طريقنا إلى الله | ح18 السيد أحمد البدوي ج2 | أ.د. علي جمعة

طريقنا إلى الله | ح18 السيد أحمد البدوي ج2 | أ.د. علي جمعة - تصوف, شخصيات إسلامية, طريقنا إلى الله
إذاعة جمهورية مصر العربية من القاهرة تقدم "طريقنا إلى الله"، "طريقنا إلى الله" مع فضيلة الدكتور علي جمعة، الإعداد والتقديم أحمد بشتو، إخراج هيام فاروق. مشاهدينا الكرام، أهلاً بحضراتكم في هذه الحلقة الجديدة مع ضيفنا وضيفكم فضيلة الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، فضيلة الدكتور أبو الفتيان السيد أحمد. البدوي الذي جاهد كثيرًا وقدّم النموذج لكيف يكون الصوفي مجاهدًا، وهذه قصة
أكثر من مشوقة لها مكانة كبيرة في التاريخ الإسلامي، وربما أيضًا في تركيبة الشخصية المصرية. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. نعم، شهاب الدين أحمد بن علي الحسيني. المشهور بالسيد البدوي شريف حسيني ومجاهد في سبيل الله من المجاهدين الكبار، وهذا الرجل أظن أن الله سبحانه وتعالى سلط عليه بعض الألسنة من أجل أن يعلي قدره يوم القيامة، يعني جعل بعض الناس تتكلم فيه بغير حق. كيف أنت تتذكر الناس الذين رسموا الرسوم السيئة ضد سيدنا الرسول في الدنمارك لا تعرف، وكذلك هؤلاء الناس لا يعرفون الرسول،
لكن حصل لها نوع من أنواع الافتراء على سيدنا الرسول. ما هذا إلا علو لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، ولأن هذا الذي ظلم رسول الله، رسول الله سوف يشفع له في طول يوم القيامة لأنه رحمة للعالمين. شدة الكسوف التي سوف ينالها هذا الظالم، ويرتقي رسول الله في درجات لا نهاية لها في الترقي عند الله سبحانه وتعالى من أنه مظلوم. هذا ظلمه، فالمظلوم يأخذ الله له حقه يوم القيامة. حتى المظلوم الكافر يأخذ الله له حقه يوم القيامة لأن الله قد حرم الظلم على نفسه. فعلى الإجمال، على الإجمال. ولذلك الظلم ظلمات يوم
القيامة، ربنا سبحانه وتعالى لا يظلم ربك أحداً، ولذلك لا الكافر ولا المؤمن سيُظلم، فالمظلوم الكافر سيأخذ الله حقه يوم القيامة بالتراضي، وكذلك بالغفران والعفو. فإذا نحن أمام حالة من هذا النوع أنهم ظلموا أحمد البدوي، وهذا الظلم جاء عن جهل وجهالة وعدوان يُعلي. درجته عند الله يوم القيامة عندما يأتي يوم القيامة وتظهر حقيقة أبي الفتيان وتظهر حقيقة الملثم وتظهر حقيقة المجاهد، فإن الذين اعتدوا عليه بالكلام وبالخرافات من النابتة وأحوالهم سيكون
لهم حساب عند الله عسير. يحتاج هذا الأمر إلى تفسير: من الذي ظلمه وكيف ظلمه؟ كثير جداً من خوارج العصر. ادّعى أن الإمام أحمد البدوي لم يكن يصلي وألّف بعض المؤلفين في هذا، وأنه كان ملثماً لأنه كان مشوه الوجه، وأنه كان لا يعرف لا جهاداً ولا خلافاً، وأنه كان ملازماً لسطح المسجد حتى سُمي أتباعه بالسطوحية، وهكذا من افتراءات لا نهاية لها تجدها في الصحافة وتجدها في الكتب المنشورة. وتجدها في بعض
هذه التوجهات التي نسميها بالنابتة ونسميها بخوارج العصر ونسميها بالخروج عن مقتضى الأمة. الأمة تسير في طريق فيه تعظيم لأوليائها وعلمائها وأبنائها وأشرافها كالسيد البدوي، وهذا يجلس في الشتيمة تماماً مثلما يفعل السفلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. كتب التاريخ تذكر للسيد البدوي دوره. في الجهاد ضد الحملات الصليبية وبالتحديد الحملة التي قادها لويس التاسع على دمياط، هذه هي الحقيقة. فإذا أتى المفتري والكاذب من أجل أن يشوه هذه الحقيقة، ومن أجل أن يمنع وصول هذه الحقيقة
إلى جماهير الناس، ومن أجل أن يحاول وهو كالفأر أن يهدم جبلاً، فالحقيقة أن لكل داء دواء. لا يُستطَبُّ به إلا الحماقة التي أعيت من يداويها، لكن بالرغم من ذلك فإن هذا نوع من الترقئة، لأن بعض الناس تغضب وتنزعج من هذه الحال. أنا أقول: لا تغضب ولا تنزعج لأن الله سبحانه وتعالى عندما أذِنَ لهذا السفيه أن يتكلم ولتلك النابتة أن تتحدث، أراد علواً للسيد أحمد البدوي. كما أراد علواً للسيد من نبيه عليه الصلاة والسلام، ربما نكمل بالتأكيد في الحلقة القادمة. فضيلة الدكتور، أهلاً وسهلاً بكم. كنتم مع
"طريقنا إلى الله"، مع تحيات أحمد بشتو وهيام فاروق.