نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

يا ربِّ خلقتنا ورزقتنا وليس في الوجود ربٌّ سواك فيُرجَع، وليس في الوجود ربٌّ سواك فيُدعى، وليس في الوجود ربٌّ سواك فنلتجئ إليه. اللهم باعد بيننا وبين الأمراض والأسقام وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم آمين. الشتركدي في القرن العاشر الهجري كانت له مواقف كثيرة ولا تُنسى في... التوفيق الفكري بين أتباع المذاهب الفقهية الأربعة لأهل السنة من أجل توحيد البلاد والعباد، فكان بالتالي واحداً من أعلام الفكر والتجديد والتنوير في هذه الفترة الإمام عبد الوهاب الشعراني في مصر، أرض المجدد الخلاقية الضابطة، وفي الخدمة الاجتماعية حيث أنه كان يقوم بما يسمى بمنهاج العفاف، فكان يزوج الدراويش رحم. رحم الله الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمة واسعة. توفي سنة تسعمائة وثلاثة وسبعين، أي أنه شاهد دخول العثمانيين مصر، لأن العثمانيين دخلوا سنة تسعمائة وخمسة وعشرين، أي قبل وفاته بنحو ثمانية وأربعين سنة. وُلد الشيخ الشعراني وعاش يتيماً من الأم، ونزل أبوه به إلى مصر. سنة إحدى عشرة فأدرك السيوطي. ذهبوا لزيارة السيوطي في بيتي، وكان بيتي في منية الروضة. كان السيوطي في آخر حياته، أي زهد الناس وجلس في البيت بعد كل هذا الأداء الماتع الذي قدمه لمصر وللإسلام وللمسلمين وللعالم. فهذه كانت إشارة ربانية أن هذا الرجل سيصبح موسوعياً مثل الرجل. ذلك لأنه زار الإمام السيوطي ورآه مرة واحدة في يوم عيد، كان يوم عيد، وإذا لم يكن قد أكل الكعك من السيوطي أو شيء من هذا القبيل، فقد أجازه السيوطي وهو صغير، وكانت هذه الإجازة للتبرك. فنشأ الشيخ الشعراني في هذا الجو العلمي الموسوعي، لأن السيوطي كان موسوعياً، وهو الثاني الذي... تعلق قلبه به وتعلق قلبه بشخص موسوعي آخر اسمه محيي الدين بن العربي، ومحيي الدين بن العربي هذا سمّوه الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر. الكبريت الأحمر نادر، فالأزرق منه كثير لكن الأحمر نادر الوجود. فكلمة "الكبريت الأحمر" تعني أنه شيء نادر، فريد من نوعه، فريد من نوعه محيي الدين بن. العربي هو -إن صح التعبير- مفتاح المشروع الحضاري التجديدي الخاص بعبد الوهاب الشعراني ومحيي الدين بن عربي. ولكي نفهم هذا المفتاح، نجد أنه اطلع على كل فلسفات العالم ومذاهبها الأخلاقية ودياناتها ودرسها وهضمها وبحث فيها عن النور الذي يمكن أن يكون مشتركاً بيننا وبينها، وأخذ هذا النور المشترك لخطاب العالمين. يريد أن يخاطب العالمين فيكون ذلك نسقاً مفتوحاً وليس مغلقاً، حيث أنه يطّلع على كل هذا، ويبحث عن المشترك، ويبدأ في الحوار مع هذا التنوع من خلال هذا المشترك. هذا كان مشروع محيي الدين بن عربي، وهو نفسه مشروع عبد الوهاب الشعراني لأن عبد الوهاب الشعراني غارق في كتب محيي الدين بن العربي، فهمها واستوعبها ولخصها ونشرها وزاد عليها ونقح فيها وخطا بها خطوة إلى الأمام. ابن العربي كان مفكراً أكثر من أنه كان عاملاً، فأضاف الشعراني العمل إلى هذا الفكر، فأصبح هناك "آمنوا وعملوا الصالحات"، يعني الفكر والعمل معاً عند الإمام الشعراني الشعراني طبعاً. اعتمد على مشايخ كثيرين منهم الشيخ علي الخواص ومنهم الشيخ المدبولي ومشايخ كثيرة جداً لم يدركهم أو لم يكونوا في عصر ابن العربي السابق، فنشأ من هنا الشعراني. له نحو مائتي كتاب، في هذه المائتي كتاب تكلم في التاريخ وتكلم في الأخلاق وتكلم في العلوم الكونية وتكلم في الفلسفة وتكلم. في أمور قانونية فقهية عملية فأصبح موسوعي النشأة والعطاء، والغرض من هذه الموسوعية فيها أفكار نستطيع أن نقول إن المشروع التجديدي مبني على أمور منها: رقم واحد اللغة، ورقم اثنين الأخلاق، ورقم ثلاثة الفكر، أن تكون طليق الفكر وأن تفكر، ودعا إلى تعدد المصادر المعرفية، وهذه مسألة تفيد كثيراً جداً. في الوجود، في وجودنا، في العصر الذي نحن فيه، فنتج من هذا رؤى لم تكن تلاحظها في هذا العصر، يعني هو سابق عصره بمئات السنين. مثلاً يقول: "مما من الله به عليّ أنني لا أتزوج على زوجتي حتى لا أؤثر بخاطرها"، وكأنه فاهم أولاً الشريعة وفاهم ثانياً. الواقع الموجود وخصائص المرأة وماذا تريد ثم ينفذ هذا فلا يتزوج ولا يجمع امرأتين قط. يتزوج فإذا حصل لا قدر الله طلاق أو حصل لا قدر الله وفاة، يقوم وينتقل إلى زيجة أخرى، لا بأس بذلك. لكن أن يجمع بين زوجتين فيكسر خاطر الأولى، يرى ذلك من قلة الديانة أو من... قلة المروءة كيف يكسر بخاطر زوجته الأولى، لا يعني هو لا يضحك في الموقف هذا لأنه عالم جليل، طبعاً يعني عالم جليل لم يستطع أن يقول شيئاً، لا يمكن أن يكون هناك رجال متعددو الزوجات حالياً يغضبون، نعم كثير من متعددي الزوجات يغضبون، لكننا نتحدث عن شخصية ونفسية كان لها مشروع حضاري. إنساني يدرك الواقع ويدرك أيضاً بعمق قضية الشريعة، يعني مثلاً نجد في كلامه كلاماً غريباً جداً. كان يقول: "إذا نزلت ببلاد الكفار" يعني بلاد غير المسلمين، لكن هم منذ ذلك الوقت كان الجو مشحوناً بأنهم يحاربون بعضهم، يعني لا توجد شيء اسمه التعاون الدولي، فالأمم المتحدة لا... ما الأمم. المتحدة وتعاون، لا، لا يوجد هكذا. كانوا دائماً أي شخص يغضب من الآخر يحاربه، فقال: إذا نزلت ببلادهم فالتزم بما هم عليه، يعني التزم بقوانينهم. وهذا كلام العوام لا يفعلونه، هل تنتبه؟ فيشوهون صورة الإسلام. خذ الآن هذا الجزء: فالتزم بما هم عليه فإن الله قد ألهمهم بها. للمعاش لصحة المعاش يعني ربنا هو الذي ألهمهم بهذه القوانين التي بها صحة المعاش، هذه الرؤية هي رؤية تجديدية. نحن نتكلم الآن في القرن العاشر الهجري، أي من خمسمائة سنة. رؤية تجديدية يعني ليت كثيراً من المسلمين يفهمونها عن الإمام الشعراوي عندما أنزل في البلاد وبعد ذلك أجد إشارة. الحمراء قف، الإشارة الخضراء امشِ. لا أقول لا وأنا سأطاوعهم لماذا؟ فأمشي في الإشارة الحمراء فتحدث الحوادث. قال لك لا، إن الله ألهمهم بهذه القوانين من أجل سهولة المعاش، وتجد فعلاً كلامه صحيح مائة في المائة، ليس تسعة وتسعين. فأمثال هذا التوصل إلى تلك الحقائق هذا مثال من مئات. الأمثلة التي كان يدعو إليها الشيخ عبد الوهاب الشعراني، ويعني مثلاً ألّف كتاباً في ثلاث مجلدات كبيرة عن الأخلاق المتبولية. شيخه المتبولي كانت أخلاقه تسير كيف وعظّم فيها ودعا إليها. فالنظام الأخلاقي الضابط هو جزء بسيط من مشروعه الفكري والمشروع التجديدي للشيخ عبد الوهاب الشعراني. بإذنك فضيلتك نستكمل السيرة. الإمام الشعراني بعد الفاصل إن شاء الله إن شاء الله. أرجو حضرتك وأرجوكم أن تزوروا مقام معلمه وقدوته نور الدين الشوني. روح طيبة يلجأ إليها الكثير من الناس بمختلف أعمارهم للبوح بأسرارهم دون كلل. فبداخل مسجد الشعراني بحي باب الشعرية حيث دُفن الشعراني، وعلى مداخل باب الشعرية يمكنك أن تلمس الروح. الطيبة والأصيلة في كل الطيات والأزقة التي تحمل الملامح المصرية في كل مكان ترحب مرة أخرى بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بكم مولانا. أيضاً مما هو معروف عن مولانا الإمام الشعراني هي محاولاته واجتهاداته في التقريب ما بين المذاهب الأربعة. أرجو أن تقول لنا حضرتك. يعني خلاصة هذا الأمر وهذا الجهد، كانت طبعا قضية التطبيق الفعلي للشريعة، نتج عنه عبر القرون وبعد عصر الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وغيرهم، لأنهم كانوا نحو خمسة وثمانين مجتهدًا، لكن كثيرًا من هؤلاء المجتهدين كما يقول الإمام الشافعي: كان الليث أعلم من مالك إلا أن أصحابه ضيعوه. لم نجد من يخدم المذهب ويستمر فيه ويطبقه ويدافع عنه ويفرع عليه، فحصل أنه يمكن عشر مذاهب من الخمسة وثمانين التي حصلت لهم الخدمة والذين استمر أتباعهم في خدمتهم وفي التفريع عليهم وفي تطبيقهم في واقع الناس. العشرة هؤلاء هم الأئمة الأربعة والزيدية والجعفرية والظاهرية والعبادية ويضاف إليهم الأوزاعي. ويُضاف إليهم الليث بن سعد، يُضاف إليهم واحد مثل سفيان بن عيينة. هذه المذاهب استمرت، لكن الأوزاعي مثلاً استمر له مائة سنة ثم خرج من الصورة. الليث بن سعد استمر له خمسين سنة ثم خرج من الصورة. سفيان بن عيينة وسفيان الثوري استمروا فترة بسيطة ثم خرجوا من الصورة وبقيت هذه. المذاهب الثمانية تعمقت في الفروع ونصت حتى أن المذاهب الأربعة هذه وحدها يوجد فيها مليون ومائتا ألف فرع فقهي، فأصبح كأنه سيحدث انفصال. كان في الحرم المكي قديماً تدخل فتجد المالكية يصلون وحدهم، والشافعية يصلون وحدهم، والحنابلة يصلون وحدهم، والحنفية يصلون وحدهم، أربع جماعات في مسجد واحد. في الأزهر في قديم الزمان كانوا يفعلون هكذا يصلون أربعاً، لماذا؟ لأنه تبحر أو تعمق أو ما شابه في نقطة معينة فوصل إلى هذه الصورة. يقول لك: أنت حنفي وسلمت على امرأتك فأنت لست متوضئاً، فكيف أن تؤمني وأنا أعتقد أنك غير متوضئ؟ هنا انتبه، قال الحنفي. يا أمة الحنفي الذي يعلم أنه متوضئ حسب عقيدته، ويا أمة الشافعي الذي يقول إن الإمام المجاور لنا غير متوضئ، وقد حدثت فتنة كبيرة بالتشتت طبعاً، فجاء الإمام الشعراني بفكرة تجمع هذا الأمر، ودرس المذاهب الأربعة وتتبع أدلتها. ماذا تقول الفكرة؟ أنه كلهم صحيح، كل الاجتهاد صحيح، وهذا موجود في الأصول. هل لو اثنان مجتهدان اجتهدا فاختلفا، أيكون الاثنان صحيحين أم واحد صحيح والآخر مخطئ، لكننا لا نعرفه؟ هل تنتبه؟ ففي قولان في الأصول. أي لا، كل مجتهد مصيب. كل مجتهد مصيب، نعم، لأنه أدى ما عليه. انظر في النص واستنبط. منها الأحكام، اجتهد وبذل الجهد أنه يعرف الحكم ووصل إلى الحكم، والثاني عمل نفس الأمر. يكون الإنسان المجتهد مطالباً ببذل الجهد وليس مطالباً بالوصول إلى ما عند الله في نفسه، لا، هو مطالب ببذل الجهد. فهو بذل الجهد فيكون ما عليه، ويكون هو صواب صحيح بغض النظر عن ينقض أو لا ينقض، يصح أو لا يصح، نعمل، نُقدِم أو نُحجِم. هذا الكلام الذي هو النتيجة، يكون هذا الذي تتعبد به الله بينك وبين النفس، وكل مجتهد مصيب. فمن هذا ومن هذا المنطلق قال: طيب، والخلافات هذه، هل لمس المرأة هذا عندما نسلم هل ينقض أو لا ينقض؟ ما نريد أن نرى أنفسنا نستقر أيضاً على حال. قال هذه رخصة وهذه عزيمة. أنت أمامك الماء ومن السهل عليك أن تتوضأ، فتوضأ، فالوضوء نور على نور، وضوء على وضوء، نور على نور. توضأ لتنال الثواب. ليس أمامك الماء ويصعب عليك أن تتوضأ مرة ثانية، أو وأنت على هذه الهيئة التي أنت عليها. متلبس بها خلاصاً، قال لي: هذا أبو حنيفة وصلي بسهولة في كل الفقه هكذا، يبقى الذي قال توضأ هذه عزيمة، والذي قال صلِّ من غير وضوء بهذا الشكل بعد الذي أصبح مضطراً، يعني لا، ليست حكاية اضطرار، حكاية سهولة، ليس اضطراراً، لا، يبقى رخصة، يبقى بين العزيمة والرخصة، وذهب. ألّف كتاباً اسمه "الميزان الكبرى"، قال إنه سيزن الآراء هنا وهناك، ومضى يناقش كلمة كلمة، هذه عزيمة وهذه رخصة، هذه عزيمة وهذه رخصة، هذه عزيمة وهذه رخصة، في كل الأبواب على كل المذاهب. الفكرة التي أتى بها الشعراني طمأنت الناس ووحدت الأمة في هذا المجال. الشيخ شلتوت. أفتى مرةً عندما سُئل هكذا أنه هل يجوز التعبد على المذهب الجعفري، فقال: نعم، يجوز التعبد. كل هذا من أثر الشيخ الشعراني الذي هيَّأ الأمر علمياً. إنك تحتاج إلى تهيئة الأمر علمياً لكي تحصل على استجابة، فهيَّأ الأمر علمياً، وكل هذا سنجده في كتابه "الميزان الكبرى" الذي ألفه. هذا يعني أن آثار المشاريع التجديدية تكون هكذا، فيها وحدة، وفيها تسهيل للدين وللتطبيق، وفيها سعادة للإسلام والمسلمين، وما إلى ذلك، وفيها تصحيح للصورة أيضاً. فالمشاريع التجديدية التي نبحث عنها يجب أن تؤثر مثل هذا التأثير. الشيخ الشعراني أثَّر في مجال الأخلاق تأثيراً كبيراً جداً حتى كان الشيخ. الإسلامي الشيخ عبد الحليم محمود يُطبع له الأخلاق المذبولية، هذا الشيخ الشعراني أثّر كثيراً في توحيد الأمر بهذه الصورة علمياً، هيأ له هذا علمياً وأتى بثماره، واحتاجه المسلمون عندما اشتد الحال عليهم. شاكر لفضيلتك العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً وسهلاً، شكراً لحضرتك، شكراً موصولاً لحضرتك، إلى اللقاء. السلوكيات الخاطئة عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية خاصة عند عمال المطاعم، وفي عصرنا هذا يعد غسل الأيدي من الواجبات الشرعية المحتمة خاصة عند انتشار التلوث والميكروبات والأوبئة، خاصة لمن يعمل في المطاعم لأنه بذلك يضر غيره. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ضرر ولا ضرار". ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً

النص بالعامية المصرية

يا رب خلقتنا ورزقتنا وليس في الوجود رب سواك فيرجع وليس في الوجود رب سواك فيدعى وليس في الوجود رب سواك فنلتج إليه اللهم باعد بيننا وبين الأمراض والأسقام وبين ذنوبنا كما بعثت بين المشرق والمغرب اللهم آمين اشتركدي في القرن العاشر الهجري كانت له مواقف كثيرة ولا تنسى في التوفيق الفكري ما بين أتباع المذاهب الفقهية الأربعة لأهل السنة من أجل توحيد البلاد والعباد فكان بالتالي واحد من أعلام الفكر والتجديد والتنوير في هذه الفترة الامام عبد الوهاب الشعراني في مصر أرض المجددالخلاقية الضابطة وفي الخدمة الاجتماعية حيث أنه كان يقوم بما يسمى بمنهاج العفاف فكان يزوج الدراويش رحم الله الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمة واسعة اتباع موسيقى اتباع موسيالى سنة تسع مائة ثلاثة وسبعين ده يعني هو شاهد دخول العثميليه مصر لأن العثميليه دخلوا تسع مائة خمسة وعشرين يعني قبليها بنحو خمسين سنة ثمانية وأربعين سنة الشيخ الشعراني ولد وعاش يتيما من الام ونزل ابوه به إلى مصر سنة احدي عشر فادرك السيوطي راحوا زاروا السيوطي في بيتي وكان بيتي في منيا للروضة السيوطي وكان السيوطي في آخر حياته يعني ايه زهد الناس وجلس في البيت بعد كل هذا الاداء الماتع الذي قدمه لمصر وللإسلام وللمسلمين وللعالم فهذه كانت اشارة ربانية أن الراجل ده هيطلع موسوعي زي الراجل ده لأن هو زار الإمام السيوطي وشافه مرة واحدة في يوم عيد كان يوم عيد ويعني إذا كانش كالكحك بقى من السيوطي ولا كذا واجازه في السيوطي وهو صغير كده كان الاجازة دي للتبرك وفنشأ الشيخ الشعراني وهو في هذا الجو العلمي الموسوعي لأن السيوطي كان موسوعيا هو الثاني اللي هم متعلق قلبه بيه وتعلق قلبه بشخص موسوعي تاني اسمه محي الدين بن العربي