فقهاء المدينة السبعة | تاريخ التشريع الإسلامي | برنامج مجالس الطيبين موسم 2011 | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون وأيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من حلقات مجالس الطيبين مع تاريخ التشريع الإسلامي. كان هناك من التابعين سبعة. في المدينة أُطلق عليهم الفقهاء السبعة، وكان الفقهاء السبعة هم المتصدرين للفقه وللعلم، وقد تلقوا هذا العلم من الصحابة مباشرة. التابعي هو ذلك الشخص الذي جاء بعد الصحابي، وكثيراً ما نقرأ في الكتب ونقرأ في
تاريخ التشريع: الفقهاء السبعة، الفقهاء السبعة، الفقهاء السبعة، من هم هؤلاء الفقهاء السبعة؟ كان من الفقهاء السبعة، ولو استطعنا أن نحضر ورقة وقلماً ونكتبهم لكي نحفظهم لكان أفضل، ولذلك سنكررهم عدة مرات. كان منهم التابعي الجليل الإمام عروة بن الزبير. نحن نعرف بالطبع أن الزبير بن العوام هو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت عبد المطلب. عروة هو ابنه، عروة هذا. أخو عبد الله بن الزبير من العبادلة عروة هذا كان من الفقهاء السبعة، توفي عروة وهو عنده سبعة وستين سنة سنة ثلاثة وتسعين من الهجرة، يعني
ولد سنة ثلاثة وعشرين. ثلاثة وعشرين وسبعة وستين يساوي كم؟ هذا ولد في ستة وعشرين، عروة هذا ولد في ستة وعشرين من. الهجرة فيكون قد توفي عند سبع وستين سنة ثلاثة وتسعين. حسناً، فيكون أول واحد نكتبه عروة بن الزبير. ونعلم أن عروة بن الزبير ابن العوام. الزبير بن العوام حفظناه، هذا من العشرة المبشرين بالجنة. ابن عروة رقم اثنين سعيد بن المسيب. وعلى فكرة، تحدثنا في حلقة سابقة عن تحدثنا في حلقة سابقة عن سعيد بن المسيب وعروة، فهذان الاثنان لدينا فكرة سابقة عنهما. سعيد بن المسيب
توفي سنة ثلاث وتسعين، وعروة توفي سنة أربع وتسعين. فكأنهما من أصحاب نفس العصر، حيث توفي في سنة أربع وتسعين فقهاء كثيرون جدًا. من الهجرة، ولذلك كانوا يطلقون عليها سنة الفقهاء لكثرة من مات في هذه السنة من الفقهاء. يبقى رقم اثنين واحد اسمه ماذا؟ واحد اسمه سعيد بن المسيب، ورقم ثلاثة واحد اسمه أبو بكر بن عبد الرحمن، وأبو بكر بن عبد الرحمن أيضاً أحد فقهاء المدينة السبعة الكبار، كان ثقة. فقيهًا عالمًا سخيًا كثير الحديث وُلِد في خلافة عمر وكان
يُقال له راهب قريش. هذه تصلح في الألغاز التي يصنعونها، فيقولون لك: من هو راهب قريش؟ أبو بكر بن عبد الرحمن المخزومي هو الذي كان يُطلق عليه راهب قريش من كثرة عبادته. توفي عام أربعة وتسعين. إذن نحن... معنا ثلاثة هنا: أبو بكر بن عبد الرحمن، قلنا قبله سعيد بن المسيب، قلنا قبله عروة بن الزبير. ذكرنا ثلاثة، نذكرهم ثانية: عروة بن الزبير، تكتب بعده سعيد بن المسيب، تكتب بعده أبو بكر بن عبد الرحمن المخزومي الحارث. رقم أربعة: القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، نعم، فيصبح. السيدة عائشة عمته لأنها أخت محمد القاسم ابن محمد. طبعاً
نحن عندنا هنا سيدنا، يعني هنا محمد ابن سيدنا أبي بكر ابن سيدنا أبي قحافة. فانظر، محمد هذا هو تابعي، لكن أبو بكر صحابي، وأبوه أبو قحافة كان صحابياً. في بعض أولاد أبي بكر كانوا صحابة، فيكونون ثلاثة. رجال من الصحابة في نسق واحد، لكن محمد الذي معنا وُلد في خلافة الإمام علي. يعني أبو بكر، يعني نحن قلنا هنا إن محمد هذا هو محمد، كان من الصحابة أيضاً، لكن قاسم، قاسم وُلد في خلافة سيدنا علي، فيكون أبو بكر قد مات
منذ زمن سيدنا. علي أخي واحد وربي في حجر عمته أم المؤمنين عائشة، يعني تربى في بيت علم وتقوى وفضل وزوجة من زوجات النبي وأم من أمهات المؤمنين. وعندما حان أجله، توفي سنة مائة وثمانية، أي بعد إخوانه الآخرين. القاسم، أول ما تسمع عن القاسم من فقهاء المدينة السبعة تعرف أنه هو. ابن محمد بن أبي بكر الذي عمته عائشة والذي تربى عند عائشة في بيتها روى عن ابن مسعود وعن زينب بنت جحش وعن فاطمة بنت قيس وعن ابن عباس وعن ابن عمر وعن أسماء بنت عميس وهكذا، وأدرك أبا هريرة وروى عنه،
وحدث عنه ابنه عبد الرحمن، يعني هو سمى ابنه. على اسم جده عمه عبد الرحمن بن أبي بكر، أي أن هؤلاء الناس... نعم، القاسم هو رابع السبعة، فلدينا عروة بن الزبير، ثم سعيد، ثم أبو بكر بن عبد الرحمن، ثم معنا القاسم ابن محمد. الرقم خمسة هو عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، انتبه جيداً. أصبح عتبة بن مسعود هذا أخو عبد الله بن مسعود الإمام الكبير الصحابي. عبيد الله يكون جده عتبة أخو عبد الله بن مسعود. عبيد الله بن مسعود هذا كان من الأئمة السبعة. نكتب هكذا
عبيد الله بن مسعود، وولد في خلافة عمر. الذي بعده أصبح هو رقم ستة هذا. أصبح سليمان بن يسار - وكان هذا الرجل ليس حراً بل كان عبداً لله - فالإسلام لا يفرق بين الحرية والعبودية ولا يفرق بين الناس، وواحد من العبيد ليس مهاناً، بل إنه من كبار كبار الفقهاء، وكان مولى أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، وبعد ذلك أُعتِق بعقد مكاتبة، قال له: أنا أريد بحراً، قالوا له: ما له؟ كاتبنا ادفع ثمناً، فدفع ثمنه وأعانه الناس على ذلك، أصبح يذهب ويعمل ويدفع. يحب الحرية سليمان بن يسار، أول ما تسمعه تعرف أنه هو، كان
أخا عطاء بن يسار، لكنه كان سليمان الذي من الفقهاء السبعة، وُلِد في خلافة عثمان وتوفي. سنة مائة أيضاً كأننا يعني هناك أصبح أكثر واحد مائة وثمانية هنا الآن مائة السابع خارجة بن زيد بن ثابت. زيد بن ثابت هذا من كبار الصحابة والنبي عليه الصلاة والسلام قال: "أفرضكم زيد"، وناهيك به خارجة ابنه اسمه خارجة، فيكون هو الفقيه السابع وكانت كنيته أبا زيد، توفي. سنة مائة أيضاً يكون كأننا على رأس القرن وبعدها بثماني سنين واحد فقط الذي مات من السبعة وبقية السبعة ماتوا قبل المائة: ثلاثة وتسعين، أربعة وتسعين، مائة، مائة وثمانية، يعني في هذه الفترة مات الفقهاء السبعة.
هؤلاء الفقهاء كثيراً ما قيل عنهم: فقهاء المدينة السبعة، فهم الفقهاء هؤلاء الفقهاء. هؤلاء هم الذين حملوا علم الصحابة: سليمان بن يسار، وخارجة بن زيد، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسعيد بن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن. هؤلاء الناس هم فقهاء المدينة السبعة. إذا اختلفت الآراء بين الفقهاء الأوائل، اختلف فهم النصوص، لكنهم وكلهم من رسول. الله ملتمس غرفاً من البحر أو رشفاً من الديم، وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم، فهو الذي تم معناه وسورته،
ثم اصطفاه حبيباً بارئ الناس، فهؤلاء الناس كلهم أخذوا من بحر فضل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واختلافهم إنما هو اختلاف تنوع لا اختلاف. رضي الصحابة الكرام بالاختلاف الفقهي، ورضي التابعون الأكارم بالاختلاف الفقهي، ورضي الأئمة المتبوعون بالاختلاف الفقهي، فكان الاختلاف الفقهي سبب رحمة وسعة، ولم يكن أبدًا سبب تضاد ولا سبب نزاع ولا قتال ولا شيء من هذا على الإطلاق، كان اختلافًا ولم يكن خلافًا، كان فيه شيء من التنوع ولم يكن فيه شيء من التضاد هكذا عاش المسلمون في تاريخ
تشريعهم معهم المصدران الكتاب والسنة ومعهم الفهم الحر المؤصل المبني على العلم لم يتقدم واحد فيهم إلى مجلس العلم إلا بعد إذن العلماء بل وإذن الصالحين كانوا ثقاتاً رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم وألحقنا بهم على الإيمان وكمال الإسلام إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.