نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

إذاعة جمهورية مصر العربية من القاهرة تقدم طريقنا إلى الله، طريقنا إلى الله مع فضيلة الدكتور علي جمعة، الإعداد والتقديم أحمد بشتو، إخراج هيام فاروق. مستمعينا الكرام، أهلاً بحضراتكم في هذه الحلقة الجديدة مع ضيفنا فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة من هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف. فضيلة الدكتور لماذا دائماً حسب ما قرأنا في التاريخ، كانت تزداد الحركات الصوفية وتنتشر مع فترات الفتن مع نهايات الدول، كفترة نهاية الدولة العباسية، ونهاية الدولة الأيوبية والمملوكية، وهكذا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. في أيام الفتن والمحن والإحن يشعر الإنسان بأنه لا حماية له وأنه يحتاج احتياجًا كبيرًا إلى العودة إلى الله وأنه يريد أن يشعر بشيء من السلام النفسي والأمن الاجتماعي ولذلك يلجأ إلى التصوف لأنه هو الذي يحقق له هذا الأمن والأمان والسلم والسلام ولذلك تجد كلما اشتدت الفتن كأنها نذير وتنبيه لبني الإنسان أن ارجعوا ولنطلقنهم من العذاب. الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون، فما استكانوا لربهم وما يتضرعون، يعني إذا وعندما يأتينا هذا البلاء من الفتن والمحن، مطلوب منا أن نرجع. فالناس ترجع لأنها تريد السلام والأمان وملّت الصدام والخصام، فتجد في الصوفية هذه الدائرة الرائقة التي تشعر فيها بالحب والتي تشعر فيها بالسلام والتي تشعر فيها. بالأمان والتي تشعر فيها برضا الله سبحانه وتعالى وباستجابة الدعاء فتفر إليها وفروا إلى الله هكذا بمنتهى البساطة. نعم، هذه ليست على فكرة، هذه حكمة الشعوب. الشعوب عندها حكمة عجيبة غريبة كامنة تظهر في وقت الشدة. فهذه ليست ببساطة، هذه تجربة النفس الإنسانية مع الكون. على مر الزمان حدثت المحن والفتن. نذهب إلى ربنا لكي يحمينا، يا رب، والله سبحانه وتعالى وصف مثل هذا كثيراً في القرآن الكريم في أصحاب سفينة تسير في البحر، حصل الموج، فدعوا الله سبحانه وتعالى مخلصين له الدين إلى آخره. يعني هذه الصورة موجودة في القرآن بكثرة ومتكررة. اليوم نتحدث عن سيد المرتضى الزبيدي وهو أحد قمم. رموز الصوفية وعلامات الصوفية في مصر وفي العالم الإسلامي هو الإمام المرتضى الزبيدي. الحقيقة أنني أسميه قصة أو حكاية مصرية. هو أصلاً من واسط في العراق، وذهب إلى الهند وتعلم بها، وذهب إلى الحجاز وجاء إلى مصر، لكنه عاش في مصر ودرس في مصر واستفاد من مصر ومات في مصر. فهو مصري وكان من نسل سيدنا الحسين، كان مذهبه حنفي، فالكنية الخاصة به أبو الفيض السيد محمد بن محمد بن محمد الملقب بالمرتضى الزبيدي. وُلِدَ سنة ألف ومائة وخمسة وأربعين، وتوفي سنة ألف ومائتين وخمسة وأربعين، أي أنه عاش مائتين وخمسة وخمسين سنة، يعني توفي وعمره. ستون سنة كان هذا الرجل قصة لأنه كان لغوياً وكان صوفياً وكان مؤرخاً وكان محدثاً وكان فقيهاً بصورة لم تتكرر في العالم الإسلامي كثيراً. يذكرنا بالإمام السيوطي ويذكرنا بالإمام ابن حجر العسقلاني ويذكرنا بالأئمة العظام مثل أبي حنيفة والشافعي ومالك وأحمد والأوزاعي وهكذا، بالرغم من أنه قد توفي. في القرن الثالث عشر الهجري، لكن الخير في أمة سيدنا محمد إلى يوم القيامة، بعد الرحلة الطويلة هذه إلى الهند وإلى الحجاز والتلقي من علماء كثيرين، عمل فيهم مجلداً. العلماء الذين تلقى عنهم، عمل فيهم مجلداً. رجع وكان لديه مشروع، وهذا المشروع مبني على ثلاث نقاط كان... قابلتُ شخصاً اسمه عبد القادر البغدادي كان لغوياً، وقال: "يا جماعة، لن ننهض ولن تكون لنا أمة إلا باللغة العربية". فتعمَّق جداً في اللغة العربية لكي ينشئ الملكة عند المتكلمين بها كأنهم من أيام امرئ القيس ومن أيام عمر بن الخطاب، حيث كانت اللغة ملكة عندهم. ألَّفَ عبد القادر البغدادي كتاباً اسمه "خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب" شرح فيه الشواهد بطريقة أنه يذكر لك البيت ويقول لك من أي قصيدة هو، وأين قيلت هذه القصيدة، ومن الذي قالها، وما قصته، وما يتعلق بعلته وبأحوال هذا الشاعر، ويتعمق ويتبحر في رسم الصورة ووضع الفسيفساء. حتى تصبح الأمور كلها واضحة أمامك بشكل ممتاز وبشكل كافٍ، فقال إن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، وإذا صحَّت اللغة استقام الفكر. ثم جاء المرتضى الزبيدي بعده وقال: "لا، ولكنني أظن أن هناك قضيتين أخريين يجب أن نضيفهما. القضية الأولى هي التوثيق، فيجب أن نعلِّم الناس ألا تكون عقليتهم عقلية خرافة، وأنهم... ألا يستمعوا إلى الشائعات فيصدقوها، وألا يكون تفكيرهم سطحياً بهذا الشكل، يجب أن يتعلموا كيفية التوثيق. وهذه في الحقيقة نفسية وعقلية القاضي، ونفسية وعقلية المحدث. وقراء القرآن أخذوه بالسند وبالتوثيق وبالتأكد. عند هذه النقطة، فضيلة الدكتور، نقف مع المفتوح الزبيدي العالم والمؤرخ والموثق، ونستكمل في الحلقة المقبلة إن شاء الله. شاء الله كنتم مع طريقنا إلى الله مع تحيات أحمد بشتو وهيان فاروق

النص بالعامية المصرية

إذاعة جمهورية مصر العربية من القاهرة تقدم طريقنا إلى الله طريقنا إلى الله مع فضيلة الدكتور علي جمعة الإعداد والتقديم أحمد بشتو إخراج هيام فاروق مستحيل الكرام أهلا بحضراتكم في هذه الحلقة الجديدة مع ضيفنا فضيلة الاستاذ الدكتور علي جمعة من هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف فضيلة الدكتور لماذا دائما حسب ما قرأنا في التاريخ كانت تزداد الحركات الصوفية وتنتشر مع فترات الفتن مع نهايات الدول كفترة نهاية الدولة العباسية نهاية الدولة الايوبية المملكية وهكذا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه في أيام الفتن والمحن والاحن يشعر الإنسان بأنه لا حماية له وأنه يحتاج احتياجا كبيرا إلى العودة إلى الله وأنه يريد أن يشعر بشيء من السلام النفسي والامن الاجتماعي ولذلك يلجأ إلى التصوف لأنه هو الذي يحقق له هذا الام والامان والسلم والسلام ولذلك تجد كلما اشتدت الفتن كأنها نذير وتنبيه لبني الإنسان أن ارجعوا ولنطلقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الاكبر لعلهم يرجعوا فما استكانوا لربهم وما يتضرون يعني إذا ولما بيأتينا بهذا البلاء من الفتن والمحن مطلوب منا أن نرجع فالناس بترجع لأنها تريد السلام والامان وملت الصدام والخصام فبتاع في الصوفية هذا الدائره الرائقة التي تشعر فيها بالحب والتي تشعر فيها بالسلام والتي تشعر فيها بالامان والتي تشعر فيها برضا الله سبحانه وتعالى وباستجابه الدعاء فبتفر إليها وفروا إلى الله هكذا بمفتوح البساطة نعم هذه ليست على فكرة هذه حكمة الشعوب الشعوب عندها حكمة عجيبة غريبة كامنة تظهر في وقت الشدة فهذه ليست ببساطة هذه تجربة النفس الإنسانية مع الكون على طول حدثت المحن والاحن نروح لربنا علشان يحمينا يا رب والله سبحانه وتعالى وصف مثل هذا كثيرا في القرآن الكريم في أصحاب سفينة مشيها في البحر احصل الموج دعوا الله سبحانه وتعالى مخلصين له الدين إلى آخره يعني الصورة دي موجودة في القرآن كثيره متكرره اليوم نتحدث عن سيد المرتضى الزبيدي وهو أحد قمم رموز الصوفية وعلامات الصوفية في مصر وفي العالم الإسلامي هو الامام المرتضى الزبيدي الحقيقة ده أنا بسميه قصة حدوتة مصرية هو أصلا من واسط في العراق وذهب إلى الهند وتعلم بها وذهب إلى الحجاز وجاء إلى مصر لكنه عاش في مصر ودرس في مصر واستفاد من مصر ومات في مصر فهو مصري وكان من نسل سيدنا الحسين كان ذهه حنفي فالكنية بتاعته أبو الفيض السيد محمد بن محمد بن محمد الملقب بالمرتضى الزبيدي اتولد سنة ألف ومائة خمسة وأربعين ألف ومائة خمسة وأربعين مات سنة ألف ومائتين وخمسة خمسة وأربعين معناته أنه فاضل خمسة وخمسين على المائتين يعني مات عنده ستين سنة الرجل ده كان قصة لأنه كان لغويا وكان صوفيا وكان مؤرخا وكان محدثا وكان فقيها بصورة يعني ما اتكررتش في العالم الإسلامي كثيرا بيذكرنا بالامام السيوطي بيذكرنا بالامام ابن حجر العسقلاني بيذكرنا بالأئمة حتى العظام أبو حنيفة والشفعي أبو مالك وأحمد والاوزاعي وهكذا بالرغم أنه يعني هو مات في القرن الثلاثة عشر الهجري لكن الخير في امه سيدنا محمد إلى يوم القيامة بعد الرحلة الطويلة دي إلى الهند وإلى الحجاز والي والتلقي بقى من علماء كثر عمل فيهم مجلد العلماء اللي طلقها عنهم عمل فيهم مجلد راح جه وكان عنده مشروع وهذا المشروع مبني على ثلاث نقاط كان قابليه واحد اسمه عبد القادر البغدادي كان لغوي وقال يا جماعة مش احنا مش هننهض ولا هتبقى لنا اومة إلا باللغة العربية فراح تعمق جدا في اللغة العربية علشان ينشئ الملكة عند المتكلمين بها وكانهم من أيام امرؤ القيس ومن أيام عمر بن الخطاب يعني كان اللغة ملكة عندهم عبد القادر البغدادي ألف كتاب اسمه خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب شرح فيه الشواهد بطريقة أنه يجيب لك البيت ويقول لك ده من انهي قصيدة والقصيدة دي اتقالت فين ومين اللي قالها وايه الحكاية بتاعته وبتاعة العلة بتاعته بتاعة الشاعر ده ويعني بيتبحر يتبحر يتبحر في رسم الصورة وضع الفسيفساء لغاية ما الأمور كلها تبقى واضحة امامك بشكل ممتاز وبشكل كاف فقال أنه اللغة والفكر وجهاني لعمله واحدة وإذا صحت اللغة استقام الفكر جه المرتضى الزبيدي بعده وقال لا بس أنا متهيالي في قضيتين كمان لازم نضيفهم القضية الأولى التوثيق لازم نعلم الناس أنهم ما تبقاش عقليتهم عقلية خرافة أنهم ما يسمعوش الشائعات فيصدقوها أنهم ما يبقوش تفكيرهم سطحي بالشكل ده لازم يتعلم كيف يوثق ودي في الحقيقة نفسية وعقلية القاضي ونفسية عقلية المحدث وقرء القرآن خدوه بالسند وبالتوثيق وبالتاكد عند هذه النقطة فضيلة الدكتور نقف مع المفتوح الزبيدي العالم والمؤرخ والموثق ونستكمل في الحلقة المقبلة إن شاء الله إن شاء الله كنتم مع طريقنا إلى الله مع تحيات أحمد بشتو وهيان فاروق

ملخص المحاضرة

- تزداد الحركات الصوفية وتنتشر في فترات الفتن والمحن حيث يشعر الإنسان بحاجته للعودة إلى الله والسلام النفسي والأمن الاجتماعي. - يلجأ الناس للصوفية في أوقات الشدائد لأنها دائرة تشعرهم بالحب والسلام والأمان ورضا الله واستجابة الدعاء. - المرتضى الزبيدي أحد أبرز رموز الصوفية في مصر والعالم الإسلامي، وهو من أصل عراقي من نسل الحسين، ولد سنة 1145هـ وتوفي سنة 1245هـ. - كان المرتضى الزبيدي عالماً في اللغة والتصوف والتاريخ والحديث والفقه، وعاش ستين عاماً قضاها متنقلاً بين الهند والحجاز قبل استقراره في مصر. - تأثر بعبد القادر البغدادي الذي رأى أن نهضة الأمة تكون باللغة العربية، وأضاف الزبيدي أهمية التوثيق لبناء عقلية غير خرافية تتجنب الشائعات والتفكير السطحي. - اعتمد مشروعه الفكري على ثلاث نقاط تشمل اللغة العربية والتوثيق، حيث رأى أن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة.

طريقنا إلى الله | ح27 | المرتضى الزبيدي ج1 | أ.د. علي جمعة

طريقنا إلى الله | ح27 | المرتضى الزبيدي ج1 | أ.د. علي جمعة - تصوف, شخصيات إسلامية, طريقنا إلى الله
إذاعة جمهورية مصر العربية من القاهرة تقدم طريقنا إلى الله، طريقنا إلى الله مع فضيلة الدكتور علي جمعة، الإعداد والتقديم أحمد بشتو، إخراج هيام فاروق. مستمعينا الكرام، أهلاً بحضراتكم في هذه الحلقة الجديدة مع ضيفنا فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة من هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف. فضيلة الدكتور لماذا دائماً حسب ما قرأنا في التاريخ، كانت تزداد الحركات الصوفية وتنتشر مع
فترات الفتن مع نهايات الدول، كفترة نهاية الدولة العباسية، ونهاية الدولة الأيوبية والمملوكية، وهكذا. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. في أيام الفتن والمحن والإحن يشعر الإنسان بأنه لا حماية له وأنه يحتاج احتياجًا كبيرًا إلى العودة إلى الله وأنه يريد أن يشعر بشيء من السلام النفسي والأمن الاجتماعي ولذلك يلجأ إلى التصوف لأنه هو الذي يحقق له هذا الأمن والأمان والسلم والسلام ولذلك تجد كلما اشتدت الفتن كأنها نذير وتنبيه لبني الإنسان أن
ارجعوا ولنطلقنهم من العذاب. الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون، فما استكانوا لربهم وما يتضرعون، يعني إذا وعندما يأتينا هذا البلاء من الفتن والمحن، مطلوب منا أن نرجع. فالناس ترجع لأنها تريد السلام والأمان وملّت الصدام والخصام، فتجد في الصوفية هذه الدائرة الرائقة التي تشعر فيها بالحب والتي تشعر فيها بالسلام والتي تشعر فيها. بالأمان والتي تشعر فيها برضا الله سبحانه وتعالى وباستجابة الدعاء فتفر إليها وفروا إلى الله هكذا بمنتهى البساطة. نعم، هذه ليست على فكرة، هذه حكمة الشعوب. الشعوب