ومحي الدين بن العربي ده سموه الشيخ الاكبر والكبريت الاحمر الكبريت الاحمر نادر الازرق منه كتير لكن الاحمر نادر الوجود فكلمة والكبريت الاحمر يعني دي حاجة ندره فريد من نوع فريد من نوع محي الدين بن العربي هو أن صح التعبير مفتاح المشروع الحضاري التجديدي بتاع عبد الوهاب الشارعي محي الدين بن العربي علشان نفهم هذا المفتاح نجد أنه اطلع على كل فلسفات العالم ومذاهبها الأخلاقية وديانتها ودرسها وهضمها وبحث فيها عن النور الذي يمكن أن يكون مشتركا بيننا وبينها وأخذ هذا النور المشترك لخطاب العالمين عايز يخاطب العالمين يبقى ده نسق مفتوح مش مغلق كون أن هو يطلع على كل هذا كون أن هو يبحث عن المشترك كون أن هو يبدأ في الحوار مع هذا التنوع من خلال هذا المشترك هذا كان مشروع محي الدين بن العربي هو هو مشروع عبد الوهاب الشعراني لأن عبد الوهاب الشعراني غارق في كتب وحيدين بن العربي فهمها استوعبها ولخصها ونشرها وزاد عليها ونقح فيها وخطا بها خطوة إلى الأمان ابن العربي كان مفكرا أكثر من أنه كان عاملا فاضاف الشعراني العمل إلى هذا الفكر فأصبح هناك اممنوا وعملوا الصالحات يعني الفكر والعمل معا عند الإمام الشعراني الشعراني طبعا اعتمد على مشايخ كثيرة منهم الشيخ علي الخواص ومنهم الشيخ المدبولي ومشايخ كثيرة جدا لم يدركهم أو لم يكونوا في عصر بن العربي السابق فنشا من هنا الشعراني له نحو مائتين كتاب في المائتين كتاب دول تكلم في التاريخ تكلم في الأخلاق تكلم في العلوم الكونية تكلم في الفلسفة تكلم في أمور قانونية فقهية عملية فأصبح موسوعي النشأة والعطاء والغرض من هذا هذه الموسعية فيها افكار نستطيع نقول أن مشروع التجديدي مبني على أمور منها نمرة واحد اللغة ونمرة اثنين الأخلاق ونمرة ثلاثة الفكر إنك تبقى طليق الفكر وانك تفكر ودعى إلى تعدد المصادر المعرفية ودي مسألة تفيد كثير جدا في الوجود في وجودنا في العصر اللي احنا فيه فنتج من هذا رؤى ما كنتش تلحظها في هذا العصر يعني هو سابق عصره بمئات السنين مثلا يقول مما من الله به علي أنني لا اتزوج على زوجتي حتى لا اكثر بخاطرها واحد كانه فاهم نمرة واحد الشريعة وفاهم نمرة اثنين الواقع اللي موجود وخصائص المرأة وماذا تريد ثم ينفذ هذا فلا يتزوج ولا يجمع امرأتين قط تزوج فإذا حصل لا قدر الله طلاق أو حصل لا قدر الله وفاه قوم ينتقل إلى زيجة أخرى ما عليهش لكن يجمع بين زوجتين فيكسر خاطر الأولى يرى ذلك من قلة الديانة أو من قلة المروءه كيف يكسر بخاطر زوجته الأولى لا يعني هو ما تضحك في البوقف ده علشان يعني عالم جليل طبعا يعني عالم جليل ماقدرش يقول حاجة يعني لا ممكن في رجال معددين دلوقتي يزعلوا يعني أيوه كثير من المعددين يزعلوا لكن احنا بنتكلم على شخصية ونفسية كان لها مشروع حضاري إنساني يدرك الواقع ويدرك كمان بعمق قضية الشريعة يعني مثلا نجد في كلامه كلام غريب جدا ما كان يقول إذا نزلت ببلاد الكفار يعني بلاد غير المسلمين بس هم من ساعتها كان الجو مشحون بأنه بيحاربوا بعض يعني ما فيش حاجة اسمها التعاون الدولي هو الأمم المتحدة لا ما الأمم المتحدة وتعاون لا ما فيش كده كانوا على طول أي حد يزعل من الثاني يحاربه فقال إذا نزلت ببلادهم فالتزم بما هم عليه يعني التزم بقوانينهم ودي كلام العوام مش ما بيعملوش واخد بالك فبيشوهوا صورة الإسلام خد بقى الحتة دي فالتزم بما هم عليه فإن الله قد الهمهم بها للمعاش لصحة المعاش يعني ربنا هو اللي الهمهم بهذه القوانين التي بها صحة المعاش الرؤية دي دي رؤية تجديدية احنا بنتكلم دلوقتي احنا في القرن العاشر الهجري يعني من خمس مائة سنة رؤية تجديدية يعني يا ريت كثير من المسلمين يفهموها عن الإمام الشعراوي لما انزل في البلاد وبعدين الاقيشاره الحمراء اقف الاشارة الخضراء امشي ما أقولش لا وانا هطاوعهم ليه فامشي في الاشارة الحمراء فتحصل الحوادث قال لك لا ده ربنا الهمهم بهذا بهذه القوانين من أجل سهولة المعاش وتلاقي فعلا كلامه صحيح مائة في المائة مش تسعة وتسعين فامثال هذا التوصل إلى تلك الحقائق ده مثال من مئات الامثلة التي كان يدعو إليها الشيخ عبد الوهاب الشعراني ويعني مثلا ألف كتابا في ثلاث مجلدات كبيرة عن الأخلاق المتبولية الشيخ بتاعه المتبولي اخلاقه كانت ماشية إزاي وعظم فيها ودعا إليها فالنظام الاخلاقي الضابط هو جزء بسيط من مشروع الفكري والمشروع التجديدي للشيخ عبد الرهاب الشعراني اساذم فضيلتك نستكمل سيرة الإمام الشعراني بعد الفاصل إن شاء الله إن شاء الله ارجو حضرتك واررجوكم تفضوار مقام معلمه وقضوته نور الدين الشوني روح طيبة يلجأ إليها الكثير من الناس بمختلف أعمارهم للبوح بأسرارهم دون كلل فبداخل مسجد الشعران بحي باب الشعرية حيث دفن الشعران وعلى مداخل باب الشعرية يمكنك أن تلمس الروح الطيبة والأصيلة في كل