حديث الجمعة | علامات القيامة " الكبري والوسطي والصغري " الجزء الاول

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع المحجة البيضاء التي تركها لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كتاب وسنة نعيش هذه اللحظات عسى أن يجعل الله هذا المجلس في ميزان حسناتنا يوم القيامة وأن ينزل علينا السكينة وأن
يؤيدنا بالرحمة من عنده وأن تحف هذا المجلس الملائكة الكرام فيُحتسب مجلس علم نتدارس فيه كلام الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجزاه الله عنا خير ما جزى نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه. نتحدث عن علامات الساعة فيما أخبر به رسول الله صلى الله عليه. وآله وسلم وكما ذكرنا أن هناك علامات صغرى قد تمت في نطاق النبي وأصحابه ولم يعد بعد القرن الأول أحد منهم على وجه الأرض وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تبقى
نفس منفوسة بعد مائة عام"، فكل من شاهد النبي مات بعد انتقاله في خلال مائة عام. كما أخبر صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، لكنه أخبر أيضاً بما حدث من الفتن ومن اختلاف الرأي ومن اتساع الرقعة ومن الحوادث التي قد يتعلق بعضها بالدنيا وبعضها بالدين، ثم بعد ذلك أخبر بالعلامات الوسطى وظلت في التكاثر والتنامي حتى وكأنها امتدت إلى نهاية القرن التاسع عشر من الميلاد. وكان الموافق للقرن الثالث عشر من الهجرة النبوية
الشريفة المنيفة، ثم بعد ذلك أخبر بالعلامات الكبرى وقد بدأت مع نهاية النصف الأول من القرن العشرين، وكان يوافق القرن الرابع عشر من الهجرة النبوية المصطفوية. والعلماء جعلوا هذا على أنحاء، منها ما هو تمهيد، واستدلوا بحديث البخاري الذي أخرجه يتكلم عن تميمٌ الداري وقد رأى عجباً، رأى الدجال فأخبر
بذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأيَّده وأخبر أن الدجال قد سأله عن أسئلة ثلاث: عن بحيرة طبرية وهل غاضت، وعن نخل بيسان وهل ما زال يطرح، وعن عين زُغَر وهل ما زالت على حالها، وكان الأمر حينئذٍ أن كل ذلك. لم يتم البدء فيه لكنه تم من سنة ثمانية وأربعين إلى سنة تسعة وسبعين من الميلاد، وكل ذلك جاء على وفق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وكل ذلك تمهيد للعلامات الكبرى. وتكلمنا
عما لم يحدث بعد، فتكلمنا عن الإمام المهدي الذي يأتي على اختلاف بين الأمة. وعلى حين تنازعٍ فيما بينها فيرضى عنه أهل الأرض وأهل السماء، ويجمع الله سبحانه وتعالى الناس عليه بقدرته وفضله، فهو الذي يؤلف بين القلوب ويفيض المال ويعطي بالسوية وبالعدل، حتى إنه في يوم من الأيام يقوم فيسأل الناس عما إذا كان لأحدهم حاجة، فلا يقوم واحد منهم، إذ
كل قد اكتفى. وهذا حال يشبه حال ما حدث مع سيدنا عمر بن عبد العزيز في عصره، حيث فاض المال ولم يجد من يأخذ الزكاة، إلا أن رجلاً يقوم ويقول: "أعطني"، فيقول: "اذهب إلى السادن أو ائت السادن، فقل له أن المهدي يأمرك بأن تعطيني"، فذهب فأعطاه السادن حتى ملأ حجره ذهباً وبعد. عندما أخذها الرجل ندم وقال: كنت أجشع أمة محمد، يعني إذا ظلمان ليس فقط في الكثرة بل في رضا النفس وقناعتها.
