نص المحاضرة

النص بالعربية الفصحى

إذاعة جمهورية مصر العربية من القاهرة تقدم "طريقنا إلى الله"، "طريقنا إلى الله" مع فضيلة الدكتور علي جمعة، الإعداد والتقديم أحمد بشتو، إخراج هيام فاروق. أهلاً بحضراتكم في هذه الحلقة الجديدة مع ضيفنا فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. فضيلة الدكتور، لماذا يقال عن أهل... التصوف أنهم أهل بدع تقديس للأئمة والأشخاص والأماكن ربما أحياناً. بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. التقديس هو الاحترام، ورأينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو أولاً يقدس. قدس الكعبة، قدس الحجر الأسود، قال لعمر: ألا ههنا تسكب العبرات يا. يا عمر، كان يُقبِّل الحجر الأسود كلما طاف به، ويشير إلى الركن اليماني. عندما حلق رأسه الشريفة وزَّع شعره على أصحابه ليتبركوا به. كان الصحابة يترصدون عرق النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضعوه في عطورهم، لأنه كان فوَّاحاً عطراً يفوح منه المسك. وفي ليلة الإسراء والمعراج مرَّ سيدنا. مع جبريل على البراق على الطور، قال جبريل: "يا محمد، أتدري ما هذا؟ هذا الطور الذي كلم الله فيه موسى"، فنزل فصلى فيه ركعتين على جبل الطور. على جبل الطور، وصححه ابن حجر العسقلاني. إذاً سيدنا يتبرك بالمكان الذي كلم الله فيه موسى، ويتبرك الصحابة الكرام أمامه بشعره. الشريف ويتبرك به وبعرقه وبكل مكان، والحقيقة أن هؤلاء الناس يثيرون عندي أنا شخصياً الضحك والاستغراب. الاستغراب يعني أمرنا بهذا، قال الذين غلبوا على أمرهم: "لنتخذن عليهم مسجداً"، لأنه ليس "لنتخذن عليهم" يعني ندفنهم أو نفعل، لا، هؤلاء عظموا شأنهم وتبركوا بهم، ويقاس على هذا كثير جداً من... الأدلة على تبرك الصحابة الكرام بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وتبرك المسلمين بتلك الآثار إلى يومنا هذا، وعدم الالتفات إلى هذا الانحراف الفكري والوجداني والشعوري: المنافق عبد الله بن أبي ابن سلول لما حضرته الوفاة أرسل إلى النبي: "ابعث لي بردتك (عباءتك) حتى أُدفن مكفناً فيها"، فأرسلها إليه النبي. معي ابن أيوب فتبرك بها المنافق يتبرك، وهؤلاء لا يريدون المسلمين أن يتبركوا، هذا أمر عجيب غريب. حلقة اليوم نتحدث فيها عن عالِم كبير ربما وضع بصمة كبيرة في علوم الصوفية في مصر وفي العالم، السيد محمد أمين البغدادي. السيد محمد أمين البغدادي هو محمد بن حسن بن عمر نور. كان الدين كردياً ونقشبندياً، وقد أخذ نحو ست طرق منها الأكبرية والبشطية والنقشبندية وغيرها. وُلِدَ في السليمانية بشمال العراق في عام ألف ومائتين وستة وثمانين (١٢٨٦)، أي أنه ما زال متبقياً لنا على بداية القرن حوالي أربعة عشر عاماً، ثم جاء بعد ذلك عام ألف وثلاثمائة، وكان عام ألف وتسعمائة. مساوية لألف وثلاثمائة وسبعة عشر، يعني في عام ألف وتسعمائة كان عمره واحداً وثلاثين سنة. توفي في سنة ألف وتسعمائة وأربعين، ودخل مصر سنة ألف وتسعمائة وأربعة عشر، أي أنه مكث في مصر ستة وعشرين عاماً. عندما توفي عام ألف وتسعمائة وأربعين، كان قد بلغ من العمر واحداً. وسبعين سنة، وعندما دُفِن، دُفِن في المكان الذي أصبح الآن طريق الأوتوستراد. كانت المنطقة كلها مقابر تُسمى مقابر المماليك القديمة. ثم عندما تم فتح طريق الأوتوستراد سنة ستة وستين، كان قد مكث في قبره هناك ستة وعشرين سنة أخرى، فنُقِل إلى مسجد الظاهر بيبرس الجاشنكير بعد مسجد سيدنا الحسين في الجمالية أمام حمام الجمالية. سيدنا الشيخ محمد أمين البغدادي كان قد تربى على التقوى منذ صغره وهو يذكر أنه مرة كانت أمه تلبسه حزاماً من ذهب وهو طفل صغير عمره سبع أو ثماني سنوات، فدخل على شيخ من مشايخ التصوف الكبار فقال له: "ليس هذا لك يا محمد"، وكان اسمه محمد أمين البغدادي. بن حسن فقال له: "ليس هذا لك يا محمد، أنت رجل والذهب لا يصلح للرجال". طبعاً هو طفل صغير ويجوز شرعاً أن يلبس الذهب، لكنه يريد أن يربي فيه هذه المسألة، فخلعه وذهب وسلّمه لأمه. قال له: "لسنا محتاجين للذهب يا سيدي"، وكان يعني أنه طفل عنده... سبع أو ثمان سنوات يقوم بهذا، وهذا يدل على شيء من الصفاء والوفاء الذي كان يكتنف هذا. ذهب إلى سيدي عمر، وهو شيخه الذي رباه في السليمانية. سيدي عمر ابن عثمان طويلة تلميذ خالد ذي الجناحين النقشبندي، فإذا محمد أمين البغدادي تربى في الخانقاه أو الخلوة التي بناها. عمر ابن عثمان طويلة ظل مع سيدي عمر يأخذ منه العلم وهكذا إلى أن مات. فلما مات طلب من سيدي محمد نجل ابن عمر والذي تولى مسؤولية الخانقاه أن يذهب إلى المدينة المنورة، فذهب ثم جاء إلى مصر. كان هناك شيخ عظيم من مشايخ النقشبندية قد ورد إلى مصر قبل ذلك. اسمه محمد أمين الكردي، هذا محمد أمين البغدادي وهذا محمد أمين الكردي. توفي سنة أربعة عشر، وجاء الشيخ محمد أمين البغدادي سنة أربعة عشر، يعني هذا توفي في أول السنة وهذا أتى في وسط السنة أو آخر السنة. عندما دخل الشيخ محمد أمين البغدادي انبهر الناس به، وكان من بين المنبهرين به الشيخ. محمد راشد عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر واتبعه، وكان إمام الخاصة الخديوية والتف حوله كثير من الناس وجلسوا في الازدياد، يعلمهم الطريقة النقشبندية. وكان من أتباعه محمد باشا محمود رئيس الوزراء حينئذ. فضيلة الدكتور، في الحلقة القادمة إن شاء الله نكمل هذه الحلقات إن شاء الله. كنتم مع طريقنا. إلى الله مع تحيات أحمد بشتو وهيان فاروق ميت

النص بالعامية المصرية

إذاعة جمهورية مصر العربية من القاهرة تقدم طريقنا إلى الله طريقنا إلى الله مع فضيلة الدكتور علي جمعة الإعداد والتقديم أحمد بشتو إخراج هيام فاروق أهلا بحضراتكم في هذه الحلقة الجديدة مع ضيفنا فضيلة الاستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبر العلماء بالازهر الشريف فضيلة الدكتور لماذا يقال عن أهل التصوف أنهم أهل بدع تقديس للأئمة والأشخاص والأماكن ربما احيانا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه التقديس هو الاحترام ورأينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو أولا يقدس قدس الكعبة قدس الحجر الأسعد قال لعمر إلا ههنا تسكب العبرات يا يا عمر كان يقبل الحجر الأسعد كل ما طاف به ويشير إلى الركن اليماني لما حلق راسه الشريفة وزع شعره على أصحابه يتبركوا نبيه كان الصحابة يترصدون عرق النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضعونه في عطورهم لأنه كان فواحا عطرا يفوخ المسك إذا ففي ليلة الإسراء والمعراج مر سيدنا مع جبريل على البراق على الطور قال جبريل يا محمد اتدري ما هذا هذا الطور الذي كلم الله فيه موسى فنزل فصلى فيه ركعتين على جبل الطور على جبل الطور وصححه ابن حجر العسق ليلى يبقى إذا سيدنا بيتبرك بالمكان الذي كلم الله به موسى وبيتبرك الصحابة الكرام امامه بشعره الشريف وبيتبرك به وبعرقه وبكل مكان يعني الحقيقة أن هؤلاء الناس يثيرون عندي أنا شخصيا الضحك ويعني الاستغراب الاستغراب يعني أمرنا بهذا قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا لأنه مش لانتخذن عليهم يعني ندفنهم أو نعمل لا دول عظموا شانهم وتبركوا بهم واقسي على هذا كثير جدا من الادلة بتبرك الصحابة الكرام باثار النبي صلى الله عليه وسلم وتبرك الجسلمين بتلك الاثار إلى يومنا هذا عدم الاتفاة إلى هذا الانحراف الفكري والوجداني والشعوري المنافق عبد الله بن أبي ابن سلول لما جاء يموت أرسل إلى النبي انبعث لي بردتك العباية بتاعتك حتى اتفن مكفن فيها فأرسلها إليه النبي معي ابن أيوب فتبرك بها المنافق يتبرك وهؤلاء لا يريدون المسلمين أن يتبركوا هذا أمر عجيب غريب حلقة اليوم نتحدث فيها عن عالم كبير ربما وضع بصمة كبيرة في علوم الصوفية في مصر وفي العالم سيد محمد أمين البغدادي سيد محمد أمين البغدادي هو محمد بن حسن بن عمر نور الدين كان كرديا وكان نقشبنديا وكان قد أخذ نحو ست طرق منها الاكبوريه والبشطية والنقشبندية وغيرها ولد بالسليمانية بشمال العراق في ألف مائتين ستة وثمانين ألف مائتين ستة وثمانين يعني لسه فاضل لنا على بداية القرن حوالي أربعة عشر سنة بعد كده ألف وثلاث مائة جت والف وتسع مائة كانت مساوية للف وثلاث مائة وسبعة عشر يعني في ألف وتسع مائة كان عنده واحد وثلاثين سنة هو مات في سنة ألف وتسع مائة وأربعين دخل مصر سنة ألف وتسع مائة وأربعة عشر يعني قعد في مصر ستة وعشرين سنة لما يكون مات ألف وتسع مائة وأربعين يبقى ميت عنده واحد وسبعين سنة ولما دفن دفن في المكان الذي هو الآن طريق الاتسترات كانت كلها مقابر اسمها مقابر المماليك قديمة ثم لما جاء فتح طريق الاتسترات سنة ستة وستين أنه مكث في قبره هناك ستة وعشرين سنة أخرى نقل إلى مسجد الظاهر جاشنكير بعد سيدنا الحسين في الجمالية امام حمام الجمالية سيدنا الشيخ محمد أمين البغدادي كان يعني قد تربى في التقوى منذ صغر وهو يذكر أن مرة كانت امه تلبسه حزام من ذهب وهو طفل صغير عنده سبع ثمان سنين فدخل على شيخ من مشايخ التصوف الكبار فقال له ليس هذا لك يا محمد هو اسمه محمد أمين البغدادي محمد بن حسن فقال له ليس هذا لك يا محمد أنت رجل والذهب لا يصلح لرجال طبعا هو طفل صغير ويموز شرعا أنه يلبس الذهب لكن هو يريد أن يربي فيه هذه المسألة فخلعه وذهب وسلمه لامه قال له مش محتاجين الذهب يا سيدي ده هو كان يعني يعني طفل عنده سبع ثمان سنين يقوم بهذا يعني ده بيدلك على شيء من الصفاء والوفاء بيبقى بيكتنف هذا ذهب إلى سيدي عمر عمر ده اللي هو شيخه اللي رباه في السليمانية سيدي عمر ابن عثمان طويلة تلميذ خالد ذي الجناحين النقشبندي فإذا محمد أمين البغدادي تربى في الخانقاه أو الخلوة التي بناها عمر ابن عثمان طويلة وظل مع سيدي عمر يأخذ منه العلم وكذا إلى أن مات فلما مات طلب من سيدي محمد نجد ابن عمر والذي تولى مسؤولية الخانقاه أن يذهب إلى المدينة المنورة فذهب ثم جاء إلى مصر كان هناك شيخ عظيم من مشايخ النقشبندية ورد إلى مصر قبل ذلك اسمه محمد أمين الكردي ده محمد أمين البغدادي وده محمد أمين الكردي مات سنة أربعة عشر وجاء الشيخ محمد أمين البغدادي سنة أربعة عشر يعني هذا مات في أول السنة وهذا أتى في وسط السنة آخر السنة لما دخل الشيخ محمد أمين البغدادي انبهر الناس به وممن انبهر به الشيخ محمد راشد عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر واتبعه وكان امام الخاصة الخديوية والتف حوله كثير من الناس وجلسوا في الازدياد يعلمهم الطريقة النقشبندية وكان من اتباعه محمد باشا محمود رئيس الوزراء حينئذ فضيلة الدكتور في الحلقة القادمة إن شاء الله نكمل هذه الحلقات إن شاء الله كنتم مع طريقنا إلى الله مع تحيات أحمد بشتو وهيان فاروقميت

ملخص المحاضرة

- التبرك والتقديس في الإسلام ثابتٌ بالأدلة، فالنبي صلى الله عليه وسلم قدّس الكعبة والحجر الأسود وقبّله عند الطواف. - تبرك الصحابة بشعر النبي وعرقه، وكان صلى الله عليه وسلم يتبرك بالأماكن المقدسة كصلاته في جبل الطور. - حتى المنافق عبدالله بن أبي سلول طلب بردة النبي ليُكفن فيها تبركاً. - تناول الدكتور علي جمعة سيرة الشيخ محمد أمين البغدادي الكردي النقشبندي الذي ولد في السليمانية بالعراق عام 1286هـ. - تربى البغدادي على التقوى منذ صغره، ودخل مصر عام 1914م ومكث فيها 26 عاماً حتى وفاته عام 1940م. - أخذ البغدادي نحو ست طرق صوفية منها الأكبرية والبشطية والنقشبندية. - تربى على يد شيخه عمر بن عثمان طويلة تلميذ خالد النقشبندي. - انبهر به المصريون وتبعه كثيرون منهم الشيخ محمد راشد عضو هيئة كبار العلماء ومحمد باشا محمود رئيس الوزراء.

طريقنا إلى الله | ح29 | محمد أمين البغدادي | أ.د. علي جمعة

طريقنا إلى الله | ح29 | محمد أمين البغدادي | أ.د. علي جمعة - تصوف, شخصيات إسلامية, طريقنا إلى الله
إذاعة جمهورية مصر العربية من القاهرة تقدم "طريقنا إلى الله"، "طريقنا إلى الله" مع فضيلة الدكتور علي جمعة، الإعداد والتقديم أحمد بشتو، إخراج هيام فاروق. أهلاً بحضراتكم في هذه الحلقة الجديدة مع ضيفنا فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف. فضيلة الدكتور، لماذا يقال عن أهل... التصوف أنهم أهل بدع تقديس للأئمة والأشخاص والأماكن ربما أحياناً. بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. التقديس هو الاحترام، ورأينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو أولاً يقدس. قدس الكعبة، قدس الحجر الأسود، قال لعمر: ألا ههنا تسكب العبرات يا. يا عمر، كان يُقبِّل الحجر الأسود كلما طاف به، ويشير إلى الركن اليماني. عندما حلق رأسه الشريفة وزَّع شعره على أصحابه ليتبركوا به. كان الصحابة يترصدون عرق النبي صلى الله عليه وسلم حتى يضعوه في عطورهم، لأنه كان
فوَّاحاً عطراً يفوح منه المسك. وفي ليلة الإسراء والمعراج مرَّ سيدنا. مع جبريل على البراق على الطور، قال جبريل: "يا محمد، أتدري ما هذا؟ هذا الطور الذي كلم الله فيه موسى"، فنزل فصلى فيه ركعتين على جبل الطور. على جبل الطور، وصححه ابن حجر العسقلاني. إذاً سيدنا يتبرك بالمكان الذي كلم الله فيه موسى، ويتبرك الصحابة الكرام أمامه بشعره. الشريف ويتبرك به وبعرقه وبكل مكان، والحقيقة أن
هؤلاء الناس يثيرون عندي أنا شخصياً الضحك والاستغراب. الاستغراب يعني أمرنا بهذا، قال الذين غلبوا على أمرهم: "لنتخذن عليهم مسجداً"، لأنه ليس "لنتخذن عليهم" يعني ندفنهم أو نفعل، لا، هؤلاء عظموا شأنهم وتبركوا بهم، ويقاس على هذا كثير جداً من... الأدلة على تبرك الصحابة الكرام بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، وتبرك المسلمين بتلك الآثار إلى يومنا هذا، وعدم الالتفات إلى هذا الانحراف الفكري والوجداني والشعوري: المنافق عبد الله بن
