العلي | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه مع اسم من أسماء الله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها مع اسمه العلي فالله سبحانه وتعالى أعلى من كل شيء كما أنه أكبر من كل شيء وهو في ذاته علي وفي صفاته علي أفعاله هنا صفة تدعو المسلمين إلى ما أقره الإسلام من التوحيد، لا يتصور عقل المسلم إلا أن يكون ربنا سبحانه وتعالى عليا سبحانه
وتعالى، الرب رب والعبد عبد، وهناك فرق بين المخلوق والخالق، ولذلك ترى المسلمين أشد الناس بعدا عن الوثنيات، لا يعبدون صنما ولا وثنا ولا يقدسون شيئا من الحشرات ولا من الحيوانات ولا غير ذلك وينزهون الله سبحانه وتعالى عن أن يحل في مخلوقاته فليس هناك في السماوات والأرض مكان يليق بربنا أن يحل فيه وعلى ذلك فهو سبحانه وتعالى متفرد بالجلال والجمال والكمال لأنه هو العلي الأعلى سبح اسم ربك الأعلى فهو
سبحانه وتعالى الأعلى وهو العلي هناك من أسماء الله أسماء أذن الله لنا أن نستعملها في حياتنا الدنيا صفة للأشياء أو الأشخاص وهناك أسماء لم يأذن لنا الله سبحانه وتعالى أن نستعملها إلا له سبحانه ومن الأسماء التي نستعملها له وحده الله فلا يجوز لأحد أن يسمي نفسه الله ولم يسم أحد نفسه الحمد لله رب العالمين، ومن الأسماء هذه الرحمن، فالرحمن لا يتسمى به البشر، ولكن الرحيم صفة من
الصفات يمكن أن نسمي بها أو نصف بها شخصا، فنقول إن فلانا رحيم بالمؤمنين رؤوف رحيم عليه الصلاة والسلام، أو سميع أو بصير، فنقول إن فلانا سميع أو بصير فيجوز علي من الأسماء التي يجوز أن يتسمى بها البشر، ولذلك نجد سيدنا علي بن أبي طالب سمي بذلك لأنه قد نقلنا هذه الصفة من الوصفية إلى الاسمية، نقلنا الكلمة من الوصفية التي هي العلو يعني إلى الاسمية نسمي بها شخصا فنقول له يا علي، أما
الأعلى فلا، ولذلك لما قال فرعون أنا ربكم الأعلى كان إثما خارجا عن النطاق العظيم من الأسماء التي يمكن أن نسمي بها الأشياء، كل فارق قد يوضح العظيم وهنا فإن العلي المطلق الذي لا مثيل له والذي لا يعلوه علي والذي هو سبحانه وتعالى في نهاية الصفاء هي لله، يبقى ربنا عندما نأتي لنصفه بصفة يجوز أن نطلقها على الأشياء أو الأشخاص تكون في حقه مختلفة تماما عما هي للأشخاص، فإن الرحمة في قلب الإنسان إنما هي شفقة
في القلب، لكن الله منزه عن أن يكون له قلب كقلب الإنسان مخروطي هكذا فيه دم يذهب ويجيء، الله رب العالمين لا مثيل له لا شبيه له ما يخطر ببالك فالله بخلاف ذلك حرر الإنسان من الوثنية والحمد لله رب العالمين فعلوه سبحانه وتعالى ليس منسوبا إلى مكان وليس منسوبا إلى جسد لأن الله سبحانه وتعالى منزه عن الجسد ومنزه عن المكان ومنزه عن كل شيء قد خلقه في الأكوان لأنه هو الرحمن إلى لقاء آخر نستودعكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته