وفي التأليف وفي... نقل المذهب وفي تحريره وخدمته خدمة كانت محل اتفاق ومحل تعظيم
في العالم كله الكمال بن الهمام وُلد في مصر ومات ودُفن في مصر لكنه وُلد في الإسكندرية وولد سنة سبعمائة وتسعين، أي سبعمائة وتسعين نسميها آخر القرن الثامن الهجري، ثم تأتي سنة ثمانمائة فندخل في... القرن التاسع الهجري سنة سبع مائة وتسعين وُلِدَ ابنُ الهمام في الإسكندرية لعائلة أصلها من مدينة ما زالت موجودة إلى الآن في الأناضول في تركيا اسمها سيواس، ولذلك أحياناً نجد من يقول الكمال بن الهمام السيواسي. فكلمة
"السيواسي" هذه لأن أجداده - جده كان في سيواس في تركيا. طبعاً المضلون لم يدخلوا مصر ولا أي شيء، هؤلاء أناس قادمون، ولكن هذه المنطقة كلها حنفية، ولذلك نشأ الكمال بن الهمام حنفياً، لكنه درس المذهب الحنفي والمذهب الشافعي ودرس كل العلوم وغيرها إلى آخره. فالكمال بن الهمام وُلد في الإسكندرية، ثم بعد ذلك أصبح على ما كانت عليه ثقافة العصر وترتيبات أنه حفظ القرآن ثم رحل إلى القاهرة من أجل أن يلتقي بالعلماء لأنها كانت عاصمة الدنيا حينئذ، ثم في سنة اثنتين وعشرين ذهب إلى الحجاز ليحج وهو في الثانية والثلاثين من عمره، وما
زال يدرس ويدرس فحصّل دراسة كبيرة جداً في اللغة وفي التفسير وفي أصول الفقه وتبحر فيها. تبحر تبحراً عجيباً في أصول الفقه، تبحر تبحراً عجيباً في الفقه الحنفي، تبحر تبحراً عجيباً في الأحاديث، وسنة اثنين وعشرين ذهب ليدرس في الحجاز أيضاً، وكانت له رحلات علمية كبعثة، وعندما عاد ظهرت عليه ملامح العلم. من هم شيوخه؟ إنهم شيوخ الشيخ العيني الذي درس عليه. الشيخ العيني هذا شرح البخاري "عمدة القاري شرح صحيح البخاري". العيني هذا مدفون خلف جامعة الأزهر حالياً، خلف
المستشفى الحسيني الجامعي هكذا مدفون، ومعه شخص آخر وهو القسطلاني شارح البخاري. فالجامع يسمونه جامع الشارحين، نعم، شارح البخاري الحنفي وشارح البخاري القسطلاني. الجامع العيني هذا هو الأستاذ. الكمال بن الهمام الذي نتحدث عنه، أبو زرعة العراقي ابن عبد الرحيم العراقي ولي الدين العراقي الكبير، الذي خرّج أحاديث إحياء علوم الدين وغيرها، والذي هو أستاذ ابن حجر. هو لم يدرك العراقي، فقد مات العراقي مبكراً قليلاً، لكنه أدرك ابنه. وكان للعراقي تلاميذ، من هم هؤلاء التلاميذ؟ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث أستاذ الكمال بن الهمام، وابنه الولي أبو
زرعة أستاذ الكمال بن الهمام، وخادمه نور الدين الهيثمي أستاذ الكمال بن الهمام. فابن الهمام ذهب وقرأ على العيني وقرأ أيضاً على ابن حجر. كان بين ابن حجر والعيني بعض المنازعات لأن هذا شافعي وذاك. منازعات علمية، وهما الاثنان كانا يشرحان البخاري في نفس الوقت، فكان تلاميذ هذا يوصلون كراسات الشرح الخاصة به إلى ذاك، ويأخذون كراسات هذا ويوصلونها إلى ذاك لكي يستفيد. فكانا يردان على بعضهما في الشرح، فيقول لك: "وقال بعضهم" - الذي هو الرجل الثاني هذا - "هو كذا وكذا وهذا فالآخر يقول له قال بعضهم كذا وكذا والرد عليها كذا وكذا، يعني هناك حراك علمي وحراك فكري ما بين هذه
المدارس، وكلها تتغير في النهاية. يعني ما هي سعادة الدارين؟ ما هي سعادة الناس؟ وما الذي يمكننا أن نفعله حتى يعيش الإنسان بسهولة ويسر؟ ابن الهمام أصبح يذهب إلى هذا هو يستفيد من كل المدارس الموجودة. ابن الهمام تبحّر في العلم عن طريق الدراسة وعن طريق الرحلة وعن طريق التدريس. بدأ يحصل على ما يشبه الدكتوراة. كانوا في الدكتوراة هذه يصنعون ما يسمى بالتعجيز. التعجيز هذا واضح من اسمه، واضح من... اسمها - أتعلم - التعجيز أنني كطالب أجلس في مجلس الدرس وكأنني أستاذ. يأتون
