#نوادر_الصحابة | الحلقة السادسة عشر | الصحابي" جليبيب "

#نوادر_الصحابة | الحلقة السادسة عشر | الصحابي" جليبيب " - شخصيات إسلامية, نوادر الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع نوادر الصحابة الكرام قد لا نعرفهم أو لا يسمع كثير منا عنهم، لكن مواقفهم ونوادرهم لا تزال معيناً لنا حتى نتحرر
إلى معانٍ كبيرة ومقاصد عظيمة من هؤلاء. الصحابة الكرام الذين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم من أولئك الذين استشهدوا فنالوا شرف الشهادة مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل يُسمى جُليبيب. وحتى نحفظ اسمه فإنه تصغير جلباب. جُليبيب ليس هناك معلومات كثيرة عنه إلا أنه ذُكر أنه كان دميماً جداً وكان أيضاً مع دمامته كان فقيراً إلا أنَّ نفسه كانت عاليةً،
كان متحققاً باحترام النفس بالعزة. كان جُليبيب رضي الله تعالى عنه في فقره مجاهداً في سبيل الله، وكثيرٌ من هؤلاء الفقراء كانوا ينتمون إلى الصُّفَّة، وهي الآن موضعها وراء مقصورة القبر النبوي الشريف، يجتمع فيها أمثال سيدنا أبو هريرة، يجتمع. فيها كثير من الفقراء ويرسل إليهم النبي صلى الله عليه وسلم ما تيسر من الطعام ويتفرغون غالباً للعلم. جليبيب كان رجلاً ظريفاً وكان النبي يحبه،
وفي مرة جلس النبي مع جليبيب وقال له: "أمتزوج أنت يا جليبيب؟" فضحك وقال: "علامَ يا رسول الله؟ يعني بأي شيء أكون متزوجاً؟ حالي كما ترى فقراً ودمامةً، فأسرّ النبي صلى الله عليه وسلم هذا في نفسه، ودبّر أن يعرض على أحد الصحابة الأنصار أن يزوجه ابنته، فقال له: "يا فلان، أتزوجني؟" قال: "نعم
يا رسول الله، أنت تؤمر، البنت موجودة". وظن الصحابي الكريم أنه يخطب لنفسه، أي أن سيدنا النبي هو الذي سوف يتزوج. ابنته، فقال: "ليس له". قال: "إذن لمن يا رسول الله؟" بعدما قال "نعم" وبعدما قال له "لنا الشرف"، قال: "جليبيب". قال: "ماذا؟ يعني ألم تجد يا رسول الله إلا جليبيباً؟" إذاً سأستشير أمها. سحب الكلام ولم يعد موافقاً بعدما ظن أن النبي هو الذي يخطبها. لنفسه أو بعد ذلك لواحد من الصحابة،
لكن جليبيب الذي جمع بين الدمامة والفقر، فذهب إلى زوجته وقال لها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني وقال: "أريد أن أتزوج منكم"، فقالت: "ونعم"، قال: "ولكن ليس لنفسي"، قالت: "إذاً لمن؟"، قال: "لجليبيب"، فصرخت المرأة التي ستصبح. بعد ذلك حماة جليبيب رضي الله تعالى عنهم أجمعين، صرخت قائلة: "لا، إلا جليبيباً أبداً! والله لن تزوجها له". تسمع الحوار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب زواج البنت من
شخص معين، وهي لا تعرف. البنت نفسها سمعت الحوار بين الأب والأم، فجاءت وقالت: "ماذا تقول يا أبي تقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد طلبني منك، قال: نعم، ولكن لجليبيب. قالت: أتريدون أن تردوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ البنت أدركت بعمق أن النبي يقول لكم: زوجوا ابنتكم لجليبيب، وأنتم تقولون: لا. أنا أوافق على من اختاره لي رسول الله صلى الله عليه. وسلم إذا هذا موقف نادر من النوادر الإيمانية التي وراءها ما وراءها. هذه الفتاة قلبها
معلق بالله، وعندها ثقة فيما في يد الله أكثر من الثقة المحسوبة بالحسابات الدنيوية. هذا الدميم الفقير، لكنه لما كان اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالأمر يختلف عندما تكون القلوب معلقة بالرحمن. سبحانه وتعالى فالأمر يختلف وتزوجت هذه البنت الصالحة المحبة لله ورسوله المنكشف لها الحقيقة الكونية أن اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يُرد وأن البركة فيه، فإنها وافقت على الزواج وتزوجت جليبيبًا وإذا بها تعيش معه في سعادة وفي يوم من الأيام يخرج جليبيب مع رسول
الله. صلى الله عليه وسلم في غزوة من الغزوات وانتهت المعركة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا تفتقدون أحداً؟" فبحث كل واحد مع مَن بجانبه، فقالوا: "لا يا رسول الله". فقال: "ألا تفتقدون أحداً؟" فقالوا: "لا يا رسول الله، كلنا موجودون ها هنا، والحمد لله، وفلان عرفنا أنه استشهد". عرفنا أن فلاناً استشهد، فقال: "ألا تفتقدون جليبيباً؟". جليبيب لم يكن خارجاً معنا، وبعد ذلك ليس موجوداً، فينبغي أن تفتقدوه. لكن الرجل كان فقيراً، وكان دميماً، وكان منعزلاً، لم يكن صاحب وجاهة حتى يهتم به الناس. فبحثوا عن
جليبيب فوجدوه بين القتلى وحوله سبعة، وقد قتلهم جليبيب، قتل سبعة. من العدو وسقط بعد ذلك من كثرة السهام ومن كثرة الطعن ومن كثرة القتال سقط صريعًا، فكان واحدًا من شهداء النبي صلى الله عليه وسلم. كان النبي يدفن الشهداء بملابسهم وكان لا يصلي عليهم لأنهم ذهبوا إلى ربهم وهم سيكونون الشفعاء لنا يوم القيامة. نحن الذين نتشفع بهم أبدًا، هم وسبقوا إلى الخير وسبقوا إلى رحمة الله سبحانه وتعالى، وكان
الجليبيب من فضل الله عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم دفنه، والنبي صلى الله عليه وسلم قام بدفن أشخاص معدودين، فكان هو من ضمن هؤلاء الأشخاص الذين مارس معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قضية الدفن. نتذكر أنه دفن ابنته رقية ودفن ابنته زينب الكبرى ودفن عليه الصلاة والسلام فاطمة بنت أسيد وقال: "اللهم إني أسألك بحقي وحق النبيين من قبلي، اغفر لأمي فاطمة". فاطمة أم سيدنا علي، فاطمة أم هانئ، فاطمة زوجة أبي
طالب التي تربى النبي صلى الله عليه وسلم عنده، وكان النبي يدعوها بأمي. لأنها هي التي تولت العناية به وهو صبي وهو شاب. جليبيب مات إلى رحمة الله، فإذ بالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينسى هذه الفتاة البارّة برسول الله التي كانت تحبه، والتي وافقت على جليبيب مع دمامته ومع فقره، إلا أنها اختارت ورضيت بما اختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في شأنها: "اللهم اصبب عليها الخير صبًا"، دعاءً بأن يرزقها الله سبحانه
وتعالى من واسع فضله. قالوا: فوالله ما وجدنا أيمن إنفاقًا منها في المدينة، أصبحت الأولى في الإنفاق، كانت كالريح المانحة. من أين أتت هذه الأموال التي أصبحت تتبرع بها وهي أرملة زوجها مات، فليس هناك مورد. للرزق إذا كنا نحسبها بحساب الدنيا ولكن الله رزقها من حيث لا تحتسب وجعلها كريمة النفس كما كانت دائماً وكانت تنفق الأموال حتى قال فيها الصحابة هذه المقالة: "والله ما رأينا أيمن إنفاقاً منها"، رضي
الله تعالى عن جليبيب وعن زوجته الصالحة التقية التي اختارت رسول الله وما اختار رسول. الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عن الصحابة أجمعين، السلام عليكم ورحمة الله،