عندها حكمة عجيبة غريبة كامنة تظهر في وقت الشدة. فهذه ليست ببساطة، هذه تجربة النفس الإنسانية مع الكون. على مر الزمان حدثت المحن والفتن. نذهب إلى ربنا لكي يحمينا، يا رب، والله سبحانه وتعالى وصف مثل هذا كثيراً في القرآن الكريم في أصحاب سفينة تسير في البحر، حصل الموج، فدعوا الله سبحانه وتعالى مخلصين له الدين إلى آخره. يعني هذه الصورة موجودة في القرآن بكثرة ومتكررة. اليوم نتحدث عن سيد المرتضى الزبيدي وهو أحد قمم. رموز الصوفية وعلامات الصوفية في مصر وفي
العالم الإسلامي هو الإمام المرتضى الزبيدي. الحقيقة أنني أسميه قصة أو حكاية مصرية. هو أصلاً من واسط في العراق، وذهب إلى الهند وتعلم بها، وذهب إلى الحجاز وجاء إلى مصر، لكنه عاش في مصر ودرس في مصر واستفاد من مصر ومات في مصر. فهو مصري وكان من نسل سيدنا الحسين، كان مذهبه حنفي، فالكنية الخاصة به أبو الفيض السيد محمد بن محمد بن محمد الملقب بالمرتضى الزبيدي. وُلِدَ
سنة ألف ومائة وخمسة وأربعين، وتوفي سنة ألف ومائتين وخمسة وأربعين، أي أنه عاش مائتين وخمسة وخمسين سنة، يعني توفي وعمره. ستون سنة كان هذا الرجل قصة لأنه كان لغوياً وكان صوفياً وكان مؤرخاً وكان محدثاً وكان فقيهاً بصورة لم تتكرر في العالم الإسلامي كثيراً. يذكرنا بالإمام السيوطي ويذكرنا بالإمام ابن حجر العسقلاني ويذكرنا بالأئمة العظام مثل أبي حنيفة والشافعي ومالك
وأحمد والأوزاعي وهكذا، بالرغم من أنه قد توفي. في القرن الثالث عشر الهجري، لكن الخير في أمة سيدنا محمد إلى يوم القيامة، بعد الرحلة الطويلة هذه إلى الهند وإلى الحجاز والتلقي من علماء كثيرين، عمل فيهم مجلداً. العلماء الذين تلقى عنهم، عمل فيهم مجلداً. رجع وكان لديه مشروع، وهذا المشروع مبني على ثلاث نقاط كان... قابلتُ شخصاً اسمه عبد القادر البغدادي كان لغوياً، وقال: "يا جماعة، لن ننهض ولن تكون لنا أمة إلا باللغة العربية". فتعمَّق جداً في اللغة العربية
لكي ينشئ الملكة عند المتكلمين بها كأنهم من أيام امرئ القيس ومن أيام عمر بن الخطاب، حيث كانت اللغة ملكة عندهم. ألَّفَ عبد القادر البغدادي كتاباً اسمه "خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب" شرح فيه الشواهد بطريقة أنه يذكر لك البيت ويقول لك من أي قصيدة هو، وأين قيلت هذه القصيدة، ومن الذي قالها، وما قصته، وما يتعلق بعلته وبأحوال هذا الشاعر، ويتعمق ويتبحر في رسم الصورة ووضع الفسيفساء. حتى تصبح الأمور كلها واضحة أمامك بشكل ممتاز وبشكل كافٍ، فقال إن
اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة، وإذا صحَّت اللغة استقام الفكر. ثم جاء المرتضى الزبيدي بعده وقال: "لا، ولكنني أظن أن هناك قضيتين أخريين يجب أن نضيفهما. القضية الأولى هي التوثيق، فيجب أن نعلِّم الناس ألا تكون عقليتهم عقلية خرافة، وأنهم... ألا يستمعوا إلى الشائعات فيصدقوها، وألا يكون تفكيرهم سطحياً بهذا الشكل، يجب أن يتعلموا كيفية التوثيق. وهذه في الحقيقة نفسية وعقلية القاضي، ونفسية وعقلية المحدث. وقراء القرآن أخذوه بالسند وبالتوثيق
وبالتأكد. عند هذه النقطة، فضيلة الدكتور، نقف مع المفتوح الزبيدي العالم والمؤرخ والموثق، ونستكمل في الحلقة المقبلة إن شاء الله. شاء الله كنتم مع طريقنا إلى الله مع تحيات أحمد بشتو وهيان فاروق