مصر أرض المجددين | ح 33 | الشيخ ابن هشام الأنصاري | أ.د. علي جمعة

اللهم يا ربنا نشهدك ونشهد ملائكتك ونشهد حملة عرشك أننا نحبك ونحب نبيك ونحب أهل بيته الكرام، فاللهم انفعنا بهم في الدنيا والآخرة واهدنا يا ربنا إلى سواء السبيل.
موسيقى هو رائد المدرسة المصرية والعربية في النحو، اعتبره ابن خلدون أنحى من سيبويه، ولكن كان أسلوبه في تدريس النحو سهلاً وبسيطاً بالنسبة. للعامة اليوم نتحدث عن ابن هشام الأنصاري في مصر أرض المجددين. تمثل محور مشروعه التجديدي أولاً في تبسيط العلوم وفي صياغة جديدة لا تلتزم بمذهب الكوفيين والبصريين والبغداديين، بل تستقل وتعطي اللغة العربية سهلة لينة حتى تكون مع الفكر عملة
واحدة. ألّف مغني اللبيب فكان بداية للدرس الفقهي والنحوي واللغوي. عبر القرون رحم الله بن هشام رحمة واسعة. فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلا بحضرتك، أهلا وسهلا بكم، أهلا بكم فضيلة الدكتور. لو تحدثنا عن النحو المصري ابن هشام الأنصاري ومشروعه التجديدي، ماذا يقول عنه فضيلة الدكتور؟ بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله. وصحبه ومن والاه، ابن هشام الأنصاري المصري كانوا يلقبونه بسيبويه مصر، نعم، وكان في الدرس النحوي هناك مدارس الكوفة والبصرة وبغداد، وجاء ابن هشام في
القرن الثامن الهجري لأنه توفي إلى رحمة الله تعالى وكان عنده اثنان وخمسون سنة أو ثلاثة وخمسون سنة، سنة سبعمائة وواحد وستين. سبع مائة وواحد وستين كان ابن هشام عنده ثلاثة وخمسين سنة، يعني هو مولود سبع مائة وثمانية. في الوقت هذا كان ابن هشام في هذا العصر على قمة تطور الدرس النحوي، ولذلك لم يلتزم بمدرسة دون مدرسة، لم يأخذ مذهب الكوفيين ولا البصريين ولا الجامعة بينهما من البغداديين في النحو. بل إنه تفرد وكأنه مجتهد في النحو العربي على ما فارقه في الدرس
النحوي وفي عصره كان ذلك كان تطويراً ونوعاً من النقلات الحضارية الواسعة بكتبه المدرسية التي ألفها من أجل أن يبدأ في إعادة صياغة النحو العربي بهذه الطريقة لم يترك التراث بل إنه استوعبه وعصره كما نقول عصراً ولكن مع هذا العصر أدّاه بطريقة جيدة، فألّف قطر الندى وشرح قطر الندى، وألّف شذور الذهب، وأفاد أجيالاً بقيت من بعده. ولكن مولانا أهو من مدخل النحو فقط أم من المدخل الفكري أيضاً؟ لا، فأصل المشاريع التجديدية
يكون دائماً نبحثها من خمسة جوانب: من المنهجية، ومن المعرفية، ومن الصياغة. النموذج المعرفي المتعلق بهذا المشروع ومن إدراك الواقع بعوالمه المختلفة ومن موقفه من التراث، هل هو متمرد؟ هل هو رافض؟ هل هو مستوعب؟ هل هو متجاوز؟ هل هو قد أدرك مناهج التراث وطبقها؟ فلا بد من فكر وراء هذا المشروع، يعني ما دام في كلمة مشروع وتجديدي فيوجد فيه هذه الخمسة. التي يسري فيها الفكر سريان الماء في الورد. الوردة وأنت تشمها تجد ما هو سبب نداوتها وطراوتها؟ المياه التي فيها. حسناً، هذه المياه لو تبخرت تجف
وتصبح غثاءً أحوى وتتفتت. إذا كانت هكذا تتفتت لأنه ليس فيها مياه لأنها جفت. ما التعبيرات فضيلتك الحقيقة؟ لأنها جفت فيسري الفكر في المشاريع. التجديدية كسريان الماء في الورد، أتنتبه كيف؟ فنسأل عن الفكر ونبدأ نحن نستنبط من مشروع ابن هشام. ابن هشام له مثلاً في الأدب شرح قصيدة "بانت سعاد" التي ألّفها كعب بن زهير بن أبي سُلمى في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. حتى هذه تُدرَّس في الأزهر. وحتى الآن شذور الذهب وقطر الندى وشرح قطر الندى نَدرُسها في الابتدائي وفي الإعدادي وفي الثانوي وغير ذلك إلى آخره. ابن هشام
يُمثّل نقلة نوعية في الدرس النحوي. مشروعه تعامل مع النحو ومع الصرف ومع الأدب ومع البلاغة ومع اللغة معاملة الاختيار أولاً وليس معاملة التقليد ثانياً، كما قام بإعادة الصياغة، أي صاغ. العبارات التي يمكن أن تقرأها في كتاب سيبويه لا تفهمها، قدمها لك من أسهل ما يكون، وأيضاً أنه اعتمد على القرآن. كل الأمور التي في القطر والتي في الشذور "قال تعالى، قال تعالى، قال تعالى". هؤلاء هم المشروع الخاص به. نأتي الآن إلى كتابه الماتع المانع الذي سماه مغني اللبيب عن كتب. الأعاريب
يعني أنا سأعلمك النحو، لكنني سأعلمك شيئًا آخر يفهمك اللغة، وكل ذلك خدمةً للقرآن ولحضارة المسلمين. مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، ما مدخله؟ مدخله حروف المعاني. لدينا في العربية شيء يسمى حروف المباني، وهي الألف والباء والجيم والدال والهاء والواو وهكذا إلى نهايتها. الأبجدية تمام ورتبوها هجائياً، لكن في حروف المعاني التي هي: الواو، التي هي "أو"، التي هي "ثم"، التي هي "لعل". هذه الحروف لها معانٍ. أليس كذلك؟ ما وظيفة هذه الحروف؟ ما الذي تفيده وتعطيك
من معنى؟ كل فعل له حرف يتعدى به إلى مفعوله، فيبقى هذا الحرف هل هو... مستعمل مع فعله ولا مع غير فعله فيكون هناك ما يسمى بالتضمين أن تضمن الفعل هذا معنى الفعل ذاك. مدخل مهم جداً لأنك تفهم الكلام، مدخل مهم جداً أنك تستوعب ما هنالك، ثم تصبح بليغاً. عندما كنا صغاراً، وبعد ذلك يقول لك: أنت تخرجت من أين؟ فتقول: أنا تخرجت. من كلية الآداب يكون طريقه هكذا، طريقه من كلية الآداب، لكن تخرجت في كلية الآداب تعني أنك تعلمت في كلية الآداب.
فإذا أردت أن تقول تخرجت من، فهذا يعني أنهم طردوك من كلية الآداب، لكن لو قلت "في" تقول تخرجت في كلية الآداب، أي أتممت الدراسة، يعني أتممت الدراسة. مغني اللبيب يوضح لي نيف. وثمانين حرفاً من حروف المعاني، بعضها على حرف، وبعضها على حرفين: الواو والباء والتاء وهكذا. هذه حرف واحد، "إلى" و"بل" ليست حرفين، ثم ثلاثة "لعل"، لا أربعة "لكن" خمسة، وما يوجد أكثر من خمسة، ولا يوجد ستة وسبعة وثمانية في الأسماء، في الأسماء وفي التراكيب. هل أنت منتبه كيف؟ ألزمكموها تعداد لا أحد عشر حرفاً، لكن هذه حروف اثنين ثلاثة أربعة خمسة. الحروف
هي حروف المعاني وصلناها نحن بعد ابن هشام، ومن هنا ومن هنا إلى تسعين حرفاً. ففي اللغة العربية تسعون حرفاً لهم معنى يؤدون معنى، فلو اكتشفت هذا المعنى فقد اكتشفت اللغة العربية. طيب فبالطول أستأذن حضرتك. بعد أن نكتشف المعاني ونكتشف اللغة العربية، أهمية أن يكون مع الناظر أو القارئ في التراث هذه الأدوات أو النظارة كما يتفضل حضرتك دائماً بهذا المصطلح. أهمية ذلك تظهر في من يتبحر في التراث بعد الدخول لإلقاء التحية على أرواح خالدة بداخل مقابر الصوفيين، حيث يرقد العالم الجليل ابن هشام الأنصاري
أو كما لُقِّب من محبيه وتلاميذه أبو محمد، فهنا تجد الزاوية الخاصة به في مقدمة شارع مقابر السعداء، والتي جمعت العديد من العلماء والشيوخ في نفس المنطقة. وتبدو قد مرَّ عليها زمن فلا تجد لها آثارًا واضحة، ولكن تلاميذ الشيخ ومحبيه يدركون جيدًا أن عالمهم الجليل قد دُفن. ترك في إرثه إرثاً لا يُمحى بعلمه الخالد على مدار التاريخ. أهلاً بكم فضيلة الدكتور، أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بحضرتكم. بعد العرض المتميز الحقيقة والرائق والفائق من فضيلتكم لمنجزات ابن هشام الأنصاري في مجال اللغة والنحو، هنا أتصور فضيلة الدكتور أن من يريد الدخول إلى باب قراءة التراث بشكل عام.
