هل يوجد نبي بعد سيدنا محمد ﷺ؟ | أ.د. علي جمعة

كيف يقال إن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم هو خاتم النبيين ويقال إن سيدنا عيسى سينزل آخر الزمان كما تواترت به السنة الشريفة؟ هناك أكثر من أربعين حديثاً تخبر بالمجيء الثاني للسيد المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام. هذا المجيء الثاني، عيسى ينزل فيه على أنه قائد أمة وأنه من اتباع النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو ليس نبيا جديدا حتى يقال أنه كيف يكون محمد خاتما للنبيين،
محمد خاتم النبيين فلم يستجد بعده نبي، ومن ادعى أن شخصا ما قد أوحي إليه فالمسلمون يعتبرون هذا غير مسلم لأنه خالف أمرا معلوما من دين الله بالضرورة مجمع. متفق عليه وأنه أيضاً يقول ما يفرق الأمة، ولذلك عندما خرج البهائيون وادّعوا أن بهاء الله قد أوحي إليه وأن الله قد أوحى له كتاباً أسموه بالأقدس، أتوا بديانة أخرى حتى ولو اعترفوا بالإسلام.
يعني عندما تمسك البهائي وتقول له: ما رأيك في الإسلام؟ يقول لك: إنه ممتاز. ديانة جيدة معترف بها، أي نعم معترف بها. يعني أنت تعلم أن سيدنا النبي هو سيدنا النبي، يعني يقول: نعم أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. هيا تعال، طيب لماذا لا تأتي معنا للحج؟ قال: لا، أنا لا أحج. طيب تعال معنا لنصلي. قال: لا، أنا لا. لي صلاتي، ما صلاتك؟ قال: والله اكتشفنا كشفاً غريباً نوعاً ما، اكتشفنا الرقم تسعة عشر. فقال له: كيف اكتشفته؟ قال: "بسم الله الرحمن الرحيم" تسعة عشر حرفاً، أليس كذلك؟ ويصنع لك هكذا. فقال: لا. حسناً، ماذا يعني أنها تسعة عشر حرفاً فعلاً؟ قال: على تسعة عشر. ولا لا ها قلنا له نعم
عليها تسعة عشر صحيح هذه آية موجودة في القرآن قال طيب قلنا له حسناً على مهلك ماذا طيب ماذا قال السنة نحن عندنا السنة تسعة عشر شهراً حسناً والشهر كم قال تسعة عشر يوماً يصبح إذاً تسعة عشر في تسعة عشر اضربوها على مهلكم الله، طيب، لكن الشمس لن تختلف، سواء كان قمراً أو شمساً. تسعة عشر في تسعة عشر هذه لن تنفق ثلاثمائة وثمانين يوماً، اخصم منهم تسعة عشر يبقى واحد وستين يوماً. بقي أربعة. دعنا نجعلها نسيئاً. النسيء هذا مثل السنة التي هي خاصة بكيهك وبرمهات وهاتور وهكذا، فنحن لدينا. سنة نسميها السنة القبطية سنة تتصل بالزراعة، ففي هاتور
- نحن في هاتور الآن - أبو الذهب المنظور الذي هو القمح. بعد هاتور يأتي كيهك: صباحك مساؤك تقوم من النوم لتحضر عشاءك. فقد ربطوها بالمواسم وربطوها بالطقس إلى آخره. طوبة يجعل الشاب مرتبكاً لأن الجو بارد جداً في يناير وفي... فبراير وهكذا حتى تصل إلى امشير صاحب الهواء والعواصف، وحتى تصل هناك بعد ذلك إلى برمهات اخرج الملابس، أي يكون هناك أشياء، الخضروات كلها: الجرجير والخس وهذه الأشياء تخرج، الأشياء الورقية الخضراء الجميلة هذه، حسناً. هناك شيء اسمه النسيء لأنه ثلاثون يوماً في اثني. عشر بثلاث مائة وستين يبقى بقي كم؟ خمسة أيام
صيام، وكل أربع سنوات يبقى متبقياً ستة أيام التي هي السنة الكبيسة. قال: لماذا تفعل معي هكذا يا أخي؟ ولماذا أنت متعنت؟ إذاً تسعة عشر في تسعة عشر سيتبقى أربعة أيام، اجعلهم نسيئاً، اجعلهم نسيئاً. كل هذا الكلام ليست لي علاقة به. أسأله سؤالاً واحداً فقط: أنت هكذا لا تكون مسلماً. هذا ما أقوله له. لا إكراه في الدين لا يفترض أن... حسناً، هذا البهائي لا يزال يقول إن هناك إلهاً، بينما هناك أناس يقولون إنه لا يوجد إله أصلاً. حسناً، أيكون هذا مسلماً؟ لا، ليس مسلماً، هذا ملحد. لكن مسألة... أن يكون بهائياً أو لا يكون بهائياً فهذا بينه وبين ربه، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، لكم دينكم ولي دين. إنما هذه التآليف التي تُؤلَّف أنا أرفضها، فهذا ليس إسلاماً، لأن بهاء
