#نوادر_الصحابة | الحلقة الرابعة عشر | الصحابيين " سفانة و عدي بن حاتم الطائي " الجزء الأول

#نوادر_الصحابة | الحلقة الرابعة عشر | الصحابيين "  سفانة و عدي بن حاتم الطائي " الجزء الأول - شخصيات إسلامية, نوادر الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع نوادر للصحابة الكرام ومواقفهم وعلاقاتهم وكيف كانوا يحيون، كيف أسلموا، كيف تعاملوا مع الدنيا بمفاهيمها المختلفة، لعل الله سبحانه وتعالى أن يفتح علينا فنفهم من
هذه الحياة. الكريمة التي نسقط بها الزمان والمكان والأشخاص ونخرج من الهم والغم ومن أزمات العصر إلى فسيح رحمة الله سبحانه وتعالى، عندما نذكر أولئك الصالحين الذين تتنزل بذكرهم الرحمات والسكينة والرحمة والحب والحكمة. اليوم نعيش هذه اللحظات مع قصة صحابيين جليلين: عدي بن حاتم الطائي وأخته سفانة بنت حاتم الطائي الذي ضُرِب به. المثل في الكرم حاتم الطائي، وما أدراك ما حاتم الطائي. كان حاتم الطائي يأتي إلى الجبل ويوقد
ناراً حتى يهتدي بها من يسير في الليل، فيصل إلى مكان النار أو إلى السفح، فيجد الضيافة الكريمة، ويجد أيضاً إنقاذ حياته ودابته، فيجد المأكل والمشرب وهكذا. ومن هنا جاء قول القائلين: "علم والعلم". هو الجبل وليس العلم هو الراية فقط، بل هو الجبل أيضاً. في رأسه نار دليل على أنه سبب للهداية وسبب لإنقاذ الحياة وسبب للإرشاد وعلامات، "وبالنجم هم يهتدون". حاتم الطائي كان
جواداً، فما هذا كثير الرماد كناية عن الكرم، يعني المطبخ يعمل أربعاً وعشرين ساعة، النار موقدة حتى ينضج فيها الطعام. للضيوف لا تنتهي أربعاً وعشرين ساعةً والأضياف تأتيه، وكان له ابن، هذا الابن عاش حياة الملوك، وكان اسمه عَدِيّ. عَدِيّ بن حاتم الطائي كان مُتْرَفاً في قومه، لكنه مع ذلك كان قد تعلَّم. أبوه هو سيد القوم، وصل
به الكرم إلى أن ذبح فرسه. ففي يوم من الأيام حلَّت... مجاعة بالمنطقة وجاء ضيوف فلم يبقَ إلا فرسه، والفرس عند العربي عزيز عليه من ناحية وسبب للدفاع عن القبيلة وللحفاظ على الحياة من ناحية أخرى، إلا أنه فضّل أن يأكل الأضياف ويستضيفهم على أن يحتفظ بالخيل، وهنا ذبح فرسه فصار مثلاً يُضرب إلى يومنا هذا، فنقول أكرم من حاتم. هذا الجو من الكرم والثراء والسيادة نشأ عدي ونشأت أيضاً سفانة. عدي هداه الله سبحانه وتعالى فاتخذ مذهب
الأريوسيين، ومذهب الأريوسيين هو مذهب الموحدين، وهو مذهب لم يعد موجوداً الآن في الكنائس المعتمدة في المسيحية في العالم. لكن حينئذٍ كان موجوداً أتباع أريوس، وأريوس هو كاهن كان يقول بعدم ألوهية. عيسى لا حلولاً ولا اتحاداً بل كان نبياً كما يقول الإسلام تقريباً، إلا أن عدي اتخذ الآريسية مذهباً له. كان عدي كما وصف نفسه يكره النبي كراهية شديدة، وسمع أنه سيخرج جيوشاً من أجل ضرب هذه البؤر التي تهدد
المدينة وتتوعدها، ولذلك أتى بغلام له وقال له: "جهّز". ما أستطيع أن أهرب عليه إذا ما رأينا محمدًا قد تحرك إلى ديار طيء. انتقى عددًا من الجمال القوية القادرة على السفر، جهزها وجهز عليها الزاد والمؤن، واقفة ليل نهار منتظرة الحركة. فلما كان جيش النبي صلى الله عليه وسلم على مقربة ثلاثة أيام وعرفوا بذلك من العيون ومن الأخبار. ركب هذا الموكب أو القافلة وهرب بها إلى الشام وقال: "أنا
سأجد في الشام من هو على دين المسيحية، فأنا سأجد هناك أقواماً على ديني وأحتمي بهم من محمد بدلاً من أن يقبض عليّ"، لأن عدياً كان يُظهر الكراهية ويتآمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك السفر. لكنه نسي أو لم يلتفت إلى أن يأخذ معه سفانة، فأخذ معه زوجته أو زوجاته وترك أخته بنت حاتم الطائي. فلما جاءت الجيوش وأسروا من في طيء، أخذوا سفانة معهم رهينة أو أسيرة. وجاء الأسر، وكان الأسرى يوضعون في مكان على باب