هذا الرجل كان يريد مالاً يقضي به شيئاً من حوائج الدنيا، ولكن الرضا بالقليل والعمل بالتنزيل هو الذي سيلقيه الله سبحانه وتعالى في قلوب أمة محمد، فيشعر الناس. بالقناعة وبالغنى وبعدم الاحتياج فيفيض المال، وكل ذلك لا يكون إلا من عند الله، لا يكون بالتربية ولا بالإعلام ولا بالتعليم ولا بالقوانين ولا بأي شيء من هذا، لأن كل ذلك يضبط ظاهر الإنسان، ونحن نتكلم عما في القلب. وتكلمنا عن ظهور الدجال، وهو فتنة نبه عليها كل نبي وكان.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن خرج وأنا فيكم فأنا حجيج، وإن خرج بعدي فالله وكيلي على كل مسلم ومسلمة، وأمرنا بمقاومته سلبياً، فإذا سمعنا به لا نأتيه ولا نستمع إليه ولا نلتفت إلى مقولته ولا نظن أننا نهديه إلى الله، فهو قدر سائر مثل حال إبليس اللعين. ولكنه من البشر، وكلما ظن أحدهم أنه قادر على إقناعه أو إقامة
الحجة عليه فأتاه فُتن به، وذلك لأنه خالف النصيحة النبوية. لا يقدر عليه إلا الله، فإن خرج ونبينا فينا فأنا حجيجه. نعم، لأنه صخرة الكونين صلى الله عليه وسلم، وهو قد رُفعت عنه صلى الله عليه وسلم الحُجب. حجاب الدنيا وحجاب الشهوات والرغبات وكل حجاب كان، فرأى الأمر على ما هو عليه، وكان قائماً بأمر الله حتى وصل إلى درجة الإنسان الكامل. والإنسان
الكامل ظهرت عليه بوادره في شق صدره الشريف ثلاث مرات، اشتهر منها اثنتان: مرة في مضارب حليمة السعدية وهو صغير، وهي الأشهر، ومرة عند الإسراء. والمعراج حتى يتحمل جسده الشريف ما يراه من ضغط السماء، ومرة عند الوحي، كل ذلك تهيئة له صلى الله عليه وآله وسلم. ولما رُفعت عنه الحُجُب وكَمُلَ حتى صار الإنسان الكامل، كان يرى الرؤية فتأتي كفلق الصبح لمدة
ستة أشهر متتالية، يرى ما سيحدث في اليوم الذي يأتيه وكان يسمع. الكائنات وكان يعرف حجراً في مكة كان يلقي عليه السلام، وكان صلى الله عليه وسلم عند البعثة أُوتي وحياً وانكشفت له الأكوان، وكان يقول: "لست كهيئة أحدكم فإني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني"، فكان يواصل الأيام ذوات العدد بدون طعام، وتحداه مرة أو أراد تقليده الصحابة
الكرام على علو شأنهم. وصدقية بعضهم فما استطاعوا لأن الحجب لم تزل عنهم كما زالت عنه صلى الله عليه وسلم وكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه، وجاء ملكان فوجداه نائماً قد أغمض عينيه فقال أحدهما: هو نائم، فقال الآخر: بل هو يقظان، ملامح اليقظة عليه وملامح النوم الإنساني من تغميض العينين عليه حتى إن الملك لم يعرف هل هو نائم أم هو مستيقظ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال
أحدهما، بل هو قد نامت عيناه واستيقظ قلبه، وكان لقلبه بابان: باب على الحق لم يُغلق قط تتنزل منه الأنوار والرحمات والكشوفات وكشف الأسرار والإلهامات والخواطر والوحي، وكان يأنس بالله حتى يملّ البشر فيستغفر الله. في اليوم مائة مرة يا علي غين أنوار لا غين أغيار. بعد الفاصل نرى ما كان شأن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخبرنا عما يأتي من الزمان، يتركنا على المحجة البيضاء
التي ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا. رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أخبرنا صلى الله عليه وسلم بظهور الإمام العادل في آخر الزمان، وعلامته أنه ترضى عنه أهل السماء وأهل الأرض، فلا نزاع يأتي أهل العدوان، ولكن الرضا العام في البشرية جمعاء من أهل السماء وأهل الأرض قلوبها راضية، وهذا فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده. عن سيدنا
صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يخرج الدجال وهو فتنة فاتنة ويدّعي الألوهية ويدخل كل بيت في الأرض، وكان يُستشكل على الناس كيف يدخل كل بيت في الأرض، وبعد انتشار القنوات الفضائية والإنترنت وما إلى ذلك، أصبح واضحاً كيف يدخل كل بيت في الأرض، ولكن لا يستطيع. أن يدخل المدينة ومكة وأن يقترب منهما ويحارب المهدي وتكون الحرب سجالاً، قمة الشر مع قمة الخير، مرة يُهزم ومرة
ينتصر، حتى ينزل عيسى وهو العلامة الثالثة، وينزل عند المنارة الشرقية بباب لد، وينزل في وقت العصر، فيرى المهدي يصلي بالناس، وأهل الأرض جميعاً يرون عيسى وهو ينزل من السماء، فإذا... نزل في هذا المكان، تأخر المهدي لأنه ليس بنبي وعيسى عليه السلام نبي، فيقول: "مكانك"، أي: قف في مكانك. بعضكم أئمة لبعض، ويصلي خلف المهدي عليه
السلام، ويموت المهدي، ويحارب عيسى الدجال حتى يقتله. وإذا رأى الدجال عيسى ذاب كما يذوب الملح في الماء. وعيسى من أهل رفع الحجب مثل سيدنا. صلى الله عليه وسلم، رُفعت عنه الحُجُب من الشهوات والرغبات، فانكشف له المُلك والملكوت، وعرف مراد الله. ورفع الحُجُب لا يكون للأنبياء وحدهم، بل لبعض الأولياء. والفرق بين الولي والنبي أن رفع الحُجُب في حق النبي إنما هو رفع تام، وإذا كان في حق
الولي فيكون رفعاً نسبياً. أما المصطفى... صلى الله عليه وسلم، فقد زالت كل الحجب عنه. قال تعالى: "وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ"، أي رفعنا عنك كل الحجب، والحجب تجعل الإنسان منجذباً للدنيا وفي ظلمات، وهذه الظلمات توقعه في الخطأ أو في الخطيئة. ولذلك نقول إن رسول الله منزه ومعصوم عن الخطأ والخطيئة، لأنه أصلاً ليس هناك حجب حتى. تؤدي إلى خطأ أو خطيئة عليه الصلاة والسلام، فإذا
ظهر الدجال ومات، استمر عيسى عليه السلام يحارب قوى الشر ويبين للناس الحقائق. وعيسى تنتظره الأديان الثلاثة، اليهود كانوا يعتقدون أنه لم يُرسل والعياذ بالله تعالى، وهم في انتظار المسيح إلى يومنا هذا، ولعل عندما يظهر الدجال يظنونه هو هذا، والله أعلم. أعلم بما هنالك، والمسيحيون ينتظرون المجيء
الثاني للسيد المسيح، والمسلمون يعتقدون في مجيئه مرة أخرى علامة على الساعة، وأنه لَعِلْمٌ للساعة، وتواتر الحديث عن النبي بمجيء عيسى، وبأنه يحكم أربعين سنة، وأنه يموت بعد أن يتزوج، وأنه يُدفن بجوار النبي عليه الصلاة والسلام، وهناك مساحة في الحجرة الشريفة رابعة. بعد دفن الخليفتين أبي بكر وعمر، لعيسى عليه السلام يُدفن في هذا المقام الذي لم يُفتح منذ أن انتقل النبي إلى الرفيق الأعلى صلى الله عليه وآله وسلم. بعد
ذلك يُلقي الإسلام بجرانه في الأرض، كل ذلك من جهاد عيسى. وفي وقت عيسى ينصدع ما بناه ذو القرنين وهو السد. بين الصدفين بين الجبلين سد هذا السد معروف طوله مائة متر وعرضه ثلاثون متراً وهو كما وصف القرآن من المواد التي وصف بها وكان أحد الخلفاء العباسيين أراد أن يعرف أين هذا السد وما
مكانه فأرسل بعثة من مائة شخص تبحث في البلدان عن هذا السد بهذه الكيفية ولما رجعوا وكتبوا له تقريراً، وهذا التقرير يورده الإدريسي في "نزهة المشتاق في معرفة الآفاق" - خمسة مجلدات - يذكره الإدريسي في هذا التقرير ويبين أن هذا المكان، وهو يسمى بالباب الحديدي، إنما هو في المنطقة التي نعرفها الآن بمنطقة أرمينية، ومنطقة أرمينية هذه كانت تتبع
الاتحاد السوفيتي، فهي إحدى الجمهوريات التي انفصلت عن. سوفيتية أرمينيا أو أرمينية توجد فيها قبيلتان كبيرتان شديدتا الفقر تسكنان في سفح الجبلين. ولعل هذا الفقر هو الذي سيدفعهم إلى محاولة الهجرة غير الشرعية أو الهجرة بحثاً عن الطعام، فيخرج هؤلاء المفسدون كما وصفهم القرآن الكريم وهم لم يستطيعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً. كلما يحاولون أن يتسلقوا لا يستطيعون
حتى لو أتوا بسلم أو شيء من هذا القبيل، فما من سلم طوله مائة متر، فعندما يضعون سلماً فوق سلم يسقط السلم، فلم يستطيعوا. "فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقاً". فهو علامة لن يهدمه أحد، الله عندما يأتي زمن هذا. الأمر سيجعله كالتراب بإذن الله، لا يحاول أحد معه ذلك. أما القبيلتان فقد اكتشفهما كثير من
الناس، ليستا يأجوج ومأجوج، بل هاجوج وماجوج، وهم من البشر ولكن في حالة فقر. وتفصيل ذلك والله أعلم بما هنالك سنأخذه في لقاء آخر. فأستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.