الغفار | من أسماء الله الحسنى | أ.د علي جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مع اسم من أسماء الله الحسنى، ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها، مع اسمه سبحانه وتعالى الغفار، وهذه صيغة مبالغة في اللغة العربية، وصيغة المبالغة معناها أنها تبالغ في الصفة التي في اسم الفاعل غافر الفاعل غافر، رحم اسم الفاعل راحم، ولكن هناك ما يسمى بصيغ المبالغة تبالغ في هذه الصفة التي في داخل اسم الفاعل، فالغافر من
قام بالغفران ولكن فعال غفار يعني أن هناك مبالغة في ذلك الغفران، رحمن فعلان، رحيم فعيل يعني أن هناك مبالغة في الرحمة، وربنا سبحانه وتعالى من أسمائه الذي يقبل التوبة من عباده يا ابن آدم لو قدمت تراب الأرض ذنوبا ثم جئتني تائبا لغفرت لك، هذا حديث يبين أن الله سبحانه وتعالى غفار مهما كثرت الذنوب ومهما
عظم شأنها فإننا لا نيأس من روح الله ولا من فضل الله ولا من رحمة الله ولا يمكن أن نغلق الباب على أنفسنا وليس على الخلق مع الله سبحانه وتعالى بعض من يمن الله سبحانه وتعالى عليه بشيء من الطاعة يقول كيف نسمح للناس أن تذنب وأن تتوب إلى الله ليس نحن الذين سمحنا رب العالمين هو الذي خلق الخلق وهو الذي وسعهم وهو الذي رحمهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ابن آدم خطاء وكلمة خطاء صيغة مبالغة من خاطئ
من الخطأ من الخطيئة والخطأ يحدث عن غير قصد والخطيئة تحدث عن قصد للإثم فكل بني آدم خطاؤون كثيرو الخطأ يتكرر منهم الخطأ وخير الخطائين التوابون والتواب يعني كثير التوبة إذن فالله سبحانه وتعالى ينادي ابن آدم ويقول له يا ابن آدم لو جئتني بقراب الأرض ذنوبا ثم جئتني تائبا لغفرت لك، هل يمكن للإنسان أن يأتي بتراب الأرض ذنوبا؟ فلنحسب عدد ذرات تراب الأرض ولنحسب عدد
لحظات حياة الإنسان، كم يعيش في هذه الأرض؟ مائة سنة فليكن ذلك، السنة بها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما. اليوم فيه أربع وعشرون ساعة، والساعة فيها ستون دقيقة، والدقيقة فيها ستون ثانية. اضرب كل هذا وانظر كم ثانية في حياة الإنسان. العدد الذي ستحصل عليه ستجده أنه في متر مربع أو مكعب من التراب يزيد كثيرا جدا على هذا العدد، فما بالك بالكرة الأرضية كم فيها من ذرات. للتراب لو جئت ربك وأنت مرتكب لهذا العدد
من الذنوب ثم جئته تائبا لغفر لك، هل تستطيع أن تذنب وأن تعصي ربك كل لحظة بشتى أنواع الذنوب؟ افعل هذا إن استطعت ثم عد إلى الله تائبا نادما فإن الله سبحانه وتعالى يغفر لك ذنوبك، هذه هي الحقيقة جمال لا يضاهى جمال وسعة وفتح لأبواب الرحمة ورجاء في وجه الله سبحانه وتعالى ليس بعده سعة ولا بعده رحمة فما الذي ينبغي علينا أمام هذه الرحمة وما الذي ينبغي علينا أمام هذا الفضل ينبغي علينا أن نستحي
من الله وأن نعود إليه سريعا وأن نستغل فضل الله ورحمته علينا بالعودة والمغفرة والاستغفار وطلب الغفران من رب العالمين فهو الغفار لا تيأس وإنما ارج وجهه