#نوادر_الصحابة | الحلقة الخامسة عشر | الصحابيين " سفانة و عادي بن حاتم الطائي " الجزء الثاني

#نوادر_الصحابة | الحلقة الخامسة عشر | الصحابيين "  سفانة و عادي بن حاتم الطائي " الجزء الثاني - شخصيات إسلامية, نوادر الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. ما زلنا مع نوادر الصحابة الكرام في مواقفهم وفي علاقاتهم وفي حبهم، نستهدي من هذه القصص ما نتوصل به إلى حب الله سبحانه وتعالى وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى التمسك بالقيم.
العليا والمعاني السامية لا تهمنا الأشخاص والشخص وإنما الذي يهمنا المعاني، فنحن لا نقف عند المباني وإنما نقصد المقاصد ونتغيا المعاني. نكمل قصة عدي بن حاتم الطائي وأيضًا أخته سفانة. النبي صلى الله عليه وسلم أكرم سفانة وأخرجها من الحبس وقال لها: إن أباك كان يحب مكارم الأخلاق، ولما طمعت. شَفَاعةٌ في أن يكون حاتم في الجنة، والجنة هذه بيد الله، لا علاقة لنا نحن هنا في الدنيا بها. هو سبحانه وتعالى الذي يُدخل
الجنة من يشاء ويحرمها من يشاء، لأنه لا يُظلم عنده أحد، وهو الذي يعرف الحقيقة ويمتلكها، فهو الحق سبحانه وتعالى، ومن أسمائه الحق، ولذلك فنحن نرى تعاملاتنا. في الدنيا وليست دخول جنة أو دخول نار، إنما نحن نرى أنفسنا في وسط الناس فكيف نعاملهم. عظَّم النبي القيم حتى لو صدرت من الكافر، احترمها ومدحها، بل إنه أيضاً بنى التصرفات عليها فقال: "إن أباك كان يحب مكارم الأخلاق". انظري كيف تسري الروح، كيف المنطقة التي تريدينها سفانة. إلى الآن لم تعلن إسلامها، وقال
لها: "استأذنيني قبل أن تخرجي ولا تخرجي إلا مع صحبة آمنة". كان خائفًا عليها ويرشدها كيف تتصرف. فوجدت صحبة آمنة ذاهبة إلى الشام، فقررت أن تذهب إلى أخيها عدي الذي تركها وهرب إلى الشام. فالنبي صلى الله عليه وسلم أكرمها وزودها بالزاد والراحلة وأعطاها ما يبلغها وجهتها. إلى هناك أن أباك كان يحب مكارم الأخلاق، يذكرنا هذا بموقف النبي صلى الله عليه وسلم من المطعم بن عدي. أياماً كثيرة وقف المطعم بجوار رسول الله وأصحابه، هو الذي أجار أبا بكر عندما
رفض أن يذهب إلى الحبشة، والمطعم رفض أن يذهب أبو بكر إلى الحبشة مع الهجرة الأولى. أو الثانية وأدخله في جواره في مكة المكرمة ودافع عن النبي، وإن كان قد مات مشركاً، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم في أسرى بدر: "لو أن المطعم كان حياً وطلب مني هؤلاء النتنى" لأنهم هاجموا المسلمين وأرادوا القضاء على الإسلام والمسلمين وقتل النبي ولم يكفهم أن شردوا. المسلمين من ديارهم، بل إنهم هجموا عليهم لأعطيتهم له وهو كاره، لكنه ما دام المُطعِم صاحب فضل على المسلمين فلا بد أن نرد الفضل بأحسن منه ونرد
التحية بأحسن منها. هذا كان فعل النبي دائماً، أنه يُعلي من القيم، وأنه أيضاً يجازي الإحسان بالإحسان. سفانة وصلت إلى الشام وبدأت في دخلت وهي تصيح بعلو صوتها: "يا ظالم، أين الجاهل، أين الفاسق، أين كذا وكذا"، تقصد أخاها عادياً. فقال: "من هذه التي هناك؟ هذه التي تأتي نسمع صوتها ولا نراها جيداً؟ كوني سفانة، يعني يا رب تكون سفانة". فلما اقتربت من مكانه وجدها، فقال: "يا
أختاه، فيَّ ذلك وأكثر، ولكن بي ما..." الله به عليم، يعني أنا الذي في داخلي يكفيني، فلا تفعل هكذا. وأنا معترف بخطئي ومعترف بأنني نسيتك. كيف كان الرجل يسأل عن النبي وهو يكرهه، فقالت: أرى أن تلحق به فإنه يحب مكارم الأخلاق. يعني انظر كيف دخلت الدعوة؟ فإن كان ملكاً نلت من خيره، وإن كان نبياً نجاك في... الدنيا والآخرة. قال عدي: فوقع في قلبي كلام