المسجد مثل الحجز أو السجن، لكنه كان منفتحاً. يعني كان كله هواءً أو ما شابه ذلك إلى آخره، وكان يقيم بالحظيرة لأنه محظور أن ندخل فيها، ومن هنا سُمي المكان المخصوص للمبيت وللحظيرة من هنا لأنه محظور أن يدخل فيه أحد. وقف الأسرى ومنهم سفانة، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ودخل، فقالت سفانة: يا محمد، هلك الوالد وغاب الوافد. فقال: "ومن الوافد؟" هلك الوالد، خلاص أبي مات. حسناً،
إذن من هو هذا الوافد؟ وافد على ماذا؟ قالت: "عدي". قال: "الهارب"، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنه قد نوى الهرب، تركها هي والأسرة، وكانت هذه عادته إلى اليوم التالي. فأعادت عليه: "هلك الوالد وغاب الوافد". فقال: "ومن..." الوافد ويريد أن يريها أحوال المسلمين وتواضعهم ومعيشتهم وحبهم بعضهم لبعض. قالت عادية: وفي اليوم الثالث وكأنها استيأست قالت: لا، هذا خلاص سيظل يقول لي مِن مِن ولن يفعل شيئاً. قالت: فقررت ألّا أكلمه، فإذا برجل وراءه يشير إليّ أن أكلمه، يعني يفعلها بيده
وهكذا ينصحها ويقول لها. كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألت عنه فيما بعد. فكان علي بن أبي طالب، سيدنا علي، يمشي وراء النبي ويقول لها: "كلميه، قولي له"، لأنه سيكرمها في هذا الموقف. فيكون قد شفع لها شفاعة حسنة ودلها دلالة طيبة. فقالت: "يا رسول الله، إن أبي كان يُكرم الضيف". وكان لا يرد طالباً وكان في حاجة الناس وكان كريم قومه. قال: إن هذه صفات
المؤمنين، صفات يحبها الله ورسوله. هذه مكارم الأخلاق التي أنت تقول عنها: ما هذا؟ هذه أشياء جميلة جداً. وأخرجها من الحبس وجاء بها إلى المسجد وفرش عباءته الشريفة وأجلسها عليها. سفانة لما رأت أنه قد عظّم. أحبها جداً، سألته: "أهو في الجنة يا رسول الله؟"، "انظر يا محمد، ثم يا رسول الله". قال: "إنما كان يفعل هذا للذكر وقد ناله المجد، كان يفعل كل هذا لأجل أن يُقال حاتم وكذا، لكنه لم يتذكر ربنا أبداً نهائياً". وهذا ما كان يفعله النبي مع المعاني، كان يتبسم عندما يُذكر. ابن
جُدعان عبد الله بن جُدعان، فتقول عائشة: "يا رسول الله، ما لي أراك تتبسم كلما ذُكِرَ ابن جُدعان؟ أهو في الجنة؟" قال: "لا، لم يقل يوماً قط: ربِّ اغفر لي خطيئتي يوم الدين". إذاً فنحن نحترم مكارم الأخلاق حتى لو صدرت من غير المسلم، نحترم مكارم الأخلاق ونُعلي من شأنها. من شأنها لأنها هي مكارم الأخلاق نحترمها ونحترم أيضاً الصادرة منها ونحترم كل من عمر الأرض وفعل الخير أو سعى لنفع الناس وتخفيف الآلام عنهم كما كان رسول الله يعامل حاتم أو عبد الله بن الجدعان أو المطعم بن عدي أو نحو ذلك من الناس وكلهم ماتوا على الشرك على الوثنية لكنه
يعلمنا هذا قصة عدي وسفانة نستكملها في حلقة قادمة إن شاء الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سهلة ومشاركة. برنامج نوادر الصحابة والجائزة رحلة حج. سؤال حلقة اليوم: من هو
الصحابي الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بسيف الله المسلول؟ عكرمة بن أبي جهل؟ خالد بن الوليد؟ القعقاع؟ ابن عمرو التميمي اتصل على رقم محمول اثنين ستة صفر صفر أو من أي رقم أرضي على ذيل تسعمائة تسعة خمسمائة أو أرسل رسالة على تسعة خمسة واحد سبعة سبعة أرسل حرف عين في بداية الرسالة ثم مسافة ثم رقم الإجابة الصحيحة