نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع اسم من أسماء الله الحسنى نعيش هذه اللحظات مع اسمه سبحانه وتعالى الواسع، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذلك من أسماء الحديث أبو هريرة رضي الله تعالى عنه المشهور الذي أخرجه الترمذي يقول فيه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وذكر منها الواسع والواسع صفة من صفات الله سبحانه وتعالى فهو الذي وسع هذا الكون خلقا وقدرة وإرادة، وهو الذي نوع فيه هذا الاختلاف، اختلاف التنوع الذي به التكامل، فكل ما في الكون يكمل بعضه بعضا في مدار واحد يسبح لربنا، يسجد له، مسخر لبني الإنسان حتى تتحقق كرامة الله له وإكرامه له، ولقد كرمنا بني آدم، هذا الكون الذي حولنا فيه. يوجد هناك جماد ونبات وحيوان وإنسان، وفيه تنوع فهناك ذكر وأنثى، وفيه تنوع فهناك خير وشر وحق وباطل وإيمان وكفر، وفيه تنوع فهناك حركة للأفلاك تؤدي إلى الليل والنهار والصيف والشتاء، والله سبحانه وتعالى أوسع كل ذلك وجعله في ملكه، ولكن هذا الاختلاف ليس فيه تناقض بل فيه تكامل. بين الرجل والمرأة تكامل، بين الغني والفقير تكامل، بين الإنسان والكون تكامل، بين الليل والنهار وبين الصيف والشتاء وبين البحر المالح والنهر العذب تكامل عجيب أراده الله سبحانه وتعالى، ولذلك فالمؤمن يؤمن من هذا اللفظ الذي وصف به ربه بأن الأمر قائم على التكامل وليس على الصراع. كما تبنت كثير من الحضارات الأخرى غير حضارة المسلمين فرضية أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة صراع وأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي الصراع وبين الإنسان والكون هي الصراع والأصل في ذلك بخلاف ذلك لأن العلاقة التي بين هذه الأشياء المختلفة التي صدرت من الواحد سبحانه وتعالى الذي وسع كل شيء وكان من سعته أن أوجد الاختلاف وكانت من حكمته سبحانه وتعالى أن كامل بين هذه المختلفات لتسير في نسق واحد كان الأمر على التكامل وعلى حقيقة غير الصراع كون أن العلاقة بين الإنسان والكون هي الصراع أدت إلى العدوان على البيئة حتى حدث ثقب الأوزون وحتى حدثت التصحر الذي لم يحدث من قبل وحتى حدثت الاعتداءات على كثير من الأصناف كالفيلة مثلا من أجل العاج لأن العلاقة بيننا وبين الكون هي الصراع أما لو كانت العلاقة بيننا وبين الكون هي الوفاق هي التكامل هي التوازن كما أشار ربنا سبحانه وتعالى في دينه في الكتاب وفي السنة فإننا نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان في يد أحدكم فسيلة يعني غرسة صغيرة وجاءته القيامة يعني رأى أن الدنيا ستدمر وينتهي العالم فليغرسها لأن العلاقة بين المسلم والكون هي الوفاق لا الصراع، إذن فحالة الحرب ليست هي الأساس وإنما حالة الحرب عارضة من أجل صد العدوان ورفع الطغيان من أجل السعي إلى السلام الذي هو تحية المسلمين والذي هو نهاية صلاتهم إذا انتهى المصلي من صلاته يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والذي هو اسم من أسماء الجنة والذي هو اسم من أسماء الله الحسنى والذي هو علامة لعدم القتال وللأمن بين الناس وهكذا أصل كلام أصل مادة الإسلام فالإسلام إنما اشتقت من السلام، ذلك لأن العلاقة بين الإنسان والكون وبين الحاكم والمحكوم وبين الغني والفقير وبين الرجل والمرأة إنما هي التوافق وليست التنافر والصراع، كل ذلك جاء لأن الله سبحانه وتعالى هو الواسع، كذلك المربون والمرشدون إنما يرشدون إلى أن نتخلق بهذا الاسم ولذلك يجب علينا أن نصبر على أنواع الناس المختلفة، نخالطهم ونستوعب كل امرئ على الحالة التي هو فيها، لأن الله واسع، فكأنه يأمرنا بسعة الصدر وقبول الاختلاف والرأي الآخر والصبر على الناس وعلى اختلافهم وتباينهم في أخلاقهم، في أوضاعهم، في رغباتهم، ومن هنا جاء الأمر بالعفو والصفح عن خلق الله. والصبر أيضا على أذاهم حتى لو وصل هذا الأذى إلي فيجب علي أن أكون واسعا تخلقوا بأخلاق الله إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

النص بالعامية المصرية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع اسم من اسماء الله الحسنى نعيش هذه اللحظات مع اسمه سبحانه وتعالى الواسع ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها وهو من اسماء حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه المشهور الذي أخرجه الترمذي يقول فيه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحد من احصاها دخل الجنة وذكر منها الواسع والواسع صفة من صفات الله سبحانه وتعالى فهو الذي وسع هذا الكون خلقا وقدرة وإرادة وهو الذي نوع فيه هذا الاختلاف اختلاف التنوع الذي به التكامل فكل ما في الكون يكمل بعضه بعضا في طيار واحد يسبح لربنا يسجد له مسخر لبني الإنسان حتى تتحقق كرامة الله له وإكرامه له ولقد كرمنا بني آدم هذا الكون الذي حولنا فيه تنوع هناك جماد ونبات وحيوان وإنسان فيه تنوع فهناك ذكر وانثى فيه تنوع فهناك خير وشر وحق وباطل وإيمان وكفر فيه تنوع فهناك حركة للافلاك تؤدي إلى الليل والنهار والصيف والشتاء والله سبحانه وتعالى وسع كل ذلك وجعله في ملكه ولكن هذا الاختلاف ليس فيه تناقض بل فيه تكامل تكامل بين الرجل والمراه تكامل بين الغني والفقير تكامل بين الإنسان وبين الكون تكامل بين الليل وبين النهار وبين الصيف وبين الشتاء وبين البحر الملح وبين النهر العذب تكامل عجيب أراده الله سبحانه وتعالى ولذلك فالمؤمن يؤمن من هذا اللفظ الذي وصف به ربه بأن الأمر على التكامل وليس على الصراع كما تبنت كثير من الحضارات الاخرى غير حضارة المسلمين فرضوا أن العلاقة بين الرجل والمراه هي علاقة الصراع وأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي الصراع وبين الإنسان وبين الكون هي الصراع والأصل في ذلك بخلاف ذلك لأن العلاقة التي بين هذه الأشياء المختلفة التي صدرت من الواسع سبحانه وتعالى الذي وسع كل شيء وكان من سعته أن أوجد الاختلاف وكانت من حكمته سبحانه وتعالى أن كمل بين هذه المختلفات لتسير في نسق واحد كان الأمر على التكامل وعلى حقيقة غير الصراع كون أن العلاقة بين الإنسان والكون هي الصراع ادت إلى العدوان على البيئة حتى حدث ثقب الاذون وحتى حدثت التصخر الذي لم يحدث من قبل وحتى حدثت الاعتداءات على كثير من الاصناف كالفيلة مثلا من أجل العاج لأن العلاقة بيننا وبين الكون هي الصراعه أما لو كانت العلاقة بيننا وبين الكون هي الوفاق هي التكامل هي التوازن كما اشار ربنا سبحانه وتعالى في دينه في الكتاب وفي السنة فاننا نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان في أحد في يد أحدكم فسيلة يعني زرعه صغيرة وجاءته القيامة يعني رأى الدنيا ستدمر ينتهي العالم فليغرسها لأن العلاقة بين المسلم وبين الكون هي الوفاق لا الصراعه إذا فحالة الحرب ليست هي الأساس إنما حالة الحرب عارضة من أجل صد العدوان رفع الطغيان من أجل السعي إلى السلام الذي هو تحية المسلمين والذي هو نهاية صلاتهم إذا انتهى المصلي من صلاته يقول السلام عليكم والذي هو اسم من اسماء الجنة والذي هو اسم من اسماء الله والذي هو علامة لعدم القتال وللامن بين الناس والذي هو وهكذا والذي هو أصل كلام أصل مادة الإسلام فالإسلام إنما اشتقت من السلام ذلك لأن العلاقة بين الإنسان والكون وبين الحاكم والمحكوم وبين الغني والفقير وبين الرجل والمراه إنما هي التوافق وليست التنافر والصراع كل ذلك جاء لأن الله سبحانه وتعالى هو الواسع كذلك المربون والمرشدون إنما يرشدون إلى أن نتخلق بهذا الاسم ولذلك يجب علينا أن نصبر على أنواع الناس المختلفة نخالطهم ونستوعب كل امرئ على الحالة التي هو فيها لأن الله واسع فكأنه يأمرنا بسعة الصدر وقبول الاختلاف والرأي الآخر والصبر على الناس وعلى اختلافهم وتباينهم في اخلاقهم في اوضاعهم في رغباتهم ومن هنا جاء الأمر بالعفو والصفح عن خلق الله والصبر أيضا على اذاهم حتى لو وصل هذا الأذى إلي فيجب علي أن أكون واسعا تخلقوا باخلاق الله إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملخص المحاضرة

- اسم الله "الواسع" من الأسماء الحسنى الواردة في حديث أبي هريرة الذي رواه الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم. - الله وسع الكون خلقًا وقدرة وإرادة، وجعل فيه تنوعًا واختلافًا للتكامل لا للتناقض. - يشمل الكون أنواعًا من الجماد والنبات والحيوان والإنسان، وفيه الذكر والأنثى، والخير والشر، والحق والباطل. - العلاقة بين المختلفات في الإسلام قائمة على التكامل لا الصراع، بخلاف الحضارات الأخرى. - ادعاء أن العلاقة بين الإنسان والكون هي الصراع أدى إلى الاعتداء على البيئة وثقب الأوزون والتصحر. - الإسلام دعا إلى علاقة الوفاق مع الكون، فالنبي أمر بغرس الفسيلة حتى لو قامت القيامة. - السلام أصل في الإسلام، فهو تحية المسلمين ونهاية صلاتهم واسم من أسماء الجنة. - علينا التخلق باسم الله الواسع من خلال سعة الصدر وقبول الاختلاف والصبر على الناس والعفو والصفح.