يجب عليه أن يتمتع بهذه الأدوات، وأن يكون قارئاً جيداً لها، وملماً ومستوعباً لهذه الأدوات. ما رأيك فضيلتك في هذا الأمر؟ خصوصاً أن بعض من يتناول التراث ويحكم عليه لا يمتلك إلا القليل من هذه الأدوات. هذه هي المشكلة؛ إذ سيكون هناك حجاب بينه وبين التراث فلا يفهمه. فماذا يصنع الإنسان إذا قرأ شيئًا ولم يفهمه؟ يكمل من ذهنه أو يعيبه أو يكرهه، لأن المرء عدو ما لم يعلم، ما جهل هو عدو ما جهل. فهو إما يكرهه وينبذه، وبالتالي تضيع علينا كنوز التراث ومناهج التراث وسير حركة التاريخ، ونصبح سطحيين غير قادرين لا على
إدراك الواقع ولا... على مواجهة المستقبل غير قادرين على التفكير المستقيم، لكن عندما يتمكن الإنسان من اللغة يفهم التراث، وبعد فهمه للتراث يستطيع أن يختار من التراث وأن يقبل التراث وأن يرفض التراث، ولكن بعد الفهم، أما قبل الفهم فهي مسألة تكاد تكون مسألة مضحكة. إن ما فعله ابن هشام هو مسألة علمية غاية. في ما نسميه في عصرنا الحاضر الصناعة الثقيلة، ما هي هذه الصناعة الثقيلة؟ ونسأل ماذا تعني صناعة ثقيلة وصناعة خفيفة؟ قالوا إذا صنعت مادة من أجل أن تصنع مادة، فهذه تُعد صناعة ثقيلة. ماذا يعني ذلك؟ أنا أصنع حديداً
ودرفلة الحديد، ثم أرسلها إلى مصنع السيارات لكي يصنع سيارات، أرسلها إلى مصنع... المباني لكي يصنع قضبان حديد تدخل في المباني وتبدو هكذا، فتكون صناعة ثقيلة. أن تصنع شيئاً مثل العجينة أو مادة أولية صحيحة تدخل في الصناعات الأخرى، فتكون هذه صناعة. صناعة السيارات والثلاجات والأسلاك والطائرات هي صناعة خفيفة، لكن الصناعة الثقيلة هي أن تصنع المواد الخاصة بها كالبتروكيماويات والصلب مثلاً لكي تنتج. منها البلاستيك الذي سيصبح طبقاً في المطبخ، والذي سيصبح جزءاً من الطائرة، والذي سيصبح جزءاً من السيارة. ابن هشام قام
بصناعة ثقيلة لأنه أعطى لك ما تستطيع أن تفك به التراث وتفهمه بعمق، ثم تقوم بعملية الاختيار، ثم تقوم بعملية أخرى. هناك أناس يقولون: "خلاص، ما الذي عرفناه عرفناه". والذي جهلناه جهلناه وانتهى الأمر وماذا يعني ونعيش هكذا فيكون ضد العلم وضد مناهج العلم. نعم، ابن هشام تعددت مواهبه وأفاد الناس من بعده، يقولون لك في قضية ثلاث قضايا: القضية الأولى أن كتبه ما زالت تُدرس إلى اليوم، شرح الألفية لابن مالك. ابن مالك كان من علماء القرن. السابع وعمل الألفية أيضاً تهيئة وخطوة إلى الأمام لضبط الإيقاع
النحوي إن صح التعبير. كانوا قديماً يهتمون جداً بكتاب سيبويه، ولم يعرفوا إلا الكتاب. عندما جاء ابن مالك عمل الألفية، وابن مالك شامي. دُرِّسَت الألفية حتى في المغرب، فأصبح يُدرَّس الكتاب وتُدرَّس الألفية معهم أي حاشية على الألفية. صار كتاباً جديداً وبدأ ابن مالك بما بذله من جهد في نقلة نوعية، فابن هشام لا يترك هذا الجانب ويأتي بـ"أوضح المسالك في شرح ألفية ابن مالك" ويجمع فيه عجائب وغرائب من الكتب لأنه متخصص يحترم التخصص نحواً وصرفاً ولغةً، فيجمع في "أوضح
المسالك" ويصبح عندنا في الأزهر يدرّس بعض الكتب العالية التي يقرؤها المنتهي، أي الذي في الدراسات العليا، وليس أي شخص يستطيع أن يستوعب ما فيها، لا لا يستطيع. ويأتي الشمني ويأتي الأشموني ويأتي غيرهما ليشرحوا أوضح المسالك، وذلك لكي تصبح كتبهم مرجعاً. ما أعظم كم العلم الذي يحتويه هذا التراث يا مولانا، هل أنت منتبه؟ هذا، نحن نتحدث عن أداة واحدة التي هي اللغة، كم العلم الذي نتحدث عنه الآن هذا في موضع واحد، لكن هذا نتحدث فيه عن تراث كبير ضخم، عدد المخطوطات الخاصة به الآن تفوق المليون التي تحت أيدينا، غير ما دُمر
