حديث الجمعة | الخلفاء الراشدين ومدة ولايتهم | حلقة كاملة

حديث الجمعة | الخلفاء الراشدين ومدة ولايتهم | حلقة كاملة - شخصيات إسلامية, مجلس الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع المحجة البيضاء التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومع الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. وقد تقلب عليهم الزمان فمنهم من أقر الدولة وجمع المصحف كأبي بكر. على
صِغَر ولايته فقد نَكَثَ سنتين، ومنهم من بنى الدولة كسيدنا عمر رضي الله تعالى عنه، وأتمَّ استقرار تلك الدولة، وفُتِحت في عصره بلدان كثيرة كمصر والعراق وفارس إلى آخره، ومنهم سيدنا عثمان الذي توسَّع في الفتوحات، وسيدنا علي عليه السلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في شأنه. أنا مدينة العلم وعلي بابها رضي الله تعالى عنه، فهو أبو الحسنين وهو زوج ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكانت
ولايته خمس سنوات، وحينئذٍ بدأ الشقاق من داخل الإسلام. لم يرَ أبو بكر ولا عمر ولا عثمان هذا الشقاق الذي هو من الداخل، لكن بموت عثمان على... يد غلمة من خربتها في البحيرة هنا في بلد اسمها خربتها لأنه قالوا خربتها لأنهم ذهبوا قتلوا سيدنا ماذا سيدنا عثمان قالوا خربتها وقعدت على تلها فخربتها هذه خرج منها أناس وذهبوا قتلوا سيدنا عثمان بدأت الفتنة وتسمى بالفتنة الكبرى كانت موجودة ليست موجودة عند سيدنا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان، ثم في نهاية عثمان قُتِل بتلك الفتنة وهو يقرأ المصحف الشريف وهو أكثر من ثمانين عاماً،
فمات شهيداً. وجاء الإمام علي ليبين لنا أموراً تتعلق بمفاهيم دستورية ومفاهيم قانونية ومفاهيم قضائية ومفاهيم تتعلق بالفِرَق وتتعلق بالواقع وتتعلق بالتطوير إلى آخره، والوارد عن سيدنا النبي في شأن علي. إنما يساوي أضعاف ما ورد عن سيدنا النبي في فضائل كل الصحابة الكرام حتى إن الإمام أحمد عندما ألّف كتاب فضائل الصحابة فخصص ربع الكتاب لفضائل كل الصحابة وثلاثة أرباع الكتاب من عدد الصفحات وعدد الأحاديث في فضائل سيدنا
علي، وهذا سيبين لكم مدى جرم الخوارج الكلاب كلاب النار الذين عليه والذين عطلوه من أن يبني حضارة إسلامية رائقة فائقة في المشرقين والمغربين والذين انقلبوا عليه هذا الانقلاب، إلا أن الله أراد من جهاد سيدنا علي أن يبين لنا كيف نتعامل مع الفتن القادمة، وأن يجعل في سنة الخلفاء الراشدين المهديين مثالاً يُحتذى في وقت الفتنة التي ستكثر بعد ذلك. كما أخبر المصطفى، ويكثر الهرج، قالوا: "وما الهرج يا رسول الله؟" قال: "الكذب والقتل، حتى أن أحدكم يقتل أخاه وجاره وابن عمه". قالوا:
"أَوَمعنا عقولنا يومئذ يا رسول الله؟" قال: "يومئذ يسلب الله عقول أهل هذا الزمان، يحسبون أنهم على شيء وليسوا على شيء". ويقول فيما أخرجه مسلم: "أنا بريء". من خرج على أمتي لا يميز بين فاجرها وبرها، وفي رواية: أنا خصيمه يوم القيامة. وهكذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم ترك لنا محجة بيضاء، ووسع سنته مع سنة الخلفاء الراشدين الذين سيرون أشياء لم يرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في عصره، لاختلاف الأوضاع وأعداد المسلمين. والداخلين في الإسلام والمساحة التي قد سُئل عنها الوالي أو الحاكم إلى آخر ما هنالك، وكذلك
دخول أشياء غريبة عجيبة على العرب من فارس ومن مصر ومن الشام ومن الرومان إلى آخره، حتى أن الصحابة كما قال أبو الفرج الجوزي دخلوا فارس فصلّوا في سراويلهم، فالأزياء قد اختلفت. واختلفت المآكل واختلفت المشارب حتى أن معاوية رضي الله تعالى عنه قد ركب البرذون وهو نادر عند العرب، لكن البرذون هذا يعني حصان من الدرجة الأولى، أي يرى نفسه متميزاً. فقال له عمر: "ما هذا؟" يعني هذا ليس من عاداتنا، فهذه الأمور من شأن الملوك والأباطرة. فأجابه: "لو لم
أركبه". لآذاني الناس. قال: "إنما الأعمال بالنيات"، يعني نيتك أنت. انظر أنت ركبت لأجل الناس وأن يعني هيبة الدولة، أم أنت ركبت الأمر بشكل آخر. يعني لم يقطع سيدنا عمر العلاقة مع سيدنا معاوية بل تركه، فمما حدث أن خرجت الخوارج الكلاب في عهد سيدنا علي، وتحدثنا في حلقة سابقة عما شأنهم وأنهم قد وجدوا فيهم ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من العلامات الصغرى، وجدوا ذا الثدية
وعنده ثدي تحت إبطه، فوجدوه في قتلى الخوارج. والخوارج وصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: "تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم وصيامكم إلى صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق من الرمية طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كان أولى بالله منهم، وذلك أنهم يشوهون الإسلام، الظاهر إسلام وهم بذلك الظاهر يصدون عن سبيل الله، لأن الناس تطلع على أخلاقهم الرديئة فيجدون فيها عنفاً ويجدون فيها قسوة ويجدون فيها ظلماً ويجدون فيها سفكاً للدماء وفساداً في الأرض، وكل ذلك تحت عنوان راية التوحيد فتتناقض
الأمور ويختل الميزان، فكانوا أولى الناس بالقتل والتقتيل. وبدأ منذ سنة سبع وثلاثين قتل أولئك الخوارج، وانتهوا على يد المهلب بن أبي صفرة الأزدي سنة اثنتين وثمانين. ولما مات ابن أبي صفرة، فإنه قضى على الخوارج، ولم يظهروا بعده، إلا أن هذه الخمسة والأربعين سنة جلسنا. في قتال مع هؤلاء الناس وكان منهم طائفة تسمى بالشراة أنهم اشتروا أنفسهم وباعوها لله فكانوا يقاتلون قتالاً شرساً
عنيفاً ولكن الله كسرهم ومكّن منهم وكانوا يمثلون نفس التمثيلية التي تمثلها داعش الآن فهؤلاء خوارج أول الزمان وهؤلاء خوارج آخر الزمان حتى أنه خرج المختار الثقفي وادعى المهدية ولما ادعى المهدية أراد أن يمثل هذه التمثيلية أنه هو المؤيد من عند الله. انتصر الخوارج بعض الانتصار وتمكنوا من الأرض بعض التمكن وسفكوا الدماء بعض
السفك، إلا أنهم في نهاية الأمر وبعد خمس وأربعين سنة اصطدموا بحائط القدر وقضى عليهم ابن أبي صفرة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وقد ولد في... عام الفتح فكان من التابعين وكان كريماً حتى أنه في معركة من المعارك التي فتح بها بلاداً كثيرة فُقِئَت عينه، وكان سائراً مرة فقال أحدهم على سبيل التلسين وتلقيح الكلام: "والله إن هذا الأعور لو بيع في السوق بمائة درهم فإنه لا يساويها" وسمع
المهلب رضي الله تعالى عنه كلامه. فأتى بأحد من الجنود وأرسل معه مائة درهم وقال له: "يا أخا العرب، لو زدتنا لزدناك، يعني لو كنت قلت مائة دينار لكنا أرسلنا لك مائة دينار، لكنك جعلتنا لا نساوي سوى مائة درهم، فأنت إذاً تستحق مائة درهم فقط، كل إناء بما فيه ينضح"، وأرسل له المائة درهم. وكان كريم النفس يأمر خدمه بأن يكثروا من الطعام على المائدة وأن يقللوا الماء حتى يمتلئ الضيوف من الأكل. بعد الفاصل نرى مكان بسم
الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ظل المسلمون بكل قيادتهم منهم علي بن أبي طالب رضي الله. تعالى عنه ومنهم معاوية ومنهم يزيد بعد معاوية ابنه ومنهم عبد الملك بن مروان يقاتلون الخوارج حتى أن الحجاج بن يوسف الثقفي عيّن المهلب بن أبي صفرة من أجل أن يقضي على الخوارج وقد حاربهم كثيراً
وقتل منهم مقتلة عظيمة فعُيِّن في سنة سبع وسبعين والياً وجلس خمس سنوات وفي هذه السنوات الخمس استطاع أن يقضي على الخوارج أو على فلول الخوارج المتبقية بعد خمس وأربعين سنة من القتال المستمر الشرس. هذا ما كان في أول الزمان، ولقد رأينا في آخر الزمان أن الأمور تعود مرة أخرى. من صفات الخوارج أنهم يقاتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، ولقد رأينا تلك. الجماعات التي
ضلت عن سنة المصطفى والحبيب المجتبى صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال: "فإن لم يكن في الأرض إمام فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن يأتيك الموت وأنت تعض على جذع نخلة مؤمناً بالله واليوم الآخر"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "فإن لم يكن في الأرض خليفة فالهرب". الهرب، فظلوا وظلوا وشكلوا جماعات. وعندما شكلوا جماعات، كنا نتعجب: يا رب، سيدنا النبي يأمرنا أن نرفع أيدينا، وهؤلاء يقولون نحن نجاهد في سبيل الله، وأننا نريد أن ننصر الإسلام والمسلمين، وأن نتمكن في الأرض حتى نقيم شرع الله. كلام معقول يداعب النفس وهواها،
فالنفس تهوى أن تكون في ظل. رحمة الله وليست في ظل غضبه، فكيف يا رب أفهم كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو المصدق عندي وهو الأسوة الحسنة التي ارتضيتها يا ربنا أن يكون مثالاً لنا وأن نسير وراءه ولا نطيع غيره؟ فعندما نقرأ في العالم نفهم كلام النبي، فالعبرة يا جماعة الخير في كلام... النبي وليس في تحليلاتنا نحن ولا رغباتنا ولا توجهاتنا ولا اختياراتنا، العبرة في كلام النبي، ولكن يرسل لنا الله سبحانه وتعالى من
رحمته ما نفهم به كلام النبي. كيف ذلك؟ هذا الجهاز الخاص الذي أنشأته الإرهابية نشأ بفعل هتلر. ماذا كانت نية صاحب الإرهابية البنا؟ كانت نيته أن يكون عدواً. للإنجليز ومن عدو الإنجليز الألمان، فهيّا بنا نتعاون مع الألمان ضد الإنجليز حتى نحرر أوطاننا. نحرر أوطاننا، كلام ينفع في السياسة. فأصبح عميلاً لهتلر ووقع بينه وبين هتلر بروتوكول، وجاء شخص من هناك ليتفق معه ويعطيه له أموالاً حتى ينشئ الجهاز
الخاص، وهذا صدر في تقرير خريف الإخوان من المخابرات. الألمانية الآن تخدم المخابرات البريطانية، يعني نحن لا شأن لنا بتصديقهم أو عدم تصديقهم، صدق نبيك أنك ستكون ألعوبة في يد الآخرين الذين تمكنوا في الشر والفساد، والذين معهم السلاح يبيعونه كما يشاؤون من أجل مصالحهم، والذين يسحبونه منك كما يشاؤون من أجل مصالحهم، انزع يدك والزم دارك فإنه يؤتي. الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء وهو الذي يُمَكِّن في الأرض، قال تعالى: "الذين إن مكناهم" ولم يقل "مكنوا أنفسهم". كن عاقلاً، رسول الله وهو
يأمرك، لحكمة. المخابرات الألمانية صادقة أو كاذبة، صادقة أو كاذبة، لكن الله يبين لنا أنك ستكون مفعولاً به إذا ما سلمت نفسك لهؤلاء رأسك برؤوسهم وأنت لا تصنع السلاح، فما دمت لم تصنع السلاح ولن تصنعه لأن الذي يوفقك هو الله، ونبيك لم يقل اصنع السلاح، ولو قالها لفعلنا ولنجحنا، لكنه لم يقل لأنه يطّلع على نافذة الغيب، هكذا هذه النافذة التي ينظر فيها بإذن الله على الغيب، فهو يقول لنا انزع. نسحب يدك، حاضر سيدنا، حاضر، سننزع يدك.
