#نوادر_الصحابة | الحلقة الثانية والعشرون | الصحابي " سعد بن معاذ "

#نوادر_الصحابة | الحلقة الثانية والعشرون | الصحابي " سعد بن معاذ " - شخصيات إسلامية, نوادر الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اليوم مع سيد من سادات الأنصار، مع صحابي جليل شهد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة، كان يحبه، وعندما مات بكاه هو
وأبو بكر وعمر. وبكته الصحابة وكانوا رحماء بينهم، صلى الله عليه وسلم كان يحب سعد بن معاذ. عاش حميداً ومات شهيداً. سعد بن معاذ سيد من سادات المدينة والأنصار، وسعد بن معاذ بايع النبي صلى الله عليه وسلم في مكة. وكانت أم سعد تعيش، وظل سعد إلى الخندق عندما جاء عشرة آلاف من. العرب من كل القبائل يحيطون بالمدينة ويريدون القضاء على الإسلام والمسلمين دفعة واحدة،
والنبي صلى الله عليه وسلم جمع سعد بن معاذ وسعد بن عبادة وهما سيدا الأنصار، وأراد أن يرسلهما إلى عيينة بن حصن وكان في فريق الأعداء حتى نعمل هدنة مع جحافل العرب المشركين الذين أتوا على المدينة. فقال له سعد: "يا رسول الله، أهذا أمر أمرك الله به أن نصنع هذه الهدنة؟ إذا كان الله قد أمرك به ننفذه، أو أنه قد فعلته من أجلنا" يعني لأجل أن تخفف عنا. قال:
"بل أفعله من أجلكم". قال: "يا رسول الله، لقد كنا في شرك وجاهلية فأتيت لنا فأخرجتنا من..." الشرك بالله إلى عبادة الله الواحد الأحد وأعزَّنا الله سبحانه وتعالى بالإسلام وهدانا إليه، وكنا في الجاهلية لا يستطيع واحد من هؤلاء أن يأخذ تمرة من تمر المدينة إلا قِرًى أو ضيافة نقدمها له بإرادتنا، نقدمها له على أساس واجب الضيف. حتى بلحة واحدة فقط ما كان يقدر أن يأخذها منا. أفبعد ما مَنَّ... منَّ الله علينا بالإسلام وهدانا إليه، نخاف هؤلاء إذاً؟
فهذا كلام شخص أراد أن يدافع عن الله وعن رسوله، أن يدافع عن الإسلام وعن حوزته، وهو يستهين بحياته في سبيل هذا الدفاع، والله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله يدافع عن الذين آمنوا. سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه عندما لبس الدرع، لم تكن درعاً سابغة. الدرع قد تكون تكشف اليدين فهي درع غير سابغة، وهناك أنواع من الدروع سابغة تستر اليدين. فمر بدرع غير سابغة يده ظاهرة منها، فهي تقي الصدر فقط من الأسهم.