في الحروب وفي غيرها، هذه التي تفوق. هذه الملايين لها عناوين أكثر من خمسين إلى ستين ألف عنوان. هذه الستون ألف عنوان تتعدد نسخها وتتعدد أيضاً المدائح، فتجد مثلاً مليون نسخة من "دلائل الخيرات"، وتجد مليونين أو نحو ذلك. والمصاحف تجدها أيضاً كذلك. فعشرون مليون نسخة معنا الآن في الأرض، منها هذه الأشياء، هذه الملايين من. كتاب واحد أو من المصحف الشريف أو هكذا، عندما تأتي العناوين هكذا، تظهر حوالي خمسين أو ستين ألف عنوان، هذا هو التراث الذي تتحدث عنه. لكنه شيء مبهر وشيء يحتاج إلى أن
نستوعب ما الذي رأوه حتى نبني على تلك الخبرات، وألا نهدرها وألا نهيل على هذا التراث. العمل عمل ماذا؟ عمل الحِرَفيين. شخص حِرَفي - هل تنتبه؟ - صاحب صنعة، خبير، ليس مجرد شخص يقف وينكر ما أراد. انتهى، في ذهنه هكذا وقام بها في بيته قبل البرنامج بنصف ساعة لكي يقولها دون إعداد ودون تدبر ودون أدوات وحتى دون هدف. كل هذه الأشياء مدمرة لا. هل هذا الطراز يبني مستقبلاً ينافس الحضارات في العصر الحديث؟ ولا يمكن بناء المستقبل إلا من خلال الدخول من هذه البوابة من الماضي، من مجازات القرن الثالث والرابع. ليس لأنه ماضٍ، بل من أجل التراكم
المعرفي. نعم، تخيل هكذا في العلم، في العلوم الطبيعية، أن شخصاً الآن قادم. يقول: إن البخار لديه قوة، فما المانع من استغلاله؟ وكل التطور البشري الذي انتقل من البخار إلى الكهرباء إلى البنزين إلى الكهرباء إلى الذرة إلى الطاقة الشمسية إلى الطاقة النووية. أو نهدم النظريات في زغورس لأنها قديمة ونبتكر نظريات جديدة. فالتراث لا يمكن أن يبقى جامداً، بل لا بد أن تتراكم الأمور والمعرفة بشكل مستمر. تزداد فتزداد فتزداد من الحماقة أن تهدم الماضي، لا بد أن تأخذ تجربة البشرية وتبني عليها، وهذا جانب مهم جداً. التقينا
بالفيلسوف المصري زكي نجيب محمود في آخر حياته ونضجه بعد أن اطلع على التراث، وكان هو في أول حياته ضد التراث، وبعد ذلك عندما رآه عرف الحكاية، فبدأ يرجع فبدأ. بعض الناس تحاربه، قال الله: "أنت كبرت وخرفت". بل هو كبر ونضجت معلوماته ورأى الحقيقة أمامه، فأراد أن يفيد أمته، فكتب في التراث العربي وكيف نتعامل معه. هذه هي تجربة السنين، تجربة الذين احترقوا بالعلم. فهذا ابن هشام الحقيقة صاحب
مشروع تجديدي كنموذج يُحتذى به عندما نريد. أن نبني مشاريعنا التجديدية في عصرنا الحاضر نشكر لفضيلتكم جزيل الشكر. الحمد لله رب العالمين أن جعل مصر في هذا المقام فهي أرض المجددين. الحمد لله شكراً جزيلاً لفضيلتك وشكر موصول لحضراتكم. إلى اللقاء. من السلوكيات الخاطئة استخدام الألعاب الجنسية حيث انتشرت هذه الظاهرة عبر الاتصالات والمواصلات والتقنيات الحديثة وهو حرام شرعًا ولا يجوز
استعمال مثل هذا لأن ديننا يأمرنا بالعفاف والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". يا رب افتح علينا يا لطيف يا واسع يا قوي افتح علينا وأزل كل ضيق يا رب. بسم الله نبدأ وعلى اسم الله نتوكل، فاللهم يا رب اجعل يومنا واسعاً لطيفاً كما هي أسماؤك وصفاتك العُلى.