الطيات والأزقة التي تحمل الملامح المصرية في كل مكان اترحب مرة أخرى بفضيلة العالم الجليل الاستاذ الدكتور علي جمعة أهلا وسهلا بكم أهلا بكم مولانا أيضا مما هو معروف عن مولانا الإمام الشعراني هي محاولاته اجتهاداته في التقريب ما بين المذاهب الأربعة ارجو حضرتك تقول لنا يعني خلاصة هذا الأمر وهذا الجهد يعني كانت طبعا قضية التطبيق الفعلي للشريعة نتج عنه عبر القرون وبعد عصر الأئمة أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وغيرهم لأنهم كانوا نحو خمسة وثمانين مجتهد لكن كثير من هؤلاء المجتهدين كما يقول الإمام الشافعي كان الليث أعلم من مالك إلا أن أصحابه ضيعوه لم نجد من يخدم المذهب ويستمر فيه ويطبقه ويدافع عنه ويفرع عليه فحصل أنه يمكن عشر مذاهب من الخمسة وثمانين اللي حصلت ليهم الخدمة واللي استمر اتباعهم في خدمتهم وفي تفريع عليهم وفي تطبيقهم في واقع الناس العشرة دول هم الأئمة الأربعة والزيدية والجعفرية والظاهرية والعبادية ويضاف اليهم الاوزاعي ويضاف اليهم الليثي بن سعد يضاف اليهم واحد زي سفيان بن عيينة المذاهب هذه استمرت بس يعني الاوزاعي مثلا استمر له مائة سنة وخرج من الصورة الليس بن سعد استمر له خمسين سنة وخرج من الصورة سفيان بن عيينة وسفيان الثوري استمروا كده حاجة بسيطة وخرج من الصورة وبقي هذه المذاهب الثمانية المذاهب الثمانية تعمقت في الفروع ونصت حتى أن المذاهب الأربعة دول لوحدهم موجود فيهم مليون مائتين ألف فرع فقي فأصبح كأنه هيحصل انفصال كان في الحرم المكي زمان تدخل تلاقي الملكيه بيصلوا لوحدهم والشافعية بيصلوا لوحدهم والحنابلة بيصلوا لوحدهم والدرجون والحنفية بيصلوا لوحدهم أربع جماعات في مسجد واحد في الأزهر في قديم الزمان كانوا بيعملوا كده يصلوا أربع ليه اصله تبحر أو تعمق أو كذا في نقطة معينة فوصل إلى هذه الصورة بيقول لك أنت حنفي وسلمت على امرأتك يبقى ما انتاش متوضي فازاي إنك أنت تامني وانا معتقد أن أنت مش متوضي هنا واخد بالك قال الحنفي يا أم الحنفي اللي هو عارف أنه ده متوضي ما عقيدته كده أنه ده متوضي والشافعي أم الشافعي اللي بيقول أن جدع الإمام اللي جنبنا ده ما هواش متوضي وحصلت فتنة كبيرة بالتشتيت طبعا فجاء الإمام الشعراني بفكرة تجمع هذا الأمر ودرس المذاهب الأربعة وتتبع الادلة بتاعتها الفكرة بتقول ايه أنه كلهم صح كل الاجتهاد صحيح وده موجود في الاصول هل لو اثنين مجتهدين اجتهدوا فاختلفوا امال الاثنين صح ولا واحد صح والتاني غلط بس ما نعرفوش واخد بالك ففي قولين في الاصول أي لا كل مجتهد مصيب كل مجتهد مصيب اه لأنه ادي ما عليه بص في النص استنبط منه الاحكام أجتهد بذل الجهد أنه يعرف الحكم وصل إلى إلى الحكم والتاني عمل نفس الحكاية يبقى الإنسان المجتهد مطالب ببذل الجهد وليس مطالبا بالوصول إلى ما عند الله في نفسه لا هو مطالب ببذل الجهد فهو بذل الجهد يبقى ادم عليه يبقى هو صواب صحيح بغض النظر بقى عن ينقض ولا ما ينقضش يصح ولا ما يصحش نعمل نقدم ولا نحجم ده الكلام اللي هو النتيجة ده يبقى ده الذي تعبد به الله بينك وبالنفس وكل مجتهد مصيب فمن هذا ومن هذا المنطلق قال طب والخلافات دي هو لمس المرأة ده لما نسلم هو بينقض ولا ما بينقضش ما عايزين نشوفنا نستقر برضو على حال قال هذه رخصة وهذه عزيمة أنت قدامك المياه وسهل إنك أنت تتوضى اتوضى ما الوضوء نور على نور وضوء على وضوء نور على نور ما تتوضى فتاخد ثواب ما فيش قدامك المياه وصعب إنك تتوضى مرة ثانية أو وانت على هذه الهيئة اللي أنت متلبس بيها خلاص قال لي ده أبو حنيفة وصلي بسهولة في كل الفقه هكذا يبقى اللي قال اتوضى دي عزيمة واللي قال صلي من غير وضوء بالشكل ده بعد اللي بقى اضطر يعني لا مش حكاية اضطرار حكاية سهولة ما هوش اضطرار لا يبقى رخصة يبقى بين العزيمة والرخصة وراح مالف كتاب اسمه الميزان الكبرى قال يعني هيوزن الاراء هنا وهنا ومشي بقى كلمة كلمة أهو أهي دي عزيمة ودي رخصة دي عزيمة ودي رخصة دي عزيمة ودي رخصة في كل الابواب على كل المذاهب الفكرة التي أتى بها الشعراو الشعراني طمنت الناس ووحدت الأمة في هذا المجال شيخ شلتوت افتى مرة لما سئل كده أنه هل يجوز التعبد على المذهب الجعفري فقال أيوه يجوز التعبد كله ده من اثر الشيخ الشعراني الشعراني الذي هيئ الأمر علميا ما أنت لازم تهيئ الأمر علميا علشان يحصل استجابة فهيئ الأمر علميا وده كله ده هنجد في كتابه الميزان الكبرى اللي ألفه أهو ده يعني ادي اثار المشاريع التجديدية بتكون كده فيها وحدة فيها تسهيل للدين وللتطبيق فيها سعادة للإسلام والمسلمين وكذا إلى آخره فيها تصحيح للصورة أيضا فالمشاريع التجديديه اللي احنا قاعدين نبحث عنها يجب أن تؤثر مثل هذا التاثير الشيخ الشعراني اثر في مجال الأخلاق تاثير كبير جدا حتى كان الشيخ الإسلامي الشيخ عبد الحليم محمود يطبع له الأخلاق المذبوليه دي الشيخ الشعراني اثر كثيرا في توحيد الأمر بهذه الصورة علميا هيئ له هذا علميا واتى بثماره واحتاجه المسلمون عندما اشتد الحال عليه شاكر لفضيلتك العالم الجليل الاستاذ الدكتور علي جمعة أهلا وسهلا شكرا لحضرتك شكرا موصول لحضرتك إلى اللقاء من السلوكيات الخاطئة عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية خاصة عند عمال المطاعم وفي عصرنا هذا يعد غسل الايدي من الواجبات الشرعية المحتمة خاصة عند انتشار التلوث والميكروبات والاوبئة خاصة لمن يعمل في المطاعم لأنه بذلك يضر غيره قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا ضرر ولا ضرار فلانا في كتابك رب ارحمهما كما ربياني صغيراموسيقىمترجم في القناة

ملخص المحاضرة

- الإمام عبد الوهاب الشعراني من أعلام الفكر والتجديد في القرن العاشر الهجري، عاصر دخول العثمانيين مصر وتوفي سنة 973هـ. - نشأ يتيماً وزار الإمام السيوطي في صغره، متأثراً بمنهجه الموسوعي وبفكر محيي الدين بن عربي. - ألف نحو مائتي كتاب في مختلف العلوم كالتاريخ والأخلاق والفلسفة والفقه، وكان مشروعه التجديدي قائماً على اللغة والأخلاق وطلاقة الفكر وتعدد المصادر المعرفية. - امتاز بفهمه العميق للشريعة والواقع، ودعا إلى احترام قوانين البلدان غير الإسلامية لتسهيل المعاش. - ساهم في التقريب بين المذاهب الفقهية من خلال كتابه "الميزان الكبرى" الذي وضح فيه أن اختلاف المذاهب يدور بين الرخصة والعزيمة. - نجح في توحيد المسلمين علمياً بعد أن كانوا يصلون جماعات متفرقة حسب مذاهبهم، وكان له تأثير كبير في مجال الأخلاق.

مصر أرض المجددين | ح 36 | الإمام عبد الوهاب الشعراني | أ.د. علي جمعة

مصر أرض المجددين | ح 36 | الإمام عبد الوهاب الشعراني | أ.د. علي جمعة - شخصيات إسلامية, مصر أرض المجددين
يا ربِّ خلقتنا ورزقتنا وليس في الوجود ربٌّ سواك فيُرجَع، وليس في الوجود ربٌّ سواك فيُدعى، وليس في الوجود ربٌّ سواك فنلتجئ إليه. اللهم باعد بيننا وبين الأمراض والأسقام وبين ذنوبنا كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم آمين.
الشتركدي في القرن العاشر الهجري كانت له مواقف كثيرة ولا تُنسى في... التوفيق الفكري بين أتباع المذاهب الفقهية الأربعة لأهل السنة من أجل توحيد البلاد والعباد، فكان بالتالي واحداً من أعلام الفكر والتجديد والتنوير في هذه الفترة الإمام عبد الوهاب الشعراني في مصر، أرض المجدد الخلاقية
الضابطة، وفي الخدمة الاجتماعية حيث أنه كان يقوم بما يسمى بمنهاج العفاف، فكان يزوج الدراويش رحم. رحم الله الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمة واسعة. توفي سنة تسعمائة
وثلاثة وسبعين، أي أنه شاهد دخول العثمانيين مصر، لأن العثمانيين دخلوا سنة تسعمائة وخمسة وعشرين، أي قبل وفاته بنحو ثمانية وأربعين سنة. وُلد الشيخ الشعراني وعاش يتيماً من الأم، ونزل أبوه به إلى مصر. سنة إحدى عشرة فأدرك السيوطي. ذهبوا لزيارة السيوطي في بيتي، وكان بيتي في منية الروضة. كان السيوطي في آخر حياته، أي زهد الناس وجلس
في البيت بعد كل هذا الأداء الماتع الذي قدمه لمصر وللإسلام وللمسلمين وللعالم. فهذه كانت إشارة ربانية أن هذا الرجل سيصبح موسوعياً مثل الرجل. ذلك لأنه زار الإمام السيوطي ورآه مرة واحدة في يوم عيد، كان يوم عيد، وإذا لم يكن قد أكل الكعك من السيوطي أو شيء من هذا القبيل، فقد أجازه السيوطي وهو صغير، وكانت هذه الإجازة للتبرك. فنشأ الشيخ الشعراني في هذا الجو العلمي الموسوعي، لأن السيوطي كان موسوعياً، وهو الثاني الذي... تعلق قلبه
به وتعلق قلبه بشخص موسوعي آخر اسمه محيي الدين بن العربي، ومحيي الدين بن العربي هذا سمّوه الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر. الكبريت الأحمر نادر، فالأزرق منه كثير لكن الأحمر نادر الوجود. فكلمة "الكبريت الأحمر" تعني أنه شيء نادر، فريد من نوعه، فريد من نوعه محيي الدين بن. العربي هو -إن صح التعبير- مفتاح المشروع الحضاري التجديدي الخاص بعبد الوهاب الشعراني ومحيي الدين بن عربي. ولكي نفهم هذا المفتاح، نجد أنه اطلع على كل فلسفات العالم ومذاهبها الأخلاقية ودياناتها ودرسها
وهضمها وبحث فيها عن النور الذي يمكن أن يكون مشتركاً بيننا وبينها، وأخذ هذا النور المشترك لخطاب العالمين. يريد أن يخاطب العالمين فيكون ذلك نسقاً مفتوحاً وليس مغلقاً، حيث أنه يطّلع على كل هذا، ويبحث عن المشترك، ويبدأ في الحوار مع هذا التنوع من خلال هذا المشترك. هذا كان مشروع محيي الدين بن عربي، وهو نفسه مشروع عبد الوهاب الشعراني لأن عبد الوهاب الشعراني غارق في كتب محيي الدين بن العربي، فهمها واستوعبها ولخصها