الواسع | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

الواسع | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة - اسماء الله الحسنى, تصوف
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع اسم من أسماء الله الحسنى نعيش هذه اللحظات مع اسمه سبحانه وتعالى الواسع، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذلك من أسماء الحديث أبو هريرة رضي الله تعالى عنه المشهور الذي أخرجه الترمذي يقول فيه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة وذكر منها الواسع والواسع صفة من صفات الله سبحانه وتعالى فهو الذي وسع هذا الكون خلقا وقدرة وإرادة،
وهو الذي نوع فيه هذا الاختلاف، اختلاف التنوع الذي به التكامل، فكل ما في الكون يكمل بعضه بعضا في مدار واحد يسبح لربنا، يسجد له، مسخر لبني الإنسان حتى تتحقق كرامة الله له وإكرامه له، ولقد كرمنا بني آدم، هذا الكون الذي حولنا فيه. يوجد هناك جماد ونبات وحيوان وإنسان، وفيه تنوع فهناك ذكر وأنثى، وفيه تنوع فهناك خير وشر وحق وباطل وإيمان وكفر، وفيه تنوع فهناك حركة للأفلاك تؤدي إلى الليل والنهار والصيف والشتاء، والله سبحانه وتعالى أوسع
كل ذلك وجعله في ملكه، ولكن هذا الاختلاف ليس فيه تناقض بل فيه تكامل. بين الرجل والمرأة تكامل، بين الغني والفقير تكامل، بين الإنسان والكون تكامل، بين الليل والنهار وبين الصيف والشتاء وبين البحر المالح والنهر العذب تكامل عجيب أراده الله سبحانه وتعالى، ولذلك فالمؤمن يؤمن من هذا اللفظ الذي وصف به ربه بأن الأمر قائم على التكامل وليس على الصراع. كما تبنت كثير من الحضارات الأخرى غير حضارة المسلمين فرضية أن العلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة صراع وأن العلاقة بين الحاكم
والمحكوم هي الصراع وبين الإنسان والكون هي الصراع والأصل في ذلك بخلاف ذلك لأن العلاقة التي بين هذه الأشياء المختلفة التي صدرت من الواحد سبحانه وتعالى الذي وسع كل شيء وكان من سعته أن أوجد الاختلاف وكانت من حكمته سبحانه وتعالى أن كامل بين هذه المختلفات لتسير في نسق واحد كان الأمر على التكامل وعلى حقيقة غير الصراع كون أن العلاقة بين الإنسان والكون هي الصراع أدت إلى العدوان على البيئة حتى حدث ثقب الأوزون وحتى حدثت التصحر الذي لم يحدث من قبل وحتى حدثت الاعتداءات على كثير
من الأصناف كالفيلة مثلا من أجل العاج لأن العلاقة بيننا وبين الكون هي الصراع أما لو كانت العلاقة بيننا وبين الكون هي الوفاق هي التكامل هي التوازن كما أشار ربنا سبحانه وتعالى في دينه في الكتاب وفي السنة فإننا نرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان في يد أحدكم فسيلة يعني غرسة صغيرة وجاءته القيامة يعني رأى أن الدنيا ستدمر وينتهي العالم فليغرسها لأن العلاقة بين المسلم والكون هي الوفاق لا الصراع، إذن فحالة الحرب ليست هي الأساس وإنما حالة الحرب عارضة من أجل صد العدوان ورفع الطغيان من
أجل السعي إلى السلام الذي هو تحية المسلمين والذي هو نهاية صلاتهم إذا انتهى المصلي من صلاته يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والذي هو اسم من أسماء الجنة والذي هو اسم من أسماء الله الحسنى والذي هو علامة لعدم القتال وللأمن بين الناس وهكذا أصل كلام أصل مادة الإسلام فالإسلام إنما اشتقت من السلام، ذلك لأن العلاقة بين الإنسان والكون وبين الحاكم والمحكوم وبين الغني والفقير وبين الرجل والمرأة إنما هي التوافق وليست التنافر والصراع، كل ذلك جاء لأن الله سبحانه وتعالى هو الواسع، كذلك المربون والمرشدون إنما
يرشدون إلى أن نتخلق بهذا الاسم ولذلك يجب علينا أن نصبر على أنواع الناس المختلفة، نخالطهم ونستوعب كل امرئ على الحالة التي هو فيها، لأن الله واسع، فكأنه يأمرنا بسعة الصدر وقبول الاختلاف والرأي الآخر والصبر على الناس وعلى اختلافهم وتباينهم في أخلاقهم، في أوضاعهم، في رغباتهم، ومن هنا جاء الأمر بالعفو والصفح عن خلق الله. والصبر أيضا على أذاهم حتى لو وصل هذا الأذى إلي فيجب علي أن أكون واسعا تخلقوا بأخلاق الله إلى لقاء آخر نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الواسع | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة | نور الدين والدنيا