كان في الإسلام، خرج من تحت عباءة الإسلام، خرج من تحت عباءة إيران، فكيف أصبح؟ يقول أحدهم: "هل هذا مسلم أم غير مسلم؟ لقد كان مسلماً، لكن بالطريقة التي يتصرف بها...". ثم سأل: "وكيف تصلون؟" فأجاب: "ثلاث مرات في اليوم". الآن خفف الله عنك، هل أنت منتبه؟ حسناً، أنت حر، أنا لا أتدخل بك، لكن واجبي أن أقول إن هذا ليس إسلاماً. هذا ما أقوله: قال لي: "حسنًا، أريدك أن تقول هذا الكلام للدولة المصرية إننا لا شأن لنا بالإسلام". قلتُ له: "لماذا؟". قال: "لكي يغيروا لنا خانة الديانة من مسلم إلى
بهائي، أريد خانة الديانة بهائي". قلتُ له: "لكن انتبه، أنت لا تدرك أن الدولة المصرية غير موافقة، لماذا الدولة..." عندما جاء تنظيم المصرية، قال لك: "الذي يعترف بموسى فقط سأكتبه يهودياً. أي طائفة من اليهود؟ لا شأن لي. سأسألك سؤالاً: أنت تعترف بموسى فقط وتنكر سيدنا عيسى وسيدنا محمد؟" قال لي: "نعم". فكتبه يهودياً على الفور. والذي يعترف بسيدنا عيسى يكون مسيحياً، يُكتب مسيحياً بجانبه هكذا. فتاتان مسيحيتان تقدمتا للتسجيل المدني،
فقال لهما المسؤول: "لكننا مختلفون، فأنا أقول بالطبيعة الواحدة وأخي هذا يقول بالطبيعتين". فأجابهما: "لا شأن لي بذلك، لا شأن لي. هل أنتما تعترفان بعيسى أم لا؟" قالتا له: "نعم". فقال: "اكتب مسيحي فقط، أنا بروتستانتي وأنا أرثوذكسي"، وقال له: "أنا كاثوليكي، لكن أنا..." أرثوذكسي، قبل أن تدخل، هذه لن أكتبها. أسألك سؤالاً واحداً فقط: أنت مؤمن بسيدنا عيسى ولست مؤمناً بسيدنا محمد، نعم؟ اكتب "مسيحي". جئنا إلى البهائي. انظر، الإدارة غير الديانة، الإدارة شيء آخر. الإدارة تريد تنظيماً، الإدارة لها مداخل أخرى غير أن تقول لي أنني لست تابعاً
لك. حسناً، أنا أعرف أن... أنت لست تابعاً لي، أنت حر. جاءه وقال له: أنت مؤمن بسيدنا موسى؟ قال له: نعم، بالطبع. ماذا عن عيسى؟ قال له: نعم، طبعاً. طيب، محمد؟ قال له: بالطبع. فذهب وكتب "مسلم". ذهب وكتب ماذا؟ "مسلم". هو يريد أن يشطب كلمة "مسلم" هذه ويكتب "بهائي". كيف أكتب لك؟ ليس لدي في الثلاثة الذين... موجودون ولا يوجد بهائي، وظلوا في هذه المسألة مدة طويلة. "أنقذونا، نحن نريد أن نكتب بهائي". طبعاً هذه القضية لن تُحل إلا في دولة تزيل تماماً خانة الديانة، ويصبح الكل بلا ديانة محددة. وأصحاب الديانات غير موافقين على هذا الإجراء، ولن تُحل المشكلة إلا بشيء آخر وهو أن
تضع شرطة عليها، أي لا يُكتب بهائي لكن... ماذا يكتب؟ يعني ماذا "بدون"؟ "بدون" ماذا؟ هناك دول تقول لك هذا فلان، هذا مصري، وهذا بدون. "بدون" تعني ماذا؟ تعني بدون جنسية. فكذلك الآية والديانة، كل هذا ليس لي علاقة به. لماذا؟ لأنني لست في الإدارة ولا في القضاء. هذا عمل إداري، الإدارة هي. الذي تقرر لأن هذه الإدارة مسؤولة عن الأمن والاقتصاد والاجتماع والجنسية، لكنني لست مسؤولاً عن ذلك. أنا مسؤول أن أقول لك هذا موافق لصحيح الإسلام، وهذا غير موافق لصحيح الإسلام، وهذا يعد خروجاً من ملة الإسلام. هذا فقط ما في يدي، لكنني ليس في يدي.
أن أنا أقول ماذا تفعل، ماذا تفعل، هذه تكون عانساً ثانيةً دارسةً وعارفةً ما تفعله، فلا يصح أن يأخذ كلامي هذا ويطير ويقول: "ها الشيخ يقول علينا غير مسلمين"، تاهت والآن ماذا، هيا بنا، ماذا نضع؟ بهائي؟ لا، ليس لك حق، لأن "بهائي" هذه ليست بنتنا، أنت ما دمت... معترفٌ بمحمد ماذا سيُكتب في الإدارة؟ مسلم، والذي يعترف بسيدنا عيسى مسيحي، والذي يعترف بسيدنا موسى فقط يهودي، وهكذا. فانتبهوا إلى الفرق بين الديانة وبين الإدارة.