#نوادر_الصحابة | الحلقة السادسة والعشرون | الصحابي "وحشي بن حرب الحبشي "

#نوادر_الصحابة | الحلقة السادسة والعشرون | الصحابي "وحشي بن حرب الحبشي " - شخصيات إسلامية, نوادر الصحابة
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع الصحابة الكرام في مواقفهم، منهم من هو عالي القدر كعمر وأبي بكر وعلي وعثمان رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. كانوا أئمة الهدى
ومنهم من أسلم ودخل الإسلام لكن لم يكن قد هاجر إلى الله ورسوله وجاهد في سبيله، وقد يكون النبي صلى الله عليه وسلم منه حزيناً، وبالرغم من ذلك فإن قضية الإسلام أكبر من شخص سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك نعيش مع هذه النادرة العجيبة مع وحشي بن حرب الحبشي قاتل حمزة. كان هناك رجل من المشركين مات قبل بدر وكان اسمه المطعم
بن عدي وكان المطعم بن عدي وقد مات كافراً لكنه كان يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي منع أبا بكر الصديق أن يذهب مهاجراً إلى الحبشة، رآه وهو خارج فسأله: أين يا أبا بكر؟ على سفر؟ فقال: اذهب إلى الحبشة. فقال: أبداً يا أبا بكر. ودخل مكة وأجار أبا بكر الصديق المطعم بن عدي. إذ لمّا حدثت موقعة بدر وأسَرَ النبي صلى الله عليه وسلم من المشركين نحو
سبعين، فقال: "لو أن المطعم بن عدي كان حياً وسألني هؤلاء النتنى لوهبتهم له". كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدّر مواقف المطعم بن عدي. المطعم له أخ، وله ابن، اسم ابنه جبير، وأخوه ممن قُتل في بدر. فأخو جبير هو الذي قُتل في بدر، ابن المطعم بن عدي. إذاً المطعم له ولدان: ولد قُتل في بدر، وولد
هو جبير. عنده وحشي غلامه أو يعني... قال له عبده: "يا وحشي، إذا قتلت حمزة - حمزة أسد الله، وحمزة عم النبي، وحمزة هو فارس الفوارس - أعتقتك". فذهب وحشي إلى أُحد ولم تكن له همة ولا رغبة في القتال، إذ ليست له قضية، فكان يختبئ وراء الصخرة أو وراء شجرة من أجل أن يترصد سيدنا حمزة كان سيدنا حمزة يهد المشركين بسيفه
هداً، وكان بطلاً مغواراً، ولذلك لم يستطع وحشي أن يواجهه. وكان وحشي يمتلك رمحاً، وكان يلعب بهذا الرمح ويقذفه، وقد تدرب على الإصابة به، كشأن الحبشة. فقد كان الرمح من أسلحة الحبشة الأساسية، وعندما نرمي الرمح فإنه يكون هناك مسافة بيني وبين من ألقيه ليسَ فيه فروسيةُ السيف ولا فيه فروسيةُ الالتحام، بل هو نوعٌ من أنواع القتال عن بُعد. وقد ترصّد
وحشيٌّ لحمزة وحاول أن يقتله عدة مرات، إلا أن حمزة لحركته وقتاله مع المشركين كان يتنقل من مكانٍ إلى مكان، حتى جاءت زاويةٌ معينة رضيَ وحشيٌّ عنها، كما يروي عن نفسه، فرماه الملكة التي في يد الرامي جاءته، والزاوية التي يقف فيها حمزة يقاتل في سبيل الله جاءته أيضاً، فضربه بها. فجاءت الرمح، رمح وحشي، في ثنية حمزة، في ثنية حمزة التي تعني تحت السرة وخرجت من
بين رجليه. هذه الهيئة التي استشهد بها أسد الله سيدنا حمزة عليه السلام ودُفن بجوار. أحد ومزاره إلى اليوم يُزار عليه البهاء والجلال والجمال إلى يومنا هذا سيدنا حمزة. سيدنا حمزة قُتِل هذه القتلة التي فيها نوع من أنواع الغدر والخيانة وما إلى ذلك. ذهب وحشي ونزع الرمح من حمزة وتركه وترك المعركة لأنه لم يكن يريد إلا أن يُخبر جبير بن مطعم بن عدي. بأنه قد أخذ يعني ثأر عمه
أو ثأر أخيه وأنه انتقم لعمه الذي قُتل في بدر، فإذا فعلتُ ذلك فأنت تعتقني هكذا، وقد تم العتق، وفعلاً عندما ذهب وحشي إلى مكة أعتقه جبير بن مطعم، لكن سيدنا حمزة عندما سقط قتيلاً رأته هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان بن حرب وكانت تمثل بجثث المسلمين، تأخذ آذانهم وأنوفهم، ولا يضر المسلمين هذا إلا أنها تزداد إثماً عند الله بفعلتها هذه قبل إسلامها، فالإسلام يجبُّ ما قبله.
فذهبت وفتحت كبد وحشي ينظر ويروي هذه الرواية، ومضغت كبد سيدنا حمزة لكنها لم تستطع، فتركته. أي لم تستسغه، أي وجدته مراً جداً. وحشي اعتزل القتال ولكنه جلس في مكة وأعتقه سيده وابتلاه الله سبحانه وتعالى بإدمان الخمر، فكان مدمناً للخمر حتى مات. وفي عصر عمر بن الخطاب جُلِد وحشي عدة مرات بسبب الخمر، لأن الإدمان والعياذ بالله تعالى يجعل الإنسان ليس صاحب إرادة
على نفسه. ظل وحشي إلى يوم الفتح، فلما عرف المسلمون يأتون وأنَّ النبي يفتح مكة، هرب إلى الطائف. من عقبة الهدى قريبة من مكة ويسكنها قوم اسمهم ثقيف. فلما نزلت ثقيف إلى النبي في مكة حتى تُسلم، فإنه اندس في وسطها وعرفه النبي، قال: "أليس بوحشي قاتل حمزة؟" قال: "نعم يا رسول الله"، قال: "اجلس واحكِ لي ماذا..." فعلت في هذا اليوم فحكى له القصة التي رويناها فقال اغرب
عن وجهي وغيب عني وجهك، فكان يتنكب الطريق يعني يتحول إلى ناحية أخرى حتى لا يراه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وظل هكذا لا يراه النبي بعد أن أسلم وقبل إسلامه بل وحسن إسلامه أيضاً إلا في معصية الخمر وبعد ذلك، والرمح الذي قتل به وحشي سيدنا حمزة عليه السلام كان معه بعد ذلك. توجه وحشي إلى قتال مسيلمة الكذاب وقتله. وحشي هو الذي قتل مسيلمة حتى قال الناس إن وحشي قد قتل خير البشر وقد قتل شر
الناس، فهو قتل حمزة وقتل مسيلمة، وبعد ذلك أيضاً. ذهب إلى الشام وجلس فيها ومات في خلافة عمر وهو سكران. وكان عمر يقول: "ظننت أن الله لا يدع قاتل حمزة". يعني لابد مع الإسلام ومع حسن إسلامه وأنه من الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، إلا أن الله أيضاً لم يجعله من الصف الأول من الناس. الأتقياء الألقياء الزاهدين العلماء لا وإنما أيضًا هو مقبول عند الله مغفور له من عند الله سبحانه وتعالى له فضل الصحبة وله أيضًا روايات يروي
عنه وحشي بن حرب بن وحشي بن حرب يروي عنه حفيده فهو من أهل الرواية فهو أيضًا من أهل التوثيق