والآخر يقول: "الله!" يعني نجلس في بيوتنا هكذا؟ هو مثل الجماعة الصوفية؟ ماذا؟ اجلسوا في بيوتكم مثل الجماعة الصوفية، الأولياء الأنقياء الأتقياء! ما بهم الصوفية؟ نريد الجميع أن يكونوا صوفية، لأنهم يذكرون الله كثيراً، ولأنهم يخلّون قلوبهم من القبيح ويملؤونها بالصحيح. نريد الجميع لأنهم يرون بنور الله، لأنهم يربون البشر، لأنهم يطيعون سيدنا صلى الله عليه وسلم. نعم، انزع يدك واجلس مثل الصوفية. حسناً، أنا مستعد لذلك. نعم، أنت مستعد لك في حياتك ولا تضل خلق الله. سيدنا يقول ماذا؟ يقول: "فإن لم يكن في الأرض خليفة فكوّن جماعة واجمع أصحابك واجعلهم". معك وتوكّل على الله، والله لو قال هذا لنجحنا
ولكنّا ونجحنا. قال: "فتمكّنوا في الأرض"، والله لو قال هذا لنجحنا. قال: "فخذوا الملك غصباً"، والله هذا يقول "يؤتي" وليس "خذوا الملك". قال: "يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء". فيأتي شاب يرى نفسه محبطاً يقول: "فقط ما أنت تقوله". عليه هذا يعني معناه أننا نسكت. يعني سيدنا قال هكذا. حسناً، أنا لست متديناً سيدي. حسناً، انتهى الأمر، خذ على وجهك الآن، وانظر ماذا سيحدث لك. فعندما تمكن هؤلاء من الحكم، جاءني شخص وقال لي: "ما رأيك الآن؟ ها هم قد تمكنوا". قلت: "والله غالب على أمره، ولكن". أكثر الناس لا يعلمون، توكلنا
على الله أمام إرادتهم، فقد رأى فيهم شيئاً وإذا بهم لا يمكثون إلا سنة ثم يُنزعون كما يُنزع المسمار من الحائط. ما هذا؟ من الذي وُلِّي ومن الذي نُزِع؟ الله يا جماعة دعونا نكون عقلاء. أين سيدنا؟ إياك أن تنساه، فهو بوصلتك وهو قبلتك. انظر ماذا يقول لك الإمام: وضع كل شيء بشرطه. هل حدث على وجه الأرض أن لم يكن هناك خليفة إلا في السادس من مارس سنة ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين؟ لم يحدث أبداً. حتى إن الخليفة الذي كان في بغداد أيام دخول المغول فإنه كان خليفة، فهرب إلى مصر وكان... لم
تنقطع الخلافة أبداً منذ عهد أبي بكر وحتى محمد رشاد آخر الخلفاء في السادس من مارس عام ألف وتسعمائة وأربعة وعشرين. قام أتاتورك بإلقاء خطاب استمر ستة وثلاثين ساعة متواصلة حتى يقنع الأتراك أنه يكفي مسألة الخلافة وأننا سنتخلص من هذه المسألة في عام ثمانية عشر، وقبلها بست سنوات وعد فرنسي وعد إنجليزي في ألف وتسع مائة وثمانية عشر في الهند قسمونا وفعلوا هذه الأفاعيل ونجحت، فماذا يريد هؤلاء منا الآن؟ يريدون تقسيماً آخر، تُقسم مصر إلى أربعة أجزاء، والسعودية إلى أربعة أجزاء، والعراق إلى أربعة أجزاء، والسودان إلى أربعة أجزاء. من أجل ماذا؟
أن تبقى الابنة المدللة على... حجرت إسرائيل - لعنة الله عليها وعلى من أنشأها - نتوري كارتا، نتوري كارتا هم جماعة من اليهود مركزهم لندن، يرون أن العودة إلى فلسطين معصية لله، وأن من عاد إلى فلسطين من اليهود فإنما هم يتجمعون للذبح كما تدل على ذلك آيات من التلمود عندهم. يقول لك إن الآية سيعود وسيُذبح، حسناً، عندما تعلمون أن قيادات هذه البلاد ملحدة، وقيادات هذه البلاد لا علاقة لها باليهودية ولا بغيرها، وقيادات هذه البلاد تستعمل الدين في السياسة، فإسرائيل هذه تستعمل الدين في السياسة. فنرجو الله سبحانه وتعالى السلام،
اللهم يا ربنا رد علينا القدس رداً جميلاً، فنحن لا حول ولا قوة. قوةً بنا فاستعملنا ولا تستبدلنا، وإلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.