ونشرها وزاد عليها ونقح فيها وخطا بها خطوة إلى الأمام. ابن العربي كان مفكراً أكثر من أنه كان عاملاً، فأضاف الشعراني العمل إلى هذا الفكر، فأصبح هناك "آمنوا وعملوا الصالحات"، يعني الفكر والعمل معاً عند الإمام الشعراني الشعراني طبعاً. اعتمد على مشايخ كثيرين منهم الشيخ علي الخواص ومنهم الشيخ المدبولي ومشايخ كثيرة جداً لم يدركهم أو لم يكونوا في عصر ابن العربي السابق، فنشأ من هنا الشعراني. له نحو مائتي
كتاب، في هذه المائتي كتاب تكلم في التاريخ وتكلم في الأخلاق وتكلم في العلوم الكونية وتكلم في الفلسفة وتكلم. في أمور قانونية فقهية عملية فأصبح موسوعي النشأة والعطاء، والغرض من هذه الموسوعية فيها أفكار نستطيع أن نقول إن المشروع التجديدي مبني على أمور منها: رقم واحد اللغة، ورقم اثنين الأخلاق، ورقم ثلاثة الفكر، أن تكون طليق
الفكر وأن تفكر، ودعا إلى تعدد المصادر المعرفية، وهذه مسألة تفيد كثيراً جداً. في الوجود، في وجودنا، في العصر الذي نحن فيه، فنتج من هذا رؤى لم تكن تلاحظها في هذا العصر، يعني هو سابق عصره بمئات السنين. مثلاً يقول: "مما من الله به عليّ أنني لا أتزوج على زوجتي حتى لا أؤثر بخاطرها"، وكأنه فاهم أولاً الشريعة وفاهم ثانياً. الواقع الموجود وخصائص المرأة وماذا تريد ثم ينفذ
هذا فلا يتزوج ولا يجمع امرأتين قط. يتزوج فإذا حصل لا قدر الله طلاق أو حصل لا قدر الله وفاة، يقوم وينتقل إلى زيجة أخرى، لا بأس بذلك. لكن أن يجمع بين زوجتين فيكسر خاطر الأولى، يرى ذلك من قلة الديانة أو من... قلة المروءة كيف يكسر بخاطر زوجته الأولى، لا يعني هو لا يضحك في الموقف هذا لأنه عالم جليل، طبعاً يعني عالم جليل لم يستطع أن يقول شيئاً، لا يمكن أن يكون هناك رجال متعددو الزوجات حالياً يغضبون، نعم كثير من متعددي الزوجات يغضبون، لكننا نتحدث عن شخصية ونفسية كان لها مشروع حضاري. إنساني يدرك الواقع
ويدرك أيضاً بعمق قضية الشريعة، يعني مثلاً نجد في كلامه كلاماً غريباً جداً. كان يقول: "إذا نزلت ببلاد الكفار" يعني بلاد غير المسلمين، لكن هم منذ ذلك الوقت كان الجو مشحوناً بأنهم يحاربون بعضهم، يعني لا توجد شيء اسمه التعاون الدولي، فالأمم المتحدة لا... ما الأمم. المتحدة وتعاون، لا، لا يوجد هكذا. كانوا دائماً أي شخص يغضب من الآخر يحاربه، فقال: إذا نزلت ببلادهم فالتزم بما هم عليه، يعني التزم بقوانينهم. وهذا كلام العوام لا يفعلونه، هل تنتبه؟ فيشوهون صورة الإسلام. خذ الآن هذا الجزء: فالتزم بما هم عليه فإن الله قد
ألهمهم بها. للمعاش لصحة المعاش يعني ربنا هو الذي ألهمهم بهذه القوانين التي بها صحة المعاش، هذه الرؤية هي رؤية تجديدية. نحن نتكلم الآن في القرن العاشر الهجري، أي من خمسمائة سنة. رؤية تجديدية يعني ليت كثيراً من المسلمين يفهمونها عن الإمام الشعراوي عندما أنزل في البلاد وبعد ذلك أجد إشارة. الحمراء قف، الإشارة الخضراء امشِ. لا أقول لا وأنا سأطاوعهم لماذا؟ فأمشي في الإشارة الحمراء فتحدث الحوادث. قال لك لا، إن الله ألهمهم بهذه القوانين من أجل
سهولة المعاش، وتجد فعلاً كلامه صحيح مائة في المائة، ليس تسعة وتسعين. فأمثال هذا التوصل إلى تلك الحقائق هذا مثال من مئات. الأمثلة التي كان يدعو إليها الشيخ عبد الوهاب الشعراني، ويعني مثلاً ألّف كتاباً في ثلاث مجلدات كبيرة عن الأخلاق المتبولية. شيخه المتبولي كانت أخلاقه تسير كيف وعظّم فيها ودعا إليها. فالنظام الأخلاقي الضابط هو جزء بسيط من مشروعه الفكري والمشروع التجديدي للشيخ عبد الوهاب الشعراني. بإذنك فضيلتك نستكمل السيرة. الإمام الشعراني
بعد الفاصل إن شاء الله إن شاء الله. أرجو حضرتك وأرجوكم أن تزوروا مقام معلمه وقدوته نور الدين الشوني. روح طيبة يلجأ إليها الكثير من الناس بمختلف أعمارهم للبوح بأسرارهم دون كلل. فبداخل مسجد الشعراني بحي باب الشعرية حيث دُفن الشعراني، وعلى مداخل باب الشعرية يمكنك
أن تلمس الروح. الطيبة والأصيلة في كل الطيات والأزقة التي تحمل الملامح المصرية في كل مكان ترحب مرة أخرى بفضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة. أهلاً وسهلاً بكم، أهلاً بكم مولانا. أيضاً مما هو معروف عن مولانا الإمام الشعراني هي محاولاته واجتهاداته في التقريب ما بين المذاهب الأربعة. أرجو أن تقول لنا حضرتك. يعني خلاصة هذا الأمر وهذا الجهد، كانت طبعا قضية التطبيق الفعلي للشريعة، نتج عنه عبر القرون وبعد عصر الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وغيرهم، لأنهم كانوا نحو خمسة وثمانين مجتهدًا، لكن كثيرًا من هؤلاء المجتهدين كما يقول الإمام الشافعي: كان الليث أعلم من مالك إلا