ويصنعون لي كرسياً لأجلس عليه، بينما أنا طالب والأساتذة تجلس أسفل هكذا تستمع. أتفهم؟ ويختار موضوعاً من القرآن، من السنة، من الفقه، من الأصول في الفرع الذي هو متخصص فيه أو ليس في الفرع الذي... هو متخصص فيه، هو حر وينطلق أمامه وينطلق أمامه، أتفهم؟ فخذ تفسير قوله تعالى: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ"، واستفاض في شرحها فأُعجب به الأسد حتى قال له ابن حجر: إنك متفنن، أي أنت تعرف عدة علوم. ليس هذا، وقد كانوا يمنحونه الإجازة بالتدريس على ثلاث مراحل: الدرجة الأولى في كل العلوم، والدرجة الثانية في
بعض العلوم، والدرجة الثالثة في علم واحد. أما الرابعة فهي أن يقولوا له: لا، لم تصل بعد إلى درجة الصلاحية للتدريس. فإذا تصدَّر للتدريس عُوقب، حيث يُقبض عليه ويُعاقب بدرجات متفاوتة. كان وفي قواعد تُتَّبَع فيما لم نصل إليه حتى الآن، فيما لم نصل إليه حتى الآن، فأنا كنت في كيمبريدج فتحدثت مع أحد الأساتذة فقال لي هذا نظام "واحد لواحد" يعني أستاذ لتلميذ مختص به. قلت له من أين أتيتم بهذا؟ قال لي من الأزهر، من الأزهر، من الأزهر، السيوطي كان... يفعل ذلك وإن شاء الله ونراه ونحن نتحدث عن السيوطي وكيف كان يدرس عند أستاذ حتى يموت فينتقل إلى أستاذ آخر ويصبح يُلازم هذا الأستاذ ويتعلم منه وهكذا إلى آخره، وإن شاء الله وإن هذا واحد
لواحد، هذا كان النظام الذي نحن مشتاقون فيه للكمال بن الهمام رضي الله تعالى موجز في كل العلوم، عظيم. طيب، أستأذن حضرتك بعد الفاصل لننتقل لمرحلة أخرى في حياة هذا العالم المصري الجليل وهي مرحلة القضاء. يعني أكثر من شخصية في حلقة أو في حلقاتنا ورحلتنا رأيناهم علماء أجلاء، بعد ذلك يتولون القضاء، ثم منهم حتى من يتولى حكم البلاد أو الولاية. يعني ومنهم من يرفض هذه الولاية وخاصةً داخل أضرحة المقطم حيث
تسكن روح الشيخ شيخ الإسلام وعلامة زمانه الكمال بن الهمام. فإذا أردت أن تلقي عليه السلام فلتدخل إلى ساحة مسجد ابن عطاء الله السكندري حيث توجد روحه الطاهرة داخل هذا المسجد، فتجلس على أعتاب المقام وتمد روحك بمدد. روحانيٌّ كريمٌ بجوار مقامات الصالحين. مصر هي أرض الصالحين، هذه البقعة المباركة وهي سفح المقطم. يُقال أنه ما هناك قدر شبر إلا وفيه دُفِنَ وليٌّ أو صحابيٌّ أو أحد الصالحين. أهلاً بحضراتكم مرة أخرى، وما زلنا مع سيرة العالِم المصري الكمال بن الهمام مع فضيلة الدكتور علي جمعة. أهلاً بحضرتك مرة أخرى، أهلاً وسهلاً بكم. الكمال بن الهمام رفض القضاء،
وفي مرحلة أخرى استقال من التدريس، وفي أخرى نرى الكمال بن الهمام يُصرّ على بعض المواقف ويتخذ مواقف قد تكون حادة، وينعزل حتى بعيداً عن الناس. هذه المحطات، كيف تصفها حضرتك أو كيف تراها في شخصية هذا العالم المصري طالب كان مثلاً يدرس في المدرسة، وكان في ذلك الوقت شخص اسمه برسباي وهو والي مصر أو كبير مصر، حاكم مصر برسباي، وكان يحبه كثيراً. وبعد ذلك جاء أحد النواب وقال له: "عيّن هذا في المدرسة، عيّن هذا في المدرسة". ماذا يعني ذلك؟ يعني بالواسطة، نعم، ولكن هذا... ليس هو أهلاً أن يتولى هذا الأمر. قال له: "أقول لك ماذا، عينه في المدرسة، فأنا أمير من الأمراء". فرد عليه: "حسناً، ماشي، السلام عليكم".
فالسلام عليكم هنا نابعة من رفضه أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب، وهذا مبدأ، فقد رفض أن يكسر هذا المبدأ. حسنًا، هكذا أنت معارض الكبير، معارض الحاكم، معارض الوالي، معارض الأمير، معارض نائب الأمير. أنا مللت، أنا أريد أن أتقن عملي، نريد العمل متقنًا. إن كان بها، نريدها يعني كما كانوا يقولون قديمًا: ماذا تراه؟ نريدها كما تراه. سبيله خلاص. السلام عليكم، ذاهب، ماشٍ، واعتزل في طورا. هذه التي الطريق حلوان هذه، هي اعتزل وأصبح يُدرِّس للأولاد وقال لهم هكذا: "أنا لست راجعاً". فبرسبهيه ارتعد، الرجل الكبير أصبح ماذا
هذا فعلاً؟ قالوا له: "لماذا هذا؟" وجعل الرجل يذهب ليقبّل فوق قدميه. قال له: "أنا لم أتركها من أجلك، أنا تركتها لله سبحانه". سبحان الله، أنت اليوم شخص آخر، وغداً... هذا نظموا أنفسكم أنتم الآن لأنني لم أكن مسؤولاً أمام الله عن هذا الخلل. فادي هذا مثلاً اعتذاره للإدارة للأمير مثلاً في المدرسة. بعد ذلك كان هناك أحد من أيضاً الناس الذين هم الملأ يعني أو الناس الأكابر اسمه جقمق أصبح اسمه الملك الظاهر بعد ذلك بعد برسباي. ما بات، وهكذا، وكان يحبه كثيراً ويعظمه، وكان جقمق هذا قد أصبح تقياً يصلي ويصوم ويتصدق ويعمل ولا يظلم الناس، فكان الكمال بن
الهمام يقول له: لا تفعل كذا، افعل كذا، في الديوان لديك كذا وكذا من الأخطاء، وهكذا. فعندما يكون هناك توائم، تكون هناك خدمة: "حاضر، سأخدمك بعناية". عندما يكون هناك تدخل في التدريس أو في الإدارة أو في القضاء، فتفضل ها هي استقالتي. أنا لا أريد تدخلاً في شؤون العلم أو في القضاء. نعم، كما قلنا مرة قبل ذلك مع شخص ما، وهو استقلال القضاء عن السلطة التنفيذية من فصل. السلطات نعم، فالإمام هذا هو الذي هو كمال بن الهمام، يعني كان له جانب اجتماعي أيضاً. أنت تعلم أن الإمام السيوطي وُلِد سنة ثمانمائة وتسعة وأربعين، ثمانمائة وتسعة وأربعين. هذا الرجل عاش كم سنة؟ تسعة وخمسين سنة.
فأبوه توفي وهو عنده ست سنين، يعني حوالي سنة ثمانمائة وخمسة وخمسين، أبو... كان السيوطي على وشك الموت، فجاء الكمال بن الهمام وقال له: "أنا سأموت فهذا ابني وصي عنك"، فتربى السيوطي في بيت الكمال بن الهمام وتأثر به كثيراً. وسنرى حلقة خاصة بالسيوطي في برنامجنا، لأنه شخصية فوق الخيال. هذا الذي فوق الخيال تربى في بيت الكمال بن الهمام، استمر. العلم يا مولانا وتوريث العلم كان واضحاً كسمة من سمات هذا العصر الذي كان يتميز بالطريقة المنهجية، حيث إنهم يعلمونهم المنهجية وليس الجزئيات فقط، أي ليست مجرد معلومات، بل ما هو المنهج الذي يكمن وراء هذه المعلومات. ولذلك نجد أنه بعد أن انطلقوا، أخذوا ما أسميناه نحن
ببعض شهادات الدكتوراة وأجازه كل المشايخ أن يُدرِّس في جميع العلوم، فوجدناه قد ألَّف كتاباً ممتعاً في العقيدة، ما زال يُدرَّس في الأزهر إلى الآن، اسمه "المسايرة في العقائد". ووجدناه مؤلفاً كتاباً آخر جمع فيه - انظر إلى الذكاء والعبقرية وانظر إلى مصر وأبنائها، يعني شيء غريب الشكل - عندنا مدرسة شافعية أثرية في أصول الفقه لدينا مدرسة عقلية فكرية تُسمى الحنفية، هذه مدرسة وتلك مدرسة، هذا يأخذ الفروع ويستخرج منها الأصول، وذاك يأخذ الأصول ويبني عليها الفروع، أي أنهما على عكس بعضهما. فقام شخص بالجمع بينهما ليشكل الدائرة الكاملة، ذلك الذي يبحث في أرسطو
ويكتب كتاباً اسمه "التحرير في الجمع بين الطريقتين"، يُدرَّس في الأزهر إلى الآن منذ ستمائة سنة، وهذا العلم قائم ويُدرَّس، وفاجأنا بكتاب "فتح القدير على العبد الفقير". ما هو "فتح القدير" يا سيدي الشيخ الكمال؟ إنه الكتاب العمدة في فقه الحنفية الذي جمع فيه كل فروع الحنفية محققة ومحررة ومدللة، موضحاً مصادرها ووجهتها وكيفيتها. تبني عليها فلما ألَّف الكتاب حصل له استغراب: "هل أنا الذي كتبت هذا؟ أمعقول هذا أم هو توفيق من عند الله؟" فذهب مسمياً إياه بهذا الاسم اللطيف "فتح القدير على العبد الفقير". يا سلام! هل أنت منتبه؟ يعني انظر إلى اللطافة
حتى في شكر الله سبحانه وتعالى. دفن ابن الكمال. رحمه الله بجوار ابن عطاء الله السكندري. ابن عطاء الله السكندري توفي سنة سبع مائة وتسعة، وهو مولود سنة سبع مائة وتسعين، يعني هذا في الأول وهذا في الآخر. عندما توفي أصبح ابن مولانا واحداً وستين، دُفِنَ بجوار ابن دقيق العيد، بجوار ابن عطاء الله السكندري، ابن سيد الناس بجوار أبي جمرة بعد ذلك بجوار ابن عطاء الله السكندري وقبره يُزار إلى الآن مع هذا الذي كنا نسميه يعني بستان الجنة، وعلى فكرة سُميت بمثل هذا البساتين لأنها بستان الجنة، حيث فيها كل هؤلاء الصالحين وكل هذا العدد الكبير الذي تشرفت به مصر والذي أثّر في أجوائها. مصر من كثرة العبادة وكثرة
الذكر وكثرة الإخلاص وكثرة الإتقان وكثرة العمل وبناء الحضارة وعمارة الدنيا، فالحقيقة أنها أرض الصالحين. الحمد لله دائماً يا رب. إن شاء الله وأنا أشكر حضرتك شكراً جزيلاً. أهلاً وسهلاً بفضيلة العلامة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. شكراً لفضيلتك، شكراً، جزيلاً. موصولٌ لحضراتكم، إلى اللقاء من سبقونا إلى دار الحق، ندعو لهم فنقول: اللهم ارحم ميتنا واغفر له وآنس وحشته ووسع قبره، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم ارحمه رحمة تسع السماوات والأرض، اللهم اجعل قبره نوراً لا ينقطع واجعله
في جنتك آمناً. مطمئناً يا رب العالمين، افسح له في قبره، ومدّ له في بصره، وافرش قبره من فراش الجنة. ارحمه ولا تطفئ نور قبره يا قيوم، أقمه على نور في قبره مستبشراً بحسن إجابته وتثبيتك إياه عند السؤال. اللهم قِهِ عذاب القبر وقِهِ عذاب النار، جافِ الأرض عن جنبيه، اغفر له وارحمه. واعْفُ عنه وعافه وأَكْرِمْ نُزُلَهُ وأبدله أهلاً خيراً من أهله وداراً خيراً من داره. اللهم يا ربنا ألْحِقْنا به تحت لواء نبيك يوم القيامة، واسقنا من يده الشريفة شربة ماء لا نظمأ بعدها أبداً، ثم أدخلنا الجنة من غير حساب
ولا سابقة عقاب ولا عتاب، ومتعنا بالنظر إلى وجهك الكريم. اللهمَّ آمين