"خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا" فما معنى هذا الحديث؟ | أ.د. علي جمعة

"خلق الله آدم على صورته ستون ذراعا" فما معنى هذا الحديث؟ | أ.د. علي جمعة - عقيدة, فتاوي
عن أبي هريرة قال رسول الله: "خلق الله آدم على صورته، ستون ذراعًا"، فما معنى هذا الحديث؟ الحديث له تكملة أنه اتقِ الوجه، اتقِ الوجه، عندما تأتي لتضرب فلا تضرب في الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته، يعني صورة المضروب. فلماذا لا نقول اتقِ الوجه ونقول خلق الله آدم؟ على صورته تكون صورة ربنا، وربنا ليس له صورة، فهذا خلط في الكلام. ولذلك نقول: هات النص، هات لي النص لنقرأه. حسنًا، ماذا يقول النص؟ "اتقِ الوجه فإن الله خلق آدم على صورته"، أي صورة المضروب، يعني
الذي أمامك يشبه آدم، وبعد ذلك زاد حقيقة. خلق الله آدم ستين ذراعاً. يعني أن آدم كان طوله ستين ذراعاً. ماذا سنفعل نحن في هذا الأمر؟ فهذه صورته تعود إلى المضروب التي لم تُذكر هنا. من أين جاء هذا الخلل؟ هذا الخلل دفع بعض الناس إلى أن يرووا الحديث بأن الله قد خلق آدم على صورة الرحمن لأنه أخذ يروي بالمعنى. الذي فهمه وهو غير منتبه أن المعنى هذا ليس كذلك، ليس صورة، وهذا حديث ضعيف. سورة الرحمن من أين أتى هذا الحديث؟ أصله في التوراة هكذا: "خلق الله آدم على
صورة الرحمن". أيضاً هذا من الترجمات وما شابه ذلك إلى أن وصل بهذا الشكل العجيب الغريب، لكن... آدم هذا بشر وهناك فارق بين المخلوق والخالق.