أن أصحابه ضيعوه. لم نجد من يخدم المذهب ويستمر فيه ويطبقه ويدافع عنه ويفرع عليه، فحصل أنه يمكن عشر مذاهب من الخمسة وثمانين التي حصلت لهم الخدمة والذين استمر أتباعهم في خدمتهم وفي التفريع عليهم وفي تطبيقهم في واقع الناس. العشرة هؤلاء هم الأئمة الأربعة والزيدية والجعفرية والظاهرية والعبادية ويضاف إليهم الأوزاعي. ويُضاف إليهم الليث بن سعد، يُضاف إليهم واحد مثل سفيان بن عيينة. هذه المذاهب استمرت، لكن الأوزاعي مثلاً استمر له مائة سنة ثم خرج من الصورة. الليث بن سعد استمر له
خمسين سنة ثم خرج من الصورة. سفيان بن عيينة وسفيان الثوري استمروا فترة بسيطة ثم خرجوا من الصورة وبقيت هذه. المذاهب الثمانية تعمقت في الفروع ونصت حتى أن المذاهب الأربعة هذه وحدها يوجد فيها مليون ومائتا ألف فرع فقهي، فأصبح كأنه سيحدث انفصال. كان في الحرم المكي قديماً تدخل فتجد المالكية يصلون وحدهم، والشافعية يصلون وحدهم، والحنابلة يصلون وحدهم، والحنفية يصلون وحدهم، أربع جماعات في مسجد واحد. في الأزهر في
قديم الزمان كانوا يفعلون هكذا يصلون أربعاً، لماذا؟ لأنه تبحر أو تعمق أو ما شابه في نقطة معينة فوصل إلى هذه الصورة. يقول لك: أنت حنفي وسلمت على امرأتك فأنت لست متوضئاً، فكيف أن تؤمني وأنا أعتقد أنك غير متوضئ؟ هنا انتبه، قال الحنفي. يا أمة الحنفي الذي يعلم أنه متوضئ حسب عقيدته، ويا أمة الشافعي الذي يقول إن الإمام المجاور لنا غير متوضئ، وقد حدثت فتنة كبيرة بالتشتت طبعاً، فجاء الإمام الشعراني بفكرة تجمع هذا الأمر، ودرس المذاهب الأربعة وتتبع أدلتها. ماذا تقول الفكرة؟
أنه كلهم صحيح، كل الاجتهاد صحيح، وهذا موجود في الأصول. هل لو اثنان مجتهدان اجتهدا فاختلفا، أيكون الاثنان صحيحين أم واحد صحيح والآخر مخطئ، لكننا لا نعرفه؟ هل تنتبه؟ ففي قولان في الأصول. أي لا، كل مجتهد مصيب. كل مجتهد مصيب، نعم، لأنه أدى ما عليه. انظر في النص واستنبط. منها الأحكام، اجتهد وبذل الجهد أنه يعرف الحكم ووصل إلى الحكم، والثاني عمل نفس الأمر. يكون الإنسان المجتهد مطالباً ببذل الجهد وليس
مطالباً بالوصول إلى ما عند الله في نفسه، لا، هو مطالب ببذل الجهد. فهو بذل الجهد فيكون ما عليه، ويكون هو صواب صحيح بغض النظر عن ينقض أو لا ينقض، يصح أو لا يصح، نعمل، نُقدِم أو نُحجِم. هذا الكلام الذي هو النتيجة، يكون هذا الذي تتعبد به الله بينك وبين النفس، وكل مجتهد مصيب. فمن هذا ومن هذا المنطلق قال: طيب، والخلافات هذه، هل لمس المرأة هذا عندما نسلم هل ينقض أو لا ينقض؟ ما نريد أن نرى أنفسنا نستقر أيضاً على حال. قال هذه رخصة وهذه عزيمة. أنت أمامك الماء ومن
السهل عليك أن تتوضأ، فتوضأ، فالوضوء نور على نور، وضوء على وضوء، نور على نور. توضأ لتنال الثواب. ليس أمامك الماء ويصعب عليك أن تتوضأ مرة ثانية، أو وأنت على هذه الهيئة التي أنت عليها. متلبس بها خلاصاً، قال لي: هذا أبو حنيفة وصلي بسهولة في كل الفقه هكذا، يبقى الذي قال توضأ هذه عزيمة، والذي قال صلِّ من غير وضوء بهذا الشكل بعد الذي أصبح مضطراً، يعني لا، ليست حكاية اضطرار، حكاية سهولة، ليس اضطراراً، لا، يبقى رخصة، يبقى بين العزيمة والرخصة، وذهب. ألّف كتاباً اسمه "الميزان الكبرى"، قال إنه سيزن الآراء هنا وهناك، ومضى يناقش كلمة كلمة، هذه
عزيمة وهذه رخصة، هذه عزيمة وهذه رخصة، هذه عزيمة وهذه رخصة، في كل الأبواب على كل المذاهب. الفكرة التي أتى بها الشعراني طمأنت الناس ووحدت الأمة في هذا المجال. الشيخ شلتوت. أفتى مرةً عندما سُئل هكذا أنه هل يجوز التعبد على المذهب الجعفري، فقال: نعم، يجوز التعبد. كل هذا من أثر الشيخ الشعراني الذي هيَّأ الأمر علمياً. إنك تحتاج إلى تهيئة الأمر علمياً لكي تحصل على استجابة، فهيَّأ الأمر علمياً، وكل هذا سنجده في كتابه "الميزان الكبرى" الذي ألفه. هذا يعني أن آثار المشاريع التجديدية تكون هكذا، فيها وحدة، وفيها تسهيل للدين وللتطبيق، وفيها سعادة
للإسلام والمسلمين، وما إلى ذلك، وفيها تصحيح للصورة أيضاً. فالمشاريع التجديدية التي نبحث عنها يجب أن تؤثر مثل هذا التأثير. الشيخ الشعراني أثَّر في مجال الأخلاق تأثيراً كبيراً جداً حتى كان الشيخ. الإسلامي الشيخ عبد الحليم محمود يُطبع له الأخلاق المذبولية، هذا الشيخ الشعراني أثّر كثيراً في توحيد الأمر بهذه الصورة علمياً، هيأ له هذا علمياً وأتى بثماره، واحتاجه المسلمون عندما اشتد الحال عليهم. شاكر لفضيلتك العالم الجليل الأستاذ الدكتور علي جمعة، أهلاً وسهلاً، شكراً لحضرتك، شكراً موصولاً لحضرتك، إلى اللقاء.
السلوكيات الخاطئة عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية خاصة عند عمال المطاعم، وفي عصرنا هذا يعد غسل الأيدي من الواجبات الشرعية المحتمة خاصة عند انتشار التلوث والميكروبات والأوبئة، خاصة لمن يعمل في المطاعم لأنه بذلك يضر غيره. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا ضرر ولا ضرار".
ربِّ ارحمهما كما ربياني صغيراً