سهم عندما يضرب أحدهم عليه ويصطدم في الدرع، يرتد ولا يصيبني. يجرح لي لكن يداي مكشوفتان، فسار سعد بهذه الطريقة إلى القتال. وكان هناك شخص اسمه ابن العرقة، وهذا ابن العرقة من قريش، صوَّب سهمه نحو يدي سعد وضربه بسهم فيها فجرحه جرحاً غائراً وقال: "خذها من ابن العرقة". فرد عليه سعد: "عرق الله وجهك في النار"، أي أنت هذا، أنت مشرك وتقاتل. النبي وتؤذيه. انتهى
هذا الموقف، وبعدها حاول سعد أن يعالج هذا الجرح الغائر الناتج من السهم. النبي صلى الله عليه وسلم حزن على سعد، كان يحبه فبنى له خيمة بجواره حتى يزوره دائماً. في خلال غزوة الخندق حدثت خيانة اليهود من بني قريظة، وكانت مصالح سعد بن معاذ مع بني. قريظة فهو الشخص المحبب إليهم لأنه له معهم مصالح وتاريخ وتعاملات سابقة، والنبي صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني قريظة وقال
لهم: انتهى الأحزاب وانتصرنا عليهم، وكنا في صحيفة المدينة نقول إنكم لا تمالئون علينا عدوًا لأنها تصبح خيانة وطنية أن واحدًا من أهل المدينة يتفق مع العدو الخارجي. في زمن الحرب ضدنا فأنتم فعلتم الآن ما يوصف في أدبياتنا الحديثة بالخيانة العظمى، ولابد من العقاب. وأنشأ النبي نظاماً لا يطبق في العالم إلى اليوم وهو أن يختار المتهم قاضيه، يعني المتهم عندنا لا يختار قاضيه، نحن نأتي له بالقاضي حتى
يحكم غاية المراد من رب العباد أنه. يستطيع أن يرد القاضي، ويقول له: "على فكرة أنت متحيز ضدي"، والقاضي هو الذي يحكم إذا كان فعلاً يمكن أن يكون هناك سبب للتحيز أم لا، فيقبل الرد من عدمه. لكن رسول الله طور النظام القضائي في العالم، والذي لم نصل إليه إلى يومنا هذا، وخير بني قريظة، خيرهم في اختيار. قال القاضي لهم: "اختاروا مَن تريدون حتى يحكم عليكم أو لكم فيما فعلتم". فاختاروا سعد بن معاذ وهو جريح، لما كان بينهما سابقاً من مصالح ومعاملات، وكانوا يعرفون بعضهم. درس سعد
القضية وحكم حكماً قضائياً بقتل رجالهم، فالخيانة العظمى جزاؤها الإعدام، وبمصادرة سلاحهم، وبكذا وكذا وكذا. ونفّذ النبي الحكم. صلى الله عليه وسلم، هذا فيهم نُفِّذ هذا الحكم القضائي. بنو قريظة لم يُقتلوا اعتباطاً، بل قُتلوا بناءً على حكم قضائي، وكان هذا الحكم القضائي قد صدر عن سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه، وهو بمسألة فريدة هو القاضي المختار، اختاره المتهم الذي حُكم عليه. ظل سعد
في الخيمة. لكن لما ضعف جداً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم من بعض جلسات المحاكمة وهو ضعيف وكان يركب بغلة أو حماراً أو نحو ذلك فقال صلى الله عليه وسلم: "قوموا إلى سيدكم فأنزلوه". فأخذ العلماء من هذا الحديث القيام لذوي الفضل، وجاؤوا إلى سعد وأنزلوه، وانتقل سعد بعد ذلك إلى العلاج. عند امرأة طبيبة، امرأة طبيبة هي التي كانت تعالج سعد بن معاذ رضي الله تعالى عنه، وكان اسمها رفيدة. وجلس عند رفيدة وظل عندها تعالجه، ولكن في يوم من الأيام انفجر الجرح بالدم بالنزيف، وعلم بذلك
النبي فذهب إليه هو وأبو بكر وعمر، ومات سعد وهو في حضن النبي صلى. الله عليه وسلم وهو ينزف ولم تكن أدوات هذا الزمن قادرة على إيقاف هذا النزيف، مات بعد شهر من الخندق رضي الله تعالى عنه وأرضاه. عاش فعلاً حميداً عزيزاً عادلاً فاهماً، ومات رضي الله تعالى عنه شهيداً من أثر هذا الجرح النازف، ومات ورسول الله صلى الله عليه وسلم راضٍ. عنه عليه الصلاة والسلام بقي سعد بن عبادة ومات سعد
بن معاذ، وسعد بن عبادة سنرى بعد ذلك أنه ذهب إلى فتح مكة وكانت له فيها قصة. سعد بن معاذ إذاً صحابي جليل، نأخذ من نوادره وصحبته العزة والكرامة والهمة، ونأخذ الوضوح وأن العقيدة الصحيحة كانت عقيدة الدفاع عن النفس. وعن الله وعن رسوله، إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته.