#نوادر_الصحابة | الحلقة السادسة | الصحابي " قتادة بن النعمان "

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مع صحابي جليل من الأنصار نعيش هذه اللحظات في مواقفه ونوادره مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قتادة بن النعمان. وقتادة
بن النعمان كان من أهل المدينة. دخل الإسلام وحسن إسلامه وكان جميلاً وزاده جمالاً دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم له. قتادة حضر أُحداً في السنة الثالثة وكان رامياً وكان معه قوس جديدة. جلس يرمي بها أعداء الله ثم بعد ذلك انقطع وتر هذه القوس فلم
تعد صالحة للرمي من شدة الرمي ومن تتابعه ومن قوته انقطع الوتر فلم تعد صالحة، فأخذ يحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ليس معه سلاح، فكان يحميه بجسمه ويوجه وجهه كلما رأى سهماً قادماً، يرمي نفسه على رسول الله حتى يتلقى هذا السهم، وفي كثير من الأحيان كان السهم لا يصيب قتادة ولا يصيب رسول الله صلى. الله عليه وسلم أيضًا، ولكن أحد هذه السهام أصابت عين قتادة فسقطت عينه
على كفه. عندما رأى النبي هذا، وكان قتادة جميلًا، ومعنى هذا أن وجهه قد شُوّه، بكى وقال: "يا ربي، إن هذا العبد عبدك، هذا قتادة حماني بوجهه، فاللهم رد عليه عينه". ثم أمسك عين قتادة ووضعها مكانها. وضغط عليها براحته الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: "اللهم اجعلها أحسن عينيه واجعلها أحدهما نظراً، أحدهما نظراً". يعني عندما نختبر العينين نحن
نختبرهما الآن بالدوائر وبالأرقام وبالحروف وبغيرها إلى آخره المتدرجة التي نراها في عيادات العيون، نجد أن العين هذه التي سقطت وعادت هي أشدهما رؤية وأحدهما. نظراً لأنه يحصل على درجة أكبر من أختها وكان التابعون يسمونه صاحب العين، قتادة صاحب العين، العين المردودة، لأنها معجزة عندما سقطت العين، فقال له أحدهم بجواره: اقطعها، اقطعها، أي يقطعها ليوقف النزيف، فالتفت إلى رسول الله يستشيره: هل أقطعها أم لا؟ ففعل ما
فعل وردها إلى عين قتادة، كما دعا رسول الله واستجاب الله لدعاء نبيه أحسن العينين. نحن نتحدث الآن في الثقة فيما عند الله، نتحدث الآن في أناس تعلقت قلوبهم بالله حتى رأوا ما يريدون وكأنه حاصل، ووثقوا فيما في يد الله أكثر من ثقتهم بما في أيديهم. هذا هو الضرب في الوجه في العينين. ألم يكن مؤلمان ألم ألم يُصب الإنسان بشيء من الهزيمة النفسية أبداً؟ بالعكس، مباشرةً أصبح مجاهداً في سبيل الله. قد فقد شيئاً
من ناظريه ومن عينيه، وفي نفس الوقت تأتي المعجزة، تتدخل كما يقولون في المجاز، تتدخل السماء، أي يتدخل الله، فيرزقنا من حيث لا نحتسب. تأتي المعجزة بعد الجهاد. والمصيبة التي حدثت بانقطاع الوتر في القوس، وتأتي المعجزة بانهيار معين يحدث للإصابة، وتأتي المعجزة بعد هذه الثقة بالنفس واحترام النفس والثقة بما عند الله والطلب من الله سبحانه وتعالى المعونة. فكان رضي الله تعالى عنه صاحب أحد النظرين قتادة بن النعمان، كان له
ابن وهو عبد الله بن. قتادة وعبد الله بن قتادة كان رضي الله تعالى عنه قد أسلم أيضاً ودخل الإسلام وشهد الفتح وشهد أيضاً المشاهد بعدها أي أي شيء جاء بعد الفتح. فكان أيضاً عبد الله بن قتادة قد كبر في السن وأصبح شاباً، فكانت دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرها من الشباب عندما فتح. رسول الله في مكة عيَّن فيها أبا محذورة مؤذناً كما ذكرنا في مرات سابقة. أبو محذورة هذا كانت له
قصة وهي أنه كان يكره رسول الله صلى الله عليه وسلم وسار خلفه وهو يسخر من الأذان، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم التفت إليه وقال له: "ماذا تقول يا..." أبا محظورة قال: لا أقول شيئًا. قال: فتعالَ أُعلِّمك الأذان. وجاء به وعلّمه الأذان ووضع يده الشريفة على صدر أبي محظورة رضي الله تعالى عنه. قال: فوالله بعدما وضع يده على صدري، وبعد ما كان أبغض الناس إليّ، أصبح أحسن الناس إليّ وأحب الناس إليّ. وإذ
به وفجأة يصبح أبو محظورة لحسن صوته وأدائه، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحرم المكي، وكان حينئذٍ شاباً. ولما ترك مكة عيَّن عليها عتاب بن أسيد وكان لم يتجاوز العشرين بعد، ولما رجع إلى المدينة وأراد أن ينفذ جيشاً عيَّن عليه أسامة بن زيد بن حارثة وكان لم يتجاوز العشرين بعد. ولذلك فهؤلاء الشباب كانوا هم قيادة الدولة حتى أن كثيراً من الصحابة كانوا ينتظرون من القائد، فكان يخرج القائد هكذا: قيس بن
سعد بن عبادة أو عتاب بن أسيد أو أسامة بن زيد أو عبد الله بن قتادة، كل هؤلاء كانوا شباباً، وكان من الشباب أيضاً عبد الله بن عمر. وغير ذلك كثير حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جئتكم فكذبني شيوخكم وآمن بي شبابكم". قتادة بن النعمان نأخذ منه هذه الثقة في النفس، ونأخذ منه هذه الطرائف التي فيها يظهر الشباب. يظهر الشباب دائماً في قصص قتادة بن النعمان وأبنائه، ومنهم عبد
الله بن قتادة رضي الله تعالى عنه. عنهم أجمعين، هذا هو الذي قصدناه من نوادر الصحابة، أننا عندما نقرأ سيرهم لا بد أن نتعمق وأن نجرد هذه المواقف وأن نستخلص ما يمكن أن نحوله إلى قواعد وإلى أخلاق وإلى معانٍ وإلى مواقف تضبط حياتنا. هذا التواضع، هذا الاحترام، هذه الثقة بالنفس، هذا نوع من الاعتماد على هذا الحب هذه الرحمة هذا الحلم هذه الأناة كل هذه الأشياء هي المعاني التي نريد
أن تشيع فينا أولاً وفي أبنائنا ثانياً وفي مَن حولنا ثالثاً حتى نصل إلى مرادنا. ندعو الله سبحانه وتعالى ونسأله أن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى وأن يغفر لنا ذنوبنا وأن يتقبل منا صالح أعمالنا وأن يوفقنا إلى ما يحب ويرضى وأن يعيننا على إقامة الصلاة وعلى أداء الفروض وعلى العمل الصالح إليه يصعد الكلم الطيب. السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته. مسابقة برنامج نوادر الصحابة والجائزة رحلة عمرة. سؤال حلقة اليوم: من هو الصحابي الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم دف نعليه في الجنة؟ بلال بن رباح أنس بن النضر جابر بن عبد الله اتصل على رقم محمول اثنين ستة صفر صفر أو من أي رقم أرضي على زيرو تسعمائة تسعة وخمسمائة أو أرسل رسالة على تسعة وخمسون واحد وسبعون سبعة، أرسل حرف عين في بداية الرسالة ثم مسافة ثم رقم الإجابة الصحيحة.