أبي ابن سلول لما حضرته الوفاة أرسل إلى النبي: "ابعث لي بردتك (عباءتك) حتى أُدفن مكفناً فيها"، فأرسلها إليه النبي. معي ابن أيوب فتبرك بها المنافق يتبرك، وهؤلاء لا يريدون المسلمين أن يتبركوا، هذا أمر عجيب غريب. حلقة اليوم نتحدث فيها عن عالِم كبير ربما وضع بصمة كبيرة في علوم الصوفية في مصر وفي العالم، السيد محمد أمين البغدادي. السيد محمد أمين البغدادي هو محمد بن حسن بن عمر نور. كان الدين كردياً ونقشبندياً، وقد أخذ نحو ست طرق منها الأكبرية والبشطية والنقشبندية وغيرها. وُلِدَ
في السليمانية بشمال العراق في عام ألف ومائتين وستة وثمانين (١٢٨٦)، أي أنه ما زال متبقياً لنا على بداية القرن حوالي أربعة عشر عاماً، ثم جاء بعد ذلك عام ألف وثلاثمائة، وكان عام ألف وتسعمائة. مساوية لألف وثلاثمائة وسبعة عشر، يعني في عام ألف وتسعمائة كان عمره واحداً وثلاثين سنة. توفي في سنة ألف وتسعمائة وأربعين، ودخل مصر سنة ألف وتسعمائة وأربعة عشر، أي أنه مكث في مصر ستة وعشرين عاماً. عندما توفي عام ألف وتسعمائة وأربعين، كان قد بلغ من العمر
واحداً. وسبعين سنة، وعندما دُفِن، دُفِن في المكان الذي أصبح الآن طريق الأوتوستراد. كانت المنطقة كلها مقابر تُسمى مقابر المماليك القديمة. ثم عندما تم فتح طريق الأوتوستراد سنة ستة وستين، كان قد مكث في قبره هناك ستة وعشرين سنة أخرى، فنُقِل إلى مسجد الظاهر بيبرس الجاشنكير بعد مسجد سيدنا الحسين في الجمالية أمام حمام الجمالية. سيدنا الشيخ محمد أمين البغدادي كان قد تربى على التقوى منذ صغره وهو يذكر أنه مرة كانت أمه تلبسه حزاماً من ذهب وهو طفل
صغير عمره سبع أو ثماني سنوات، فدخل على شيخ من مشايخ التصوف الكبار فقال له: "ليس هذا لك يا محمد"، وكان اسمه محمد أمين البغدادي. بن حسن فقال له: "ليس هذا لك يا محمد، أنت رجل والذهب لا يصلح للرجال". طبعاً هو طفل صغير ويجوز شرعاً أن يلبس الذهب، لكنه يريد أن يربي فيه هذه المسألة، فخلعه وذهب وسلّمه لأمه. قال له: "لسنا محتاجين للذهب يا سيدي"، وكان يعني أنه طفل عنده... سبع أو ثمان سنوات يقوم بهذا، وهذا يدل على شيء من الصفاء والوفاء الذي كان يكتنف
هذا. ذهب إلى سيدي عمر، وهو شيخه الذي رباه في السليمانية. سيدي عمر ابن عثمان طويلة تلميذ خالد ذي الجناحين النقشبندي، فإذا محمد أمين البغدادي تربى في الخانقاه أو الخلوة التي بناها. عمر ابن عثمان طويلة ظل مع سيدي عمر يأخذ منه العلم وهكذا إلى أن مات. فلما مات طلب من سيدي محمد نجل ابن عمر والذي تولى مسؤولية الخانقاه أن يذهب إلى المدينة المنورة، فذهب ثم جاء إلى مصر. كان هناك شيخ عظيم من مشايخ النقشبندية قد
ورد إلى مصر قبل ذلك. اسمه محمد أمين الكردي، هذا محمد أمين البغدادي وهذا محمد أمين الكردي. توفي سنة أربعة عشر، وجاء الشيخ محمد أمين البغدادي سنة أربعة عشر، يعني هذا توفي في أول السنة وهذا أتى في وسط السنة أو آخر السنة. عندما دخل الشيخ محمد أمين البغدادي انبهر الناس به، وكان من بين المنبهرين به الشيخ. محمد راشد عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر واتبعه، وكان إمام الخاصة الخديوية والتف حوله كثير من الناس وجلسوا في الازدياد، يعلمهم الطريقة النقشبندية. وكان من أتباعه محمد باشا محمود رئيس الوزراء حينئذ. فضيلة الدكتور، في الحلقة القادمة إن شاء
الله نكمل هذه الحلقات إن شاء الله. كنتم مع طريقنا. إلى الله مع تحيات أحمد بشتو وهيان فاروق ميت