سفانة أخته، فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم من غير جوار. عدي ارتكب جريمة وهي التشنيع بالمسلمين والتحريض عليهم والدعوة ضدهم، فما كان له أن يدخل المدينة إلا وهو في جوار أحد يحميه أو يأخذ الإذن أولاً بالدخول، يعني. هكذا ليس معه تأشيرة دخول، يعني طريقة يمكن أن تكون غير شرعية، لكنه خاطر ودخل المدينة. فتحدث الناس أن عديًا - هذا عدي بن حاتم - ها هو عدي قد دخل من غير حماية في المدينة، يعني يمكن القبض عليه في أي وقت، ولكن النبي الكريم صلى الله
عليه وآله وسلم بشّر له. وأمسكه من يده يقول: تعال، وأخذه يمشي به وهو في يده هكذا. كان يشعر بالراحة. رئيس الدولة قام له وأمسكه من يده. قال: فوقفت امرأة ومعها ابن لها في حاجة تريدها، فوقف لها وترك يدي. هذا ليس ملكًا، هذا ليس حاكمًا ولا جبارًا ولا طاغية ولا متكبرًا، هذا... يقف لامرأة ومعها ابنتها الصغيرة لكي يقضي لها حاجتها، فظل هكذا حتى قضى حاجتها. انتبه، لقد مرّ ملك، انتبه، لقد مرّ ابن حاتم المتربي
على ذلك، العارف بمكارم الأخلاق، والعارف كيف تكون. فأخذني النبي صلى الله عليه وسلم إلى حجرته، إلى بيتي، فجلس على الأرض ووضع لي وسادة يعني هو. جلس على الأرض وأحضر له وسادة ليجلس عليها، هل الملوك يفعلون هكذا؟ وهو الملك جالس في بيت ثلاثة أمتار في أربعة أمتار، الغرفة أصغر من ذلك، إنه البيت كله ثلاثة في أربعة. فتعدى مفهوم الملك، ويعرف معنى الكرم، ويعرف معنى الجبروت، ويعرف معنى... فقال له: "يا عَدِيُّ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ". فقال له:
"ولكنني على ديني". قال: "ألستَ على دين الركوسيين؟" قال: "أوتعرف الركوسيين يا رسول الله؟" قال: "ألا تأخذ المرباعة من قومك وهو محرم عليك في دينك؟" - ضريبة كان يجمعها عليه من قومه، وممنوع عند الركوسيين أن تجمع الضريبة لكي لا تؤذي. الناس لأنّ هذه الضريبة كانت نوعاً من أنواع التكليف، يأخذها لنفسه، فهو لا يأخذها كما يحدث الآن في الدولة الحديثة لكي نبني الطرق ونشيد المدارس والمستشفيات ونقوّي الجيش، بل كانت هذه الضريبة تدخل في جيبه هو شخصياً حتى ينفق على نفسه وعلى أحواله. قال: فتعجبت كيف عرف هذا، من
الذي قال له إنني آخذ المرباع، ومن الذي قال له أن المرباع محرم عند الفارسيين؟ إذاً هذا نبي علَّمه ربه ورباه ربه، فأسلم عليه وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم سيفتحون فارس. قال: فكنت ممن فتح فارس، وبشره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه سوف يفيض المال فيضاناً كبيراً. فكان يقول رأيت هذه وستكون هذه لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالها، وفعلاً
فاض المال حتى إن عمر بن عبد العزيز كان يطوف بالزكاة فلا يأخذها أحد، لدرجة أنه قال: "من أراد أن يتزوج فليأتنا حتى نزوجه فقد فاض المال"، يعني لا يجدون أحداً يأخذ المال لأن كل أصبح الناس أغنياء في حالة فريدة، صحيح أنها لم تستمر كثيراً، لكننا وصلنا إليها في يوم من الأيام، أيام عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس العادل.
وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. إلى لقاء آخر، أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سهلة. مسابقة برنامج نوادر الصحابة والجائزة رحلة عمرة. سؤال. حلقة اليوم من هو الصحابي الموصوف بغسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر. الجائزة صفر صفر. اتصل من أي رقم أرضي على الرقم تسعمائة وتسعة وخمسين، أو أرسل رسالة على الرقم تسعة خمسة
واحد سبعة سبعة، واكتب حرف عين في بداية الرسالة ثم مسافة ثم رقم الإجابة الصحيحة.